اطبع هذه الصفحة


تلخيص ورقة صناعة الاستدلال العقدي للشيخ عبدالله العجيري من كتاب [صناعة التفكير العقدي]

خالد البلوشي
5alid_aj@

 
بسم الله الرحمن الرحيم

 

تلخيص ورقة صناعة الاستدلال العقدي للشيخ عبدالله العجيري من كتاب [صناعة التفكير العقدي] :-


المبحث الأول : [الاستدلال العقدي .. قضايا مفاهيمية].


*أهميـة الاستـدلال الـعقـدي*


متى كانت عملية الاستدلال صحيحة فإنها ستفرز تصوراً عقدياً صحيحاً ، ومتى كانت فاسدة أو ضعيفة فإن ذلك قد يسبب اضطراباً في طبيعة التصور العقدي.

الاستدلال العقدي مقام متعين واجبٌ في التصور الإسلامي فليس للإنسان أن يعتقد شيئاً دون برهنة وتدليل ، قال الله ﴿قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين﴾ [الأحقاف: ٤] فتأمل كيف طالبهم سبحانه بالدليل العقلي أو النقلي على تصورهم العقدي.

*مفهـوم الاستـدلال العـقدي*


الاستدلال في حقيقته : "طلب الدليل المرشد إلى المطلوب ، فهي عملية عقليك فطرية مبنية على النظر والتأمل يُراد منها التوصل إلى الحجة والبرهان على صحة المعرفة بقضية ما أو بطلانه".

فالاستدلال العقدي : "هو طلب الدليل الموصل إلى تحقيق القول في قولٍ عقدي ، بحيث يصل الناظر إلى قناعة بصحة هذا القول أو بطلانه أو رجحانه أو مرجوحيته أو يتوقف فيها".

*الغـرض من الاستـدلال العـقـدي*


أغراض الاستدلال العقدي تنحصر في غرضين أساسيين بينهما قدر من التباين والاشتراك :

-الاستدلال للبرهنة على صحة المطلوب.
-الاستدلال لمحاججة الخصم وإبطال قوله.

أما وجه الاشتراك بين المقامين فواضح من جهة كون الاستدلال في المقام الأول أحد أدوات تحقيق المقام الثاني.

أما وجه الفرق فمن كون الأدوات المستعملة لتحقيق القناعة الذاتية غير مطابقة ضرورة للأدوات المستعملة لتحقيق قناعة الغير ، فدائرة الاستدلال في مقام تثبيت المبدأ العقدي أضيق من مقام المحاججة والجدل مع الخصوم ، والأدوات والتقنيات المستعملة في الأول أقل منها في الثاني.

*وجوب التناسب بين قوة الدليل العقدي وطبيعة القضية العقدية*


الأصول العقدية الكبرى التي هي من قبيل الضروريات لا يصح أن يتم الاستدلال عليها بالأدلة الظنية المحتملة أو المشتبهة ، بل ما كان هذا شأنه من العقائد فأدلته ينبغي أن تكون من جنسه من القطعيات.

*الأصل في أدلة الوحي كفايتها في إثبات العقائد*


إحداث العقائد مذموم وهو من الإحداث البدعي المحرم الذي تناوله خطاب الشرع بالذم.

إحداث صياغة للدليل العقدي مع خلوه من المضامين الدلالية الحادثة : الأصل التجوز في شأن الصياغات متى كانت المعاني صحيحة ، خصوصاً إذا احتيج لإحداث صياغة ، ولكن ينبغي مراعاة أن التعبير باصطلاح الشارع أولى متى ما قدر عليه فإنه أبعد عن إيهام الغلط أو حرف مسار الاستدلال.

إحداث استدلال عقدي بنص شرعي صحيح غير مسبوق إليه على المسألة ، جائز بلا إشكال ، ويشترط فيه التأكد من سلامة الاستدلال بالتزام اصوله وقواعده.

إحداث استدلال عقدي داخل في عموم دليل شرعي معتبر جائز بشرط تحقق اندراجه ، مثلاً :
من أفراد الأدلة العقلية في إثبات الكمالات لله [قياس الأولى] فإحداث استدلال تفصيلي مندرج تحت مفهوم قياس الأولى جائز بشرط اندارجه تحته ، ولا يمنع منه لمجرد عدم السبق إلى صورته.

المبحث الثاني : [الاستدلال العقدي .. الأهمية والأخطار ] :


*أهمية الاستدلال العقدي*


تنبع أهمية الاستدلال العقدي من جملة من الأمور:

1.أهمية و شرف علم الاعتقاد.

2.توفير أداة للوصول إلى المعتقد الحق ، وفرز المعتقدات الصحيحة من الباطلة.

3.توفير أدوات وآليات الإقناع بحصة التصور العقدي.

4.تحقيق عبودية الله بإقامة المعتقد على الحجج والبراهين لا على التقليد المحض ، أو متابعة لدين الآباء والأجداد.

5.تمام الموافقة للسنة ، فليس من قصد الشارع مجرد موافقة الحق ، وإنما قصده أن يصادفه بالطريقة الصحيحة.

6.تحقيق وحدة الصف واجتماع الكلمة ، بالتوافق على منهج الاستدلال الشرعي.

*آثار الإخلال بالاستدلال العقدي*


للخلل الداخل على عملية الاستدلال العقدي آثار خطيرة ومنها :

1.دخول قدر من الخلل في التصور العقدي ، إذ الإخلال في الاستدلال مفضٍ إلى ذلك ، وقد يفضي إلى تصور مغلوط أو منقوص عما يريده الشارع.

2.توليد حالة الاضطراب والحيرة العقدية ، فالاضطراب في البنية الاستدلالية لا يقيم تصوراً عقدياً مرشحاً للبقاء والاستمرارية ، بل يخلق حالة من التوتر والاضطراب العقدي.

3.الخطأ في الاستدلال العقدي يفتح المجال للمخالف أن يستطيل على المستدل المخطئ ، بل ويفتح له المجال للاستطالة على الحق ذاته.

المبحث الثالث : [الاستدلال العقدي .. مقدمات ومنطلقات] :


*مقدمات يجب استحضارها قبل الخوض في تفاصيل العملية الاستدلالية *


ومن هذه المقدمات :


1.وجوب تجريد النفس من الهوى.

2.ضرورة تعظيم الدليل والإذعان لدلالته.

3.صدق اللجأ إلى الله وتطلب هدايته.

المبحث الرابع : [الاستدلال العقدي .. البنية والمنهج] :


*أصول داخلة في بنية العملية الاستدلالية*


للعملية الاستدلالية أصول منهجية تمثل لب العملية الاستدلالية وعليها يقوم بنيانه ومن أهمها :


1.تحقيق التصور السليم للمسألة محل البحث.

2.فرز مصادر الاستدلال وتمييز رتبها ، وعملية الفرز هذه تتناول جهات عديدة فمن تلك الجهات :

-من جهة الاعتبار وعدم الاعتبار.
-من جهة الصحة والضعف.
-من جهة القطع والظن.
-من جهة الإحكام والتشابه.

3.ضبط العلاقة بين مصادر الاستدلال المعتبرة

4.ضبط أدوات الفهم لمصادر الاستدلال.

5.جمع الأدلة الشرعية في المسألة العقدية المبحوثة.

6.مراعاة دلالة السياق في عملية الاستدلال.

7.التنبه إلى لوازم العملية الاستدلالية.

8.دفع الاعتراضات عن الاستدلال العقدي.

المبحث الخامس [الاستدلال العقدي .. التقنية والآليات] :


*تقنيات لا تدخل في صلب العملية الاستدلالية ، ولكن لها تأثير لا يُنكر على نفسية المتلقي*


تقنيات يمكن أن يكون لها تأثير في تقوية البنية الاستدلالية :


1.تحزيم الأدلة بحيث يتم تتبع الأدلة التفصيلية الجزئية في المسألة العقدية ، ثم ضم النظير إلى النظير منها لتكون أنواعاً دلالية كلية ، فإذا نوزع الباحث في دلالة دليل جزئي على الحكم العقدي ، فيمكن أن يظل الأصل الدلالي الكلي متماسكا.

2.حشد الأدلة والتكثير منها بحيث أن تضم صحيح الأدلة إلى شيء من الضعيف طلباً لتضافر الأدلة وتعاضدها وتكثيرها ، والمعول في الحقيقة على الصحيح دون الضعيف ، لكن تلك الضعاف إن لم تنفع لم تضر ، وهي تساهم في ملء القالب الاستدلالي كمّاً ، بما قد يؤثر في بعض الطبائع النفسية والتي يهولها كم الأدلة

3.ترتيب الأدلة بحسب أنواع الأدلة ، وأنماط الترتيب متعددة و أشهرها ترتيبها بحسب أنواع الأدلة فيقدم الأشرف فتعرض القرآن ثم السنة ثم الإجماع ، ولعل الأليق في اسلوب عرض الأدلة ما قُدمت فيه الأدلة الأكثر إحكاماً وقوة في تحقيق المطلوب.


خالد البلوشي.
حساب تويتر :
5alid_aj@
 

فوائد وفرائد
  • فوائد وفرائد من كتب العقيدة
  • فوائد وفرائد من كتب الفقه
  • فوائد وفرائد من كتب التفسير
  • فوائد وفرائد من كتب الحديث
  • فوائد وفرائد منوعة
  • غرد بفوائد كتاب
  • فوائد وفرائد قيدها: المسلم
  • فوائد وفرائد قيدها: عِلْمِيَّاتُ
  • الرئيسية