اطبع هذه الصفحة


فَخُذْهَـا بِقُـوَّةٍ ..

قلمُ حق


قرآنٌ أنزل من فوق سبع سموات

تلقاه خير الخلق من ملكٍ أمين

حفظه في صدره وما فتر لسانه عن تلاوته

تدبّر آياته فعمل بمحكمه

وسار صحبه على نهجه

فكان لهم دستورا و نهجا لحياتهم

إن أُمروا بأمرٍ أو نُهوا بنهيٍ ما كان منهم إلا أن قالوا سمعنا وأطعنا،

(إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
(النور/51)

ما زادوا عن ذالك شعرة وما نقصوا

وما كان لأهوائهم و رغباتهم في ذالك سبيلا

فذاك أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه تبرع بأحب أمواله عندما سمع قوله تعالى : (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) (آل عمران: 92).

فعن أنس رضي الله عنه قال: (كان أبوطلحة أكثر أنصاري بالمدينة نخلاً، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة

المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماءٍ فيها طيِّب، فلما أُنزلت:

(لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) قام أبوطلحة فقال: يا رسول الله، إن الله يقول: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما

تحبون) وإن أحبَّ أموالي إليَّ بيرُحاء، وإنها صدقة لله؛ أرجو برّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بَخْ، ذلك مالٌ رايح، ذلك مال رايح، وقد سمعتُ ما قلتَ، وأني أرى أن تجعلها في

الأقربين. قال أبوطلحة: أفعلُ يا رسول الله. فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمّه

وهذا موقف لعمر رضي الله عنه وحرصه الشديد بالتأدب بآداب القرآن والتخلق بأخلاقه والوقوف عند آياته

فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (قدم عيينة بن حصن بن حذيفة فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس،

وكان من النفر الذين يدنيهم عمر، وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته، كهولاً كانوا أو شبّاناً، فقال عيينة بن

حصن لابن أخيه: يا ابن أخي، لك وجه عند هذا الأمير؛ فاستأذن لي عليه. قال:

سأستأذن لك عليه. قال ابن عباس: فاستأذن الحر لعيينة؛ فأذن له عمر. فلمّا دخل عليه قال: هيْ يا ابن الخطاب،

فو الله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم بيننا بالعدل. فغضب عمر حتى همّ به، فقال له الحر: يا أمير المؤمنين، إن الله

تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) وإن هذا من الجاهلين. والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه. وكان وقافاً عند كتاب الله.( صحيح البخاري)

وهذا الموقف لنساء الصحابة ، وهو موقف رائع يدل على قوة الإيمان وشدة التصديق لكتاب الله.

فعن صفية بنت شيبة قالت: (بينما نحن عند عائشة، قالت: فذكرنا نساء قريش وفضلهن. فقالت عائشة رضي الله عنها:

إن لنساء قريش لفضلاً، وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار، أشد تصديقاً لكتاب الله، ولا إيماناً بالتنزيل؛ لما أنزلت

سورة النور: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) (النور:31) انقلب رجالهن

عليهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابة، فما منهن امرأة

إلا قامت إلى مرطها المرحل، فاعتجرت به؛ تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله من كتابه، فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه

وسلم معتجرات، كأن على رؤوسهن الغربان (رواه أبوداود وغيره. وهو في صحيح البخاري)

أولئك قومٌ

منع القرآن بوعده ووعيده مِقلَ العيون فليلها لا تهجع

فَهِموا عن الملك الكريم كلامه فَهْماً تذلّ لـه الرقاب وتخضع

في هذا الزمن كثر حفظة القرآن و معلميه و حامليه

ولكن

مالِ المقلع لا تذرف و القلب لا يخشع؟

مال القومُ صيروا القرآن وردا يتلى من غير عملٍ يصدق؟

مالكم تسمعون وتتلون أوامر ربكم ثم تمرون مرور الكرام وما أنتم مجيبون؟

أيا حامل القرآن مالك و التقصير و التفريط و البعد عن العمل بالقرآن؟

أيا من أكرمكِ الله بتلاوة كتابه وحفظ آياته أين أنتِ من فعل الصحابيات؟

أين أنتِ من هذه الأية (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا) (الأحزاب /59)

فهل يا ترى ستكون هذه الآية حجة لكِ أم عليكِ؟

أيا من كان لهواه نصيب الأسد من نفسه فطاوعها وصير خلقه تبعا لرغباته وتبعا لطبائع البشر

فإن أسيء إليه أساء ولربما طغى

أين أنت من العفو والإحسان؟

أيكون فعلك باتباع هواك أفضل من فعل عمر رضي الله عنه عندما أعرض لمجرد سماعه هذه الاية (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) ؟

أما كان يستطيع أن يأخذ حقه؟

أما هذبك الله وقال في كتابه الله (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت/ 34)

وكثيرة هي الأوامر و النواهي والعظات

التي ألزمنا الله بها، فمالك لا تأخذها بقوة؟

ستقول بأن النفس لأمارة بالسوء ولكل نفس قدراتها ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها

فاعلم يامن يتلوا القرآن ليلا ونهارا، إعلم بأن من قال لا يكلف الله نفسا إلا وسعها هو الذي قال

(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت /69)

فأين جهادك لهوى نفسك؟

أين جهادك لشهواتك ؟

أين جهادك لكبريائك ومبادئك التي اصطنعتها لنفسك و ألصقتها بك وما هي لخلق القرآن مطابقة؟

وصدق من قال في أصناف حملة القرآن

(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (فاطر/ 32)

اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من السابقين بالخيرات بإذنك


كتبتهُ / قلمُ حق
من بحور دعوية
www.b-da3wiya.com
 

للنساء فقط

  • المرأة الداعية
  • رسائل دعوية
  • حجاب المسلمة
  • حكم الاختلاط
  • المرأة العاملة
  • مكانة المرأة
  • قيادة السيارة
  • أهذا هو الحب ؟!
  • الفتاة والإنترنت
  • منوعات
  • من الموقع
  • شبهات وردود
  • فتاوى نسائية
  • مسائل فقهية
  • كتب نسائية
  • قصـائــد
  • مواقع نسائية
  • ملتقى الداعيات
  • الصفحة الرئيسية