اطبع هذه الصفحة


تغريدات من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي

أبو صالح

 
بسم الله الرحمن الرحيم


1- من عاين عواقب الأمور في بداياتها نال خيرها ونجا من شرها ومن لم يرها عاد عليه بالألم والنصب ما طلب منه السلامة والراحة
2- من تفكر بعواقب الدنيا ، أخذ الحذر ، و من أيقن بطول الطريق تأهب للسفر
3- من أعجب العجائب أن تغلبك نفسك على ما تظن ، و لا تغلبها على ما تستيقن
4- لقد أراك مصرع غيرك مصرعك ، و أبدى مضجع سواك ـقبل الممات مضجعك . و قد شغلك نيل لذاتك ، عن ذكر خراب ذاتك
5- من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة ، ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه.
6- أحق الأشياء بالضبط و القهر اللسان و العين . فإياك إياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى ، مع مقاربة الفتنة ، فإن الهوى مكايد
7- إني تدبرت أحوال أكثر العلماء والمتزهدين فرأيتهم في عقوبات لايحسون بها ومعظمها من قبل طلبهم للرياسة
8 ( مكملة ل 7)- فالعالم منهم يغضب إن رد عليه خطؤه و الواعظ متصنع بوعظه والمتزهد منافق أو مراء فأول عقوباتهم إعراضهم عن الحق شغلا بالخلق
9- إذا وقعت عقوبة لتمحص ذنباً صاح مستغيثهم : ترى هذا بأي ذنب ؟ و ينسى ما قد كان ، مما تتزلزل الأرض لبعضه
10- قد يهان الشيخ في كبره حتى ترحمه القلوب و لا يدري أن ذلك لإهماله حق الله تعالى في شبابه فمتى رأيت معاقباً فاعلم أنه لذنوب
11- من أحب تصفية الأحوال فليجتهد في تصفية الأعمال،قال الله عز وجل : "وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً "
12- من الاغترار أن تسىء فيحسن إليك فتترك التوبة توهما أنك تسامح في العقوبات
13- رأيت من أعظم حيل الشيطان و مكره أن يحبط أرباب الأموال بالآمال والتشاغل باللذات القاطعة عن الآخرة و أعمالها
14- الواجب على العاقل أن يحفظ ما معه وأن يجتهد في الكسب ليربح مداراة ظالم أو مداهنة جاهل
15- الكاسب ليكون المعطي لا المعطى و المتصدق لا المتصدق عليه فهذه من مراتب الشجعان الفضلاء
16- من تأمل أفعال الباري سبحانه رآها على قانون العدل وشاهد الجزاء مراصداً ولو بعد حين فلا يغتر مسامح فالجزاء قد يتأخر
17- من أقبح الذنوب التي قد أعد لها الجزاء العظيم الإصرار على الذنب ثم يصانع صاحبه باستغفار وصلاة وتعبد ظنا أن المصانعة تنفع
18- أعظم الخلق اغتراراً من أتى ما يكرهه الله تعالى وطلب منه ما يحبه هو فالعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني
19- كل من عمل خيراً أو صحح نية فلينتظر جزاءها الحسن وإن امتدت المدة" إنه من يتق و يصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين"
20- الذم ليس للدنيا إنما هو لأفعال الجاهل أو العاصي فيها ، فإنه إذا اقتنى المال المباح و أدى زكاته لم يلم.
21- ينبغي للإنسان أن يتبع الدليل ، لا أن يتبع طريقاً و يتطلب دليلها .
22- لو أن الناس تلمحوا الأمر الأول الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم لما زلوا.
23- لقد كان جماعة من المحققين لا يبالون بمعظم في النفوس إذا حاد عن الشريعة بل يوسعونه لوما
24- قد يقر في النفوس تعظيم أقوام فإذا نقل عنهم شيء فسمعه جاهل بالشرع قبله لتعظيمهم ولعمري إن هذا من أعظم الذنوب وأقبح العيوب
25- الصالحون هم الذين يتبعون الشرع ، و لا يتعبدون بآرائهم
26- هل الناس إلا صاحب أثر نتبعه أو فقيه يفهم مراد الشرع ويفتي به نعوذ بالله من الجهل و تعظيم الأسلاف تقليداً لهم بغير دليل.
27- إن من ورد المشرب الأول رأى سائر المشارب كدرة فعليك بالشرب المقدم فكن معهم وهم الرسول صلى الله عليه وسلم و أصحابه الكرام
28- المحنة العظمى مدائح العوام ، فكم غرت ،كما قال علي رضي الله عنه : ما أبقى خفق النعال وراء الحمقى من عقولهم شيئاً
29- من ظن أن التكاليف سهلة فما عرفها ومن
ظن أن التكاليف غسل الأعضاء و الوقوف في محراب لأداء ركعتين فهيهات فهذا أسهل التكليف
30- أصعب التكليف الزام العقل الاذعان والتسليم للمقدر مما لايفهمه ولا يعلم معناه فكم بين تكليف البدن وتكليف العقل ؟!
31- المرء حريص على مامنع وتواق إلى مالم ينل ولو أمر الناس بالجوع لصبروا ولو نهوا عن تفتيت البعر لرغبوا فيه وقالوا ما نهينا عنه إلا لشيء
32- لو قعد الإنسان في بيته شهراً ، لم يصعب عليه
ولو قيل له:لا تخرج من بيتك يوماً طال عليه
33- من عجائب الجزاء أنه لما امتدت أيدي الظلم من إخوة يوسف "وشروه بثمن بخس" امتدت أكفهم بين يديه بالطلب يقولون "وتصدق علينا"
34- لقد رأينا من سامح نفسه بما يمنع منه الشرع طلباً للراحة العاجلة،انقلبت أحواله إلى التنغص العاجل وعكست عليه المقاصد
35- من أعجب الأدلة على الحق سبحانه أن المرء قد يخفي ما لايرضاه الله فيظهره ولو بعد حين وينطق الألسنة به وإن لم يشاهده الناس
36- قد يخفي الإنسان الطاعة فتظهر عليه و يتحدث الناس بها ولا يذكرونه إلا بالمحاسن ليعلم أن هنالك رباً لا يضيع عمل عامل
37- أحوج الخلق إلى النصائح والمواعظ السلطان قال عمر بن عبد العزيز:إذا رأيتني قد حدت عن الحق فخذ بثيابي وهزني وقل:مالك ياعمر
38- ليتذكر الانسان لذة قهر الهوى ، مع تأمل فوائد الصبر عنه فمن وقف لذلك ، كانت السلامة قريبة منه
40- الدنيا مفازة فينبغي أن يكون السابق فيها العقل فمن سلم زمام راحلته إلى طبعه وهواه فيا عجلة تلفه هذا فيما يتعلق بالدنيا فقس عليه أمر الآخرة
41- من البلاء أن المؤمن يدعو فلا يجاب،فيكرر الدعاء وتطول المدة ،ولا يرى أثراً للإجابة ، فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى الصبر
42- المؤمن في الشدة ينبغي أن يراعي الساعات ، ويتفقد فيها أحوال النفس ويتلمح الجوارح ، مخافة أن يبدو من اللسان كلمة ، أو من القلب تسخط.
43- احذروا من الترخص فيما لايؤمن فساده فإن الشيطان يزين في الأول وربما أراكم الغاية الصالحة وكان في الطريق إليها نوع مخالفة وهذا أعجب مصايد إبليس
44- من لم يثق بدينه فليحذر من المصائد ، فإنها خفية و العزلة أسلم خصوصاً في زمان قد مات فيه المعروف وعاش المنكر ولم يبق لأهل العلم وقع عند الولاة
45- من تأمل حال العلماء الذين يعملون للولاة في الولايات يراهم منسلخين من نفع العلم قد صاروا كالشرطة.
46- لا تداخل الخلق فيما لا يجوز ولا تقدر على جذبهم مما هم فيه ودع كل تأويل فاسد في المخالطة ولأن تنفع نفسك وحدك خير لك من أن تنفع غيرك وتتضرر
47- الله الله في العلم ،والله الله في العقل ،فإن نور العقل لا ينبغي أن يتعرض لإطفائه ،والعلم لا يجوز الميل إلى تنقيصه

48- الحذر الحذر من أفعال أقوام دققوا فمرقوا عن الأوضاع الدينية ، وظنوا أن كمال الدين بالخروج عن الطباع ، والمخالفة للأوضاع .

49- ليس في التكاليف أصعب من الصبر على القضاء ، ولا فيه أفضل من الرضى به . فأما الصبر : فهو فرض ، وأما الرضى فهو فضل
50- ترى مغموراً بالدنيا قد سالت له أوديتها حتى لايدري ما يصنع بالمال مع قلة مبالاته بالشريعة والنهي عنده كعدمه ويظلم الناس والدنيا منصبة عليه
51- وترى خلقاً من أهل الدين وطلاب العلم مغمورين بالفقر والبلاء مقهورين تحت ولاية ظالم فيجد الشيطان طريقاً للوسواس ويبتدئ بالقدح في حكمة القدر
52- يحتاج المؤمن إلى الصبر على مايلقى من الضر في الدنيا وعلى جدال إبليس في ذلك وكذلك في تسليط الكفار والفساق ففي مثل هذه المواطن يتمحض الإيمان
53- الإيمان على حسب قوته فيرد النفس عند الهم ويضعف فيردها عند العزم،ثم عن بعض الفعل فإذا واقع الذنب نهض الإيمان للعمل فينغص بالندم أضعاف ماالتذ
54- اعلم ياصاحب التقوى أن الحجة عليك أوفى من الحجة على غيرك لمعرفتك من تعصي وعلمك بما تأتي فلا تحتقر العصاة وتشمخ عليهم بل انظر إلى تقليب القلوب
55-1- شرعنا مضبوط الأصول،محروس القواعد،لا خلل فيه ولا دخل إنما الآفة تدخل من المبتدعين في الدين أو الجهال،وهو تام كامل
55-2- إن رزقت فهماً للشرع فاتبع الرسول صلى الله عليه و سلم وأصحابه واترك بنيات الطريق ولا تقلد في دينك الرجال
56- إحذر جمود النقلة،وإنبساط المتكلمين،وجموع المتزهدين،وشره أهل الهوى،ووقوف العلماء على صورة العلم من غير عمل،وعمل المتعبدين بغير علم.
57- من أيد بلطف الله رزق الفهم وأخرج عن ربقة التقليد وجعل أمة وحده في زمانه لايبالي بعابث ولايلتفت إلى لائم قد سلم زمامه إلى دليله في سبيل واضح
58- الزمان لايثبت على حال فالسعيد من لازم التقوى فإن استغنى زانته وإن إفتقر صبرته وإن عوفي فتمام النعمة وإن إبتلي حملته ولايضره نزول أوصعود
59- لازم التقوى في كل حال فإنك لا ترى في الضيق إلا السعة ، ولا في المرض إلا العافية،هذا نقدها العاجل ، والآجل معلوم
60- عند انهيال الابتلاء على المؤمن وعرض صورة اللذات عليه مع قدرته على نيلها يبين أثر الإيمان فما صعد وسعد يوسف عليه السلام إلا في مثل ذلك المقام
61- زنوا بميزان العقل عقبى الخطيئة وثمرة الصبر عنها وكم من شخص زلت قدمه فما ارتفعت بعدها وإن كان ثمة توبة مقبولة فليس من رقع و خاط كمن ثوبه صحيح
62- إياك أن تستطيل مدة إجابة الله للدعاء وكن ناظراً إلى أنه المالك والحكيم والعالم بالمصالح ويريد اختبارك ليبلو أسرارك ويرى تضرعك ويأجرك بصبرك
63- لا تتسامح في أمور تظنها قريبة وهي تقدح في الأصول كالتسامح بعرض العدو التذاذاً بذلك واستصغاراً لهذا الذنب وإطلاق البصر استهانة بتلك الخطيئة
64- الله الله اسمعوا ممن قد جرب كونوا على مراقبة وانظروا في العواقب واعرفوا عظمة الناهي واحذروا من نفخة تحتقر وشررة تستصغر فربما أحرقت بلداً
65- العلم و المراقبة يعرفانك ما أخللت بذكره و يعلمانك إن تلمحت بعين البصيرة أثر شؤم فعلك
66- من عاش مع الله عز وجل طيب النفس زمن السلامة خفت عليه زمن البلاء فهناك المحك،قال الحسن:كانوا يتساوون في وقت النعم فإذا نزل البلاء تباينوا
67- أي قلب يثبت عند نزع النفس والعلم بمفارقة المحبوبات إلى ما لا يدري ما هو فنسأل الله يقيناً يقينا شر ذلك اليوم لعلنا نصبر للقضاء ونرضى به
68- نرغب إلى مالك الأمور في أن يهب لنا من فواضل نعمه على أحبابه حتى يكون لقاؤه أحب إلينا من بقائنا وتفويضنا إلى تقديره أشهى لنا من اختيارنا
69- نعوذ بالله من اعتقاد الكمال لتدبيرنا حتى إذا انعكس علينا أمر عدنا إلى القدر بالتسخط، وهذا هو الجهل المحض والخذلان الصريح أعاذنا الله منه
70- الرجل والله من إذا خلا بما يحب من المحرم و قدر عليه و تقلل عطشاً إليه نظر إلى نظر الحق إليه فاستحى من إجالة همه فيما يكرهه فذهب العطش
71- مجاهدة النفس عجيبة فإن أقواماً أطلقوها فيما تحب فأوقعتهم فيما كرهوا وآخرون بالغوا في خلافها حتى منعوها حقها وأثر ظلمهم لها في تعبداتهم
72- من الناس من أفرد نفسه في خلوة أثمرت وحشة من الناس وآلت إلى ترك فرض أو فضل من عيادة أو بر وإنما الحازم من تعلم منه نفسه الجد وحفظ الأصول
73- تأملت أمراً عظيماً إنه سبحانه يمهل حتى كأنه يهمل فترى أيدي العصاة مطلقة كأنه لامانع وإنما الإمهال ليبلو صبر الصابر وليملي في الإمهال للظالم
74- ما زلت أسمع عن أكابر وأرباب مناصب فسقا وظلما وفعل مايوجب الحدود فبقيت أتفكر أقول متى يثبت على مثل هؤلاء ما يوجب حداً؟ولو ثبت فمن يقيمه؟ =
75 تكملة 74- =وأستبعدهذا في العادة لمقامهم فبقيت أتفكر في تعطيل الحد عليهم حتى رأيناهم قد نكبوا وأخذوا مرات ومرت عليهم العجائب فالحذر فإن العقوبة بالمرصاد
76 - للبلايا نهايات معلومة الوقت عند الله عز وجل فلا بد للمبتلى من الصبر إلى أن ينقضي أوان البلاء فإستعجال زوال البلاء مع تقدير مدته لا ينفع
77 تكملة 76- فالواجب الصبر والدعاء وينبغي للداعي أن لايستعجل بل يتعبد بالصبر والدعاء والتسليم إلى الحكيم ويقطع أسباب البلاء فإن غالب البلاء أن يكون عقوبة
78- مقام العبودية الأعلى الرضى،والصبر هو اللازم والدعاء نعم المعتمد والإعتراض حرام والإستعجال مزاحمة للتدبير فافهم هذه الأشياء فإنها تهون البلاء
79- ليس في الجودة شيء أصعب من الصبر إما عن المحبوبات أو على المكروهات وخصوصاً إذا امتد الزمان أو وقع اليأس من الفرج
80- من وقع في شدة فدعا فما عليه من تأخر الإجابة أو عدمها فعليه أن يدعو والمدعو مالك حكيم فإن لم يجب فعل مايشاء في ملكه وإن أخر فعل بمقتضى حكمته
81- المعترض على الله في سره خارج عن صفة عبد مزاحم لمرتبة مستحق وليعلم أن إختيار الله له خير منه لنفسه فإذا سلم لحكمته وحكمه وأيقن بملكه طاب قلبه
82- العبد إذا تمنى خيرا ولم يوفق له فليعلم أن في ذلك ضرر له فقد يطرأ ما يحول الخير إلى شر بمقتضى حكمة الله وقدره فلا ييأس و ليستمر في تمني الخير
83- أصلح الأمور الاعتدال في كل شيء فأرباب الدنيا يذكرون الموت والقبور والآخرة ومن لا يغيب هذا عن ذكره فمفسدة الزيادة على ذلك أكثر من مصلحته
84- لو أمكن عبور كل الصالحين فافعل فهم رجال مثلك وما قعد من قعد إلا لدناءة الهمة واعلم أنك في سباق وإن الهمة لتغلي في القلوب غليان ما في القدور
85- ليس أنفع للعالم من المال للإستغناء عن الناس فلا يدخل فيما يشينه كالعيش في ظل الظلمة وإن تأول فإنه يفقد من قلبه ودينه أكثر مما ينال من الدنيا
86- رأينا علماء يغشون ويداهنون ويمدحون ويسكتون عن منكرات لأجل نيل ما في أيدي الولاة بسبب الفقر فكمال العز والاخلاص إنما يكون في البعد عن الظلمة
87- من لم يكن من العلماء له مال يستغني به ولا كان شديد الصبر قنوعاً بما رزق وإن لم يكفه فالظاهر تقلبه في المحن و الآفات وربما تلف دينه
88- يا طالب العلم اجتهد في جمع المال الذي يغنيك عن الناس ليجمع لك دينك فما رؤي في الأغلب منافقاً في التدين ولا آفة طرأت على عالم إلا بحب الدنيا
89- هناك من يتحرز من رشاش نجاسة ولا يتحاشى من غيبة ويكثر الصدقة ولا يبالي بمعاملات الربا ويتهجد ويؤخر الفريضة وغيرها من حفظ فروع و تضييع أصول
90- بحثت عن سبب حفظ الفروع و تضييع الأصول فوجدته من العادة وغلبة الهوى في تحصيل المطلوب فإنه قد يغلب فلا يترك سمعاً ولا بصراً فاحذر شياطين الهوى
91- من أعظم الغلط الثقة بالناس و الاسترسال إلى الأصدقاء ، فإن أشد الأعداء و أكثرهم أذى الصديق المنقلب عدواً ، لأنه قد اطلع على خفي السر
92

- - من يحترم الله عند الخلوات فيترك مايشتهي حذراً من عقابه أو رجاء ثوابه أو إجلالاً له فكمن أحرق بخورا فيستنشق الخلائق طيبه ولايدرون أين هو
93- على قدر المجاهدة في الخلوة بترك ما يهوى الشخص يزيد الطيب فترى الخلق تعظمه و يمدحونه ولا يعرفون لم، وقد يمتد ذكره لما بعد الموت.
94- من هاب الخلق ولم يحترم خلوته بالحق فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب
95- من تلمح بحر الدنيا وعلم كيف تتلقى الأمواج وكيف يصبر على مدافعة الأيام لم يستهول نزول بلاء ولم يفرح بعاجل رخاء
96- الحذر من فعل يمنع منه الشرع أو من إرتكاب ما يظن عزيمة و هو خطيئة أو من إظهار ما لا يقوى عليه المظهر فيرجع القهقرى وعليكم من العمل بما تطيقون
97- أجهل الجهال من آثر عاجلاً على آجل لا يأمن سوء مغبته ولا خير في لذة من بعدها النار والعاقل من صابر مرارة الجهد ولو لسنين ليستريح في عاقبته
98- من البعيد أن يرزقك الله همة و لا يعينك فانظر في حالك فلعله أعطاك شيئاً ماشكرته أو إبتلاك بشيء من الهوى ما صبرت عنه
99- من أراد دوام العافية و السلامة فليتق الله عز وجل فإنه ما من عبد أطلق نفسه في شيء ينافي التقوى و إن قل إلا وجد عقوبته عاجلة أو آجلة.
100- من الإغترار أن تسيء فترى إحساناً فتظن أنك قد سومحت وتنسى من يعمل سوءاً يجز به وربما قالت النفس إنه يغفر فتسامحت ولاشك أنه يغفر ولكن لمن يشاء
101- من هفا هفوة لم يقصدها ولم يعزم عليها قبل الفعل ولا عزم على العود بعد الفعل ثم إنتبه لما فعل فاستغفر الله كان فعله وإن دخله عمداً في مقام خطأ
102- المداوم على الهفوة المردد لها المصر عليها فكأنه في مقام متعمد ومبارز بالخلاف فالعفو يبعد عنه بمقدار إصراره ومن البعيد ألا يرى الجزاء على ذلك
103- من أعظم المحن الاغترار بالسلامة بعد الذنب لتأخر العقوبة ومن أعظم العقوبة ألا يحس بها وأن تكون في سلب الدين وطمس القلوب وسوء الإختيار للنفس
104- خسيس الهمة الذي لا يستنكف من سؤال الخلق ويكتفي بيسير من العلم ولا يتوق إلى أحوال العارفين فذاك لا يؤلمه فقد شيء ويرى ما وجد هو الغاية
105- إنما البلاء على العارف ذي الهمة العالية الذي تدعوه همته إلى التزيد من الكمال وتقصر خطاه عن مقصوده فيا له من حال ينفد في طريقه زاد الصابرين
106- من خاف العقاب ترك المشتهى ، ومن رام القرب إستعمل الورع ، وللصبر حلاوة تبين في العواقب.
107- أطفئ حريق الهوى إذا ثار فرب زلة أوقعت في بوار ورب أثر لم ينقلع والفائت لا يستدرك فابعد عن أسباب الفتنة فإن المقاربة محنة لا يكاد صاحبها يسلم
108- كم من صابر إجتهد سنين ، ثم في آخر الأمر وقع فالحذر الحذر فقد رأينا من كان على سنن الصواب ، ثم زل على شفير القبر
109- من العجب إلحاحك في طلب أغراضك وكلما زاد تعويقها زاد إلحاحك وتنسى أنها قد تمنع لأحد أمرين إمالمصلحتك فربما معجل أذى وإما لذنوبك فتبعد الإجابة
110- انظر فيما تطلب هل لصلاح دينك أو لهواك،فإن كان للهوى فمن اللطف والرحمة تعويقه، وإن كان لصلاح دينك فربما المصلحة تأخيره أو أن صلاح الدين بعدمه
111- تدبير الحق عز وجل لك خير من تدبيرك وقد يمنعك ما تهوى إبتلاء ليبلو صبرك فأره الصبر الجميل تر عن قرب ما يسر .
112- متى نظفت طرق الإجابة من أدران الذنوب وصبرت على مايقضيه لك ربك فكل ما يجري أصلح لك عطاء كان أو منعاً
113- لا تمس حتى تنظر في يومك فإن رأيت زلة فامحها بتوبة أو خرقاً فارقعه باستغفار وإذا أصبحت فتأمل في ليلك وإياك والتسويف فإنه أكبر جنود إبليس
114- أعظم العقوبةعدم الإحساس بها فجود التوبة واحذر من الذنوب خاصة ذنوب الخلوات فإنها تسقط العبد من عين الله ولاتغتر بستره وبحلمه فربما بغت العقاب
115- إنه بقدر إجلالكم لله عز وجل يجلكم وبمقدار تعظيم قدره و احترامه يعظم أقداركم و حرمتكم
116- لقد رأيت والله من أنفق عمره في العلم إلى أن كبرت سنه ثم تعدى الحدود فهان عند الخلق وكانوا لا يلتفتون إليه مع غزارة علمه وقوة مجاهدته
117- ليست الطاعة كما يظن أكثر الجهال أنها في مجرد الصلاة والصيام إنما الطاعة الموافقة بامتثال الأمر واجتناب النهي
118- إذا نازعتك نفسك لمكروه في الشرع و جعلت تنصب لك التأويلات الفاسدة وتدفع الكراهة فاذكر احسان الله إليك:"قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي"
119- من أعظم الفتن مقاربة الفتنة وقل أن يقاربها إلا من يقع فيها فاقطع أسباب الفتن واترك الترخص فيما يجوز إذا كان حاملاً ومؤدياً إلى ما لايجوز
120- كم معصية في ساعتها كأنها لم تكن ثم بقيت آثارها وأقلها ما لا يبرح من المرارة في الندم و الطريق الأعظم في الحذر ألا يتعرض لسبب فتنة ولا يقاربه
121- اعلم أن فتح باب المباحات ربما جر أذى كثيرا في الدين فتلمح عواقب ما تجني واستظهر في الحذر باجتناب ما يخاف منه وإن لم يتيقن
122- من انحرف عن الجادة طالت طريقه ومن طوى منازل في منزل أوشك أن يفوته ما جد لأجله
123- لقد رأيت من يكثر العبادة ويتخشع والقلوب تنبوا عنه ورأيت من يلبس الفاخر وليس له كبير نفل والقلوب تتهافت على محبته فتدبرت السبب فوجدته السريرة
124- من أصلح سريرته فاح عبير فضله ، و عبقت القلوب بنشر طيبه . فا الله الله في السرائر ، فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر
125- حضرنا بعض أرباب الأموال فرأيت العلماء أذل الناس عندهم فالعلماء يتواضعون لهم ويذلون لموضع طمعهم فيهم وهم لا يحفلون بهم لاحتياجهم إليهم
126- ينبغي للعالم أن يصون نفسه التي شرفت بالعلم عن الذل للأنذال وأن يجتهد في طلب الغنى ليصون بعرضه عرضه
127- ملاحظة أسباب الخوف أدنى إلى الأمن من ملاحظة أسباب الرجاء فالخائف آخذ بالحزم ، والراجي متعلق بحبل طمع ، وقد يخلف الظن
128- رضى العلماء بالذل في استخدامهم من أرباب الأموال ليس من صيانة العلم ودواؤه القناعة باليسير وصرف بعض الزمان للكسب فإنه يكون سبباً لإعزاز العلم
129- من فهم المقصود وعمل على الدليل فهو على أساس وثيق وكثير من الناس لايعملون على دليل بل كيفما اتفق وربما كان دليلهم العادات وهذا أقبح شيء يكون
130- القناعة باليسير خير من ذل المسألة فمن رضي بالخل و البقل لم يستعبده أحد واكتسب من الدنيا مايكون سببا في اعزازك
131- من عدل ميزانه ولم تمل به كفة الهوى رأى كل الأرباح في الصبر وكل الخسران في موافقة النفس وكفى بهذا موعظة في مخالفة الهوى لأهل النهى
132- مما أفادتني تجارب الزمان أنه لاينبغي لأحد أن يظاهر بالعداوة أحداً مهما كانت منزلته ما استطاع فربما احتاج إليه إما في جلب نفع أو في دفع ضر
133- رأيت النفس تنظر إلى لذات أرباب الدنيا والمناصب العاجلة و تنسى كيف حصلت و ما يتضمنها من الآفات فهي مغمورة بالحذر فيها ، و منها ، و عليها.
134- الإنسان لا يكاد يجتمع له كل ما يحبه إلا عند قرب رحيله ، فإن بدر ما يحب في بداية شبابه فالصبوة مانعة من فهم التدابير أو حسن الإلتذاذ
135- إنك تستطيب نعيم الدنيا لبعده عنك ولو قد بلغته كرهته وفيه من محن الدنيا والآخرة ما لايوصف فعليك بالقناعة مهما أمكن ففيها سلامة الدنيا والدين
136- السعيد من ذل لله وسأل العافية عند البلاء ويداري نفسه بالصبر بوعد الأجر وتسهيل الأمر ليذهب زمان البلاء سالما من شكوى ثم يستغيث سائلاً العافية
137- الجادة السليمة والطريق القويمة الإقتداء بصاحب الشرع والإستنان به فهو الكامل الذي لانقص فيه وطريقه عليه الصلاة والسلام الجمع بين العلم والعمل
138- طريقته وشرعته عليه الصلاة والسلام هي الكمال فعليك بها،فغيره محجوج بفعله إذ هو قدوة الخلق وسيد العقلاء وما فسد الناس إلا بالإنحراف عن الشريعة
139- من أعظم الجهل إستبداد الإنسان بعلمه وترك سؤال العلماء،ومن أراد الإقتداء فعليه برسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه ففي ذلك الشفاء والمطلوب
140- تأملت الدخل الذي دخل في الدين من ناحيتي العلم والعمل فرأيته من طريق الإعراض عن علم الشرع مع سوء الفهم للمقصود فحدثت بدع قبيحة
141- هناك من لايعرف معنى الحياة فتضيع فيما لافائدة فيه فالله تعالى لم يطلع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمه اغتنام ذلك
142- غلبت عادات الناس على عملهم بالشرع فيستوحشون من فعل شيء لعدم جريان العادة لالنهي الشرع فلا يلتفتون معها إلى قول فقيه والعادات في الجملة مهلكة
143- ترى من يحافظ على النوافل ويتصدق ثم لايستوحش من الظلم وماله حرام ويصعب عليه فراقه وقد يرى أن الشرع سبب في تضييق معاشه ثم إذا حضر مجلس وعظ بكى
144- كم رأيت من الحكام يتعبدون ويطلبون العلم فلما خافوا على رياستهم أن تزول تركوا جانب الدين فنسأل الله التوفيق للإنقياد لشرعه ومخالفة أهوائنا
145- إذا ترخص العالم في أمر مباح علنا هان عند الناس فعليه صيانة علمه وإقامة قدره وقد قيل تعلموا العلم واكظموا عليه ولا تخلطوه بهزل فتمجه القلوب
146- لا تلتفت إلى ما ترى من بذل العلماء على أبواب السلاطين فإن العزلة عنهم أصون للعالم و العلم وما يخسره العلماء في ذلك أضعاف ما يربحونه
147- من بالغ في المعاصي في الشباب وفرط في إكتساب العلم وأكثر من الإستمتاع باللذات فيتحسر زمان الكبر حين فوات الإستدراك لذنوب سلفت أو فضيلة فاتت
148 - عالي الهمة يختار المعالي وقد لايساعده الزمان والآلة فهو في عذاب وقد قيل ذهن صاف وهم بعيد ونفس تتوق إلى معالي الأمور مع عيش كعيش الهمج الرعاع
149- ما أقل من يعمل لله تعالى خالصاً ، لأن أكثر الناس يحبون ظهور عباداتهم وكان سفيان الثوري يقول : لا أعتد بما ظهر من عملي.وكانوا يسترون أنفسهم
150- ترك النظر إلى الخلق والتزين لهم ومحو الجاه من القلب بالعمل والاخلاص واصلاح النية والاستقامة مع الحق وستر الحال هو الذي رفع السلف وبه سعدوا
151- اليوم صارت الرياسات أكثر من كل جانب وما تتمكن الرياسات حتى تتمكن من القلب الغفلة ورؤية الخلق ونسيان الحق فحينئذ تطلب الرياسة على أهل الدنيا
152- التفتوا إلى إصلاح النيات وترك التزين للخلق ولتكن عمدتكم الإستقامة مع الحق وإياكم وما الناس عليه اليوم فإنه بالإضافة إلى يقظة السلف نوم
153- سبحان من منّ على الخلق بالعلماء الفقهاء الذي فهموا مقصود الأمر ومراد الشارع فهُم حفظة الشريعة فأحسن الله جزاءهم.
154- إن الشيطان ليتجافى العلماء الفقهاء خوفاً منهم فإنهم يقدرون على أذاه وهو لايقدر على أذاهم فلا تلفت إلى قول من ليس بفقيه ولا يهولنك تعظيم إسمه
155- لقد تلاعب الشيطان بأهل الجهل والقليلي الفهم فحسن لأقوام ترك العلم ثم لم يقنعوا بهذا حتى قدحوا في المتشاغلين به وهذا لو فهموه قدح في الشريعة
156- العاقل من يحفظ جانب الله عز وجل وإن غضب الخلق وكل من يحفظ جانب المخلوقين ويضيع حق الخالق يقلب الله قلب الذي قصد أن يرضيه فيسخطه عليه
157- ينبغي للعاقل أن ينظر إلى الأصول فيمن يخالطه و يعاشره و يشاركه ويصادقه ويزوجه أو يتزوج إليه فإن من له أصل يخاف عليه الدنس فالغالب معه السلامة
158- ينبغي للعاقل النظر في العواقب والتحرز مما يمكن أن يكون ومن الخور إظهار العداوة للعدو ومن أحسن التدبير التلطف بالأعداء إلى أن يمكن كسر شوكتهم
159- أكثر الناس لايتمالك من إفشاء سره فإذا ظهر عاتب من أخبر به فوا عجباً كيف ضاق بحبسه ذرعاً ثم لام من أفشاه، والحازم الذي لا يتعداه سره
160- ما أبله من لايعلم متى يأتيه الموت وهو لايستعد للقائه فنسأل الله يقظة تامة تصرف عنا رقاد الغفلات وعملاً صالحاً نأمن معه من الندم يوم الانتقام
161- أصل محن العقائد قياس أمر الخالق على أحوال الخلق فمالنا والاعتراض على مالك ثبتت حكمته واستقر ملكه فنسأل الله توفيقاً للتسليم وتسليماً للحكيم
162- الموفق من تلمح قصر الموسم المعمول فيه وامتداد زمان الجزاء الذي لا آخر له فانتهب حتى اللحظة وزاحم كل فضيلة فإنها إذا فاتت فلا وجه لاستدراكها
163- المؤمن لايختلج في قلبه اعتراض ولايساكنه عند البلاء وسوسة وكلما اشتد به البلاء زاد إيمانه وقوي تسليمه والإيمان القوي يبين أثره عند قوة البلاء
164- قد يدعو المؤمن فلا يرى للإجابة أثراً وسره لا يتغير لأنه يعلم أنه مملوك وله مالك يتصرف بمقتضى إرادته
165- يجوع المؤمن ويشبع الكفار ويعافى العصاة و يمرض المتقين فإذا علم المؤمن قدرة الله على الرد وما رد لم يبق إلا التسليم للمالك وإن أمض وأرمض
166- كم من بلية نزلت بمعظم القدر فما زاده ذلك إلا تسليماً ورضى فهناك يبين معنى قوله:"و رضوا عنه "وههنا يظهر قدر قوة الإيمان لا في ركعات
167- قال الحسن البصري: استوى الناس في العافية فإذا نزل البلاء تباينوا
168- من لم يقنع بعقيدته مثل الصحابة ولا بطريق مثل طريق أحمد و الشافعي فلا كان من كان فطريق السلف أوضح محجة
169- ليست الغفلة عن الموت مذمومة باطلاق وإنما تلك الموجبة للتفريط والإهمال لمحاسبة النفس وتضييع الزمان في غير التزود وربما قويت فحملت على المعاصي
170- أعوذ بالله من رؤية النفس ورؤية الخلق فإن من رأى نفسه تكبر ومن راءى الخلق عبدهم وهو لايعلم، فأما العامل لله سبحانه وتعالى فهو بعيد من الخلق
171- متى رأيت صاحبك قد غضب وأخذ يتكلم بما لايصلح فلا تعقد على ما يقوله خنصراً ولا أن تؤاخذه به بل اصبر لفورته ولا تعول عليها فسيعود نادماً معتذرا
172- كامل العقل هو من يستعد للعواقب والعاقل من أخذ بالحزم في تصوير مايجوز وقوعه وعمل بمقتضى ذلك فإن امتد الأجل لم يضره وإن وقع المخوف كان محترزاً
173- إن الفقير يرمي نفسه على الطريق في الليل فينام ولذة الأمن قد حرمها الأمراء فلذتهم ناقصة وحسابهم زائد
174- من الابتلاء إقامة الرجل في غير مقامه مثل أن يحوج الرجل الصالح إلى مداراة ظالم و التردد إليه وإلى مخالطة من لايصلح وإلى أعمال لاتليق به
175- ليعلم العاقل أن لا سبيل على حصول مراد تام كما يريد فليقنع بما باطنه الدين وظاهره الستر و القناعة فإنه يعيش مرفه السر طيب القلب
176- قد تبغت العقوبات وقد يؤخرها الحلم والعاقل من إذا فعل خطيئة بادر بالتوبة فكم مغرور بإمهال العصاة لم يمهل وقد تتأخر العقوبة وتأتي في آخر العمر
177- ما أطول التعثير مع كبر السن لذنوب كانت في الشباب فاحذر من عواقب الخطايا وبادر إلى محوها بالإنابة فآثارها قبيحة إن أسرعت وإلا اجتمعت وجاءت
178- القناعة وترك التشوف إلى الفضول والاستغناء عن منة وإدلالهم الخلق أصل الأصول، والعز ألذ من كل لذة والخروج عن ربقة المنن ولو بسف التراب أفضل
179- مازال العقلاء يتجلدون عند المصائب والفقر و البلاء حذرا من شماتة الأعداء وإنها لأشد من كل نائبةفكان فقيرهم يظهر الغنى ومريضهم يظهر العافية
180- قرب المؤمنين من الله على قدر حذرهم في الدنيا ومنازلهم على قدر فما منزل الحاجب كمكان الوزير جنتان من ذهب وجنتان من فضة والفردوس الأعلى لآخرين
181- الجد الجد بإقدام المبادرة فقد لاح العلم خصوصاً لمن بانت له بانة الوادي إما بالعلم الدال على الطريق وإما بالشيب الذي هو علم الرحيل
182- العجب ممن استحلى ما اخترعه برأيه وهواه ولم يتأمل الحقائق فنعوذ بالله من ظلمة حسد وغيابة كبر وحماقة هوى ونسأله إلهام الرشد والعمل بمقتضى الحق
183- الأبله الذي يرى له من الحق أن يجاب دعاؤه وإلا تذمر كأنه يطلب أجرة عمله وكأنه قد نفع الخالق بعبادته وإنما العبد حقاً من يرضى ما يفعله الخالق
184- رأيت من يتفسح ظنا أن العلم يدفع عنه والعلم خصمه فمعرفة الحق وما يجب له ليس عنده وإنما ألفاظ يعرف بها مايحل وما يحرم وليس ذلك العلم النافع
185- العلم النافع فهم الأصول ومعرفة المعبود وعظمته وما يستحقه والنظر في سير الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والتأدب بآدابهم وفهم ما نقل عنهم
186- عد منع الله إياك عطاء منة لك فإنه لم يمنعك بخلاً إنما منعك لطفاً فالعاقل من علم أن الدنيا لم تخلق للتنعيم فقنع بدفع الوقت على كل حال
187- رأيت من يتعلل بالأقدار فيقول إن وفقت فعلت وهذا تعلل بارد ورد للشرائع ولعمري إن التوفيق أصل الفعل ولكن التوفيق أمر خفي والخطاب بالفعل أمر جلي
188- إن الله سبحانه لم يكلفك شيئاً إلا وعندك أدوات ذلك الفعل ولك قدرة عليه فإن كنت تسعى بتلك الأدوات في تحصيل غرضك وهواك فاسع بها في إقامة مفروضك
189- إياك إياك أن تتعلق بأمر لاحجة لك فيه ثم من نصيبك ينقص ومن حظك يضيع فإنما تحرك لك وإنما تحرض لنفعك فبادر فإنك مبادر بك
190- الشريعة هي الطريق وإنما تعرف شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام إما بأفعاله أو أقواله وسبب الانحراف عنها الجهل بها والجري مع الطبع والعادات
191- مازالت الأحاديث يقل الإسعاد بها والنظر فيها وجهلت إلا النادر واتخذت طرائق تضاد الشريعة وصارت عادات وكانت أسهل عند الخلق من اتباع الشريعة
192- إن النفس لا تقف عند حد بل تروم من اللذات ما لامنتهى له كلما حصل لها غرض برد عندها وطلبت سواه فيفنى العمر ويضعف البدن ولايحصل المراد
193- من حصلت له امرأة فمال لها ومالت إليه وعلم سترها ودينها فليعقد الخنصر على صحبتها ودوام محبتها ولا يطلق بصره أو يطمع في غيرها وإلا تكدر عيشه
194- من ذكر الجنة التي لا منغص فيها بل لذاتها لاتنقطع وزيادتها على قدر زيادة الجد ههنا انتهب هذا الزمان فلم ينم إلا ضرورة ولم يغفل عن عمارة لحظة
195- من رأى أن ذنباً قد مضت لذته ودامت آفاته كفاه ذلك زاجراً عن مثله خصوصاً الذنوب التي تتصل آثارها فنسأل الله توفيقاً يلهم الرشاد ويمنع الفساد
196- سبب الهموم والغموم الإعراض عن الله والإقبال على الدنيا فيقع الغم لفواتها فمن رزق معرفة الله استراح لاستغنائه بالرضى بالقضاء فمهما قدر له رضي
197- بالله ما العيش إلا في الجنة حيث يقع اليقين بالرضى والمعاشرة لمن لا يخون و لا يؤذي فأما الدنيا فما هي دار ذاك
198- لاتثق بمودة لا أصل لها فربما كانت تحتها آفة تقصدك وليكن ظاهرك مع من تصاحب وباطنك سواء خاصة مع ذي سلطان
199- رب كلمات قالها مسترسل فبلغها فضولي فأهلكت صاحبها واحذر من كل أمر يحتمل ورب كلمة نقلها صديق لصديق فتحدث بها من لايقصد أذى للقائل فبلغت فتأذى
200- لا تدخل في شيء حتى تهيء الخروج منه وكن مراقبا للعواقب محترزا مما يجوز وقوعه محتاطا في أحوالك حافظا للمال والسر متأهبا للرحيل متهيئا للنقلة
201- إذا أردت إيذاء عدو أو حسود فأول ما تؤذيه به إصلاحك لنفسك واجتهادك في علاج ما يعرفك به، أما لقياه بما يؤذي دينك فإنه هو الذي قد إشتفى منك
202- إذا وقعت في محنة فليس لك إلا الدعاء واللجأ إلى الله بعد أن تقدم التوبة من الذنوب فإذا تبت ودعوت ولم تر للإجابة أثراً فتفقد أمرك
203- أدع ولا تمل فربما كانت المصلحة في تأخير الإجابة وربما لم تكن في الإجابة فأنت تثاب وتجاب إلى منافعك ومن منافعك ألا تعطى ماطلبت بل تعوض غيره
204- إذا جاء إبليس فقال:كم تدعو ولا ترى إجابة فقل:أنا أتعبد بالدعاء وأنا موقن أن الجواب حاصل وربما كان تأخيره لمصالح ولو لم يحصل حصل التعبد والذل
205- إذا سألت الله شيئاً فاقرنه بسؤال الخير
فرب مطلوب كان حصوله سبباً للهلاك وكيف لاتسأل الخير ربك وهو أعلم بالمصالح ؟والإستخارة من حسن المشاورة
206- ليس على العالم أضر من الدخول على السلاطين فإنه يحسن للعالم الدنيا ويهون عليه المنكر وربما أراد أن ينكر فلا يصح
207- من مداخل إبليس الصرف عن العلم فكأنه شرع في إطفاء المصباح ليسرق في الظلمة وإنما تشاغل السلف بالقرآن والعلم فدلهم على إصلاح البواطن وتصفيتها
208- ينبغي أن تكتم بعض حبك للولد لأنه يتسلط عليك ويضيع مالك ويبالغ في الإدلال ويمتنع عن التعلم والتأدب
209- إذا اصطفيت صديقاً و خبرته فلا تخبره بكل ما عندك بل تعاهده بالإحسان كما تتعاهد الشجرة فإنها إذا كانت جيدة الأصل حسنت ثمرتها بالتعاهد
210- جميع ما يخاف إظهاره فلا تتكلمن به فرب كلمة كانت سبب للهلاك أو جلب عداوة أو صرت رهيناً لمن سمعها خائفاً أن يظهرها فالحزم كتمان الحب والبغض
211- عجب من مؤمن بالله وبجزائه يؤثر السلطان مع مايرى من الجور الظاهر وعدم التمكين في الغالب من العمل بمقتضى الدين فيؤمر بترك مايجب وفعل مالايجوز
212- عجب ممن أنف الذل كيف لايصبر على الخبز ولايتعرض لمنن الأنذال،وممن يقدر أن يستعبد الأحرار بقليل العطاء ولايفعل فإن الحر لايشترى إلا بالإحسان
213- من مات على طريق الصحابة مات مؤمناً سليماً من بدعة ومن تعرض لساحل البحر وهو لا يحسن السباحة فالظاهر غرقه
214- عجيب أن الإنسان يسمع المواعظ وتذكر له الآخرة فيعلم صدق القائل فيبكي وينزعج على تفريطه ويعزم على الإستدراك ثم يتراخى عمله بمقتضى ما عزم عليه
215- تأملت سبب التراخي عن العمل فإذا أسبابه ثلاثة رؤية الهوى العاجل والتسويف بالتوبة ورجاء الرحمة فيرى العاصي يقول ربي رحيم وينسى أنه شديد العقاب
216- اعلم أن الطريق الموصلة إلى الحق سبحانه إنما يقطع بالقلوب،والشهوات قطاع الطريق والسبيل مدلهم والصدق في الطلب منار أين وجد يدل على الجادة
217- إنما يتعثر من لم يخلص وإنما يمتنع الإخلاص ممن لا يراد
218- القلوب تشهد للصالح بالصلاح وإن لم يشاهد منه ذلك فليتق الله العبد وليقصد من ينفعه قصده ولا يتشاغل بمدح من عن قليل يبتلى هو . . . وهم
219- يامن يريد حفظ دينه ويوقن بالآخرة إياك والتأويلات الفاسدة والأهواء الغالبة فإن دخلت في بعضها جرك إلى الباقي ولم تقدر على الخروج لإلف الهوى
220- ليحفظ ذو الأنفة على نفسه حشمته بألا يقف في موقف يعاب به فإنه يتمتع بذخيرة العز والأنفة ويضاد النفس ضد ذلك
221- أولى للمؤمن أن يتشاغل بمعاشه ويرفق في نفقته من التشاغل بالتعبد والتعلم لفضول العلم وإلا ضاع الدين في مداخل لا تصلح أو التعريض لبذل نذل
222- احترز من كل ما يمكن وقوعه وأهم ذلك أن تحترز بأخذ العدة وتحقيق التوبة قبل أن يهجم ما لايؤمن هجومه واحذر من لص الكسل فإنه محتال يسرق الزمان
223- ما إعتمد أحد أمراً إذا هم بشيء مثل التثبت فإنه متى عمل بواقعه من غير تأمل للعواقب كان الغالب عليه الندم ولهذا أمر بالمشاورة
224- أشد الناس تفريطاً من عمل مبادرة في واقعة من غير تثبت ولااستشارة خصوصاً فيما يوجبه الغضب فالله الله التثبت التثبت في الأمور والنظر في عواقبها
225- خفيت مصلحة العواقب على موسى مع مخلوق فأولى أن يخفى علينا كثير من حكمة الحكيم وهذا أصل إن ثبت إستراح الإنسان وإلا خرج إلى الإعتراض والكفر
226- يا محسناً إلي قبل أن أطلب لا تخيب أملي فيك وأنا أطلب فبإنعامك المتقدم أتوسل إليك
227- إذا جفاك الصديق والأخ فلا تعاتب وانقله من ديوان الأخوة إلى ديوان الصداقة الظاهرة فإن لم يصلح لها فانقله إلى جملة المعارف وعامله معاملتهم
228- جمهور الناس اليوم معارف ،ويندر فيهم صديق في الظاهر فأما الأخوة والمصافاة فذاك شيء نسخ فلا يطمع فيه
229- إن السلف كان همتهم الآخرة وحدها فصفت نياتهم في الأخوة والمخالطة فكانت ديناً لا دنيا والآن فقد إستولى حب الدنيا على القلوب
230- رأيت المعافى لا يعرف قدر العافية إلا في المرض كما لا يعرف شكر الإطلاق إلا في الحبس، فالعجب لمطلق يؤثر القيد ومستريح يؤثر التعب
231- ترى المرء يشتهي شيئاً يحبه ولا يدري أنه إنما يطلب قيداً يمنع القلب من التصرف في أمور الآخرة أو في أي علم أو عمل فيبقى أسير ذاك، همه كله معه
232- ينبغي للعاقل أن يكون على خوف من ذنوبه وإن تاب منها وبكى عليها،فالأنبياء في حديث الشفاعة قد اعتذروا مما عدوه ذنوبا وهم بعد على خوف منها
233- رأيت من الناس من قد سكن إلى قبول التوبة وكأنه قد قطع على ذلك وقبولها أمر غائب ثم لو غفرت بقي الخجل من فعلها قال الفضيل:واسوأتاه منك وإن عفوت
234- الدنيا وضعت للبلاء فينبغي للعاقل أن يوطن نفسه على الصبر وأن يعلم أن ما حصل من المراد فلطف وما لم يحصل فعلى أصل الخلق و الجبلة للدنيا
235- رأيت علماء تضيق عليهم الدنيا فيفزعون إلى السلاطين لينالوا من أموالهم وهم يعلمون أنهم لا يكادون يأخذون الدنيا من وجهها ولا يخرجونها في حقها
236- أول ما يجري على العالم المخالط للسلاطين أنه يحرم النفع بعلمه ويتناول من طعامهم الذي لا يكاد يحصل إلا بظلم فينطمس قلبه ويحرم لذة المعاملة لله
237- العالم المخالط للسلاطين يرى المنكرات ولا ينكر ثم لا يقدر لهأن يهتدي به أحد بل ربما كان فعله سبباً لإضلال الناس وصرفهم عن الإقتداء به

238- العالم المخالط للسلاطين يؤذي أميره لأنه يقول:لولا أنني على صواب ماصحبني ولأنكر علي
239- ويؤذي العوام بأن يروا أن ما فيه الأمير صواب وبأن السكوت عن الإنكار عليه جائز أو يحبب إليهم الدنيا ولا خير في سعة من الدنيا ضيقت طريق الآخرة
240- مضت لذات المترخصين وبليت الأبدان فالصبر يامن وفق ولاتغبطن من إتسعت له الدنيا فقد تكون ضيقاً في الدين ولا ترخص لنفسك في تأويل فعمرك قليل
241- تأملت أحوال الناس فرأيت بعضهم عبادتهم عادة أو فيما لاينافي أغراضهم ومنهم من يغره تأخير العقوبة ومنهم من يقطع بالعفو ومنهم متزلزل الإيمان
242- أكثر السلاطين يحصلون الأموال من وجوه ردية وينفقونها في وجوه لا تصلح وكأنهم قد تملكوها وليست مال الله فتراه يصطفيها لنفسه و يعطيها كيف إشتهى
243- صار الناس كأنهم عبيد للمال(ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لايحتسب )وقد يكون هذا بتيسير الصبر على البلاء وعاقبة الصبر الجميل جميلة
244- بجمعك عند القضاء بين الاستغفار وبين التوبة والصبر على القضاء وسؤال الفرج تحصل لك ثلاثة فنون من العبادة تثاب على كل منها
245- عامل الله سبحانه بالصبرعلى ماقضى واسأله الفرج ولاتضيع الزمان بشيء لاينفع ولاتحتل ظاناً أنك تدفع ماقدر(وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو)
246- أي شيء ينفع ضجيج المبتلى بالتضجر بإظهار البغض وإنما طريقه التوبة والصبر وسؤال الفرج وتذكر ذنوباً كانت هذه عقوبتها
247- لا ريب أن القلب المؤمن بالإله سبحانه وبأوامره يحتاج إلى الإنعكاف على ذكره و طاعته وإمتثال أوامره وهذا يفتقر إلى جمع الهم
248- ينبغي للإنسان أن يجتهد في جمع همه لينفرد قلبه بذكر الله سبحانه وإنفاذ أوامره والتهيؤ للقائه وذلك إنما يحصل بقطع القواطع والامتناع عن الشواغل
249- مارأيت مشتتاً للهم مبدداً للقلب كطاعة النفس في طلب كل ماتشتهي وذلك لايوقف على حد فيه فيذهب العمر ولا ينال كل المراد فيا له من شتات لاجامع له
250- مما يشتت الهم المخالطة والمشي في الأسواق فهو ينسي الرحيل عن الدنيا ويحبب الكسل عن الطاعة والبطالة والغفلة والراحة والتثاقل عن العلم والعبادة
251- لا يزال الشخص يكثر من مخالطة الناس حتى تهون عليه الغيبة وتضيع الساعات في غير شيء
252- من عجائب ما أرى من نفسي ومن الخلق كلهم الميل إلى الغفلة عما في أيدينا مع العلم بقصر العمر وأن زيادة الثواب هناك بقدر العمل ههنا
253- ياقصير العمر اغتنم يومك وانتظر ساعة النفر واشتغل بماخلقت له واحمل نفسك على المر واقمعها إذا أبت ولاتسرح لها في الطول فما أنت إلا في مرعى
254- أوصي السليم الصدر الذي يظن في الناس الخير أن يحترز وألا يقول في الخلق كلمة لا تصلح للخلق ولايغتر بمن يظهر الصداقة أو التدين فقد عم الخبث
255- كثير من الناس عباداتهم عادات أما المتيقظ فعاداته عبادة فلا يزال فكره في عجائب المخلوقات وعظمة الخالق فتسبيحه ثمرة الفكر فهذا تسبيح المتيقظين
256- المتيقظون يتفكرون في قبائح ذنوبهم فيوجب ذلك قلق القلب وندم النفس فيثمر ذلك استغفارا وأما الغافلون فيقولون ذلك عادة وشتان ما بين الفريقين
257- من رزق قلباً طيباً ولذة مناجاة فليراع حاله وليحترز من التغيير وإنما تدوم له حاله بدوام التقوى
258- المؤمن متعلق بالآخرة فكل ما في الدنيا يذكره الآخرة وكل من شغله شيء فهمته شغله ويعلم أن جودة الثمر ثم على مقدار جودة البذر ههنا فيتخير الأجود
259- إن قوما يدعون العقول ويعترضون على حكمة الخالق فيقال لهم هذا الفهم الذي دلكم على رد حكمته أليس هو من منحه؟أفأعطاكم الكمال ورضي لنفسه بالنقص؟!
260- ينبغي لمن وعظ سلطاناً أن ينظر في حاله قبل وعظه فإن كانت سيرته حميدة وممن يلينون عند الموعظة ويحتملون الواعظين زاد في وعظه ووصيته ( تتبع )
261- وإن رآه ظالماً لايلتفت إلى خير وقد غلب عليه الجهل اجتهد في ألا يراه ولا يعظه لأنه إن وعظه خاطر بنفسه وإن مدحه كان مداهناً فإن أضطر فبالإشارة (يتبع)
262- قد تغير الزمان وفسد أكثر الولاة وداهنهم العلماء ومن لا يداهن لا يجد قبولاً للصواب فيسكت
263- كان لايسأل الولاية إلا من أحكمته العلوم والتجارب فصار أكثر الولاة يتساوون في الجهل فتأتي على من ليس من أهلها فينبغي الحذر منهم والبعد عنهم
264- من ابتلى بوعظ الولاة الظلمة فليتحرز فيما يقول ولايغتر بقولهم عظنا فإنه لو قال كلمة لا توافق أغراضهم ثاروا فالبعد عنهم أصلح والسكوت أسلم
265- عجب ممن عمره قصير ويضيعه بالنوم والبطالة والحديث الفارغ وطلب اللذات وإنما أيامه أيام عمل لا فراغ فالسعيد من انتبه واغتنم زمنه وانتهب عمره
266- ويحك يا ابن آدم لو إبتلاك الله في مالك لاستغثت أو في بدنك ليلة بمرض لشكوت فأنت تستوفي مطلوباتك منه ولا تستوفي حقه عليك ويل للمطففين
267- كما قدمك ربك على سائر الحيوانات فقدمه على كل المطلوبات فياخيبة من جهله ويافقر من أعرض منه وياذل من إعتز بغيره وياحسرة من إشتغل بغير خدمته
268- تجد الشخص يوهب عقل ثم يسلب فائدته وهذا دليل على قادر قاهر وقد وهب سبحانه لأقوام من العقل ما يثبت عليهم الحجة وأعمى قلوبهم كما شاء عن المحجة
269- ما رأيت أكثر أذى للمؤمن من مخالطة من لايصلح فإن الطبع يسرق فإن لم يتشبه بهم ولم يسرق منهم فتر عن عمله فإن رؤية الدنيا وأربابها تحث على طلبها
270- متى كان العالم مع الله وانشغل بطاعته صعب عنده مخالطة الخلق وأحب الخلوة وانشغل بالآخرة عن القدح في النظراء أوطلب الدنيا والرياسة وكثرة الجمع
271- النفس لابد لها مما تشاغل به فمن اشتغل بالخلق أعرض عن الحق، فإنما يربي رياسته وذلك يوجب الإعراض عن الحق وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه
272- اللهم أرنا الأشياء كما هي فأكثر الناس لا يرون الأشياء بعينها فيرون الفاني كأنه باق ولا يكادون يتخايلون زوال ما هم فيه وإن علموا ذلك
273- تزول اللذة ويبقى إثمها ولكن عين الحس مشغولة بالنظر إلى الحاضر ولو رأى اللص قطع يده هان عنده المسروق
274- من جمع المال ولم ينفقه فما رآه بعينه إذ لايراد لذاته ومن رأى المعصية بعيني الشهوة فما رآها إذ لم ير عيوبها ثم ثمرتها عقوبة آجلة وفضيحة عاجلة
275- قد ثبتت حكمة الخالق فيجب التسليم فيما خفي وما خلق الله شيئا ولوضر إلا وفيه منفعة ولكن الجاهل عدو لما جهله وأكبر الحماقة رد الجاهل على العالم
276- من المخاطرات تحديث العوام بما لا تحتمله قلوبهم أو بما قد رسخ في نفوسهم ضده دون إحتيال وتلطف فإنه لا يزول ما في نفسه ويخاطر المحدث له بنفسه
277- لا يغرك من الرجل طنطنته وما تراه يفعل من صلاة وصوم وصدقة وعزلة عن الخلق إنما الرجل هو الذي يراعي شيئين حفظ الحدود وإخلاص العمل
278- كم رأينا متعبداً يحرق الحدود بالغيبة وفعل ما لا يجوز مما يوافق هواه وكم رأينا صاحب دين يقصد بفعله غير الله تعالى وهي آفة تزيد وتنقص في الخلق
279- الرجل كل الرجل هو الذي يراعي حدود الله وهي ما فرض عليه وألزم به والذي يحسن القصد فيكون عمله وقوله خالصاً لله لا يريد به الخلق ولا تعظيمهم له
280- رب خاشع ليقال ناسك وصامت ليقال خائف وتارك للدنيا ليقال زاهد وعلامة المخلص أن يكون في جلوته كخلوته وربما تكلف بين الناس التبسم والإنبساط
281- الموفق من كانت معاملته باطنة وأعماله خالصة وذاك الذي تحبه الناس وإن لم يبالهم كما يمقتون المرائي وإن زاد تعبده
282- رأيت خلقاً خالطوا السلاطين وكانوا من أعوان الظلمة وما علموا أن مساعد الظالم ظالم وفي الحديث : كفى بالمرء خيانة أن يكون أميناً للخونة
283- إذا رأيت وافر العقل لكن يغلبه الهوى فارج خيره وعلامته استتاره وبكاؤه واحترام أهل الدين فهذا إذا إنتبه بالندم إنقبض شيطان هواه وجاء ملك العقل
284- إذا رأيت قليل العقل في أصل الوضع فلا ترج خيره وعلامته ألا ينظر في عاقبة عاجلة ولا آجلة ولا يستحي من الناس أن يروه على فاحشة فذاك بعيد الرجاء
285- النظر في العواقب وفيما يجوز أن يقع شأن العقلاء فأما النظر في الحالة الراهنة فحسب فحالة الجهلة الحمقى وليس للعقل شغل إلا النظر في العواقب
286- إياك إياك أن تستطيل زمان البلاء وتضجر من كثرة الدعاء فإنك مبتلى بالبلاء متعبد بالصبر والدعاء ولا تيأس من روح الله وإن طال البلاء
287- سبحان من أنعم على قوم كلما لاحت لهم لذة نصبوا ميزان العقل وتلمحوا مايؤثر تركها فرجحوا الأصلح ،وطمس على قلوب فهي ترى صورة الشيء وتنسى جناياته
288- العاقل من حفظ دينه ومروءته بترك الحرام وأنفق قوته في طلب الفضائل من علم أو عمل ولم يسع في إفناء عمره وتشتيت قلبه في شيء لا تحسن عاقبته
289- معرفة الله سبحانه لا تحصل إلا لكامل العقل صحيح المزاج والترقي إلى محبته بذلك يكون والعاقل العالم يسير في الطريق بين الرفيقين العلم والعقل
290- اسع في صلاح بدنك ولاتضيع مالك واجتهد في إستثماره لئلا تحتاج وانظر في سير السلف وتشاغل بالعلم فإنه الدليل وليكن لك خلوة بربك واشتغال بحبه
291- ما رأيت أظرف من لعب الدنيا بالعقول وقد أدركنا عقلاء لعبت بهم الدنيا حتى صاروا كالمجانين وحتى أخرجتهم إلى ذهاب الدين لأجل دنيا تذهب سريعاً
292- إن حصل لك مباح لا منّ فيه ولا أذى ولا نلته بسؤال ولا من يد ظالم تعلم أن ماله حرام أو فيه شبهة فافسح لنفسك بمقدار ما تحتاج إليه بلا تبذير
293- إن ضاق بك أمر فأصبر فإن ضعفت فسل الكريم فاتح الأبواب فعنده مفاتح الغيب وإياك أن تبذل دينك بتصنع للخلق أو بتقرب إلى الأمراء وتستعطي أموالهم
294- من صفا نظره وأقبل قلبه على الله عز وجل وتوكل عليه ونظر إليه والتفت قلبه عن الخلق وتهذب لفظه نفع وعظه ومن كدّر كُدّر عليه
295- أقبل على شأنك وتوكل على خالقك فلا يجلب الخير ولايصرف السوء إلا إياه فليكن أنيسك وموضع توكلك وشكواك فإن ضعف بصرك ويقينك فاستغث به وسله القوة
296- إياك أن تميل إلى غير الله فإنه غيور أو أن تشكو من أقداره فربما غضب ولم يُعتب
297- ما العيش إلا لمن عرف الله وعاش معه وتأدب بين يديه كأنه يراه وحرس طرفه من نظرة لا تصلح وحفظ لسانه من كلمة لا تحسن وحمى قلبه من دخول الأغيار
298- وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً فيا لغفلة من نسي الله عز وجل وأراد منه حسن التدبير له والصيانة وسعة الرزق
299- اعلم أن المعاصي تسد أبواب الرزق وأن من ضيع أمر الله ضيعه الله وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً
300- نعوذ بالله من سبيل رعاع يتسمون بالعلماء لا ينهاهم ما يحملون ويعلمون ولا يعملون ويأخذون عرض الأدنى وقد نهوا عما يأخذون
301- نعوذ بالله من سبيل من تسموا علماء ويتكبرون على الناس بما لايعملون وماراضهم مايدرسون (يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون)
302- لا أعز من النفس وقد عجبت ممن يخاطر بها ويعرضها للهلاك ولا يدري بسبب قلة عقله مثل أن يغضب فيقتل مسلما فيشفي غيظه بالتعذيب في جهنم
303- تلمحت علماء ترخصوا وتأولوا وخالطوا السلاطين فذهبت بركة العلم ومحي الجاه ووردوا عند الموت حياض الندم فيا لها حسرات لاتتلافى وخسراناً لاينجبر
304- أحسن إلى من أساء إليك واستعن على أمورك بالكتمان وابتعد عن الحسود ولاتفش له سرك ولاتشاوره فماطاب عيش أهل الجنة إلا بنزع الحسد والغل من صدورهم
305- من إتقى الله فتح له من المباح ما يلتذ به كثيراً ومن تعاقد به الهوى لم يحصل له كثيرا من مراده وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً
306- ليكن عملك كله لله ومعه ومن أجله وقد كفاك كل مخلوق وجلب لك كل خير وإياك أن تميل عنه بموافقة هوى وإرضاء مخلوق فيعكس عليك الحال ويفوتك المقصود
307- العيش مع الله يكون بامتثال أمره واجتناب نهيه ومراعاة حدوده والرضى بقضائه وحسن الأدب في الخلوة وكثرة ذكره وسلامة القلب من الإعتراض في أقداره
308- ان إحتجت فاسأل الله فإن أعطى وإلا رضيت لأنه لم يمنع بخلاً وإنما نظراً لك ولا تدع السؤال تعبدا ومتى دمت على ذلك رزقك محبته وصدق التوكل عليه
309- أكثر الناس مخبط في عيشه يداري الأسباب ويميل إليها بقلبه ويتعب في تحصيل الرزق بحرص زائد على الحد ويرغبه إلى الخلق و يعترض عند انكسار الأغراض
310- القدر يجري ولا يبالي بسخط فمن لم يسلم قلبه من الإعتراض في أقدار الله فقد فاته القرب منه والمحبة له والتأدب معه وفاته عيشة الصديقين
311- اعمل بمقتضى الحزم بكل ما يجوز أن يقع كجواز الموت بغتة فاستعد له واعمل عمل من لايندم إذا جاءه واحذر من الذنوب وادخر لنفسك صالح الأعمال
312- كلما زاد عمل المؤمن في الفضائل علت مرتبته في الجنة وإن نقص نقصت فهو وإن دخل الجنة في نقص بالإضافة إلى كمال غيره فرحم الله من تلمح العواقب
313- الدنيا فخ والناس كعصافير والعصفور يريد الحبة وينسى الخنق
314- تلاعبت الدنيا بالأكثرين حتى أذهبت أديانهم فكأنهم لايؤمنون بالعقاب والمآل ميلاً إلى عاجل لذاتهم فسامروا الهوى ولم يلتفتوا إلى مشاورة العقل
315- باع كثيرون بلذة يسيرة خيراً كثيراً واستحقوا بشهوات مرذولة عذاباً عظيماً فإذا نزل الموت قال أحدهم ليتني لم أكن ليتني كنت تراباًفيقال له آلآن؟
216- وا أسفا لفائت لا يمكن استدراكه ولمرتهن لا يصح فكاكه ولندم لا ينقطع زمانه ولمعذب عز عليه إيمانه بالله
217- مانفعت العقول إلا لمن يلتفت إليها ويعول عليها ولا يمكن قبول مشاورتها إلا بعزيمة الصبر عما يشتهي،وما هلك الهالكون إلا لقلة الصبر عن المشتهى
218- ليس العجب ممن لا يؤمن بالبعث والعقاب، إنما العجب من مؤمن يوقن ولا ينفعه يقينه ويعقل العواقب ولا ينفعه عقله
219- قصير الهمة لايبالي بمنن الناس ولايستقبح سؤالهم ولايأنف من رد وعالي الهمة لايحتمل ذلك ولكن تعب عالي الهمة راحة في المعنى وراحة قصير الهمة تعب
220- الدنيا دار سباق إلى أعالي المعالي فينبغي لذي الهمة ألا يقصر في شوطه فإن سبق فهو المقصود وإن كبا جواده مع اجتهاده لم يلم
221- من المصائب رضى الإنسان عن نفسه واقتناعه بعلمه وثباته على مايهوى فينبغي للإنسان أن يبالغ في معرفة الدليل ولا يساكن شبهته ولا يثق بعلم نفسه
222- الجزاء بالمرصاد ومن الإغترار ظن المذنب إذا لم ير عقوبة أنه قد سومح وربما تأخرت العقوبة وقل من فعل ذنباً إلاوقوبل عليه "من يعمل سوءاً يجز به"
223- ينبغي للإنسان أن يترقب جزاء الذنوب فقل أن يسلم منه وليجتهد في التوبة خائفاً من المؤاخذة متوقعاً لها
224- إن المؤمن إذا تاب و ندم كان أسفه على ذنبه في كل وقت أقوى من كل عقوبة "من يعمل سوءاً يجز به"
225- ويل لمن عرف مرارة الجزاء الدائم ثم آثر لذة المعصية لحظة
226- العقلاء عن الله تشاغلوا بما إذا انطووا نشرهم وهو العمل بالعلم والنظر الخالص لنفوسهم
227- واحسرتاه على عمر انقضى فيما لايطابق الرضى وعلى ما فرطت في جنب الله واخيبة من أحسن الظن بي إذا شهدت الجوارح علي واخذلاني عند إقامة الحجة
228- عداوة الأقارب صعبة لأن الواحد منهم يكره أن يفوقه قريبه فيقع التحاسد فينبغي لمن فضل على أقاربه أن يتواضع لهم ويرفعهم جهده ويرفق بهم لعله يسلم
229- رأيت أن الأدب وحسن العشرة يتبع لطافة البدن وصفاء الروح
230- المؤمن العاقل لا يلتفت إلى حاسده ولا يعده شيئاً إذ هو في واد وذاك في واد،ذاك يحسده على الدنيا وهذا همته الآخرة فيا بعد ما بين الواديين
231- المؤمن يسلم لله في أفعاله ويعلم أنه حكيم ومالك وأنه لا يعبث فإن خفيت عليه حكمة فعله نسب الجهل إلى نفسه وسلم للحكيم المالك
232- رأيت الناس يوم العيد فشبهت الحال بالقيامة باختلاف حال زينتهم ومنهم من يداس في زحمة العيد وكذلك الظلمة يطأهم الناس بأقدامهم في القيامة
233- العاقل يتأمل العواقب وقليل العقل يرى الحاضر ولاينظر إلى عاقبته فانتبه للعواقب ولاتؤثر لذة تفوت خيراً كثيراً وصابر المشقة تحصل ربحاً وافراً
234- هيهات أن يصح الدين مع تحصيل اللذات فاقنع بما يكفي وباليسير ولا تتردد إلى باب أحد ولا تتصنع ولا يستعبدك أحد
235- الموفق يأخذ الضروري من الدنيا ومافيه سلامة الدين والبدن ويهجر الهوى فنغصه تتضاعف على لذته ومن صبر على مايكره للنفع في العاقبة إلتذ أضعافاً
236- نظر إبليس إلى قوم فيهم فطنة فأراهم أن الوقوف على ظواهر الشريعة حالة يشاركهم فيها العوام فحسن لهم نبذ الحديث والقول بمقتضى ماسولت لهم أنفسهم
237- قد غلبت العادات الناس في تضييع الزمان فاعلم أن الزمان أشرف من أن يضيع منه لحظة فكم يضيع من ساعات يفوت فيها الثواب الجزيل والأيام مثل المزرعة
238- من أذل نفسه خسر الدنيا والآخرة وخصوصاً العلماء ممن خالط الظلمة فاستعبدوهم ولم ينكروا ومدحوا فلهم من الذل وقلة الدين أضعاف ما نالوا من الدنيا
239- لاعيش إلا للقنوع فلايحتاج إلى مخالطة من فوقه ولايبالي بمن هو مثل إذ عنده ما عنده وكلما زاد الحرص على فضول زاد الهم وتشتت القلب واستعبد العبد
240- لا تعترض على أقدار الحكيم فإن ذلك لا يمنع جريان القدر وإن سلمت جرى القدر فلأن يجري وأنت مأجور خير من أن يجري وأنت مأزور
241- من تلمح الدنيا علم أن مراد الحق سبحانه اجتنابها فمع كل فرحة ترحة ومع كل راحة تعباً وآخر كل لذة نقصاً يزيد عليه ومارفع شيء من الدنيا إلا ووضع
242- اعلم أن مراد الحق بتكدير الدنيا التنفير عنها فيبقى أخذ البلغة منها ضرورة وترك الشواغل فيجتمع الهم في خدمة الحق ومن عدل عن ذلك ندم على الفوات
243- العاقل يدبر بعقله عيشته فالفقير يقنع ويجتهد في كسب مايعزه ويكفه عن الذل للخلق أما الغني فيدبر في نفقته خوف أن يفتقر فيحتاج إلى الذل للخلق
244- إنما التدبير في العيش حفظ المال والتوسط في الإنفاق وكتمان ما لا يصلح إظهاره
245- اللهم توبة خالصة من الأقذار ونهضة صادقة لتصفية الأكدار وقد جئتك وأنا من خلق المتاع فما عصيتك جاهلاً بنعمك ولاناسياً لما سلف من كرمك فاغفر لي
 

فوائد وفرائد
  • فوائد وفرائد من كتب العقيدة
  • فوائد وفرائد من كتب الفقه
  • فوائد وفرائد من كتب التفسير
  • فوائد وفرائد من كتب الحديث
  • فوائد وفرائد منوعة
  • غرد بفوائد كتاب
  • فوائد وفرائد قيدها: المسلم
  • فوائد وفرائد قيدها: عِلْمِيَّاتُ
  • الرئيسية