سنبلة المجالس
*
وضعت في صدر المجلس على طاولة صغيرة: {ولا يغتب بعضكم بعضاً}.. في البداية
الضحكات مكتومة والأعين مشدودة.. وكأنها تقول لهم إياكم والغيبة.. وكلما تحدثت
إحداهن ثم عرجت على ذكر فلانة أشارت صاحبة
المنزل إلى اللوحة.. شيئاً فشيئاً حتى خلت مجالسهن من الغيبة.
* حديثها يأتي كنسمة الصباح المشرق.. تدير الحوار ثم تقفز بالحاضرات من
الموديلات والأزياء لتحدثهن عما جرى في مدرستها.. إنها قصة وفاة ابنة عمها
طالبة لديهم.. ترقق بها القلب ثم تعقب بحديث عن الموت وقصص أخرى.. تحول المجلس
إلى مجلس ذكر وخير.
* في مجلس عام تسلطت عليها امرأة قليلة الحياء بذيئة اللسان عديمة الأخلاق
بالسب والشتم.. قالت في نفسها وهي لا ترد حرفاً واحداً عليها.. لماذا لا أكون
ممن قال الرحمن فيهم:{ والكاظمين الغيظ }.
* مجلس آخر تكررت نفس البذاءة وهي صامتة ساكتة لا تتفوه ببنت شفة.. وبعد شهور
وهي مرفوعة الرأس جاءتها سليطة اللسان تعتذر عما بدر وترجو العفو والصفح.
* للعاملات في الدعوة إلى الله نصيب من النقد وتصيد الأخطاء والتشهير والتقليل
من أعمالهن.. ومن تتبع أصحاب الحديث والكلام لوجد أنهن النائمات فقط. فالتشهير
سهل وتصيد الأخطاء سهل.. ووالله لو لم يعملن لما وجد خطأ.. ولكن ليتكن بقيتن
على نومكن لكان أهون الشرين.
أما الأخت الناصحة الباحثة عن الحق فإنها نادرة.. نادرة.. بها تصحح الأخطاء
وتتدارك الهفوات.
* مجتمعنا مجتمع مفتوح.. البعض أصبح مثل الأسفنج إذا وضع في الماء يمتص كل
شيء.. والكثيرات كذلك وبعض كالإمعة ما إن تسمع حتى تقلد وما إن ترى حتى تحذو..
ولمواجهة جزء من هذا الغزو أخرج العلماء- حفظهم الله- فتاوى فيما استجد من
عباءة مطرزة وبنطلون وطرح مزركشة.. إنها فتاوى مهمة في ورقة أو اكثر.. تقوم
بتصويرها وتوزيعها على مجتمع النساء.. في المدرسة.. والحي والسوق.. وتتابع ما
استجد من الفتن..
|