اطبع هذه الصفحة


قلائد العقيان
من مجالس تفسير القرآن
مجموع فوائد درس: التعليق على تفسير الجلالين، في واحد وثلاثين مجلسًا، على فضيلة الشيخ الدكتور/عبد الله بن صالح العبيد
(٧٢١) فائدة

فوائد وفرائد قيدها وانتقاها:
وليد القيسي

 
بسم الله الرحمن الرحيم


المجلس الأول

1- تنزيل الآيات التي نزلت في شأن الكفار على المؤمنين لا إشكال فيه من حيث الاتفاق في الصفات، لا من حيث تنزيل الأحكام.
2-  أول من أحدث الترادف المطلق هم الجهمية.
3- الصحاح للجوهري عند أهل اللغة كصحيح البخاري عند أهل الحديث.
4- الخلاف المئوي، وهو ما تجاوزت الأقوال فيه ١٠٠ قول، ومن أمثلته الخلاف في المراد بالحروف المقطعة (حروف التهجي). ولو جمعت مسائل هذا النوع لكان ذلك مفيدًا.
5-  البسملة في الفاتحة ليست كالبسملة في غيرها من السور.
6-  أقوى الأدلة على أن البسملة من القرآن إجماع الصحابة على كتابتها في المصاحف مع إجماعهم على تجريد المصاحف مما ليس بقرآن.
7- الخطأ في الكتاب ليس كالخطأ في الخطاب، لأن الكتاب يمكن تحريره وضبطه.
8- أكثر الخلاف في عد الآيات جاء في سورة طه، وليس في البقرة إلا موضع واحد فيه اختلاف، وهو آية الكرسي.
9- جلال الدين المحلي يرى أن ما ليس من القراءات السبع شاذ، خلافا للسيوطي الذي يرى أن الشاذ ما ليس من القراءات العشر.
10-      كل التوابع لا يحسن الابتداء بها في القراءة، كالتمييز والحال ونحوهما.
11-      إذا قال الجلالان "وفي قراءة" فهي متواترة، وإذا قال "وقرئ" فهي شاذة، وهذا اصطلاح تابعا فيه الكواشي.
12-      أول من قال عد الآي اجتهادي الباقلاني.
13-      كون حواء خلقت من ضلع آدم مجمع عليه وخالف الجهمية.
14-      لم يلتزم المصنفان قراءة بعينها في التفسير بل كانا يختاران من القراءات، كما وقع ذلك للبخاري وغيره ويفسر ذلك أن لهم اختيار.
15-      فسر السيوطي "ختم" بطبع، وهو تفسير للفظ بما يقاربه وإلا فالطبع أشد من الختم.
16-      حفظ الله رسم كتابه العزيز على صورة واحدة وإلا لكان كلما عرض لحاكم رأي غير فيه.
17-      من حِكَمِ البدء بالبسملة في كل سورة أن القرآن كله مبني على الرحمة.
18-      أول آية فيها التفات في ترتيب المصحف﴿ إِيّاكَ نَعبُدُ وَإِيّاكَ نَستَعينُ ﴾.
19-      تسهيل الهمز هاء في القراءات لحن جلي وممن كتب فيه مايابا الشنقيطي.
20-      في قوله تعالى (وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) لقبح فعلهم لم ينف عنهم العقل وغيره لكن نفى عنهم الشعور لعظم سوءه، وإلا فحتى البهائم تشعر.
21-      في تفسير الجلالين (ولا تلبسوا) تخلطوا (الحق) الذي أنزلت عليكم (بالباطل) في بعض النسخ تغيرونه وبعضها تفترونه.
22-      من الأفكار البحثية التي ذكرها الشيخ تتبع استعمالات الزمخشري.

المجلس الثاني

23-      من أقوى معايير الأولية في صحة القول وقوته "الاختصاص"، وهو أن يختص طالب بشيخ، مثل: اختصاص علي بن أبي طلحة عن ابن عباس.
24-      كلمة الفوائد عند السلف يراد به أغاليط الرواة، كفوائد الحنائي وتمام إلخ.
25-      من أحسن بحوث أحكام الإدغام بحث سيبويه له في الكتاب.
26-      كل بلى في القرآن يحسن الوقف عليها إلا إذا نُسقت كقول الله جل وعلا (بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ)، وفيه ستة أقوال هذا أحسنها.
27-      في كل القرآن لفظ رب المنادى ليس فيه ياء، للاكتفاء بالكسرة عنه، إلا في قراءة أبي جعفر بالضم ربُ.

المجلس الثالث

28-       ما يوصف في القرآن بأنه زائد، لا يقصد به أنه لا فائدة منه، بل له ثلاث فوائد:
§       تقوية الجملة من حيث الفخامة في اللغة والبلاغة.
§       تقوية صورة الجملة في الرسم كما في لفظة الربا، فإنها ترسم بواو وألف.
§       الجمال الصوتي. كما في الشعر كلما زادت التفاعيل كان أجمل وأفخم لزيادة النغم-وهو الصوت-، ولذلك كان بحر الكامل والطويل أجمل من الرجز-حمار الشعراء-.
29-       الأصل في اللغة الإتيان بالعام ثم الخاص، كقولنا رحيم رؤوف، وإنما كانت في القرآن {رَءُوفٌ رَحِيمٌ}، لرعاية الفاصلة-وهي آخر الآية-، وسميت بالفاصلة هربًا من لفظة السجع. والسجع والفاصلة مبحث بلاغي.
30-      أكثر فواصل الآيات بالنون ونسبة ذلك من القرآن ٥١٪؜، وقد تكون السورة نونية وتجد بعض آياتها تنتهي بالميم، وذلك للشبه الحاصل في الصوت.
31-      لا يرى شيخ الإسلام التناوب بين الأدوات لأن له مدخلًا في المجاز. ونصف البلاغة في الأدوات، والآخر في المفردات.
32-      {غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ} الباغي والمعتدي هو الآكل للمحرمات المذكورة من غير ضرورة، وهذا أولى من تخصيص الباغي بالخارج على المسلمين، والمعتدي بقاطع الطريق.
33-      جمع المذكر والمؤنث السالمين يفيد القلة غالبًا عند سيبويه، ومن مشايخ الشيخ من يرى أن السياق هو ما يحدد ذلك.
34-      القول بأن القرآن نزل كاملًا في رمضان في بيت العزة في السماء الدنيا، أفضل من القول بأنه نزل ابتداءً في رمضان؛ لأن هذا هو المشهور عن السلف. ولا يشكل أن الله تكلم به في الحوادث إلا في ذهن المبتدع!
35-      إدخال آية الدعاء (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي...) بين آيات الصيام فيه إشارة إلى أن الدعاء وقت الصيام مظنة الإجابة.

المجلس الرابع([1])

36-      سرية عبد الله بن جحش-رضي الله عنه-هي خامس السرايا التي بعثها النبي صلى الله عليه وسلم (وليست الأولى كما ذكر المؤلف).
37-      في قوله تعالى (وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) شاهد نحوي على عدم اشتراط تكرار حرف الجر عند عطف مجرور آخر.
38-      قال ابن القيم في الحكمة من كون عدة المطلقة ثلاثة قروء-أي ولم يكن قرءً واحدًا، لأن المقصد استبراء الرحم فقط ولا رجعة للزوج-: الطلقة الثالثة لما كانت من جنس الأولتين أعطيت حكمهما ليكون باب الطلاق كله واحدا فلا يختلف حكمه.
ثم قال: وقيل بل عدتها حيضة واحدة وهو اختيار أبي الحسن ابن اللبان فإن كان مسبوقا بالإجماع فالصواب اتباع الإجماع وألا يلتفت إلى قوله، وإن لم يكن في المسألة إجماع فقوله قوي ظاهر. [إعلام الموقعين 300/3 ط ابن الجوزي] وذكر نحوه في [زاد المعاد 597/5 ط الرسالة].
39-      لا يقتصر في التفسير على المعنى اللغوي، فالنكاح يأتي للعقد وهو الأغلب في القرآن ويأتي للجماع كما في قوله (حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ).
40-      (أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) في البقرة، أما في سورة الطلاق (أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) ولفظ التسريح يفيد إعطاء كامل الحقوق، أما الفراق فهو إعراض عن الشيء.
41-      إذا اجتمع لفظ (أزكى) و (أطهر) في القرآن فهو غالبا في أعمال القلوب.
42-      في قوله تعالى (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ) اللام للمِلْك ويترتب على ذلك عدة أحكام فقهية منها: وجوب النفقة للوالد على الولد، ويجوز للوالد الأخذ من مال ولده (أنت ومالك لأبيك)، ولا يُقطع بمال ولده في السرقة، ولا يُقتل الوالد بالولد، وللوالد الرجوع في الهبة للولد، وهناك غير هذه الأحكام الخمسة.
43-      إذا اجتمع في القرآن (واسع) و (عليم) فهناك فِعل لله، وفعل للمكلَّف غالبا.
44-      من منهج الإمام أحمد في الترجيح أنه إذا رأى اختلافا في رواية الحديث نظر في عمل الصحابة فقدَّمه، مثل حديث (يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب...) ومثل حديث (أفطر الحاجم والمحجوم) وغيرهما.
45-      لفظ (شَىْء) هكذا في رسم المصحف كله إلا في موضع واحد في القرآن كُتبت بألف قبل الياء.﴿ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَاْىْءٍ﴾ [ الكهف: 23].
46-      من الأمثال المخيفة في القرآن قوله تعالى (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ...).
47-      في قوله بعد آيات الإنفاق (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا) دلالة على أن من يوفق للإنفاق في سبيل الله يوفق لخير كثير ولو قل ما ينفقه، فالصدقة لها آثار عظيمة: تُفتح بها أبواب كثيرة من الخير، وتَصرِف كثيرا من الشر.
48-      ﴿ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ) فيه أن المستحب قد يكون أفضل من الواجب، فالمستحب العفو، والواجب الإنظار. ولذلك نظائر حسن أن تجمع، مثل السلام ورَدِّه، والوضوء ثلاثا وواحدة.
49-      {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا}، لو تتأمل كل فترات عز المسلمين تجد أنها قائمة على هذه الثلاثة أو بعضها.
50-      إذا جاءت نعوت الله جملة فالأفضل الوقوف على كل نعت منها، مثل (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) والعشرة وقوف بآية الكرسي وغيرها.
51-      الكلمة الواحدة قد يقولها الصحابي ويقولها أهل البدع وكل منهم يقصد بها شيء، كتفسير الكرسي بالعلم مثلًا، ابن جرير فسره بالعلم في آية الكرسي فقط وذلك لمقتضى الآية ولا يقصد حصره في هذا المعنى كأهل البدع.

المجلس الخامس

52-      فرق بين طرق الحكم وحفظ الحقوق ومن أحسن من بيَّن الفرق بينهما ابن القيم في الطرق الحكمية.
53-      إذا ذكر الله القلب في العقوبة دل على شدة الألم.
54-      قوله تعالى (لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ) أي ولا والد وهو معنى الكلالة عند العرب.
55-      الخلاف في عدّ آي آل عمران الصحيح أنه في عد الآيات لا في البسملة.
56-      الجهمية يرون ترادف الصفات ترادف تضمين واشتمال، وأهل السنة يرونها دلالة تلازم (تحتاج تأكد).
57-      كان السلف يتركون الصلاة وقت السحر وينشغلون بالاستغفار.
58-      الدعاة يلون الانبياء في الفضل لأنه رتب ذكر هؤلاء مع هؤلاء، قال تعالى: {...وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آل عمران: 21].
59-      قوله تعالى (بِيَدِكَ الْخَيْرُ) الخير ليس من آيات المقابلة (حتى يقال والشر) ذكر ذلك شيخ الاسلام وابن القيم في شفاء العليل.
60-      قوله تعالى (وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا) على القاعدة "إنباتا "وغاير هنا لفائدة أنها شاركت في تربيتها وتزكيتها ورعايتها.
61-      المحراب عند العرب كل غرفة لا يصعد اليها إلا بسُلم.
62-      غالب التسبيح في القرآن يراد به الصلاة.
63-      قوله تعالى (عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) قال السيوطي: أي على أهل زمانك، كأنه أراد إخراج خديجة وفاطمة رضي الله عنهما.
64-      قوله تعالى (أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ) عامة السلف أن الله حبس لسانه، قال ابن عباس اعتقل لسانه.
65-      كان الطير الذي يحييه عيسى عليه السلام يموت بعد أن يتوارى عنهم لبيان عِظم خلق الله تعالى.
66-      الجمل المتقابلة في القرآن يغلب عليها الوصل لا الوقف.
67-      لابد في العالم بالوقوف أن يكون عالما بالعربية والتفسير والأداء، وأفضل كتاب في الوقف كتاب الداني "المكتفى"، وأولى من يعتبر قوله في الوقف والابتداء من كان عالمًا بالعربية.
68-      قوله تعالى (وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ)، فيه خبث اليهود وأنهم تنادوا ألا يعلموا أحدًا من المسلمين.

المجلس السادس([2])

69-      التقديم والتأخير من أعظم جماليات القرآن، {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} تقدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان، لسبب من الأسباب المقتضية للتقديم وهي الاختصاص.
70-      ليس من الصواب التعامل مع كل خبر بالحمل على المجاز، (عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ) فلا يقال تعبير عن شدة الغضب بالعض على الأنامل مجازًا، لأنه ما المانع أن يكون ذلك حقيقة؟
71-      قد يكون رسم المصحف موافقًا لقراءة خارجة عن قراءة العشرة، كما في {يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ}، فهي على هذا الرسم موافقة لقراءة الحسن، ولا زال هذا الأسلوب في كلام أهل اليمن.
72-      (أفإين) وضعت الياء إشارة إلى كسرة الهمزة، لعدم ما يشير إلى الكسرة عندهم غير الإشارة بالحرف.
73-      سعيد بن جبير يرى أنه لم يقتل نبي في حال القتال وهو رأي شيخ الإسلام، وظاهر القرآن ورأي ابن عباس بخلاف ذلك. قال تعالى {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ} وفي قراءة (قُتِلَ).
74-      {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} الرعب أشد الخوف.
75-      الأفضل في التفسير: تفسير الاسم بالاسم، والفعل بالفعل، والمشدد بالمشدد. كصنيع السيوطي حيث قال: "(وليمحِّص) يميِّز."
76-      {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا} وفي قراءة (قُتِّلوا) بالتشديد. وفي الآية [على القراءة الأخرى] توثيق لما حصل في معركة أحد من شدة القتل، لأنه مثِّل بهم.
77-      {وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} حرف "أنَّ" لا يوجد في مصحف ابن مسعود رضي الله عنه.
78-      أعظم تفسير في تاريخ الإسلام في توجيه القراءات، وبيان أوجه الإعراب هو تفسير أبي حيان. [البحر المحيط]
79-      قد ينسب الشيء لغير صاحبه في القرآن للإشارة إلى معنى، {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} مع أن المال مالهم، إشارة لوجوب العناية به كما تعتني بمالك. {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} مع أن البيت بيت الرجل، لكن نسب لهن لكثرة المكوث والملازمة.
80-      من المفيد في كسب ملكة معرفة أصول الاشتقاق، اعتياد مراجعة كتاب مقاييس اللغة لابن فارس، وكذلك الفروق لأبي هلال العسكري.
81-      في الفرق بين الصدور والقلوب في القرآن قال ابن القيم في بدائع الفوائد: وتأمل السر في قوله تعالى: {يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} ولم يقل قلوبهم، والصدر هو ساحة القلب، وهو بمنزلة الدهليز وبيته، فمنه تدخل الواردات إليه فتجتمع في الصدر ثم تلج في القلب، ومن القلب تخرج الأوامر، والإرادات إلى الصدر، ثم تتفرق على الجنود. ومن فهم هذا فهم قوله تعالى: {وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ}، فالشيطان يدخل إلى ساحة القلب وبيته ويلقي ما يريد إلقاءه إلى القلب. فهو موسوس في الصدر وسوسة واصلة إلى القلب. انتهى كلامه.
82-      من أصول قراءة نافع أنه يقرأ {يـُحْـزِنـكَ} وما شابهه بضم الياء وكسر الزاي حيث ورد إلا {لَا يَـحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ} فإنه فتح الياء وضم الزاي مثل سائر القراء، وشيخه أبو جعفر بخلافه؛ فيقرأ (يَحْزُنك) بفتح الياء وضم الزاي إلا {لَا يُحْزِنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ} فإنه ضم الياء وكسر الزاي.
83-       في قوله (تساءلون به والأرحامِ) دليل على جواز حذف الخافض دون النصب على نزعه.
84-      في قوله {وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ} اتفق القراء على أن الوقف على (ولأبويه) قبيح؛ حتى لا يكون المعنى أن له النصف مثلها.

المجلس السابع([3])

85-      قول السيوطي في تفسير "ما" في قوله تعالى {... غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا...} "فمن"، مبني على رأيه الذي يذهب فيه إلى أن من للعاقل وما لغير العاقل.
86-      اتفق أهل العلم على قدر الكراهة في بيع المضطر لحديث النبي ﷺ في النهي عن بيع المضطر، واختلفوا في تحريمه. وينبغي على أهل الورع أن يعطوا المضطر المحتاج للمال ما تطيب به نفسه، وألا تستغل حاجته.
87-      قال السيوطي: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ} مسلطون"، وهو صحيح، وقول ابن عباس أولى وألطف حيث قال: "أمراء".
88-      الجنب في الأفصح تطلق على المفرد والمثنى والجمع، وهناك لغة أخرى فصيحة بغير ذلك حيث يكون المثنى والجمع على بابهما. والغالب أن القرآن يعبر بالأفصح، وقد يعبر بالفصيح دون الأفصح لأن القرآن ديوان العرب!
89-      جمهور أهل العلم على أن التيمم يكون بالتراب الطاهر، ومن أهل العلم من يرى أن التيمم بكل ما صعد على وجه الأرض، وهو اختيار ابن تيمية.
90-      أوصى الشيخ بمراجعة إحكام الأحكام لابن دقيق العيد، لمن يستطيع فهم عبارته، وهو حل للمشكلات وتأملات أكثر من كونه شرح.
91-      قول السيوطي: "{فتيلًا} قدر قشرة النواة" لعله سبق قلم منه؛ لأن هذا تفسير القطمير.  والفتيل كالخيط في شق النواة.
92-      من أهل العلم من لا يرى ابتداء الفاسق والمبتدع بالسلام، عملًا بحديث كعب بن مالك في الهجر، ويرى شيخ الإسلام أن الأمر محكوم بالمصلحة، نقل ذلك ابن مفلح عنه في الفروع.
93-      يتنبه لاصطلاح الأقدمين في المقصود بالحمام: إذ يعنون به المغتسل، والخلاء ما تقضى فيه الحاجة.
94-      في قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ}"من" بمعنى في.
95-      أوصى الشيخ بمراجعة تفسير ابن عطية [المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز]، وذلك في فهم ما عسر واختلط على القارئ من كتب المفسرين، لوضوح العبارة.
96-      أوصى الشيخ بقراءة سيرة ابن هشام، وقراءة قصة جُنْدَع بن ضمرة الليثي [مختلف في اسمه ويسمى بجندب] في السيرة لابن اسحاق.
97-      المرأة الوحيدة التي تحرم بمجرد العقد هي أم الزوجة.
98-      المشهور من المذهب فيما يحرم من الرضاع: خمس رضعات والخلاف قوي والرواية الثانية عند أحمد ثلاث وهي اختياره، واختيار الامام البخاري حيث بوب باب ما يحرم من الرضاع قليله وكثيره.
99-      قال ابن فارس: كان أهل الجاهلية يسمون نكاح زوجة الأب نكاح المقت.
100-   يمنع أبو حنيفة القول بالمفهوم في نصوص الشريعة ويقول به في الأقضية.
101-  بيع المكره مجمع على كراهته ورواية عن أحمد بالتحريم.
102-  حديث (...قبَّلَ بعض نسائه) ضعفه أغلب أئمة السلف كابن القطان وغيره وصححه بعض المتأخرين والضابط ورع الإنسان وتقواه.
103-   الشافعي يرى نقض الوضوء بمجرد اللمس، وأبو حنيفة خلافه.
104-  القرآن يقدم ذكر الوجه على الايدي وفي السنة العكس وانتبه لذلك ابن دقيق العيد في الاحكام وقال إن هذا يدل على الجواز.
105-  الباء للإلصاق وذكر بعض أئمة العربية (ابن هشام) أنها للاستيعاب كقوله تعالى (عينا يشرب بها) وردّ شيخ الاسلام على من يرى مسح بعض الرأس.
106-  يفسر بعض السلف اللعن بالمسخ.
107-   أصبح اليهود والنصارى وثنيون بعد تحريفهم لكتبهم.
108-  حديث قتل عمر للمنافق مرسل وذكره عامة أهل العقائد وإرسال أهل الحديث له يدل على أن أصله محفوظ وقد يفسر قول النبي صلى الله عليه وسلم بالمرسل.
109-  قوله تعالى {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} قال منكم لأن المنافق يعامل بأحكام أهل الاسلام في الظاهر وهذا تفسير عامة السلف فيما أعلم.
110-  نسب القرآن الظلم الى كل القرى التي ذكرها إلا مكة نسبه لأهلها لشرفها ومكانتها.
111-  من أحكام السياسة الشرعية مراعاة حال الأمة قوةً وضعفا والموفق من راعى أحكام الأمة في حال الضعف {رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ}.
112-  يقول المالقي في الشهب اللامعة: من كمال العقل ألا يبتدأ الحاكم المسلم الحرب. قال الإمام النووي (السلامة لا يعدلها شيء)، وفي شفاء العليل بحث ماتع حول الموضوع.
113-  ليس من فعل الله تعالى الشر وهي عبارة القدرية (……)، والمكتوبات التي كتبها الله تعالى معدودة ذكرها الإمام اللالكائي.
114-  المشهور من مذاهب الأئمة ألا يُسَلم ولا يرد على الفاسق والمبتدع، وشيخ الاسلام قيدها بالمصلحة لأن حديث الثلاثة الذين خلفوا ليس مطلق، وإذا سلم الكافر فيرد عليه لأنه يوافق أخلاق الاسلام.
115-  ردّ رواية المبتدع إذا كان داعية ليس من قول السلف.
116-  قتل شبه العمد باطل عند، الامام مالك مع أنه ذكره في قصة الخباء في الموطأ.
117-  من أحسن من شرح تفاصيل الأجور ابن رجب في جامع العلوم.
118-  أفتى ابن عباس بأن القاتل لا توبة له في فتنة الخوارج واستباحتهم للدماء، ثم نوقش في ذلك فقال: أمره الى الله تعالى، ولما استقر الأمر قال: ومن يحول بينه وبين التوبة. وهذا من كمال فقهه رضي الله عنه.

المجلس الثامن([4])

119-  الأصل في الأسماء والأفعال التخفيف، ولا يكون التشديد إلا لمقتضى بلاغي.
120-  أنزل الله لتبرئة يهودي ثمان آيات من سورة النساء، من آية﴿ إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما ﴾[النساء: ١٠٥]
121-  قال السيوطي: "{إلا شيطانًا مريدًا} خارجًا عن الطاعة." والأقرب أن المعنى أبلغ من ذلك إذ المريد من بلغ النهاية في العصيان.
122-  {وأحضرت الأنفسُ الشحَّ} سبب المغايرة في الإعراب بين الأنفس والشح، حيث رفع الأول ونصب الثاني، أن الأنفس نائب فاعل، والشح مفعول به ثان لفعل أحضرت.
123-  أوصى الشيخ معلمي القرآن ألا يتشددوا مع الصبيان في مقادير المدود؛ لأن الصبي لا يفرق بين أنواع المدود ويعسر عليه ذلك.
124-  الفرق بين الطور والجبل، أن الطور ما ينبت فيه الشجر من الجبال.
125-  إذا أورد ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر الحديث في التفسير، فذلك في عداد القبول له.
126-  مما يوازي ويشبه زيادة الثقة عند المحدثين الانفراد عند القراء، وعمل المحدثين المتقدمين والقراء كذلك: هو النظر في إمامة وجلالة صاحب الزيادة والانفراد أولًا، ثم النظر في القرائن ثانيًا. وذلك للقبول والرد.
127-  سورة المائدة مدنية، ومن العلماء من يقول إلا آية {اليوم أكملت لكم...} وذلك على القول الذي يعتبر المكان في المكي والمدني، والراجح الأول. والراجح أن المكي ما نزل قبل الهجرة والمدني ما نزل بعد ذلك، ولهذا القول ثمرة في الفقه إذ يعرف به الناسخ والمنسوخ.
128-  قول السيوطي: "{فاصطادوا} أمر إباحة" مبني على رأيه الذي يذهب فيه إلا أن الأمر بعد الحظر للإباحة. والأدق أن الأمر بعد الحظر ينظر فيه لحكمه قبل الحظر فيكون مثله، وليس دائمًا يكون للإباحة.
129-  ضابط التعليم في الجوارح التي يحل صيدها، أن تسمع الكلام فتسترسل إن أرسلت وتنزجر إن زجرت، وأما الأكل فيؤثر في السباع فإن أكلت فإنما صادت لنفسها، وأما الطير ففي رواية عن أحمد أن أكلها لا يضر، وقد سأل الشيخ أهل الصيد شرقًا وغربًا فأفادوا أن هذا من عادة الطير أنها تأكل.
130-  النقيب لغة: هو المشرف على تنفيذ المعاهدة.
131-  قال السيوطي: "{قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ} ...وهما يوشع وكالب". يوشع نبئ فيما بعد، وكَالَب رجل صالح.
132-  جمع الهاشمي في جواهر الأدب بعض الآيات التي صارت أمثالًا.
133-  فسر قوله تعالى (قوامين) بصيغة المبالغة تأكيدًا للمعنى: أي كونوا شديدي القيام.
134-  ذُكرت الصلاة في معرض الحديث عن النفاق لأنها أثقل العبادات على المنافقين وفي سورة البقرة (وإنها لكبيرة).
135-  أحسن ما ورد في عدد الانبياء حديث أبي ذر الطويل، وأمثل ما فيه أنهم ٣١٥ نبياً.
136-  الكلام أعظم من الوحي وشرف الله تعالى به موسى عليه السلام على الأنبياء {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}.
137-   غالب تصحيحات ابن حبان مراسيل.
138-  قاعدة لطيفة في اللغة وفي تفسير القرآن، وهي أن العرب إذا أرادت أن الاهتمام بشيء خالفت في اعرابه حتى تنتبه له، تأمل: (الراسخون) مرفوع ولما ذكر (المقيمين)، نصبها، لتنتبه لإقامة الصلاة، ومثلها (الصابئون) رفعت في المائدة للتنبيه؛ لأنهم من أشد الملل تلبيسا على الناس، وعادة العرب إذا أرادت الاهتمام بشيء خالفت في إعرابه حتى تنتبه له.
139-  عامة السلف يعتبرون المعاصرة حتى الإمام البخاري ذكر خمسة أو ستة أحاديث.
140-  السلف يذكرون بعض المسائل تنظيراً لا واقعا، فالعبرة بالعمل لا التنظير.
141-  كانت العرب تتمدح بالهدي يساق الى الحرم من كل مكان ولا يعترضه أحد، حتى قالوا إن الهدي لا يضل طريقه فأقرهم الإسلام على هذه الفضيلة.
142-  في عطف المغسول في قوله تعالى: {وَأَرْجُلَكُمْ} على الممسوح في قوله: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} تنبيه على عدم كثرة اهراق الماء على الأرجل. (الكشاف للزمخشري).
143-  ذبيحة أهل الكتاب حلال حتى لو ذكر عليها اسم المسيح لأن الله تعالى لم يقيد.
144-  إذا رأيت فعل الإحسان أو الثناء على المحسنين فهي درجة فوق التقوى، فتخلق بهذا العمل لأنه من أعظم محبوباته عز وجل.

المجلس التاسع([5])

145-  الإطناب هو ما فوق الإيجاز ولو بحرف، وليس كما يتصور من أنه ضِعف الكلام.
146-  أوصى الشيخ بقراءة كتاب الدكتور فهد الرومي البدهيات في القرآن.
147-  {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ} في المائدة، في جميع مصاحف الأمصار بدون الواو التي في مطلع الآية، والواو في مصاحف الكوفيين، وهذا من فوائد المصاحف التي بعث بها عثمان رضي الله عنه للأمصار.
148-  {وعبد الطاغوت} جاء فيها خمسة عشرة قراءة!
149-   فُضِّل الإمام أحمد على الأئمة الثلاثة بتتبع آثار الصحابة رضي الله عنهم، ورحم الله الأئمة الأربعة جميعًا.
150-  قال السيوطي في كفارة اليمين: "{إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ} لكل مسكين مد" اتباعًا منه لمذهب الشافعي وفاقًا لمالك، ومذهب الإمام أحمد مد من البر أو اثنين من غيره، والتفريق هو المنقول عن خمسة عشرة صحابيًا، والمنقول عن التابعين.
151-  من عادة الشرع في ألفاظه في الكتاب والسنة التعبير بالقتل دون الذبح، وذلك في شأن غير المأكول من الحيوان، ومنه {وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا}، ومنه ما جاء في قتل الوزغ، ومنه (خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم)، وقد جاء نحوًا من هذا المعنى في شرح العمدة لشيخ الإسلام.
152-  {صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} الصيد معلوم، والطعام ما يقذفه البحر ميتًا، هكذا فسرها ابن عمر وابن عباس، وذكر الفقهاء قيدًا وهو "مالم ينتن".
153-   اختلف في عد آيات الأنعام، فعند الكوفيين ١٦٥، وعند البصريين ١٦٦، وعند المكيين والمدنيين ١٦٧. ولم يذكر السيوطي العد الأخير.
154-  اسم الله الخبير أخص من العليم، فإذا اجتمعا كان للخبير مزيد اختصاص، ووجود هذا الاسم يدل على خفاء المعنى المذكور في السياق.
155-  أوصى الشيخ بقراءة كتاب القواعد الحسان للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي.
156-  قد يكون الاطناب عند البلاغيين بكلمة وبحرف لاكما يظن البعض والحكمة منها للتنبيه على أهميته، وللتقريع والتوبيخ او ردا على المُنْكِر.
157-  المشهور في المذهب الحنبلي جواز الإغارة والمباغتة دون انذار.
158-  قوله تعالى {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ}، هذه الآية مرعبة ويخشى أن يدخل في هذه الآية من أنكر الحق ورده.
159-  قال زيد بن ثابت رضي الله عنه إن القراءة (القرآن) سنة متبعة أداؤه وقراءته وكَتْبُه وعدُّه
160-  المشهور في مذهب أحمد أنه لا يجب الحكم بين الكفار إذا تحاكموا إلينا.
161-  الذي يسألك وهو لا يريد الحق لا يلزمك إجابته.
162-  الكتب الستة، كتب عمل وقد اعتنى بها السلف.
163-  إذا التقى الفعل بالمصدر انتفى المجاز.
164-  كل كلمة بعد (أي) ترفع مطلقاً.
165-  قوله تعالى (فريقا يقتلون) العدول عن الماضي الى المضارع يفيد الاستمرار، ويستصحب الموافقة على الفعل ومن قواعد القرآن نسبة الفعل الى الراضي به.
166-  الرواية الثانية في المذهب توافق الأحناف في الغالب.
167-  "بصائر ذوي التمييز" للفيروزآبادي كتاب عظيم.
168-  الجمهور يقولون إن الصيد ميته حتى لمن دفع فديته وأراد الأكل منه (تعظيما للحرم) ونص قدماء الفقهاء على تحريم صنع الطعام وبيعه-إن كان صيدًا-على طريق الحاج لأنه صِيد من أجلهم.
169-  قوله تعالى (قيامًا للناس) أن هذا البيت ما دام يُعمر ويُقصد فهو أمارة على قيام دين الناس، وبعض السلف فسر الآية بالكعبة والشهر الحرام والهدى والقلائد.
170-  ذكر سيبويه في "الكتاب " في باب الفاعل أن العرب إذا أرادت الاعتناء بشيء قدمته، ومنه تقديم الفاعل على المفعول.
171-  أصعب آية في القرآن من حيث التفسير والإعراب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ}.
172-  الشاهد لا يطالب باليمين.

المجلس العاشر([6])
قبل الدرس

173-   أوصى الشيخ بمراجعة شرح ابن النجار على المنتهى، وأشاد بتميزه بذكر التعليلات للمسائل الخفية، وتنوع من ينقل عنهم في ذلك، فنقل عن ابن البنا والموفق صاحب المغني. [معونة أولي النهى شرح المنتهى]
174-   الصحيح في معنى الأحرف السبعة أنه سبعة أوجه يتأدى بها القرآن، ولم يخطئ أبو عبيد في القول بأنها سبع لغات، فإن القرآن أتى موافقًا لسبع لغات في الغالب، وقد تأتي على وجه الندرة من غيرها.
175-  وأشار الشيخ إلى خلل حاصل في فهم اصطلاح الأقدمين، وذكر مثالًا في فهم المتأخرين لقول الإمام أحمد في حكم القراءة بالشاذ، كما حصل في فهم اصطلاح الترمذي.
176-  وأشار إلى أن المستقر عند الأصوليين في معنى الشاذ، غير مرضي عند القرّاء.
أثناء التعليق
177-  حذف حرف العلة قد يحذف من آخر الكلمة لعلة نحوية، وقد يحذف لغير ذلك ويبقى مكان ذلك الحركة الدالة المناسبة، ففي قوله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ} [الأنعام: 57] جاءت في قراءة {إن الحكم إلا لله يقضِ الحق}، وفي جميع مصاحف الأمصار بدون ياء.
178-  ضابط معرفة أصل الفعل هل هو ياء، وذلك لمعرفة الإمالة قول الشاطبي: "وتثنية الأسماء تكشفها وإن**رددت إليك الفعل صادفت منهلًا".
179-  فعلوت صفة مبالغة، بل الغاية في المبالغة، ومنها الملكوت والجبروت وقد جاء أن النبي ﷺ كان يقول في صلاته: سبحان ذي الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة.
180-  كوكب الزهرة الأصوب في ضبطه بتحريك الهاء، والأصل أن يكون بتسكينها، وإنما حركها العرب لتمييزها.
181-  إضافة اللام الواقعة في {ذلك} مشعر بالتعظيم، ومنه قوله تعالى: {ذلك الكتاب}.
182-  أوصى الشيخ بقراءة مقامات الحريري، مع شرح الشريشي، حيث فيها ثلث اللغة!
183-  لم ينكر الرؤية سوى المعتزلة، ولذلك:
-       لم يخالف السيوطي في ذلك.
-       إذا قال شيخ الإسلام المثبتة في سياق الكلام عن الرؤية فهو يقصد كل من سوى المعتزلة.
184-  جاء في آية {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ...} اسم الله اللطيف، وهو مناسب للطف الله حيث كان حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره، فكان لطفه في أنهم يرونه ولا يتضررون.
185-  انتشر لدى متأخري الشافعية أنه ما من عام إلا وقد خص، ورد عليهم شيخ الإسلام وذكر عددًا كبيرًا من العمومات غير المخصوصة.
186-  انفرد الشافعي عن الثلاثة رحمهم الله جميعًا، في حل ما تعمد ترك التسمية عليه، والثلاثة يحلون أكل ما نسي ذكر التسمية عند ذبحه دون تعمد تركها.
187-  نبه الشيخ في حال جمع الأدلة للمذاهب والأقوال، ألا يهدر السياق، لتأثيره في فهم موضع الشاهد.
188-  الجمل المعترضة الداخلة على القول في آيات القرآن لا تنفي كون القائل الله، كما في {فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} فالمعترضة هنا ثم أحياهم. وقوله تعالى {قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} المعترضة هنا إلا ما شاء الله.
189-  ابن عامر أسن القراء حيث قرأ على بعض الصحابة، وكان في زمن الأئمة من التابعين.
190-  {معروشات} أكثر المفسرين على أنها المرتفعة المحتاجة للعريش، كالعنب. وقال السيوطي مبسوطات وهو قول. وفي قراءة مغروسات وغير مغروسات وهي تؤيد تفسير ابن عباس بأن المعروشات ما كان من عمل الآدمي وغير المعروشات مالم يكن لابن آدم فيه عمل.

المجلس الحادي عشر([7])
191-  العد في القرآن ستة: المدني الأول والمدني الأخير والمكي والكوفي والبصري والشامي والحمصي، والسابع انقطع اسناده ولم يبق فيه إلا الإجازة.
192-  الوزن في الآخرة للعمل والعامل والصحائف، والدليل على أن العامل يوزن "إنه ليأتي الرجل السمين العظيم يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة". وقول النبي ﷺ في ساقَي ابن مسعود "لهي في الميزان أثقل من جبل أحد".
193-  اختلف العلماء في أي السوءتين أغلظ القبل أم الدبر؟ والمذهب أن القبل أغلظ.
194-  مبنى الصحة على ثلاثة {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا}. قال ابن القيم نحو هذا.
195-  جاء في قراءة الأربعة الزائدة على العشرة: {حتى يلج الجُمَّلُ...} ومعناه هنا حبل السفينة.
196-  الاستعمال في اللغة أغلبي، أي يثبت بالأغلب ولا يضره وجود لغة على خلافه، وأوصى الشيخ بالنظر في بحث الزبيدي في تاج العروس عن ميْت وميِّت.
197-  الملاحظ أن السيوطي يتجه غالبًا إلى التقدير، كما في قوله: "{لقد} جواب قسم محذوف". ومن أئمة العربية من يقول هي للابتداء والتوكيد، وابن هشام يقول إن ما لا يحتاج للتقدير أولى مما يحتاج للتقدير، فتكون اللام ابتدائية ولا حاجة لتقدير محذوف.
198-   فائدة في ضبط المتشابه: إذا جاءت الرجفة فمعها دارهم، وإذا جاءت الصيحة فمعها ديارهم.
199-  حد اللوطي على الصحيح القتل مطلقًا، وهو قول الصحابة وأحد القولين في مذهب أحمد، والمشهور النظر في إحصانه من عدمه.
200-  جاء في قراءة الحسن{والقمْل} بسكون الميم، ونقل الشيخ عن بعض مشايخه من أهل اليمن أن القمْل المعروف والقُمَّل ما يطير منه، ولهذا وجود في بعض كتب اللغة.
201-  من الأدلة على عدم دلالة لن على النفي المؤبد حاجتها لذكر التأبيد-إن قصد-، كما في قوله تعالى: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا} فلو كانت لن تفيد التأبيد لما ذكرت أبدًا.
وقال ابن هشام: (لن) لا تدل على نفي التأكيد ولا نفي التأبيد.
وفي هذا رد على المعتزلة، وابن مالك له بيت في الرد عليهم فقال:
ومن رأى النفي بلن مؤبدًا
فقوله اردد وسواه فاعضدا
وإنما تفيد التأكيد في النفي، إذا جاء مثلًا بعدها (أبدًا) مثل قوله تعالى (ولن تفلحوا إذًا أبدًا) وإلا فما فائدة أبدًا.
202-  ممن أوتي فهمًا دقيقًا فيما وراء اللفظ وأوصى الشيخ برعاية المنقول عنهم في التفسير والانتباه له: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، والسدي الكبير.
203-  {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} قال بعض السلف هي أجمع آية في حسن الخلق.
204-  قال الله تعالى في شأن اللواط: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ...} وفي شأن الزنى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}، وفي هذا دلالة على أن اللواط أشد جرمًا، لأن فيه كل الفاحشة، وحد اللواط القتل مطلقًا، وإنما اختلف الصحابة رضوان الله عليهم في طريقة القتل، هل يلقى من شاهق أو يرجم، ومرتكب اللواط حده في التوراة والإنجيل الرجم.
205-  توالي الساكنين يقع في العربية، وتوالي الثلاث سواكن لا يقع في العربية أبدًا.
206-   ورد عن السلف أن الله تعالى لما تجلى للجبل انصهر حتى صار ترابًا.
207-   الانبجاس هو التفجر شيئًا فشيئًا، والتفجر يكون دفعةً واحدة.
208-  السلف في تفسير العجل الذي له خوار على قولين:
- الأول: أنه لما قبض قبضة من أثر الرسول فنبذه على أثر العجل، فصار عجلًا له خوار أي رغاء.
- الآخر: أنه صنع لهم من حُلِيِّهم أو حَلْيِهم أو حَلِيِّهم عجلًا له فتحة من الوجه، وفتحة من الدبر فيجيء الهواء من فتحة الدبر فيصدر صوتًا عند خروجه من فتحة الوجه.

المجلس الثاني عشر([8])

209-  المشهور من المذهب وفاقًا للشافعي في تقسيم الخمس أن ذكر الله في الآية استفتاحًا للكلام وأن القسمة للنبي ﷺ والأصناف المذكورة بعده.
210-  لا يُعبّر بالكثير في القرآن إلا وما دونه لا يُجزئ عنه "واذكروا الله كثيرا".
211-  قال السلف: الدعوة إلى السلم في حال القوة منهيّ عنه، إلا إن طلبه الأعداء.
212-  {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا} هذه الآية أصل في أن الضعف سبب للتخفيف.
213-  سبب عدم البسملة في بداية سورة التوبة: أن هذه السورة فيها كثير من فضح المشركين والوعيد لهم فلا يناسبها أن يُبدأ بالبسملة لما فيها من الرحمة والأمان.
214-  مما اختص الله به الأنبياء أنه لا ينبغي لهم أن يخشوا أحدًا غير الله، فليسوا كسائر الناس، وهذا من تشريفه -عز وجل-لهم.
215-  {اثنا عَشَرَ شهرًا} قرأ أبو جعفر بإسكان العين، مع المد المشبع؛ للفصل بين الساكنين {اثنا عْشَر} وفيها رد على بعض النحاة أنه يمكن أن يلتقي الساكنين.
216-  {لأعدوا له عدة} قال مقاتل بن سليمان في تفسيره: النية ثم الآلة والزاد.
217-  {ولا ينفقون إلا وهم كارهون} عبّر عن كرههم للإنفاق بالاسم والتعبير بالاسم أقوى فيعني أنها صفة دائمة ملازمة لهم.
218-  {ويحلفون بالله إنهم لمنكم} أكدوا بكل المؤكدات ومع ذلك هم غير صادقين، {وما هم منكم}.
219-  {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ… الآية} هذه الآية أصل في إفراد الله سبحانه فيما يختص به، فأفرد الله نفسه سبحانه بالذكر في الكفاية والرغبة والرجوع إليه.
220-  سورة الأنفال مكية أو إلا {وإذ يمكر} الآيات السبع فمكية [بل هي مدنية] وعد آيها 75 للكوفيين أو 76 للبصريين، أو 77 على العد الشامي.
221-  عد الآي يكون فيه تباين والأصل فيه الرجوع للقراء.
222-  العادة أن الغنائم تذكر بعد الحرب لأنها نتيجة وورود ذكر الأنفال في البداية للإعلام بأن نتيجة الخوف من الله عند ذكره وزيادة الإيمان خير من الأنفال، فلعل هذا سبب التقديم والله أعلم.
223-  العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وتلك العبرة عند السلف.
224-  تفسير ختام الآية (52) (إن الله قوي) بعبارة على ما يريده أحسن منها لا يعجزه شيء وهذا تفسير السلف.

المجلس الثالث عشر([9])

المقدمة في القراءات
225-   الأصل في باب القراءات قول النبي صلى الله عليه وسلم (أنزل القرآن على سبعة أحرف) وهي سبعة أحرفٍ عدًّا، وفيها توسعة على العرب، وفي القرآن شواهد من جميع لغات القبائل، سواء كثرت أو قلت كبني يربوع وهم قليل جدًا.
226-   ومعنى الأحرف السبعة سبع طرائق يتأدى بها اللفظ القرآني. وأبو عبيد وغيره من السلف عدوا سبع قبائل هي السواد الأغلب في العرب.
227-   بعض المفسرين لم يحسن التعامل مع القراءات من وجوه منها: عدم الاعتماد عليها في التفسير، ومنها: التقصير في رواية القراءات الشاذة التي صح سندها، ومنها: التعامل مع الشاذ الذي من غير سند وهذا يدخله الوهم كما في القراءات الواردة في قوله تعالى {والسماء ذات الحبك} جاء فيها خمسة عشر قراءة.
228-   لأهل القراءات مصطلحان: الشاذ وهو ما عرف مخرجه [كالذي يروى في سنن سعيد بن منصور مثلًا]، وأشذ الشاذ وهو مالم يعرف مخرجه.
229-   أبو حيان رحمه الله له منهج متميز في التعامل مع القراءات، ينبغي الاقتداء به.
230-   ليس كل ما عزي إلى السبعة صحيح، فقد يعزى لهم ما فيه شذوذ، كقوله تعالى {... رسول من أنفَسِكم}.
231-   القراءات الشاذة يقول الشيخ التي صح منها يشبه أن تكون من الأحرف السبعة، سواء قبل العرضة الأخيرة أو بعدها.
التعليق على الجلالين
232-   الأثر الوارد في سبب نزول {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ} عن ثعلبة بن حاطب رواه التابعون وذكره المفسرون وتناقلوه، واشتهر إنكاره عن المتأخرين.
233-  {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً} احتج بها الثلاثة على أبي حنيفة، لاعتبار النبي صلى الله عليه وسلم أول الأمر لمفهوم المخالفة، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم (لو أعلم أني لو زدت...)
234-   تفسير {السَّائِحُونَ} بالصائمين هو تفسير الصحابة رضوان الله عليهم، ومنهم من رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والأشبه وقفه.
235-   البلاء معيار المحبة! وأوصى الشيخ بقراءة رسالة ابن رجب: غاية النفع في تمثيل المؤمن بالخامة من الزرع.
236-   القرآن كتاب صوتي، معتنى بأصواته وتفخيم حروفه وترقيقها، وليس في الكتب غيره مثله، إذ يغلب عليها الكتابة (كتب الله التوراة بيده)، {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ...}.
237-   لا تجمع العرب بين الميم وياء النداء إما يا الله أو اللهم، وما في شعر أمية بن أبي الصلت إنما هو للضرورة الشعرية.
238-   مما تفيد فيه القراءات ومنها الشاذة معرفة نوع الحرف والمعنى فيه، كما في قوله {أنِ الحمد لله...} وردت قراءة أخرى" أنَّ" بالتشديد مما يؤيد أنها مخففة وليست مفسرة.
239-   {هنالك تبلو} وفي قراءة بتائين، وتحتمل التلاوة والاتباع وذلك في القراءة بتائين.

المجلس الرابع عشر([10])

240-   سورة هود عدد آياتها ١٢٣ على العد الكوفي، و١٢٢ على المدني الأول والشامي، و  ١٢١ على المكي والمدني الأخير والبصري.
241-   سورة هود فيها فوائد كبيرة للدعاة إلى الله، منها التثبيت، وورد فيها عدد من قصص من دعا إلى الله من الأنبياء، وشيَّبت النبي صلى الله عليه وسلم لما فيها من القوة.
242-   سورة هود كسورة الرعد ليس لها إلا اسم واحد.
243-   التقديم والتأخير باب عظيم من أبواب التدبر.
244-   حديث (خلق الله التربة يوم السبت...) المقصود منه خلق الأرض خاصة وليس خلق العالم، وعليه فلا يستقيم تفسير آية {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) بالحديث المذكور، لكون الأيام المذكورة في الحديث سبعة.
245-   {ويقول الأشهاد} الملائكة والأنبياء.
246-   من أسلوب القرآن حذف لفظ القول مع دلالة السياق عليه {...إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} أي: قال إني أخاف...
247-   {...إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ...} قال السيوطي: "أي إغواءكم. " ومن السلف من فسرها بالإهلاك والتعذيب ويؤيدها قول الله تعالى {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}. وينبغي في مثل هذا التفسير ألا يتعجل المحقق والقارئ في تخطئته، لا سيما إن ذكر عن غير واحد.
248-  ضابط في فهم القرآن: أينما ورد لفظ زوجين في القرآن: إن قُيِّد باثنين فيقصد به الذكر والأنثى، وإن لم يقيد فيقصد به كل المتقابلات كالليل والنهار.
249-   قرأ الحسن {بسم الله مُجريها ومُرسيها} بيائين وقراءته شاذة وللشيخ إجازة فيها وقد قرأ بها ختمة.
250-   {وغيض} فيه معنى زائد عن النقص وهو النقص شيئًا فشيئًا.
251-   {واستعمركم فيها} الألف والسين والتاء دالة على أن الله استعمرهم في الأرض على أفضل ما يكون، ومن ذلك اختيار موضع سكناهم على أفضل ما يكون من توفر الشمس والماء وما يصلحهم.
252-   {ألا إن ثمودَاْ...} في الرسم إشارة إلى القراءة الأخرى {إن ثمودًا...} [تُقرأ بالتنوين].
253-   الضحك من أسماء الحيض، وبه فُسِّر في قوله تعالى {...قائمة فضحكت...} وله سبعة أسماء أو أكثر جمعها النووي في شرح مسلم، ونظمها القليوبي.
254-   اتفقت المذاهب الأربعة على استحباب تلقين المسقط للحد، ومما يدل عليه، قول النبي صلى الله عليه وسلم (لعلك قبَّلت).
255-   المشهور عن السلف في تفسير {بئس الرفد} أي اللعنة بعد اللعنة.
256-   {وإن كلًا لمَّا ليوفينهم} قال أبو حيان أنها أصعب آية في إعراب القرآن.
257-   قال السيوطي: "{إلا من رحم ربك} أراد لهم الخير" وصنيعه هذا من التعطيل.
258-   لم يختلف أهل العد في عد آي سورة يوسف، ١١١ باتفاقهم.
259-   أول من قال بأن الهم لم يقع من يوسف أبو عبيد معمر بن المثنى، والسلف متفقون على وقوع الهم منه صلى الله عليه وسلم، ووقوع الهم منه هو مجال للاقتداء، وأن القوة هي الكف عن هذا الفعل، كما قال ابن تيميِّة. وأفضل وقف في الآية {ولقد همت به وهم بها[هنا] لولا أن رأى برهان ربه}، إذ يستحسن في باب الوقف والابتداء الجمع بين المتقابلين.
260-   هناك فرق في التعامل مع العصاة فمنهم العاصي المستتر، وهناك المستعلن بها، ومنهم المجرم المفسد، بعضهم أشد جرمًا من بعض ويستر على الأول حتى لا تشيع الفاحشة ولا يفضح العاصي.

المجلس الخامس عشر([11])

261-   أكثر الإصابة في التعبير من باب الإلهام، لأن رؤيا العزيز ليس فيها ما يدل على كثرة الغيث {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}.
262-   أغلب السلف في تفسير {وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ} يقولون لئلا تصيبهم العين، وذهب النخعي إلا أن الهدف أن يلتقي يوسف ببنيامين على انفراد وعلى قوله لا معنى لقوله تعالى {وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ}، والأول أرجح.
263-   الفرق بين الخاطئ والمخطئ، أن الثاني غير قاصد للخطأ، وعلم هذا من كلام العرب.
264-   {لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ} أن تتهموني بالخَرَف، لأن الفند هو الخرف.
265-   {وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ} البُدُو على يعقوب وبنيه طارئ، لأن الله لا يبعث أنبياء إلا من أهل القرى، وأُخِذ هذا من تفسير بعض السلف أن إبراهيم كان يحب أن يبدو، أي يخرج إلى أماكن بعيدة ويأخذ معه الإبل والغنم، وأخذ من دلالة المقابلة مع {إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ}، إذ أن السجن طارئ أيضًا.
266-   قال السيوطي: "{جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ} بنونين مشددًا ومخففًا، وبنون مشددًا ماضٍ" والأصوب من هذا: " فنجي بنون واحدة وتشديد الجيم، أو بنونين مضمومة فساكنة ثم جيم مكسورة خفيفة فياء ساكنة {فنُنْجِي}". حتى لا تختلط القراءات أو تشتبه بقراءة الحسن.
267-   سورة الرعد من أولها إلى آخرها دالة على عظمة الله.
268-   أكثر السلف على تفسير ابن عباس أن السماء لها عمد، ولكن لا ترى.
269-   الحسن عند الترمذي مقبول أو لا بأس به، وحسن غريب كأنه يقول لا بأس به مع غرابته أو مع علته، وهذا أحسن ما يقال في اصطلاحه.
270-   قال أبو عمرو الداني في جامع البيان: "وأئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على لأفشى في اللغة، والأقيس في العربية، بل على الأثبت في الأثر، والأصح في النقل والرواية."
(الأفشى)
ضابط الأفصح: الاستخدام الأشهر في النثر والشعر عند العرب.
271-   التعبير بالفعل المضارع بدل الاسم يدل على تجدد الحدوث.
272-   عدد آي سورة إبراهيم (٥١) على البصري، (٥٢) على الكوفي (٥٤) على الحجازي، (٥٥) على الشامي.
273-  سورة الرعد مكية إلا {ولا يزال الذين كفروا} الآية، و {ويقول الذين كفروا لست مرسلًا} الآية.
-      أو مدنية إلا {ولو أن قرآنًا} الآيتين، وعدُّ آيها 43 كوفي و44 حجازي و45 بصري و46 شامي.
274-  من قواعد التفسير (الأمور الغيبية لا يعترض لها بتفسير حادث).
 
المجلس السادس عشر([12])

275-   أفضل ما يحدد "رُب" هل هي للتكثير أو للتقليل؟ السياق. وينظر في مغني اللبيب وحواشيه لأقوال أهل العلم في ذلك.
276-   قول علي رضي الله عنه في قول الله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} "نزلت فينا أهل بدر" ليس فيه ما يدل على مدنية الآية، بل معنى الأثر أن أهل بدر أحق الناس بها.
277-   معنى المؤتفك في القرآن كيفما تصرفت المنقلب.
278-   {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ} أي الوحي، وسمي بالروح؛ لأن فيه حياة العالم.
279-   يعبِّر بعض العلماء-ومنهم السيوطي-عن الجار والمجرور بالظرف فينتبه لهذا، كما في تفسير (النحل-٦).
280-   {فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} قدمت الرأفة على الرحمة لمراعات الفاصلة، وأصل عادة القرآن تقديم العام على الخاص، والرأفة أخص من الرحمة.
281-   أوصى الشيخ بكتاب الحجة لابن خالويه في توجيه القراءات، وتعبيراته دقيقه واعتقاده سليم.
282-   {الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ} {الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} يلاحظ إفراد اليمين. وكذلك النور لأن النور مضمن معنى الهدى والحق وهو واحد، فلما تضمن للهدى والحق ألحق به في إفراده.
283-   الثُّفْل هو بقية الشيء. وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الثُّفْلُ. أي بقية الطعام.
284-   تتبع الشيخ أهل القرآن فلم يجدهم يخرفون!
285-   "{سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} أي: والبرد" ومن البلاغة الحذف إذا دل السياق على أحد المتقابلين.
286-   النِّكث هو ما نقض ليغزل من جديد.
287-   الجوشن كالدرع ولكنه عريض الصدر.

المجلس السابع عشر([13])

288-   في صدر سورة الإسراء رد على عدد من الطوائف الضالة في باب السمعيات، الذين يعطلون أو يمثلون.
289-   آيات الإسراء ١١١ على العد الكوفي، و١١٠ عند الباقين.
290-   لا تأت سبحان في القرآن إلا محذوفة الألف رسمًا، إلا في موضع واحد، وهو {سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} [٩٤-الإسراء] وموضعها فيه خلاف في الرسم استنادًا على الخلاف في النقل في ذلك، والرسم له نقل ورواية، كما للقراءة نقل ورواية.
291-   من الأدلة على أن المعراج بالروح والبدن بالإضافة إلى قول جمهور السلف، هو ورود سبحان في أول السورة الدالة على التعجب ولا عجب في كون الإسراء منامًا، فدل على كونه بالبدن والروح.
292-   حكى عثمان بن سعيد الدارمي الإجماع على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرَ الله جل وعلا بعيني رأسه، وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن رؤية الله في الإسراء والمعراج فقال:(نور أنَّى أراه!).
293-   لا يسلم نقلة الآثار من الرواية بالمعنى، وهذا يقين لا شك فيه يتضح بجمع روايات الآثار، فيختلف المروي عن عين قول الصحابي. وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية إلى نحو هذا في بيان تلبيس الجهمية.
294-   نقل ابن جرير اتفاق المفسرين من السلف أن دخول المسجد الوارد في {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ} وقع قبل الهجرة، وأحق الناس بالغلط من قال إن المرتين لم تقع حتى الآن!
295-   ومن ترك الإنكار والله يعلم من قلبه حرصًا على عرض من الدنيا وهوَّن المنكر بسبب ذلك، فلينتظر عقوبة الله!
296-   استنبط ابن عباس من قول الله تبارك الله {فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} إذ نصح علي بأن يسلم قتلت عثمان لمعاوية، أن معاوية ستكون له الغلبة، فكان كما قال.
297-   {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ} وفي قراءة سيئةً.
298-   {إنه كان حليمًا غفورًا} من مظاهر رحمة الله في ضوء الآية أن الناس لا يسمعون تسبيح المخلوقات الضخمة كالجبال، وقد جاء أن الرعد هو تسبيح الملائكة، فلو أسمع الله الناس تسبيح الجبال فربما لا يستطيعون أن يناموا الليل والنهار.
299-   من وجوه إكرام بني آدم أنه لا ينجس إن مات، والبهائم تنجس بذلك ولو كانت طاهرة إن ذُكِّيَت، وخالف الزيدية فقالوا ينجس وهو قول قبيح لا يليق أن يطلق على الموتى من الأنبياء والأولياء، ولما قرأ الشيخ بعض متونهم على مشايخهم كان عقلاؤهم ينكرون هذا.
300-   أفضل ما يفسَّر به فعل كاد: قارب.
301-   كتب الموضوعات عند السلف التي يسمونها الأصناف كالزهد والخلق والعظمة، تعتبر شكل من التصنيف لهم فيها مناهج ينبغي رعايتها والانتباه لها، كأن يأخذون بالموقوف والمرسل مع وجود الموصول والمرفوع، لكون الأولين في إسنادها الأئمة.
302-   أفضل ما جاء في عد التسع آيات التي آتى موسى هي ما ذكر السيوطي: اليد والعصا والطوفان والجراد والقمَّل والضفادع والدم والسنين ونقص الثمرات، من غير عد الطمس المذكور في قوله تعالى {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ...}، وعد السيوطي هو رأي ابن عباس.
303-   مواضع السجود في القرآن خمسة عشرة موضعًا، والمشهور من المذهب أربعة عشر من غير سجدة ص، ومن الأحد عشر حتى الخامس عشر خلاف بين العلماء في العد.
304-   حكى شيخ الإسلام اتفاق أهل الحديث على أن عد الأسماء الحسنى في حديث (إن لله تسعةً وتسعين اسمًا...) مدرج من كلام الوليد بن مسلم، واختلف مناهج أهل الحديث في إعلاله، وفي القرآن من الأسماء التسعة والتسعين ٧٩ اسمًا، وربما يكمل الثمانين قراءة ابن محيصن {إن الله هو الرازق} فيتحصل على مجموع القراءتين فيها الرازق والرزاق ثمانين.
305-   ذكر السيوطي تاريخ فراغه من تفسير نصف القرآن المكمِّل لنصف الجلالين عام ٨٧٠ للهجرة، وهذا يعني أن عمره آنذاك ٢١ سنة! لأن مولده في ٨٤٩.
306-   الصواب في عد سورة الكهف ١٠٥ حجازي، و١٠٦ شامي، ١١٠ كوفي، و١١١ بصري، ولم يعدها أحد ١١٥.
307-   يبدأ نصيب المحلي في التفسير من سورة الكهف.
المجلس الثامن عشر([14])
308-  ممن نص على أن {وليتلطف} في منتصف القرآن، ابن الجوزي في فنون الأفنان، وربما لا يستقيم هذا على جميع مصاحف الأمصار.
309-   في قصة فتية الكهف عبرة أن الدين محفوظ، وليس واقفًا على أحد، فثبت الله هؤلاء الفتية مع أنه لا يشاركهم في توحيدهم أحد.
310-   {ولا تقولن لشاْىءٍ} لم ترسم في القرآن بالألف إلا في هذا الموضع، وروعي في رسم المصحف أن تكون للكلمة صورة، حتى أن الذي لا يقرأ والأعجمي يعرف لقراءة القرآن. وقال الداني: حتى لا تشتبه بـ (شتى)، وكذلك أنها تمد عند بعض القراء، والعرب تشبع الحركة حتى يتبين أن التي قبلها مفتوحة.
311-   ربِ مع النداء لا يكون فيها ياء في جميع مواضع المصحف بالاتفاق، ومع غير النداء تكون بياء.
312-   {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ} أساور جمع أسورة، أي جمع الجمع.
313-   ينبغي أن يعوِّد الإنسان نفسه على أن يقول لما يعجبه ما شاء الله وبارك الله أو اللهم بارك فربما قُتل إنسانٌ بسببه أو مرض فيتحمل إثمه. صيغة تبارك الله ليست صيغة دعاء، والصحيح أن يقول بارك الله أو اللهم بارك، أو باركك الله.
314-   لابن رجب رسالة مطبوعة في الباقيات الصالحات.
315-   المشهور عن السلف أن إبليس من الملائكة، وليس من الجن، وقد انتشر القول إنه من الجن على أيدي المعتزلة في القرن الثاني والثالث. ويطالع في هذا تفسير ابن جرير الطبري.
316-   {لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} يؤخذ منها أن الإنسان لو أخبر بما أتعبه-من غير شكاية-فإنه ليس من الاعتراض ولا بأس به.
317-   "{حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ} الخضر بأن ذبحه بالسكين مضجعًا، أو اقتلع رأسه بيده، أو ضرب رأسه بالجدار، أقوال."  أولاها الثاني؛ إذ جاء في صحيح البخاري.
318-   الاستدلال بالقراءات في التفسير أليق من السنة، لا سيما وأن أغلب المستدل به في التفسير مراسيل ونحوها، والصحيح أو الموجود في الصحيحين من ذلك قليل.
319-   لابن سعدي-رحمه الله-رسالة في تحديد يأجوج ومأجوج، وأنهم أمة الصين ومن حولهم، ولكن الأولى الكف عن تنزيل هذه ومثيلاتها إلا بدليل.
320-   مما يشير إلى أن الوزن في الآخرة للعمل والعامل {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا}، وقد جاء هذا في السنة (وترى الرجل...لا يزن عند الله جناح بعوضة).
321-   عد آي سورة مريم تسع وتسعون في المدني الأخير والمكي، وثمان وتسعين عند الباقين.
322-   {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ} النخل لا يهز وإنما أراد الله أن تبذل السبب، وفي هذا رد على الصوفية الذين لا يحفلون بالأسباب ولا يهتمون بها.
323-   من النادر أن تكون الكلمة أصلها يائيٌ وواويٌ في وقت واحد، ومنها {جثيًا} جثووٌ أو جثوي.
324-   {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا} دليل على زيادة الإيمان ونقصانه، وهي ظاهرة في الزيادة وأما في النقص فلا يزيد إلا ما كان ناقصًا.
325-   الصحيح في عد آي سورة طه ١٣٢ بصري ١٣٤ حجازي ١٣٥ كوفي ١٣٨ حمصي ١٤٠ شامي.
326-   الراجح في طه أنها من الحروف المقطعة بدلالة قراءة أبي جعفر إذ يفصلها كالحروف المقطعة، وبدلالة الإمالة كبقية الحروف المقطعة. وجاء في معناها: يا رجل.
327-   {أَكَادُ أُخْفِيهَا} أولى ما تفسر به أكاد أخفيها من نفسي، أي من شدة إخفائها على الناس والملائكة كاد أن يخفيها من نفسه جل وعلا، وذلك لأن تفسيرها سيكون مشكلًا لفعل كاد، لأن إثباته نفي ونفيه إثبات كما ألغز بذلك المعري، وهكذا قرأها ابن مسعود {أكاد أخفيها من نفسي}.
328-   بنو إسرائيل كتبهم فيها علوم وأخبار وقد قال الله {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} وقد أخبر كعب الأحبار أن ابن الزبير يقتله فتى من ثقيف وكان كما قال، إذ قتله الحجاج.
329-   النسائي شديد ومتيقظ في الألفاظ وتحري نقلها في الأحكام خصوصًا، وكان ينقل في كتاب التفسير ما عليه الناس في تفسيرهم.
330-   الصلاح لا يكفي في القضاء على الفتن بل لابد من القوة، وقوة السلطان من عظيم النعم لأن الناس فيهم شر وطغيان، لابد معه من القمع والقوة.
331-   قال ابن سعدي: [قاعدة] كل أحوال الآخرة مما فيه النفي والإثبات تحمل على حال دون حال.
332-    عدُّ آي سورة الأنبياء ١١٢ كوفي ١١١ الباقون.
333-   يخطئ بعض الناس إذ يذكر نظرية الانفجار الكوني في سياق تفسير قوله تعالى {كانتا رتقًا ففتقناهما} ومما يدل على فساده أن اللغة لا تساعد ذلك لأن الانفجار دال على الفساد، والفتق هو الفك بإحكام.
334-   {لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ} لأنهم يسمعون مقبلين ثم ينصرفون معرضين فناسب ذكر تعذيبهم إقبالهم بوجوههم ثم إعراضهم.
335-   خلق وفطر وبرأ بينها فروق دقيقة، ليست مترادفة المعنى تمامًا، ففطر: معناها الخلق على غير مثال سابق.
336-   من المهم رعاية الأوصاف القرآنية للأنبياء، ومن ذلك {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا} فالمسارعة عزيزة وفيها مشقة والناس في ذلك كإبل مئة لا تكاد تجد فيها راحلة.
337-   اختار ابن جرير أن السجل هي الصحف المجموعة التي تطوى، وليس اسم ملك كما قال آخرون، وقيل اسم كاتب النبي صلى الله عليه وسلم.
338-   عدُّ آي سورة الحج ٧٤ شامي ٧٥ بصري ٧٦ مدني ٧٧ مكي ٧٨ كوفي.
339-   تفسير سجود السماوات والأرض والشمس و ... بالخضوع تفسير قاصر، والصحيح أن لها سجود الله أعلم بكيفيته.
340-  من القواعد في التفسير (الأمور الغيبية لا تنزل على الأمور الحاضرة إلا بدليل).
341-  التفسير بالقراءات الشاذة قوي لأمور ثلاثة:
-      إما أن تكون القرآن في العرضة الأولى إن صح المعنى.
-      وإما أن تكون من الأحرف الستة التي تركها عثمان رضي الله عنه.
-      وإما أن يكون من المنسوخ من القرآن.
342-  قاعدة في التفسير: (تقديم كلام الصحابة في التفسير).

المجلس التاسع عشر([15])

343-  {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ} جاء في بعض الآثار أن الملائكة هي من وضع أساس البيت بعد نزول آدم، وجاء إبراهيم عليه السلام بعد ذلك فرفع البناء.
344-   كان علي رضي الله عنه يرى أن المقصود بأوصاف الخيل في أول سورة العاديات في الحج ومما يؤيد ذلك {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا} وجمع من أسماء مزدلفة، وابن عباس يرى أن ذلك في الجهاد بقرينة القدح بالحوافر من شدة السير، وانتشر عند المتأخرين أنها في الجهاد.
345-   الأصل في كلام العرب أن يكون الاستثناء متصلًا، ولا يصار إلى انقطاعه إلا بقرينة.
346-   الإشعار للإبل كان من عوائد أهل الجاهلية في النسك، فأتى عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه أحاديث، وأُقروا عليه لما فيه من تعظيم الحج، ويكون للإبل دون البقر والغنم، لقوتها وتحملها ولقلة الدم الخارج من سنامها بعد إشعارها.
347-   تعريف النبي بأنه: من أوحي إليه ولم يؤمر بالتبليغ، يشكل عليه: ما الفائدة من أن يوحى إليه؟
ومن الفروق بين النبي والرسول أن النبي تابع في تبليغه إلى شريعة رسول آخر، وللشيخ حمود التويجري بحث حول هذا.
348-  قصة الغرانيق حاضرة في مرويات التابعين، ورويت عن نحو عشرة من التابعين، وليس في قوله تعالى {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنَّى ألقى الشيطان...} ما ينفى القصة أو يستبعدها.
349-  الأشهر عن ابن عباس في قوله تعالى: {ضَعُفَ الطَّالِبُ} الصنم {والْمَطْلُوبُ} الذباب.
350-   عد آي سورة المؤمنون: ١١٨ كوفي، ١١٩ الباقون.
351-   فسر النبي صلى الله عليه وسلم الفردوس بأنه أعلى الجنة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس...) وفي هذا زيادة في همم الناس ورفعًا لها إذ وجّه الخطاب لعموم المسلمين، مع أن من يدخل الفردوس هم أقل القليل.
352-   من يتأمل باب الدعاء في كتب السنة المصنفة على الأبواب يجد أن العلماء يحرصون على الأدعية المذكورة في القرآن، وأفضل الدعاء دعاء القرآن.
353-   مما حفظ من أوصاف أهل الشرك: السهر. واستدل بعض العلماء بقوله تعالى: {مستكبرين به سمرًا تهجرون} على النهي عن السهر وتورد في كتب الآداب.
354-   اشتكى الناس للحسن البصري ما يجدونه من الحجاج فقال لهم: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}. كأنه يرشدهم للدعاء.
355-   كتب الله القبول لتفسير أبي حيان واستطار ذكره شرقًا وغربًا في سنين معدودة، مع أنه ضخم في حجمه، ولعل ذلك لما كان فيه من حفظ قراءات القرآن وتوجيهها والانتصار لها.
356-  أشاد الشيخ بجمع النسائي لأحاديث الاستعاذة في سننه، ومنهم من أفردها عن السنن.
357-   الصفة الكاشفة هي التي لا تقييد فيها ولا مفهوم لها، وهي عند الأصوليين الوصف الطردي.
358-   عد آي سورة النور: ٦٢ حجازي، ٦٤ عند الباقين.
359-   لابد في جلد الزاني أن يكون مؤلمًا، وأن يكون علنًا، والصحيح أن المقصود بـ {طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} عدد كافٍ في إظهار وإشهار الحد، من غير تحديد.
360-  اللعان حق للزوج يدفع به عن عرضه، وفرقة مؤبدة في الدنيا والآخرة.

المجلس العشرون([16])

361-   قصة الإفك فيها العديد من العبر والفوائد، منها: التشديد في جانب الأعراض والقذف فلم يُحفظ عن مِسطح التصريح وإنما قال شيئًا يفهم منه عدم التبرئة كقول القائل الله أعلم ونحوها. وقد ذهب بعض العلماء أن قول القائل في مثل هذا الشأن الله أعلم فهو أشد من التصريح بالقذف.
-ومنها: الإنصاف ممن له سابقة وفيه خير، فلم يزل لمسطح أنه مهاجر وبدري، بل أنزل الله فيه وفي أبي بكر رضي الله عنهما { وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ...}
362-   من كمال عقل الإنسان وحكمته في أزمنة الفتن، ألّا يفتي بجواز كشف المرأة لوجهها وكفيها، حتى ولو كان يرى بقول من يقول بذلك، وقد حكى الشربيني الإجماع على تحريم كشف ذلك في أزمنة الفتن. مع أن الأدلة على التحريم وأما قوله تعالى {إلا ما ظهر منها} فكأن تسف الرياح ثوبها، وكل ما كان من غير قصد. والمشهور من أقوال المذاهب الأربعة عدم جواز ظهور الوجه، وإن وُجِد قولٌ في كل مذهب.
363-   النكاح باب من أبواب الرزق، والصحيح في المقصود بقول تعالى {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} أنه غنى وزيادة حقيقية في الرزق، وهذا ظاهر القرآن الذي أيَّدته السنة قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة حق الله عونهم... [وذكر منهم] الناكح يريد العفاف.
364-   الأسماء المضافة وقع فيها خلاف بين العلماء، {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ} هل يؤخذ من الإضافة أسماء الله فنقول من أسمائه جل وعلا: النور؟
365-   يضرب الله مثلًا للمؤمنين بالجبال والشجر والثمار، بحسب أحوالهم وتفاوتها.
366-   من العلماء من يقول إن سبب أن الله ضرب مثلًا للمؤمن بشجرة الزيتون، أن أول ما نجا بعد الطوفان من الشجر شجر الزيتون فذلك مثل المؤمن في النجاة.
367-    لما جاء ذكر المساجد بعد ذكر النور فيشبه والله أعلم أن المساجد محل النور.
368-   الصحيح أن الدابة يقصد بها كل ما يدب، وتحديدها بذوات الأربع عرف طارئ.
369-   الراجح من أقوال أهل العلم أن القواعد من النساء إن كانت الواحدة منهن تُشتهى فلا يجوز لها الكشف لوجهها، حتى ولو لم تكن ترجو نكاحًا، واختاره ابن تيمية وابن باز.
370-   ينبغي لمن يكتب في تفسير القرآن أن يستحضر القراءات المتواتر منها والشاذ لأن لها نفع عظيم في الترجيح بين المعاني والأقوال.
371-   لا يستقيم الاستدلال بقوله تعالى {ورتلنه ترتيلًا} على القراءة بالتجويد ولم يستدل بها أحد من السلف على ذلك، والقول في حكم القراءة بالتجويد يفرق فيه بين القادر وغير القادر.
372-   {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ} هي سدوم.
373-   قد يبنى الفعل في القرآن لما لم يسم فاعله مع أنه معلوم، وذلك لمشاركة غيره له، {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا...} القائل النبي صلى الله عليه وسلم والمشارك له الصحابة رضي الله عنهم.
374-   الأشاعرة ليسوا منضبطين في الصفات وإثباتها، ولهم مذاهب، لا سيما المتقدمين منهم، والسيوطي رحمه الله عادته عدم إثبات ما يتعلق بالمشيئة في أفعال الله، بل يؤوله.
375-   القول بالتفويض ليس المشهور عند الأشاعرة بل قول عندهم، وكان يقول به النووي حتى صنف رسالة في تبني مذهب السلف قُرئت عليه وينكرها الأشاعرة.
376-   عد آي سورة الشعراء: ٢٢٧ المدني الأول والكوفي والشامي، ٢٢٦ المدني الأخير والبصري والمكي.
377-   سبب الإتيان بضمير الجمع في {إنا معكم مستمعون} رعاية الفاصلة لآيات السورة، لأنها واويَّة نونيَّة.
378-   {إذًا} تكتب من غير نون في جميع مصاحف الأمصار، وفي غير خط المصحف اختلف العلماء، وشدد في ذلك بعضهم حتى قال المبرد أشتهي أن أقطع يد من يكتبها بالنون.
379-   {فكبكبوا} أصلها من الكب وللمجهول أو ما لم يسم فعله كُب، وبالتكرار الدال على المبالغة كُبكب، وكأنهم جمعوا ثم خلطوا ثم ألقوا، عياذًا بالله من عذاب الله!

المجلس الواحد والعشرون([17])
380-  لا تكاد تتطابق نسختين للجلالين، على كثرتها وقد رأى الشيخ ما يقارب المئة نسخة خطية، وربما تبلغ الآلاف، وسبب التغيير الوارد على الجلالين أنه كتاب درسي فربما عدَّل عليه الشيخ والطالب.
381-   {هضيم} أصلها في اللغة المتقارب المتداخل بعضه في بعض، وأخذ القول بأنه اللطيف واللين من باب اللزوم.
382-   {الغابرين} الباقين في العذاب.
383-   أثر عن ابن عباس أنه يقول: من حدثك عن عذاب يوم الظلة ما هو فكذبه. وأفضل ما يقال في توجيه هذا الأثر أنه يقصد من حدثك فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا فكذبه.
384-   ينبغي تأتي بمعنى المستحيل، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام). وينظر في بدائع الفوائد لابن القيم لكلامه عن لفظة "ينبغي" ووجوه ورودها في الكتاب والسنة.
385-   اختلف الفقهاء هل يؤخذ بما يقوله الشاعر في شعره من اعتراف بذنوبه كشرب الخمر واقتراف الزنا؟ والصحيح أنهم لا يؤاخذون به مجردًا، لأن الله قد قال عنهم {وأنهم يقولون ما لا يفعلون}، ولم يؤاخذ عمر بن خطاب رضي الله عنه أحد الولاة بقوله في شعره عن شرب الخمر، وعزله.
386-   عد آي سورة النمل: ٩٣ كوفي، ٩٤ بصري وشامي، ٩٥حجازي.
387-   {وإنك لتلقَّى القرآن} التشديد في تلقَّى يفيد قوة في المعنى، ليس مجرد ومطلق معنى الإلقاء.
388-   قال سيبويه في باب الفاعل في الكتاب بعد استقراء كلام العرب: أن العرب لا تقدم في كلامها إلا ما كان شأنه أهم.
389-   {لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون} لقربهم من الله وولايته ومحبته لهم لا ينبغي أن يكونوا من جنس الناس فيخافون.
390-   بِلقيس الصواب في ضبطها بالكسر، وموطنها سبأ وقد تواطأت الكتب القديمة على ذلك.
391-   {قال الذي عنده علم من الكتاب} هو من صالحي الإنس على قول ابن عباس رضي الله عنه، واسمه آصف بن برخيا.
392-   {وسلم على عباده الذين اصطفى} قال ابن عباس هم الصحابة رضي الله عنهم.
393-   يقال بحر ملح، ولا يقال بحر مالح، وبضده العذب، {وجعل بين البحرين حاجزًا}.
394-   (أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر) ذكر سبحانه الهداية في ظلمات البر البحر ولم يقل يهديكم في البر والبحر فيشبه والله أعلم أن فيه إشارة أن الله لا يتركك حتى في أحلك الظلمات، ومن هنا أخذ الفقهاء أنه لابد من معرفة القبلة على كل حال في البر والبحر وغير ذلك.
395-   {وهي تمر مر السحاب} التشبيه بالسحاب أبلغ من التشبيه بالمطر، فليس الأولى التفسير بالمطر، لأن السحاب كثيرًا ما يرى.
396-   المشهور من المذهب تفضيل مكة على المدينة لما فيها من كثرة الفضائل، واختصت المدينة بفضائل كزيادة البركة وتضعيفها، وجواز سلب من جز من شجرها.
397-   عدد آي سورة القصص ٨٨ آية باتفاق أهل العد.
398-   {وقالت امرأت فرعون قُرَّت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدًا وهم لا يشعرون} إذا أراد الله أمرًا هيَّأ سببه!
399-   (قال رب إني ظلمت نفسي) في الآية معنى عظيم من معاني كمال العبودية إذ أن قتله القبطي خطأ لا عمد ومع ذلك نسب لنفسه الظلم، وأخذ جماعة من أئمة أهل السنة من هذه الآية جواز التوسل بحال الداعي.
400-   ورد حديث مرفوع في أن صاحب مدين الذي أنكح موسى ابنته هو شعيب عليه السلام لكن انفرد به ابن لهيعة وهو صاحب انفرادات وغرائب وقد كان مفتي أفريقية، والظاهر والله أعلم أنه من كلام التابعين رواه الدارمي عن أبي حازم، وقد أنكره الحسن، والأصح والله أعلم قول المنكرين.
401-   {وسار بأهله} استنبط منها أهل العلم أن للزوج أن يسافر بزوجته من غير إذنها، بعد أن ينكحها، مالم تشترط.
402-   من أفضل من فصَّل في تفسير قوله تعالى: {وربك يخلق ما يشاء ويختار} هو ابن القيم رحمه الله في مقدمة زاد المعاد.
403-   {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله} في الآية لف ونشر مرتب، فالسكن في الليل، وابتغاء فضل الله في النهار.
404-   قول النحاة: الكلمة البسيطة والمركبة، مالم يمكن تقسيمه فهو البسيط، والمركب مثل {ويكأن} على التقسيم "وي" و "الكاف" و "أن". وقد اختلف القراء في الوقوف عليها فمنهم من يقف على {وي} ومنهم من يقف على {ويك} ومنهم من يقف على الكلمة مجتمعة {ويكأن}.

المجلس الثاني والعشرون([18])

405-   سورة العنكبوت عجيبة في اسمها ومسماها، والله سبحانه يسمي ويكني ما شاء، والسورة في التوحيد وسميت العنكبوت لذكره فيها، وما يعبد المشركون من دون الله أضعف من بيت العنكبوت الذي يستطيع الطفل أن يفسده بيده.
406-   عدد آيات سورة العنكبوت تسع وستون باتفاق أهل العد.
407-   في اصطلاح النحاة يقولون توالي الأمثال، ويقصدون به توالي ثلاثة أحرف متشابهة، فالعمل في مثل قوله تعالى {ليقولنّ إنا كنا معكم} حذف أحد الأحرف المكررة تخفيفًا، وفي الآية حذف نون الرفع لتوالي النونات.
408-   سئل الشيخ عن قول المحلي: "{أولئك يئسوا من رحمتي} جنتي" هل فيه تأويل يؤخذ عليه؟ فقال لا، قد قال بذلك بعض السلف.
409-   ذهب بعض الباحثين أن قوم عاد سكنوا مصر وهم من بنوا الأهرام، والصحيح أن ديارهم الأحقاف والحقف هو تقوّس الرمل بأثر الرياح فيكون في الصحاري، لا يكون بمصر، بل ديارهم في اليمن. والحجر هي ديار ثمود.
410-   {ءامنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم} نؤمن بما عندهم من عقائد التوحيد الذي كانوا عليه، ونطَّرِح ما تطرق إليه التحريف كقولهم عزير ابن الله، وأنه-تعالى-ثالث ثلاثة، وغيرها. وأما الأحكام فلا شأن لنا بما كان من شريعتهم إلا ما كان موافقًا لشريعتنا. وأما الأخبار مما سوى ذلك فلا بأس بروايتها، وأول من عرف عنه إنكارها الجهمية، وهي مفيدة في تفسير القرآن.
411-   {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان} الحيوان هي الحياة الكاملة والدائمة، وليست تعني الحياة فحسب؛ لأن صيغة فعلان تدل على المبالغة كشبعان وعطشان.
412-   قال سفيان رحمه الله فيما يرويه الإمام أحمد: إذا اختلفتم في شيء فانظروا ما عليه أهل التقوى. وأولى الناس بها أهل القرون الثلاثة المفضلة وفي مقدمتهم الصحابة رضي الله عنهم، وقد قال الشافعي وآراؤهم لنا-يعني الصحابة-خير من آرائنا لأنفسنا.
{والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}
413-   عد آي سورة الروم: ٥٩ على العد المكي والمدني الأخير، و٦٠ للباقين.
414-   إذا ورد في كتب الرحلة أن أحدهم ارتحل إلى الجزيرة فهم يقصدون ما بين النهرين دجلة والفرات، من مصب النهرين في الخليج إلى الحدود التركية والسورية.
415-   قول المحلي والسيوطي في مواضع مختلفة: "بأمر الله أي إرادته"، هذا من التأويل الذي يؤخذ عليه.
416-   {وهو أهون عليه} بمعنى هين وليست من باب أفعل التفضيل. وهذا معهود في كلام العرب كقول الفرزدق: ... بيتًا دعائمه أعز وأطول، بمعنى عزيزة طويلة، فلا يريد التفضيل.
417-   أي تاء مفتوحة في رسم المصحف فيقف عليها حفص تاءً، مثل {فطرت} {هيهات}.
418-   من مواضع التأويل المذموم، قول المحلي: "{لا يحب الكافرين} أي: يعاقبهم.".
419-   يقول حفص ما خالفت عاصمًا إلا في هذا الحرف، يقصد قول الله: {الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف...}، والمخالفة في ضم الضاد في "ضعف".
-والأصل في نقل القراءات التلقي ونقل الأمة بعضها عن بعض، والإسناد صورة من صور التلقي. وعليه فإن نقلت قراءة بإسناد فلا يصح أن يقال هي آحادية بل الإسناد بعض التلقي وليس كله.
420-   عدد آيات سورة لقمان: ٣٤ عند الجمهور، وعند الحجازيين ثلاث وثلاثون، وهم المدنيان والمكي.
421-   توارد السلف على قول هو الغناء واللهو الباطل، في تفسير قوله تعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث}، وهو قول الصحابة كافة وهو إجماع، وحلف ابن مسعود على ذلك ثلاثًا، ولم يفت أحد من الصحابة والتابعين وتابعيهم بحل الغناء.
422-   لقمان سماه النبي صلى الله عليه وسلم: (العبد الصالح). وهذا يعني أنه ليس بنبي، وقد كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (عيسى صلى الله عليه وسلم)، وموسى كذلك.
423-   {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} اقترن الصبر بالأمر بالعروف والنهي عن المنكر لكون الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لا تخلو أحواله مما يحتاج إلى الصبر.
424-   أخرج ابن أبي حاتم عن سفيان الثوري قال: صياح كل شَيْء تسبيحه إلّا الحمار.
425-   {ويعلم ما في الأرحام} لا يعلم ما في الأرحام على وجه اليقين إلا الله، حتى الأجهزة المعاصرة لا تكتشف على وجه اليقين، وكثيرًا ما تخطئ بناءً على وزن الجنين ومكان الحبل السري.

المجلس الثالث والعشرون([19])

426-   {ثم يعرج} قال المحلي: "يرجع الأمر والتدبير" وتفسيره بهذا فرار من الإقرار بالعلو، لأنه بزعمهم يلزم منه التحيز.
427-   قال المحلي: " {في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون} في الدنيا، وفي سورة "سأل": {خمسين ألف سنة} وهو يوم القيامة لشدة أهواله بالنسبة إلى الكافر، وأما المؤمن فيكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا".
 ⁃ ورأي ابن عباس أن اليوم يومان يوم مقداره ألف سنة في الأولى، ويوم مقداره خمسون ألف سنة في الأخرى، ويؤيد هذا المذكور، اليوم المذكور في سورة الحج.
428-   سورة الأحزاب عدد آياتها ثلاث وسبعون باتفاق أهل العدد، وكانت تعدل سورة البقرة طولًا، والله جل وعلا يمحو ما يشاء ويثبت.
429-   {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} فائدة القيد يشبه أن يكون لإخراج المرأة حال حملها.
 ⁃ واختلف العلماء في الاستدلال بها على النهي عن الاشتغال بأكثر من عمل في وقت واحد، وقد ذكرها الذهبي في معرض الإنكار على ما يفعله علم الدين السخاوي-متقدم في القرن السادس-إذ كان يقرأ عنده عدد من التلاميذ في وقت واحد، ويرد على من يخطئ منهم، حتى كثر الآخذون عنه جدًا.
430-   {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض} استدل بها الإمام أحمد على ميراث ذوي الأرحام، خلافًا للشافعي.
431-  {وبلغت القلوب الحناجر} جمع حنجرة وهي منتهى الحلقوم، وتسميها العرب الغلصمة، ويسميها المجودون المتأخرون زُمَّارة الحلق.
432-   {من صياصيهم} جمع صِيصِيه، وأصلها في اللغة المخلاب الثالث المتأخر في قدم الطير الجارح، ويكون أكبرها وأشدها فتكًا وعليه المعوَّل في الصيد، ثم استعير للدلالة على الحصن في الآية، لكونه تحصل به المنعة في الحرب.
433-   تكرر وصف الله لحال المؤمنين مع أنبياءهم في حال السلم والحرب في عدة مواضع من كتاب الله جل وعلا، وسبب ذلك والله أعلم أن حال أتباع المرسلين في هذه المقامات واحد إلى قيام الساعة. كما في﴿ فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه ﴾، وكقوله:﴿ وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ﴾وكقوله:﴿ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ﴾.
434-   من قواعد العبودية أن من علا قدره في العبودية، ربما كانت عقوبته مضاعفة، كما أن ثوابه مضعَّف، والغنم بالغرم.
435-   الأداء الصوتي يشير ويؤكد على قوة المعنى، كـ لا التبرئة في قوله تعالى: {لا ريب فيه} من القراء من يمدها، وكما في قوله تعالى عند بعض القراء: {ولا تبرجن} فتمد مدًا يُشعر بقوة المعنى.
436-   عبد الرحمن بن زيد بن أسلم تفسيره من أحسن التفاسير، ومراسيله من أوهى المراسيل، وقد جاء من طريقه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى زينب وهي زوجة لزيد قال سبحان الله سبحان الله. ومن أهل الضلالة من يطعن بذلك في النبي، والرد عليه أن هذا لا يثبت لمجيئه مرسلًا عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وليس على النبي صلى الله عليه وسلم غضاضة في أن رآها بشكل عارض، ولا يلزم منه أن تكون غير متحجبة، والمرأة قد تعرف بطولها أو سمنها، وقد عرف عمرُ سودةَ وهي متحجبة، وكانت امرأة ثبطة.
437-   {ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن} أجمع العلماء على وجوب العدة بحصول الوطء وعدم وجوبها في عدم الدخول والخلوة، واختلفوا في مجرد الخلوة فذهب السلف أكثرهم والصحابة كلهم، وقضى به الخلفاء أن الخلوة تجب بها العدة، ونص الشافعي في الأم على خلاف ذلك ومعه أفراد من السلف.
438-   {والله لا يستحي من الحق} يقدر في وقفها ياءً عند أكثر القراء، فتكون بيائين، وهي من استحيى استحياءً على لغة قريش وهي الأشهر، وقرأ ابن محيصن-قراءة شاذة-بياء واحدة من استحى حياءً، على لغة من لغات العرب.
439-   {إن الله وملائكته يصلون على النبي...} يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره حتى في الصلاة المكتوبة.
440-   الأدرة التي اتهم بنو إسرائيل بها موسى هي مرض يكون به نُفخة في الخُصية، ومن الأخطاء الشائعة ضبطها بالكسر.
441-   عدُّ آي سورة سبأ: ٥٥ الشامي، ٥٤ بقية العادِّين.
442-   الأشعرية قبل المئة الرابعة في الاعتقاد لم يكثر عندهم الخطأ والانحراف، حتى أن والد الجويني الفقيه كان سلفيًا، حتى أتى الجويني وابن فورك وأوغل الأشاعرة عمومًا في علم الكلام ففسد اعتقادهم، وأخذوا عن المعتزلة التلاعب في الألفاظ.
443-   المحاريب في أصل اللغة هي الغرفة التي تكون بالأعلى ولا تختص بالعبادة، ثم توسع الناس فيها وأطلقوها على غير ذلك. ومن العلماء من بدَّع عمل المحاريب في المساجد، ولم تكن تُعلم قبل المئة الثالثة، ولهم في ذلك رسائل منها للسيوطي إعلام الأريب بحدوث فتنة المحاريب، وللشوكاني رسالة في هذا.
444-   في خلط القراءات أو تلفيقها، جواز ذلك بشرطين:
 ⁃ ألا يتعلق المتأخر بالمتقدم في الإعراب ونحوه فلا يخلط في نحو: {وهل نجزي إلا الكفورَ} والأخرى {يجازى إلا الكفورُ}.
 ⁃ ألا يكون على سبيل الرواية، فلا يقرئ بها.
445-   أول ما يخرج المؤمن من القبر تستقبله الملائكة وتقول لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون، والكافر ينتزع انتزاعًا {وأخذوا من مكان قريب} ويدفع إلى أرض المحشر دفعًا {يوم يدعون إلى نار جهنم دعا}.
 
المجلس الرابع والعشرون([20])

446-   تسمية السورة بفاطر وهي من الأسماء النبوية التي أتت في الأحاديث النبوية، ومن القراء من يسميها سورة الملائكة، وهي مكية.
447-   عد آي سورة فاطر: ٤٦ على العد المدني الأخير والشامي، ٤٥ عد الباقين.
448-   قال المحلي: "{إليه يصعد الكلم الطيب} يعلمه وهو: لا إله إلا الله". قال هذا لنفيه العلو.
449-   بعض المفسرين المتأخرين لا عناية لهم بالقراءات فيغفلون عن بعض المعاني التي تدل عليها القراءات، أما القدماء كابن جرير فهم أئمة في القراءات.
450-   سورة يس مكية بإجماع، عدا آيه أو آيتين، وعدد آياتها ثلاث وثمانون على العد الكوفي، وثتنان وثمانون عند غيرهم.
451-   لا يصح للباحث أن يأخذ من أحد المصاحف، ضبطًا أو رسمًا أو تسمية للسور، لأن كاتبه قد يكون صوفيًا يحكِّم وجده وذوقه في التسمية مثلًا، أو يكون معتزليًا يرى أن كتابة المصحف ليست توقيفية.
452-   بوّب الدارمي في فضل سورة يس. وليس مُبَررًا تضعيف جميع ما في الباب، وباب فضائل القرآن في آخر كتابه حافل بالفوائد مفيد في التأديب والتربية لمن تُعَلمه شيئًا في القرآن، وقد أثنى شيخ الإسلام ابن تيمية على حسن تصنيفه.
453-   لا ينبغي على الداعية ومن يحث الناس على المندوبات والمرغوبات، أن يشتغل بإخبار الناس بصحيح وضعيف ما ورد في كتب السنة التي صنفها الأعلام كأحمد والترمذي والدارمي مما جاء في باب فضائل الأعمال، لأنه بهذا يقعدهم عن العمل الصالح، ويزهدهم فيه.
454-   جاء في قراءة سورة يس على الميت آثار ولها نفع وعملها كثير من الصالحين، وأما المختار في قرائتها على قبر الميت عدم مشروعيتها.
455-   التدبيج كما عرَّفه ابن أبي الإصبع: هو أن يذكر المتكلم ألوانًا يقصد الكناية بها والتورية بذكرها عن أشياء من وصفٍ أو مدح أو هجاء أو نسيب أو غير ذلك من الفنون، أو لبيان فائدة الوصف بها، والأساس الذي أقيم عليه التدبيج هنا هو أن تُذكر الألوان بقصد التورية أو الكناية، أما إذا ذُكرت وبقيت على حقيقتها فلا تدخل في إطار التدبيج بحسب هذا التعريف.
456-   ومناسبة قراءة يس على المحتضر لما فيها من كثرة ذكر أفعال الله، ولكونها كالخلاصة للقرآن.
457-   {يحسرةً على العباد} نصبت لكونها نكرة غير مقصودة، وفي قراءة شاذة، {يحسرةٌ}، وفي قراءة الحسن من غير {على} وتكون هكذا {يحسرةَ العباد}.
458-   يلاحظ أنه عند ذكر العنب في القرآن تذكر ثمرته، وعند ذكر النخل تذكر شجرته، وسبب ذلك أن ثمرة النخل ليست المفيدة فقط، بل كل شيء في النخل مفيد تمره وجمَّاره وساقه للبنيان.
459-   العرجون والعذق هو الذي تتعلق فيه الشماريخ، والشماريخ هي ما يتعلق فيه التمر، والعرجون هو الذي إن تُرك جف وتقوَّس فشُبِّه به القمر في تقوسه إذا أصبح هلالًا.
460-   {ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون} في هذه الآية إشارةٌ إلى الصوت والصورة في البعث من القبور، فالجدث في أصله صوت حافر الخيل، فهذا الصوت وأما الصورة فإنهم مسرعين وهو معنى: {ينسلون}.
461-   التنكير عند العرب يفيد التكثير، ولذلك في جميع القرآن لا تجدها معرفة إن كان القائل لها الله، فكأن الله يسلم عليهم سلامًا كثيرًا.
462-   أفضل طريقة في الترجيح بين المنقول عن ابن عباس، أن تنظر في أصحابه فإن كانوا متفقين على قول فيكون الراجح عنه ما اتفقوا فيه.
463-   الخلاف في عد آي سورة الصافات: ١٨١ البصري وأبي جعفر، و١٨٢ عند الباقين.
464-   الجعبري من القراء سمَّى سورة الصافات بسورة الذبيح لذكر الذبيح فيها.
465-   بعض العلماء يفسر {فالتاليات ذكرًا}، بالملائكة التي تنقل الذكر وهو الوحي، وهم جبريل ومن ورد بأنهم ينزلون بالوحي معه، كما جاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه جبريل وإسرافيل.
466-   من أفضل من يوجِّه القراءات من غير تأويل ابن خالويه، وأبو عبيد القاسم بن سلَّام، يراجع توجيههم للقراءات الواردة في {بل عجبت}.
467-  اعترض مكي بن أبي طالب على تفسير قوله تعالى:﴿ أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين ﴾. بأن المراد هو عبد الله بن أبي، لأن السورة مكية، وهي من طريق عطية العوفي عن ابن عباس، وقد ذكر علماء الجرح والتعديل أنه ذو أوهام، فروايته مقبولة في الأصل، ولكنه هنا خالف بقية أصحاب ابن عباس في أن المراد هو "أبي" بن خلف، فلعله وهم وظنه عبد الله بن "أبي".
 
المجلس الخامس والعشرون([21])

468-   سئل الشيخ عمّن يختم في الفروض-ويقرأ أحيانًا من غير ختمته كالمغرب بقصار المفصَّل وفجر الجمعة بالسجدة والإنسان-فهل هو مخطئ، وهل أصاب من ينكر عليه؟
فأجاب أن هذا لم ينقل عن السلف، والختم قد جاء في معارضة جبريل للنبي صل الله عليه وسلم بالقرآن، ولكن لا يوجد في الشرع ما يمنعه، واستحبه الشيخ لما فيه من إسماع الناس للقرآن.
469-   شجرة الزقوم: من العلماء من اختار أنها من شجر جهنم لا يكون في الدنيا مثلها، وظاهر القرآن مشعر بهذا {تخرج في أصل الجحيم}، وروى ابن جرير عن ابن عباس أنها في الدنيا وتنبت فيها ويكون مثلها في تهامة، واختاره المحلي.
470-   قال المحلي: "{ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم} يفيد أنهم يخرجون منها لشرب الحميم وأنه خارجها."
471-  ويوجَّه كلامه رحمه الله بأن النار دركات فهم يخرجون من بعضها إلى بعضها الآخر، ولا يخرجون منها خروجًا كليًا؛ لأن الله يقول في أهل النار﴿ إنها عليهم مؤصدة ﴾.
472-   إذا ورد في كلام الأقدمين السودان فإنهم يقصدون بهم الأفارقة، والترك ليسوا سكان تركيا الآن، بل هم من يلي بلاد الصين وما جاورها، الذين ذهب السعدي رحمه الله أنهم هم-ومن ورائهم-يأجوج ومأجوج.
473-   {فبشرنه بغلام حليم} لم يعيِّن المحلي المقصود، واختلف السلف في المسألة، ولم يؤثر فيه عن النبي صلى الله عليه وسلَّم تعيين، ولذلك اختلف السلف وتعددت الرواية عن ابن عباس وغيره، والراجح من المروي عن ابن عباس أنه يرى أنه إسماعيل، ومما يدل عليه بعد انتهاء القصة قال الله {وبشرنه بإسحق...}.
474-   قال قتادة: كان يونس كثير الصلاة في الرخاء، وأخذ هذا من الاسم {فلولا أنه كان من المسبحين}، لأن الاسم يدل على الثبوت والاستقرار.
475-   سورة ص: من القراء من يسميها سورة داوود، وهو الغالب في تسميتها في كتب العد والرسم. والخلاف في عد آي السورة كالآتي: ٨٥ على العد البصري، و٨٦ على الحجازي والشامي، و٨٨ على العد الكوفي.
476-   إذا جاء عن الداني ومن في طبقته خلاف في المكي والمدني مثلًا ثم نقل من بعدهم الإجماع فالمقصود أنه استقر القول على ما نقل عليه الإجماع، وهُجر القول بالقول الآخر.
477-   المبالغة تكون على صيغة فَعِيل كعجيب، وأشد منها فُعَال كعجاب وهي أقل من التي قبلها استخدامًا، وأشد منها فُعَّال كـ كُبَّار وهي الأقل استخدامًا.
478-   {وفصل الخطاب} جاء عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه كما نقل عنه ابن أبي حاتم: أنه أول قائل للفظة: أما بعد، واستشكل بعض المتأخرين أن يقولها ولسانه غير اللسان العربي ويجاب عنه بأنه قال ما يوازيها في لغته.
والمنقول عن الأكثر في معنى فصل الخطاب أنه فهم القضاء، ولكن اختلفت عبارتهم في هذا المعنى.
479-   قد يكون المروي عن ابن عباس ليس لفظه، بل هو تصرف في العبارة من التابعين، ومن هنا نعرف أن بعض الألفاظ المشكلة لم يقلها ابن عباس مثلًا، ولا بأس في هذا فقد وقعت الرواية بالمعنى في حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
 بل إن من التابعين من ينقل عن بني إسرائيل، كما وقع فيما روي عن الحسن في قصة {وهل أتىك نبؤا الخصم إذ تسوَّروا المحراب}.
480-   التدبر على درجات منه تدبر المعاني العامة للقرآن وهذا واجب على المسلم والكافر، والبر والفاجر، ومن هذا ما يأتي في برامج التدبر العامة فإن فيها حث للناس على تدبر المعاني العامة للقرآن وفيها نفع كبير. وهناك تدبر لدقائق المعاني وهو الاستنباط ولا يكون إلا لأهل العلم والرسوخ، ولا يجوز أن يجرؤ عليه غيرهم، والله يفتح بما يشاء على من يشاء وقد يعطى الإنسان فيه مالم يعط من قبله. وتدبر المعاني العامة للقرآن والسنة من أعظم ما يحفظ الناشئة ويرسخ الخير فيهم، ويعينهم على الثبات.
481-   سورة الزمر جاء تسميتها عند القراء سورة الغُرَف، وينسب هذا إلى وهب بن منبه، وقد سماها بذلك ابن عباس رضي الله عنه، وجاء في الأحاديث تسميتها بالزمر.
482-   الخلاف في عد آي سورة الزمر: ٧٥ كوفي، ٧٣ شامي ٧٢ الباقين.
483-   لا يوجد قارئ وراوٍ إلا وله انفرادات، كما انفرد حفص في {كسْفًا} و {دأْبًا}، وكما انفرد السوسي عن التسعة عشر في الزمر {فبشر عبادىَ} وذلك في إضافة الياء المفتوحة.
484-   ممن أوصى الشيخ بتتبع آرائه ابن حصَّار المالكي، ولا يعلم له كتاب، بل له مقالات وآراء منقولة منثورة في الكتب.

المجلس السادس والعشرون([22])

485-  {قل يعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا} نون تقنطوا قرأت بالكسر والفتح وهي من السبع المتواترة، وقرأت بالضم قراءة شاذة.
486-    بعض الحنابلة جعل من آيات الصفات ما ليس منها، ووقع من بعض المتمذهبين بمذهب أهل الحديث لا سيما من ترك المذاهب الفقهية منهم كمن ترك مذهب الحنفية، فيبالغ في محاربة التعطيل ويثبت لله ما ليس له صفة، كإثبات الظل والرداء والإزار، بل ربما يقع بعضهم في قول الجهمية.
487-   {والأرض جميعًا قبضته} قال المحلي: "مقبوضة له، أي في ملكه وتصرفه." وهذا تعطيل منه وعدم إثبات لصفة القبض الثابتة لله، وهي صفة فعلية.
488-   أوصى الشيخ بمراجعة الصور البيانية في التفسير المعتني بذلك، واصطلح على تسميتها بالصور الفنية، ومن اصطلاحه أنه يسمى ما يشبه الشعر في وزنه مثل﴿ والنازعات غرقا ﴾وما بعدها، يسميه بالجَرْس الموسيقي . وقد جاء في قوله تعالى: {وسيق الذين كفروا...} وما بعدها خمس صور بيانية، منها السوق إلى جهنم، ومنها مجيئهم زمرًا، ومنها المفاجأة: إذ جاءت {فتحت} من غير واو، ومنها استفهام التوبيخ {ألم يأتكم...}، ومنها أن يقال لهم وهم يرون النار {قيل ادخلوا أبواب جهنم}.
489-   سورة غافر مكية بإجماع، واسمها غافر بإجماع، وتسمى بسورة المؤمن وبه تشتهر عند القراء، وسماها بعض المتأخرين سورة الطول من قوله تعالى﴿ شديد العقاب ذي الطول ﴾، وهي أول سورة من سور آل حم نزولًا وترتيبًا في المصحف. وقد اختلف علماء العد في عد آي السورة، كما يلي: ٨٢ بصري ٨٤ حجازي ٨٥ كوفي، ٨٦شامي.
490-   درة الغواص في أوهام الخواص للحريري من أوائل الكتب التي اهتمت في الألفاظ العربية تصويبًا، وتصحيحًا في الاستعمال، وقال في كتابه أن من الخطأ أن يقال الحواميم، ويقال آل حم، وذوات حم، والصحيح عدم الإشكال في ذلك وأنه لا بأس به، لورود أحاديث وآثار بذلك، وقد جاء عن ابن مسعود قوله: "الحواميم ديباجة القرآن." والديباج أفخر أنواع الحرير.
491-   {ذي الطول} فسرها السلف بقولهم الغني واسع الغنى، وهو الأولى من التفسير باللازم كقولهم الإنعام الواسع.
492-   {وينزل لكم من السماء رزقًا} أي مطرًا، وتسمية المطر بالرزق يسمى في اصطلاح البلاغيين مجاز مرسل.
493-  في بعض طبعات الكتاب: "{وقال الذي ءامن يقوم[اتبعونيَ]} والياء المضافة خطأ لم يقرأ به أحد.
494-   رأى الشيخ بعينه من يقرأ القرآن بالقراءات وهو نائم، وقد كان جده يستفتح النساء ويونس يقرأها ولا يخطئ فيها.
495-  ﴿ وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ﴾العشي في الظهر والعصر، والعشي والرواح يرادف المساء، وفي المساء المغرب والعشاء، والإبكار صلاة الصبح، فدلت الآية على الصلوات الخمس.
496-   قد يختلف أهل البلاغة في وصف الأسلوب البلاغي فيسميه بعضهم احتباك والبعض الآخر مجاز عقلي كما في قوله تعالى﴿ هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا ﴾، ومنهم من يطلق على﴿ وجزاء سيئة سيئة مثلها ﴾مجاز وبعضهم يطلق عليها مشاكلة.
497-   سورة حم السجدة هي المشهور عن السلف والقراء في تسمية سورة فصلت، ويسمونها بذلك تمييزًا عن آلم السجدة، ويسمونها سورة المصابيح، ومن المعاصرين من يسميها سورة الأقوات، والأخيرين صدرت عن بعض من يرى أن التسمية ليست توقيفية.
498-  والخلاف في عد آيها كما يلي: ٥٢ في العد البصري والشامي، ٥٣ حجازي، ٥٤ كوفي.
499-   جاء في صحيح البخاري: "قال رجل لابن عباس: إني أجد في القرآن أشياء تختلف على ... [فأجابه] وخلق الأرض في يومين، ثم خلق السماء، ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين، ثم دحا الأرض -ودحوها أن أخرج منها الماء والمرعى-وخلق الجبال، والجمال، والآكام، وما بينهما في يومين آخرين، فذلك قوله: {دحاها}، وقوله: {خلق الأرض في يومين}، فجعلت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام، وخلقت السماوات في يومين" وفي هذ النقل بيان لما يتوهم تعارضه من الآيات الدالة على زمن خلق السماء والأرض.
500-   ﴿ فقضاهن سبع سماوات في يومين ﴾هذا الموضع الوحيد الذي أضيفت فيه الألف بعد الواو، ولا يوجد مثله في القرآن.
501-   تفسير الآيات بالمعجزات تفسير محدث، ولا يلزم أن يكون في الآية الإعجاز بل هي أعم من ذلك.
502-   أبواب الهمزات مشكلة بل بعض الهمزات فيها سبعة وعشرين وجهًا في القراءة، ولها أنواع كالهمزتين من كلمة وكلمتين والهمزة المتطرفة وغيرها، ويرى الشيخ أن المحلي والسيوطي يأتون ببعضها في بعض المواضع والأولى تركها جملةً لعدم تعلقها بالمعنى، وإن أتى بها فينبغي أن يلتزم بذلك بذكر جميع الأوجه على الأقل في الموضع الواحد، ولكن يعتذر للسيوطي في ذلك ومثله المحلي أنهم ليسوا من أهل العلم بالقراءات وكانوا ينقلون من كتب غير متخصصة في القراءات.
503-   سورة الشورى مكية بإجماع، وعدُّها ٥٣ للكوفي، و٥٠ للباقين.
504-   استخدم المبتدعة لفظ لا شبه وأكثروا منه، ولذلك تمسك أئمة السنة بلفظ لا مثل، وقد يتضمن قولهم نفي القدر المشترك في الصفات، وأنهم استخدموا هذا اللفظ لهذا الغرض.
505-   للقراء في الآية الخامسة عشرة من سورة الشورى عشرة وقوف.
المجلس السابع والعشرون([23])
506-   "{أجرًا إلا المودة في القربى} استثناء منقطع" يقصد المصنف أن المودة ليست من جنس الأجر. واستثنى المصنف الآية من مكية السورة وثلاث آيات بعدها.
507-   من طريقة أهل العلم ومن الصواب عدم متابعة الواحد والإثنين إن خالفوا جماهير السلف وعامتهم، فيترك قولهم ولو عظم قدرهم لقول الأكثر، لأن الأقل في هذه الصورة لا يؤمن عليه الخطأ.
508-  "{يبغون} يعملون" البغي أصله في اللغة العلو، فيشبه والله أعلم أن يكون المقصود يعلون، ولكن تصحفت.
509-   "{إنه عليٌّ حكيم} عن صفات المحدَثين"، هذا شكلٌ من أشكال فرار الأشاعرة عن إثبات صفة العلو.
510-   سورة الزخرف ليس لها اسم غير هذا، وفي عدها ثمانية وثمانون للشامي، وتسع وثمانون للباقين.
511-   التغزل بالشعر لونٌ عند العرب في شعرهم يسمونه النسيب، وناظمه ينسب.
512-   {وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم} قول المشركين هذا هو أصل بدعة من لا يفرِّق بين المشيئة الكونية والشرعية، ولا تكاد تجد عند المبتدعة من شبهةٍ إلا وأصلها عند المشركين، وهذا يتضح لمن يتتبع ذلك ويستقرئه.
513-   "{يصِدون} يضحكون فرحًا بما سمعوا" وبضم الصاد يكون معناها يُعرضون.
514-   المشهور من كلام العرب أن الصحفة تسع خمسة، والقصعة تسع أكثر من ذلك كعشرة. جاء في كلام المحلي:"{يطاف عليهم بصحاف} بقِصاع" وهذا تفسير على بعض كلام العرب.
515-   من الكتب التي أشار لها الشيخ تحفة الأقران فيما قرئ بالتثليث من حروف القرآن لأبي جعفر أحمد بن يوسف الرُّعَيْني، جمع-كما هو واضح في عنوانه-ما قرئ بالتثليث.
516-   سورة الدخان لا تسمى بغير الدخان، وهي مكية كما هو قول ابن عباس، والقول في عد آيها تسع وخمسون للكوفي، والسبع والخمسون للبصري، والست والخمسون لبقية القراء.
517-   جاء في تعيين الدخان المذكور في القرآن أنه جدب وجوع جاء في الأرض إثر دعاء النبي صلى الله الله عليه وسلم عليهم لاستهزائهم وتكذيبهم إذ قال:(اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف). وجاء أن الدخان لا يكون إلا في آخر الزمان ولا يأتي إلا والقيامة قريبة "كالحامل المتمّ". وتوجيه هذا أن الدخان يقع مرتين وكلا التأويلين صحيحين.
518-   يرى الشيخ أن الأولى عدم المنع من الأسماء التي لا تختص بالله جل جلاله، فلو نُعت شخص بالعزيز أو الكريم فينبغي عدم المنع منه، والله سمى غيره بالعزيز كما جاء في سورة يوسف عن عزيز مصر، ولكن من الأسماء ما يختص بالله من غير خلاف كالرحمن والمهيمن والبارئ والبديع، وصناعة الضابط في هذا يحتاج إلى تأمل.
519-   سورة الجاثية من أسمائها سورة الشريعة، وهي مكية، وفي عدها سبع وثلاثون للكوفي، وست وثلاثون للباقين.
520-   رد ابن جرير عدد من الأوجه في القراءات وسبب ذلك والله أعلم عدم وصولها إليه من وجه يطمئن إليه ولذلك نجدها في القراءات الثلاث المتممة للعشرة، كقراءة أبي جعفر ويعقوب.
521-   سورة الأحقاف مجمع على تسمتها بالأحقاف، وبعضهم يسميها حم الأحقاف كالزهري، والأولى ألا يجعل اسمًا آخر.
522-  والقول في عدها خمس وثلاثون في العد الكوفي، وأربع وثلاثون للباقين.
523-   الباء والدال والعين أصلٌ دالٌ على أولية الشيء، وفي اسمه تعالى البديع يكون معناه الخالق على غير مثال سابق.
524-  من الأولى في مقام الدعوة إلى الله أن يرغَّب المدعو ولا يذكر له ما ينفره من أمر الحدود، وعدم غفران المظالم، ويترك فترة حتى يستقر في صدره الإيمان، ويعلَّم هذه الفترة إن صدر منه ذنب حتى ولو كان مما يوجب على غيره الحد، ولم يأت تحريم الخمر إلا بعد ستة عشرة سنة من بدء نزول القرآن.
المجلس الثامن والعشرون([24])
525-   في بعض النسخ زيادة (أو مكية) في مطلع تفسير سورة محمد.
526-  سورة محمد هو الأشهر في اسمها وهو مجمع عليها وكذلك تسمى سورة القتال جاء عن ابن عباس وغيره وجاء في بعض روايات البخاري تسميتها بسورة (الذين كفروا) وروي ذلك عن ابن الزبير وابن عمر، والذي يظهر أن تنوع أسماء السور من باب التوسع في الاسم والصفة فيكون أقرب ما يكون له الوصف وهو مستعمل في كل سور القرآن تقريبا، وستجد هذه السمة في الدر المنثور للسيوطي لأنه يجمع بعض الروايات.
527-  وفي كتب القراء التي تكون مسندة يستعملون هذه الطريقة وهي تسمية السور وكذلك كتب الآثار المسندة في سائر سور القرآن.
528-  القول بأنها مدنية هو قول ابن عباس، وهي (٣٩ آية) في العد الحجازي والشامي و(٤٠ آية) للبصري و (٣٨ آية) للكوفي.
529-   التعبير بالمصدر أقوى من التعبير بالفعل فاذا قال (فضرب الرقاب) المراد (أثخنوا).
530-  وقع الخلاف في مسألة (أسرى الكفار) والأقرب في هذه المسألة: أن الامام مخير بين المنّ والفداء والقتل والأسر، ومن أهل العلم كما روي عن مالك وغيره هو المنع من صورة (المن) ويعتبرونه من باب المفاصلة بين المشركين لأن الله يقول (وأنتم الأعلون ان كنتم مؤمنين). ويرد عليهم ما ثبت من فعل النبي ﷺ.
531-  جاء في البخاري من حديث أبي سعيد أن النبي ﷺ قال: (إذا خلَص المُؤمِنونَ مِن النّارِ حُبِسوا بقنطرةٍ بَيْنَ الجنَّةِ والنّارِ فيُقاصُّونَ مظالِمَ كانت بَيْنَهم في الدُّنيا حتّى إذا نُقُّوا وهُذِّبوا أُذِن لهم بدخولِ الجنَّةِ فوالَّذي نفسُ مُحمَّدٍ بيدِه لَأحَدُهم بمسكنِه في الجنَّةِ أدَلُّ بمنزِلِه كان في الدُّنيا) وهذا فيه من النعيم والفضل للمؤمنين.
532-   في قوله (وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك...) فيه الأدب مع مكة بخلاف القرى الأخرى وكما في آية النساء (الظالم أهلها) فجعل وصف الظلم يعود لأهل مكة لا لمكة.
533-   قرئ (أسِن) وقرئ بالمد (آسن) ومعناها واحد.
534-  قرئ (أنِفا) من طريق الطيّبة وقرئ بالمد (آنفا).
535-  في قوله تعالى (فاعلم أنه لا إله إلا الله ...) الأحسن من عبارة المؤلف هي عبارة ابن جرير وغيره وهي: (فاعلم يا محمد أنه لا معبود تنبغي أو تصلح له الألوهة، ويجوز لك وللخلق عبادته، إلا الله الذي هو خالق الخلق، ومالك كل شيء، يدين له بالربوبية كل ما دونه (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) وسل ربك غفران سالف ذنوبك وحادثها، وذنوب أهل الإيمان بك من الرجال والنساء). انتهى
536-  في بعض النسخ لا توجد عبارة (المغمي عليه). وذلك عند قوله تعالى: (ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت).
537-  قرئ (عسِيتم) وقرئ (عسَيتم) كلاهما قراءتان سبعية.
538-   قرئ (تَوليتم) بفتح التاء وقرئ (تُوليتم) وهي قراءة عشرية ليست سبعية.
539-  قرئ (وأمليَ لهم) وقرئ (وأملي لهم).
540-   قرئ (أسرارهم) وقرئ بالمصدر (إسرارهم).
541-  كررت اللام للمبالغة في قوله (لأريناكهم).
542-  الجملة في قوله (والله يعلم أعمالكم) جواب لقسم محذوف.
543-   في قوله (وأنتم الأعلون) المحذوف هو لام الفعل.
544-  يحتمل أن الإضافة في قوله (ويخرج أضغانكم) أن المراد البخل والظاهر أن هذه الإضافة عائدة الى الله.
545-  اسم سورة الفتح مجمع عليه وهو الموجود في السنن والاثار وليس لها اسم آخر وجاء في البخاري من حديث عبد الله ابن المغفل فقرأ عليه الصلاة وللسلام (مبينا) قرأها بالترجيع، ويرى بعض أهل العلم أن الترجيع فيه مد زائد المد الطبيعي، والتوجيه أن حال التلقي والاقراء شيء وحال الجواز شيء آخر وهذا متسق مع سنن كثيرة في التشريع ويخالفه لغرض كأحاديث النهي عن الشرب قائما وقد ثبت في الصحيح كما في حديث ابن عباس أن النبي شرب قائما.
546-   هناك فرق بين الترجيع والترعيد وبعضهم يرى أنه بمعنى واحد والترجيع يعتبر شكلا من أشكال جماليات الصوت والقراءة.
547-  سورة الفتح (٢٩ آية) هذا العدد عند جميع القراء بلا خلاف.
548-  العربية من جماليتها أنها في حرف الروي تختم بالترنم وهو مصطلح قديم وما أتي بهذه الحروف الا لأجل الترنم، وفي الرجز (والله لولا الله ما اهتدينا...) وقد وقع في مسند أحمد (كان يمد بها صوته).
549-  ٢٤-فسر المؤلف (فتحا مبينا) بفتح مكة وهو قول لقليل من السلف ومنهم من قال إنه فتح خبير وهو قول ليس ببعيد لأنه كان في الطريق وتسمية الشيء بما يقاربه كثير في كلام العرب وعرف الشارع والمشهور عن الصحابة وجمهور التابعين أنه صلح الحديبية وجاء عن أنس في الصحيحين أنّ هذا في صلح الحديبية وجاء في بعض الروايات (فلما قفل) أي أراد أن يقفل ويرجع من الحديبية.
550-  وإخضاع العدو لشروطك هو فتح عظيم وعمل جبار ومن فوائدها أنه جعل للنبي هيبة عند العرب وقد تسامعت العرب أن محمدا غزا مكة وفيه دلالة على القوة العسكرية التي لا يستهان بها وفيها دلالة على رعب بعض العرب بأنّ محمد غزا مكة أم القرى.
551-   قول المؤلف (لعصمة الأنبياء بالدليل العقلي القاطع) هذه عبارة كلامية عند أهل الكلام وهذا مبني على أنّ الأنبياء معصومون من جميع الذنوب وقد وقع الخلاف بين علماء أهل الكلام أنفسهم وانقسموا في ذلك في وقوع الذنب من الانبياء.
552-   قوله (ما تقدم من ذنبك وما تأخر) المراد بها ذنب أبيك آدم او فرض عقلي لا وجود له أو ذنوب أمتك وكل هذا مخالف لنصوص الكتاب والسنة.
553-   (فمدخولها مسبب لا سبب) فيه نفي لفعل الله الحادث وكل الأشعرية ينفون أفعال الله المتعلقة بمشيئته لأنها حادثة وكونها حادثة معناها أن في ذات الله شيء محدث فيتنصلون عن هذا، ونصوص كتاب الله وسنته مليئة بإثبات فعل الله ومشيئته ترد كلامهم.
554-  (ظن السَوء) إذا كانت مفتوحة فمد لين وإذا كانت مضمومة فمد متصل.
555-   قرئ (يعززوه) وهي شاذة.
556-  التعزير من الأضداد فتكون بمعنى النصرة والتأييد وتكون بمعنى التأديب.
557-   (لتؤمنوا بالله...) تعتبر أشهر آية في اللف والنشر الموزع في البلاغة العربية.
558-   الأولى في آية (لتؤمنوا بالله) أن يقرأها كاملة ولا يتوقف.
559-   (يد الله فوق أيديهم) فيه فرار من إثبات صفة اليد كما ذكر شيخ الإسلام لأن فيه ذكر أن اليد مع اليد والمتقابلات تدل على الحقيقة كما في آية المائدة (وقالت اليهود يد الله مغلولة...) فرد عليهم (بل يداه مبسوطتان) فيكون فيها إثبات صفة اليد على الحقيقة.
560-  قرأ عامة القراء بالكسر للتخفيف في قوله تعالى (عليهِ) وانفرد حفص بالضم (عليهُ) كما في قوله في سورة الكهف (وما أنسانيهِ) لعامة القراء وانفرد حفص بالضم (وما أنسانيهُ)
561-  في قوله (كلام الله) وقرئ كما في الرسم (كلِم الله).
562-    في قوله (تحت الشجرة) قطعها عمر رضي الله عنه ولم يرد مكان صحيح في تحديدها وقصة والد سعيد بن المسيب مشهورة في هذا الباب.
563-   العدد في بيعة الرضوان (١٤٠٠ صحابي) كما ذكره الراوي الصحابي وهو الأثبت في هذا كما جاء في البخاري وسبب البيعة هو إشاعة مقتل عثمان رضي الله عنه.
564-  وقد بايع النبي ﷺ عن عثمان رضي الله عنه فكانت خيرا من أن لو بايع بنفسه.
565-   في قوله (فعلم ما في قلوبهم) من الصدق والتضحية وفي الأمور المضطربة كلما كان القلب متعلقا بالله كان التثبيت والنصر حاضرا.
566-   في قوله (ببطن مكة) فيه دلالة على أن المراد بها حادثة الحديبية كما أشار لها المؤلف.
567-  في قوله (ولولا رجال مؤمنون...) أي: لولا وجود مؤمنين بمكة لا يعرفهم المقاتلون مع النبي ﷺ لسلط الله المؤمنين على أهل مكة فقتلوهم فكان عدم قتلهم مع تمكنهم رحمة بهم ومن مظان الأمان من عقاب الله هو وجود الصالحين في البلد.
568-   في قوله (آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين) لم يذكر الطواف والسعي وبعض المشاعر وذكر شيئا وقع فيه خلاف عند السلف وهو حلق الشعر ففي مذهب أبي حنيفة ورواية عند أحمد أنه من قضاء التفث فيستفاد منه الإثبات لتحقق الرؤيا لأنها خاتمة النسك.
569-  في قوله (فجعل من دون ذلك فتحا قريبا) القول بأنه فتح خيبر هو قول متين وقوي.
570-   في قوله (سيماهم في وجوههم) قيل: السمت الحسن في وجوههم، كما جاء عن ابن عباس.
571-    قرئ (فأزره) وقرئ بالمد(فآزره).
572-   في قوله (ليغيظ بهم الكفار) فمن غاظه الصحابة فهو كافر واختلف السلف فيما دون ذلك في الواحد من الصحابة وهي مسألة وقع فيها الخلاف بين السلف.
573-   في قوله (منهم مغفرة وأجرا...) من هنا لبيان الجنس وليست تبعيضية.
574-  سورة الحجرات (١٨) آية بلا خلاف وتسميتها بالحجرات مجمع عليه وليس لها اسم آخر.
575-  هذه السورة إن كان لها موضوع فيها آداب من أولها لآخرها وتصلح لأن تكون دورة ودرسا.
576-  وهي على المذهب أنها أول المفصل إن حسبت الفاتحة فتكون هي أول المفصل والجمهور على أن بدايته من سورة ق ويحتجون بحديث أوس بن حذيفة (فكيف كُنتم تُحزِّبونَ القُرْآنَ؟ قالوا: نُحزِّبُه ثلاثَ سوَرٍ، وخَمسَ سوَرٍ، وسبعَ سوَرٍ، وتِسعَ سوَرٍ، وإحْدى عَشْرةَ سورةً، وثلاثَ عَشْرةَ سورةً، وحِزبَ ما بينَ المُفصَّلِ وأسفَلَ) وقد جاء في هذه المسالة أي بداية المفصل ١٣ قولا. ومنها قول شاذ بأنه من الذاريات.
577-   (المفصل هو لباب القران) كما روي عن ابن مسعود.
578-   المفصل فيه إشارات وموضوعات لا توجد في بقية السور وقد قال عليه الصلاة والسلام (وفضلت بالمفصل) لكثرة ما فيه من المعاني.
579-  في قوله (لا تجهروا له بالقول) عبر المصنف بقوله (إذا ناجيتموه) ليدخل فيه المناداة من باب أولى.
580-  في قوله (الحجرات) وقرئ بفتح الجيم (الحجَرات) وهي فصيحة أيضا.
581-  الحجرة هي: المكان المحتجر الذي يكون صغيرا عادة وعند العرب أي شيء تحتجره من أرض أو بستان أو غيره.
582-  في قوله (أكثرهم لا يعقلون) لم يقل كلهم لأن المنادي منهم وليس جميعهم وهذا من الإنصاف.
583-  قرأ(فتثبتوا) عامة القراء وقرئ (فتبينوا) قرأ بها الكوفيون.
584-   في قول المصنف ( ونَزَلَ فِي الوَلِيد بْن عُقْبَة وقَدْ بَعَثَهُ النَّبِيّ ﷺ إلى بَنِي المُصْطَلِق مُصَدِّقًا فَخافَهُمْ لِتِرَةٍ كانَتْ بَيْنه وبَيْنهمْ فِي الجاهِلِيَّة فَرَجَعَ وقالَ إنّهُمْ مَنَعُوا الصَّدَقَة وهَمُّوا بِقَتْلِهِ فَهَمَّ النَّبِيّ ﷺ بِغَزْوِهِمْ فَجاءُوا مُنْكِرِينَ ما قالَهُ عَنْهُمْ) لو رجعنا الى تفسير السلف لوجدنا أنهم يجمعون على أنه الوليد بن عقبة رغم كونه صحابي فما يمتنع أن يكون الفسق والمعصية يقع من بعض الصحابة خلافا لبعض العقليين وبعض الأفاضل من أهل السنة ويكون التوجيه بأن هذا يكون في مرحلة ثم لعله تاب بعد ذلك، وهناك خلاف هل وصف الفسق يقع من ذنب واحد ام لا؟
-      فالمقصود أن السلف يرون بأنها نزلت في الصحابي الوليد بن عقبة وبعضهم حكى الاجماع على هذا كابن عبد البر في كتابه.
585-   في قوله (حبب إليكم الإيمان...) وما بعده يسميه البلاغيون الإطناب فيذكر فيه توابع الشيء وأجزاءُه.
586-   قرئ في الشاذ (اقتتلتا).
587-   قرأ يعقوب (إخوتكم) والبقية قرأوا (أخويكم).
588-   قال المصنف معلقا في آية رقم (١٢) (لا يحسن به) الأحسن أن يقال (لا يحس به).
589-  في قول المصنف (العباس فصيلة) المسمى الأصغر وهي مرادفة للعشيرة وهم الأهل الأدنون.
590-   في قراءة (لا يألتكم) بالهمز﴿ لا يَلِتْكُمْ ﴾بِالهَمْزِ وتَرْكه وبِإبْدالِهِ ألِفًا ومعناه: لا يُنْقِصكُمْ.
591-   فيه خلاف بين أهل السنة في مسمى الإسلام والإيمان وانظر الى كلام ابن تيمية في الإيمان الكبير، وهناك كلام في التفريق بين المصطلحين لإسحاق بن عبد الرحمن آل الشيخ في الدرر السنية وله نظم على كلام شيخ الاسلام.
592-   هذا الاسم مجمع عليه في السنن والآثار وفي بعض كتب القراء المتقدمة يسمونها (الباسقات).
593-  كان النبي ﷺ يقرأ بها في المجامع وخطبة الجمعة لأنّ فيها التذكير بأحوال الآخرة.
594-   هي مكية بلا خلاف كما جاء عن ابن عباس ونقل الاجماع ابن حزم.
595-  عدد آياتها (٤٥) آية بلا خلاف.
596-  في قول (ميتا) لم يقل ميتتة فيكون على هذا كالمصدر الموصوف فيستوي فيه المذكر والمؤنث كما تقول: (هذا رجل عدل وامرأة عدل).
597-    في قوله (أصحاب الرس) (من مرادفات البئر ويختلف الاسم باختلاف وصف البئر.
-      والرس هي بئر من ضخامتها اشتهرت وهي قرية من قرى ثمود كما قال ابن عباس.
-      ومن الغرائب أنها بأذربيجان وعند بعض التابعين أنها من قرى الأفلاج باليمامة.
598-  (وإخوان لوط) هنا إشكال حيث نسب إليهم لوط مع أن أهل سدوم عرب وهو عبراني، والأحسن أن يقال إنه لعله صاهرهم فنسب إليهم.
599-  في قوله﴿ سائقٌ وشَهِيد ﴾قال المصنف: " يَشْهَد عَلَيْها بِعَمَلِها وهُوَ الأَيْدِي والأَرْجُل وغَيْرها ويُقال لِلْكافِرِ" ووافق المصنف هنا اختيار ابن عباس وأبو هريرة.
600-   في قوله (هل من مزيد) هنا فرار من المصنف من حديث الامتلاء لأن فيه إثبات القدم لله كما في الحديث (يُلقى في النّارِ أهلُها وتقولُ: هل من مزيدٍ؟ حتّى يأتيَها ربُّها فيضعُ قدمَه عليها، فينزوي بعضُها إلى بعضِها، وتقولُ: قطْ قطْ قطْ، حتّى يأتيَها ربُّها).
601-   هنا كلمة مجملة ومن تفسير المزيد أكثر من ٦ أقوال ومن أشهرها:
-       هو (رؤية المؤمنين لربهم كل جمعة) وروي عن النبي ﷺ مرسلا وموقوفا وموصولا وغيره، وابن زرعة صحح الخبر في هذا وصح عن ابن مسعود ذلك موقوفا عليه.
-      وكذا ورد في تفسير المزيد أنه (الحور العين) حين يلتفت المؤمن في الجنة فيرى الحور فيقول: من أنتِ؟ فتقول أنا من المزيد ورويناه مسلسلا بالتبسم.
-      كذا جاء أنه (النظر إلى وجه الرب تعالى) كما في سورة يونس ورواه اللالكائي عن أكثر من ١٧ صحابي.
602-   في قراءة الحسن (فنقِّبوا في البلاد) أي: انظروا في أحوال الناس من قبلكم هل لهم فرار من الموت ؟!!
603-   في قوله (وأدبار السجود) نقل عن بعض الصحابة في أدبار الصلوات كلها، وقرئ (إدبار) و (أدبار).
604-  نقل ابن القيم في أحد كتبه عن الإمام أحمد أن كل تسبيح في القرآن صلاة ومنها هذا الموضع فقد خصت الآية بأنها ركعتين بعد المغرب وقوله (وإدبار النجوم) بأنها ركعتين قبل الفجر.
605-  اسم الذاريات مجمع عليه كما في السنن والآثار.
606-   هذه السورة من أجمل مواطن التدبر وكل آية فيها إثبات عظمة القوة والقدرة لله كما في مقدمتها من خلق الملائكة والسموات وغيرها.
607-  مكية وهي قول ابن عباس وابن الزبير وجمع من أهل العلم وفيه إشكال بأن فيها آية الزكاة لأنها فرضت في السنة الثانية من الهجرة.
608-   عدد آياتها (٦٠) آية بلا خلاف.
609-   (والجاريات يسرا) جاء عن جمهور السلف أنها السفن وبعضهم قال النجوم كما في قوله (الجوار الكنس) وكلاهما محتمل.
610-   في قوله (ذات الحبك) أي: السماء ذات الطٌّرُق وهي رواية عن ابن عباس، وقيل عن بعض السلف واشتهر عنهم أن المراد الحبك أي ذات الجمال، والحاء والباء والكاف تدل عند العرب على الجمال والإتقان.
611-   (ما يهجعون) قيل إنها زائدة وهي قلة النوم وطول القيام وفسرها أنس وبعض السلف أنهم يصلون ما بين المغرب والعشاء وهذا تفسير ببعض أفراده لأنه جاء عن بعض الصحابة كما ذكره ابن نصر المروزي في كتابه (قيام الليل) وبعض السلف يجعل (ما) هذه للجحود وهو النفي، ومعناه كانوا لا ينامون الليل كله بخلاف بعض أهل التفسير كما تقدم أنها زائدة فيكون المعنى أنهم كانوا ينامون قليلا في الليل.
612-   في قوله (للسائل والمحروم) المحروم أي: الذي لا يسأل لتعففه والمحروم الذي رزقه قليل لا يكاد يجد شيئا كما جاء عن ابن عباس.
613-   بعض الفقهاء يستدل بهذه الآية على الزكاة والأقرب أن هذه الآية في جنس الصدقة لا تعيين الزكاة والواقع أنها آية مكية.
614-   في قوله (قال سلام) قال بعضهم: تسليم إبراهيم أحسن من تسليم الملائكة لأن الجملة الاسمية أقوى وأبلغ.
615-   في قوله (قال سلام) رسمت هنا بلا ألف لتدل على القراءة الأخرى (قال سِلْم).
616-   يقال (سارّة) و (سارَة) كلاهما صحيح.
617-   في قوله (غير بيت من المسلمين) سماهم مسلمين رغم وجود امرأة لوط معهم وفيه دلالة على أنها منافقة لأن المنافقين يدخلون في مسمى الاسلام ولا يدخلون في مسمى الإيمان.
618-   (الدبور) ريح تأتي من جهة المغرب بخلاف الصبا فتأتي من جهة المشرق كما جاء في الحديث (نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور).
619-   في قوله (بأيد) أي: بقوة، كما قال ابن عباس ورسمت بيائين لأن المراد القوة.
620-   في قوله (خلقنا زوجين) لم يقل زوجين (اثنين) لأن المراد هنا المتقابلات ولو أراد الذكر والأنثى لقال (زوجين اثنين).
621-   في قوله (ليعبدون) اللام هنا للتعليل أي لأجل عبادتي وهذا الأمر ليس كونيا كما ذهب اليه بعضهم فلا يلزم أن يعبده جميع الخلق.
622-  في قراءة ابن محيصن (الرازق) فيستفاد منه اسم من أسماء الله الحسنى.

المجلس الثلاثون([25])

623-   أورد ابن كثير المسلسل بسورة الصف في تفسيره بسنده لجلالته، وذكره ابن تيمية في الفتاوى بالسند أيضًا.
624-   سبب قراءة سورة الجمعة في صلاة الجمعة أن فيها حث للمؤمنين وزجر للمنافقين، وفيها دليل على مناسبة قراءة الآيات التي فيها مناسبة للمقام كأن تقرأ آيات الربا في الصلاة التي تكون وقت المحاضرة عن تحريم الربا، ربما يكون في ذلك دليل عليه.
625-   من القواعد في اللغة: أن التعبير عن الماضي بالمضارع دال على الاستمرار والكثرة. وأن الزيادة في المبنى زيادة في المعنى.
626-   السعي في القرآن إذا ورد فيكون معناه العمل، كما في قوله تعالى {سعى في الأرض ليفسد} أي يعمل بالفساد.
627-   {انفضوا إليها وتركوك قائمًا} فيه دلالة على أنهم لو عادوا لصحت صلاتهم وخطبتهم.
628-  " {منها الأذل} عنوا به المؤمنين" الأصح أنهم عنوا الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون، وآخر الآية يدل على ذلك {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}.
629-   {إنما أموالكم وأولادكم فتنة} (إن الولد مبخلة مجبنة مجهلة محزنة).
630-   جاء عن ابن مسعود في سورة الطلاق أنها سورة النساء الصغرى، ويقصد بالكبرى سورة البقرة في ذات الأثر، لتصريحه بذكر آية من سورة البقرة.
وأما الطولى فهي سورة النساء المعروفة، وذلك في آثار أخرى.
631-   ابن كثير يوجه كلام ابن عباس في الأثر الوارد عنه " في كل أرض آدم كآدمكم ونوح كنوحكم وإبراهيم كإبراهيميكم وعيسى كعيسى ونبي كنبيكم" أنه من الإسرائيليات، وأنكر ابن المبارك وغيره من المحدثين رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
632-   اسم سورة التحريم مجمع عليه، ووقع في بعض نسخ البخاري المتحرَّم، وجاء في بعض كتب القراءات وكتب التفسير القديمة "لم تحرم" على الحكاية، ومنهم من يزيد أل التعريف.
633-   وقتادة يرى أن ما بعد العشر من آيات سورة التحريم مكي، والعشر الأولى مدنية، وسبب قوله تشبيه ما بعد العشر بالآيات المكية.
634-  لا يوجد في القرآن واو الثمانية، وسبب مجيىء الواو حاجة السياق للفصل بين المتقابلين {ثيبت وأبكارًا}، وما قبلها لا تقابل فيها فلم يحتج إلى الواو، وممن قال بواو الثمانية ابن خالويه.
635-   قال ابن كيسان وهو قول الحسن: أنها رفعت إلى الجنة فهي تأكل وتشرب، وذلك في حق امرأة فرعون، ويشبه ذلك أن يكون من الإسرائيليات.
636-   سورة الملك مجمع على اسمها هذا، وتسمى بتبارك، ومن فضائلها الحديث المشهور (...شفعت لصاحبها حتى غفر له). ولفظ الصحبة شرعي دال على الحفظ، كأن في الأثر حضٌ على حفظها.
637-   سورة تبارك واحد وثلاثون آية في المدني الأخير والمكي، وثلاثون عند الباقين.
638-   في ختام سورة الملك استحب المصنف قول "الله رب العالمين" بعد قوله تعالى {...معين}، ولم يجد الشيخ على ذلك دليلًا، وقال يشبه أن يكون قد ذكره أحد المفسرين وتتابعوا عليه.
639-   سورة ن متفق على تسميتها بذلك، وورد نون والقلم، وورد سورة القلم.
640-   جاءت "بأييكم المفتون" بيائين على الأصل في كتابتها، وهو الفك والإظهار، وأن الأصل فيها ألا تكون مدغمة.
641-   قال ابن قتيبة: " لا نعلم أن الله وصف أحدًا بما وصفه به من العيوب، أي الوليد بن المغيرة. وتتابعت كتب التفسير على نسبتها لابن عباس، ولا تعلم عنه.
642-   من معاني الحرد في اللغة: الغضب وكذلك الشدة، وقال المصنف: "{وغدوا على حرد} منع للفقراء."
643-   الآية في سورة القلم {يوم يكشف عن ساقٍ} لا يصح ذكر كلام ابن عباس فيها على قصد إثبات التأويل عن السلف، لأن الآية ليست صريحة في إثبات الساق، لأن الساق لم ينسب في الآية إلى الله، وقد جاء في الصحيح (يكشف رب العزة عن ساقه فيسجد له...)، وهذا الحديث نص فيه إثبات صفة الساق لله.
644-   اسم سورة الحاقة متفق عليه جاء في السنة والآثار، ومنهم من سماها سورة السلسلة، ومنهم من سماها الواعية.
645-   سورة الحاقة ٥١ آية في عد البصري والشامي، و٥٢ عند الباقين.
646-   {ولا طعام إلا من غسلين} فالظاهر أن الحصر إضافي، ولا يعني أنهم لا يأكلون غير الغسلين، وقد جاءت آيات أخرى بغير الغسلين، كالزقوم والضريع.
647-   سورة المعارج اسم مجمع عليه في السنن والآثار، وجاءت في بعض السنن سورة سأل سائل، وسميت سورة الواقع. وعدد آياتها في الشامي ٤٣، وعند الباقين ٤٤ آية.
648-   سورة نوح اسم مجمع عليه وذكرت كذلك في السنن والآثار، وعدد آياتها ثمان وعشرون في عد الكوفي، وتسع وعشرون في عد البصري والشامي، وثلاثون عند الباقين.
649-   {مالكم لا ترجون لله وقارًا} أي لا ترجون له عظمة.
650-   الدعاء على كافة الكفار والمشركين ليس منهجًا نبويًا، بل دعى النبي صلى الله عليه وسلم لدوس فقال (اللهم اهد دوسًا وائت بهم)، وأما نوح عندما قال {رب لا تذر على الأرض} فهذه خصيصة له لأن الله أخبره أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن، وكذلك في حديث الشفاعة قال: "إني دعوت على أهل الأرض دعوة لم أؤمر بها.
651-   سورة الجن اسم مجمع عليه في السنن والآثار، وجاء في بعض الآثار عن عائشة رضي الله عنها سورة "قل أوحي إلي"، وحكى أهل الإجماع الإجماع على مكيتها، ويقصد بأهل الإجماع من عنوا بنقل الإجماع في المكي والمدني.
652-   سماع الجن للنبي صلى الله عليه وسلم يشبه أن يكون في حادثتين لأن في واحدة لم يشعر بهم، وفي أخرى دُعي، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم طولهم وسَئَلوا عن زادهم وزاد دوابهم.
653-   عدد آيات سورة المزمل ١٨ للمدني الأخير، و١٩ للمكي والبصري، وعشرون القول الثاني للمكي، والباقين.
654-   ليس في القرآن آية توجب التجويد أو تتحدث عنه، بل أحرف القرآن السبعة أولى ولم تذكر، وادعاء بعض طلبة العلم عدم جواز قراءة القرآن إلا بالتجويد، يفضي إلى ترك تلاوة القرآن لأن أغلب الناس لا يحسن ذلك، بل أن الشيخ يقرأ عنده من قد قرأ بالعشرة ويصحح له، بل يخطئ ويلحن لحنًا جليًا، والمؤلفين في التجويد خلال أربعة قرون لم يتحدثوا عن وجوبه، ولم يقل أحد من الصحابة والتابعين في تفسير آيات القرآن-التي يستدل بها بعض المتأخرين على وجوب التجويد-بوجوب التجويد ولم يتحدثوا عنه.
655-   أول من قال بالمجاز في أن يوم القيامة يشيب له الأطفال، الماتريدي في تفسيره، وأحوال يوم القيامة وسائر السمعيات لا تخضع لقبول العقل.
656-   الكسور العشرية في القرآن على وزن فُعُل، بضم العين، إلا في قوله تعالى {ثلْثى الليل} في قراءة بالسكون.
657-   عدد آيات سورة المدثر: ٥٥ في عد المدني الأخير والمكي والشامي، و٥٦ في عد الكوفي والمدني الأول والبصري.
 
المجلس الواحد والثلاثون([26])

658-   سورة القيامة اسم متفق عليه، ويقال سورة لا أقسم، وهي أربعون آية عند الكوفي وعند غيره تسع وثلاثون.
659-   النفس اللوامة مذمومة على تفسير السلف، وتفسير الجلالين توحي عبارته بحمد هذه النفس، وهذا مخالف.
660-   سورة الإنسان اسم متفق عليه في السنن والآثار، وتسمى هل أتى على الإنسان، ومنهم من سماها سورة الأمشاج، ومنهم من سماها سورة الأبرار، ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم سماها المحبَّرة، وسياقها يدل على أنها مكية، وجاء عن ابن عباس أنها مدنية. وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم بها في فجر الجمعة مع سورة السجدة، جاء هذا من غير وجه. وعدد آياتها إحدى وثلاثون بإجماع أهل العد.
661-   {إما شاكرًا وإما كفورًا} لم تكن الكلمتين على نسق فكانت الأولى شاكر اسم فاعل، والثاني فعول على صيغة المبالغة، وسبب هذا أن الكفر والجحد في بني آدم كثير، والشكر قليل.
662-   من الفروق اللغوية بين الكأس والكوب أن الكأس يشرب فيه الخمر، والكوب يشرب فيه أي شيء، والكأس ممتلئ والكوب قد يكون فارغًا، والكأس له عروة، والكوب بلا عروة.
663-   أوصى الشيخ بقراءة كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن القيم لما فيه من الحديث عن ألوان النعيم في الآخرة، حتى كان كالشرح والتفسير لما جاء في سورة الإنسان.
664-   انتشر في القرن السادس أن ما فوق القراءات السبع شاذ، وشاع حتى أنكر بعض الناس على من يقرأ بقراءة يعقوب، وألف لذلك ابن الجزري كتاب منجد المقرئين.
665-   سورة النبأ اسم مجمع عليه في السنن والآثار والمصاحف وسميت سورة عم، وسورة عم يتساءلون، وسورة التساؤل، وسورة المعصرات.
666-   والقول في عد آيات سورة النبأ أربعون للبصري، وإحدى وأربعون للباقين، وذكرها المؤلف في بعض نسخ الكتاب.
667-   سورة النازعات اسم متفق عليه وارد في السنن والآثار، ويقال سورة والنازعات بإضافة الواو، ومنهم من يسميها سورة الساهرة، أو الطامة؛ لذكر الاسمين فيها.
668-   عد آيات سورة النازعات ست وأربعون للكوفي، وخمس وأربعون للباقين. وهي مكية بإجماع.
669-   سورة عبس اسم متفق عليه، ومنهم من سماها عبس وتولى، واجتهد بعضهم في تسميتها ويشبه أن يكون وصفًا فقال: سورة الصاخة، وقيل السفرة، وقيل الأعمى، وقيل سورة ابن أم مكتوم.
670-  الخلاف في عد آيات سورة عبس أربعون للشامي، وإحدى وأربعون لأبي جعفر والبصري، واثنتان وأربعون عند الباقين.
671-   سورة التكوير اسم مجمع عليه، وجاء في كلام السلف وعامة المصاحف، وابن عاشور رحمه الله من المدققين في تسمية السور والآيات، وقد قال إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسميها سورة التكوير وقد بحث الشيخ ووجد كلامه صوابًا وأثنى عليه في هذا، رحمه الله.
672-   {وإذا العشار عطِّلت} والعشار النوق الحوامل، وذكرها الله لمعنى اختصت به وهو أن الناقة إذا قربت ولادتها اشتغل بها صاحبها أيما اشتغال، يترقب ولادتها، فإذا شغل عنها بيوم القيامة كان أبلغ في المعنى.
673-   لا يوجد مصحف من مصاحف الأمصار إلا وكتبت {بضنين} بالضاد أخت الصاد.
674-   سورة الانفطار اسم مجمع عليه وورد في عامة المصاحف، ولم يقف عليها الشيخ بهذا الاسم في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وسميت سورة إذا السماء انفطرت، وسميت المنفطرة، وهي مكية تسع عشرة آية بإجماع.
675-   دلالة الإشارة في القرآن أن يذكر الاسم متضمنًا لوصف مناسبٍ كما في قوله تعالى {إن الأبرار لفي نعيم} فالاسم متضمن لوصفهم بعمل البر إشارةً.
676-   سورة التطفيف ورد اسمها هكذا في المصاحف، مما يستدل به أن الاسم وارد عن السلف أنها ذكرت في المصاحف القديمة.
677-   وقال ابن عباس أن سورة المطففين مكية وقال هي آخر ما نزل بمكة، وفي رواية عنه أنها مدنية وهو ما يؤيده سبب النزول.
678-   هل يجوز الوقف على كالو في قوله تعالى {وإذا كالوهم أو...}؟ الصحيح أنها كلمة واحدة هكذا كالوهم، ومن لغة قريش قولهم وزنتكَ يقصدون وزنت لك، ومما يؤيد ذلك أن الرسم لا ألف فيه بعد الواو، وهذا من الترجيح بالرسم.
679-   سورة الانشقاق اسم مجمع عليه جاء عن السلف ووجد في عامة مصاحف الأمصار.
680-  الانشقاق عبر به في يوم القيامة لعموم المعنى وقوته، والانصداع ... والانفجار والانبجاس، تتفاوت هذه الكلمات في قوة المعنى وما تصلح له، من صلابة الجسم أو لينة، وقوة التشقق وضعفه.
681-   وعدد آيات سورة الانشقاق ثلاث وعشرون في عد الشامي والبصري، وخمس وعشرون في عد الكوفي والمدني الأول والأخير.
682-   سورة البروج اسم مجمع عليه وجاء في بعض الآثار عن التابعين، وجاء في الحديث سورة والسماء ذات البروج، وجاء في مسند أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العشاء بالسماوات، والمقصود بها البروج والطارق.
683-   من مواضع التدبر اقتران الاسمين من أسماء الله تبارك وتعالى، ومن ذلك قوله {وهو الغفور الودود} واقتران هذين الاسمين فيه معنى لطيف، وهو من لطف الله وكرمه، إذ يغفر ويحب، ليس كالبشر إذا سامح وعفا لا يحب، وفيه تسكين لنفوس المذنبين الذين يخشون أن الله وإن غفر لهم فإنه لا يحبهم ولا يقربهم.
684-   سورة الطارق اسم جاء في أحاديث فضائل السور، وجاءت في الأحاديث الصحيحة باسم والسماء والطارق.
685-   وعدد آياتها ست عشرة في المدني الأول، وسبع عشرة عند الباقين.
686-   سورة الأعلى اسمها مجمع عليه في السنن والمصاحف والآثار، وجاء في الأحاديث أنها سورة سبح، وسبح اسم ربك.
687-   من معاني الأعلى المتناهي في الكمالات!
688-   جاء في تفسير الضريع أنه الشبرق، وهو شجر قصير فيه شوك.
689-   القول بكروية الأرض موجود من القرن الثاني والثالث، بل وجد حتى عند الإغريق، والأدلة متكاثرة على كرويتها.
690-   سورة الفجر اسم مجمع عليه وجاء في السنن والآثار ويقال والفجر بالواو. وليس اسمًا ثانيًا. والقول بمكيتها جاء عن ابن عباس وغيره، وعدد آياتها تسع وعشرون في عد البصري، وثلاثون في عد الكوفي والشامي، واثنين وثلاثون في عد الحجازيين.
691-   سورة البلد هكذا في كلام التابعين والسنن والآثار، وفي الأحاديث باسم سورة لا أقسم، وهي مكية وجاء أنها مدنية ويشبه أن يكون لذكر {وأنت حل بهذا البلد}.
692-   عتق النسمة التفرد في إعتاقها، وفك الرقبة الإعانة في ذلك من غير تفرد. جاء معنى هذا في حديث للنبي صلى الله عليه وسلم.
693-   سورة الشمس مكية وعدد آياتها خمس عشرة عند الجميع عدا المدني الأول فعدها ست عشرة.
694-   سورة الليل اسم مجمع عليه وجاء في حديث أبي بن كعب وهو حديث واهي، وهي مكية وقيل نزلت بالمدينة، وعدد آياتها إحدى وعشرون بإجماع.
695-   لم ينكر أحد من السلف الأقدمين التكبير في ختام قصار سور المفصل وقد تكلم الداني في نحو من عشرين صفحة عن التكبير وأسانيده في جامع البيان، وقال الشافعي من ترك التكبير فقد ترك سنة نبيه.
والمشهور أن التكبير في أول السورة قبل الضحى ويستمر، ولا بأس بالزيادة على هذا الترتيب: لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد.
696-   سورة ألم نشرح هكذا جاءت في السنن والمصاحف، وتسمى في بعض كتب القراءات الشرح، وسميت الانشراح.
697-   سورة التين أو والتين، وهي مكية أو مدنية على روايتين عن ابن عباس، وهي ثمان آيات باتفاق أهل العد.
698-   {ثم رددنه أسفل سافلين} والمقصود به الكبر في السن والهرم، وهذا لا ينافي تكريم الإنسان، لأن في السياق استثناء {إلا الذين ءامنوا} لأن كبير السن تضاعف له الأجور والحسنات إن كان من الذين ءامنوا.
699-   سورة اقرأ، وتسمى سورة العلق وهو الأكثر في مصاحف الأمصار، وهو الأكثر في كلام التابعين، وتسمى سورة اقرأ باسم ربك الذي خلق، وسماها بعض الناس سورة القلم، ولم ترى عند الأقدمين بهذا الاسم.
700-   عدد آيات سورة العلق عشرون عند الحجازيين، وثمان عشرة عند الشامي، وسبع عشرة عند الباقين.
701-   الناصية هي من أشرف المواضع عند العرب حتى أنهم كانوا يمنون على الأسير ويجزون ناصيته إذلالًا له، وأما كلام الأطباء فمختلفٌ مضطرب، لا يبنى عليه التفسير.
702-   سورة القدر وسميت في الأحاديث إنا أنزلناه في ليلة القدر، وسماها ابن عطية سورة لية القدر، وهي مكية أو مدنية، والقول بمدنيتها الأشهر عن ابن عباس، وحكاية الإجماع على أحد القولين غير سائغ.
703-   عدد آيات سورة القدر ست عند المكي والشامي، وخمس عند الباقين.
704-   سورة لم يكن وتسمى البينة والانفكاك وغير ذلك، وقيل بمكيتها ومدنيتها، والأقرب مدنيتها لذكر أهل الكتاب فيها.
705-   عدد آيات سورة البينة تسع عند البصري والشامي وثمان في عد الكوفي.
706-   سورة الزلزلة وجاء في عامة مصاحف الأمصار، وفي عامة الأحاديث إذا زلزلت، ويسميها بعض المتأخرين اختصارًا الزلزال أو زلزلت. والخلاف في عدد آياتها ثمان للكوفي والمدني الأول، وتسع للباقين.
707-   سورة العاديات ليس لها اسم آخر، والخلاف قائم في مكيتها ومدنيتها وعدد آياتها إحدى عشرة باتفاق.
708-   العاديات قيل الخيل وقيل الإبل، والضبح لا يعلم إلا في الخيل والكلاب وأما الإبل فيسمى نَفَسًا، وهذا يكون في الحج أو في الجهاد على قول، والسورة محتملة.
709-   سورة القارعة مكية بإجماع وعدد آياتها ثمان للبصري والشامي، وعشر عند الحجازيين، وإحدى عشرة آية في عد الكوفي.
710-   سورة التكاثر سميت في الأحاديث سورة ألهاكم، وتسمى سورة المقبرة.
711-   سورة العصر أو والعصر، وهي مكي أو مدنية وعدد آياتها ثلاث بلا خلاف.
712-   جمهور العلماء أن سورة الهمزة مكية، وقيل مدنية، وتسمى سورة ويل لكل همزة في الأحاديث.
والنص على الأفئدة في وصول العذاب إليها لأن القلب منشأ ومنطلق الأقوال الباطلة والاعتقادات الفاسدة.
713-   سورة الفيل مكية خمس آيات بلا خلاف، وسميت عند بعض الصحابة سورة ألم تر.
714-   عدد آيات سورة قريش خمس عند الحجازيين، وأربع عند الباقين.
715-   سورة الماعون قيل بمكيتها وقيل بمدنيتها، وقيل نصفها ونصفها، لذكر الرياء فيها ولا رياء بمكة لضعف الإسلام، وهي ست آيات عند الشامي والحجازيين، وسبع عند الباقين.
716-   الأشبه أن الكوثر مدنية، لما جاء في سبب نزولها، ولا أقصر منها في القرآن ٤٢ حرفًا.
717-   سورة الكافرون تسمى في الأحاديث قل يا أيها الكافرون، ومن المتأخرين من سماها سورة العبادة، وأسلوبها مكي وسبب النزول يؤيد مكيتها، وهو قول المشركين اعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة.
718-   سورة النصر تسمى في الأحاديث سورة إذا جاء نصر الله والفتح، وهي من آخر ما نزل. وسماها بعض المتأخرين سورة التوديع وينسبونه لابن عباس والشيخ لم يجده.
719-  سورة تبت تسمى سورة اللهب وتسمى المسد، وأخطأ من قال سورة أبي لهب!
720-   سورة الإخلاص تسمى في بعض المصاحف الصمد، وفي الأحاديث سورة قل هو الله أحد، وفي مكيتها ومدنيتها خلاف، ويؤيد مكيتها سبب النزول، وهو قول المشركين انسب لنا ربك. وعدد آياتها خمس في عد الكوفي والشامي، وأربع للباقين.
721-   سورة الفلق والناس، وتسمى السورتين بـ قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس. الأولى خمس بلا خلاف، والثانية سبع عند المكي والشامي وست عند الباقين، وكلا السورتين مكي أو مدني على خلاف. والسورتين تسمى المقشقشتين.

-----------------------------------------
([1]) انعقد المجلس في 4 رمضان 1443هـ.
([2]) انعقد المجلس في يوم السبت 8 رمضان 1443هـ.
([3]) انعقد المجلس في يوم الإثنين 10 رمضان 1443هـ.
([4]) انعقد المجلس في يوم الأربعاء 12 رمضان 1443هـ.
([5]) انعقد المجلس في يوم السبت 15 رمضان 1443هـ.
([6]) انعقد المجلس في يوم الإثنين ١٧ رمضان ١٤٤٣.
([7]) انعقد المجلس في يوم الأربعاء ١٩ رمضان ١٤٤٣.
([8]) انعقد المجلس في يوم السبت 27 شوال 1443.
([9]) انعقد المجلس في يوم الإثنين 29 شوال 1443.
([10]) انعقد المجلس في يوم الأربعاء 1 ذو القَعدة 1443.
([11]) انعقد المجلس في يوم السبت 4 ذو القعدة 1443.
([12]) انعقد المجلس في يوم الإثنين 6 ذو القعدة 1443.
([13]) انعقد المجلس في يوم الأربعاء 8 ذو القعدة 1443.
([14]) انعقد المجلس في يوم السبت 11 ذو القعدة 1443.
([15]) انعقد المجلس في يوم الإثنين 13 ذو القعدة 1443.
([16]) انعقد المجلس في يوم الأربعاء 15 ذو القعدة 1443.
([17]) انعقد المجلس في يوم السبت 18 ذو القعدة 1443.
([18]) انعقد المجلس في يوم الإثنين 20 ذو القعدة 1443.
([19]) انعقد المجلس في يوم الأربعاء 22 ذو القعدة 1443.
([20]) انعقد المجلس في يوم السبت 25 ذو القعدة 1443.
([21]) انعقد المجلس في يوم الإثنين 27 ذو القعدة 1443.
([22]) انعقد المجلس في يوم الأربعاء 29 ذو القعدة 1443.
([23]) انعقد المجلس في يوم الأربعاء 14 ذو الحجة 1443.
([24]) انعقد المجلس في يوم الإثنين 26 ذو الحجة 1443.
([25]) انعقد المجلس في يوم السبت 1 محرم 1444.
([26]) انعقد المجلس في يوم الإثنين 3 محرم 1444.


 

 
  • فوائد وفرائد من كتب العقيدة
  • فوائد وفرائد من كتب الفقه
  • فوائد وفرائد من كتب التفسير
  • فوائد وفرائد من كتب الحديث
  • فوائد وفرائد منوعة
  • غرد بفوائد كتاب
  • فوائد وفرائد قيدها: المسلم
  • فوائد وفرائد قيدها: عِلْمِيَّاتُ
  • الرئيسية