سنبلة الاحتساب
*
تزوجت فإذا بالزوج محافظ على الصلاة منضبط في سلوكه حسن الخلق في تعامله ولله
الحمد..
ولكن بعد سنوات وقد كثر الأبناء تعرف الأب على رفقة سوء فتأثر بهم وبدأ مشوار
الكسل والضعف والتهاون في أمور دينه.. وبدأ يسهر كثيراً خارج منزله.. رويداً
رويداً بدأ ينحدر في الهاوية.. حتى ترك الصلاة واعتذر بالنوم والتعب والاعذار
الواهية..
نصحته فهو أب لأبنائها.. خوفته ووعظته.. حاولت الإصلاح واتبعته بالدعاء ولكن
الإنحدار كان سريعاً.
أسرت في نفسها شيئاً وعندما ذهبت لأهلها.. هاتفها ليطمئن على وصولهم.. فلم يجد
إلا الصدود والإعراض.. ماذا جرى؟ ما الأمر يا زوجتي؟.
قالت له: تركت لك رسالة مسجلة شرحت لك السبب!!. أسرع ليستمع إلى صوتها فإذا بها
تحدثه عن الحكم الشرعي في عدم جواز بقاء المرأة مع زوج لا يصلي.. وإذا مت على
هذه الحالة.. فلا تغسل ولا تكفن ولا تقبر في مقابر المسلمين.. وليس لك ولاية
على أبنائك الآن.. كيف تفرط في جنب الله.. بدأت تخطو نحو الآخرة.. وغزا شعرك
المشيب وكبر أبناؤك.. ثم هذا عملك؟!.
سمع تلك الرسالة وهاتفها بعد حين وقال.. فكري.. لا تتعجلي.. أين سيكون أبناؤنا؟
وأنت كيف ستعيشين؟! من يذهب بك لمدرستك؟!.
وبدأ يكبر ويهول الأمر ولكن من آمنت بالله واتكلت عليه أجابت:
أنت تتخيل المشاكل وتكبر الأمور.. كثير من البيوت لا يوجد فيها أب وخرج منها
رجال.. لن أعود لرجل لا يصلي ثم إذا أصبت في جنب الله فلا ضير علي.. لقد وطنت
الصبر واعتليت الاحتساب..
في أحد مجالس النساء سمعت رأيها إحدى الحاضرات ممن مجهن الزمن وانحدر بهن الفكر
وصرخت في وجهها كيف تتركين زوجك.. أنت لا تقدرين العواقب..
أجابت الصابرة المحتسبة: لو ذكرت لكم أنه ضربني أو بخل علي لرفعت الأصوات في
المجلس.. كيف تبقين مع من يحقر المرأة.. مع من لا يعطيها حقوقها.. هذا إهدار
لكرامة المرأة هذا وهذا..
أما لأنها الصلاة عمود الدين وركنه الثاني.. فسكتت الناعقات إلا من حديث
الشيطان ووساوسه!!.
فكر وعاند زمناً.. ولكن الصدمة عنيفة والفضيحة كبيرة..بدأ يتراجع ويعود إلى
الله.. عاد إلى زوجته وأبنائه..
قال الحمد لله كنت على بعد خطوات من النار.. هيا لنجدد عقد زواجنا كما قال
العلماء.
|