يا ابنة السعودية الحجاب يشترى في فرنسا

عبدالعزيز بن محمد السريهيد

إن الرزية كل الرزية أن يجعل الدين مطية للوصول إلى مخالفة الدين . كثيرا ما نسمع بمصطلح لطيف ( وفق الضوابط الشرعية ) لكن المقصد منه خبيث ؛ يراد به ومنه هتك أستار حرمات الله باسم الدين ، ودين الله منه برئ .
شرعوا الاختلاط - وفق الضوابط الشرعية ! وصدقوا ؛ لأنها ضوابط شرعية لكن وفق شريعة إبليس الذي قال : ((قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ . ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ )) الأعراف : 16 -17 .
إنه لمن المضحكات المبكيات أن يصل المكر والخبث إلى هدم الدين بالدين ! .
عجيب أن يُسعى إلى الاختلاط في بلاد التوحيد باسم الدين ، مع أننا نسمع و نقرأ عن المطالبات و المساعى في بلاد الغرب إلى فصل الجنسين في المدارس للشر الذي رأوه بسببه.
في فرنسا ديار الكفر وبلاد الكفر تتمسك المرأة المسلمة بالحجاب الشرعي الحقيقي فلا وجه يُرى ولا وجنة تظهر ولا عين ثاقبة تبدو وهي في بلاد الكفر ! أضف إلى ذلك ما يترتب عليه من عقوبات – وفق الضوابط الإبليسية الفرنسية – في بلاد الحرية – زعموا - . أضف إلى ذلك أن المرأة المسلمة المتحجبة يفرض عليها غرامات مالية بسبب حجابها ، و مع ذلك تزدد تمسكا وتدفع الغرامات المالية – الحجاب و الستر يُشترى بالمال – ولا تنزع حجابها لأنه عنوان سترها وشعار دينها ولأن المال يذهب و الدين يبقى .
و هنا في بلاد الحرمين وللأسف التي أصبحت بلاد التناقضات يسعى بعض النساء ممن نشأن في الحجاب وعشن في الحجاب وترعرعن في الحجاب ، يسعين إلى نزعه وهن آمنات من انتزاعه بالقوة بل يحمى بالقوة ، وآمنات من العداء بسببه بل العداء لمن طالب بنزعه ، و آمنات من فرض الغرامات عليهن إذا لبسنه ، لكن ثقُل عليهن الحجاب وهو خفيف الوزن !
لقد تمعرت وجوه أناس من معشر الذكور من رؤية نساء محجبات ، بل يعملون على نزعه وتبغيضه إلى النساء وتصويره بصور مقززة منه .
وفي المقابل نجد في فرنسا رجل غني كافر يتكفل بدفع الغرامات المالية عن النساء المحجبات ؛ لأن عقلاء تلك البلاد يحترمون صاحب المبدأ مهما كانت ديانته .
فواعجبا ويا آسفا على حالنا في تناقضنا و تباعدنا عن ديننا وهدمه باسم الدين لكن طبعا كل ذلك وفق الضوابط الشرعية إلا أنها شرعية إبليسية لا شرعية محمدية .