اطبع هذه الصفحة


حركة التغريب في السعودية.. المرأة أنموذجًا

عرض: جلال الشايب


بسم الله الرحمن الرحيم


ظهرت في بلاد المسلمين تيارات فاسدة؛ ومذاهب منحلة تقوي شوكة الباطل وكثر دعاتها المُصرحين بسعيهم للقضاء على الإسلام ومظاهره، فجندوا لذلك الأتباع، وسخروا لتحقيق الأهداف التلاميذ، ومن أخطر هذه التيارات حركة التغريب في السعودية، والتي تسعى جاهدة -وبكل كياناتها وأفرداها- إلى تغريب البلاد والنساء ومظاهر الحياة، وإخراجها من عباءة الإسلام إلى عباءة الغرب بما فيه من انحلال وانحطاط.

ولا شك أن لهذه الحركة أجندة سياسية غاية أهدافها تغريب المرأة السعودية، فهي الأم والبنت والأخت والزوجة، وفي إفسادها إفساد المجتمع، فوضعوا لذلك الأهداف، متمثلة في خلع الحجاب، والمناداة بالاختلاط بين الجنسين في المحافل العامة والخاصة، وإزالة قوامة الرجل على المرأة، ثم عمل المرأة في المجالات كافة، ثم حددوا السبل لتنفيذ خطتهم، وكان من أهمها الإعلام بوسائله المختلفة (القنوات الفضائية، المجلات التغريبية،...) في نشر التغريب والترويج لثقافته.

هذا ما يخرج به قارئ كتاب "التغريب في السعودية، المرأة أنموذجًا" الذي صدر مؤخرًا عن المركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة لمؤلفه الدكتور عبد العزيز بن أحمد البداح ، ويمثل الكتاب بحثاً مطولاً ودقيقًا، ومرجعًا أساسيًا في هذا الشأن، لاستناده على مصادر ومراجع موثقة، بل ويُشكر لمؤلفه الجهد البارز في جمع الأدلة والبراهين، والاعتماد على المنهج العلمي في الوصف والتحليل، وتظهر متابعته لتاريخ تطور الحركة ونشأتها بكثيرٍ من الإمعان والتدقيق، فرصد رموز الحركة المتشبعين بثقافتها، المنبهرين ببريقها، بعد أن تعرض لطرق دعوتهم المختلفة لها.

وذلك التميز العلمي جعل قسم الأديان والمذاهب في كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر يجيز هذا البحث كرسالة علمية نال بها كاتبها درجة العالمية (الدكتوراه) بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى.

يطرح المؤلف في الكتاب -بِجُرْأةٍ في التناول- خطر التغريب، وآثاره الأخلاقية، والاجتماعية، والدينية، والثقافية على المرأة السعودية؛ ومن ثم على المجتمع ذاته، وذلك من خلال "مقدمة وتمهيد وخمسة فصول" اشتمل عليها البحث، ثم قسمها إلى مباحث ومطالب وفروع في شكل تفصيلي رائع،بالنظر لتشعب الموضوع وتفريعاته؛ فلقد اشتملت على التعليم، والإعلام، والقطاع الطبي، والسياحة، وغيرها من المجالات الأخرى.

لمحة عن واقع السعودية، وحركة التغريب فيها"

جاء الفصل الأول تحت هذا العنوان، وقد شمل مبحثين:
المبحث الأول: احتوى على ثلاثة مطالب ناقش الأول "الواقع السياسي للمملكة العربية السعودية، ولمن الجيد أن يذكر المراحل التاريخية الثلاث التي مرت بها منذ قيامها وحتى وقتنا الحالي ليكون القارئ على دراية كاملة بهذا الواقع، ويستطيع أن يقف على البداية الحقيقية لحركة التغريب.

وفي المطلب الثاني يتحدث الكتاب عن الواقع الديني للمملكة، حيث أن الدين الإسلامي –وهو الدين الرسمي لجميع سكانها- سيقف عائقًا مهمًا أمام تحقيق طموحات هذه الحركة وأهدافها، ثم يتناول في المطلب الثالث الواقع الاجتماعي للسعودية، وخاصة أنها تُعد من المجتمعات الاقتصادية الناشئة –حسب رأي الباحث- فالطفرة الاقتصاديـة الحقيقية بدأت في السبعينيات الميلادية، ولكن على الرغم من التطور السريع في التنمية الاقتصادية في البلاد فإن المجتمع لا يزال محافظًا على كثير من الثوابت الاجتماعية لما فرضته محددات معينة كمكانة البلاد الدينية، وسلامتها من الاحتلال الأجنبي، وغيرها من المحددات التي ذكرها الباحث في هذا المقام.

المبحث الثاني: ويتناول فيه الكتاب تعريف ونشأة وتطور حركة التغريب في المملكة العربية السعودية، وجدير هنا أن يستوقفنا التفصيل الكامل، والتحقيق الظاهر، والتحليل العلمي لظروف النشأة ومراحل تطور الحركة.

أهداف الحركة، وأسبابها، وعوائقها


يحتوي هذا الفصل على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: بعد القراءة المتأنية لهذه الحركة تجد أيها القارئ الكريم أن أولى أهدافهم هو السعي الدءوب لخلع الحجاب عن المرأة السعودية، فحركة تغريب المرأة تتخذ من المطالبة بنزع الحجاب سبيلاً إلى العري والانحلال، الأمر الذي يؤكده تركيز كُتَّاب الحركة في مقالاتهم، ورواياتهم، وإطلاق توصياتهم في المؤتمرات والندوات خارج وداخل المملكة؛ على حرية الاختلاط بين الجنسين، ساعين لتحقيق هذا الهدف على أرض الواقع، حيث أنهم يرون أن الفصل بين المرأة والرجل موقف لا إنساني على الإطلاق، ويتابع الكتاب في سرد الأهداف فيبتغون رفع قوامة الرجل عن المرأة، قاصدين إبعاد المرأة عن رعاية الزوج والأب، فتسافر وتخرج وتعمل وتفعل ما تريد من غير رقابة ولا رعاية ولا توجيه.

وإننا لنرى ذلك مفصلاً في المطلب الرابع للفصل الثاني من كتاب التغريب في السعودية "المرأة أنموذجا".

المبحث الثاني:
وفيه يسرد الباحث جملة من الأسباب التي ساعدت على قيام حركة التغريب وهي داخلية وخارجية، تتلخص في الفهم المغلوط للتنمية والتحديث، لدى النخب المستغربة التي تولت مسؤولية الإعلام -على وجه الخصوص- بأنواعه من صحافة وإذاعة وتلفاز ورواية ومقالة وغيرها من صور الإعلام وفنونه، يضاف إلى ذلك نفوذها المالي والاجتماعي في المجتمع السعودي.

كما أدى الانفتاح الإعلامي إلى تعزيز هذه الحركة غير إذن أهلها، ولا سيما أن أكثر القنوات لا تعبر عن ثقافة المجتمع المسلم ولا عن قيمه وأخلاقه؛ بل هي خنجر مسموم، وسلاح فتاك ضُربت به الأمة في دينها وقيمها وأخلاقها.

ولقد أبدع رموز التيار التغريبي وأدواته في استغلال "الحوادث الإرهابية" في تحقيق أهدافهم، وهو مما ذكره الباحث في الفرع الرابع مفصلًا، وأيضاً استغلالهم للمظالم الواقعة على المرأة، رافعين شعار الوطنية، مُظهرين التباكي على مكانة المرأة وحريتها، فهي تُمنع من ميراثها، وتُعاني من تسلط وليها، فضلًا عن معاناة المطلقات والأرامل والعنف الأسري والتحرش والابتزاز الجنسي.

ولما كان الإنصاف يقتضي الاعتراف بأن هذه المظالم واقعة لا محالة على بعض النسوة، وهو ممن خالفوا شريعة الله، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.ويصدق الكاتب حينما يشير إلى تراجع العمل الدعوي، وضعفه في السنوات الأخيرة،مما ساعد في انتشار الدعوة التغريبية ونجاحها إلى حد كبير؛ وكذلك تفشي الأعمال الإرهابية، وتوجس المحسنين منه، والتقليدية في الأساليب الدعوية، وحزبية المؤسسات الدعوية، وعدم نضج بعض القيادات الدعوية...الخ.

ومن أسباب حركة التغريب الخارجية،"هيمنة القطب الواحد" فقيام حركة التغريب مرتبط بهيمنة أمريكا وسيطرتها على المنطقة؛ ثم تجيء "الاتفاقيات والمؤتمرات الدولية" كعنصر دعم آخر؛ ففي البداية وقفت الحكومة السعودية موقف الرافض من المؤتمرات التي عقدتها هيئة الأمم المتحدة حول قضايا المرأة والطفل برؤية غربية حتى توقيعها على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في العام 2000م مما كان له بالغ الأثر في تقوية حركة التغريب.

وأكد الكاتب على استغلال "أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م" لمصالح الدولة المهيمنة، ولم يتوق الأمر عند الهيمنة الأمريكية بل تعداها إلى "الضغوط الدولية" فيؤكد البحث أن السعودية تواجه بسبب نظامها الاجتماعي المتعلق بالمرأة ضغوطًا دولية شديدة، إذ تتضمن التقارير والبيانات التي تصدرها الدول والمنظمات الدولية بحق السعودية انتقادًا دائمًا لأوضاع المرأة في المملكة.

المبحث الثالث:
ويحدثنا فيه الكاتب عن "العوائق التي تقف أمام حركة التغريب"وتتصدرها "مكانة البلاد الدينية"؛ المستمدة من وجود الحرمين الشريفين وكذلك قيام الدولة السعودية في الأصل على حلف ديني سياسي بين العلماء، والأمراء، ولهذا فإن من أشد العقبات التي تواجه حركة التغريب في المجتمع "التحالف بين المؤسسة الدينية والقيادة السياسية".

ويكمل الكاتب بقية المعوقات لهذا التيار التغريبي فيذكر في مطلبه الثالث "رعاية الدولة ورموزها للنشاط الإسلامي" فالدولة تعمل على دعم وتمويل العمل الإسلامي في الداخل والخارج، فضلًا عن تدين المجتمع نفسه، فالمجتمع السعودي كباقي المجتمعات الإسلامية التي تشهد تدينًا وإقبالًا على الالتزام بالإسلام.

ويناقش المطلب السادس معيار الأقلية والأكثرية، فالتيار التغريبي ورموزه يعتبرون أقلية في المجتمع السعودي فليس لهم حضور جماهيري ولا بُعد اجتماعي، بينما يقابل ذلك أكثرية عظمى من التيـار الدينـي.

أساليب حركة تغريب المرأة ووسائلها وسماتها

وأبرز "الأساليب التي تتبعها حركة التغريب"التي رصدها المؤلف: "مهاجمة المنهج السلفي"، بالتنقيص منه والذم والتنفير، والتشويه، ثم تصويب السهام إلى "مهاجمة المؤسسة القضائية" بالطعن في أحكامها ؛ والقدح في ذمة قضاتها.
ثم "تشويه المؤسسات الدينية"، ويكون غالبًا في قوالب عدة، كالمبالغة والتهويل والإجحاف وعدم الإنصاف؛ كما يتضح من حملاتهم الظالمة على " النشاطات والمراكز الدعوية" حتى تستطيع أن تفرد لها الساحة لتعمل وحدها دون منافس، مستغلين في ذلك "رفع شعار الوطنية، ودعوى الإصلاح" مزايدين عليه وهي مزايدة في غير محلها لأن حب الإنسان لموطنه هو أمر فطري.

ومن أساليبهم الماكرة" توظيف أشخاص ودعمهم ماديًّا ومعنويًّا"، وذلك لتحقيق أغراض الحركة وأهدافها من خلالهم، كما استغلوا أيضاً بعض المنتسبين للعلم والدعوة، إما غفلة منهم أو رغبة في البروز الإعلامي، أو لمآرب أخرى.

وقد استعانوا باستعداء السلطة على من لم يقدروا عليهم بتخويف الدولة منهم سواء أكانوا مؤسسات دعوية وخيرية أم دعاة وعلماء، وتصويرهم بأنهم يعملون من أجل الإطاحة بالنظام، وكذا من الأساليب التي اتخذها التيار التغريبي لتحقيق أهدافه "إبراز المستغربات" والمتأثرات بالفكر الغربي في وسائل الإعلام المختلفة، مع "التقليل من شأن الزواج وتربية الأولاد" لإقحام المرأة في مجالات العمل كافة.
وبدا الاتصال بسفارات الدول الأجنبية أسلوباً أساسيًا لرواد هذه الحركة .

المبحث الثاني:
وفيه يحدد الكاتب "وسائل حركة التغريب" في سبعة مطالب، يبدأ الأول مباشرة من أساس مهم وهو التعليم وذلك في اتجاهات ثلاثة متوازية أولا: مدارس وكليات البنات الخاصة، ثم الابتعاث ثانيا، والمدارس الأجنبية ثالثا، فصلها الباحث تفصيلاً مركزاً بالأرقام والإحصاءات التي تُظهر الأهداف الخفية الحقيقية من وراء الحركة.

ثم يناقش المطلب الثاني: استغلال الإعلام، وكيف أن حركة التغريب اتخذت منه بمختلف وسـائله ومجالاته وقنواته سبيلاً للوصول إلى الأهداف والغايات، ثم تناول المؤلف في مطلبه الثالث: السيـاحة والترفيـه، وكيف نفذ التغريـب من خلالهـما إلى المجتمع.

واعتبر الباحث أن تنظيم المؤتمرات من الوسائل التي اتخذتها حركة تغريب المرأة في السعودية لتحقيق أهدافها، وكذا اعتبر أن منتدى جدة الاقتصادي من أقوى تلك المؤتمرات، فهو يسعى إلى تمرير فكرة تحرير المرأة وبشكل سافر؛ إذ تدور غالب فعالياته وندواته، وما يجري فيها من أسئلة ومداخلات لتحقيق هذا الغرض تحديدًا.

وتحت عنوان "الأدب والرواية والمسرحية" جاء المطلب السادس ليؤرخ لاستخدام التيار التغريبي هذه الوسيلة فيقول إنه بدأ بكتابة سميرة خاشقجي لبعض رواياتها في بداية السبعينيات من القرن المنصـرم، التي حملت مضامين تغريبية من التشجيع على العلاقة بين الجنسين قبل الزواج، والتبرم من قيود الأسرة.. إلخ، ثم تبعتها انتصار العقيل، وقماشة العليان، وغيرهن ممن ابتعدن عن جادة الطريق .

ثم يتناول الكتاب أكثر القطاعات التي تبدو فيها مظاهر التغريب وهو القطاع الطبي، وأرجع ذلك إلى دخول المشاريع الصحية على علاّتها، مع طبيعتها الذي تفرض على الرجل والمرأة أن يعملا معاً، وخاصة مع ضعف التيار المتدين فيها، وصعوبة الاطلاع على ما يجري داخله.

المبحث الثاني:
ويتابع فيه الباحث ما يتعلق بهذه الحركة التغريبية من سمات وصفات، فيحددها في سبعة مطالب أساسية: فنجده يُرجح أنها حركة منظمة، تنطلق في عملها وفق آليات محددة وبرامج مجدولة، مع توزيع متقن للأدوار،وحرص على التدرج في خطواتها التي تتخذها نحو تغريب المرأة، هادفة إلى تحقيق أهدافها بعيدًا عن إثارة المجتمع ضد مشاريعها.
والسمة الأساسية التي تعتبر نقيضاً لسابقتها هي الإقصاء ، فهي حركة تنطلق في تعـاملها مع مخالفيـها من مبدأ رفض المناقشة، وتسفيه الرأي الآخر.

والمتفحص في أمر رواد وأدوات هذه الحركة ليجد أن الجهل بالأحـكام الشرعيـة المتعلقة بالمرأة سائد فيهم، فغالبهم درس في الغرب، أو حتى نشأ هناك وتلقى تعليمه الأول فيها، فتأثر بفكرهم، ولم يتلقى من العلوم الشرعية ما يكفيه.

وفي المطلب السابع يضع الباحث سؤالًا مهماً حول موقف حركة التغريب من الفقر والبطالة وتفشي الجريمة وغير ذلك من الظواهر المقلقة؟ ويجيب في كلمات "إن كثيرًا من رموز حركة التغريب وأدواتها ليس لهم حديث عن هذه الظواهر، ولا يتعرضون لها فهم مشغولون بمشكلات أكبـر، وأخطـار أعظم، كخلع الحجاب، والاختلاط، ومهاجمة الجهات الدينية"

آثار حركة التغريب


المبحث الأول:
يتناول الآثار السياسية للتيار التغريبي، موضحا ذلك في مطالب أربعة بدأها بجرأة في مواجهة الدولة، لم تكن معهودة من قبل، ومساندة الأقليات داخل المملكة، نتيجة الالتقاء في الأهداف.

وفي المطلب الرابع اعتبر الباحث أن تقويض الأصول التي قام عليها النظام من أخطر الآثار السياسية لحركة التغريب؛ لأن فيها محوًا لتاريخ البلاد، وقضاءً على هويته، وتمهيدًا لإزالته، ومن مظاهره دعوتهم إلى التخلي عن واجب الدعوة، وإلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإلغاء مرجعية الشريعة الإسلامية، والحرية المطلقة، وفصل الدين عن التعليم.

المبحث الثاني:
وفيه يناقش الباحث الآثار الثقافية لتلك الحركة على ثلاثة مطالب: بدأها بتغيير المفاهيم والمصلحات، اكتفى بذكر بعضها في الكتاب كالإرهاب، والاختلاف، والتعددية، ثم ذكر في مطلب آخر محاولة إضعاف الثقافة الشرعية في البلاد، وصرح بالسبل التي اتبعتها الحركة، وكذا دوافعها،فذكر تقليص البرامج الدينية في وسائل الإعلام، والتربص بالمناهج التعليمية الدينية، وانتشار المدارس الأجنبية، فضلًا عن مهاجمة النشاطات الشرعية للتضييق عليها.

ويكمل الكاتب خلال مطلب ثالث تلك الآثار مبيناً إن حركة التغريب قائمة أصلاً على نقل النموذج الغربي بكل تفاصيله وتطبيقه على المجتمع المسلم، وقد أثمر عملها ترسيخ النمط الغربي في بعض الأفكار والسلوكيات، وعملت على تحقيق من نافذتين هما الابتعاث، والأفلام الأجنبية.

المبحث الثالث:
يناقش الآثار الاجتماعية وأخطرها التفكك الأسري واستطاع الكاتب أن يربط بين أهداف حركة التغريب ووسائلها وبرامجها، وبين مظاهر التفكك الأسري وأسبابه، وكذلك التمرد على الأسرة وهو مطلب آخر في هذا الشأن، يظهر أثره من خلال هروب الفتيات من أهلهن لمآرب مختلفة.
وكذلك ارتفاع معدلات الطلاق والعنوسة.

وفي المطلب الخامس ذكر الباحث انه وفي سنوات هذا البحث الأربعة برزت ظاهرة العنف في السعودية بشكل واضح، وشكّلت تهديدًا داخليًا خطيرًا، استهدف الأمن والاقتصاد، ولقد كان هذا من آثار حركة تغريب المرأة في المجتمع أنهم هيئوا الظروف لظهور العنف من بعض الفئات، وساعدوا علي ذلك بأفكارهم وكتاباتهم ورواياتهم وإعلامهم.

الفصل الرابع: ويشير فيه الباحث إلى آثار حركة التغريب الأخلاقية في ثلاثة مطالب: يهتم الأول بظاهرة "ابتزاز المرأة"، التي يقف خلفها أسباب كثيرة منها: ضعف الوازع الديني، والتفكك الأسري، والدور السلبي لوسائل الإعلام، وهذه الأسباب عامل مشترك في كثير من قضايا (ابتزاز المرأة)، كما يناقش ظاهرة (التحرش الجنسي) في المطلب الثاني؛ فيؤكد على أن من أسبـاب برزوها التبـرج والسفور، والاختلاط بين الجنسين، وكلها من أهداف التيار التغريبي التي سعت لنشرها في المجتمع.

وأخيرا في هذا الباب نجد أن حركة التغريب لا ترى غضاضة في جرائم الخلوة والدعارة بشكل خاص، والجريمة الخلقية بشكل عام؛ فهي تراها تندرج ضمن حدود الحرية الشخصية، وقد أورد الكاتب خلال بحثه عدة استشهادات من روايات رموز الحركة تدعو لنشر ثقافة الجنس والشذوذ والزنا، إضافة إلى تبرير الخيانات الزوجية، مع التحريض على إقامة العلاقة بين الجنسين قبل الزواج.

الموقف من حركة التغريب، وسبل مواجهاتها

وقف الباحث في الفصل الخامس على الموقف من حركة التغريب، وكذا سبل مواجهاتها تحت مبحثين:
المبحث الأول: ومن خلاله أظهر الكتاب عددًا من المطالب للوقوف أمام هذه التيارات المخلة بنظام المجتمع، والمحركة للفتن، فنبدأ بموقف الأنظمة والتعليمات فنجد أن كل برامج وأهداف حركة التغريب تأتي مخالفة للأنظمة والتعليمات في الدولة فمثلاً تنادي بالاختلاط، والأنظمة تؤكد على منعه؛ بل وتعمل على محاسبة المخالف،وكذا موقفها مما ينشر في وسائل الإعلام المختلفة، ومن الدعوة إلى الله، ومن ربط التعليم ومناهجه بالدين، وموقفها من تعليم الفتاة، ووضع الضوابط لشرعية لعمل المرأة.

وفي المطلب الثالث ألقي الباحث الضوء على موقف الجهات الدينية المختلفة من حركة التغريب، بعد أن قسمها إلى مؤسسات حكومية، ومؤسسات خاصة، وكيف أنها وقفت –ولا تزال-حائلًا أمام تلك الحركة دون تحقيق غاياتها الخبيثة، كما أشار إلى موقف العلماء من حركة التغريب في مطلب آخر، والإشادة بالجهود المبذولة منهم تجاهها، والدور الكبير الذين لعبوه في مواجهة التغريب بشتى أشكاله، ولم يترك موقف الكُتّاب والمثقفين، فبعد كدر كلام المستغربين ورواياتهم ، جاءت نماذج وطنية مضيئة ـتستحق الإشادة وتبعث على الاعتزازـ سخرت أقلامها دفاعًا عن الإسلام وذودًا عن الوطن وثقافته، وذلك في المطلب قبل الأخير من المبحث الأول.

إذ انه ختم هذا المبحث بموقف المجتمع من حركة التغريب؛ وبين أن تحديده صعب، لأننا نتحدث عن ملايين من الناس مع اختلاف الظروف والتوجهات، لكن هناك عدداً من الإشارات تعطي دلالة على موقف المجتمع، أورد الباحث بعضاً منها كاستنكار الخطوات التغريبية بكل مراحلها في أحوال، وبطء التفاعل معها في أحوال أخرى.

سبل مواجهة حركة التغريب

وخُتم الكتاب بأهم السبل التي بها يضع قواعد للوقوف أمام هذا التيار المنحرف أخلاقيا، واجتماعيا، وسياسيا، وثقافيا، وذلك من خلال عشرة مطالب نوجزها لك أيها القارئ في السطور التالية:
1. الاستغلال الإيجابي لوسائل الإعلام.
2. إنشاء مراكز الدراسات الأسرية والاجتماعية.
3. تشجيع محاضن التربية والتوجيه النسائية.
4. كشف التيار التغريبي ورموزه والتحذير منه.
5. التعريف بحقوق المرأة في الإسلام.
6. رفع المظالم الواقعة على المرأة.
7. تفعيل دور الاحتساب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
8. وضع خطط عملية ومدروسة لمواجهة حركة التغريب.
9. إنشاء مراكز تتولى الرصد والمتابعة.
10. تفعيل وإحياء الدعوة إلى الله تعالى.

وفي العموم جاء الكتاب مليئًا بالمعلومات والبيانات، جامعاً تلك المعلومات بالطرق والمناهج العلمية، بين الوصفية والتاريخية والتحليلية، وهي مستقاة من المراجع التي نجدها في نهاية الكتاب من كتب وتقارير ومجلات ووثائق، فجاء البحث شاملاً، واضعًا لنفسه مكانة في المكتبة الإسلامية.


 

للنساء فقط

  • المرأة الداعية
  • رسائل دعوية
  • حجاب المسلمة
  • حكم الاختلاط
  • المرأة العاملة
  • مكانة المرأة
  • قيادة السيارة
  • أهذا هو الحب ؟!
  • الفتاة والإنترنت
  • منوعات
  • من الموقع
  • شبهات وردود
  • فتاوى نسائية
  • مسائل فقهية
  • كتب نسائية
  • قصـائــد
  • مواقع نسائية
  • ملتقى الداعيات
  • الصفحة الرئيسية