اطبع هذه الصفحة


القتل العرقى لسكان الأمريكتين !..
إلى البابا بنديكت السادس عشر مع تحياتى ..
( 21 / 5 / 2007 )

الدكتورة زينب عبدالعزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية


بعد أن تألق فى خطابه بجامعة راتسبون ، فى سبتمبر 2006 ، بتأكيده التفوق المطلق للمسيحية وعقلانيتها ، وسبّه المتعمّد للإسلام ونبيه عليه صلوات الله ، ها هو البابا بنديكت السادس عشر يركل الهنود الحُمْر مبررا إبادتهم ، متكتما على أكبر عملية قتل عرقى لا مثيل لها فى التاريخ ..

ففى الخطاب الإفتتاحى للدورة الخامسة لأساقفة أمريكا اللاتينية ، يوم 13 مايو الحالى ، ببلدة أباريسيدا ، فى ختام زيارته للبرازيل ، رأى البابا أنه : " بالنسبة لهم ، كان غزو أمريكا يعنى إستقبال المسيح ، الإله الذى كان أباؤهم يجهلونه ، غير مدركين ، ويبحثون عنه فى تراثهم الدينى الثرى (...) وفعلا ، الإعلان عن يسوع وإنجيله لم يتضمّن فى أى لحظة من اللحظات أية عداوة للثقافات الهندية ، ولم يكن أبداً بمثابة فرض ثقافة خارجية" ..

وقد أثارت هذه التصريحات ، والعديد غيرها ، موجة عارمة من التعليقات من جانب الجماعات الهندية ، يتسع مداها من الإعتراض التام ، إلى استخدام عبارة القتل العرقى ، مرورا بالتعتيم على التاريخ ، وصدام الحضارات ، والجهل بالتاريخ، والجهل بكتابات القس بارتولوميه دى لاس كازاس ، وإتهام البابا بالكذب والتزوير !. ومساء يوم الجمعة ، 18 مايو الحالى ، أعلن هوجو شافيز ، رئيس فينزويلا ، فى حديث معلن فى الإذاعة والتليفزيون ، مطالبا البابا بنديكت السادس عشر بتقديم إعتذاره لهنود أمريكا اللاتينية عن تلك التصريحات التى قالها عن تبشير القارة ، موضحا : " لقد جرى شىء أكثر بشاعة من المحرقة التى وقعت أثناء الحرب العالمية الثانية ، ولا يمكن لأى شخص إنكار ذلك ، ولا يمكن لقداسته أن ينكر محرقة الأبوريجين على هذه الأرض ".

وإذا ما ترجمنا الحدثين بالأرقام ، فإن محرقة العصر الحديث تقدّر بستة آلاف شخصا ، أما المحرقة التى سببها الغزاة الكاثوليك الإسبان فتتعدى الثمانين مليونا من البشر. وقد إختتم شافيز حديثه قائلا : " إن قول الحق لا يهين أى أحد " !.
وأول ملاحظة نبدأ بها هى : التعتيم على تلك الوقعة فى وسائل الإعلام وحصرها بسرعة لافتة ، خاصة طلب الرئيس هوجو شافيز من البابا ليقدم الإعتذار عن تصريحاته التى تخالف الحقيقة التاريخية المعاشة ، كما تم سحبها من أغلب المواقع الإلكترونية التى نشرتها.

لذلك يبدو من المفيد والهام معا أن نرجع إلى كتابات الأب لاس كازاس ، إلى ذلك القس الفرانسيسكانى الذى كان قد سافر مع الغزاة عام 1502 للإشتراك فى عمليات التبشير ، لكنه سرعان ما أصابه الهلع والإعياء من العننف و الوحشية التى مارسها إولئك الغزاة على الأهالى وعدم الإكتراث بحياة الهنود ، خاصة فى كوبا ، حيث بدأت رحلته وشاهد من المذابح ما أصابه بالجذع . فراح يدوّن ما عاصره فى عمل ضخم مكون من ثلاثة أجزاء تضم 2310 صفحة. وكان المخطوط قد ظل ممنوعا من النشر لمدة ثلاثة قرون. ثم تم نشره بالإسبانية عام 1986 ، ثم تمت ترجمته إلى الفرنسية و نشر عام 2002.

وكان الأب بارتولوميه قد قام بالعديد من المحاولات للدفاع عن حياة السكان الأصليين. ففى عام 1531 كتب "رسالة إلى مجلس الأمريكتين" ، حيث تساءل فيها : "لماذا إذن بدلا من إرسال خراف آمنة لتنصير الذئاب ، أرسلتم ذئابا جائعة ، مستبدة طاغية ، قامت بتقطيع الأهالى ، وقتل وإزلال وإرهاب الحملان الوادعة ؟"..
إلا أنه واجه مقاومة شديدة من الغزاة المستعمرين وثورتهم عليه. وقد هوجم حتى إضطر إلى الإستقرار فى أحد الأديرة ليكرس حياته للكتابة. وبخلاف ذلك الكتاب المكون من ثلاثة مجلدات ، كان لاس كازاس قد كتب "إختصار شديد لهدم الأمريكتين" عام 1552 ، وأرسله إلى ملك إسبانيا دون فيليب ، وتم نشره أثناء حياته. وهو عبارة عن وثيقة إتهام كتبها من واقع الحياة من حوله ، وضمّنها كل الأهوال والبشاعات والمآسى التى إرتكبها الغزاة وأطماعهم. الأمر الذى ضاعف من مواقف العنف ضده حتى بعد وفاته.

فقد رأينا الإستشهاد ببعض الفقرات الواردة بهذا الكتاب الصغير ، المكوّن من 154 صفحة ، لنعطى فكرة سريعة عن مجرى الأحداث آنذاك ، آملين أن تعيد الحياة إلى صرخات الأب لاس كازاس ، الذى تم إعتباره عن وجه حق ، أول المدافعين عن حق الهنود الحمر المقهورين. وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتناول المذابح التى دارت على تلك القارة بصورة إجمالية ، وإنما تناول ما حدث فى كل جزء منها حتى فى أصغر الجزر :

" ما أن وصل الإسبان إلى تلك الحملان الوادعة حتى انهالوا عليهم كالذئاب والنمور والأسود الضارية الجائعة. ومنذ أربعين عاما وحتى اليوم ، لم يكفو عن تقطيعهم وقتلهم ومضايقتهم وابتلائهم وتعذيبهم وتهديمهم بطرق وحشية غريبة ، مبتدعة ومتعددة، لم نرها ولم نقرأ عنها ولم نسمع عنها من قبل. سأقص بعضا منها فيما بعد. ولقد كانت هذه الجرائم من البشاعة حتى أنه من ثلاثة ملايين نسمة على هذه الجزيرة لا يبقى منهم اليوم حاوالى مائتين " (صفحة 50 ).

" خلال هذه الأعوام الأربعين مات هنا أكثر من اثنى عشر مليونا من الرجال والنساء والأطفال ظلما وعن غير وجه حق ، بسبب طغيان المسيحيين وأعمالهم الجهنمية. أنه رقم صحيح صادق. وفى الواقع انه أكثر من خمسة عشر مليونا" (صفحات 51 – 52 ).

" بدأ المسيحيون المجازر وأعمال العنف البشعة باحصنتهم وسيوفهم وحرابهم ضد الهنود. كانوا يدخلون القرى ولا يتركون فيها حيا لا أطفال ولا مسنين ولا نساء حوامل أو مرضعات إلا وبقروا بطونهم ومزقوهم إربا ، وكأنهم يهاجمون قطيع من الخراف المختبئة فى حظائرهم. وكانوا يتراهنون على من منهم يمكنه شق رجل بضربة سكين ، أو أن يقطع عنقه بضربة سيف ، أو يدلق أمعاؤه بطعنة واحدة! وكانوا ينزعون الأطفال وهى ترضع ويمسكونها من أقدامها ويهشمون رؤسهم على الصخور. وكانوا يلقون بغيرهم فى النهر وهم يضحكون ، وعندما يسقط الطفل فى الماء يصيحون : " إرتعص أيها الغبى !" . وكانوا يخرقون الأطفال وإمهاتهم وكل من معهم بالسيوف. ويقيمون المشانق الطويلة ويعلقون عليها جماعات مكونة من ثلاثة عشر شخصا ، تحية للمسيح وحوارييه ، ويشعلون نيرانا خافتة تحتهم حتى يحترقون ببطء وهم أحياء. بينما يقيدون غيرهم على كومة من التبن الجاف ويشعلون فيهم النيران ، بينما يفصلون أيدى البعض ويتركونها مدلاه من الجلد ويطلبون منهم إبلاغ الرسالة للفارين من عذاب الغزاة .. أما رؤساء القبائل فكانوا يشعلون لهم راكية بالسياخ كشى الخراف ويشعلون تحتهم النيران الخافتة حتى يموتوا بصيحات وآلام مرعبة " (صفحة 55).

" لقد أدخلوا الأهالى بحيلة ماكرة فى هنجر للقش وأشعلوا فيهم النيران واحترقوا جميعا وهم أحياء. أما الباقون فقد قتلوهم بالحراب وبالسيوف. أما الملكة أناكاونا فقد أعدمها الغزاة تكريما لها. وكان بعض المسيحيين يأخذون بعض الأطفال بزعم حمايتهم ثم يردفونهم على الجياد ويأتى أحد الإسبان بحربة ويدفعها لتخترق الطفل حتى رأسه. وإذا ما وجدوا طفلا على الأرض بتروا له ساقيه بالسيف " (صفحة 60 ).

" إن هذا الحاكم وفرقته قد اخترعوا وسائل جديدة من الوحشية والتعذيب لإجبار الأهالى على الكشف عن الذهب وتسليمه لهم. وخلال حملة من هذه الحملات قام أحد ضباطه بقتل أكثر من أربعين الف شخصا لسرقة ما لديهم من ذهب قبل إبادتهم بفرقته. وقد كان القس فرانسيسكو سان رومان حاضرا وشاهد المذبحة بعينيه. وكان الضابط قد أمر بالقتل بالسيف وبالحرق أحياء ، وقذف بهم إلى الكلاب الوحشية المدربة على نهش الآدميين بعد أن نكّل بهم بأشد أنواع العذاب " (صفحة 70 ).
" عند الفجر وبينما كان الأبرياء نائمون بجوار زوجاتهم وأبنائهم ، قام الغزاة بحرق القرية وكلها من القش فاحترق الجميع أحياء أطفالا ونساء ورجالا قبل أن يفيقوا من الصدمة. كانوا يقتلون من يشاؤن ، ويعذبون حتى الموت من يأسرونهم أحياء لكى يدلوهم على الطريق إلى القرى الأخرى التى بها الذهب. ومن بقى منهم قاموا بكيّهم بالنار وجعلهم عبيدا. وعند إنطفاء الحرائق بدأ الإسبان فى البحث عن الذهب الموجود تحت أنقاض البيوت. وبهذا الأسلوب الهمجى وبتلك الأفعال المشينة تصرف القائد وكل المسيحيين الذين كانوا تحت إمرته ، وذلك من 1514 إلى 1521 أو 1522 (...). وكان ضباط الملك يقومون بنفس الشىء ، وكل واحد منهم يرسل خدمه للحصول على الذهب ، ورئيس الأساقفة فى هذه المملكة كان يرسل خدمه أيضا للحصول على نصيبه من الغنيمة"(صفحة 71 ).

" فى عام 1518 أخذ من يقولون على أنفسهم أنهم مسيحيون ، راحوا ينهبون ويقتلون بينما يدّعون أنهم يعمّرون هذه البلاد. ومن 1518 وحتى اليوم ، فى 1542 ، قد مارس المسيحيون فى بلاد الإنديز من الظلم والعنف والطغيان ما فاق الوصف. وذلك لأن المسيحيين قد فقدوا خشية الله وخشية الملك ونسوا من هم أصلا. إن عمليات النهب والوحشية والإغتيالات والهدم وتهجير الأهالى ، والسرقات والعنف وأعمال الطغيان التى مارسوها فى عدة ممالك من هذه الأرض من الكثرة والأضرار البالغة بحيث أن كل ما قلته فيما سبق لا يعد شيئا بالمقارنة بما تم فى هذه المنطقة ، حتى وإن قلت كل شىء ، لأننى أكتم الكثير. فهو لا يقارن لا عددا ولا من حيث الأضرار ، من سنة 1518 حتى يومنا هذا فى 1542 " ( صفحة 78 ).

" لقد ذهب أحد الإسبان لصيد الغزلان أو الأرانب مع كلابه ، ولم يجد شيئا يصطاده. وفى طريق العودة كانت كلابه جائعة ، فأخذ طفلا من أمه وراح يقطع ذراعيه وساقيه والقى لكل كلب نصيب أولا ، ثم القى بباقى الجسد على الأرض لينهال عليه الكلاب" (صفحة 101 ).

" تلك هى أفعال الإسبان الذين ذهبوا إلى بلاد الهنود الحمر ، وما أكثر عدد المرات التى باعوا فيها المسيح أو أنكروه من أجل تعطشهم للذهب" (صفحة 104 ).
" على جميع المسيحيين الحقيقيين ، أو حتى من هم ليسوا كذلك أن يعلموا ما يلى ، ويحكموا إن كانوا قد سمعوا من قبل على مثل هذا الحدث : لكى يطعم الإسبان كلابهم كانوا يأخذون معهم فى الطريق الكثير من الهنود الموثقين بالسلاسل ويسيرون كقطيع الخنازير. وكان الإسبان يقتلون منهم ويقيمون مجزرة علنية من اللحم البشرى ، ويقول أحدهم للآخر : إقرضنى ربع من أحد هؤلاء الأغبياء لأطعم كلابى إلى أن أذبح آخرا ! وكأنهم يتبادلون أرباع من الخنازير أو من الخراف " (صفحة 148 ).

"أننى أعلن أمام الله وبكل ما أومن به أننى لم أشر إلا إلى أقل من عُشر ما حدث من حيث العنف والكم والقتل والخسائر والتهجير والسرقات والنهب والقسوة والفظاظة، وخاصة العنف والظلم الذى وقع على الأهالى فى هذه البلاد فيما مضى وحتى يومنا هذا" ( صفحة 148).
" لقد إنتهيت من هذا الكتيّب فى بلدة فالنس فى 8 ديسمبر 1532 ، فى الوقت الذى لا يزال فيه العنف والقهر والطغيان والمذابح والسرقات والهدم والخراب والدمار والإبادة والعذاب والمصائب التى أشرت إليها لا تزال تمارس بكل قوة وفى كل مكان فى الإنديز وحيث يوجد مسيحيون. إن المسيحيين أكثر وحشية وبغضا فى بعض المناطق أكثر من غيرها " ( صفحة 154 ).

أمن ضرورة لتحديد أنه لا تخلو صفحة من صفحات هذا الكتيّب المرير المستفذ ، من مثل هذه النصوص البشعة التى إقترفها المسيحيون باسم الصليب لفرض مسيحية الفاتيكان ، - وهى مآسى لا تزال ترتكب حتى يومنا هذا بلا هوادة..
لذلك أتوجه إلى قداسة البابا بنديكت السادس عشر لأسأله : ألم تكف الفا عام تقريبا من المذابح والقتل المتعمّد لفهم أن عملية التبشير التى تقودها المؤسسة الفاتيكانية لا تتمشى مع العقل ولا مع المنطق ولا مع معنى كلمة الإنسانية ؟ الفا عام لجأت فيها المؤسسة التى تترأسونها إلى المحارق وإلى حد السيف وإلى محاكم التفتيش والتعذيب .. لقد قام زميلك البابا جريجوار التاسع عام 1224 بإقرار الحرق بالنار كوسيلة من وسائل التعذيب ، وفى عام 1244 قام زميلك الآخر ، البابا إينوسنت الرابع بالسماح بالتعذيب فى إجراءات محاكم التفتيش وذلك لفرض المسيحية الكاثوليكية على الناس ! ولا نقول شيئا عن كل تلك الفرق المكوّنة من مختلف الأعمار ، حتى من الأطفال – المستخدمون من أجل تنصير العالم حاليا ، أو كل تلك المنظمات من الفرسان ، فرسان المعبد و التيوتيون والإسبتارية ، و خاصة فرسان مالطة الذين لا يزالوا يواصلون عملياتهم الصليبية من أجل تنصير العالم ! ألم تدركوا سيادتكم ، بعد قرابة الفى عام من المجازر والقهر والتحايل الذى تم ويتم باسم السيد المسيح والكاثوليكية ، فى جميع البلاد وبين كافة الشعوب ، على مر العصور ، أن الناس قد ضجت وملّت من القمع وتشعر بالإهانة وبالحرمان من أبجدية حقها فى أن تعيش حياتها كما تريد هى ، دون تدخل المبشرين ؟!

ألم يحن الوقت بعد ليكف ذلك الظلم الذى تقوده مؤسستكم وأن تكف خاصة لعبة الكيل بمكيالين التى تسببت فى مآسى الشرق الأوسط وغيره من البلاد ؟ فلو لم تكن تلك التبرأة الشهيرة لليهود من دم المسيح ، التى إبتدعها مجمع الفاتيكان الثانى ، لما تم إغتصاب أرض فلسطين ! ومع ذلك ، ورغم كل ذلك الإجرام الصارخ ، الذى يناقض نصوصكم المقدسة ، فإن زميلكم السابق ، البابا يوحنا بولس الثانى قد عرف كيف يقدم الإعتذارات التى أصر عليها الصهاينة عن تلك المحرقة التى تمت فى العصر الحديث ، وأصروا على تكرار الإعتذار فى أكثر من مناسبة !!
ترى هل كل تلك الملايين من البشر التى تم قتلها وتقطيعها ورميها للكلاب أو حرقها أحياء ، فى الأمريكتين ، والذين تمت إبادتهم من على الأرض مع حضارتهم وثقافتهم ، ألا يستحقون منك أبسط تعبير إنسانى وأن تقدم لهم الإعتذار باسم تلك المؤسسة الفاتيكانية " المجيدة" ؟!
ترى هل كل ذلك المليار ونصف من المسلمين الذين أهنتهم عن عمد بالنيل من الإسلام ونبيه ، والإصرار بتشبث غريب على إلغاء ثمانية قرون من الإسهام الثقافى والحضارى للمسلمين من الجذور الأوربية ، ألا يستحق ذلك تقديم الإعتذار من جانبكم ؟!

مع كل الإحترام الواجب لشخصكم ولثقافتكم التاريخية وللمنصب الذى تحتلونه ، فلا يمكننى إلا أن أضيف : إن التعتيم على مذابح القتل العرقى وعلى الإهانات المتعمّدة التى تمت ، يستوجب ممن يحمل لقب " نائب يسوع المسيح " أى : "ممثل الإله على الأرض" (بما أن يسوع قد تم تأليهه فى مجمع نيقية عام 325 ) أن يكون عادلا ، ومنصفا ، ودون أى تحيّز تجاه الجميع .

والمؤسف أنه بعد عدة أيام من ذلك الخطاب ، وكمثل عادته دوما فى التحايل للتقليل من التعليقات التى تثيرها خطبه خارج الفاتيكان ، مثلما فعل عقب خطابه فى بولندا ، ثم فى راتسبون ، وفى البرازيل ، على حد قول جريدة لاكروا الفرنسية اليوم، ها هو البابا يبادر يوم الأربعاء ، 23 مايو الحالى ، ليعدّل من تصريحاته وتحريفه للتاريخ ، ليقول بعض الجمل الإعتراضية عند حديثه عن ذكريات الرحلة قائلا : "كانت هناك بعض المعاناة .. وبعض الظلم الذى واكب الإستعمار الإسبانى للأمريكتين" ..

وبذلك يسدل الستار ، وتخفت الأصوات ، وتستمر اللعبة ..

 

الدكتورة زينب
  • مقالات
  • كتب
  • أبحاث علمية
  • Français
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط