سنبلة الخادمة
*
أرادت أن تكون داعية إلى الله وتساهم في نشر العلم الشرعي والعقيدة الصحيحة..
قالت لخادمتها: هات عناوين أقاربك ومعارفك لكي نرسل لهم رسالة كل شهر تحوي
كتاباً في العقيدة وتصحيح المعتقد والتحذير من البدع.. لمدة عام واحد سوف
يصلهم- إن شاء الله- اثنا عشركتاباً أو أكثر.. هيا
لنبدأ. بدأت تسأل عن عناوين أخرى من خادمات أقاربها حتى زاد ما ترسله شهرياً عن
عشرين رسالة بها كتب مختلفة. قالت وهي تجهز لاحدى الرسائل.. يأتون ويعيشون بين
ظهرانينا سنوات طوال بدون أن نعلمهم أمور الدين والعقيدة..
* اهتمت بأمر الخادمات ورددت: هؤلاء يأتين إلينا سنوات طويلة ثم يعدن إلى
ديارهن ولم يستفدن علما ولم يتعلمن أمور دينهن.. إنهن أمانة في أعناقنا.. بدأت
كل شهر أو شهرين تشتري كتباً وتوزعها على الخادمات.. فرحن بزيارتها ويعلمنها
بإرسال تلك الكتب إلى أهلهن هناك.
* شمرت عن ساعد الجد وقالت: لا أريد خادمة وحثت بناتها على خدمة المنزل والقيام
بشئونه.. فرحن بخدمة والدهن ووالدتهن وتعلمن البر والإحسان إليهم بل وزادت
المحبة والمودة بينهم.. فوقت العمل وقت للحديث والمؤانسة.. طالت الأوقات التي
يقضونها مع بعضهم البعض.. إنها متعة ومؤانسة وقبل ذلك أجر وثواب.
* استقدمت الأسرة خادمة وزوجها.. ولأن لبيوت الأخيار تميزاً.. اشترطت عليها
الحجاب الكامل وعدم التبرج وغشيان مجالس الرجال. ووجهتها بعدم فتح الباب ورفع
سماعة الهاتف.. تذمرت الخادمة في باديء الأمر.. ولكن بعد أن سمعت أشرطة بلغتها
وقرأت كتباً عن الحجاب.. حمدت الله.
لم يقف الأمر عند هذا الحد.. فلبيوت الأخيار تميزاً.. بدأت الخادمة تقوم الليل
تصلي وتتهجد ولا يفوتها صيام أيام البيض ويومي الخميس والأثنين.
* كلما رأيت قريبة لنا لديها سائق ناولتها مجموعة من الكتب في العقيدة وبعض
الأشرطة بلغة السائق وعدد من نسخ القرآن الكريم له ولمن يعرف من السائقين
والعمال.
|