سنبلة الوالدين
*
منذ أن وضعت قدمها على عتبة العمل وهي تعطي والدتها ووالدها مبلغاً من المال
يصل إلى نصف مرتبها.. فلما سئلت من صديقة جاهلة: المبلغ كبير.. وفري بعضه..
احتفظي ببعضه لليوم الأسود..
قالت.. هذه صدقة وصلة ولا أريد أن يحتاجا إلى شيء ولا يجدان في أيديهما المال..
ثم أيتها الأخت هذا العمل أطرد به اليوم الأسود.
* بين حين وآخر تخرج مبلغاً من المال صدقة عن والديها.. ترجو برهما بهذا العمل
وتخلص في ذلك فلا يطلع عليه إلا العليم الخبير.
* تتفقد أمر والديها وترهف سمعها لتتحسس ما هي رغبتهما وماذا يحبان وماذا
يتمنيان.
وعلى استحياء تسأل بطريق غير مباشر والدتها عن والدها..ثم تهب مسرعة لتفرحهما
بما كانا يتمنيان كهدية.
* لم يرزقهن الله بأخ ولكنهن أمهات رجال ونساء مؤمنات يدفعهن إلى الخير ذلك
الفضل العظيم والخير الجزيل الذي وعد الله به من بر والديه.. فعندما ألم
بوالدتهن ألم قررن وهن متزوجات أن يقسمن الأيام بينهن.. وكل واحدة لها يوم تبقى
فيه بجوار والدتها..ورغم المشقة التي يجدنها في الوصول إلى بيت الأم، إلا أنهن
كن بارات طائعات فرحات بهذا العمل.
* كل يوم تردد: ماذا أقدم لوالدي.. هذا الدعاء كل يوم أرفعه لهما في صلاتي..
وعندما أقبل عيد الأضحى أوصت زوجها لشراء أضحية عن والديها وأخفت ذلك كله طمعاً
في إخلاص العمل.
* تقدم رغبة والدتها على جميع رغباتها.. بل إنها تؤجل بعضاً من أعمالها الخاصة
لكي تجلس مع والدتها وتؤانسها في الحديث.
* على الرغم من حداثة سنها فهي بارة بوالدتها.. كأنها عبدة مملوكة بين يديها..
تخدم وتعمل بجد وحرص ويعلو محياها ابتسامة الرضا وتأكد كل ذلك بتفقد ما تحبه
والدتها.. أخذت حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم - على عينها ورأسها: "ففيهما
فجاهد".
|