اطبع هذه الصفحة


لماذا يحاربون 90% من نساء المجتمع؟

أمين بن بخيت الزهراني


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
يجد الإنسان حرجاً عندما يرى أفراد مجتمعه يتجادلون في إشكالات سببها إهمال المسئول الذي انشغل بمنصبه عن هموم الناس.. وضخّ جهوداً وأموالاً وإعلاماً في سبيل تحقيق ثبات منصبه.. وما تبقّى من فضلة وقته وجهده يوجهها للشعوب المغلوبة على أمرها.. ويكتفي بمراقبتهم يأكل بعضهم بعضاً ولا يحرّك ساكناً.. بل قد يفرح بالخلافات بينهم لأنها تشغلهم عن حقيقة فشله..
وزارة العمل في بلادنا هي أوضح مثال على هذا المقدمة..
تلك الوزارة والتي بسبب إهمالها حُرم الكثير من أفراد المجتمع من حقوقهم رجالاً ونساءً على حدٍّ سواء ، ومن ذلك حق المرأة في العمل والتكسب إن أرادت أو احتاجت.
قضية توفيرعمل للمرأة من تلك القضايا الشائكة التي يرفض المسئول إيجاد حل ملائم لها، يراعي حاجتها، ويراعي طبيعتها والتزاماتها المجتمعية الأخرى.. ويصرّ على إثارة اللغط بين الناس ليصرفهم عن حقيقة فشله في توظيف الرجل..
لذلك يرى البعض أن وزارة العمل ومن وراءها الإعلام تسببت في حرمان شريحة كبيرة من النساء من المشاركة في خدمة المجتمع، وذلك بسبب إلحاحها على تطبيق أفكارها دون مراعاة رغبة المجتمع وواقعه..
وأبرز محاور الخلاف مع وزارة العمل في قضية عمل المرأة تتلخص في ثلاثة أسباب:

**السبب لأول: طول ساعات العمل **

طول ساعات العمل تسبّب في تسرِّب الكثير من القدرات والخبرات النسائية لأنه يحرمهن من العناية بأطفالهن والقيام ببيوتهن، فنجد الأم عاملة في النهار في خدمة المجتمع وفي المساء في خدمة أطفالها وزوجها، وهذا من أشد أنواع الظلم للمرأة العاملة.
وقد اقترح المخلصون أفكاراً كثيرة تساعد المرأة على الجمع بين خدمة أطفالها وخدمة مجتمعها..مثل فكرة العمل عن بعد عن طريق الإنترنت والتي توفر للمرأة السعودية قرابة ثلاثة ملايين وظيفة وفقاً لدراسات منشورة. وفي استمارة استطلاعية وزعت على مجموعة من النساء بلغ نسبة من يرغبن في ممارسة العمل عن بعد 86.66%. (لها أون لاين 18 /1/ 1432 هـ)
كما اقترح البعض فكرة تقليص ساعات أو أيام الدوام إلى النصف، الأمر الذي يضاعف فرص الوظائف الشاغرة للمرأة. (وقد فصّلت في هذا المقترح في مقالين بعنوان"مقترح في توظيف الأمهات" و"ظلم الموظفات")
لكن وزارة العمل تصر على مشروعها ناسخةً تجارب الدول التي تعاني الكثير في قضية عمل الأمهات.. ولا أظن أن استنساخ تجارب الغير يعتبر إنجاز يستحق الإشادة..

**السبب الثاني: هو في مفهوم معنى المرأة العاملة**

إطلاق وصف العاطلة على من تتفرغ لتربية أطفالها هو في الحقيقة من التجني الذي يحتاج إلى إعادة نظر..
فمن المغالطة أن توصف من تعمل كحاضنة أطفال خارج بيتها بأنها عاملة.. ولكن عندما تتفرغ لحضانة أطفالها تسمى عاطلة!!
من المغالطة أن يحترم المجتمع الغربي المرأة التي تترك عملها للتفرغ لتربية أطفالها.. بينما ينظر إليها في المجتمعات المسلمة أنها عاطلة وغير منتجة.
إن هذه الكلمة أعني(عاطلة) لا أستبعد أنها دفعت بعض الأمهات إلى العمل.. لا لحاجة أو قناعة، ولكن هروباً من أن تلمز بـ(عاطلة)
لذلك كان من توصيات ملتقى(المرأة السعودية مالها وما عليها) والذي ترأّسته الأميرة صيته في 15-16/01/ 1433هـ.. التوصية رقم (15) ونصها:"اعتبار ربة المنزل امرأة عاملة؛ لما تقوم به من عمل جليل في حفظ استقرار الأسرة وتنمية المجتمع، وصرف مخصص مالي شهري مناسب لها، لتفرغها لذلك".
من عظمة الإسلام ورحمته بالمرأة أنه لم يوجب عليها أن تعمل.. ولها حق في مال أبيها وزوجها وأخيها وابنها، وإن لم يكن لها معيل فتجب لها النفقة من بيت مال المسلمين حتى ولو لم تكن عاجزة أو مريضة.. وهذا على عكس الرجل الذي يجب عليه العمل والنفقة ولا خيار له فيه..لماذا؟ لأنه {وليس الذكر كالأنثى}. لذلك فرق الإسلام بين الرجل والمرأة حتى في التكاليف الشرعية والتي خلقنا لأجلها.. فكيف بالأمور الدنيوية!

**السبب الثالث في الخلاف:هو قضية الاختلاط**

وبغض النظر عن الجدل في قضية حكم الاختلاط والتي فصّل فيها الكثير من العلماء.. لكنّي هنا سأتحدث عن الموضوع من منظور أولئك المصرّين على فرض الاختلاط والذين يدندون بالحريات وبالوطنية.. وأقول:
هب أننا استثنينا الجانب الشرعي في قضية الاختلاط.. لكن:
أليس من حق المرأة التي لا تؤيد الاختلاط أن تحصل على وظيفة؟
ألن يحرمنا الاختلاط من الكثير من العقول والقدرات النسائية اللاتي لا يردن العمل في البيئات المختلطة؟
ألم يحرمنا الاختلاط الذي فرض في القطاع الصحي من الكثير من الطاقات والخبرات والعقول الطبية النسائية؟
بل وحتى من اضطرت للاختلاط لحاجة.. أليس من الظلم للمرأة المنقبة أن نضطرها إلى لبس نقابها لساعات طويلة؟

وإذا كانت وزارة العمل صادقة في إيجاد فرص عمل فعليها أن تخلق بيئة عمل جاذبة لا طاردة، فتكيّف وظائفها مع قيم المجتمع لا أن تكيّف قيم المجتمع على وظائفها..

ومن العجيب! ما صرّح به أحد الإعلاميين في برنامج حواري -على قناة دليل- عندما قال الضيف معترضاً على الاختلاط بأن:"الاختلاط يحرم الكثير من أفراد المجتمع من اللحاق بهذه الوظائف"، لكن الإعلامي المثقّف المتقبّل للرأي الآخر –زعموا- لم يكتفِ بالقول بأن تلك حرية شخصية بل قال "لذلك يجب على العلماء والدعاة أن يدفعوا بالناس إلى تلك الأعمال وأن يكسروا حاجز الخوف من الاختلاط لدى الناس"!
عجباً!! لقد تطورت مطالباتهم من لغة "اتركونا نفعل ما نريد" إلى لغة "افعلوا ما نريد"!

لننتقل ألآن إلى المسألة المثارة هذه الأيام وهي قضية تأنيث محلات الملابس الخاصة في أماكن مفتوحة تسمح بدخول الرجال عليهن.. فاختلفت ردود أفعال الناس بين مؤيد ومعارض.


**محل النزاع**

بدايةً.. يجب تحرير محل النزاع.. وهو أنّ كلا الطرفين يؤيد قرار تأنيث المحلات النسائية.. ولا أظن عاقلاً يرفض بيع المرأة للمرأة.. فالجميع يجمع أنّ ما يحصل من بيع الرجل للمرأة في محلات الملابس الداخلية أمر غير مستساغ..
 لكن الخلاف بين الطرفين حصل بسبب طبيعة ما يحصل ألآن من البيع في محلات مفتوحة يدخل فيها الرجال على البائعات.. وتخلو فيه البائعة بالبائع لساعات طويلة..

وللأسف أن هذا القرار راعى حق المرأة المشترية المستهلكة إلى حدٍّ ما.. لكنه لم يراع حال المرأة البائعة التي ستتقيد حركتها..
ومن الأنانية أن يفكّر الإنسان بتوفير الأمان والحشمة لزوجته المشترية، ولا يبالي بالمرأة البائعة التي ربما اضطرتها الحاجة لذلك.
إن من أصول البيع والتسويق الجاذب للزبائن هو المظهر الحسن.. ولا أشك أن بعض التجار الذين لا يهمّهم إلا الربح سيميلون إلى توظيف المرأة الكاشفة وجهها والمتزينة بعباءتها.. أو التي ترضى بوضع المكياج ويقدمونها على المرأة المنتقبة.. كما هو حاصل في بعض المستشفيات الأهلية لدينا.. وقد نشرت هذه الحقيقة جريدة الوطن تحت عنوان "مستشفيات بالشرقية تستغل حاجة الفتيات للعمل وتمنع غطاء الوجه".
إذاً قرار التأنيث الحالي إن كان ساهم في توظيف مجموعة من النساء في المجتمع.. إلا أنه ساهم في حرمان السواد الأعظم من المجتمع الذي يرفض الاختلاط وكشف الوجه بسبب شرعي أو اجتماعي أو بسبب رفض الأهل أو الزوج.. كما أنه سيقيّد حرية المرأة البائعة بسبب الحجاب ووجود الرجال.

هذا القرار في الحقيقة يحرم 90% من السعوديات من الاستفادة منه.. وذلك وفقاً لدراسة نشرت في (العربية نت بتاريخ13/6/1427) أن 90% من النساء السعوديات يرفضن الأعمال التي تؤدي إلى الاختلاط.

**ما هو الحـــــــــــــــل؟**

والحل هو كما اقترح الكثير من الناصحين: بتخصيص أقسام أو أجنحة أو أدوار في كل سوق شريطة أن يكون مستقلاً بالكامل للنساء يُحترم فيه خصوصية البائعة وخصوصية المشترية.. أو أن يفتتح أسواق نسائية خاصة..
هذا الأسلوب بلا شك يستقطب شريحة أكبر من النساء المحتاجات فعلاً.. وسيكون آمناً ومشجِّعاً ومقنعاً لكثيرٍ من العائلات اللاتي لديها توجس كبير من قضية الاختلاط.
يظن البعض أن التوجس بسبب أن الأمر جديد.. ويراهن أن المجتمع سيعتاده مع الوقت.. لكن هذه مغالطة كبيرة.. والحق أن التوجس لسبب شرعي بدرجة أولى.. ثم بسبب واقع المجتمعات التي سبقتنا إلى الاختلاط بعشرات السنين والتي لم تزدد مع الزمن إلا معاناة..
فالناس عندما يقرأون أن 14% من النساء العاملات في الأردن يتعرضن إلى تحرش جنسي. (جريدة الرياض 15427)
وعندما يسمعون أن 68% من العاملات في مصر يتعرضن للتحرش الجنسى بنوعيه اللفظى والبدنى.. وفقاً لدراسة نشرت في جامعة القاهرة وجامعة المنوفية.
وعندما تنقل جرائدنا وبشكل دوري قصص التحرش الجنسي في المستشفيات السعودية.
وعندما يعلم الناس أن 16 % من الموظفات السعوديات يتعرضن للتحرش الجنسي. (سبق 3/3/2011 )
بمعنى أن  امرأة واحدة من بين 7 نساء سعوديات عاملات تتعرض للتحرش الجنسي!
طبعاً تلك النسب هي ما يتم التبليغ عنها.. لكن ولطبيعة مجتمعنا المحافظ.. يتحفظ الكثير من النساء العاملات عن التبليغ عن أي مضايقات خشية على سمعتها.. وخشية على وظيفتها..
هل نلوم بعد ذلك النساء في هذا المجتمع المسلم العربي الغيور والمحافظ عندما يحسبن ألف حساب لقرار التأنيث المختلط في ظل هذه النسب العالية؟

والذي يزيد الناس توجساً هو عندما يتزامن هذا الدفع للمجتمع للاختلاط مع تقليص صلاحيات هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!! فكيف ستكون النسب يا ترى؟


**يكثر البعض من عبارة "لماذا الدعاة والعلماء يحاربون المرأة العاملة؟"**

ولكن الذي أؤمن به أن من يرفض تفعيل مشاريع العمل عن بعد.. ويرفض دراسة العمل الجزئي للمرأة بجدّية.. ويرفض مكافأة المتفرغة لتربية أطفالها.. ويرفض العمل إلا باختلاط.. ومن يقتصر الإنتاج فقط في الخروج من البيت.. هم من يحارب المرأة المنتجة ويحرمون المجتمع من الكثير الخبرات النسائية..
ولا أظن أمّاً يتوفر لها عمل بنصف دوام أو عن بعد وبجوار أطفالها فترفضه..
لست أفهم! لماذا هذا الإصرار على فرض نمط معين من المقترحات التي تتسبب في شحن المجتمع وفي المقابل إهمال المقترحات التي يجمع عليها المجتمع؟
فإن البيئات غير المختلطة لا شك أنها ستستقطب شريحة كبيرة من النساء.. وسيُقبل عليها حتى من يرضين بالاختلاط.. ولا أظن أن امرأة عاقلة متزنة إذا خيّرت بين بيئة غير مختلطة وبيئة مختلطة ستقدّم الأخيرة.. إلا إذا كان لديها اعتبارات أخرى خارجة عن إطار العمل.

ألا يحق لنا أن نتساءل بعد ذلك. لماذا يا وزارة العمل تحاربون المرأة العاملة؟
لماذا تحاربون تسعة أعشار نساء المجتمع اللاتي يرفضن الاختلاط..
لماذا تحاربون 86.66% من النساء اللائي يرغبن العمل عن بعد..

واننا لنحمد الله أنّ لمسات وزارتي العمل والصحة لم تصل قديماً إلى قطاع التعليم الذي أشرف عليه العلماء فكان بيئة آمنة محافظة استقطبت الكثير من الخبرات والعقول النسائية.. حتى تجاوز عدد المنتسبات إليه 230 ألف معلمة.. والذي يشكل نسبة 83.4 % من مجموع الموظفات في باقي القطاعات الحكومية في السعودية.. كل هذا العدد الضخم كان بجهود العلماء الذين يتهمهم الإعلام اليوم بأنهم يحاربون عمل وتعليم المرأة..

**المطلقات والأرامل**

يبرر عدد لا بأس به ممن لا نشك في صدقه سبب دعمه لخطوات التأنيث -بدون ضوابط- هو وجود الكثير من  الأرامل والمطلقات والمحتاجات اللاتي يصرفن على بيوتهن وأطفالهن.. وهي بالفعل قضية شائكة..

 ولأننا نقع تحت دائرة إهمال المسئول.. فإن أفراد المجتمع يتبادلون الاتهامات والشتائم ويتركون المسئول الذي تسبب في أصل المشكلة.. والذي يرفض الإجابة على هذا السؤال:
 وهو: لماذا تحتاج الأرملة والمطلقة؟.. ونحن إن كنا نقول أنه من حق الأم المتفرّغة للعناية بأطفالها الحصول على مكافأة.. فإننا نؤمن بأن الأرملة والمطلقة أولى بتلك الرواتب ليتفرغن لتربية أطفالهن في ظل غياب الآباء.

ولكن في ظل غياب هذه الرؤية.. فمن المهم أن نخلق للمحتاجات وظائف تليق بهن ليسترن أنفسهن وأولادهن..

يتحدث البعض معك كما لوكنت وزيراً أورئيساً ويقول لماذا ترضى أن تبيع المرأة تحت الشمس الحارقة ولا ترضى أن تبيع في الدكاكين المغلقة؟! وهذا القياس وإن كان مع الفارق.. لكن ومن الذي قال بأن حال هذه المرأة يرضي العقلاء؟!

وسنعيد ونكرّر بأن تأخُّر المسؤول طوال السنوات الماضية في دعم منافذ البيع النسائية الآمنة، وتقصير المسؤول الآخر في دعم ورعاية المطلقة والأرملة والمحتاجة واليتيم والمعاق في بلد من أغنى بلدان العالم هو السبب في هذه المعاناة.

بل إن الدعاة والعلماء لم يقفوا مكتوفي الأيدي في قضايا الأرامل والأيتام والضعفاء بل أسّسوا وأشرفوا على جمعيات البر الخيرية في معظم مدن المملكة ليساهموا في ستر الضعفاء والفقراء والأيتام والأرامل، وليستروا عورة المسئول الذي انشغل بالإعلام عن هدفه الرئيس.

لقد ظل العلماء والدعاة والمصلحون يدافعون عن المرأة من عادات بالية كانت تحرمها من الميراث ولا تحترم إنسانيتها وتعتبرها عيباً..ودعوا إلى احترامها أمّاً وبرعايتها بنتاً وأختاً.. وكثفوا جهودهم بالتوعية بالحقوق الزوجية.. وحقها في اختيار الزوج.. وأنشأوا مراكز الاستشارات الأسرية ولجان الإصلاح بين الزوجين.. وحفلات الزواج الجماعي.. وفي المقابل ظلوا يبثون الوعي لتنجو من الاستغلال التغريبي الذي اكتسح المجتمعات الإسلامية وصيّر جسدها سلعة رخيصة.. فمن هم الوطنيون فعلاً؟


**ما هو مشروعنــــــــــــــا**

نحن نطالب وزارة العمل إن كانت صادقة أن تسعى إلى وضع نظام شامل ينفع المرأة في البلد وألا تكتفي بنقل تجارب الدول الأخرى التي تختلف عنا ثقافة وديناً.. والتي تعاني من مساوئ المساواة التامة بين الرجل والمرأة في أنظمة العمل..

نتمنى من وزارة العمل أن تجتهد في دعم وتقوية مشروع تقليص ساعات العمل للأم في معظم الوظائف الحكومية وغيرها.. وأنت تعتبر المتفرغة للعناية بزوجها وأطفالها امرأة عاملة تستحق عليه المكافأة.. وأن تسعى إلى مراعاة الضوابط التي تستقطب كل أطراف المجتمع بعيداً عن الاختلاط.. وأن يكيّف نظام الإجازات والحضانة والتقاعد المبكّر للأمهات.. وأن تفعّل مشاريع العمل عن بعد.. وأن تدعم فتح حضانات مهيئة بأعلى المواصفات التربوية والصحية ومزودة بأعلى الكوادر الوطنية.. وألا نطالب المرأة بالعمل إن لم ترد أو لم تستطع.


هذه هي مشاريعنا ومقترحاتنا لأولئك المزايدين والمرددين لعبارة "أنتم تجيدون المنع ولا توجدون البدائل"

 صدّقوني.. لا شيء يغيظ الإنسان بقدر ما يغيظه عندما يستشعر أن الوزير أو المسؤول الذي يُنتظر منه المساهمة في تماسك المجتمع في ظل هذه الفتن التي تحوم بنا.. لكنه على العكس.. يتسبب في تفتيت المجتمع..وخداع المجتمع ونقل المعركة بين أفراده ليبرّئ ساحته ويغطّ في نومه.


**استشـــــــــراف**

برغم ذلك.. فنحن على يقين بإذن الله بأن هذا المجتمع الواعي والذي فرض على البنوك التحوّل من النظام الربوي إلى النظام الإسلامي.. سيستطيع بوعيه وبعد فترة ليست بالطويلة أن يكيّف قرار التأنيث وفق مبادئه ويصنع وينشر منافذ البيع النسائية الآمنة.. لتهيئة الفرصة لشريحة كبيرة من نساء المجتمع..
 لكن !! وما أدراك ما لكن؟!
أتدرون ما هو السيناريوا المتوقع بعد نجاح المصلحين بإذن الله في تفادي سلبيات هذا القرار؟

السيناريو أنه سيكرّر بعضهم وبكل استغفال الإسطوانة المعهودة.. وهي أن الدعاة والعلماء كانوا يحرّمون بيع المرأة.. وهاهم تبيع نساءهم في الأسواق.. مثلها مثل مغالطة تحريم العلماء لتعليم المرأة!

طبعاً..لن يتطرق أولئك المغالطون أن الخلاف بين المصلحين وغيرهم لم يكن في تحريم أصل التعليم ولا أصل البيع.. ولكن في الضوابط والتي استطاع العلماء فرضها بل وفي إدارتها في قضية تعليم المرأة فنجحوا حتى تقبّل المجتمع فكرة التمدرس.. وهي نفس الضوابط التي سيحاولون تطبيقها ليتقبل المجتمع فكرة تأنيث المحلات النسائية.. وقس على ذلك الكثير من القضايا العالقة مثل قيادة المرأة للسيارة وغيرها..


**ختــــــــــــــــــاماً**

 أيها المنادون بالاختلاط.. رفقاً بهذا المجتمع.. عجباً لكم!.. أوَبعدما تحررت المجتمعات وعادت إلى الحجاب وتوجهت إلى الفصل بين الجنسين حتى في الغرب!.. نعاكس التيار!..
عجباً أن نتمسك بمبادءنا في وقت إدبار الناس عنها!.. وعندما يقبل الناس عليها تدعوننا للتخلي عنها..!

 تأمّلوا حولكم.. ماذا صنعت 50 و 70 سنة من الاختلاط في الدول المجاورة! هل صنّعوا؟ هل اخترعوا؟.. فلا تؤخّرونا عن ركب الحضارة 100  سنة أخرى.. دعونا نتفرغ للإنتاج والصناعة.. فشرارة الإبداع لن تنقدح من احتكاك الرجل بالمرأة.. دعونا نتمسك بقيم ديننا التي بدأ الغرب يدعو إليها.. دعونا نتفرغ لتبليغ رسالة الله للعالمين.. كفى إشغالاً للوطن عن قضاياه الكبرى.. كفى طعناً في الظهر..

ومهما حاولتم تهوين علاقة الرجل بالمرأة في قلوب الناس فلن تستطيعوا.. لماذا؟ باختصار لأن الشعب مسلم ومتشرب بحب وتصديق رسوله صلى الله عليه وسلم الذي قال وهو الذي لا ينطق عن الهوى:(ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) رواه البخاري، فهو صلى الله عليه وسلم لم يقل فتنة الفقر ولا فتنة البطالة ولا فتنة الجهل ولافتنة السجن ولا فتنة الجوع بل قال فتنة النساء.. شئتم أم أبيتم..

أخي الكريم.. أرأيت اليهود.. أليسوا هم أبغض خلق الله إليك.. أرأيت كفرهم وشدة انحرافهم وإجرامهم وقتلهم لأنبياءهم.. ألم يغضب الله عليهم.. هل تعلم أن أول فتنتهم كانت بسبب تساهل نساءهم لذلك قال صلى الله عليه وسلم (اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت في النساء). رواه مسلم

رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً ونبياً..
اللهم استر عوراتنا.. وأمّن روعاتنا..واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا.. وعن أيماننا وعن شمائلنا.. ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا..
اللهم أغننا بحلالك عن حرامك.. وبفضلك عمّن سواك.. وأغننا اللهم عمّن أغنيته عنّا..


ملاحظة
: اتبعت في هذه المقال أسلوب الحوار مع المخالف من منطقه.. ولا يعني ذلك الإقرار برأيه.. ولم أتطرق إلى الحكم الشرعي لأن الكثير من العلماء والدعاة تطرقوا إليه وعلى رأسهم سماحة المفتي.. وكذلك الشيخ العباد والسعيدي والطريفي والسكران وغيرهم كثير في أبحاث عميقة ومتقنة..


أمين بخيت الزهراني
أبو أنس

صفر 1433 هـ

تويتر:
http://twitter.com/#!/amin_alzahrani
ameenzhrani@hotmail.com


 

للنساء فقط

  • المرأة الداعية
  • رسائل دعوية
  • حجاب المسلمة
  • حكم الاختلاط
  • المرأة العاملة
  • مكانة المرأة
  • قيادة السيارة
  • أهذا هو الحب ؟!
  • الفتاة والإنترنت
  • منوعات
  • من الموقع
  • شبهات وردود
  • فتاوى نسائية
  • مسائل فقهية
  • كتب نسائية
  • قصـائــد
  • مواقع نسائية
  • ملتقى الداعيات
  • الصفحة الرئيسية