سنبلة المحاضرات
* خريجة علوم شرعية ولها نصيب من البلاغة
والفصاحة.. ولكنا لم تسخر ما وهبها الله لها من علم.. متقوقعة على نفسها.. يأكل
منها الكبر وينالها العجب.. الأعذار جاهزة وللشيطان نصيب في صدها عن الدعوة..
أما تلك التي لم تقرأ ولم تكتب فإنها واعظة تلقي المحاضرات بوجود المتقوقعة
التي تعجب من طلاقتها رغم أن حديثها باللغة العامية!! قالت يوماً في معرض
حديثها وهي تعظ مجموعة من المدرسات.. ألا تستطعن أن تقلن.. عليكن بالخوف من
الله.. اتقين الله.. أين الموت.. والحساب؟! إنها كلمات صادقة ولذا لها وقع
صادق. أما تلك فوالله ستسأل عن السكوت يوم القيامة.. يوم تزل الأقدام وتتطاير
الصحف وتتعثر الخطوات.
* حاولت أن تلقي محاضرة ولكنها لم تستطع.. غلبها الحياء الفطري.. فلم تستطع
مواجهة الحاضرات.. قررت أن تكتب المحاضرة كاملة وتدفعها لمن لديه القدرة على
قراءتها.. وكان لها
ذلك.
* ليست داعية بليغة وليس لها نصيب من التعليم ولكنها شاركت في الدعوة إلى الله
من خلال تجميع عناصر بعض المواضيع الإسلامية المهمة وعرضها على الداعيات.. كما
أنها تختار أسماء بعض الكتب الجيدة وتحث على شرائها.
* تحاول قدر المستطاع حضور المحاضرات والاستفادة منها وكتابة بعض العناصر على
ورقة مستقلة لتستفيد منها وتفيد.. وعندما ذهبت مساء لحضور محاضرة انتظرتها
بفارغ الصبر وجدت عند بوابة القاعة جارتها وهي تحمل ابنها.. واشتكت إليها
بأنهم منعوها من دخول المحاضرة والاستفادة من العلم لوجود طفل معها..
فكان أن هبت الجارة المحتسبة وقالت: الحمد لله أنا دائمة الذهاب للمحاضرات وأنت
لا يتيسر لك ذلك دائما.. هيا دعي طفلك معي وادخلي لتسمعي المحاضرة وأنت هانئة
القلب.. بقيت الجارة المحتسبة طوال مدة المحاضرة مع الطفل حتى انتهت المحاضرة.
|