اطبع هذه الصفحة


معرض الكتاب والمرأة

وليد بن عبده الوصابي
@d595941e4ca6400


بسم الله الرحمن الرحيم


نعمة من نعم الله السابغة على أهل هذا العصر المتأخِّر، بفتح دور العلم والتعليم، وإنشاء (معارض للكتب) يعرض فيها الجديد والمفيد، ويلتقي فيها الأحباء، ويتزاور الأصدقاء، الذين شطت بهم الديار، وتَعذَّر لهم المزار.

فما إن يُعلن عن فتح (معرض الكتاب) إلا وتشرئبُّ قلوب النوابغ الطلعات، إلى حضوره؛ لاكتساب المفيد، ولقاء الإخوان، وتبادل المعارف، فلله الحمد والمنة.
وكم أتمنى وأتوق حضور هاتيك (المعارض) الكتبية المعرفية العلمية، إلا أني لم أستطع حضورها -والحمد لله - لأسباب يعلمها العليم سبحانه.

ولكن، مما ساءني وسامني، وأزعجني وأقلقني، كلمة سمعتُها من أحد الأصدقاء الذين حضروا، هذا (بعض معارض الكتب) قولهم: "إن مما شان (المعرض) وما زانه، وجود النساء السافرات، والفتيات المتبرجات"!

فوالله، لقد أصابني الضجر، ولازمني القهر، وتمعَّط قلبي، وتمزَّق فؤادي، وتمعَّر وجهي، ودمعت عيني، وكلَّت جوارحي!

يا إلهي، أهذي دور المعارف، وحوانيت الكتب، ومواطن الصالحين المصلحين، يوجد مثل هذا؟!
وقفت مدهوشًا مشدوهًا، حائرًا سادرًا، إلى الحال التي وصل إليها: الجنس اللطيف، والنصف العفيف، والجمال الشريف!
ربي، ماذا أقول... بم أصول... كيف أجول؟
تأملتُ، فقلت: والله لا يأس ولا رضوخ، بل في سبيل النصيحة: عز وشموخ، فرأيت أن أخاطب قلب أختي المسكينة، التي هي في الدين متينة، نعم، والله، ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ﴾ [النساء: 34]، ولكن: الأعداء لها بالمرصاد، ووقفوا بأطرقها بالميل والفساد، يُعاونهم في ذلك: الشيطان الرجيم، والنفس الأمارة بالسوء، والدنيا الغرارة!

وهنا أنادي أهل الدين والغيرة بمواصلة المسير، وتكثيف الجهود، وتجاوز العقبات، في سبيل الحفاظ على (نصف المجتمع) على (أمي وأمك، وأختي وأختك، وقريبتي وقريبتك) على (العزيزة، الشريفة، العفيفة) ندافع عنها ونصول، ونحاجف عنها ونجول، فـ ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ ولن يضيعنا، فهو القائل، سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128]، والقائل تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153]، فلا نترك الساحة، لأهل الخنا والإباحة، وهي في ملكنا، وتحت تصرفنا.
فهيا - رفاقي - لنعيد للمرأة، عزها وشرفها، وكرامتها وعفَّتها، فإنا نُحاول ملكًا، أو نموت، فنُعذَرا!

نعم؛ إن كسب المرأة، ملك وأي ملك، وكسبُها، ليس لنا، وإنما لدِينها وعقيدتها وخلقها، وآخرتها.

أيتها العظيمة، ألم تُدركي زيف الباطل، وكدرة الحب، وزبد الجفاء؟!

عهدي بكِ أريبة لبيبة، ألمعية لوذعية، لا تنطلي عليك شبه العلمنة، ووعود الهيمنة!

تدبري وتفكري، في كتاب ربك، وسنة نبيك، كيف أعطياك حقك كاملاً، ورفعا قدرك وشأنك، ودفعا ودافعا عنك؟
لتنظري أختي الكريمة، ماذا يريدون من اعتلائك منابر الاختلاط، وحضورك دور الاغتلاط، وأماكن الانحطاط؟!
أهي الصيانة.. أهي الديانة.. أهي الرِّفعة.. أهي العزة؟!

لا وربي، هذا تمويه ودجل، وكذب ومطل، إن كان ذلك، فهم أولى بذلك منك!

أظنُّ أنك أدركتِ مرماهم، وخبرتِ مَغزاهم؟
إنه التمتُّع بك.. إنه اللعب عليك.. الوصول إليك.. القضاء على مواهبك.. إنزالك عن ملكك.. مساواتك بالمرأة الغربية؛ اليهودية أو النصرانية، اللاتي يعشْنَ حياة الشقوة في الدنيا، وعذاب النار يوم القيامة!

وإلا، خبِّريني، من الذي منعك من التعلم والتفهم، إن قصدوا ذلك؟!
ألم يقل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ((من كان له بنات، أو أخوات، فرباهنَّ وعلَّمهنَّ، كنَّ حجابًا له من النار))؟!
ألم تكن أكثر نساء الصحابة رضي الله عنهن عالِمات فقيهات؟! بل فاقت بعضهن الرجال، وأكابر الصحب الكرام؟!

خبِّريني، أتجدين عزك وشرفك في غير الإسلام؟

الإسلام الذي أخرجك من براثن الذلة والمهانة، إلى صهوات العزة والمكانة.
الإسلام: الذي فرض لك الميراث، وجعل بيدك الخلع، وحفظك كالدرة المصونة، والجوهرة المكنونة، لا ينالك، ولا يأخذ بيدك إلا من تعب في سبيلك، وكد وجهد، حتى دفع لك المهر المتفق عليه، ثم لم تكوني كخادمة عنده، بل لتكوني أميرة داخلية على شؤونه وبيته؛ ((والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها)).
هذا هو الإسلام، وهذي تعاليم نبي الإسلام، وأولئك نساء بني الإسلام.

أظلمَكِ الله جل جلاله، وتقدَّست أسماؤه؟!
أَهَضَمَ حقك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
أرجوكِ، لا تخوضي تجربة خاسرة، قد جرّبها غيرك، فجنوا الويلات عليهم وعلى أسرهم.

والله، إن الباب مسدود مردود محدود، فلا تُحاولي فتحه، بل "ارجعي إلى ربك" واقرئي: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ﴾ [الانشقاق: 6] لا بدَّ من اللقاء والمرور على الدور الثلاثة: دار الدنيا؛ وهي المزرعة والاختبار، ودار البرزخ؛ وهي محطة التفتيش الوسطى، ودار الآخرة؛ وفيها تصحيح الاختبار، ثم المكافأة، إما جائزة النعيم، وإما خاسرة الجحيم!

أختاة يا بنت الشريف تحشَّمي ♦♦♦ لا ترفَعي عنكِ الخِمار فتندمي!


تدبري:

فلا تُبالي بما يُلْقونَ مِن شُبَهٍ ♦♦♦ وعندكِ الدِّين، إن تَدعيه يَستجِبِ
 

وأخيرًا، كَلَّ قلمي، وجفَّ حلقي، فتحشرجتْ كَلِمي، فناديتُ عزمي، فلم يثب ولم يُجب!
ولكنِّي مُتفائلٌّ جدُّ متفائل، بسمعك نصحي، ونصح أهل الحق، وكأني بك، وأنت تقولين: أفٍّ لرجال أرادونا دمىً في أيديهم، يلعبون بنا كدمى الصبيان!
كأني بك، وقد أدركتِ مخططات بني علمان اليهودية، وبروتوكلاتهم الصهيونية، فأخذت عباءتك الهادئة، وحجابك الساتر، فتجلببتِ، وتخمَّرتِ، وامتطيت طريق الحق، قائلة: "الدنيا ساعة.. أجْعَلُها طاعة".

ملاحظة: كتبت لكِ كتيِّبًا صغيرًا، ووسمتُه، بـ (اقرئي... حتَّى لا تُخدعي) فاقرئيه، أقرَّ الله عينك، وبرَّد قلبك، وصرَف عنك السوء والمكروه، وبارك الله فيك، وحفظك، ووفقك، وسددك، وصبرك، وأخذ بيدك لكل خير، وسلام الله عليك بدءًا ومَختَمًا.
كتبه: وليد بن عبده الوصابي.
 


 

للنساء فقط

  • المرأة الداعية
  • رسائل دعوية
  • حجاب المسلمة
  • حكم الاختلاط
  • المرأة العاملة
  • مكانة المرأة
  • قيادة السيارة
  • أهذا هو الحب ؟!
  • الفتاة والإنترنت
  • منوعات
  • من الموقع
  • شبهات وردود
  • فتاوى نسائية
  • مسائل فقهية
  • كتب نسائية
  • قصـائــد
  • مواقع نسائية
  • ملتقى الداعيات
  • الصفحة الرئيسية