اطبع هذه الصفحة


الذكري التاسعة عشر لغزو العراق

أ. د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية



في العشرين من شهر مارس 2022 مرت الذكري التاسعة عشر لغزو العراق سنة 2003 من كلا ممن يُطلق عليهما دول عظمي: الولايات المتحدة وبريطانيا.. مما أدي إلى احتلال مدمر وكاسح لكل ما هو إنساني في العراق، بسبب حجة اختلقاها ولا أساس لها..

وطوال التسعة عشر عاما الماضية عانت العراق من الرعب والهدم والتدمير المتواصل نتيجة لكل ما فرضته فرق الظلم الأسود، اللا إنساني، الذي مارسته تلكما الدولتين على العراق وعلى كل سكانها، وما خلّفته تلك الفرق الغازية على البيئة.. ولا تزال آثاره الوحشية الشديدة العنف والظلم الإجرامي باقية.

إن هدم البنية التحتية والتخلف الشديد الذي انعكس على الاقتصاد وتدهور مستوي التعليم واختلاق الفرق المتناحرة ليست سوي شذرات مما خلفته تلك الحرب الظالمة وما واكبها من احتلال غاشم لا يمت إلي العقل والمنطق بأي صلة.

ولقد خضع العراقيون المدنيون إلى أبشع الجرائم وأكثرها قبحا ومهانة تفوق الوصف. فلم ينسي التاريخ بل ولم تخبو بعد أصداء سجن أبو غريب الشهير بوحشيته التي جابت الآفاق. إذ أصبح المكان الأساس الذي يُزج فيه المعتقلين العراقيون، حيث خضعوا لإهانات وآلام وحشية بهيمية العنف من التعذيب الجسدي والمعنوي، فهم الذين نشروا صور فضائح التعذيب التي جابت الآفاق.

بل لقد عرف العراقيون، نساء ورجالا، ما لم يُسمع عنه من قبل من مستوي أو أنواع الإجرام والإهانات والاغتصابات والتعذيب بالعديد من الوسائل، خاصة بالكهرباء ـ كما هو واضح في الصورة بعاليه. فهي تعكس ما فيه الكفاية من التناقض بين الضحية التي يتم صعقها بشحنات الكهرباء وبين ذلك الجندي الصليبي الذي يعبث بعدم اكتراث في شيء ما بين يديه بعد أن أدي مهمته الإجرامية.

لقد تعرض العراقيون لأبشع وأقبح أنواع التعذيب، رجالا ونساءً في ذلك السجن اللعين، الشهير بسمعته التي طافت الآفاق ولم يرفع أحدا صوته في ذلك الغرب الصليبي المتعصب المنزوع القلب والمشاعر.. لم يحرك أحدا ساكنا حيال ذلك التدمير والاقتلاع الذي تم للا سبب، بل لسبب كاذب تم اختلاقه للاستيلاء على ثروات العراق المادية والتاريخية والفنية.

تسعة عشر عاما مضت ولم يصدر ع ذلك الغرب المتغطرس أي اعتذار رسمي ولا أية تعويضات، بل ولا أية إعادة لكل ما نهبته تلكما الدولتين العاتيتان في عنفهما واستعمارهما بل وهدمهما للبلدان الاسلامية..

بل لم نسمع عن اية محكمة دولية تم تكوينها لتعويض العراق عن كل ما تم هدمه ودكه، بل عن كل ما تم نهبه، إذ بدأت تلك الحرب الإجرامية بعد أن تم تفريغ متاحف العراق وسرقة كل مقتنياتها، مرورا بكل ما هو ثابت من سرقات علنية أو هدم ودك للبنية الأساسية للعراق وشعبه.
بل إن كل ما سمعنا عنه مؤخرا، وأشرت إليه في حينه، أن البابا فرانسيس قد قام بزيارة رسمية للعراق، للتأكد من إعادة غرس صليبية صلبة الانغراس، رغم أنه لا أساس تاريخي لها إلا التزوير والتغيير والتبديل، منذ ابتدعوها حتى يومنا هذا.. ورغمها فالبابا فرانسيس يواصل فرض ما نشأت عليه عقيدة تم اختلاقها ويجاهد لفرضها على العالم..


زينب عبد العزيز
23 مارس 2022

 

 
  • مقالات
  • كتب
  • أبحاث علمية
  • Français
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط