سنبلة مباركة
*
ريعان الشباب كفراشة تنبض بالحياة.. لم يتجاوز عمرها السبعة عشر عاماً.. تحمل
هم الدعوة.. وهم الأمة.. تتحرق شوقاً لرفعة راية الإسلام.. همها منصرف للدعوة..
عيونها تتابع المحاضرات ومتى موعدها ومن ستلقيها.. أما حفظ القرآن فقد إنصرفت بكليتها نحو حفظه.
حركة لا تهدأ فمن نصيحة رقيقة تهديها إلى إحدى زميلاتها إلى كلمة حلوة تدعو
فيها لحفظ القرآن في مصلى المدرسة.. إلى قوة في إنكار المنكر وعدم الصبرعلى
رؤيته.. أما المدرسات فلهن نصيب من دعوتها..
الله أكبر.. لا تراها إلا تتقلب في أنواع العبادة.
يوما أهمها أن ترى مديرة المدرسة لا تلبس الجوارب.. صعدت إليها وسلمت في أدب
رفيع وشكرت المديرة على جهدها..
وقالت: نحن ندعو لك بظهر الغيب وأنت القدوة والمربية والموجهة.. ثم تبعت ذلك..
لا أراك تلبسين الجوارب وأنت تعلمين أن القدم عورة وخروجك ودخولك مع البوابة
الرسمية عبر أعين الرجال يا أستاذتي الفاضلة..
طأطأت مديرة المدرسة رأسها وهي تعلم صدق نصيحة الفتاة فكان أن قبلت وشكرت..
وقالت في نفسها إن الكلمة الصادقة لها رنين ووقع في النفس..
فرحت الطالبة وهي ترى المديرة تستجيب لله ولرسوله وتعود من قريب.. وحمدت الله
على قبول النصيحة.. ولكن هناك أمرا أهمها.. فكرت لمن تبثه.. ولمن تقوله..
* فاجأت مدرسة العلوم الشرعية وهي قدوتها ومربيتها بسؤال عجيب.. يا أستاذتي
الفاضلة.. أين نصيب المستخدمات في المدرسة من الدروس وحفظ القرآن والمواعظ..
هيا لنبدأ معهن. قررت مع مدرستها أن تعلمهن قصار السور ويدعين لحضور المحاضرات
المدرسية.. وبحثن عن داعية في المدرسة صاحبة صبر وجلد وسعة بال وقلن لها: هنا
نساء في منزلة أمهاتنا.. لمن نتركهن؟؟
إنها فتاة الإسلام مباركة أينما كانت.. مباركة أينما حلت وارتحلت..
|