اطبع هذه الصفحة


 ملتقى المرأة السعودية ما لها وما عليها


بسم الله الرحمن الرحيم

" ملتقى المرأة السعودية ما لها وما عليها "
خلاف المألوف وعكس الواقع
د.أميرة بنت علي الصاعدي


ساهمت المرأة السعودية في صياغة ملتقى التميز الذي نظمه مركز باحثات في ( 15-16 محرم ) فأثلج الصدر ذلك الحضور الكبير والتفاعل الايجابي من المشايخ الأجلاء , والمختصين الفضلاء , والداعيات اللاتي تألقن بأطروحاتهن ومداخلاتهن الثرية .
" ملتقى المرأة السعودية مالها وماعليها " أسعد قلوباً مؤمنة , وأغاض قلوباً مريضة , ففضح الله به بني علمان وليبرال , ومن ظل طويلاً ينافح عن المرأة وحقوقها , وينادي بقضاياها ويهتم بشؤونها , فحين حانت الفرصة لإثبات صدق النية وسلامة القصد , انقلب القوم على أعقابهم , ورموا بقوس واحدة , وساءهم علو صوت الفضيلة , وسمو الهدف , فأطلقوا ألسنتهم سباً وشتماً وتشكيكاً ، فجاء الملتقى كاشفاً ومقشقشاً وفاضحاً لنوايا القوم وزيف دعواهم , ومبعثراً لأوراقهم .
جاء الملتقى خلاف المألوف وعكس الواقع ، فمن المألوف في كل ما يخص المرأة من لقاءات وتغطيات وحفلات ، التأنق والتجمل والتبرج , مع توثيق الحدث بالصور التذكارية مع فريق العمل وزملاء المهنة , وكل ذلك لابد أن يكون وفق الضوابط الشرعية , وبدون خلوة محرمة , فالكل على الهواء وتحت الأضواء , مع غض البصر وسلامة النية .
كما جاء عكس الواقع , فالواقع المرتقب هو عصر المرأة الذهبي حيث أصبحت كاشيرة وبائعة للملابس النسائية ، وفتحت لها أبواب العمل المختلط , وانطلقت في ميادين الحياة , كفارسة وخيالة ووزيرة وعضو مجلس الشورى ومنتخبة في المجالس البلدية .
فجاء الملتقى بأطروحات ضد التيار وعكس المطلوب , لينادى براتب لربة البيت العاملة , وليؤصل دورها الأسري ، ويعمق ثقافة ولي الأمر والمحرم , ويحافظ على الفضيلة والعفة .
جاء الملتقى متميزاً في حضوره وطرحه ومداخلاته وتوصياته , فثارت حفيظة المتابعين عن بعد ، وفاحت رائحة المغردين , احتجاجاً على جلسات الملتقى ، واعتراضاً على الفصل بين الجنسين ، وطمعاً في الانفتاح .
ولقد غفل القوم عن أصل القضية وأساس الفكرة ، فالعقول النيرة لا يحجبها فصل المقاعد , والأفكار المبدعة لا يطمسها غياب الصورة , كما لا يضر الشمس المشرقة ضوء الكهرباء .
جاء ملتقى المرأة متجرداً عن الهوى , بعيداً عن المطامع الشخصية ، بل جاء مؤصلاً بالأدلة الشرعية ، مُقدماً لفهم السلف الصالح ، مبنياً على قواعد وأصول فقهاء الأمة المعتبرين .
ملتقى المرأة السعودية انطلاقةٌ قويةٌ – بإذن الله – نحو القمة ، وتصحيحٌ للمسار ، ووعي بالمسئولية ، وأداء للأمانة .
فبارك الله في جهود المخلصين ، وسدد خطواتهم لما يحب ربنا ويرضى .
ورد الله كيد الكائدين والمغرضين ، وصدق عز وجل في قوله :
( قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور ) .


الثلاثاء 18/1/ 1433هـ
د.أميرة بنت علي الصاعدي
أستاذ مساعد بجامعة أم القرى
 



ماذا حدث في ملتقى المرأة السعودية ؟!
قمراء السبيعي


يقول الحقوقي الفرنسي " جوستاف لويون : " إنّ الشريعة الإسلامية منحت النساء اللاتي يُزعم أن المسلمين لا يعاملونهن بالمعروف حقوقاً لانجد مثلها في قوانيننا" ( حضارة العرب،ص398) ، هذه الحقوق الإسلامية جهلها حتى بعض أبناء المسلمين أنفسهم ! ، وهذا ما أكده مركز باحثات لدراسات المرأة في دراسة تبين تدني الوعي الحقوقي للمرأة ، بما لها من حق، وما عليها من واجب ، حيث بلغت نسبة من لا تعرف حقها ( 32% ) ، ومن تعرفه إلى حدٍ ما ( 48% ) ، في حين بلغت من تعرف حقها ( 18% ) فقط !

وعليه جاء ملتقى المرأة السعودية مالها وما عليها في تظاهرة ثقافية حقوقية ، والذي انعقد يومي السبت والأحد الموافق 15- 16 / محرم / 1433هـ ، ليواكب المستجدات في قضايا المرأة السعودية وفق رؤية علمية منهجية متزنة في ضوء حقوقها في الشريعة الإسلامية وتطبيقات ذلك في الأنظمة الخاصة بها في المملكة العربية السعودية ، واقتراح حلول شرعية نظامية علمية لضمان حصولها على حقوقها وفق آليات قبلة للتطبيق على أرض الواقع .

ولي مع ما صاحب هذا الملتقى من أطروحات عدة وقفات :

أولاً : تداول البعض بأن الملتقى كان رجالياً في ظل غياب نسائي ! ، وذلك استناداً على صور القاعة الرجالية التي لم تختلط فيها النساء ! ، وعليه بالغ آخرون بأنه لم تحضره امرأة واحدة ! ، وأؤكد أن لغة الأرقام لغة لا تقبل الجدل ولا استباق الأحكام ! ، فالعدد موثق لدى مركز باحثات ، حيث بلغ عدد الحاضرات ليوم السبت 1500 امرأة ، ويوم الأحد 1800 امرأة على الفترتين الصباحية والمسائية ، ولا أعلم هل هذه الأعداد التي تجاوزت الآلاف لاقيمة لها إلا بخروج صورة المرأة ، وبالتالي لايعتد بفكرها وعلمها ؟!

ثانياً :
تناول الملتقى حقوق المرأة في الشريعة الإسلامية وتطبيقات ذلك في النظام السعودي ، وصولاً لحل مشكلاتها الاجتماعية والاقتصادية ، فطرحت قضايا المعلقات ، والمطلقات ، والمعنفات ، و المعضولات ، والمبتعثات ، والسعوديات اللاتي يطالبن بتجنيس أبنائهن ، والمحرومات من إضافة أبنائهن في بطاقات العائلة ، ومايترتب عليه من حرمان الأبناء من العلاج الحكومي والالتحاق بالمدارس والجامعات ، وكذلك حقوق المرأة في نظام القضاء ، و قضايا العاملات في القطاع الخاص ، إضافةً إلى تصحيح المعاني الحقيقية للمصطلحات الشرعية كالقوامة ، والتكامل بين المرأة والرجل ، ومع كلّ ذلك تطلق التهم جزافاً على الملتقى بأنه لم يتناول قضايا المرأة السعودية الحقيقية ! فلربما كل تلك القضايا السابق طرحها أعلاه من قضايا حقيقية لا تستحق الطرح والعلاج والرصد مقارنة بمناقشة قيادة المرأة للسيارة أو مشاركتها في الأولمبياد !

ثالثاً :
أتعجب من إقحام الملتقى في تصنيفات الساحة الفكرية ! ، ومن المفترض ألا تقحم قضايا المرأة تحت أي تصنيف فكري مادامت ناطقة بلغة الأرقام ! ، فنحن أبناء وطن واحد ، يهمنا جميعاً حل مشكلات المرأة وتناول قضاياها برؤية علمية منهجية متزنة منضبطة شرعياً ، ولو لم يكن كذلك لما حرص الضيوف على التوافد على جلسات الملتقى من 20 مدينة سعودية !

رابعاً :
أشيد بالمطالبات المتميزة التي طالب بها الملتقى منها :
- اعتبار ربة المنزل امرأة عاملة ، نظراً لما تقوم به من عمل جليل في حفظ استقرار الأسرة وتنمية المجتمع، وصرف مخصص مالي شهري مناسب لها، لتفرغها لذلك ، و ما يترتب عليه من قيمة اقتصادية كبرى ، وقد ذكر في هذا الشأن كبير المحللين الاقتصاديين لشركة أدلمان المالية : " أن الأم تعمل 24 ساعة مستمرة يومياً ، و تستحق أجراً دائماً سنوياً يعادل أجر سبع عشرة وظيفة مهمة " ، واقتراح تفعيل مجالس الأحياء وصولاً لقواعد بيانات حقيقية لا اجتهادية عن المرأة ليصلها حقها وهي منزلها .
- الدعوة إلى صياغة وثيقة وطنية لحقوق المرأة و واجباتها في المملكة وفقاً للشريعة الإسلامية، وتتم صياغتها والمصادقة عليها من المجالس والهيئات العليا في المملكة ، كهيئة كبار العلماء، ومجلس الوزراء لمنحها الصفة الشرعية و القانونية ، وبالتالي تكون مرجعية منظمة لهذه الحقوق، والتأكيد على رفض التدخلات الخارجية في قضايا المرأة السعودية، واعتبار ذلك انتهاكاً للسيادة.
- الدعوة إلى تضمين المناهج الدراسية منهجاً تعليمياً يتناول حقوق المرأة الشرعية والنظامية ، وبإشراف من اللجان التربوية والشرعية ذات العلاقة .
- التخلص من العادات والتقاليد، التي تَحرِم المرأة من حقوقها الشرعية والنظامية، وذلك من خلال برامج علمية وإعلامية ، تحد من تعسف بعض الرجال في ممارسة حق الولاية أو القوامة.
وختاماً أؤكد ما لمسته من الحاضرات والمشاركات والمداخلات من رغبة صادقة في استمرار مثل هذه الملتقيات والمبادرات التي تحتاجها المرأة السعودية ، لاسيما أنها تنطلق من رؤية شرعية علمية نظامية ، وأهداف وطنية صادقة ، وإن لم تعجب البعض الذي شنّع عليها واتهمها بالقصور والجمود ، ولكن كما قيل : الحق جميل في أعين محبيه ، قبيح في نظر مبغضيه ، وهذا سر تعلق أولئك به ، ونفرة هؤلاء منه !


قمراء السبيعي
أكاديمية وكاتبة
Qmra2000@gmail.com
 



ملتقى المرأة السعودية ( مشاهدات مشارك )
حسين بن سعيد الحسنية


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد

فبداية أعجز عن تبليغ الشكر الوافر لمركز باحثات لدراسات المرأة على إقامة (ملتقى المرأة السعودية ما لها وما عليها) في مدينة الرياض للفترة من15 – 16 / 1 / 1433 هـ , والذي يأتي ضمن الجهود المتتابعة من قبل المركز في خدمة قضايا المرأة المسلمة على وجه العموم والسعودية بشكل خاص , وأثني لهم بالشكر على دعوتي للمشاركة كأحد الحضور لهذا الملتقى والذي أحمد الله تعالى أن كنت قريباً من برامجه وفقراته المتنوعة والرائعة من بدايته وحتى إعلان توصياته .

ولعلي هنا أسجل بعضاً من مشاهداتي في الملتقى والتي أحببت أن أطلع القارئ الكريم عليها خاصة أن عنوان الملتقى يثير كثيراً من علامات الاستفهام , وقضية المرأة السعودية قضية حسّاسة لدى الجميع فهي كما تهم علماء المجتمع وولاة أمره ومثقفيه ومراكز الإعلام المختلفة فهي أيضاً تعتبر من أولويات الاهتمامات عند جميع أفراد المجتمع , وأهدف أيضاً من كتابة هذه المشاهدات لكون قضية المرأة قضية متنازع عليها بين تيارات مختلفة في السعودية , وأصبحت هذه القضية وجبة دسمة لأرباب الفكر والإعلام وذلك لما ينتج منها بين الفترة والأخرى من تداعيات وسجال ساخن بين رؤوس تلك التيارات , وأحسب أن البعض يسأل عن وقع هذا الملتقى على أجندة تلك التيارات .

وإليكم المشاهدات :ـ


أولاً :
لقد كان لرعاية الأميرة صيتة بنت عبد الله بن عبد العزيز للملتقى الأثر الكبير في إنجاحه وتميز فعالياته بعد فضل الله تعالى , وهذا يشير بجلاء إلى حرص ولاة الأمر – حفظهم الله – على قضية المرأة السعودية ووجوب مراعاة حقوقها وواجباتها في جميع المجالات , وهنا أضيف أن مثل هذا الاهتمام من قبل ولاة الأمر بقضية المرأة يضاعف من جهود العاملين في أن تكون هذه القضية ضمن سيادة الدولة وخصوصيتها التي لا يساوم فيها أحد , وأن لا تكون ضمن القضايا التي يعبث بها من يشاء في الوقت الذي يشاء بالأسلوب الذي يشاء , وقد أعلن في التوصيات بأنها سترفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين – وفقه الله – وهذا نجاح آخر لهذا الملتقى .

ثانياً :
عنوان الملتقى كما قلت يثير كثيراً من علامات الاستفهام , وكان على الملتقى أن يجيب على تلك التساؤلات المتعددة , وأحسب أن أوراق العمل والمداخلات رغم جودتها وعناية أصحابها بها لم تفي بطرح جميع الإجابات التي وردت استفهاماتها في العنوان أو في أسئلة الحضور أو وسائل الإعلام , ويبقى الاعتماد بعد الله على الأخوة والأخوات في مركز باحثات على جمع جميع المداخلات والأسئلة التي أثيرت - وكنا نود أن نسمع إجاباتها - ومن ثم إخراجها في إصدار مكتوب أو مرئي أو مسموع أو تكرار إقامة ملتقى آخر أكثر تخصصية وأوسع وقتاُ .

ثالثاً :
حرص المنظمون ( كما جاء ذلك في تصريحاتهم ) على دعوة جميع الأطياف والأصوات المختلفة في قضية المرأة في السعودية وذلك للاستفادة من جميع الآراء والأطروحات وعلى اعتبار أن قضية المرأة تهم جميع أبناء الوطن الواحد , إلا أن ما شاهدته عزوف التيار الليبرالي عن الحضور فلم أرى من يمثله أو يتحدث عنه , إلا أن هناك من المداخلات من تحدثت عن ما هو خارج إطار الملتقى ولا يعد هذا في نظري صوتاً مخالفاً , وشخصياً كنت أتمنى فعلاً أن نسمع من الليبراليين ما يريدون قوله في قضية المرأة على الأقل يوضحوا لنا بالأدلة والبراهين حرصهم على المرأة السعودية وخوفهم عليها , وسأعتبر غيابهم عن حضور الملتقى فرصة لهم في توضيح سلبيات الملتقى وإبداء الملاحظات ونشرها للرأي العام من منابرهم التي يعملون من خلالها .

رابعاً :
وصلني عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي أن هناك غضب كبير من أصحاب التوجهات الأخرى بإقامة الملتقى بهذه الكيفية , وهذا ظهر فعلاً من خلال بعض المواقع الالكترونية ومقالات الصحف المختلفة , ومن الغريب فعلاً أن يحصل هذا الغضب وردة الفعل ( المتوقعة ) أثناء فعاليات الملتقى فهم لم ينتظروا سماع التوصيات , وأحسب أيضاً أن تلك التوصيات التي خرج بها الملتقى وضيوفه ستزيد نسبة ذلك الغضب ولن يقفوا مكتوفي الأيدي , وهذا يجعل الحمل أكبر والمسؤولية أعظم على العلماء وولاة الأمر والجهات ذات العلاقة بمواصلة التقدم في طرح مثل هذه العناوين المؤثرة والملتقيات النافعة .

خامساً :
مما ميز الملتقى حضور بعض الشخصيات القيادية في المجتمع ومشاركتهم في فعالياته ومن أبرزهم الشيخ / صالح الحصين والشيخ / سعد الشثري والدكتور / مفلح القحطاني والشيخ / عبد المجيد الدهيشي والدكتور / علي النملة والشيخ / عبد العزيز الفوزان وغيرهم وهناك من النساء أسماء متميزة أيضاً كالدكتورة / نوال العيد والدكتورة / أسماء الرويشد والدكتورة / رقية المحارب والدكتورة / نورة العمر وغيرهن , إلا أن ما لفت انتباهي غياب المؤسسات الحكومية ذات العلاقة بالمرأة فلم يكن لوزارة العدل أو وزارة الشؤون الاجتماعية أو وزارة التربية والتعليم أو وزارة التعليم العالي أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو وزارة الصحة أي حضور وإن كان هناك حضور فحضور متواضع جداً ولم يكن بشكل رسمي , وأعجب فعلاً من غيابهم عن حضور هذا الملتقى والذي قد يساعد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في إيجاد طرق جديدة أو أفكار ثمينة تساهم في خدمة قضية المرأة في مؤسساتهم الحكومية.

سادساً :
دندن البعض حول وجود الرجال بقوة في هذا الملتقى , بل اعترض أحدهم كون المشرف العام على الملتقى رجل , وهذا من جهة الظاهر – نعم - ولكن المتأمل في أغلب شؤون المرأة في الإسلام يقوم عليها الرجل وهذا من باب إكرامها وصيانتها والمحافظة عليها , إضافة إلى أن من يدندن بهذه الاستدراكات هو إما تبع لتوجهات غربية لا تقول بالتفريق بين الرجل والمرأة في جميع شؤون الحياة أو جاهل لا يقف عند أدلة الشريعة أو حدود المسؤوليات .

سابعاً :
لاحظت في أيام الملتقى إجماعاً من المشاركين وخاصة من جانب النساء على رفض التدخلات الخارجية في قضايا المرأة السعودية , وقد عبروا بذلك لاحقاً في إحدى التوصيات واعتبروها انتهاكاً للسيادة , وأرى أن هذا الإجماع مهم جداً خاصة في هذا الوقت والذي تلعب فيه جميع الأطراف والتوجهات الساعية للتدخل في الشأن السعودي عموماً وفي شأن المرأة السعودية على وجه الخصوص بجميع أوراقها المكشوفة وغير المكشوفة , وهو في نظري رد قوي يلجم بدوره أفواه العابثين بسيادة الدولة وأنظمتها وخصوصيتها .

ثامناً :
تميز الملتقى في جانبه الإعلامي واتضح ذلك من خلال ما نقل عنه في جميع الوسائل الإعلامية المختلفة , وإقامة المؤتمرات الصحفية قبل وأثناء وبعد الملتقى , إلا أن الملاحظ أننا كنا نقرأ في الصحف ما لم نراه أو نسمعه في الملتقى , وهذا يجعلني أقول كما قلت في مناسبات سابقة أن بعض إعلامنا يمتهن الكذب ويعشق التدليس , فقد نقلت بعض الصحف عن الملتقى ما يخدم توجهها السافر وغررت بالناس ما نقلت لهم من أخبار عنه , وسعت أيضاً بالعناوين والصور غير الصحيحة من أن الملتقى يسعى إلى ظلم المرأة واستبداد الرجل بها , وأضيف أيضاً بأن هناك من الإعلاميين من استغل بعض كلمات الضيوف أو الحضور وذهب بها إلى غير المقصد منها وقد أزعجني هذا كثيراً , ولا يفوتني هنا أن أشكر بعض المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي على نقلها الحي لفعاليات الملتقى وأمانتها المهنية في ذلك النقل .

تاسعاً :
لاحظت أن هناك رغبة جامحة من الأغلبية على تكرار مثل هذا الملتقى المبارك , وأن تكرارها يجعلنا جميعاً أكثر قرب وتفاعل مع قضية المرأة , عطفاً على تعدد وتنوع المواضيع والأطروحات المتعلقة بالمرأة مثل دورها في البيت والمجتمع , وعلاقتها بالزوج والأبناء , ومطالبها في الجهات الحكومية ذات العلاقة بقضيتها , وحقها في التقاضي والمرافعات الشرعية , وحقوق المطلقات والمعلقات والمعنفات وربات المنزل وغيرهن , كل عنوان من هذه العناوين يستحق ملتقى كامل , وأقول هذا ما يجب أن يتفاعل معه مركز باحثات وجميع المراكز والجمعيات النسائية والمجتمعية في المملكة .

عاشراً :
توصيات الملتقى كانت نتيجة عمل دؤوب سعى من خلاله الجميع على أن تكون المرأة السعودية والتي أقيم الملتقى من أجلها عضوا فعّالاً في مجتمعها منطلقة من تعاليم دينها وملتزمة بقوانين بلادها وعالمة بحقوقها وواجباتها في شتى الجوانب , وأنا هنا أطلب من الجميع العودة إلى تلك التوصيات وقراءتها وإبداء ما ترون حولها وإرساله إلى الأخوة والأخوات في مركز باحثات لدراسته وهذا هو مطلبهم في ختام الملتقى , كما أتمنى من مركز باحثات متابعة هذه التوصيات وجعلها واقعاً مشاهداً من خلال التواصل الحثيث مع أصحاب القرار وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين – وفقه الله – حتى يكون نفع مثل هذا الملتقى مستمراً ومتعدياً .

وفي الختام هذه مشاهداتي على ملتقى ( المرأة السعودية ما لها وما عليه ) لكوني أحد المشاركين فيه وأسأل الله العلي العظيم أن ينفع بها , وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم , والله تعالى أعلى وأعلم وأصلي وأسلم على النبي الأكرم محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وأصحابه أفضل صلاة وأزكى سلام .

بقلم / حسين بن سعيد الحسنية
خميس مشيط
الخميس 20 / 1 / 1433 هـ
 



من داخل الملتقى : ( الآن فقط ,أريد حقوقي )
ريم سعيد آل عاطف
 

نعم ! الآن وحسب أتنفس الصعداء , وأحتفل وأزهو بمشاعر الرضا .

الآن فقط أتحدث عن واقعي كما هو لا تجميل ولا رتوش ! أتحدث عن حقوقي , واجباتي , أحلامي , طموحاتي , معاناتي ... وكلي أمل أننا أخيرا نضع أقدامنا على الطريق الصحيح .

أخيرا نضع ملف المرأة السعودية وقضاياها تحت الأضواء الساطعة , في مكان لا تفوح منه روائح التغريب والتدخلات الخارجية والأجندات المفروضة .

الآن وحسب نعلنها صرخة مدوية في وجه الظلم والعنف وانتهاك الكرامة , في وجه التضليل والإفساد وقلب الحقائق , في وجه التبعية والسلبية و الأعراف الجائرة .

نعلنها عودةً صادقة لكتاب الله نستخلص منه مايخصنا من أحكام وما مُنحناه من حقوق , ثم نجاهد بثقة وعزيمة وحكمة في تطبيقه واقعا في حياتنا ومجتمعنا .

الآن نطرح مشكلاتنا ونعترف بمعضلاتنا , ونضعها حقائق للنقاش والبحث والحوار , دون أن نخشى أن تُستغل هذه الحقائق لتوجيه طعنة خائنة لظهورنا للوصول إلى أهداف خاصة أو تحقيق مصالح ذاتية لأي جهة . نعترف بمواطن الضعف والقصور لنعالجها دون أن نتخوف من توظيف ذلك الاعتراف في تشويه صورة مجتمعنا السعودي والإساءة إلى الرجل السعودي والنيل من هويتنا وثقافتنا .

هذه خواطري ومشاعري وأفكاري التي كنت قد دونتها في أعقاب اختتام ملتقى المرأة السعودية " مالها وما عليها " والمقام بالرياض بتاريخ 15 ـ 16 /1 / 1433 هـ .

والذي نظّمه مركز باحثات لدراسات المرأة ـ جزاه الله عنّا أجزل الثواب ـ ورعته الأميرة صيته بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود . بحضور لافت من النخب الثقافية والأكاديمية والحقوقية وتواجد كثيف خاصةً من الجانب النسائي .

لقد كان الملتقى بحق نقلة بارزة في مجال حقوق الإنسان , وخطوة واثقة وصحيحة في طريق الإصلاح وتصحيح المفاهيم المغلوطة حول المرأة السعودية وحقوقها , ودفعا بها بعيدا عن أيدي السوء .. إلى ساحة النور الإلهي والعدل واسترداد الحقوق الضائعة .

لا ألوم أعداء الدين والمرأة ! ولا ألوم الجهلة المتسرعين ! أن هاجموا هذا الملتقى فقد أدركوا أكثر من غيرهم أن الملف الذي كان يتداوله ذوو الرؤى المُريبة , تسلّمه أخيرا الصالحون المصلحون وأن القضية باتت الآن في أيدي أمينة ـ بفضل الله ـ وأن الجهود الفردية المبعثرة جُمعت اليوم وبدأت انطلاقتها القوية أكثر تنظيما وعملا مؤسسيا , ومساعي تعتمد الدقة والدراسة والإتقان والجديّة والتجرّد .

لقد تناول الملتقى عبر أوراقه ومحاوره التأصيل لحقوق المرأة وضوابطه في الشريعة الإسلامية , وحقوقها في النظام السعودي والقضائي وديوان المظالم (الإيجابيات والملاحظات وآليات الإصلاح) , ثم حقوقها الاجتماعية والاقتصادية في القطاعات (الحكومية ـ الخاصة ـ الخيرية ـ المجتمعية والأسرية ) .

وصاحب الفعاليات العديد من ورش العمل التي تهدف إلى تنمية مفهوم الحقوق والواجبات , وتم تخصيص ركنا يقدم الاستشارات الحقوقية والقضائية والاجتماعية , و بعض المعارض على هامش الملتقى .

يومان حافلان قادتهما المرأة السعودية باقتدار , أحسنت فيهما اختيار الشريك الرجل الذي ساهم معها في إنجاح هذه التظاهرة البديعة .

ولعلّ من أهم التوصيات التي خرج بها هذا الملتقى وسيتم رفعها ـ بإذن الله ـ لخادم الحرمين ونائبه وجهات صنع القرار : إعداد وثيقة تتضمن حقوق المرأة السعودية الشرعية والنظامية تتوافق مع أحكام الكتاب ونظام البلاد لتكون مرجعاً ثابتا ومعتمدا , سنُّ قوانين وتفعيل إجراءات تنفيذية تضمن حصول المرأة على حقوقها وتطمر الفجوة بين الأنظمة وتطبيقها , العمل على وضع آلية لتنفيذ الأحكام الشرعية الخاصة بالمطلقات وتحفظ حقوقهن و أبناءهن , إلزام الجهات الحكومية والأهلية بالمساهمة الفاعلة في التثقيف ورفع الوعي في قضايا المرأة مع تضمين المناهج الدراسية جوانب من حقوقها ، ودعم إقامة الجمعيات والمؤسسات التي تتبنى قضاياها وتسعى لإزالة كل ما يعيق تحصيلها لحقوقها من استبداد ذكوري أو تقاليد مجتمعية , توفير بيئات عملٍ آمنة نفسيا واجتماعيا وصحيا مع إتاحة الفرص لعمل المرأة عن بعد واعتماد لوائحه واعتبار ربة المنزل امرأة عاملة وصرف مخصص مالي شهري مناسب لها .

لقد كان الطرح موضوعيا متزنا مثمرا جاء على الكثير من أوضاع المرأة السعودية بكل ظروفها وأحوالها وما يؤرقها أو يحيط بها من صعوبات ( المعنّفة ـ العانس ـ العاطلة ـ العاملة ـ المتقاعدة ـ المبتعثة ـ المطلقة ـ المعلقة ) وصب في سبيل السعي الحثيث لإيجاد الوسائل العملية لإنصاف المرأة وحمايتها . مع التأكيد على متابعة نتائج هذا الملتقى وتوصياته ومراقبة تفعيلها في أرض الواقع .

أختم بتلك الطُرفة التي ذاعت عن بعض مهاجمي الملتقى ولكنها للأسف فضحت أكاذيبهم حول حقوق المرأة واحترامهم لها وإيمانهم بحريتها وكرامتها , إذ زعموا أن الملتقى خلا من أي حضور نسائي وهاجموه لذلك ! عجبي كيف لا تؤمنون بإنسانية المرأة إلا أن خالطتكم , كيف تتجاهلون تواجدها لمجرد أن نأت بجسدها عنكم وقررت أن تكون حاضرةً بفكرها وعقلها .

أيجب أن نستعرض أمام عدسات الكاميرا ووسائل الإعلام لنقنعكم أو ننال مباركتكم لملتقانا ؟! "مالكم كيف تحكمون"؟!.

 



المرأة السعودية.. ما لها وما عليها
د.خالد الحليبي


قضية تعد من أبرز محكات الخلاف في الطرح الإعلامي بين الشرعيين وغيرهم، اختارها ـ بشجاعة ـ مركز باحثات في الرياض؛ لتكون موضوع ملتقى في مستوى مؤتمر، حضره مئات الباحثات والباحثين، والمفكرات والمفكرين، والإعلاميات والإعلاميين، من مشارب متقاربة، (المرأة السعودية.. ما لها وما عليها)، في عشرات الأوراق والأبحاث العلمية الجادة، التي كتبت بإحكام وطرحت بقوة، توازنت بين التأصيل الشرعي والنظرة الحديثة، وتطلعت إلى المستقبل الواعد.

كان من أبرز ما يلفت النظر هو الكثافة اللافتة للاحتشاد النسوي، الذي ملأ الحاضرين من الرجال تقديرا واعتزازا بالمرأة السعودية، التي استطاعت أن تقدم بكل إقدام وبصيرة أطروحات عميقة وواقعية، انطلقت من واقع لا يخلو من إشكالية وخلل، وتطلعت إلى مستقبل يكون لها فيه وجود وفاعلية، في إطار الشريعة السمحة.

التقت وجهات النظر من الجنسين في أن المرأة السعودية مكرمة محفوظة الحقوق في جميع أنظمة الدولة التي وضعت على أساس الشريعة، من النظام الأساس للحكم إلى جميع التشريعات في شتى مناحي الحياة، وأن الإشكالية الكبرى تعود إلى أمرين بارزين؛ الأول: هو النسق الاجتماعي في بعض بيئات الجزيرة العربية، الذي يمنع المرأة بعض حقوقها في الميراث أو في اختيار الزوج، أو في حق التملك أو يجعلها تابعة للرجل تبعية تملك؛ تلغي شخصيتها، لا تبعية قيادة وقوامة.

والآخر هو جهل المرأة بحقوقها، أو عدم القدرة على الوصول إليها عن طريق المحاكم أو الدوائر المختصة؛ بسبب عدم التثقيف الكافي، أو تعمد إخفائها من الرجل، أو التزوير والمراوغة والخديعة باستغلال حاجتها إلى الوكالة والمحرم، وأكثر الحاضرات والحاضرين يرون ضرورة تطوير أداء المحاكم الشرعية، وفتح أقسام نسوية فيها، وتوفير عدد من المختصات في الشريعة والخدمة الاجتماعية، وزيادة أعداد القضاة، لتخفف من أيام بل شهور الانتظار وربما السنوات، التي قد تنتهي إلى زهد المرأة في الحصول على حقها، فتضطر للتنازل عنه لترتاح من السعي وراءه دون طائل، حسب ما ذكرت بعض الحاضرات، وطرحن عددا من الحلول الجذرية التي قامت بها بعض دول الخليج لوضع حد لمشكلات ما بعد الطلاق من النفقة والزيارة ونحوهما.

وفي الملتقى/المؤتمر برزت مطالب كثيرة كنا ولا نزال نسمع عنها ولكن لم تتحول إلى قرارات، مثل تخفيض سن التقاعد للمرأة، وأن تعمل بعيدا عن الرجال في جميع وجوه العمل بلا استثناء، فقد أفاد تقرير سابق لوزارة الداخلية بأن عدد قضايا التحرش والابتزاز قد ارتفع من(1031) عام 1426هـ إلى ( 3253) قضية عام 1427هـ، مما يعني أن المسألة باتت تشكل خطرا على الأسرة والمجتمع، هذا إذا وضعنا في الحسبان أن بعض القضايا لا يتم التبليغ عنها بدافع الخوف من الفضيحة. والمعروف أن عمل المرأة إلى جوار الرجل يمثل سببا من أسباب تفاقم هذه الحالات كما تشير دراسة لبنانية على المجتمع اللبناني.
وفي لفتة نسوية قد يتجاهلها الرجال، دعت بعض الباحثات إلى العمل على تغيير نظرة المجتمع للمرأة الأرملة والمطلقة، بل دعت إلى تثقيف المجتمع بحقهن في الزواج، واستئناف الحياة من جديد في عصمة زوج، حيث دلت معظم مداخلات النساء على القيمة الكبرى التي تحصل عليها المرأة حين تكون في كنف رجل يحميها ويساندها ويرعاها ويؤمن بطموحها ويرقى معها مدارج السعادة والإنتاج.

ومن بين أهم الأطروحات ما داخلت به إحداهن من ضرورة احترام رغبة المرأة في أن تختار موقع تعليمها الجامعي أو العالي، في داخل المملكة أو خارجها، حتى قالت: إذا لم تسعنا أكثر من عشرين جامعة في داخل بلادنا فما فائدتها؟
 

 
 

المرأة الداعية

  • المرأة الداعية
  • رسائل دعوية
  • حجاب المسلمة
  • حكم الاختلاط
  • المرأة العاملة
  • مكانة المرأة
  • قيادة السيارة
  • أهذا هو الحب ؟!
  • الفتاة والإنترنت
  • منوعات
  • من الموقع
  • شبهات وردود
  • فتاوى نسائية
  • مسائل فقهية
  • كتب نسائية
  • قصـائــد
  • مواقع نسائية
  • ملتقى الداعيات
  • الصفحة الرئيسية