اطبع هذه الصفحة


النوادي الرياضية النسائية تدريب أم تغريب

   اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

محمد بن عبد الله بن صالح الهبدان

 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام الغر المحجلين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

فقد تباينت وجهات النظر في مسألة النوادي الرياضية النسائية ما بين مؤيد ورافض ، وأصبحنا على مفترق طرق في هذه القضية ،وحيث كثر الجدل فيها ومدى شرعية هذا الأمر رأيت أن أكتب للقراء ما يجلي لهم حكمها وقد قسمت الموضوع إلى تمهيد وخمسة فصول :

التمهيد يتناول : تحرير محل البحث
الفصل الأول : واقع النوادي الرياضية الموجودة حالياً .
الفصل الثاني : المصالح المرجوة من إنشاء النوادي النسائية .
الفصل الثالث : المفاسد المتوقعة من النوادي النسائية .
الفصل الرابع : البدائل المناسبة .
الفصل الخامس: الحكم الشرعي لإنشاء النوادي النسائية .
والله أسأل أن ينفع بهذا البحث وأن يجعله سبباً لدرء الشر عن هذه البلاد وغيرها والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

وكتبه محمد بن عبدالله بن صالح الهبدان عفا الله عنه
16/2/1425هـ

تمهيد
تحرير محل البحث

هذه قاعدة معرفية مهمة وهي قبل أن نحكم على مسألة ما ؛ لابد أن نتصورها جيدا حتى نطلق الحكم الشرعي المناسب فيها ، وبحثنا هذا سنتعرض فيه إلى مسألة ( النوادي الرياضية النسائية) دون النظر إلى حكم ممارسة الرياضة للنساء ، وإن جاء الحديث عنها عرضا فليست هي المقصودة في هذا البحث .

وقبل هذا كله وبعده لابد أن يكون هدف كل إنسان البحث عن الحق ، والسعي لتحقيق المصلحة العامة ، لا التعصب للرأي ولا النظر إلى مصلحة محدودة بأشخاص أو فئات .

الفصل الأول
واقع النوادي الرياضية الموجودة حالياً

لقد قرأت تحقيقاً قامت به مجلة ( أسرتنا ) المباركة كشفت فيه عن حقائق يحسن الوقوف عليها ، وقد كررت الكاتبة الزيارة لعدة نواد وأجرت عدة اتصالات بأندية أخرى ..فمما ذكرته المجلة : ( توجد الأندية النسائية في المستشفيات الأهلية والمراكز الطبية الخاصة ، وعيادات التجميل ومشاغل الخياطة والمقاهي .. أما أقسامها فهناك الأجهزة الرياضية ، مسابح سونا ، جوكوزي ، ومنها المشي ، والمدربات إما أجنبيات أو عربيات ، أما الأسعار فهي تتفاوت حسب مستوى النادي ونوعية خدماته المقدمة وهذه نماذج للأسعار المعمول بها في محال مختلفة :

ـ الايروبكس المائي ـ ثلاث مرات ـ 1500 ريال .
ـ تعليم السباحة لمدة شهر 1200 ريال .
ـ اشتراك شهر بالأجهزة : 825ريال .
ـ جلسة تدليك رياضي واحدة : 230 ريال .
ـ جلسة تمارين الحمل وما بعد الولادة : 230 ريال .
ـ جهاز 196 ( 16جلسة ) بمعدل نصف ساعة : 3800 ريال .
ـ اشتراك سنوي بجميع الخدمات : 4500 ريال . )

وتقول المجلة أيضا : ( توجد داخل الأندية سلع للبيع : ملابس ، عبايات ...وغالباً تكون الرياضة هي سبب القدوم وسرعان ما تجتذبها جوانب النادي الأخرى ، مبيعات ومشاغل ومطاعم فيصيبها هلع الشراء فتدمن الارتياد وتغري بدورها صديقاتها وهكذا والعجلة تدور تلقي بشباكها والفرائس كثر والبدء كانت رياضة !! )

وتقول المجلة أيضا : ( العاملات بتلك الأندية بدءاً بموظفة الاستقبال وانتهاء بالمدربات والإداريات وحتى عاملات المقهى والمطعم تجدهن يرتدين بنطلونات ضيقة لاصقة وبلايز مخصرة تكاد تتفجر من ضيقها ، عموما يخيل إليك وكأنك في صالة لعرض الأزياء ، كل شيء وجد بشكل خاص وطريقة توحي بالدعاية المنظمة والدقيقة لاجتذاب الزبائن ، وكلها في النهاية تجارة وشطارة !! )

وتقول المجلة أيضا : ( النادي في حركة دائبة لا تتوقف وإغراءات متتالية لجذب أكبر عدد وتوفير الجو المهيأ لهن : دوام يومي متواصل يبدأ في الصباح الباكر ويتواصل في ساعات الظهيرة ، وينتهي ليلا ، للمشتركة الحق في تحديد الوقت المناسب لها ...و لا ننسى العرض الخاص بمن أحضرت زبونة جديدة ..)

وتقول أيضا : ( لا يوجد نادٍ واحد بلا موسيقى وقد سألت القائمات على جميع الأندية وبلا استثناء هل يمكنني الاشتراك بالنادي وممارسة الرياضة بلا موسيقى ؟ وتأتي إجاباتهن مسبوقة بدهشة كبيرة ..بالطبع لا يمكن ..فالطلب غريب لم يصل آذانهن من قبل " كما قلن " !! ولكن ..أليس من استثناء ؟ واحدة فقط ..قالت : إذا اشتركت بجهاز رياضي ـ ليس عندهم سواه ـ نتيح لك فرصة اختيار ما تودين سماعه ، قرآن كريم ، أو أغاني موسيقية ، فحرية الاختيار متاحة للجميع !!

وهناك ما هو أشد وأنكى ..شاشات تلفزيونية كبيرةجدا في القاعات تعرض أغاني مصورة تثير طرب المدربات والمتدربات سويا !!

وتقول المجلة : ( أقولها بصراحة متناهية وبلا تردد أن أسوأ ما في تلك الأندية هو اللباس الذي ترتديه عاملات وعضوات النادي ، فهو في أبسط صوره ، عارٍ للغاية ، وهي صفة عامة لكل الموجودات ، بنطلونات ضيقة وخفيفة وبلايز عارية وضيقة كذلك ، أما في المسابح والسونا فالأمر أشد وطأة ، غياب تام ..تام ..تام للحياء والستر !!

كل شيء باللباس يشير إلى الاشمئزاز ويستنفز النفس السوية ويخدش الحياء !! لا أخفيكم سرا أنني في بدء جولتي الميدانية دخلت ناديا وشاهدت منظر النساء وهن يسبحن فلم أستطع إكمال الجولة بنفس اليوم لعظم ما رأيت !! ومما يحز في النفس ويضاعف معدل الأمر أن بعضها تضع لوحات تؤكد على مسألة الاحتشام والالتزام بالستر داخل النادي فإذا دخلت علمت أن القضية مجرد تغطية وتضليل ليس إلا ..فالكلام في واد والواقع في واد بعيد كل البعد !!)[1]

الفصل الثاني
المصالح المرجوة من إنشاء النوادي النسائية

من خلال اطلاعي على ما كتب تبين أن هناك عدة مصالح في نظر المؤيدين من خلالها طالب من طالب بإنشاء نواد للنساء ، فمن تلك المصالح :

المصلحة الأولى : إن إقامة هذه النوادي تقضي على وقت الفراغ لدى الفتيات .
والجواب :
أولاً : إن كانت الفتاة تعمل أو تتعلم فأين وقت الفراغ الذي تملكه فالموظفة تجلس في عملها ثمان ساعات في مقر عملها أو قريبا من ذلك وكذا الطالبة فإذا عدن إلى المنزل فالموظفة تعود لرعاية بيتها وأسرتها وهو من أعظم الأعمال الشاقة على المرأة ، وإن كانت طالبة فهي تقضي وقتها في مراجعة دروسها والإعداد لها .

ثانياً : هناك مجالات يمكن من خلالها أن تقضي المرأة وقتها مع الفائدة العظيمة فمن تلك الأعمال :

ـ المشاركة في دور تحفيظ القرآن الكريم ..تتعلم فيها كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله  صلى الله عليه وسلم  ، وتتربى فيها على موائد القرآن فتخرج امرأة صالحة ترعى زوجها ، وتربي أولادها ، وتزداد إيمانا على إيمانها .

ـ فتح المجال لإنشاء الجمعيات الخيرية النسائية لإقامة البرامج النافعة والدورات المختلفة كدورات الحاسب الآلي والخياطة والطبخ ونحوها .

ـ المشاركة في المؤسسات الخيرية ـ الأقسام النسائية ـ إقامة البرامج المتنوعة للنساء .

ـ المشاركة في مكاتب الدعوة التعاونية ـ الأقسام النسائية ـ في التنسيق لأقامة الدروس والدورات والمحاضرات ونحوها من الأعمال الخيرية .

ـ حث أصحاب الأموال لإقامة أسواق نسائية خاصة لتزاول المرأة مهنة البيع والشراء وعرض منتجاتها على صاحبات المحلات التجارية في تلك الأسواق .

ـ إقامة مسابقات ثقافية متنوعة ( بحوث ، حفظ ، أسئلة ..)وترصد لها جوائز قيمة .

المصلحة الثانية : إزالة الترهل الذي جرى للكثير من بنات المسلمين والسمنة التي طغت عليهن .
والجواب :
أولاً : لماذا لا يبحث عن أسباب ذلك الترهل ليتم علاج الموضوع بجدية ..أليس وجود الخادمات من أسباب الترهل ؟! أليس الترف والدلال من أسباب الترهل ؟!! فلماذا لا تقام حملات إعلامية في بيان أثر ذلك وإقناع الناس بالاستغناء عن الخادمات في البيوت ليتم القضاء على السمنة .

ثانياً : ولماذا لا يطالب الناس بالتخفيف من الطعام استجابة للأوامر الربانية والتوجيهات النبوية ، فالله تعالى يقول : } وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ { [ الأعراف :31] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه ، فإذا كان لا محالة فاعلا ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه ) رواه أحمد [2]

ثالثاً : الواقع يثبت ارتفاع نسبة السمنة في صفوف الشباب مع وجود النوادي الرياضية لهم فقد ذكرت ( إحدى الدراسات أظهرت أن 52% من البالغين في المملكة يعانون من البدانة، ويعاني منها أيضا 18% من المراهقين و15% من الأطفال دون سن المدرسة!!!) [3]. فإذا كانت النوادي لم تنفع في الشباب مع حبهم الشديد للرياضة فهل ستنفع مع النساء ؟!!

رابعاً : يمكن إزالة الترهل بغير هذه النوادي والتي ثبت من خلال التجربة أنها لا تفيد كثيرا في إزالة الترهل فمن تلك الدراسات : ـ

ـ قال الباحث موئيل سيرز : ( لقد أظهر البحث الذي أجريناه أنه على المدى البعيد النساء اللواتي يبدأن ممارسة التمارين الرياضية في أجوائهن المنزلية لكون ذلك يناسبهن أكثرهن أكثر احتمالا للاستمرار ببرنامج التمارين والمحافظة على خفة الوزن ، من اللواتي يتجهن إلى الأندية الرياضية ) وقد تناولت الدراسة التي أجراها الباحثون في جامعة فلوريدا (49) امرأة سمينة وغير نشطة بحدود (190) رطلا و (49) سنة من العمر ، وطلب من النساء ممارسة المشي المعتدل لمدة ساعة كل يوم ولخمسة أيام في الأسبوع ، وقدمت للنساء مشورة حول تخفيف الوزن وخطة للحمية الغذائية الوزن وخطة للحمية الغذائية مع التشجيع على المواظبة على التمارين…وتم في الدراسة تقسيم النساء المشاركات إلى مجموعتين تمرن أعضاء المجموعة الأولى على أجهزة المشي في أحد الأندية ، فيما مارس أعضاء المجموعة الثانية بالمشي في الطرق . وبعد ستة أشهر كانت نسبة تخفيف الوزن متساوية تقريبا في المجموعتين وكذلك نسبة المشاركة في التمارين والحالة الصحية العامة .

ولكن بعد مضي سنة كاملة كانت المجموعة التي تمارس التمارين في المنزل متقدمة كثيرا وبعد (15) شهرا كان أعضاء هذه المجموعة قد خففوا وزنهم أكثر بكثير مما خففه أعضاء الفريق الآخر ، حيث بلغ متوسط الخسارة (25) رطلا في المجموعة الأولى و 15 رطلا في الثانية . وبعد 12 شهرا كانت سبع أعضاء قد انسحبن من ممارسة التمارين فيما انسحبت امرأة واحدة من مجموعة التمارين المنزلية . وقال الخبير الفيزيولوجي ريتشارد كوتن الناطق باسم ( مجلس الأمريكي للتمارين ) إن المغزى القوي للدراسة هو أن ممارسة التمارين في المنزل لها قيمتها فعلا ، وأن الذهاب إلى النادي الرياضي يجده كثيرون غير مناسب )[4]

فإذا إزالة الترهل يمكن أن تقوم به المرأة في بيتها من خلال إطلاعها على كتب التمرينات الرياضية المناسبة فتمارسها وهي في بيتها وبين أولادها دون الحاجة إلى الخروج من منزلها.

خامساً : إن من التناقضات الموجودة في النوادي وجود مطاعم تنسى المرأة نفسها إذا رأتها ، تقول مجلة أسرتنا : ( وجبات شهية من كل ما لذ وطاب ، مشروبات حارة وباردة ، عصيرات من كل الأنواع بجميع الأشكال ، فطائر شطائر ، حلويات ، شكولاته بسويكت ..كلها تعرض بطرق مغرية عبر شاشات زجاجية وقد هيأت الكراسي والطاولات بطريقة ساحرة ..!! فتجد المرأة تنتهي من حصتها الرياضية ثم تتجه نحو إحدى الطاولات وتبدأ في التهام الأطباق المختلفة لتعوض ما فقدته من سعرات حرارية ..) [5] فهل ستزيل المرأة سمنتها في مثل تلك النوادي التي يتم عرض تلك الوجبات أمامها ؟

المصلحة الثالثة : إقامة هذه النوادي لتوفير المكان المناسب للتدريب ، والبعد عن التعرض للمعاكسات ونحوها .
والجواب :
أولاً : من خلال إطلاعنا على حال الأندية الموجودة في بلاد الحرمين وفي خارجها في عالمنا الإسلامي يتبين للمنصف أن الأندية تعتبر بؤرة فساد هي أيضا ؟ ألا يمكن أن تتعرض المرأة إلى تصويرها عبر كاميرات الفيديو ينظر إليها كل سافل من الناس ؟ ألا تلبس المرأة في تلك الأندية ملابس فاضحة تبرز مفاتن المرأة وأماكن الجمال فيها مما يثير غيرها من النساء فيها ؟ وإن ظاهرة الإعجاب في صفوف النساء لتشكل خطرا عظيما لا تخفى على كل ذي لب .

ثانياً : يمكن أن تقوم المرأة بمزاولة الرياضة من خلال الآلات الخاصة لهذه الغاية وهي ولله الحمد تملأ الأسواق .

ثالثاً : لا يخفى أن المرأة مطالبة بأعمال كثيرة جدا في بيتها حتى أن عمل المرأة في بيتها يصنف في ضمن الأعمال الشاقة فهو يتطلب مجهودا كبيرا ..[6] وهذه الأعمال تعد وسيلة لتفريغ الطاقات الزائدة وقد ( أكد فريق من الباحثين الأمريكيين أن الأعمال العادية التي يقوم بها الشخص يوميا في منـزلة كالكنس والغسيل والعمل بالحديقة والمشي ..لها فوائد التمارين الرياضية ، فهي تقي من انسداد الشرايين والإصابة بأمراض القلب .)[7]

بل إن ممارسة التمرينات الرياضية في المنزل أكثر فائدة منها بالأندية ، وقد ( أظهرت دراسة أن ممارسة التمارين الرياضية في المنزل قد يكون أكثر فائدة من التمرين في ناد رياضي . وقد اكتشف الباحثون أن النساء اللواتي يمارسن الرياضة في المنزل يفقدن وزنا أكثر ويصبح شكلهن أحسن من النساء اللواتي يمارسن التمارين في النوادي الخاصة ، وقد جاء في الدراسة التي نشرت في مجلة ( الاستشارات ) التي تصدر عن الجمعية الأمريكية لعلم النفس أن النساء السمينات الخاملات بوسعهن مباشرة وتنفيذ برنامج للتمارين الأيروبية في المنزل .

وقال العلماء أن الدراسة تحمل أنباء طيبة للنساء اللواتي لا يجدن الوقت الكافي أو يجدن صعوبة في الذهاب إلى الأندية الصحية .

وقد ( أكد استفتاء أمريكي أجري في ست ولايات أن 34 % من الفتيات والنساء لا يفضلن ممارسة الرياضة بشكل منتظم اعتقاداً منهن أنها تؤثر على أنوثتهن ، وتؤكد التقارير الصحية أن أعمال المنـزل العادية أفضل أنواع الرياضة التي تناسب تكوين المرأة )[8] .

المصلحة الرابعة : إن إيجاد هذه النوادي الرياضية يفتح فرص عمل جديدة للمرأة
والجواب :
أولاً : أن تكاليف الأنفاق عليها سيكون أضعاف مضاعفة من الموارد المنتظرة منها ، ولا أدل على ذلك من الأندية الرياضية التي أنشتأتها الدولة لرعاية الشباب حيث تعيش تحت وطأت الديون المتراكمة ، مع أنها تعيش على دعم الدولة وهبات أعضاء الشرف التي تتجاوز عشرات الملايين ومع ذلك لم تنجح في أداء ما أنيط بها على الوجه السليم .

ثانياً: كم ستنفق الدولة لإعمار هذه النوادي في كافة مدن المملكة ؟ وهل إجريت دراسة في مدى الجدوى الاقتصادية من مثل هذا العمل ؟ وكم نسبت العاملات في مثل هذا القطاع ؟!! وهل تناسب هذه النسبة مصروفات الدولة التي تنفقها على تلك المراكز ؟!!وما مدى الإنتاجية العائدة على البلد من مثل هذه النوادي ؟!!

ثالثاً: هناك مجالات عديدة يمكن من خلالها فتح فرص وظائفية جديدة لعمل المرأة دون الحاجة إلى تكليف الدولة مبالغة طائلة لا ثمرة عظيمة منها ، فمن تلك المجالات:

أ ـ فتح مجال العمل عن بعد ، بحيث تعمل المرأة وهي في بيتها أعمال كثيرة وتستلم راتباً على ذلك العمل كأن تعمل مدخلة بيانات أو لترجمة الخطابات أو نحوها من الأعمال التي يمكن أن تقوم بها المرأة داخل بيتها دون الحاجة إلى اللقاء المباشر ، وهذا المجال عمل به في كثير من الدول الصناعية في العالم وقد اثبت نجاحه ، ولذا قمتُ بدراسة الموضوع وجمع الدراسات الغربية لجدوى هذا العمل .

ب ـ إعداد مراكز لتدريب النساء على مهن مختلفة تناسب المرأة كالخياطة والطبخ وفن التجميل والحاسب الآلي ونحوها من الأعمال .

ج ـ إقامة مستشفيات خاصة بالنساء يكون كافة طاقم التشغيل فيه نساء ، فسيحقق فرص عمل وظائفية كبيرة للنساء .

د ـ دعم دور تحفيظ القرآن الكريم النسائية لما لها من الأثر الفعال في تربية النساء وفيها فرص وظائفية جديدة .

وهذه الأعمال وغيرها من الأعمال تقضي على الفراغ لدى الفتاة وفيها منفعة تعود على الفتاة وعلى المجتمع ككل بخلاف الأندية الرياضية التي تكالف المبالغ الطائلة ولكن دون جدوى اقتصادية من جراءها .

الفصل الثالث
المفاسد المتوقعة من النوادي النسائية

من خلال الوصف الدقيق الذي وصفته مجلة أسرتنا لحال النوادي الموجودة في بلاد الحرمين يتبين أن مفاسدها عديدة منها :

أولاً : من أشد المخالفات التي أكدت عليها كاتبة التحقيق قضية اللباس فهي تقول : ( أقولها بصراحة متناهية وبلا تردد أن أسوأ ما في تلك الأندية هو اللباس الذي ترتديه عاملات وعضوات النادي ، فهو في أبسط صوره ، عارٍ للغاية ، وهي صفة عامة لكل الموجودات ، بنطلونات ضيقة وخفيفة وبلايز عارية وضيقة كذلك ، أما في المسابح والسونا فالأمر أشد وطأة ، غياب تام ..تام ..تام للحياء والستر !! ) والنبي  صلى الله عليه وسلم  يقول : ( ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى )[9] ولباس المرأة لمثل هذه الملابس يعرضها للوعيد الشديد الذي جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صنفان من أهل النار لم أرهما ... ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) .

ثانياً : ذهاب حياء المرأة والذي هو سر جمالها ورونقها ، كما جاء في التحقيق : ( أما في المسابح والسونا فالأمر أشد وطأة ، غياب تام ..تام ..تام للحياء والستر !! )

وأي قيمة للمرأة إذا ذهب حياؤها الذي هو رونقها وجوهرها ولبها ؟

ثالثاً : كثرة خروج المرأة من بيتها لتمارس الرياضة في هذا النادي وعدم استقرارها في منـزلها ؟ وهل الشرع يستحث خروج المرأة من بيتها ؟! والجواب جاء في القرآن فقال سبحانه : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } [ الأحزاب :33] وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال: " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ) رواه الترمذي [10]..قال القرطبي ـ رحمه الله ـ: (معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى ، هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن و الإنكفاف على الخروج منها إلا لضرورة )[11] وقال الإمام أبو بكر الجصاص ـ رحمه الله ـ : ( وفيه الدلالة على أن النساء مأمورات بلزوم البيوت منهيات عن الخروج ) [12] وقال المودودي ـ رحمه الله : ( إن مقام المرأة ومستقرها هو البيت ، وما وضعت عنهن واجبات خارج البيت إلا ليلازمن البيوت بالسكينة والوقار ويقمن بواجبات الحياة العائلية ، أما إن كان بهن حاجة إلى الخروج فيجوز لهن أن يخرجن من البيت بشرط أن يرعين جانب العفة والحياء ..)[13] وإذا كانت المرأة مأمورة أن تؤدي أعظم فرائض الدين بعد الشهادتين في بيتها وهي الصلاة ولا تخرج فكيف نطالب بإقامة نوادي للنساء !! عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت النبي  صلى الله عليه وسلم  فقالت يا رسول الله إني أحب الصلاة معك ، قال : ( قد علمت أنك ن الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي ) قال فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل . رواه أحمد بإسناد صحيح [14].و أُعفيت أيضا عن الجهاد في سبيل الله تعالى ، كما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : جئن النساء إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فقلن يا رسول الله : ذهب الرجال بالفضل بالجهاد في سبيل الله أفما لنا عمل ندرك به عمل المجاهدين في سبيل الله فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ( مهنة إحداكن في البيت تدرك به عمل المجاهدين في سبيل الله ) [15]

وأُعفيت عن النفقة فيلزم وليها أن ينفقها عليها قال تعالى } الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ { [النساء:34]

فكيف نقول لها الآن اخرجي لمزاولة الأعمال الرياضية في الأندية النسائية ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!!

وينبغي أن تدرك المرأة المسلمة جيدا أنها مستهدفة لإفسادها ومن ثم إفساد غيرها ولا وسيلة لإفساد الأمم كلها أسرع من ( تحرير المرأة ) أي إخراجها إلى طريق الرجل لتفتنه وتفسد أخلاقه .

فقالوا : ينبغي أن تخرج المرأة بأي ثمن إلى الطريق ..تخرج بحجة الاستقلال الاقتصادي ..تخرج بحجة ممارسة حقها في الحياة ! تخرج بحجة التعليم أو العمل ..تخرج لمزاولة الرياضة ..المهم أن تخرج ..ولكن أهم من ذلك أن تخرج في صورة إغراء ، لأنها إن خرجت محتشمة متحفظة محافظة على أخلاقها ..فلا فائدة إذن من كل التعب الذي تعبناه في إفساد البشرية ..ينبغي أن تخرج المرأة في صورة تفتن الرجل وتغرية ..

رابعاً : من سيتولى شؤون المنزل والأولاد إذا ذهبت الأم إلى النادي ؟ وكم سيستغرق التدريب ؟ وتأمل معي حتى تعلم صدق ما أقول وأن هدف هؤلاء ليس إعطاء المرأة حقوقها وأن تعمل ويجعل لها ناد ونحوه ولكن هدفهم خروج المرأة من بيتها بأي وسيلة ، المهم أن لا تبقى حبيسة بيتها وطهرها وعفافها .

لو حسبنا كم سيستغرق الطريق ذهابا وعودة ؟ وكم سيستغرق التدريب ـ علماً أن الذين يطالبون بخروج المرأة من سترها وعفافها يطالبون لها بالعمل والنادي والقيادة والأسواق والملاهي والحدائق و المطاعم العائلية ..فلو حسبنا الوقت حسابا عقليا كم تحتاج المرأة لتزاول ذلك كله ؛ العمل سبع ساعات ، النادي أربع ساعات على الأقل [16]، قيادة السيارة والازدحام في الطرق ساعتان ، العشاء في مطعم ساعتان مع الطريق ذهابا وإياباً ..غير ما تبقى من المطالب المشبوهة ، يصبح مجموع الساعات خمس عشرة ساعة ، وهذا يستدعي بقاء المرأة خارج منـزلها إلى ما بعد العشاء ـ فما أن تعود إلا والأولاد قد ناموا ليتأهبوا لدراستهم الصباحية المبكرة ، وهي كذلك معذبة مرهقة لا تريد إلا النوم ، فما هو نصيب أولادها منها خلال ذلك اليوم ؟ وما هو نصيب زوجها منها ؟ وما هو نصيب أعمالها المنـزلية ؟ وما هو نصيب أقاربها وأرحامها ؟ بل وما هو نصيبها هي من الراحة النفسية الآمنة داخل عش الزوجية ؟ بل أكبر من ذلك كله ما هو نصيبها من طاعة ربها حيث قال } وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى { [ الأحزاب :33] .

خامساً : ليس ممتنعا اطلاع الأجانب على عورات النساء في مثل هذه الأماكن ، لا سيما والحقل الصناعي اليوم يوفر وسائل متطورة وحديثة للتجسس والرصد من بعد .( وقد شهدت مدينة الدار البيضاء في أحد حماماتها العمومية الخاصة بالنساء في أوائل التسعينات ما يشهد بصحة هذا التوقع )[17] .

وإذا كانت صور النساء بدأت تظهر الآن في المدارس والجامعات من خلال كميرات الجوال فهل سيكون حال النوادي أكثر أمنا من المدارس والجامعات ؟!! وإذا كان وضع الفتاة في المدرسة أشد تسترا فماذا لو التقطت صورتها وهي في المسبح أو السونا أو بالبنطال ؟!!

سادساً : هل سيقف الأمر عند حد إنشاء نواد نسائية فقط ؟ أم هذه خطوة أولى تتبعها خطوات ، من وجود مباريات مختلطة ، ونواد مشتركة ، فلا حاجة في إنشاء نواد مستقلة ؟!وما الداعي لها ؟! وهكذا حتى يختلط الحابل بالنابل !!

وهل لم يبق من مشاكلنا وحاجتنا إلا أن ننشئ النوادي ؟ أم هناك ما هو أهم من ذلك.. فكم من المدارس نحتاجها ؟ وكم من الضروريات نريدها ونحن إليها أحوج بكثير من هذه النوادي .يقول أحدهم : ( هناك مناسبات قيمة في جهات عدة مساهمة من دول الخليج كأندية الفتيات في الشارقة تنظم دورات مهمة وبطولات أهم بين الفتيات والغائبة الوحيدة فيها عن التمثيل الفتاة السعودية المليئة بطاقات الإبداع والابتكار والمهارات عالية المستوى ؟ لماذا هذا التغيب لتجمعات الفتيات حيث الحاجة الاجتماعية الماسة منهن لذلك ؟!! )[18]

سابعاً : من المعلوم لدى الجميع حاجة الأسرة المسلمة ـ في مثل هذا الوقت ـ إلى الاقتصاد في الإنفاق فإذا فتحنا لها بوابة أخرى من أبواب استنـزاف الأموال فإن الأمر سيزداد سوءاً ، وهاهو أحدهم يصرح بذلك ويقول : ( هي كذلك فرصة استثمارية ناجحة ومضمونة مادامت مرتبطة بالمرأة ، بادروا بانتهازها بأسرع وقت ممكن ) وقد تقدم في كلام التحقيق الذي أجرته مجلة أسرتنا والأسعار الباهضة في قضايا يمكن الاستغناء عنها ..إذاً النادي لن يكون مجانيا والملابس الخاصة بالنادي كذلك وأجرة النقل وتكاليفه ونحو ذلك من الأمور التي تستنـزف أموال الأسرة بلا حاجة ملحة .وهذا يعد من الإسراف الذي نهينا عنه قال تعالى : } وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ { [ الأعراف :31] وقال تعالى : { إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا } [ الإسراء :27].

ثامناً : ومن المفاسد أيضا التعرف على بعض الزميلات التي تؤثر على أخلاقها وسلوكها ودينها ، فإن مما لا مرية فيه أن هذه النوادي يرتادها الصالح والطالح ،والطالح أكثر ؛ لأن الصالح مشغول بما هو أهم من هذا وأجدر ، والمرء على دين خليله ...تقول مجلة ( أسرتنا ) : ( العاملات بتلك الأندية بدءاً بموظفة الاستقبال وانتهاء بالمدربات والإداريات وحتى عاملات المقهى والمطعم تجدهن يرتدين بنطلونات ضيقة لاصقة وبلايز مخصرة تكاد تتفجر من ضيقها ، عموما يخيل إليك وكأنك في صالة لعرض الأزياء )

وإذا كان حضورها لهذا النادي سيترتب عليه مفاسد في دينها وأخلاقها فهل الأولى حضورها أو تركها لمثل هذه النوادي ؟!! فإنها إذا حضرت شاهدت ما يسبب قسوة في قلبها ، وضعفا في دينها ..فهي ترى تلك النساء الكاسيات ..وتشاهد الملابس الفاضحة ..وتسمع الأغاني الصاخبة ..فأي قيمة للصحة إذا ضعف الإيمان وزال ، ولقد صدق القائل :

يا خادم الجسم كم تسعى لخدمــــته     اتعبت نفسك فيما فيه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها    فأنت بالروح لا بالجسم إنسان

تاسعاً : ومن المفاسد : إصابة المرأة بالعين ، لأن المرأة تظهر في النادي رشاقتها واعتدال قوامها وحسن جسمها فتراها امرأة أخرى أقل منها جمالاً ورشاقة فتغار منها فربما أصابتها بالعين ، والنبي  صلى الله عليه وسلم  يقول : " أكثر من يموت من أمتي بالعين " رواه أحمد بإسناد حسن . وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْعَيْنُ حَقٌّ " رواه البخاري وغيره .يقول النووي في الحديث : ( إثبات القدر وصحة أمر العين وأنها قوية الضرر ) نسأل الله السلامة والعافية .

عاشراً : روى الترمذي عن جابر رضي الله عنه أن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال :" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام" [19] .وفي هذا الحديث دليل على وجوب أن يمنع الولي أهله من دخول الحمام ..وإنما منع النساء من دخول الحمام لعدة علل منها لأنها مظنة لكشف ما يحرم عليهن كشفه فمنعهن من ذلك سداً للذريعة إلى المحرم . والمراد بالحمامات المنهي عن دخولهن ما يجتمع فيه مجموعة للاغتسال ، وسميت حمامات لما يكون فيها من الاغتسال بالحميم وهو الماء الحار ، فأما مواضع الاغتسال في البيوت وهي التي يخلو فيها الإنسان وحده ويسمونها الحمامات أيضا فليست من الحمامات المنهي عن دخولها لأنه ليس فيها اختلاط ولا كشف عورات عند الناس ، والنوادي فيها مسابح ويحصل فيها من التفسخ والتكشف ما يلزم الرجال منع نسائهم من إدخالهن في مثل تلك النوادي لئلا يقعن فيما حرم الله تعالى.

الحادي عشر : وجود الأغاني المسموعة والمرئية في تلك النوادي ، جاء في التحقيق الصحفي الذي قامت به مجلة أسرتنا : ( لا يوجد نادٍ واحد بلا موسيقى وقد سألت القائمات على جميع الأندية وبلا استثناء هل يمكنني الاشتراك بالنادي وممارسة الرياضة بلا موسيقى ؟ وتأتي إجاباتهن مسبوقة بدهشة كبيرة ..بالطبع لا يمكن ..فالطلب غريب لم يصل آذانهن من قبل " كما قلن " !! ولكن ..أليس من استثناء ؟ واحدة فقط ..قالت : إذا اشتركت بجهاز رياضي ـ ليس عندهم سواه ـ نتيح لك فرصة اختيار ما تودين سماعه ، فرآن كريم ، أو أغاني موسيقية ، فحرية الاختيار متاحة للجميع !!

وهناك ما هو أشد وأنكى ..شاشات تلفزيونية كبيرة جدا في القاعات تعرض أغاني مصورة تثير طرب المدربات والمتدربات سويا !! )

واحتوى هذا الكلام على قضيتين :

الأولى : سماع الأغاني ومعلوم كلام أهل العلم وفتاويهم في بيان حرمتها وأنها بوابة من بوابات الزنى . يقول الله تعالى : } وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ { [ لقمان: 6 ] .

قال الواحدي وغيره : أكثر المفسرين على أن المراد بلهو الحديث الغناء قاله ابن عباس و عبدالله بن مسعود . قال أبو الصهباء سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: } وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ { فقال : والله الذي لا إله غيره هو الغناء يرددها ثلاث مرات .

ويقول الفضيل بن عياض : الغناء رقية الزنى .وقد قال يزيد بن الوليد : ( يا بني أمية ..إياكم والغناء ..فإنه يذهب الحياء ..ويزيد الشهوة ..ويهدم المرؤة ..وإنه لينوب عن الخمر ..ويفعل ما يفعل السكر ..فإن كنتم لابد فاعلين ..فجنبوه النساء ..فإن الغناء داعية الزنا ) [20].

والثاني : عرض صور المغنين والمغنيات على النساء ومعلوم ما يفعله أولئك من تغنج وتفسخ في اللباس مما يثير تقليد ضعيفات الإيمان لهم في كلامهم ولباسهم ، وهذه الفتنة ـ فتنة تقليد المغنيات ـ موجودة عند شريحة ليست بالقليلة عند نساء المسلمين.

الثاني عشر : إذا كنا نرى وضع النوادي الرياضة للشباب يعتريها ما يعتريها من العديد من التجاوزات سواء على مستوى الشكل أو على مستوى المضمون فلماذا تعاد نفس التجربة مرة أخرى ؟!! وكما يقال ؛ التجربة خير برهان .

الثالث عشر : من سيتولى تدريب النساء ؟ هل ستكون من أهل هذا البلد ؟ وإن كان كذلك ؛ فما مدى خبرتها ؟!!وربما سببت مضاعفات خطرة على المرأة بسبب الجهل ببعض آليات التدريب ؟!! وإن وجدت المدربات ..فهل عندنا العدد الكافي للقيام بهذه المهمة ؟!! وإن كانت من بلد آخر فما مدى تمسكها بآداب الإسلام وشعائره خاصة ونحن ندرك وضع المجتمعات الأخرى ومدى التساهل في قضية العورات وكشفها فهل من الأمانة أن يتولى بنات المسلمين أمثال تلك النسوة ؟!! ونحن لم نصل إلى حد الضرورة في مثل هذه القضية .

الرابع عشر : أن خروج الفتاة إلى النادي فرصة للفساد حيث يمكنها ضرب المواعيد مع من تريد من الشباب أو الفتيات والذهاب معهم بدون علم الأهل ، فالأهل يظنونها في الناد !! وقد تابعت مراكز هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقبضت على حالات من مثل هذا عند أبواب النواد النسائية الرياضية .
 

الفصل الرابع
البدائل المناسبة

ـ القيام بالأعمال الرياضية داخل المنـزل والمكتبات الإسلامية تزخر بالكتب التي يمكن الاستفادة منها في بعض التمارين الرياضية المهمة للمرأة .

وقد أجرت مجلة أسرتنا في عدد (40) استفتاء جاء فيه :

ـ ما رأيك : إذا كانت المرأة حريصة على الرياضة فهل يمكنها ممارستها في بيتها بنجاح ؟ فأجاب 91% بنعم ، و7% لا ، 2% ربما .

فيمكن للمرأة التي تعاني من هذه السمنة أن تمارس الرياضة في بيتها .

و إذا كانت المرأة ترغب في رياضية المشي فيوجد الآن في الأسواق الآت للمشي عليها يمكن للمرأة الاستفادة منها ووضعها في المنـزل فتحقق بذلك رغبتها وهي في قعر بيتها بدون مضايقات المعاكسين ولا أضرار الشمس ولا غير ذلك وهي في أثناء ذلك يمكن لها أن تستمع إلى شريط هادف فتجمع بذلك بين مصلحتين التربية البدنية والتربية العقلية والنفسية .أو يمكن أن مزاولتها في المنتزهات البرية البعيدة عن المدينة ، والبعيدة عن مضايقة الفضوليين .

ـ الاستغناء عن الخادمات والقيام بالأعمال المنـزلية ومزاولتها لما لها من الأثر الفعال على جسم المرأة كما تقدم إثبات ذلك من خلال الدراسات التي أجريت .

ـ الاعتدال في الطعام والشراب فتصيب منهما ما تقيم به صلبها ، ويحفظ عليها صحتها ونشاطها ولياقة جسمها ، مستهدية بقول الله تعالى : { وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } [ الأعراف :31] وبقول النبي  صلى الله عليه وسلم  وهديه في الاعتدال بالطعام والشراب : " ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه ، فإذا كان لا محالة فاعلا ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه " رواه أحمد [21] وبقول عمر رضي الله عنه : إياكم والبطنة في الطعام والشراب ، فإنها مفسدة للجسد ، مورثة للسقم ، مكسلة عن الصلاة ، وعليكم بالقصد فيهما ، فإنه أصلح للجسد ، وأبعد عن السرف ، وإن الله تعالى ليبغض الحبر السمين ، وإن الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه " [22]

ـ الإكثار من نوافل الصيام : إذا كانت بلا زوج ، وإذا كانت ذات زوج فلا تصوم وهو شاهد إلا بإذنه .

ـ الإكثار من نوافل الصلاة [23]..وهذه وصية النبي  صلى الله عليه وسلم  لربيعة بن كعب حين طلب من النبي  صلى الله عليه وسلم  مرافقته في الجنة فقال له  صلى الله عليه وسلم  : " عليك بكثرة السجود " رواه مسلم

وقال  صلى الله عليه وسلم  : " اعلم أنك لن تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها درجة وحط بها عنك خطيئة " رواه أحمد عن أبي أمامة [24]

وأخيرا : الاهتمام بالزوج فجميل من المرأة أن تهتم بمنزلها ونظافته ولكن كل ذلك لا فائدة منه إذا لم تهتم بزوجها وذلك من خلال الاستقبال الحسن له والترحيب به والاعتناء بخدمته ونحو ذلك مما لا تجهله المرأة العاقلة .
 

الفصل الخامس
الحكم الشرعي لإنشاء النوادي النسائية

إذا علم ما تقدم تبين أن إنشاء النوادي النسائية لا يجوز لما يلي :

روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صنفان من أهل النار لم أرهما ..وذكر : ( ونساء كاسيات عاريات ، مميلات مائلات ، رؤسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا )[25]

ووجه الدلالة من الحديث : أن الفتيات في تلك النوادي سيرتدين ملابس إما أن تكون ضيقة تحدد حجم الأعضاء أو تكون قصيرة أو شفافة فتدخل في هذا الوعيد الشديد الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ،والواقع الموجود في بعض الأندية القائمة في بعض المستشفيات والمراكز الطبية ومشاغل الخياطة [26] ونحوها تؤكد هذه القضية ، كما تقدم بيانه ، يقول الإمام النووي رحمه الله : ( هذا الحديث من معجزات النبوة ، فقد وقع هذان الصنفان وهما موجودان ، وفيه ذم هذين الصنفين ، قيل معناه : كاسيات من نعمة الله عاريات من شكرها ، وقيل معناه تستر بعض بدنها وتكشف بعضه إظهارا لحالها ونحوه . وقيل معناه تلبس ثوبا رقيقا يصف لون بدنها . وأما (مائلات ) فقيل معناه عن طاعة الله وما يلزمهن من حفظه ، ( مميلات ) أي يعلمن غيرهن فعلهن المذموم . وقيل ( مائلات ) يمشين متبخترات مميلات لأكتافهن . وقيل ( مائلات ) يمشطن المشطة المائلة وهي مشطة البغايا . ( مميلات ) يمشطن غيرهن تلك المشطة . ومعنى رؤسهن كأسنمة البخت : أن يكبرنها ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوها.

ما رواه أبو داود عن أبي المليح رحمه الله قال : دخل نسوة من أهل الشام على عائشة رضي الله عنها فقالت : ممن أنتن ؟ قلن من أهل الشام ، قالت : لعلكن من الكورة التي تدخل نساؤها الحمامات ؟ قلن : نعم ، قالت : أما أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى )[27]

ولا شك أن المشاركة في النادي تحتاج المرأة فيه إلى نزع ثيابها لأداء الحركات بخفة وسهولة ، وهذا ما يحدث بالفعل في تلك النوادي .

القاعدة الشرعية تقول : ( درء المفسدة الراجحة مقدم على جلب المصلحة المرجوحة ) وهي من مقاصد الشريعة ، وصورتها : إذا رجحت المفسدة على المصلحة في الشيء الواحد يجب تقديم درء المفسدة ، وتغليب حكمها على جلب المصلحة ، وهذه القاعدة متفق عليها بين أهل العلم دون خلاف ، والأصل فيها قول الله تعالى :{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا } [البقرة:219] فالله تعالى ذكر في هذه الآية أن في الخمر منافع إلا إن الحكمة الإلهية والمصالح الشرعية تحرمها ، لأنها تشتمل على مفاسد وآثام أضعاف تلكم المنافع اليسيرة ،ولو سلمنا بوجود مصالح في النوادي للفتيات إلا أننا بالنظر إلى ما يترتب عليها من مفاسد نجده أضعافا مضاعفة بالنسبة لتلكم المصالح القليلة النسبية التي لا تكاد تذكر ، لأن مفاسدها قد بلغت من الخطورة ما لا ينكره عاقل ممن يستطيع أن يفرق بين التمرة والجمرة !! خاصة مع وجود البدائل المناسبة .

ومن الأدلة قاعدة ( سد الذرائع ) وقد أجمعت الأمة على سد الذرائع ، والذريعة ما أفضى إلى الحرام ، وكذلك ما كان مظنة للحرام ، ودليلها قوله تعالى :] وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ[[الأنعام :108] فمنع من سب الأصنام عند من يعلم أنه يسب الله تعالى حينئذ ، وقد استدل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على سد الذرائع بـ أربعة وعشرين وجهاً [28]، وكذا ابن القيم رحمه الله بـتسعة وتسعين دليلا[29] ، وكذا نقل الإجماع عليها الإمام الشاطبي[30] وغيره من أهل العلم .

ولا يخفى ما عليه واقع النوادي النسائية في المجتمعات المسلمة ولذا يقال بالمنع سداً للذريعة المفضية إلى الحرام ..فمن يضمن أن يتوقف الأمر على هذه النوادي فقط ؟!! ، ومن يضمن أن هذه النوادي خالية من المحاذير الشرعية ؟ ومن يضمن ألا تصور بنات المسلمين وهن يلبسن ملابس الرياضة وتنشر صورهن في مجامع الفجار وأراذل الخلق ؟ وقد جاءت النصوص الشرعية في بيان أن المرأة فتنة للرجل بل هي أضر الفتن ، يقول النبي  صلى الله عليه وسلم  :( ما تركت فتنة أضر على الرجال بعدي من النساء ) متفق عليه [31]. وقال  صلى الله عليه وسلم  : ( إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها ، فناظر كيف تعملون ؟ فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) رواه مسلم [32].

فإذا ثبت ذلك فإن من الحكمة والتعقل أن يتريث الإنسان فيما يتعلق بقضايا المرأة وأن يتريث فيما يتعلق بها من أحكام سداً لكل ذريعة مفضية للحرام .

من القواعد الشرعية قاعدة : ( يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام ) فيجوز للإمام أن يجبر من أحدث في الطريق العام ما يضره بإزالته وإن كان فيه ضرر عليه دفعاً للضرر العام ، وكذا يقال في النوادي النسائية ..يتحمل الضرر الخاص وهو عدم الحركة لدى شريحة محدودة من النساء لدفع الضرر العام وهو ما سيحصل من مفاسد في إنشائها ، علما أنه لن يكون هناك حتى الضرر الخاص لأن المرأة يمكن أن تمارس الحركة والتمارين المناسبة في بيتها .

وختاماً .. هذا سؤال وجه إلى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ :

ما رأى سماحتكم بنوادي النساء التي لا يدخلها الرجال ، وهل على المرأة من ضرر في حضورها ؟

فأجاب : سئلت عن هذه المسألة ، سألني مندوب الجزيرة في أيام مضت عن مسائل منها النوادي التي للنساء ، فقلت له : لا أرى مانعا من نوادي النساء إذا كانت مصونة لا يغشاها إلا النساء فلا بأس بهذه الشريطة ، وهي أن تكون بين النساء وأن لا يغشاها إلا النساء ، ثم بلغني أنها حملت على النوادي الني اعتادها الشباب ـ النوادي الخارجية ـ التي يذهبون إليها ، فأعقبت المقال بمقال آخر نشر في الجزيرة أيضا بينت مرادي بالنوادي ، وأنه ليس مرادي بالنوادي نوادي الرجال أو ما يجانسها من النوادي ، التي يكون فيها الاختلاط بين الرجال والنساء أو كشف العورات أو غير ذلك من المنكرات ، وإنما أردت بالنوادي النوادي التي تقيمهما بعض المدارس للخطب والمذاكرة بين النساء مع المدرسات والطالبات ،فكون مديرة المدرسة تقيم ناديا للمحاضرة أو المناقشة بين الطالبات أو بين المدرسات فهذا هو المقصود.[33]

-----------------------------------
[1] ـ مجلة أسرتنا عدد 40 ، شهر رجب 1424 هـ .
[2] رواه أحمد (4/132 ) والترمذي 4/18)
[3] ـ جريدة الرياض ، الخميس 03 شوال 1424العدد 12942
[4] جريدة الرياض عدد
[5] ـ عدد (40 ) ص 34 .
[6] تأملات في عمل المرأة ص26
[7] مجلة الأسرة عدد50 ص21
[8] انظر : كتاب " دنيا " ص 30 مالك الأحمد .
[9] ـ رواه أبو داود ورقمه (4010) من حديث عائشة رضي الله عنها .
[10] ـ ورقمه (1173) وقال الترمذي : حسن غريب .
[11] تفسير القرطبي 14/179
[12] أحكام القرآن (5/229-230)
[13] الحجاب ص313 . وانظر للفائدة كتاب "عودة الحجاب "(3/252) وما بعده .
[14] ـ رواه أحمد (6/371) وابن خزيمة (1689) وقال الحافظ في الفتح (2/350) إسناده حسن .
[15] ـ أخرجه المروزي في ( السنة) ورقمه ( 123 ) . قال في المجمع (4/304) : (رواه أبو يعلي (3415، 3416) والبزار (1475) وفيه روح بن المسيب وثقه ابن معين والبزار وضعفه ابن حبان وابن عدي ) قال ابن الجوزي في العلل المتناهية (1041) : هذا حديث لا يصح .
[16] وفي أحد المراكز النسائية فترة العمل من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثانية عشر ظهرا ، ومن الرابعة عصرا وحتى العاشرة مساء ‍‍ ، فما هو نصيب الزوج والأولاد والمنـزل من وقت المرأة ؟
[17] قضايا اللهو والترفيه بين الحاجة النفسية والضوابط الشرعية ص 315
[18] انظر : مجلة أقرأ : (208) تاريخ 13/1/1420هـ .
[19] ـ رواه الترمذي (2801) .
[20] سير أعلام النبلاء (5/376) .
[21] رواه أحمد (4/132 ) والترمذي 4/18)
[22] كنزل العمال 15/433) .
[23] ـ توجد رسالة تثبت أهمية الصلاة لجسم الإنسان والمنافع التي يحصلها من جراءها .
[24] رواه أحمد وصححه الألباني في السلسلة 1488 .
[25] ـ رواه مسلم ورقمه (2128) .
[26] ـ هذه داخل بلاد الحرمين والله المستعان .
[27] ـ رواه أبو داود ورقمه (4010) من حديث عائشة رضي الله عنها .
[28] ـ انظر : الفتاوى الكبرى (3/256) .
[29] ـ انظر : إعلام الموقعين (3/147ـ171) .
[30] ـ انظر : الموافقات (4/194ـ201) .
[31] ـ رواه البخاري ورقمه (4808) ومسلم ورقمه (2740) من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه .
[32] ـ رواه مسلم ورقمه (2742) .
[33] انظر : مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (9/383) .
 

للنساء فقط

  • المرأة الداعية
  • رسائل دعوية
  • حجاب المسلمة
  • حكم الاختلاط
  • المرأة العاملة
  • مكانة المرأة
  • قيادة السيارة
  • أهذا هو الحب ؟!
  • الفتاة والإنترنت
  • منوعات
  • من الموقع
  • شبهات وردود
  • فتاوى نسائية
  • مسائل فقهية
  • كتب نسائية
  • قصـائــد
  • مواقع نسائية
  • ملتقى الداعيات
  • الصفحة الرئيسية