اطبع هذه الصفحة


٩٩ فائـدة منتقاة من كتاب «القرأن تـدبـر وعمل»، سورة البقرة

قيدتها وانتقتها : أمة الله

 
بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

هذه ٩٩ فائدة منتقاة لـ
«سورة البقرة» من كتاب «القرآن تدبر وعمل»، من فقرة «الوقفات التدبرية» التي جُمِعَت من ستة عشر كتابًا من أمهات كتب التفسير المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة، أسأل الله أن ينفع بـهذه الفوائـد، ويـجزي خيرًا كل من يـشارك في نـشرها.


﴿الَّذينَ يُؤمِنونَ بِالغَيبِ وَيُقيمونَ الصَّلاةَ وَمِمّا رَزَقناهُم يُنفِقونَ﴾[البقرة:٣]،
قال القرطبي: «الإيمان بالغيب حظ القلب، وإقام الصلاة حظ البدن، (ومما رزقناهم ينفقون) حظ المال، وهذا ظاهر». [ص٢]

﴿وَيُقيمونَ الصَّلاةَ﴾[البقرة:٣]،
قال السعدي: «لم يقل: يفعلون الصلاة، أو يأتون بالصلاة؛ لأنه لا يكفي فيها مجرد الإتيان بصورتها الظاهرة؛ فإقامة الصلاة: إقامتها ظاهرًا بإتمام أركانها وواجباتها وشروطها، وإقامتها باطنًا بإقامة روحها؛ وهو حضور القلب فيها، وتدبر ما يقوله ويفعله منها». [ص٢]

﴿وَمِمّا رَزَقناهُم يُنفِقونَ﴾[البقرة:٣]،
قال السعدي:«وأتى بـ (من) الدالة على التبعيض؛ لينبههم أنه لم يرد منهم إلا جزءًا يسيرًا من أموالهم، غير ضار لهم، ولا مثقل، بل ينتفعون هم بإنفاقه، وينتفع به إخوانهم». [ص٢]

﴿وَمِمّا رَزَقناهُم يُنفِقونَ﴾[البقرة:٣]،
قال السعدي: «وفي قوله: (رزقناهم) إشارة إلى أن هذه الأموال التي بين أيديكم، ليست حاصلة بقوتكم وملككم، وإنما هي رزق الله الذي خولكم، وأنعم به عليكم؛ فكما أنعم عليكم وفضلكم على كثير من عباده فاشكروه بإخراج بعض ما أنعم به عليكم». [ص٢]

﴿وَبِالآخِرَةِ هُم يوقِنونَ﴾[البقرة:٤]،
قال ابن عطية: «واليقين أعلى درجات العلم؛ وهو الذي لا يمكن أن يدخله شك بوجه». [ص٢]

﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلوبِهِم وَعَلى سَمعِهِم﴾[البقرة:٧]،
قال ابن كثير: الذنوب إذا تتابعت على القلوب أغلقتها، وإذا أغلقتها أتاها حينئذ الختم من قبل الله تعالى والطبع؛فلا يكون للإيمان إليها مسلك، ولا للكفر عنها مخلص، فذلك هو الختم والطبع الذي ذكره في قوله تعالى:(ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم). [ص٣]

﴿في قُلوبِهِم مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُم عَذابٌ أَليمٌ بِما كانوا يَكذِبونَ﴾[البقرة:١٠]،
قال القرطبي: (في قلوبهم مرض)؛ أي: بسكونهم إلى الدنيا وحبهم لها، وغفلتهم عن الآخرة وإعراضهم عنها، وقوله: (فزادهم الله مرضا)؛ أي: وكلهم إلى أنفسهم، وجمع عليهم هموم الدنيا؛ فلم يتفرغوا من ذلك إلى اهتمام بالدين، (ولهم عذاب أليم) بما يفنى عما يبقى، وقال الجنيد: علل القلوب من اتباع الهوى، كما أن علل الجوارح من مرض البدن. [ص٣]


‏‏﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اعبُدوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم وَالَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾[البقرة:٢١]،
قال ابن جزي: (اعبدوا ربكم): يدخل فيه الإيمان به سبحانه، وتوحيده، وطاعته؛ فالأمر بالإيمان به لمن كان جاحدًا، والأمر بالتوحيد لمن كان مشركًا، والأمر بالطاعة لمن كان مؤمنًا. [ص٤]

‏﴿فَلا تَجعَلوا لِلَّهِ أَندادًا وَأَنتُم تَعلَمونَ﴾[البقرة:٢٢]،
قال البقاعي: «هذه الآية من المحكم الذي اتفقت عليه الشرائع واجتمعت عليه الكتب, وهو عمـود الخشوع, وعليـه مدار الذل والخضوع». [ص٤]

﴿وَبَشِّرِ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ﴾[البقرة:٢٥]،
قال السعدي: «وفيه استحباب بشارة المؤمنين وتنشيطهم على الأعمال بذكر جزائها ومثيراتها؛ فإنها بذلك تخف وتسهل». [ص٥]

﴿وَبَشِّرِ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ﴾[البقرة:٢٥]،
قال البغوي: «قال معاذ رضي الله عنه: العمل الصالح: الذي فيه أربعة أشياء: العلم، والنية، والصبر، والإخلاص». [ص٥]

﴿وَلَهُم فيها أَزواجٌ مُطَهَّرَةٌ﴾[البقرة:٢٥]،
قال السعدي: «فلم يقل: «مطهرة من العيب الفلاني» ليشمل جميع أنواع التطهير؛ فهن مطهرات الأخلاق، مطهرات الخَلْق، مطهرات اللسان، مطهرات الأبصار». [ص٥]

‏﴿قالوا أَتَجعَلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها وَيَسفِكُ الدِّماءَ﴾[البقرة:٣٠]
قال السعدي: (أتجعل فيها من يفسد فيها) بالمعاصي، (ويسفك الدماء): وهذا تخصيص بعد تعميم؛ لبيان شدة مفسدة القتل. [ص٦]

﴿قالوا سُبحانَكَ لا عِلمَ لَنا إِلّا ما عَلَّمتَنا إِنَّكَ أَنتَ العَليمُ الحَكيمُ﴾[البقرة :٣٢] قال القرطبي: «الواجب على من سُئل عن علم أن يقول إن لم يعلم: الله أعلم، ولا أدري؛ اقتداء بالملائكة، والأنبياء، والفضلاء من العلماء، لكن أخبر الصادق أن بموت العلماء يُقبض العلم، فيبقى ناس جهال يُستفتَون؛ فيُفتون برأيهم؛ فيضلون، ويُضلون». [ص٦]

﴿وَلا تَـقرَبـا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَـكونـا مِنَ الظّالِميـنَ﴾[ البقرة:٣٥]،
قال ابن جزي: «النهي عن القرب يقتضي النهي عن الأكل بطريق الأولى، وإنما نهى عن القرب؛ سدّا للذريعة، فهذا أصل في سدّ الذرائع». [ص٦]

﴿وَلا تَـشتَـروا بِـآيـاتي ثَـمَنـًا قَليـلًا وَإِيّـايَ فَاتَّـقونِ﴾[البقرة:٤١]،
قال القرطبي: «وهذه الآية وإن كانت خاصة ببني إسرائيل فهي تتناول من فعل فعلهم؛فمن أخذ رشوة على تغيير حق أو إبطاله،أو امتنع من تعليم ما وجب عليه، أو أداء ما علمه -وقد تعيَّن عليه- حتى يأخذ عليه أجرًا؛ فقد دخل في مقتضى الآية». [ص٧]

﴿وَلا تَـلبِـسُوا الحَـقَّ بِـالبـاطِلِ وَتَـكتُـمُوا الحَـقَّ وَأَنـتُـم تَعلَمونَ﴾[البقرة:٤٢]،
قال الألوسي: «اُستُدِل بالآية على أن العالم بالحق يجب عليه إظهاره، ويحرم عليه كتمانه بالشروط المعروفة لدى العلماء». [ص٧]

﴿أَتَـأمُرونَ  النّـاسَ بِـالبِـرِّ  وَتَــنـسَونَ أَنــفُـسَكُم﴾[البقرة:٤٤]،
قال ابن كثير: «وليس المراد: ذمهم على أمرهم بالبر مع تركهم له، بل على تركهم له؛ فإن الأمر بالمعروف معروف، وهو واجب على العالم، ولكن الواجب والأولى بالعالم أن يفعله مع أمرهم به ولا يتخلف عنهم ... فكُلٌّ من الأمر بالمعروف وفعله واجب، لا يسقط أحدهما بترك الآخر» . [ص٧]

﴿وَاستَعينوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبيرَةٌ إِلّا عَلَى الخاشِعينَ﴾[البقرة:٤٥]
قال الألوسي: «وإنما لم تثقل عليهم؛ لأنهم عارفون بما يحصل لهم فيها، متوقعون ما ادخر من ثوابها؛ فتهون عليهم، ولذلك قيل: من عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل، ومن أيقن بالخلف جاد بالعطية». [ص٧]

﴿وَإِذ واعَدنا موسى أَربَعينَ لَيلَةً﴾[البقرة:٥١]، قال البقاعي: «وخصَّ الليل بالذكر؛ إشارة إلى أن ألذ المناجاة فيه». [ص٨]

﴿وَإِذ قالَ موسى لِقَومِهِ يا قَومِ إِنَّكُم ظَلَمتُم أَنفُسَكُم بِاتِّخاذِكُمُ العِجلَ﴾[البقرة:٥٤]
قال البقاعي: «جعلتم أنفسكم متذللة لمن لا يملك لها شيئًا ولمن هي أشرف منه، فهذا هو أسوأ الظلم؛ فإن المرء لا يصلح أن يتذلل ويتعبد لمثله، فكيف لمن دونه من حيوان! فكيف بما يشبه بالحيوان من جماد الذهب الذي هو من المعادن» . [ص٨]

﴿وَإِذ قُلنَا ادخُلوا هذِهِ القَريَةَ فَكُلوا مِنها حَيثُ شِئتُم رَغَدًا وَادخُلُوا البابَ سُجَّدًا وَقولوا حِطَّةٌ﴾[البقرة:٥٨]،
قال ابن كثير: «وحاصل الأمر: أنهم أمِروا أن يخضعوا لله تعالى عند الفتح بالفعل والقول، وأن يعترفوا بذنوبهم، ويستغفروا منها، والشكر على النعمة عندها .... ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يظهر عليه الخضوع جدًا عند النصر، كما روي أنه كان يوم الفتح -فتح مكة- داخلًا إليها من الثنية العليا، وإنه لخاضع لربه، حتى إن عثنونه ليمس مورك رحله شكرًا لله على ذلك، ثم لما دخل البلد اغتسل وصلى ثماني ركعات». [ص٩]

﴿ذلِكَ بِأَنَّهُم كانوا يَكفُرونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقتُلونَ النَّبِيّينَ بِغَيرِ الحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوا وَكانوا يَعتَدونَ﴾[البقرة:٦١]، قال الألوسي: «والمعنى: أن الذي حملهم على الكفر بآيات الله تعالى وقتلهم الأنبياء إنما هو تقدم عصيانهم، واعتدائهم، ومجاوزتهم الحدود، والذنب يجر الذنب». [ص٩]

﴿خُذوا ما آتَيناكُم بِقُوَّةٍ﴾[البقرة:٦٣]، قال الألوسي: «المراد بالقوة الجد والاجتهاد وعدم التكاسل والتغافل». [ص١٠]

﴿وَإِنّا إِن شاءَ اللَّهُ لَمُهتَدونَ﴾[البقرة:٧٠]، قال ابن كثير: «لولا أن القوم استثنوا فقالوا: (وإنا إن شاء الله لمهتدون)؛ لما هدوا إليها أبدًا». [ص١١]

﴿ثُمَّ قَسَت قُلوبُكُم مِن بَعدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالحِجارَةِ أَو أَشَدُّ قَسوَةً﴾[البقرة:٧٤]،
قال ابن تيمية: «وقوة القلب المحمودة غير قسوته المذمومة، فإنه ينبغي أن يكون قويًا من غير عنف، ولينًا من غير ضعف» . [ص١١]

﴿وَإِنَّ مِنَ الحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنهُ الأَنهارُ وَإِنَّ مِنها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخرُجُ مِنهُ الماءُ وَإِنَّ مِنها لَما يَهبِطُ مِن خَشيَةِ اللَّهِ﴾[البقرة:٧٤]،
قال القرطبي: «إن من الحجارة ما هو أنفع من قلوبكم؛ لخروج الماء منها، وترديها، قال مجاهد: ما تردى حجر من رأس جبل، ولا تفجر نهر من حجر، ولا خرج منه ماء إلا من خشية الله؛ نزل بذلك القرآن». [ص١١]

﴿وَمِنهُم أُمِّيّونَ لا يَعلَمونَ الكِتابَ إِلّا أَمانِيَّ وَإِن هُم إِلّا يَظُنّونَ﴾[البقرة:٧٨]،
قال ابن تيمية: «هذه صفة من لا يفقه كلام الله، ويعمل به، وإنما يقتصر على مجرد تلاوته، كما قال الحسن البصري: نزل القرآن ليعمل به؛ فاتخذوا تلاوته عملا».[ص١٢]

﴿وَإِذ أَخَذنا ميثاقَ بَني إِسرائيلَ لا تَعبُدونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا﴾[البقرة:٨٣]
قال القرطبي: «وأمرناهم بالوالدين إحسانًا، وقرن الله عز وجل في هذه الآية حق الوالدين بالتوحيد لأن النشأة الأولى من عند الله، والنشء الثاني -وهو التربية- من جهة الوالدين». [ص١٢]

﴿وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا وَذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَقولوا لِلنّاسِ حُسنًا﴾[البقرة؛:٨٣]، قال ابن كثير: «وناسب أن يأمرهم بأن يقولوا للناس حسنًا بعد ما أمرهم بالإحسان إليهم بالفعل؛ فجمع بين طرفي الإحسان الفعلي والقولي».[ص١٢]

﴿وَقولوا لِلنّاسِ حُسنًا﴾[البقرة:٨٣]،
قال البغوي: «هو اللين في القول، والمعاشرة بحسن الخلق». [ص١٢]

﴿أَفَتُـؤمِنونَ  بِـبَـعضِ الكِتـابِ  وَتَـكفُرونَ بِـبَـعضٍ﴾[البقرة:٨٥]،  
قال السعدي: «وفيها أكبر دليل على أن الإيمان يقتضي فعل الأوامر واجتناب النواهي، وأن المأمورات من الإيمان». [ص١٣]

﴿فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلكافِرينَ﴾[البقرة:٩٨]،
قال ابن كثير: «من عادى وليًا لله فقد عادى الله، ومن عادى الله فإن الله عدوٌ له، ومن كان الله عدوه فقد خسر الدنيا والآخرة». [ص١٥]

﴿وَما كَفَرَ سُلَيمانُ وَلكِنَّ الشَّياطينَ كَفَروا يُعَلِّمونَ النّاسَ السِّحرَ﴾[البقرة:١٠٢]،
قال الألوسي: «كما أن الملائكة لا تعاون إلا أخيار الناس المشبهين بهم في المواظبة على العبادة، والتقرب إلى الله تعالى بالقول والفعل؛ كذلك الشياطين لا تعاون إلا الأشرار المشبهين بهم في الخباثة والنجاسة قولًا، وفعلًا، واعتقادًا؛ وبهذا يتميز الساحر عن النبي والولي». [ص١٦]

﴿وَما هُم بِضارّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلّا بِإِذنِ اللَّهِ﴾[البقرة:١٠٢]، قال السعدي: «وفي هذه الآية وما أشبهها: أن الأسباب مهما بلغت في قوة التأثير فإنها تابعة للقضاء والقدر، ليست مستقلة في التأثير». [ص١٦]

﴿أَلَم تَعلَم أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلكُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَما لَكُم مِن دونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصيرٍ﴾[البقرة:١٠٧]، قال الألوسي: «فمن علم أنه تعالى وليه ونصيره -لا ولي ولا نصير له سواه- يعلم قطعا أنه لا يفعل به إلا ما هو خير له؛ فيفوض أمره إليه تعالى». [ص١٧]

﴿بَلى مَن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحسِنٌ فَلَهُ أَجرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾[البقرة:١١٢]،
قال ابن كثير: (بلى من أسلم وجهه لله)؛ يـقول: من أخـلص لله … (وهو محسن)؛ أي:اتبع فيه الرسول ﷺ؛ فإن للعمل المتقبل شرطين: أحدهما: أن يكون خالصًا لله وحده, والآخر: أن يكون صوابًا موافقًا للشريعة،فمتى كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُتَقَبَّلْ.  [ص١٧]

﴿وَمَن أَظلَمُ مِمَّن مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَن يُذكَرَ فيهَا اسمُهُ وَسَعى في خَرابِها﴾[البقرة:١١٤]،
قال السعدي: وإذا كان لا أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه؛ فلا أعظم إيمانا ممن سعى في عمارة المساجد بالعمارة الحسية والمعنوية؛ كما قال تعالى: (إنما  يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر). [ص١٨]

﴿وَمَن أَظلَمُ مِمَّن مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَن يُذكَرَ فيهَا اسمُهُ وَسَعى في خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُم أَن يَدخُلوها إِلّا خائِفينَ﴾[البقرة:١١٤]،
قال البقاعي: «من أعلام قيام الساعة: تضييع المساجد؛ لذلك كل أمة وكل طائفة وكل شخص معين تطرق بجُرم في مسجد يكون فعله سببًا لخلائه فإن الله عز وجل يعاقبه بروعة ومخافة تناله في الدنيا». [ص١٨]

﴿وَسَعى في خَرابِها﴾[البقرة:١١٤]، قال السعدي: (وسعى)؛ أي: اجتهد وبذل وسعه، (في خرابها): الحسي والمعنوي؛ فالخراب الحسي: هدمها وتخريبها، وتقذيرها، والخراب المعنوي: منع الذاكرين لاسم الله فيها. [ص١٨]

﴿وَإِذ يَرفَعُ إِبراهيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيتِ وَإِسماعيلُ رَبَّنا تَقَبَّل مِنّا﴾[البقرة:١٢٧]،
قال البقاعي: (تقبل منا)؛ أي: عاملنا بفضلك، ولا ترده علينا؛ إشعارًا بالاعتراف بالتقصير؛ لحقارة العبد -وإن اجتهد- في جنب عظمة مولاه. [ص٢٠]

﴿رَبَّنا وَاجعَلنا مُسلِمَينِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُب عَلَينا﴾[البقرة:١٢٨]،
قال الألوسي: «التوبة تختلف باختلاف التائبين: فتوبة سائر المسلمين: الندم، والعزم على عدم العود، ورد المظالم إذا أمكن، ونية الرد إذا لم يمكن، وتوبة الخواص: الرجوع عن المكروهات من خواطر السوء، والفتور في الأعمال، والإتيان بالعبادة على غير وجه الكمال، وتـوبـة خـواص الخـواص لرفـع الدرجـات والتـرقي في المقامات» .[ص٢٠]

﴿رَبَّنا وَابعَث فيهِم رَسولًا مِنهُم يَتلو عَلَيهِم آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَيُزَكّيهِم إِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾[البقرة:١٢٩]، قال ابن تيمية: (الحكمة) هي: السنة؛ لأن الله أمر أزواج نبيه أن يذكرن ما يتلى في بيوتهن من الكتاب والحكمة، والكتاب:القرآن، وما سوى ذلك مما كان الرسول يتلوه هو السنة.[ص٢٠]

﴿فَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾[البقرة:١٣٢]، قال السعدي: «فقوموا به، واتصفوا بشرائعه، وانصبغوا بأخلاقه،حتى تستمروا على ذلك، فلا يأتيكم الموت إلا وأنتم عليه؛لأن من عاش على شيء مات عليه،ومن مات على شيء بعث عليه»[ص٢٠]

﴿صِبغَةَ اللَّهِ وَمَن أَحسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبـغَةً وَنَـحنُ لَهُ عابِـدونَ﴾[البقرة:١٣٨]،
قال السعدي: «أي: الزموا صبغة الله، وهو دينه، وقوموا به قيامًا تامًا بجميع أعماله الظاهرة والباطنة، وجميع عقائده في جميع الأوقات، حتى يكون لكم صبغةً وصفةً من صفاتكم، فإذا كان صفة من صفاتكم أوجب ذلك لكم الانقياد لأوامره، طوعًا واختيارًا ومحبة، وصار الدين طبيعة لكم بمنْزلة الصبغ التام للثوب الذي صار له صفة، فحصلت لكم السعادة الدنيوية والأخروية». [ص٢١]

﴿وَنَحنُ لَهُ مُخلِصونَ﴾[البقرة: ١٣٩]،
قال البغوي: «قال سعيد بن جبير: الإخلاص أن يخلص العبد دينه وعمله لله؛ فلا يشرك به في دينه، ولا يرائي بعمله، قال الفضيل: ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما». [ص٢١]

﴿سَيَقولُ السُّفَهاءُ مِنَ النّاسِ ما وَلّاهُم عَن قِبلَتِهِمُ الَّتي كانوا عَلَيها﴾[البقرة:١٤٢]،
قال السعدي: العاقل لا يبالي باعتراض السفيه، ولا يلقي له ذهنه، ودلت الآية على أنه لا يعترض على أحكام الله إلا سفيه جاهل معاند، وأما الرشيد المؤمن العاقل فيتلقى أحكام ربه بالقبول والانقياد والتسليم؛ كما قال تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) [الأحزاب:36]،(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) [النساء:65]. [ص٢٢]

﴿فَاستَبِقُوا الخَيراتِ﴾[البقرة:١٤٨]،
قال السعدي: «من سبق في الدنيا إلى الخيرات فهو السابق في الآخرة إلى الجنات؛ فالسابقون أعلى الخلق درجة، ... ويستدل بهذه الآية الشريفة على الإتيان بكل فضيلة يتصف بها العمل؛ كالصلاة في أول وقتها، والمبادرة إلى إبراء الذمة من الصيام، والحج، والعمرة، وإخراج الزكاة، والإتيان بسنن العبادات وآدابها؛ فلله ما أجمعها وأنفعها من آية!!». [ص٢٣]
﴿وَمِن حَيثُ خَرَجتَ فَوَلِّ وَجهَكَ شَطرَ المَسجِدِ الحَرامِ وَإِنَّهُ لَلحَقُّ مِن رَبِّكَ﴾[البقرة:١٤٩]،
قال البقاعي: «ومن التفت بقلبه في صلاته إلى غير ربه لم تنفعه وجهة بدنه إلى الكعبة؛ لأن ذلك حكم حق، حقيقته توجه القلب، ومن التفت بقلبه إلى شيء من الخلق في صلاته فهو مثل الذي استدبر بوجهه عن شطر قبلته». [ص٢٣]

﴿فَاذكُروني أَذكُركُم وَاشكُروا لي وَلا تَـكفُرونِ﴾[البقرة:١٥٢]، قال ابن جزي: «لكل ذكر خاصيته وثمرته، وأما التهليل فثمرته التوحيد؛ أعني التوحيد الخاص؛ فإنّ التوحيد العام حاصل لكل مؤمن، وأما التكبير فثمرته التعظيم والإجلال لذي الجلال، وأما الحمد والأسماء التي معناها الإحسان والرحمة -كالرحمن، الرحيم، والكريم، والغفار، وشبه ذلك- فثمرتها ثلاث مقامات؛ وهي: الشكر، وقوة الرجاء، والمحبة؛ فإنّ المحسن محبوب لا محالة، وأما الأسماء التي معناها الاطلاع والإدراك -كالعليم، والسميع، والبصير، والقريب، وشبه ذلك- فثمرتها المراقبة، وأما الصلاة على النبي ﷺ فثمرتها شدّة المحبة فيه، والمحافظة على اتباع سنته، وأما الاستغفار فثمرته الاستقامة على التقوى، والمحافظة على شروط التوبة مع [انكسار] القلب بسبب الذنوب المتقدّمة». [ص٢٣]

﴿وَاشكُروا لي وَلا تَكفُرونِ (١٥٢) يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا استَعينوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصّابِرينَ﴾[البقرة:١٥٢-١٥٣]،
قال ابن كثير: «لما فرغ تعالى من بيان الأمر بالشكر؛ شرع في بيان الصبر والإرشاد والاستعانة بالصبر والصلاة؛ فإن العبد إما أن يكون في نعمة فيشكر عليها، أو في نقمة فيصبر عليها». [ص٢٣]

﴿استَعينوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ﴾[البقرة:١٥٣]،
قال السعدي: «إذا كانت صلاة العبد صلاة كاملة، مجتمعًا فيها ما يلزم فيها وما يسن، وحصل فيها حضور القلب، ... لا جرم أن هذه الصلاة من أكبر المعونة على جميع الأمور؛ فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولأن هذا الحضور الذي يكون في الصلاة يوجب للعبد في قلبه وَصفًا وَدَاعِيًا يدعوه إلى امتثال أوامر ربه، واجتناب نواهيه، هذه هي الصلاة التي أمر الله أن نستعين بها على كل شيء». [ص٢٣]

﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصّابِرينَ﴾[البقرة:١٥٣]،
قال السعدي: «هذه معية خاصة، تقتضي محبته ومعونته،ونصره وقربه، وهذه منقبة عظيمة للصابرين؛ فلو لم يكن للصابرين فضيلة إلا أنهم فازوا بهذه المعية من الله لكفى بها فضلًا وشرفًا». [ص٢٣]

﴿الَّذينَ إِذا أَصابَتهُم مُصيبَةٌ قالوا إِنّا لِلَّهِ وَإِنّا إِلَيهِ راجِعونَ﴾[البقرة:١٥٦]،
قال ابن جزي: (إنا لله) اللام للملك، والمالك يفعل في ملكه ما يشاء، (راجعون): تذكروا الآخرة لتهون عليهم مصائب الدنيا، وفي الحديث الصحيح: أن رسول الله ﷺ  قال: (من أصابته مصيبة فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها أخلف الله له خيرًا مما أصابه)قالت أمّ سلمة:فلما مات زوجي أبو سلمة قلت ذلك فأبدلني الله به رسول اللهﷺ.[ص٢٤]

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُلوا مِن طَيِّباتِ ما رَزَقناكُم وَاشكُروا لِلَّهِ إِن كُنتُم إِيّاهُ تَعبُدونَ﴾[البقرة:١٧٢]،
قال السعدي: «والأمر بالشكر عقيب النعم لأن الشكر يحفظ النعم الموجودة، ويجلب النعم المفقودة، كما أن الكفر ينفر النعم المفقودة ويزيل النعم الموجودة». [ص٢٦]

﴿وَمِنَ النّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دونِ اللَّهِ أَندادًا يُحِبّونَهُم كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذينَ آمَنوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾[البقرة:١٦٥]، قال ابن جزي: «واعلم أنّ محبة الله إذا تمكنت من القلب ظهرت آثارها على الجوارح من الجدّ في طاعته، والنشاط لخدمته، والحرص على مرضاته، والتلذذ بمناجاته، والرضا بقضائه، والشوق إلى لقائه، والأنس بذكره، والاستيحاش من غيره، والفرار من الناس، والانفراد في الخلوات، وخروج الدنيا من القلب، ومحبة كل من يحبه الله، وإيثاره على كل من سواه».[ص٢٥]

﴿كَذلِكَ يُريهِمُ اللَّهُ أَعمالَهُم حَسَراتٍ عَلَيهِم وَما هُم بِخارِجينَ مِنَ النّارِ﴾[البقرة:١٦٧]،
قال القرطبي: قال السدي: ترفع لهم الجنة فينظرون إليها وإلى بيوتهم فيها لو أطاعوا الله تعالى، ثم تقسم بين المؤمنين؛ فذلك حين يندمون، وأضيفت هذه الأعمال إليهم من حيث هم مأمورون بها... والحسرة أعلى درجات الندامة على شيء فائت. [ص٢٥]

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾[البقرة:١٨٣]،
قال الألوسي: أي: كي تحذروا المعاصي؛ فإن الصوم يعقم الشهوة التي هي أمها، أو يكسرها، ... قال لنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء). [ص٢٨]

﴿وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ﴾[البقرة:١٨٦]، قال الشنقيطي: «ذكر في هذه الآية أنه جل وعلا قريب يجيب دعوة الداعي، وبيّن في آية أخرى تعليق ذلك على مشيئته جل وعلا؛ وهي قوله: (فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون) [الأنعام:41]، وقال بعضهم: التعليق بالمشيئة في دعاء الكفار كما هو ظاهر سياق الآية، والوعد المطلق في دعاء المؤمنين، وعليه فدعاؤهم لا يُرد؛ إما أن يعطوا ما سألوا, أو يدخر لهم خير منه, أو يدفع عنهم من السوء بقدره». [ص٢٨]

﴿وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ فَليَستَجيبوا لي وَليُؤمِنوا بي لَعَلَّهُم يَرشُدونَ﴾[البقرة:١٨٦]
قال ابن عاشور: «وفي هذه الآية إيماء إلى أن الصائم مرجو الإجابة، وإلى أن شهر رمضان مرجوة دعواته، وإلى مشروعية الدعاء عند انتهاء كل يوم من رمضان». [ص٢٨]

﴿وَكُلوا وَاشرَبوا حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأَبيَضُ مِنَ الخَيطِ الأَسوَدِ مِنَ الفَجر﴾[البقرة:١٨٧]،
قال ابن كثير: «وفي إباحته تعالى جواز الأكل إلى طلوع الفجر دليلٌ على استحباب السحور؛ لأنه من باب الرخصة، والأخذ بها محبوب».[ص٢٩]

﴿وَلا تُـبـاشِروهُنَّ وَأَنـتُـم عـاكِفـونَ فِي الـمَساجِـدِ﴾[البقرة:١٨٧]،
قال ابن كثير: «وفي ذكره تعالى الاعتكاف بعد الصيام إرشادٌ وتنبيهٌ على الاعتكاف في الصيام، أو في آخر شهر الصيام». [ص٢٩]

﴿وَلا تُـبـاشِروهُنَّ وَأَنـتُـم عـاكِفـونَ فِي المَـساجِـدِ﴾[البقرة:١٨٧]،
قال ابن تيمية: «فلا يكون الاعتكاف إلا في المساجد باتفاق العلماء؛ كما قال تعالى: (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد): لا يكون الاعتكاف لا بخلوة، ولا غير خلوة؛ لا في غار، ولا عند قبر، ولا غير ذلك مما يقصد الضالون السفر إليه والعكوف عنده؛ كعكوف المشركين على أوثانهم». [ص٢٩]

﴿تِلكَ حُدودُ اللَّهِ فَلا تَقرَبوها﴾[البقرة:١٨٧]،
قال السعدي: «أبلغ من قوله: (فلا تفعلوها)؛ لأن القربان يشمل النهي عن فعل المحرم بنفسه، والنهي عن وسائله الموصلة إليه، والعبد مأمور بترك المحرمات والبعد منها غاية ما يمكنه، وترك كل سبب يدعو إليها». [ص٢٩]

﴿وَلا تَأكُلوا أَموالَكُم بَينَكُم بِالباطِلِ وَتُدلوا بِها إِلَى الحُكّامِ لِتَأكُلوا فَريقًا مِن أَموالِ النّاسِ بِالإِثمِ وَأَنتُم تَعلَمونَ﴾[البقرة:١٨٨]،
قال الألوسي: «لما ذكر سبحانه الصيام وما فيه؛ عقبه بالنهي عن الأكل الحرام المفضي إلى عدم قبول عبادته من صيامه واعتكافه». [ص٢٩]

‏﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾[البقرة:١٨٩]،
قال الألوسي: «من اتقى الله تعالى تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه،وانكشفت له دقائق الأسرار حسب تقواه».[ص٢٩]

﴿الحَجُّ أَشهُرٌ مَعلوماتٌ فَمَن فَرَضَ فيهِنَّ الحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسوقَ وَلا جِدالَ فِي الحَجِّ﴾[البقرة:١٩٧]،
قال القرطبي: «قال الحسن: الحج المبرور هو أن يرجع صاحبه زاهدًا في الدنيا، راغبًا في الآخرة». [ص٣١]

﴿فَإِذا قَضَيتُم مَناسِكَكُم فَاذكُرُوا اللَّهَ كَذِكرِكُم آباءَكُم أَو أَشَدَّ ذِكرًا فَمِنَ النّاسِ مَن يَقولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا وَما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن خَلاقٍ(٢٠٠) وَمِنهُم مَن يَقولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ﴾[البقرة:٢٠٠-٢٠١]
قال الألوسي: «وقرن سبحانه الذكر بالدعاء؛ للإشارة إلى أن المعتبر من الذكر ما يكون عن قلب حاضر، وتوجه باطن؛ كما هو حال الداعي حين طلب حاجة، لا مجرد التفوه والنطق به، ... وبدأ سبحانه وتعالى بالذكر لكونه مفتاحا للإجابة، ثم بين -جل شأنه- أنهم ينقسمون في سؤال الله تعالى إلى من يغلب عليه حب الدنيا؛ فلا يدعو إلا بها، ومن يدعو بصلاح حاله في الدنيا والآخرة». [ص٣١]

﴿يـا أَيُّـهَا الَّذينَ آمَنُـوا ادخُلوا فِي السِّلمِ كافَّةً وَلا تَـتَّـبِـعوا خُطُواتِ الشَّيـطانِ﴾ [البقرة:٢٠٨]،
قال السعدي: (ادخلوا في السلم كافة)؛ أي: في جميع شرائع الدين، ولا يتركوا منها شيئا، وأن لا يكونوا ممن اتخذ إلهه هواه: إن وافق الأمر المشروع هواه فعله، وإن خالفه تركه، بل الواجب أن يكون الهوى تبعًا للدين، وأن يفعل كل ما يقدر عليه من أفعال الخير. [ص٣٢]

﴿وَمَن يُبَدِّل نِعمَةَ اللَّهِ مِن بَعدِ ما جاءَتهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾[البقرة:٢١١]،
قال السعدي: «من أنعم الله عليه بنعمةٍ دينية أو دنيوية فلم يشكرها، ولم يقم بواجبها اضمحلت عنه وذهبت، وتبدلت بالكفر والمعاصي، فصار الكفر بدل النعمة، وأما من شكر الله تعالى وقام بحقها فإنها تثبت وتستمر، ويزيده الله منها». [ص٣٣]

﴿فَهَدَى اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا لِمَا اختَلَفوا فيهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذنِهِ وَاللَّهُ يَهدي مَن يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾[البقرة:٢١٣]،
قال ابن تيمية: عن عائشة أنّ النبيّ ﷺ كان إذا قام يُصلّي من اللّيْل يقول: (اللهمّ ربّ جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطرَ السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلف فيه من الحقّ بإذنك؛ إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم). [ص٣٣]


﴿إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَالَّذينَ هاجَروا وَجاهَدوا في سَبيلِ اللَّهِ أُولئِكَ يَرجونَ رَحمَتَ اللَّهِ﴾[البقرة:٢١٨]،
قال القرطبي: «وإنما قال (يرجون) وقد مدحهم؛ لأنه لا يعلم أحد في هذه الدنيا أنه صائر إلى الجنة ولو بلغ في طاعة الله كل مبلغ؛ لأمرين: أحدهما: لا يدري بما يختم له، والثاني: لئلا يتكل على عمله». [ص٣٤]

﴿وَلا تَجعَلُوا اللَّهَ عُرضَةً لِأَيمانِكُم أَن تَبَرّوا وَتَتَّقوا وَتُصلِحوا بَينَ النّاسِ وَاللَّهُ سَميعٌ عَليمٌ﴾[البقرة:٢٢٤]،
قال ابن تيمية: «نهاهم الله أن يجعلوا الحلف بالله مانعًا لهم من فعل ما أمر به؛ لئلا يمتنعوا عن طاعته باليمين التي حلفوها». [ص٣٥]

﴿وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذي عَلَيهِنَّ بِالمَعروفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيهِنَّ دَرَجَةٌ﴾[البقرة:٢٢٨]،
قال البغوي: قال ابن عباس رضي الله عنهما: إني أحب أن أتزين لامرأتي كما تحب امرأتي أن تتزين لي؛ لأن الله تعالى يقول: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف).[ص٣٦]

﴿وَلا تَتَّخِذوا آياتِ اللَّهِ هُزُوًا﴾[البقرة:٢٣١]،
قال ابن تيمية: «الاستهزاء بدين الله من الكبائر، والاستهزاء هو السخرية؛ وهو حمل الأقوال والأفعال على الهزل واللعب». [ص٣٧]

﴿وَإِذا طَلَّقتُمُ النِّساءَ فَبَلَغنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعضُلوهُنَّ أَن يَنكِحنَ أَزواجَهُنَّ إِذا تَراضَوا بَينَهُم بِالمَعروفِ﴾[البقرة:٢٣٢]،
قال ابن كثير: «نزلت هذه الآية في الرجل يطلق امرأته طلقة أو طلقتين؛ فتنقضي عدتها، ثم يبدو له أن يتزوجها وأن يراجعها، وتريد المرأة ذلك؛ فيمنعها أولياؤها من ذلك، فنهى الله أن يمنعوها … وفيها دلالة على أن المرأة لا تملك أن تزوج نفسها، وأنه لا بد في النكاح من ولي». [ص٣٧]

﴿فَلا جُناحَ عَلَيكُم فيما فَعَلنَ في أَنفُسِهِنَّ بِالمَعروفِ﴾[البقرة:٢٣٤]، قال السعدي: «دليل على أن الولي ينظر على المرأة، ويمنعها مما لا يجوز فعله، ويجبرها على ما يجب، وأنه مخاطب بذلك، واجب عليه». [ص٣٨]

﴿إِلّا أَن يَعفونَ أَو يَعفُوَ الَّذي بِيَدِهِ عُقدَةُ النِّكاحِ وَأَن تَعفوا أَقرَبُ لِلتَّقوى وَلا تَنسَوُا الفَضلَ بَينَكُم إِنَّ اللَّهَ بِما تَعمَلونَ بَصيرٌ﴾[البقرة:٢٣٧]،
قال السعدي: «معاملة الناس فيما بينهم على درجتين:إما عدل وإنصاف واجب؛ وهو:أخذ الواجب، وإعطاء الواجب، وإما فضل وإحسان؛ وهو: إعطاء ما ليس بواجب، والتسامح في الحقوق، والغض مما في النفس؛ فلا ينبغي للإنسان أن ينسى هذه الدرجة، ولو في بعض الأوقات». [ص٣٨]

﴿حافِظوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الوُسطى وَقوموا لِلَّهِ قانِتينَ (٢٣٨) فَإِن خِفتُم فَرِجالًا أَو رُكبانًا﴾[البقرة:٢٣٨-٢٣٩]،
قال السعدي: «ويلزم على ذلك أن يكونوا مستقبلي القبلة وغير مستقبليها، وفي هذا زيادة التأكيد على المحافظة على وقتها؛ حيث أمر بذلك ولو مع الإخلال بكثير من الأركان والشروط، وأنه لا يجوز تأخيرها عن وقتها ولو في هذه الحالة الشديدة، فصلاتها على تلك الصورة أحسن وأفضل، بل أوجب من صلاتها مطمئنًا خارج الوقت». [ص٣٩]

﴿مَن ذَا الَّذي يُقرِضُ اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا﴾[البقرة:٢٤٥]،
قال ابن جزي: «استفهام يراد به الطلب والحض على الإنفاق، وذكر لفظ القرض تقريبا للأفهام؛ لأن المنفق ينتظر الثواب كما ينتظر المسلف ردّ ما أسلف». [ص٣٩‏]

﴿مَن ذَا الَّذي يُقرِضُ اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا﴾[البقرة:٢٤٥]، قال البغوي: (قرضا حسنا) يعني: محتسبًا طيبة بها نفسه، وقال ابن المبارك: «من مال حلال»، وقيل: لا يمن، ولا يؤذي. [ص٣٩]

﴿وَاللَّهُ مَعَ الصّابِرينَ﴾[البقرة:٢٤٩]،
قال السعدي: «فأعظم جالب لمعونة الله: صبر العبد لله». [ص٤١]

﴿اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الحَيُّ القَيّومُ لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَومٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ مَن ذَا الَّذي يَشفَعُ عِندَهُ إِلّا بِإِذنِهِ يَعلَمُ ما بَينَ أَيديهِم وَما خَلفَهُم وَلا يُحيطونَ بِشَيءٍ مِن عِلمِهِ إِلّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّماواتِ وَالأَرضَ وَلا يَئودُهُ حِفظُهُما وَهُوَ العَلِيُّ العَظيمُ﴾[البقرة:٢٥٥]، قال السعدي: «هذه الآية الكريـمة أعظم آيات القرآن، وأفضلها وأجلها؛ وذلك لما اشتملت عليه من الأمور العظيمة والصفات الكريمة؛ فلهذا كثرت الأحاديث في الترغيب في قراءتها، وجعلها وردًا للإنسان في أوقاته: صباحًا، ومساءً، وعند نومه، وأدبار الصلوات المكتوبات». [ص٤٢]


﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنوا يُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ وَالَّذينَ كَفَروا أَولِياؤُهُمُ الطّاغوتُ يُخرِجونَهُم مِنَ النّورِ إِلَى الظُّلُماتِ﴾[البقرة:٢٥٧]،
قال ابن كثير: «وحَّد تعالى لفظ النور، وجمع الظلمات؛ لأن الحق واحد، والكفر أجناس كثيرة وكلها باطلة». [ص٤٣]

﴿وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ﴾[البقرة:٢٦١]،
قال السعدي: «بحسب حال المنفق وإخلاصه وصدقه، وبحسب حال النفقة وحِلِّها ونفعها ووقوعها موقعها». [ص٤٤]


﴿قَولٌ مَعروفٌ وَمَغفِرَةٌ خَيرٌ مِن صَدَقَةٍ يَتبَعُها أَذًى﴾[البقرة: ٢٦٣]
قال ابن جزي: «(قول معروف): هو رد السائل بجميل من القول؛ كالدعاء له والتأنيس،  (ومغفرة): عفو عن السائل إذا وجد منه جفاء، وقيل: مغفرة من الله لسبب الرد الجميل».[ص٤٤]


﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تُبطِلوا صَدَقاتِكُم بِالمَنِّ وَالأَذى﴾[البقرة:٢٦٤]،
قال السعدي: «ويستدل بهذا على أن الأعمال السيئة تبطل الأعمال الصالحة…فكما أن الحسنات يذهبن السيئات،فالسيئات تبطل ما قابلها من الحسنات». [ص٤٤]

﴿وَمَثَلُ الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُمُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللَّهِ وَتَثبيتًا مِن أَنفُسِهِم﴾[البقرة:٢٦٥]
قال السعدي: «وذلك أن النفقة يعرض لها آفتان: إما أن يقصد الإنسان بها محمدة الناس ومدحهم، وهو الرياء، أو يخرجها على خور وضعف عزيمة وتردد، فهؤلاء سلموا من هاتين الآفتين، فأنفقوا ابتغاء مرضات الله، لا لغير ذلك من المقاصد، وتثبيتًا من أنفسهم». [ص٤٥]

﴿يُؤتِي الحِكمَةَ مَن يَشاءُ وَمَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أوتِيَ خَيرًا كَثيرًا وَما يَذَّكَّرُ إِلّا أُولُو الأَلبابِ﴾[البقرة:٢٦٩]،
قال القرطبي: قال بعض الحكماء:من أُعطي العلم والقرآن ينبغي أن يعرف نفسه، ولا يتواضع لأصحاب الدنيا لأجل دنياهم؛ فإنما أُعطي أفضل مما أُعطي أصحاب الدنيا؛ لأن الله تعالى سمى الدنيا متاعًا قليلًا، فقال: (قل متاع الدنيا قليل)[النساء:77]، وسمى العلم والقرآن: (خيرًا كثيرًا). [ص٤٥]

﴿إِن تُبدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمّا هِيَ وَإِن تُخفوها وَتُؤتوهَا الفُقَراءَ فَهُوَ خَيرٌ لَكُم﴾[البقرة:٢٧١]،
قال السعدي: «ففي هذا: أن صدقة السر على الفقير أفضل من صدقة العلانية، وأما إذا لم تؤت الصدقات الفقراء فمفهوم الآية أن السر ليس خيرًا من العلانية، فيرجع في ذلك إلى المصلحة: فإن كان في إظهارها إظهار شعائر الدين وحصول الاقتداء ونحوه فهو أفضل من الإسرار». [ص٤٦]

﴿وَما تُنفِقونَ إِلَّا ابتِغاءَ وَجهِ اللَّهِ﴾[البقرة:٢٧٢]،
قال الألوسي: «لا تنفقوا إلا لأجل طلب وجه الله تعالى، أو إلا طالبين وجهه سبحانه؛ لا مؤذين، ولا مانين، ولا مرائين، ولا متيممين الخبيث». [ص٤٦]

﴿يَمحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُربِي الصَّدَقاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفّارٍ أَثيمٍ﴾[البقرة:٢٧٦]،
قال البغوي: عن ابن عباس رضي الله عنهما: (يمحق الله الربا) يعني: لا يقبل منه صدقة، ولا جهادًا، ولا حجًا، ولا صلة، (ويربي الصدقات) أي: يثمرها ويبارك فيها في الدنيا، ويضاعف بها الأجر والثواب في العقبى، (والله لا يحب كل كفار) بتحريم الربا، (أثيم) فاجر بأكله. [ص٤٧]

﴿إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ لَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾[البقرة:٢٧٧]،
قال القرطبي: «وخص الصلاة والزكاة بالذكر، وقد تضمنهما عمل الصالحات؛ تشريفًا لهما، وتنبيهًا على قدرهما؛ إذ هما رأس الأعمال: الصلاة في أعمال البدن، والزكاة في أعمال المال». [ص٤٧]

﴿وَاتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفّى كُلُّ نَفسٍ ما كَسَبَت وَهُم لا يُظلَمونَ﴾[البقرة:٢٨١]،
قال السعدي: «من علم أنه راجع إلى الله فمجازيه على الصغير والكبير، والجلي والخفي، وأن الله لا يظلمه مثقال ذرة؛ أوجب له الرغبة والرهبة». [ص٤٧]

‏﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ﴾[البقرة:٢٨٢]،
قال القرطبي: «وعد من الله تعالى بأن من اتقاه علّمه؛ أي:يجعل في قلبه نورًا يفهم به ما يُلقى إليه، وقد يجعل الله في قلبه ابتداء فرقانًا؛ أي:فيصلًا يفصل به بين الحق والباطل»[ص٤٨]

‏﴿فَليُؤَدِّ الَّذِي اؤتُمِنَ أَمانَتَهُ وَليَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ﴾[البقرة:٢٨٣]،
قال الألوسي: «وقد أمر سبحانه بالتقوى عند الوفاء حسبما أمر بها عند الإقرار؛ تعظيمًا لحقوق العباد، وتحذيرًا عما يوجب وقوع الفساد». [ص٤٩]

﴿وَلا تَكتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَن يَكتُمها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلبُهُ وَاللَّهُ بِما تَعمَلونَ عَليمٌ﴾[البقرة: ٢٨٣]،
قال القرطبي: «خص القلب بالإثم إذ الكتم من أفعاله، وإذ هو المضغة التي بصلاحها يصلح الجسد كله». [ص٤٩]

﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفسًا إِلّا وُسعَها﴾[البقرة:٢٨٦]،
قال السعدي: «فأصل الأوامر والنواهي ليست من الأمور التي تشق على النفوس، بل هي غذاء للأرواح، ودواء للأبدان، وحمية عن الضرر؛فالله تعالى أمر العباد بما أمرهم به رحمة وإحسانًا»[ص٤٩]

﴿وَاعفُ عَنّا وَاغفِر لَنا وَارحَمنا﴾[البقرة:٢٨٦]،
قال السعدي: «وقوله: (واعفُ عنا) أي: فيما بيننا وبينك مما تعلمه من تقصيرنا وزللنا. (واغفر لنا) أي: فيما بيننا وبين عبادك؛ فلا تظهرهم على مساوينا وأعمالنا القبيحة، (وارحمنا)   أي: فيما يستقبل؛ فلا توقعنا بتوفيقك في ذنب آخر، ولهذا قالوا: إن المذنب محتاج إلى ثلاثة أشياء: أن يعفو الله عنه فيما بينه وبينه، وأن يستره عن عباده؛ فلا يفضحه به بينهم، وأن يعصمه؛ فلا يوقعه في نظيره». [ص٤٩]

** والحمد لله رب العالمين **

 

فوائد وفرائد
  • فوائد وفرائد من كتب العقيدة
  • فوائد وفرائد من كتب الفقه
  • فوائد وفرائد من كتب التفسير
  • فوائد وفرائد من كتب الحديث
  • فوائد وفرائد منوعة
  • غرد بفوائد كتاب
  • فوائد وفرائد قيدها: المسلم
  • فوائد وفرائد قيدها: عِلْمِيَّاتُ
  • الرئيسية