صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







"لا تستسلم للخوف"

أ. د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية

 


تحت هذا العنوان اللافت للنظر كتب القس فرانسيس جوردان، أخصائي العلاقات مع الإسلام في الفاتيكان، سبع نقاط توجيهية للذين يقومون بعملية التبشير مع المسلمين. وذلك بناء على توجيهات من البابا فرنسيس الذي لا يكل ولا يمل من اختلاق مختلف أنواع الفرق التي تتولي عمليات تبشير المسلمين، من مختلف الطبقات والتدرجات الاجتماعية والحرفية. مثلما لا يكف عن الإعلان عن تمسكه بقرارات مجمع الفاتيكان الثاني (1965)، التي تنص جميعها على محور واحد ولو ضمنا: اقتلاع الإسلام وتنصير العالم. مثلما لا يكف، في نفس الوقت، عن المطالبة بضرورة التكاتف من أجل إطفاء شعلة معاداة السامية التي لا تزال موجودة خاصة في أوروبا.

وفيما يلي مجرد ترجمة للبنود السبعة التي كتبها القس جوردان:


1 = لا تستسلم للخوف: فهو يجعل المرء عنيفا وأعمي؛

2 = لا تبدو معاديا للإسلام، لا يجب أن نكون ضد الشخاص وإنه لمن واجبنا أن نريهم الوجه الحقيقي للمسيح والرب. فذلك من حقهم جميعا. لذلك لا يجب أن نتهاون عن التبشير خاصة مع المسلمين؛

3 = لا تكن ضد الحوار، وإنما مع الحوار الصادق وخاصة: ليس الحوار الثقافي أو الدبلوماسي شكلا.. ومع العلم بأن الإسلام ليس ديانة إنجيلية، فلا يجب أن نتهاون أو نتخلى عن الحوار الديني معهم، خاصة ان المسلمين ينجذبون إلى المسائل الدينية؛

4 = الاستناد إلى الحقائق، تعاملوا بهدوء لكن بحزم وإصرار (فالمسلم لا يرضخ إلا أمام الصرامة). إن الحق له قوة مهولة، ومطاردة الحقيقة غير مجدية لأن العنف مفروض على نقيضه، وإنما بالبحث عن أن نفطمه عن الخطأ، بالصبر وخفة الدم. ولا تندرج في الاستخفاف بعقيدتنا التي هي الثالوث، والتجسد، والموت، والبعث، فذلك يعني رفض معرفة من نحن ومن هم. إن رفض الحقيقة هو في الواقع رفض الحوار. كما يجب إدانة محاولة القيام بمجاملة زائفة منتشرة وسهلة، لكنها في الواقع تعني هروبٌ جبان من المسئولية، تدفع إلى الاكتفاء بلغة تقليدية، ومجاملات جعجاعة، ولغو فاضي لا معني له.. وهو أمر شديد الحدوث في بعض اللقاءات. لأننا ننتهي بضياع الحقيقة من أجل الحفاظ بأي ثمن على "العلاقة" مع المسلم. وهو ما يعني نقص خطير في الشجاعة. فلا يمكننا ادعاء أننا نحب القريب (الذي هنا هو المسلم)، إن لم نكن صادقين معه، ولا أن نفهمه بالتخلي عن الحقيقة. فأن نتجرأ على إدراك أنه لا توجد سوي فروق طفيفة في الدرجة بين الإسلام والإسلام السياسي، وليست فروق في النوعية، وذلك بسبب وجهة نظر مشتركة لهم للقرآن، فهي فكرة ساحقة وعنيفة عن الله. لذلك لا بد من استبعاد ما هو مخالف للحقيقة والأخطاء والجهل، إن لم تكن أكاذيب من جانب الذين لديهم تكوين ما، لكنهم لا يريدون رؤية الحقيقة.
فعلي سبيل المثال، ذلك الزعم الشهير بالجذع المشترك بيننا وبينهم بشجرة أبراهام، (يقصد سيدنا إبراهيم)، فهي خطأ فادح لاهوتي أساسي، بما إن الإسلام يستبعد الإنجيل ويجهل تماما مشروع التحالف الإنجيلي (بين اليهود والنصارى)، وهي القاعدة الحاسمة لكل قصة الخلاص؛

5 = التمسك بالحرية، التي هي قوة كبيرة ودامغة، خاصة الحرية الدينية (وهي من حق الإنسان، ولا يمكن إنكارها، وهو ما يرفضه الإسلام تحديدا، وإن كان يجاهد لإخفائها عن نفسه وعن الآخرين)؛

6 = ممارسة المنطق النقدي الحديث في المجال الديني والإصرار عليه. إنه معيار الحق الذي لا يمكن التعتيم عليه في ثقافتنا اليوم. والمسلمون ممنوعون إلى حد ما من ممارسته، وهي مأساة كبري بالنسبة لهم، وهشاشة كبري.. فعلي سبيل المثال يجب الإعلان عن غموض القرآن، الشديد الوضوح للجميع، بما فيهم المسلمون أنفسهم؛

7 = التزوّد بمعارف حول الإسلام وعن إيماننا المسيحي. ولننتهز فرصة حريتنا المسيحية لنعمل على تقوية معارفنا وإيماننا، ونحن نصلي لأنفسنا وللآخرين.
وهنا تنتهي النقاط السبعة التي كتبها القس فرانسيس جوردان، بتوجيه من البابا..
* ولا يبقي إلا أن اضيف رجاء، خاصة لكل الذين يشاركون في عمليات الحوار بأنواعه، الرسمية وغير الرسمية، بل وحتى في الحياة اليومية.. فالحوار يعني في كل نصوص الفاتيكان: مناقشة الآخر وتنصيره، وعدم المساس بالعقائد المسيحية، ـ التي تمت صياغتها عبر المجامع على مر العصور..
* إقرأوا نصوصهم الرسمية، إقرأوا ما يفرضونه على أتباعهم من عمليات غش وخداع، فهم أول من يعلم كيف نُسجت الأناجيل، وكيف فُرضت محتوياتها بمحاكم التفتيش التي استمرت لما بعد القرن السادس عشر، وكيف تسلل الأتباع بل والعديد من الرهبان عقب مجمع الفاتيكان الثاني الذي برأ اليهود من دم المسيح، بعد أن صاغوا المسيحية ونسجوا أحداثها بناء على هذه التهمة التي جعلت منهم "قتلة الرب لمدة ألفا عام"، ثم برأوهم بكل جبروت على حساب عقول الأتباع الذين تحكمهم بيد من حديد..

* ثقوا أن الأناجيل كتبها القساوسة؛
* وأن مدينة الناصرة لم تكن موجودة حتى القرن الثاني عشر؛
* وأنه لا توجد أية وثائق تاريخية عن يسوع المسيح؛
* وأن البابوات سمحوا بمحو التاريخ؛
* وأن الأناجيل ليست وثائق تاريخية؛
* وأن إثني عشرة قرنا من تاريخ المسيحية لا أثر له..
 

زينب عبد العزيز
17 سبتمبر 2021
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
 
  • مقالات
  • كتب
  • أبحاث علمية
  • Français
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط