سنبلة الحي
*
نظرا لضيق الوقت لديها ولرغبتها في أن يعم الخير أرجاء الحي بدأت في تنظيم
مسابقة لحفظ القرآن في الحي ووضعت جوائز قيمة.. ثم بدأت في تسميع حفظ المشاركات
وبعد أن انتهت الدورة دعتهن إلى منزلها لأول مرة.. وذلك لاستلام الجوائز والفرح
بهذا الفضل العظيم..
إنها مسابقة لحفظ القرآن عن طريق الهاتف.. وعندما اجتمعن لديها قالت: هذا جهاز
الهاتف سخرناه لخدمة دين الله ونحمد الله أننا جعلناه أداة للخير ومعيناً على
القرار في البيوت. ثم أردفت كل واحدة منكن تستطيع أن تقيم مسابقة مثل هذه
لأقاربها وصديقاتها ومعارفها وهي في مكانها.
* للجار حق عظيم وقد أوصى به- صلى الله عليه وسلم - أخذت حديث الرسول- صلى الله
عليه وسلم - من أطرافه فقامت بتفقد أحوال الجيران ومواساتهم.
* اجتماع الحي اكتسب طابع الخير.. فمن موعظة حسنة إلى قراءة بعض الأحاديث وحفظ
ومراجعة آيات القرآن.. إلى حصالة للمبالغ المالية تحضر معهم كل جلسة ثم إذا
قاربت على الامتلاء تم استبدالها بأخرى ويذهب ريعها للمشاريع الخيرية. سنوات
بعضهن تتبرع بريال وأخرى بمائة وكل على قدر طاقته وحسب استطاعته.
* تتفقد أرامل الحي وأيتامه وفقراءه.. وتسأل عن المحتاجين.. ماذا تريدون وماذا
ينقصكم.. لهذه العائلة ثلاجة ولتلك غسالة.. ولأخرى أدوات مدرسية.. ثم تشتري تلك
الحاجيات وتبعث بالفاتورة إلى من لديه سعة في المال فيقوم بسدادها.. وهكذا
تنتقل من خير إلى خير..
* تعجبن من عرضها عليهن تعلم الخياطة.. ولكنها مع مرور الأيام بدأت في تنفيذ
ذلك وبدأ نساء الحي يقمن بخياطة بعض ثيابهن.. إنها هواية ومتعة وفيها مع النية
الأجر والثواب.
* لم تقتصر همتها ودعوتها إلى الله على طالبات المدرسة.. بل تعدى نفعها إلى
الجيران فجعلت لهم نصيباً من دعوتها بين حين وآخر تجمع نساء الحي وتلقي عليهن
كلمة توجيهية ذات فائدة
تكون زادهن إلى الآخرة.. وبين محاضرة وأخرى تستضيف زميلة لها لإلقاء المحاضرة
ليكون هناك تجديد وتنويع.
* علمت أن غرس الفضيلة يتمكن في النفوس منذ الصغر فسعت إلى جمع بنات الحي
الصغيرات يومين في الأسبوع في منزلها لمدة ساعة ونصف يحفظن القرآن وتغرس في
نفوسهن معنى الفضيلة وتعلمهن الحشمة والحياء.
* تحث العوائل على زواج أبنائهم وتسارع في البحث لهم عن الزوج الصالح.. وتقدم
من لديها ظروف خاصة أو خوف من انحرافها. وتدل على صاحبة الدين وتثني على تقاها
وورعها.. بين حين وآخر تجمع بين زوجين وهي تدعو بالتوفيق والذرية الصالحة..
وعندما قدمت لها والدة إحداهن هدية ومبلغاً من المال رفضت وقالت لها في
الهاتف.. أنا أعمل لوجه الله..
|