اطبع هذه الصفحة


500 امرأة سعودية يرفعن خطابا لولاة الأمر

 
بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب السمو الملكي الأمير عبدا لله بن عبدا لعزيز آل سعود وفقه الله ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فلا يخفى على سموكم الكريم أن الله تعالى قد كرمنا، وشرع لنا أفضل الشرائع الموافقة لطبيعتنا وجبلتنا (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)، وقد حفظت الشريعة الإسلامية القائمة على العدل كافة حقوقنا، ولهذا كلف الله تعالى الرجال بالنفقة علينا، فقد قال تعالى: (لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله) ، وأُمِرنا بالقرار في البيت كما قال الله تعالى: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) لتحقيق السكن والمودة والرحمة وبناء الأسرة كما قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) وهذا هو الموافق لطبيعتنا وتكويننا النفسي والجسدي، فنحن مهيئات للأمومة وتوابعها، وهذا هو عملنا الحقيقي الطبيعي وهذا ما عاشت عليه المرأة - سعيدة مطمئنة - من عهد النبوة وإلى اليوم ، ولم يُعرف في تاريخ المسلمين الطويل من يطالب بإخراج المرأة من بيتها ويدعو إلى مخالطتها للرجال في الميادين العامة ومزاولة الأعمال كالرجال دون اختلاف إلا في هذا العصر من قبل دعاة التغريب، وقد عبر هؤلاء عن المرأة العاملة بمهمتها الأساسية وهي الأمومة ورعاية الأسرة بأنها عاطلة لأنه ليس لديها عمل عند أجير وهذا إلغاء لدورنا الأساسي ، ولاشك أنه عندما تكون هناك ضرورة أو حاجة شخصية أو اجتماعية للعمل فلا مانع منه ، أما أن يكون هدفا لإخراج المرأة من بيتها واستغلال حاجتها المادية التي فرضتها الظروف الاقتصادية الحالية وتوظيفها في مواقع غير آمنة بل ومسيئة لها ولمكانتها في الأسرة وفي المجتمع , فهذا ما ننكره ونرفضه.

ولنا يا صاحب السمو عبرة في دول أخرى قريبة أخرجت المرأة من بيتها تحت شتى الشعارات والدعوات فأصبحت تعاني الأمرّين بسبب البطالة والفقر الذي عانى منه الشباب , ناهيك عن التدهور الاجتماعي الخطير الذي آلت إليه هذه المجتمعات.

إننا – يا سمو الأمير - نشهد هذه الأيام حملة شعواء تهدف إلى امتهان مكانة المرأة بصور شتى لتكون سلعة جسدية ممتهنة وذلك من خلال توسيع دائرة عمل المرأة لتعريضها للاختلاط بالرجال ، لقد أُقحمت المرأة إلى سوق العمل لتصبح مثل الرجل دون مراعاة لخصوصيتها الشرعية والطبيعية وذلك كمندوبات تسويق ومذيعات ومضيفات في الرحلات الجوية ، وفي الفنادق ، وبائعات في الأسواق العامة، ونادلات في المطاعم والشاليهات وغيرها وهذا ينذر بخطر عظيم على المرأة والرجل على حد سواء.

إن من مقاصد الشريعة العظمى حفظ العِرض ، وذلك بمنع الذرائع المفضية إلى الفاحشة وهو من أعظم حقوق المرأة والرجل أيضا، وانتقاصه عدوان على الدين ومحبةّ لإشاعة الفاحشة قال تعالى: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون). لقد تغافل الكتاب و الصحفيون - الذين يدعون إلى استغلال المرأة وخروجها من بيتها – عن الحقوق الصحيحة للمرأة ، فتعلقوا بكل وسيلة تجعلها عرضة للتحرش والفساد الأخلاقي ، وتركوا الحاجة الحقيقية للمرأة مثل: ارتفاع نسبة الطلاق، والعنوسة ، وعدم توفير المناخ الصحي المناسب المحافظ للخصوصية الشرعية والأخلاقية، وعدم توفير الرعاية الاجتماعية للفقيرة والأرملة منا ، وحالات هروب الفتيات من بيوت آبائهن.

أصبح من المشاهد وبشكل فاضح إيذاء المرأة والتحرش بها في الأسواق والأماكن العامة، وعند بعض مدارس البنات، فكيف يكون الحال لو أُذن – لا قدر الله – بقيادة المرأة للسيارة أو خرجت المرأة لمخالطة الرجال في الأعمال ؟

صاحب السمو: نلاحظ أنه يتكلم باسم المرأة أقوام لم نوكلهم في الحديث عنا بأمور تخالف أحكام الإسلام ويصورون أن تلك هي مطالب المرأة السعودية مع أنه خلاف الواقع تماما ، حيث أننا مجتمع يقوم على تعظيم الإسلام في عقيدته وقيمه وأخلاقه ولا نرضى بما يخالفه ونرفض ذلك ونأباه.

إننا يا صاحب السمو رعية قد ولاكم الله أمرنا وأمانة عظيمة في أعناقكم وستسألون عنها يوم القيامة وعليه فإننا نطالب بما يلي:

أولا: الانطلاق في كل قرارات الدولة – ونخص منها ما يتعلق بالمرأة المسلمة – من منهج الإسلام ومنع أي قرار يفضي ولو على المدى البعيد إلى اختلاط المرأة بالرجال ، ولا يراعي خصوصيتها الشرعية والطبيعية والتخطيط لقضايا المرأة المسلمة وفق هذا الأساس مع توفير الفرص الوظيفية لها وهي قارة في بيتها ( العمل عن بعد ) .

ثانيا: إيقاف القنوات الفضائية المفسدة لأخلاق المرأة المسلمة ، والتي تعرضها سلعة للشهوة و الإغراء الجنسي لا سيما وأن أكثرها ممولة من رأس مال سعودي مثل قناة (إل بي سي) وقناة (الإم بي سي) ، وروتانا ، وأوربت ، ومجموعة الشوتايم ، وباقة الأوائل وغيرها ، وعدم السماح لها بالإعلان في الصحف المحلية ، وهذه من أعظم حقوق المرأة الأخلاقية.

ثالثا: تمكين أصحاب الآراء المنطلقة من ثوابت الشريعة والغيورين على مصلحة الوطن والمواطن من الرد على أو محاورة من يطالب بالتغييرات التي تؤدي إلى الإخلال بثوابت المجتمع وأمنه من منطلق هادئ ورصين وعلمي وإلزام الصحف ووسائل الإعلام المختلفة بعدم احتكار الآراء أو مصادرتها وفق نمطية تخدم توجهات فئة معينة فقط من المجتمع .

رابعا: إيقاف الكتابات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية التي تخالف منهج الإسلام في شئون المرأة كالدعوة لمساواتها بالرجل، واختلاطها بالرجال ودعوتها للعمل في كل مكان مثل الفنادق والمحلات التجارية أو مندوبات تسويق وغيرها.

خامسا: إنشاء وزارة مستقلة للمرأة تجمع التعليم والعمل وشؤون المرأة عموما، ويشرف عليها علماء شرعيون مع الاستفادة من الأخيار في كافة التخصصات.

سادسا: الوقوف بحزم ضد الممارسات المحرمة شرعا في الأسواق والكبائن والشاليهات والقرى السياحية كدرة العروس وغيرها ، والتي يحصل فيها من الفساد الأخلاقي ما لا يرضي الله تعالى مثل: قيادة النساء للدبابات البحرية بملابس عارية ، والتبرج والسفور والرقص المختلط وغيرها من المحرمات، والعمل على تمكين رجال الهيئة من دخول هذه الأماكن لأن هذا ضمان للسياحة المحتشمة المهذبة والمحافظة.

سابعا: تنمية المرأة من خلال برامج عملية وتوعوية، وتثقيفها دينيا ، وصحيا ، وتربويا ، وأخلاقيا من خلال مراكز نسائية خاصة في الأحياء منضبطة بضوابط الشرع.

ثامنا: إعادة صياغة مناهج الدراسة لتوافق طبيعة المرأة، واحتياجاتها الأسرية، والتوسع في مناهج العلوم الشرعية، واللغة العربية، والتدبير المنزلي والآداب والسلوك والرعاية والأمومة.

تاسعا: إنشاء مراكز مستقلة تُعنى بحماية المرأة من تأثيرات وسائل التغريب المعاصرة ، وتعالج مشكلاتها الحقيقية ، وتدافع عن مظالمها ، ورفع الجور عنها بواسطة القضاء الشرعي النزيه ، وتعمل على تقديم الاستشارات العائلية والخاصة بكل أنواعها: الشرعية والنفسية ، والاجتماعية ، وتسند إلى علماء شرعيين ، ومتخصصين في الشؤون الأسرية والنفسية.

عاشرا: إنشاء وسائل إعلامية - مقروءة ومسموعة - متعلقة بشؤون المرأة ، منضبطة بضوابط الشرع المطهر ، وتعالج قضايا المرأة بمنهجية شرعية ، وأسلوب معاصر يتناسب مع الواقع ومتطلباته.

صاحب السمو: نحن واثقات تمام الثقة بأن هذه المطالب لا يعجز سموكم الكريم عن تحقيقها والأمر على من يلزم بتنفيذها والوقوف بحزم ضد التجاوزات الشرعية لأدعياء حقوق المرأة ، وإننا نسأل الله تعالى أن يوفقكم لكل خير ، وأن يبعدكم عن كل شر ، وأن يعينكم على مسؤولياتكم ، وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
 



سجل رأيك وعبر عن موقفك ..

http://www.almoslim.net/issue/show_issue_main.cfm?id=49&start=1

http://www.alqlm.com/index.cfm?method=home.con&contentid=183
 


وأخيرا نطقت الأغلبية الصامتة: وقفات مع خطاب الـ 500 امرأة
 زاهر الشهري

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

اطّلعت بسعادة -كما اطّلع الجميع- على خطاب المطالب العشرة الذي تقدمت به أكثر من 5 امرأة سعودية إلى ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز يطالبن فيه بعشر مطالب.

سرّني هذا الخطاب لعدة أسباب أسردها تباعاً وهي عبارة عن قراءة متأنية لهذا الخطاب:

1- البناء والتأصيل الشرعي:
مما أكسب خطاب المطالب هذا قوّته هو النفس الشرعي الذي بُني عليه حيث يُلاحظ التأصيل الشرعي لوضع المرأة في الإسلام من خلال الاستدلال بالقرآن الكريم في العرض وهذا مما يكسب المقال تميزاً وأصالة فنحن في بلد مسلم يتميز عن باقي العالم باحتضانه لأطهر بقعتين في العالم وخروج النور السماوي منه وانطلاق ركب الدعوة منه بل وخرجت منه آخر الدعوات التجديدية نقاءً فلذلك كان هذا الخطاب يسير في هذا الجو العام والنسق الحضاري الممتد عبر العصور.

2- الوعي بالمخاطر التي تتعرض لها المرأة المسلمة السعودية:
لقد كان الخطاب واعياً بالمخاطر التي تحيق بالمرأة السعودية ولذلك جاء الخطاب ليشير إليها بوضوح وبقوة فالخطاب أشار إلى:

الوعي بدور المرأة الحقيقي وبالدور الذي يريده لها دعاة التغريب والعلمنة وهو ما ذكرنه في مقالهن (فنحن مهيئات للأمومة وتوابعها، وهذا هو عملنا الحقيقي الطبيعي وهذا ما عاشت عليه المرأة - سعيدة مطمئنة - من عهد النبوة وإلى اليوم ، ولم يُعرف في تاريخ المسلمين الطويل من يطالب بإخراج المرأة من بيتها ويدعو إلى مخالطتها للرجال في الميادين العامة ومزاولة الأعمال كالرجال دون اختلاف إلا في هذا العصر من قبل دعاة التغريب، وقد عبر هؤلاء عن المرأة العاملة بمهمتها الأساسية وهي الأمومة ورعاية الأسرة بأنها عاطلة لأنه ليس لديها عمل عند أجير وهذا إلغاء لدورنا الأساسي) وكذلك علمهن بالمخاطر الحقيقية لقيادة المرأة للسيارة من خلال الواقع الذي يعايشنه ويرين آثاره حيث (أصبح من المشاهد وبشكل فاضح إيذاء المرأة والتحرش بها في الأسواق والأماكن العامة ، وعند بعض مدارس البنات ، فكيف يكون الحال لو أُذن – لا قدر الله – بقيادة المرأة للسيارة أو خرجت المرأة لمخالطة الرجال في الأعمال ؟ )

القنوات الفضائية وخطرها الديني والأخلاقي على الأسرة ككل وعلى أساس الأسرة وهو المرأة على وجه الخصوص، والإشارة بشكل أكثر صراحة إلى تلك القنوات التي تُدار بأموال سعودية والتي هي مكمن الداء ومصدر البلاء فلو صرفت ملايين ( Rotana-MBC-LBC-ART-ShowTime-Orbit—الأوائل وغيرها) على مراكز رعاية الأيتام وتأهيل الأرامل والمطلقات وبرامج الرعاية الاجتماعية بل لو دُفعت لصندوق الفقر لكان كافياً أن يصنع مجتمعا متماسكاً منتجاً فضلاً عن إنشاء المصانع و المرافق الإنتاجية على أعلى المستويات المعيارية ودعم الخدمات الصحية الخيرية.

فالخطاب يشير ضمناً إلى الخيانة التي تمارسها هذه القنوات من خلال تخدير المجتمع وصنع مجتمع منحل أخلاقياً هشّ سلوكياً منسلخ قيمياً.

الصحف وكتابها الذين يتحدثون إما سطحياً أو بخبث مبيت عن أمور سطحية يرون أنها هي الأساس ويضخون كماً هائلا من الرسائل اليومية التي تشير إلى أن خلاص المرأة السعودية هو في خلق فرص وظيفية مختلطة وفسح المجال لها لتقود السيارة متجاهلين مشاكل أعمق بكثير تمثل (الحاجة الحقيقية للمرأة مثل: ارتفاع نسبة الطلاق، والعنوسة ، وعدم توفير المناخ الصحي المناسب المحافظ للخصوصية الشرعية والأخلاقية، وعدم توفير الرعاية الاجتماعية للفقيرة والأرملة منا ، وحالات هروب الفتيات من بيوت آبائهن.)

سوق العمل وما يحويه من مشاكل عميقة مثل الأعمال التي لا تليق بها كامرأة فقد جُعلت سلعة رخيصة يستغلها الرجال لتسويق سلعهم البائرة وجني الأموال بأي طريقة فأصبحت مندوبة مبيعات وسكرتيرة ومندوبة تسويق وعاملة سنترال ومذيعة ومضيفة في الرحلات الجوية ، وفي الفنادق ، وبائعة في الأسواق العامة، ونادلة في المطاعم والشاليهات وغيرها وموظفة استقبال على أعلى طراز من السلوك الاجتماعي (الجذاب)، هذا غير أنه يؤدي إلى مشكلات أعمق مثل البطالة لدي الرجال وزيادة مستوى العنوسة.

3- رفضها أن يتحدث باسمها من ليسوا أهلاً لذلك:
فالعجيب في هذا الموضوع هذا العدد الكبير من الموقعات على الرغم أننا في الصيف والجميع في أجازة الصيف ينشغل بالسفر والتمتع بالأجازة الصيفية مما يشير ضمناً إلى أن هذا الخطاب لو خرج في غير هذا الوقت لربما بلغ عدد الموقعات عشرة أضعاف هذا الخطاب.

فضلاً عن أن هذا الخطاب حينما علم به بعض من لم يوقعوا عليه أبدوا أسفهم لذلك وتمنوا لو شارك أهلوهم في التوقيع.

أقول هذا الكلام ليتضح بجلاء صدق المقولة التي ذكرنها الموقعات على الخطاب حينما أشرن إلى (أنه يتكلم باسم المرأة أقوام لم نوكلهم في الحديث عنا بأمور تخالف أحكام الإسلام ويصورون أن تلك هي مطالب المرأة السعودية مع أنه خلاف الواقع تماما ، حيث أننا مجتمع يقوم على تعظيم الإسلام في عقيدته وقيمه وأخلاقه ولا نرضى بما يخالفه ونرفض ذلك ونأباه.) لقد أزعجنا أذناب الغرب دعاة الليبرالية و مروجي التغريب والعلمنة بتباكيهم على الأغلبية الصامتة من النساء اللاتي يقعن أسيرات لفحولة الرجال المغلوبات على أمرهن المحرومات من حقوقهن فإذا الأغلبية الصامت تنطق أخيراً وتقول بصوت عالٍ: لا.. دعوني وشأني.. لا تتحدثوا باسمي.. لا أرضى غير الإسلام بديلاً.. و لا غير العفة والطهر والأمان خياراً.

4- المطالب والحلول:
لقد امتازت المطالب و الحلول المقدمة من هؤلاء النسوة الفاضلات بعدة أمور:

واقعية: حيث طالبن بالتحاكم إلى شريعة الله في كل ما يخص المرأة مثل حرمة إيجاد وظائف مختلطة للمرأة ووجوب إنشاء مستشفيات بطاقم نسائي كامل أو منعزل عن الطاقم الرجالي بالكامل ومنع عمل المرأة مندوبة مبيعات أو نادلة أو مضيفة.

كما طالبن بإيقاف القنوات الفضائية المفسدة عن بث هذا العهر الفضائي اليومي وواقعية هذا الطلب تكمن في أنه خاضع للإرادة السياسية فعندما كان بعض التجار السعوديين يقومون برعاية بعض البرامج الحوارية في قناة الجزيرة منعتهم الدولة من ذلك، بمعنى أن بإمكانها أن تمنع غيرهم من إفساد البلد أخلاقياً كما كانت تمنع آخرين من دعم برامج تؤدي بعض الأحيان إلى زعزعة البلد أمنياً وسياسياً بل كانت تمنع بعض هذه القنوات الممولة سعودياً من استضافة بعض الشخصيات التي لا تريدها.

مُواكبة: حيث طالبن بإيجاد وسائل مقروءة ومسموعة تُعنى بشئون المرأة و حاجياتها منضبطة بضوابط الشرع المطهر ، وتعالج قضايا المرأة بمنهجية شرعية ، وأسلوب معاصر يتناسب مع الواقع ومتطلباته.

فضلاً عن مطالبتهن بإيجاد فرص عمل (عن بعد) تضمن لها بقائها قارّة في بيتها مراعية لأبنائها وزوجها.

حيوية وعميقة: حيث لم يكن ينظرن بأنانية مطلقة فقد تحدثن بحرقة عن أثر فتح مجالات متعددة للمرأة دون النظر إلى أثر ذلك من حيث زيادة نسبة البطالة الرجالية فهن ينظرن بحيوية إلى الأثر المترتب على الشباب فهم أبناء الحاضر وأزواج المستقبل ورجال الغد وعماد الأمة.

كما نظرن بحيوية إيجابية إلى ضرورة إنشاء وزارة للمرأة تُعنى بكل شئونها وتُراعي خصوصيتها الشرعية والأخلاقية وتصون لها عفتها وتدافع عن حقوقها.

ولقد كان من أجمل ما في الخطاب ما طلبنه حين أشرن إلى ضرورة (إنشاء مراكز مستقلة تُعنى بحماية المرأة من تأثيرات وسائل التغريب المعاصرة ، وتعالج مشكلاتها الحقيقية ، وتدافع عن مظالمها ، ورفع الجور عنها بواسطة القضاء الشرعي النزيه ، وتعمل على تقديم الاستشارات العائلية والخاصة بكل أنواعها: الشرعية والنفسية ، والاجتماعية ، وتسند إلى علماء شرعيين ، ومتخصصين في الشؤون الأسرية والنفسية.) وكذلك إشارتهن إلى (إعادة صياغة مناهج الدراسة لتوافق طبيعة المرأة ، واحتياجاتها الأسرية ، والتوسع في مناهج العلوم الشرعية ، واللغة العربية ، والتدبير المنزلي والآداب والسلوك والرعاية والأمومة.) إن هذا الخطاب بصدق يشير إلى أن من كتبنه كن بحق يكتبنه بقلوبهن المشفقة الحانية كأمهات ومحبة كأزواج ومشرقة كبنات. فلله درهن.

الحرية الشرعية: فمطالبتهن بإيقاف من يسمحون لأنفسهم بطرح ما يشاءون من أفكار غير شرعية ومطالب محرمة وفي الجانب الآخر تمكين أصحاب الآراء المنطلقة من ثوابت الدين الشرعية ومنطلقاته القيمية من الحديث بحرية هو دلالة على معرفة مؤصلة بمعنى الحرية وتطبيقاتها وأنهن يعين تماماً ماذا يعني حديث السفينة.

العفة والجو النظيف الآمن: لقد كان واضحاً من الخطاب أن المرأة بطبيعتها تحب العيش بأمان بعيداً عن الأجواء المشحونة و المتوترة وهي فطرة المرأة التي خلقها الله عليها وهو أحد المعاني للمعنى الشامل القرار في البيت يتضح هذا من خلال تعبيرهن في الخطاب حينما انتقدن دعاة التغريب حينما يرغبون في (توظيفها في مواقع غير آمنة بل ومسيئة لها ولمكانتها في الأسرة وفي المجتمع ) ويتضح جلياً من تخوفهن من فتح المجال لقيادة المرأة للسيارة حين قلن (أصبح من المشاهد وبشكل فاضح إيذاء المرأة والتحرش بها في الأسواق والأماكن العامة ، وعند بعض مدارس البنات ، فكيف يكون الحال لو أُذن – لا قدر الله – بقيادة المرأة للسيارة أو خرجت المرأة لمخالطة الرجال في الأعمال ؟) كما أن مطالبتهن بتعزيز دور أكبر لهيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تجاه المنكرات وإيقاف الفساد المستشري في الأماكن السياحية والأسواق والوقوف بحزم تجاه هذه المنكرات كل هذه دلالات على أن مطالبهن هي العفة و الطهر والنقاء و حسن الديانة –نحسبهن كذلك-.

كذلك فإن مطالبتهن بإيقاف القنوات المفسدة هو توضيح لمدى الإستياء الشديد من المرأة فيها (والتي تعرضها سلعة للشهوة و الإغراء الجنسي) لذلك جاء هذا الخطاب لتعزيز أن المرأة عموماً و السعودية خصوصاً تحب الجو العفيف الطاهر الآمن الذي تشع في جنباته أشعة الاستقرار و الهدوء و السعادة.

الإبداعية: فقد جاءت بعض الحلول إبداعية تنم عن عقول واعية مبدعة منتجة خلابة يتضح ذلك من خلال ما طرحنه – بارك الله فيهن- حين طالبن بـ (تنمية المرأة من خلال برامج عملية وتوعوية، وتثقيفها دينيا ، وصحيا ، وتربويا ، وأخلاقيا من خلال مراكز نسائية خاصة في الأحياء منضبطة بضوابط الشرع.) وحينما طالبن بتعزيز (العمل عن بعد) و (إنشاء وزارة مستقلة للمرأة يشرف عليها علماء شرعيين) .

5- ميزة الخطاب:
أ) نسائي بالكامل: وبالتالي فهو تمثيل واقعي لرغبة المجتمع الحقيقية فضلاً عن أنها أول مرة يتم فيها رفع خطاب نسائي لولاة الأمر في البلد.

ب) متنوع الفئات: حيث تضمن فئة الأكاديميات اللاتي يُدرّسن في الجامعات وكليات التربية و الطبيبات والمعلمات و العاملات في المجال الصحي و الموظفات و طالبات الجامعة والمدارس وربات البيوت المتعلمات فضلاً عن أن أكثر من نصفهن هن من العاملات، هذا التنوع يدلّ على واقعية الخطاب وتمثيله لجميع الفئات وليس (نخبوياً) يغرّد (خارج السرب) ويسبح (عكس التيار).

ج) أنه يأتي في فترة يتباكى فيها أذناب الغرب و دعاة التغريب و الليبراليون على الأغلبية الصامتة التي يتحدث باسمها من لا يمثلون رغبتها الحقيقية وذلك حينما خرج بيان العلماء والدعاة الـ 118 الذي يرفض قيادة المرأة للسيارة، فكان هذا خطاب المطالب هذا قاصمة لظهر لأذناب الغرب ودعاة التغريب.

د) مستوى الغليان الذي وصل له المجتمع مما يقوم به دعاة التغريب و العلمانيون في البلد من انتهاك للحدود الشرعية وتجاوز للقيم و المبادئ والأسس الشرعية أدى إلى خروج هذا البيان وهذا يبين أن على الدولة اتخاذ إجراءات حازمة تجاه هذا الطابور الخامس.

ه) الشمولية: فقد جاء الخطاب هذا شاملاً لكثير من مطالب المرأة السعودية المشروعة على عكس غيرها من المطالبات أو البيانات التي خرجت في الفترة الأخيرة فبدءاً من التحاكم إلى الشريعة الإسلامية وانتهاءً بإنشاء وسائل إعلامية مقروءة ومسموعة كلها شاملة متوازنة وواقعية.

و) حجازي المنشأ: حيث خرج من منطقة مكة المكرمة (جدة ومكة) ولهذا الخطاب أثر كبير إذ أنه خرج من منطقة دائماً ما يمتدحها أذناب الغرب بأنها مركز التغيير ومنها يخرج التحرير – زعموا – وليس هذا عصبية مقيتة ولكنه إشارة قوية إلى أن هذا البلد بكل مناطقه بلد الإسلام والشريعة و المحافظة والطهر والعفاف ومقاومة التغريب. لقد راهنوا على جدة ومكة في أيام الانتخابات البلدية وفشلوا بنسبة 1% وهذا الخطاب كذلك يشير – بعون الله – إلى أنهم سيفشلون في رهانهم على إفساد المرأة انطلاقاً من جدة ومكة بنسبة 1%.

6- دور الخطاب في مواجهة الضغوط الخارجية:
أعتقد أن هذا الخطاب سيعطي انطباعاً خارجياً بأن هذا البلد لن يرضخ للمطالب (السياسية) التي يحاول الغرب أن يمليها علينا من خلال المطالبة المباشرة أو من خلال عملائه المنثورين في عرض البلاد وطولها.

7- رفض تحكّم الأقلية الفاسدة (دعاة التغريب) في الأكثرية الصالحة:
فهذا الخطاب وبهذا العدد يمثل ضمنياً أن خيار هذا الشعب هو الرفض التام لأن يتحكم فيهم أعداء الدين دعاة التغريب و تجار الفساد مهما بلغت سلطتهم وقوتهم المالية ومستوى الدعم الذي يلقونه خارجياً وإنما هم مثل الورم الذي لا يلبث أن يُبتر ويموت.

8- خيار هذه الدولة هو الإسلام ومن يقف في صفها هم (من يسميهم دعاة التغريب) الإسلاميون فهم البعد الحقيقي للدولة فليسوا ممن يضع يده في يد العدو لخدمة مصالحهم الخاصة، وليسوا ممن لديه الاستعداد أن يعتلي ظهر دبابة غربية ليكون دليلاً لغزو البلد وتدمير مقدراته، بل لقد شهد التاريخ بأنهم هم الوقود الذي لا ينضب في الدفاع عن حوزة الدين وحفظ حياض البلد.

9- ننتظر الآن رد فعل الدولة فهل ستقوم بتحقيق المطالب العشرة؟ وهل ستقوم بالوقوف بحزم تجاه القنوات المفسدة؟ وهل ستوقف كتبة الإعلام الأصفر؟ هل ستضع إجراءات أكثر حزماً تجاه الأعمال المختلطة و الوظائف المحرمة؟ هل ستأخذ على يد من سلطوا أموالهم لفرض الفساد على المرأة؟ وهل ؟ وهل؟ .. هذا ما سننتظره وسنقول مثل ما قلن الموقعات على الخطاب: (نحن واثقات تمام الثقة بأن هذه المطالب لا يعجز سموكم الكريم عن تحقيقها والأمر على من يلزم بتنفيذها والوقوف بحزم ضد التجاوزات الشرعية لأدعياء حقوق المرأة ، وإننا نسأل الله تعالى أن يوفقكم لكل خير ، وأن يبعدكم عن كل شر ، وأن يعينكم على مسؤولياتكم ، وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح)

1- الدور المطلوب لتعزيز هذا الخطاب:
أ‌- جمع توقيعات (نسائية) ممن رغبن ولم يوقعن على الخطاب من جميع أرجاء المملكة ورفعها إلحاقياً للأمير عبدالله بن عبدالعزيز.
ب‌- رفع خطاب تأييد (رجالي) لهذا الخطاب.
ج- تفعيل دور أئمة المساجد والخطباء لدعم هذا الخطاب.
د- جمع التوقيعات الإلكترونية وذلك بالمشاركة في موقعي شبكة القلم ونور الإسلام ومن ثم إرسالها لموقع الديوان الملكي على الانترنت. وأخيراً فهذه عشر وقفات على عشر مطالب رفعها 5 امرأة يمثلن فئات المجتمع المتعددة أسأل الله عز وجل أن ينفع بهن وأن يجعلهن قرّة أعين لأهليهن وأن يبارك في أعمارهن وأعمالهن وأن يرزقهن الذرية الصالحة.

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
 

محبكم زاهر الشهري أبو عمر
 

للنساء فقط

  • المرأة الداعية
  • رسائل دعوية
  • حجاب المسلمة
  • حكم الاختلاط
  • المرأة العاملة
  • مكانة المرأة
  • قيادة السيارة
  • أهذا هو الحب ؟!
  • الفتاة والإنترنت
  • منوعات
  • من الموقع
  • شبهات وردود
  • فتاوى نسائية
  • مسائل فقهية
  • كتب نسائية
  • قصـائــد
  • مواقع نسائية
  • ملتقى الداعيات
  • الصفحة الرئيسية