اطبع هذه الصفحة


حين تسعى الفرنسية إليكِ

محمد رشيد العويد

 
قد لا تعرف المرأة في باريس أو لندن أو نيويورك أو موسكو

حقيقة الإكرام الذي تناله المرأة المسلمة في الشرق

لأنها بعيدة عنها فإذا ما نقلت وسائل الإعلام بعض الأخبار عنها

فإنها تنقل صورة مشوهة لا تمثل الحقيقة .

لكن المرأة الغربية إذا سافرت إلى الشرق المسلم واقتربت من المرأة فيه

أدركت الحقيقة الغائبة عنها ولمست بنفسها السعادة التي تعيش فيها المسلمة ,

السعادة المحرومة منها في المجتمع الغربي .

وهذا ما حدث للمحامية الفرنسية كريستين

التي يروي لنا قصتها وينقل لنا حكايتها ,ياسر عبد ربه في مجلة " ياسمين "

هل ترغبين عزيزتي حواء في قراءة هذه القصة الحقيقية المشوقة حقا ... ؟؟ "

عبر قرنين خاضت المرأة الفرنسية معركة ضارية مع الرجل والدولة والقوانين .

فقد وجدت أن الرجل يحتل المراكز الحكومية فطالبت بمساواتها معه

ثم وجدت أن الرجل يعمل ويكسب في جميع الحقول التجارية والاقتصادية والسياسية

فرفعت صوتها وكافحت وناضلت مطالبة بالمساواة .

ثم وجدت أن الرجل استعمل الطائرة والسيارة

فصرخت في وجهه قائلة :

ولماذا لا أقود أنا السيارة والطائرة ... ؟؟

الحكومات الفرنسية أعطت للمرأة الفرنسية بالتدريج كل ما طالبت به .

والمرأة اليوم تعيش بفرنسا في ظل قوانين تساويها تماما بالرجل

حيث لم تعد وظيفة ما حكرا على الرجل وحده ,

بل أصبحت المرأة تطالب بالمنصب نفسه وقد حصلت عليه بالفعل .

فالمرء يجد أن المرأة الفرنسية أصبحت وزيرة

ونائبة في البرلمان و ضابطة في البوليس

وقاضية في المحاكم وسائقة للتاكسي وفلاحة في المزرعة

وشرطية توقف المخالفين من الرجال أو النساء وتكتب بحقهم مخالفة مالية و ...

فهل حققت المرأة الفرنسية سعادتها ... ؟؟؟؟

كريستين فتاة فرنسية جميلة

ولدت في باريس من أب باريسي و أم من مدينة مرسيليا

ولأنها البنت البكر فقد اعتنى بها الأهل حتى أخذت حظها من الثقافة

ونالت شهادتها الجامعية في كلية الحقوق بنجاح

وكان عليها أن تعمل في مكتب أحد المحامين وترافع

حتى يحق لها أن تعمل وحدها في مكتب خاص بها ...

تقول كريستين :

في الصباح

أستيقظ في السادسة صباحا حيث يبتدئ عملي في التاسعة

فآخذ حمامي و أشرب قهوتي على عجل ثم أهرول من المنزل حتى محطة المترو

التي تنقلني عبر الست وعشرين محطة إلى مركز عملي .

والرحلة تستغرق أكثر من ساعة وحين أصل إلى المكتب يكون أستاذي

( تقصد المحامي الذي تعمل عنده ) لم يصل بعد فأقرأ الصحف

و أتسلى بسماع أخبار المترفين من الناس حتى يحضر الأستاذ

الذي يكون كعادته متجهم الوجه فيوجه لي الأوامر ( نعم الأوامر )

فأتوجه إلى هذه المحكمة أو تلك

لأرافع في قضية لا يهمني من سيربحها – و استطرادا من يخسرها .

عند الظهر

أتوجه إلى أي مطعم شعبي فأزدرد بعض لقيمات دون أية لذة في الطعام

و أعود بعدها إلى المكتب لأدرس بعض القضايا التي يكلفني بها الأستاذ ...

و في المساء

أعود لأتسلق المترو في رحلة الست وعشرين محطة

و أتحمل هذا السكير الذي يدعوني للعشاء

أو ذاك الذي يطرح علي أسئلة غبية بقصد مغازلتي

ولا بد من أن أجيب رغم معرفتي المسبقة بنواياه ...

أصل إلى البيت متعبة

فأشاهد برامج التلفزيون دون أن يشدني أي موضوع منها ثم أتناول طعام العشاء

ثم ... آه من ثم ... ثم أنام .

في الصباح يعود المشهد ذاته حتى تأتي

عطلة الأسبوع وهي يومان فماذا أصنع ... ؟؟

في البيت شغل أيضا وهو شغل شاق ...

ففي يوم السبت

لابد من شراء الأغراض للبيت , أي مؤونة الأسبوع

وترتيب بعض الأغراض

ويوم الأحد

لا بد أن أغسل ثيابي التي اتسخت طوال الأسبوع

ولا بد من كنس البيت وتنظيفه والعمل في حديقة المنزل ...

فهذه شجرة يجب تهذيب غصونها ... وتلك وردة تحتاج إلى سماد خاص ...

وهذه غرسه جديدة آن وقت غرسها ...

ألـــــم وحســـرة

وهذه الحديقة التي أعتني بها لا أرى فيها الشجرة حين تثمر ...

ولا الوردة حين تشرق ... ولا الزنبقة حين تنبت ...

فالحياة تضطرني دوما للركض ... و أتساءل لماذا ... ؟؟

فلا أجد جوابا

صحيح أنني أكسب بعض المال لكن هل المال وحده يعطي السعادة ... ؟؟؟

في السنة الماضية تقول كرستين :

حصلت على إجازة وعزمت على أن أزور بلدان المشرق العربي .

بعض الصديقات نصحنني

بأن لا أقوم بهذه المغامرة غير مضمونة النتائج ... !!

كيف تذهبين لبلدان متخلفة لا تزال المرأة فيها جارية عند الرجل

والرجل هو سيد البيت وسيدها ... ؟؟

هكذا قلن لي واستطردن :

بل وكيف تذهبين إلى بلدان لا تعرف المرأة فيها أي حق من حقوقها

بل هي لا ترى إلا من خلال الرجل حتى في عينيها ... ؟؟

تقول كريستين : لكنني كنت قد قررت ولأنني قررت فقد ذهبت .

سبعة أسابيع قضيتها في زيارة كل من بيروت ودمشق وعمان وبغداد

وهاأنذا أعود إلى باريس فماذا وجدت ... ؟؟

وجدت رجلا يذهب إلى عمله في الصباح ويتعب ... ويشقى ...

يعمل حتى إذا كان المساء عاد إلى زوجته

عـــاد ومعه الخبز ومع الخبز حب وعطف ورعاية لها ولصغارها ...

والأنثى في تلك البلاد لا عمل لها إلا تربية جيل والعناية بالرجل الذي تحب

أو على الأقل بالرجل الذي كان قدرها ...

في الشرق

تنام المرأة وتحلم وتحقق ما تريد .

فالرجل قد وفر لها خبزا وحبا وراحة ورفاهية .

وفي بلادنا حيث ناضلت المرأة من أجل المساواة فماذا حققت ... ؟؟؟

انظر إلى المرأة في غرب أوروبا

فلا ترى أمامك إلا سلعة .

فالرجل يقول لها :

انهضي لكسب خبزك فأنت قد طلبت المساواة

وما دمت أعمل فلا بد أن تشاركيني بالعمل لنكسب خبزنا معا .

ومع الكد والتعب والعمل لكسب الخبز

تنسى المرأة أنوثتها وينسى الرجل شريكته في الحياة

وتبقى الحياة بلا معنى ولا هدف .

المرأة في الغرب

مضطرة للعمل لكسب خبزها حتى في بيت أهلها أو بيت زوجها .

المرأة في الغرب

ربما كسبت المساواة لكنها خسرت أنوثتها .

سيدتي العربية :

أجمل تحية وبعد : هل ترغبين في المساواة ... !!؟؟

 

للنساء فقط

  • المرأة الداعية
  • رسائل دعوية
  • حجاب المسلمة
  • حكم الاختلاط
  • المرأة العاملة
  • مكانة المرأة
  • قيادة السيارة
  • أهذا هو الحب ؟!
  • الفتاة والإنترنت
  • منوعات
  • من الموقع
  • شبهات وردود
  • فتاوى نسائية
  • مسائل فقهية
  • كتب نسائية
  • قصـائــد
  • مواقع نسائية
  • ملتقى الداعيات
  • الصفحة الرئيسية