اطبع هذه الصفحة


وقد كثر الحديث عني ... هيـــا نصــنع الفـلك !

إكرام الزيد

 
" البطالة النسائية " !
مصطلح المثير صار يتردد كثيراً في المجالس والمحافل .. وفي كثير من الزوايا والتحقيقات والأوراق والأفكار .. حتى صار مادة صحفية خصبة جداً .. يحرث فيها من لم يجد حرثاً !
بالنسبة لي، فقد مللتُ وأنا أتصفح صحف الصباح ( كل صباح ! ) .. من مصطلح ممل باهت اسمه " بطالة النساء " انتشر انتشار النار في الهشيم، حتى كأنّ الكَتبة قد اتفقوا على إثارته جميعاً .. ثم أتبعوه بمطالبة بفتح أبواب وأبواب ونوافذ.. للقضاء على هذه البطالة!
المضحك في الأمر .. هو الاقتراحات التي تطرح لمواجهة طوفان البطالة هذه، فكلّ يجلب بخيله ورجله ليقترح جبلاً يعصمنا من الطوفان .. طيران نسائي .. عسكرية نسائية .. سياحة نسائية .. وما بقي – في ظني – إلا المصارعة النسائية لتكتمل واسطة العقد .. ومؤسف إذ لم أجد – قارئة متابعة – كاتباً واحداً يقول لنا: هيا نصنع الفلك !

بداية .. يجب أن نؤمن أنّ مبدأ البطالة النسائية خاطئ تماماً من منشأه، فليست التي تجلس في بيتها وتبني بصمت هي العاطلة والتي تخرج هي العاملة الفاعلة، وأرجو ألاّ يفهم هذا الحديث خطأ ويتم الخلط .. فالواقع يقول أنّ على النساء أن يعملن، ولا مشكلة في هذا .. لكن ليس معنى هذا أنها إذا لم تعمل في وظيفة رسمية أو غير رسمية، فهي بئر معطلة وقصر مشيد .. فارغ!

هيا نسأل الإعلام ( مربّي العصر ) .. الذي يحرّك هذه الفكرة الغريبة .. لماذا – أيها الإعلام – تقيس نجاح المرأة بمدافعتها الرجال ومزاحمتهم بالمناكب؟!
لم لا يُجعل نجاحها الحقيقي هو أداءها لأشرف الوظائف " التربية " .. فإذا أحسنتْ فيها ونبغتْ، نُظر في النجاح الوظيفي، كالتعليم النظري والعملي ومهارات الحاسب والطب والفنون الجميلة .. لماذا يجب أن تعرض نفسها وتتعب جسدها وتكشف وجهها .. لتكون ناجحة متألقة متميزة .. تتحدث عنها الصحف كأسطورة خرافية تفجرت في مجتمع " النمطيات " ؟!

لماذا لا نتحدث عن طبيبة تنجح في الموزانة بين بيتها وحشمتها وعملها .. ببطولة ؟
لماذا لا ننظر إلى معلمة معطاء في رسالتها .. وهي أمّ مثالية ؟
لماذا لا نصفق لطالبة مطوّرة لاهتماماتها، فاعلة في مجتمعها .. وهي مجتهدة في دروسها ؟

وقياس على ذلك كثير .. مديرة، موجهة، مفكّرة، داعية، رسامة، شاعرة، فنية مختبر، موظفة مصرف، صحفية، كلهن يعمل خارج بيوتهن، وبعضهن مرتباتهن بعشرات الآلاف .. لكن الناجحة الحقيقية فيهن .. هي التي استطاعت بناء أسرة رائعة .. متماسكة .. سليمة المنبت والمنشأ .. مخرّجة لمسلمين فاعلين .. حتى وإن لم تكن متزوجة، إنها معطاء بأخوّتها .. وبنوّتها .. وصداقاتها !

لنؤمن أنّ النجاح الحقيقي ليس في أن تقتحم المرأة كلّ صقع بعيد، وتخوض كلّ بحر لجي، وتعتلي كلّ معترك صعب، بل نجاحها كامن في مهمتها الأساسية .. والتزامها بشرعها، وموازنتها بين احتياج العصر(العمل الوظيفي) واحتياج الفطرة (خاصة شرف الأمومة)، دون إخلال بهما، أو تنازع بينهما، أو ميل لأحدهما على حساب الآخر .. وإذا كان هناك ميل – ولا بد – فيجب أن يكون من أجل المهمة الأساسية لا الفرعية !

وليتَ وزارة العمل التي سمعنا أنها رصدت 20 مليوناً لتوعية المجتمع بأهمية عمل المرأة – زعموا – وكلفت أربع شركات لتضطلع بهذه المهمة العظيمة، أن جعلت هذه الملايين في سبيل توظيف الفتية القاعدين، خاصة أنّ الصحف تسوّق لهم بشكل مجاني!

إنّ هذه دعوة صادقة لإيقاف بث هذا المبدأ الذي سبب خللاً رهيباً في التفكير والتوجهات، خللاً صار يقيس النجاح بالمادة والمظهر .. فنحن نحتاج أمة تعمل .. وأمّـاً تربي .. وكل هذا لن ينشأ .. إلا إذا مات مصطلح البطالة .. ونشأ مصطلح آخر يسمّى:
" فعالية المربيات " !


* كاتبة وعضو في الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
 

للنساء فقط

  • المرأة الداعية
  • رسائل دعوية
  • حجاب المسلمة
  • حكم الاختلاط
  • المرأة العاملة
  • مكانة المرأة
  • قيادة السيارة
  • أهذا هو الحب ؟!
  • الفتاة والإنترنت
  • منوعات
  • من الموقع
  • شبهات وردود
  • فتاوى نسائية
  • مسائل فقهية
  • كتب نسائية
  • قصـائــد
  • مواقع نسائية
  • ملتقى الداعيات
  • الصفحة الرئيسية