اطبع هذه الصفحة


عقد اقتلاع الشر

أ. د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية

 


لن أكف عن ترديد وتأكيد أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر هي إحدى ثمار وقرارات المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني (1965)، الذي قرر اقتلاع اليسار، وقد تم وفي نفس الموعد المحدد له. ومن أهم ما قرره إضافة إلى اقتلاع اليسار حتى لا تبقي هناك أية أنظمة بديلة عن الرأسمالية المتحكمة في العالم: توصيل الإنجيل لكافة البشر، اقتلاع الإسلام، وتنصير العالم.
فحينما بدأت الألفية الثالثة ولم يتم تنصير العالم وفقا لمجمع الفاتيكان (1965)، قرر مجلس الكنائس العالمي تحديد العقد الذي بدأ في يناير 2001 لاقتلاع الإسلام، وأسند بهذه المهمة الي الولايات المتحدة الأمريكية على أنها القوي العسكرية المتفردة بعد انهيار الإتحاد السوفيتي باختلاق البابا يوحنا بولس الثاني حزب تضامن في بولندا، بلده، وسياسة ريجان، وجورباتشوف كعميل من الداخل، والتفاصيل معروفة..

وكان القرار الصادر عن مجلس الكنائس العالمي يتضمن إسناد مهلة عشر سنوات للولايات المتحدة لاقتلاع ما أطلق عليه "محور الشر". وفي 11 سبتمبر 2001، أي بعد ثمانية أشهر تقريبا من قرار مجلس الكنائس العالمي فجّرت الولايات المتحدة الأبراج الثلاثة، بزعم أن بعض المسلمين هم الذين قاموا بذلك، لتتلفع بشرعية دولية تبرر لها ما قررت القيام به. وبدأت حملة مطاردة المسلمين وبلدانهم بهذه الحجة السابقة التجهيز.

وأذيع الخبر أول مرة على جميع اذاعات العالم وتليفزيوناتها، بالتفاصيل المعروفة، وكانت تتضمن من ضمن ما أذيع لحظتها أن ألفان من الصهاينة تخلفوا عن الذهاب إلى مكاتبهم، في الأبراج، لإصابتهم جميعا بدور برد فجأة.. وكأنهم قد قاموا بضبط ساعات أيديهم لتبدأ معها موجة الإصابة بالبرد في التوقيت المحدد. وذلك ما قلته آنذاك ساخرة في أحد البرامج التليفزيونية..
وبخلاف البرجان المزعوم إصابتهما بطائرة إسلامية النزعة، انهار البرج الثالث المكون من 42 طابقا، بنفس نظام الهدم تحت السيطرة، دون أن يمسه أي شيء، لا طائرة، ولا صاروخ، ولا حتى ذبابة دايخة.. وهو البرج الذي كان به وثائق المخابرات المركزية وكل ما أرادوا التخلص منه.

وأغض الطرف عن كل التفاصيل التي باتت معروفة، لأذكّر بشيء واحد تم بعد ثلاثة أيام من التفجير، وهو إصدار قوانين مكتوبة ومعلنة، تبلغ حوالي ألف صفحة، ألف صفحة مليئة بالقوانين المكتوبة على الآلة الكاتبة، في ثلاثة أيام، لتوضيح كيفية السيطرة على شعوب الولايات المتحدة لكيلا يعترض أي شخص، وتوجيه الضربات للشعوب الإسلامية، والقبض على من ارتكبوا الحدث، الخ..
ولو تأملنا حجم هذه الصفحات الألف من القوانين المدنية والعسكرية والحربية التي ظهرت وتم الإعلان عنها بعد أيام ثلاثة من الحدث، لأدركنا يقينا أنها كانت معدة مسبقا مع الترتيبات التي اتخذوها لتنفيذ جريمتهم وتقديم حفنة من المسلمين كذريعة لتنفيذ قرار مجلس الكنائس العالمي، وضرب الإسلام والمسلمين أينما كانت بلدانهم لينتهي في ذلك العام الأول من العقد الأول للألفية الجديدة وقد تم تنصير العالم!
ومن البديهي ان تختفي الوثائق التي تسببت أو تؤكد تنفيذ هذه الجريمة بأيدي تلك الولايات المتحدة. وما أكثر ما كُتب بعد ذلك، ويكفي لمن لا يزال يجادل أن يفتح موقع reopen9/11 الذي انشأه يعض الأمناء ليذهل من كم الوثائق والأدلة التي تدين هؤلاء القتلة.

أما عن مجلس الكنائس العالمي فما أن أصدر أوامره للولايات المتحدة حتى بادر بشرح أهدافه، ليوضح أن عقد اقتلاع الشر يعني: أن الكنائس في بحثها عن المصالحة أصدر مجلس الكنائس العالمي قراره وهو بمثابة حركة عالمية تهدف إلى تقوية الوقاية من العنف وأيضا مواقع السلام القائمة وإلهام تكوين غيرها. فوفقا لأحد المواقع الرسمية التي أنشأتها كل كنيسة من كنائس المجلس العالمي، فإن عقد اقتلاع الشر يعني:

1): * دعوة لتدبر المسائل المتعلقة بالعنف والاّ عنف؛
* أنها مسيرة دينية للأفراد والكنائس والحركات الأخرى؛
* وسيلة للدراسة والتدبر؛
* مساحة للمشاريع الخلاقة التي تهدف إلى الحيطة من العنف والتغلب عليه؛

2): * وعقد اقتلاع الشر يطالبنا بما يلي:
* بأن نعمل معا من أجل السلام والعدل والمصالحة على كافة المستويات المحلية والإقليمية والعالمية. وأن نتناول إقامة السلام بصورة جديدة وفقا ومطابقة لروح الإنجيل؛
* التبادل أو التعاون مع الجماعات المحلية والحركات العلمانية وأتباع الديانات الأخرى بغية تفادي العنف وتصعيد ثقافة السلام؛
* أن نساير كل الذين هم باستمرار ضحايا العنف والتضامن مع كل الذين يعملون من أجل العدل، والسلام، وحماية الخليقة؛
* أن نندم سويا عن تضامنهم مع العنف، والالتزام بتأمل لاهوتي بحيث نستبق روح ومنطق وممارسة العنف.

من أجل ذلك فإن عقد "اقتلاع الشر" سيسمح بالتعريف بمبادرات الكنائس والمنظمات المسكونية والحركات المدنية هزيمة مختلف أشكال العنف أو تكوين شبكات فيما بينهم. إن مجلس الكنائس العالمي عليه بحث اقامة نقط اتصال مع أهداف وبرامج وبنية العقد الدولي للأمم المتحدة من أجل تفعيل ثقافة اللا عنف والسلام لصالح أطفال العالم (2001 ـ 2010).

* أهداف عقد اقتلاع الشر:
* من أجل إقامة السلام من الضواحي الي وسط حياة وشهادة الكنيسة، وإقامة تحالفات أكثر متانة ومن أجل تشجيع التفاهم بين الكنائس والشبكات والحركات التي تعمل من أجل ثقافة السلام، فإن أهداف عقد "اقتلاع الشر" هي ما يلي:

* الاهتمام بصورة شاملة بمختلف اشكال العنف، المباشر والبنيوي، في العائلات والجماعات على الصعيد الدولي، واستخراج درس التحاليل المحلية وفي مناطق العنف وسبل التغلب عليها؛
* وضع الكنائس في حالة هزم روح ومنطق وممارسة العنف؛ وفض أي تبرير ديني للعنف؛ إعادة تأكيد روح المصالحة وعدم العنف الحالي؛
* خلق مفهوم جديد للأمن، الواضح من التعاون والجماعة بدلا من السيطرة والمنافسة.
* الاستماع إلى روحانيات جهود إقامة السلام في الأديان الأخرى للتعاون مع مجتمعاتهم بحثا عن السلام، ووضع الكنائس في حالة تأمل في سوء الاستخدام الذي تمارسه المجتمعات التعددية من الهويات لدينية والعرقية.

* ادانة التسليح المتزايد لعالمنا وخاصة سهولة انتشار الأسلحة الخفيفة.
كان كل ما تقدم هو نَص البيان المنشور على موقع مجلس الكنائس العالمي، وقد حُذف بالطبع نص القرار الذي أصدره وكلف به الولايات المتحدة لتبدأ عملية اقتلاع الشر، الذي هو الإسلام في نظرهم..
ليت كل من لا يزال يتشكك رغم المكتوب في هذا البيان الكنسي، وكل ما سبق وكتبته منذ ذلك الحدث الإجرامي الكنسي، أن يقوم بعملية حسابية بسيطة يجمع فيها عدد البلدان التي دمرتها الولايات المتحدة بناء على ذلك القرار الفاتيكاني أصلا، منذ تاريخه وحتى يومنا هذا، فالعقد انتهي لكن القرار لا يزال ساريا..
وأن يجمع عدد ملايين المسلمين الذين راحوا ضحيته وعدد المدن التي تم دكها بالأرض.


زينب عبد العزيز
30 سبتمبر 2021
 

 
  • مقالات
  • كتب
  • أبحاث علمية
  • Français
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط