اطبع هذه الصفحة


فتوى فضيلة الشيخ عبدالله الغنيمان
في مناصرة طالبان والقنوت لها وحكم الوقوف مع دول الكفر

 
فضيلة الشيخ/ عبد الله بن محمد الغنيمان ......................حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
تعلمون حفظكم الله ما يجري على أرض أفغانستان وتحزب الأحزاب من كل أصقاع الأرض على قتالهم ، ومما يزيد الأمر أن الدول المجاورة قد قطعت أسباب النصرة عنها وحيث قد ارتفعت أصوات من أهل الإسلام وبعض أهل العلم بالوقوف ضد حكومة طالبان وشعب أفغانستان مع أمريكا وحزبها .
1 ـ فما ترون حفظكم الله في حكم مناصرة حكومة طالبان وشعبها ؟ .
2 ـ ما حكم من وقف مع الأحزاب ــ أمريكا وبريطانيا ومن معهم ــ ضد طالبان وشعبها ؟
3 ـ هل هذه نازلة في المسلمين يشرع فيها القنوت لهم والدعاء على عدوهم ؟
والله يحفظكم ويرعاكم .

الجواب :


قبل الجواب على هذه الأسئلة اقدم نصيحة للأمة الإسلامية عموما فأقول :
أولا :
عند النظر لما جرى ويجري من الحرب الأمريكية وحلفائهم يتبين أنهم لم يحددوا الهدف الذي يسمونها الإرهاب ، وهم لم يثبتوا أن الهجوم الذي وقع في أمريكا من فعل الأفغان أو بتعاونهم كما هو معلوم للعالم كله ، وعلى ذلك يتبين أن مفهوم الإرهاب عندهم هو الإسلام ، فعليه : هي حرب صليبية ، وقد صرح بذلك عدد من كبار قادتهم كالرئيس الأمريكي وهذا أمر ليس جديدا ، بل هو يجري في دمائهم وقد أخبرنا ربنا تبارك وتعالى بذلك فقال ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) وقال تعالى ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم أن استطاعوا ) ولهذا ما يفعله اليهود في فلسطين من قتل الأطفال والنساء والصغير والكبير وإهلاك الحرث والنسل .. لم يكن إرهابا في نظر الأمريكيين ، بل يقع برعايتهم وحمايتهم ، لأن القتل على المسلمين .
وإذا أخذ أحدهم حجرا يدافع به عن نفسه صار إرهابيا .

ثانيا :
يظهر من مقاصدهم من هذه الحرب إذلال الدول الإسلامية وإرغامها على الخضوع لأمريكا وحماية دولة اليهود من أي خطر يمكن أن يهددها .

ثالثا :

من الواضح أنهم لن يكتفوا بالقضاء على دولة طالبان ، بل سيتتبعون دول الإسلام ومنظماته ، ولا سيما من له أثر في الدعوة أو التمسك بتعاليم الإسلام ، وقد صرح رئيسهم بذلك ، فهم يخططون له ويسعون إليه بما يمكنهم .

رابعا :

يجب على قادة المسلمين من ملوك ورؤساء أن يعتبروا بما جرى ، فيحملهم ذلك على الاتفاق والعمل على حماية بلادهم وشعوبهم ، وأن يتمسكوا بدينهم ويستغنوا بما منحهم الله من ثروات بلادهم فيحافظوا عليها ويمنعوها عدوهم الذي يحاربهم بها ، وأن يعملوا بكل ما يستطيعون من الاستغناء عن عدوهم ويستغلوا هذه الثروات المعدنية والبشرية حتى تحصل لهم القوة والعزة ويمتثلوا أمر ربهم تعالى ، لقوله ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) وقوله تعالى ( يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ) .

خامسا :
يجب على المسلمين عموما أن يقفوا صفا واحدا ضد عدوهم وأن يحذروا كيده فإنه يسعى للإيقاع بينهم وضرب بعضهم ببعض حتى يضعفوا ويصبحوا في قبضة عدوهم ويحرصوا على الانضباط ووحدة الكلمة والصف وتقارب القلوب فإن ذلك من أسباب النصر بإذن الله تعالى .

أما الجواب على الأسئلة فنقول :
يجب مناصرة المسلمين من الأفغان وغيرهم على الكفار في دفاعهم عن دينهم وبلادهم وأعراضهم قال الله تعالى ( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ) فيجب نصرهم حسب الإمكان .
وأما الوقوف مع دول الكفر على المسلمين ومعاونتهم عليهم فإنه يجعل فاعل ذلك منهم ، قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) والآيات في هذا كثيرة .
وأما القنوت فهو أقل ما يفعله المسلم في مثل هذه النازلة ، وقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم القنوت في النوازل كما قنت لما قتل القراء الذين أرسلهم إلى رعل وذكوان وبعد وقعة أحد ، وغير ذلك ، فالواجب على المسلم الاتجاه إلى ربه بالدعاء دائما في الوتر وغيره بل في جميع أوقاته و أحواله .
أسأل الله تعالى أن يلطف بالمسلمين وأن يجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن .
وصلى الله على نبيا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كتبه رئيس قسم الدراسات العليا سابقا
في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة
عبدالله بن محمد الغنيمان
الثلاثاء 29 / رجب / 1422 هـ

 

فتاوى وبيانات