اطبع هذه الصفحة


ملخص كتاب :معالم ومنارات في تنزيل نصوص الفتن والملامح وأشراط الساعة على الوقائع والحوادث للشيخ /عبدالله بن صالح العجيري

اختصار
عبد الرحمن بن راشد السلطان
أبو عاصم

 
بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة المؤلف
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد :
قال الله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ),إن من عظمة هذا الدين الخاتم كماله , وإن من مظاهر كماله تهيئة لنفوس أصحابه لما يسقبلونه من حوادث ووقائع ,علوية وسفلية كبار وصغار ليسيروا من ثم على نور وبصيرة ... من خلال خير الصادق ... وكان من جملة تلك النصوص الشرعية المتحدثة عن أمور المستقبل ما يتعلق بذكر الفتن والملاحم وأشرطة الساعة .....
ومن الرزايا ما نراع من كتابات تخرج بين الفينة والأخرى قد اتخذت من نصوص الفتن والأشراط والملاحم مرتعاً خصباً لعبث العابثين وظنون المتخرصين في كهانة مقنّعة تلبس لَبُوس النص , والنص ينادي عليها بالبراءة ...... وهذه كلمات في محاولة لتأصيل هذه المسألة في ظل ضوابط مستنبطة من تصرفات أهل العلم في القديم والحديث وليس المقصود تتبع ما كتب في هذه المسائل من كتابات هي محل للنقد والتخطئة .... وما مثل هذا إلا كالرامي للهدف ... فإن طرق الإصابة تنحصر وتتحصل من إحكام الآلات , وأسباب النزاع , وتسديد السهم , فأما من أراد أن يخطئ الهدف , فجهات الأخطاء لا تنحصر ولا تنضبط إلا أن نذكر من ذلك حسب الإمكان .

مقدمات لا بد منها :-


المقدمة الأولى :- معنى الفتن والملاحم وأشرطة الساعة

أولا :- معنى الفتنة ( ما يتبين به حال الإنسان من الخير والشر ) منصوص الفتن هي تلك النصوص المخبرة بالابتلاءات والاختبارات المستقبلية التي يتبين من خلالها صلاح المرء من فساده .
ثانياً :- معنى الملاحم (القتال العظيم الذي يقع بين المسلمين والكفار ) قال العظيم آبادي مفرقاً بين الفتن والملاحم (فالمراد بالفتنة قتال بعض المسلمين مع بعضهم وبالملاحم المسلمين مع الكفار ).
ثالثاً :- أشراط الساعة .. هي علاماتها الدالة عليها و وما جُعل لها من الأمارات .

المقدمة الثانية :- من حِكم الشريعةِ في إيراد نصوص الفتن و الاشراط :-

: ما من حُكم شرعي إلا وله حكمة وشرع لسبب عَلِمهُ من علمهُ وجهلهُ من جهله .., ونصوص الفتن وأشراط الساعة لا تخرج عن هذا الإطار فللشريعة حِكَم من ذكرها ... فمن ذلك :-
1- الابتلاء والامتحان
2- التحذير مما يستقبل الناس والإرشاد إلى ما يفعلونه .
3- الاستعداد لقيام الساعة .
4- أن هذه الأخبار من دلائل النبوة .
5- تغذية فضول الإنسان .

المقدمة الثالثة :- المقصود بتنزيل أحاديث الفتن والملاحم و أشراط الساعة على الواقع...

_ الحُكمُ على الوقائع المعينة الماضية والحاضرة والمستقبلية بما تضمنته نصوص الفتن والملاحم وأشراط الساعة .....

المقدمة الرابعة :- حكم تنزيل أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة على الواقع في جهة الأصل .

*المقصود بإيراد هذه المسألة حل إشكالية تسربت عند البعض وهو اتخاذ موقف مبدئي رافض لعملية التنزيل ويطلقون القول بالمنع .... وهذا من ردود الأفعال وكم جرَّ رد الفعل من رد حق , وهكذا الناس في أكثر شؤونهم طرفان وسط ... ومن تتبع أحوال السلف الصالح وأهل العلم في مسالة التنزيل وجد من ذلك جملة وافرة ...

المقدمة الخامسة :-
ليس من شرط أشراط الساعة أن تكون قبيل قيامها بل يجوز أن تتقدم عليها بدهر وهو الواقع.

المقدمة السادسة :- أقسام الأشراط وعلاقته بعملية التنزيل :-

*يمكن تقسم أشراط الساعة باعتبارات كثيرة والذي يهمنا فيها ما يلي
1- تقسيم الأشراط باعتبار الوقوع:-
1- ما وقع على وفق ما قال (الرسول صلى الله عليه وسلم ) .
2- ما وقعت مباديه ولم يستحكم .
3- ما لم يقع شيء ولكنه سيقع .
2- تقسيم الأشراط باعتبار الصغر والكبر :-
1- صغار قد مضى أكثرها .
2- منها كبار ستأتي .

المقدمة السابعة : - العبث الحاصل من الكُتاب المعاصرين حيال نصوص الفتن والملاحم وأشراط الساعة

* لقد كثرت الكتابات المعتنية بتنزيل أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة على الوقائع والتي خلا معظمها عن الانضباط بضوابط الشرع في عملية التنزيل ....

المقدمة الثامنة :- أسباب بروز ظاهرة التنزيل مؤخراً :-

*لقد شاع فى السنوات الأخيرة الإلحاح في محاولة المطابقة بين النصوص الواردة في أحداث آخر الزمن , وبين بعض الوقائع المعاصرة ةو المتوقعة .. وفيما يلي نحاول رصد بعض أسباب تلك الظاهرة :-
السبب الأول :-
شيوع الفتن وظهور المنكرات وتحقيق كثير من أشراط الساعة الصغرى .
السبب الثاني :-
الاضطهاد العالمي للإسلام وأهله , في مقابلة ضعف الأمة ....
السبب الثالث :-
انفتاح المسلمين على ( الإسرائيليات ) القديمة والمعاصرة و وتأثر البعض بـــ(هوس)أو حُمى ( الألفية الجديدة الرائجة في العالم الغربي)...." وكان هذا في بداية الألفية بعام "( المختصر)

المقدمة التاسعة :- خطورة التنزيل الخاطئ :- وذلك فيما يلي

1- أنه قول على الله بغير علم.
2- القيام بعمل غير مشروع أو ترك العمل المشروع.
3- تهيئة الجو لتصديق دعاة الضلالة .
4- الاستغلال السيئ وتحقيق الأغراض الشخصية .
5- تكذيب الله ورسوله.
6- تسليط المخالفين (على أصل الدين ) .
7- تعطيل النص عن مقصوده .

معالم ومنارات لابد منها لمُريدي تنزيل النصوص على الواقع

المعلم الأول : - الاقتصاد على الوحيين في الاستدلال :
*مِن مِنةِ الله على أهل الإسلام أن وحدَّ لهم مصدرهم في التلقي.... ومن تأمل في جملة من الكتب المصنفة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة في القديم والحديث يلاحظ أنها لا تقتصر في الاستدلال على هذين المصدرين وإنما لها مصادر متعددة تتلقى منها وتصدر عنها...( ومن هذه المصادر ).
1- موقوفات الصحابة.
2-الإسرائيليات .
3-التنجيم وكلام المنجمين.
4-الاستدلال أبا جاد وحساب الجمّل على المغيبات.
5-الكشف ( من ترهات الصوفية )
6-المنامات والرؤى.

المعلم الثاني: التحقق من ثبوت النص.

المعلم الثالث:- التحقق من معنى النص ( إذا الحكم على الواقعة فرع عن تصور معنى النص ).

المعلم الرابع : - حمل النص على ظاهره ( من قواعد أهل السنة المقررة أن الأصل أن يحمل النص على ظاهره, وأن الظاهر مراد , وأن الظاهر ما يتبادر إلى الذهن من المعاني , وأن لا يخرج عن هذا الظاهر إلا بدليل , فإن عُدمَ الدليل كان الحملُ على الظاهر هو المتعين .......)

المعلم الخامس: - أن يكون التنزيل عارياً عن التكلف:-

الأصل أن يكون انطباق النص على الواقع انطباقاً بيناً واضحاً لا يحتاج معه إلى تكلف ولا تمحل , فتظهر هذه المطابقة للعالم و يتفهمها العامي...

المعلم السادس :- التحقق من طبيعة الواقع :-

*لابد لمن أراد التصدر لتنزيل النصوص على الواقع ان يكون فقيهاً بها، إذ أركان التنزيل ثلاثة :-
أ- نص ينزل . ب- واقعة ينزل عليها. جـ - عملية تنزيل.

المعلم السابع:- النظر في استكمال الواقعة للأوصاف الواردة في النص من عدمه:-

( ... فإن كانت المطابقة تامة بأن تحققت جميع صفات النص على الواقعة من غير أن يتخلف منها شيء صح التنزيل مع مراعاة ما سبق من ضوابط ... )

المعلم الثامن:- التفريق بين الصفا المشتركة والصفات الخاصة:-

_النصوص الشرعية المتحدثة عن فتنة معينة أو عن شرط أو ملحمة تحمل في طياتها بعض الصفات .... يتمكن العالم من تنزيل الفتنة أو الشرط على الوقائع المختلفة بحسبها :-
1- صفات مشتركة:- يصح أن تشترك فيها مجموعة من الوقائع مع كون النص قاصد الواقفة منها لا جميعها.
2- صفات خاصة:- يكون تمييز هذه الواقعة المعينة بالصفات الخاصة لها دون ما سواها.

المعلم التاسع:-أن يكون النص حَكَماً على الواقع لا العكس:-

...والأصل أن يتفهم المرء الحديث أولاً فإن تبين معناه تطلبه من الواقع, أما أن يعكس القضية فيجعل الواقع أصلاً والنص فرعاً ويحكّم هذا الأصل على هذاالفرع فهو مظنة الانحراف والخطأ.

المعلم العاشر:- مراعاة ألفاظ الشريعة:

(... فترى أقواماً استوردوا شيئاً من تِلكمُ الألفاظ ( المخالفة للشريعة ) فضمَّنوها كتبهم ثم صدَّروها إلى الناس وأذاعوها , والمشكلة تعظم حين يترتب على تلك الألفاظ أحكام ولوازم وآثار , أو يُرتِب من لا يعلم أحكام هذه الألفاظ ولوازمها على نصوص الشريعة ....)
.....( ومما يحسن فقهه في هذا الباب هو مراعاة العرف الواقع للألفاظ في زمن النبي صل الله عليه وسلم فتفسر الألفاظ في ضوئها, لا أن تفسر الألفاظ بالأعراف الحادثة ...)

المعلم الحادي عشر :- التأني في التنزيل :

....فالواقع أحياناً قد يستفز الإنسان لإصدار حكم قبل أن تتكامل صورة الواقعة أو يتكامل تصور النص , أو تُستَكمل ضوابط التنزيل الصحيح .
وقد يكون للهوى نصيب وحظ في استعجال إطلاق الأحكام من أجل تحقيق نوع من المجد للذات أو شهرة...
... وقد يتأكد التأني والتثبت والتحقق إذا كان التنزيل مما يترتب عليه عمل ...

المعلم الثاني عشر :- مراجعة العلماء في هذا الباب :

الواجب على من وقع في نفسه شيء في هذا الباب أن لا يتعجل في إبرازه وإظهاره قبل سؤال أهل العلم واستشارتهم .... فمن الأشراط ما إذا تحقق فلا يستبين أمرها إلا للعلماء ومنها ما يستبين لأهل العلم زيف التنزيل ...

المعلم الثالث عشر :- التجرد في البحث والخروج عن الهوى :

( والمقصود أن من أراد أن يلج هذا الباب فيجب عليه أن يُلقي على عتبته أهواءهُ ليسلم له دينه أولاً , ويصح له تنزيله ثانياً ...)

المعلم الرابع عشر :- عدم محاكمة نصوص المستقبل للواقع الحالي :

(فينبغي التنبه إلى أن لكل زمان أحواله وظروفه وأن الواجب التسليم للنصوص الشرعية وحملها على ظواهرها وإن لم نعقل كيف سيكون هذا الواقع المستقبلي على جهة التفصيل , بل نحكم ونؤمن بما تضمنه النص وما زاد عن ذلك فاجتهاد يعتريه الصواب والخطأ ...)

المعلم الخامس عشر :- محاولة افتعال واقع يمكن تنزيل عليه النصوص :

( ....والمقصود أن هذه النصوص أخبار , فلا يشرع أن تفتعل في الواقع حتى تنزل الأخبار عليها )

المعلم السادس عشر :- إعطاء كل تنزيل حقه من القطع والظن :

(فلا يصح إعطاء حكم التنزيل حكماً واحداً من حيث القوة , كما لا يصح أن يُعطى القطعي منها حكم الظني ولا الظني حكم القطعي بل يجب أن ينزل الكل في منزلته اللائقة به ......)

المعلم السابع عشر :- مراعاة البعد الزمني وترتيب الأشراط :

(....فلا يصح أن يستعجل شرط قبل أوانه أو يقدم على واحد من أقرانه ....)
(....فلابد للباحث من أن يحقق في ترتيب الأشراط لتأثره على عملية التنزيل )

المعلم الثامن عشر :- تحديث الناس بما يعقلون :

المعلم التاسع عشر :- وقفة مع اعتراض المتأخر على المتقدم في هذا الباب :
( ...فمن تتبع تصرفات الأئمة في هذا الباب وجد هذا النَّفَس موجوداً في الحكم على تنزيل المتقدم بالخطأ والحكم لواقعة أخرى بأنها المقصودة ....... ولكن ينبغي أن يراعى في هذا الإجماع مثلاً إن وقع , وأن يكون ذلك من تنزيلات الصحابة فلها مكانتها الخاصة وضوابط ينبغي أن تراعى في هذا الباب .....)

المعلم العشرون :- الموقف من الوقائع المتكررة وتنزيل النصوص عليها :

(من تأمل في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وجدها على درجات في هذا الباب منها ما هو ظاهر ومنها ما يدل على تكرره بإطلاق أو مقيداً له بعدد معين ومن ثمَّ فينبغي أن يراعي المنزِّلَ هذه المسألة لئلا يقع في التقول على الشارع فيدخل في النص ما ليس مقصوداً أو يخرج منه ما هو مقصود ...)

المعلم الحادي والعشرون:-الاشتراك في الاسم بين النص والواقع لا يلزم أن ينزل النص على هذا الواقع :

( ...قد ترد في النصوص تنصيصات على مسميات أو ألقاب معينة , فلا يلزم من تحقق هذه في واقعة أن تنزل تلكم النصوص عليها بل لابد من اعتبار بقية صفات الواقعة في النصوص ومدى استكمال الواقعة لها للتنزيل ....)

المعلم الثاني والعشرون :- ليس شرط أن تربط كل فتنة أو حادثة بالنصوص الشرعية :-

( لا يصح أن تربط بين النصوص وبين تلك الوقائع لأنه يحتمل أن تحصل واقعة ولا نص يدل عليها ..........فلا يصح والحالة هذه أن نفتعل صلة بين النصوص وهو الحوادث ...)

المعلم الثالث والعشرون :- عدم استحداث صفات لم ترد في النصوص الشرعية:

إذ أن الواجب الاقتصار على ما دلت عليه النصوص الشرعية من صفات للوقائع فهي وحدها مصدر تصوير الواقعة المستقبلية ليصح التنزيل متى ما تحققت ....)

المعلم الرابع والعشرون :- عدم تحديد تواريخ وأوقات معينة لوقوع الفتنة أو الملحمة أو الشرط .

الخاتمة

فهذا ما تيسر جمعه من قواعد ومنارات تضبط الفوضى الواقعة في هذا الباب .....
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..........

لتحميل الكتاب اضغط هنا

 

فوائد وفرائد
  • فوائد وفرائد من كتب العقيدة
  • فوائد وفرائد من كتب الفقه
  • فوائد وفرائد من كتب التفسير
  • فوائد وفرائد من كتب الحديث
  • فوائد وفرائد منوعة
  • غرد بفوائد كتاب
  • فوائد وفرائد قيدها: المسلم
  • فوائد وفرائد قيدها: عِلْمِيَّاتُ
  • الرئيسية