اطبع هذه الصفحة


((الطائفتان كلاهما على الأخوّة والإيْمان بشــــَـــــهادة القُــرآن))

خالد أهل السنة - شبكة الدفاع عن السنة

 
الحمد لله رب العالمين

((الطائفتان كلاهما على الأخوّة والإيْمان بشــــَـــــهادة القُــرآن))
وأقصد بهذا العنوان الطيّب
الصحابة الكرام
علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن معه من الصحابة -رضوان الله عليهم -
ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ومن معه من الصحابة- رضوان الله عليهم-
في معركتي ( الجمل ) و (صفّين)

يقول القاضي ابن العربي في تفسير قوله تعالى :
( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما
فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله
فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين (9)
إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون(10)
سورة الحجرات
فلم يُخرجهم من الإيمان بالبغي والتأويل
ولا سلبهم اســـم الأخوّة بقوله بعده :
" إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم "
فهذه كلها أمور جرت على رسم النزاع ولم تخرج عن طريقٍ من طُرُق الفقه)
العواصم من القواصم 169- 171

ويقول النووي رحمه الله :
(...واعلم أن الدماء التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم
ليست بداخلة في هذا الوعيد -يعني قوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :
" إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ")
شرح النووي على مسلم 18/11

قلتُ : صدق ورب الكعبة لأن قتالهم لم يكن من أجل الدنيا الفانية الزائلة لأن لهذا الحديث رواية أخرى توضّحه وتبيّنه
فقد أخرج البزّار في حديث " القاتل والمقتول في النار" زيـــــــــادة تُبيّن المُراد وهي:
" إذا اقتتلتم على الدنيا فالقاتل والمقتول في النار"
فتح الباري لابن حجر 13/34

..................................

( الله سبحانه وتعالى يأمُرنا بالأدب مع الصحابة أجمعين أنصاراً ومهاجرين )
قال تعالى:
" والذين جاؤوا من بعدهم يقولون
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان
ولاتجعل في قلوبنا غِلّا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوفٌ رحيم"
سورة الحشر 10

فتدبّر أمر الله لنا بأن نستغفر لأنفسنا و للصحابة الكرام والإقرار بإخوتهم لنا في الإيمان وسابقتهم في الإسلام
وأن ندعوا ربنا بأن يُخلّص قلوبنا من الغِلّ والحقد والبغضاء لهم لأنهم مؤمنون صادقون مفلحون
فالله بنا وبهم رؤوف رحيم

.................................

(ألفان من الخوارج يحاصرون عثمان رضي الله عنه ومعظم الصحابة في موسم الحج والثغور والأمصار)

كثيرٌ من الصحابة رضوان الله عليهم أو كُلّهم
لم يكونوا يظنون أن يبلغ الأمر بالخوارج أن يتجرأوا على قتل عثمان رضي الله عنه
وظنوا أنها شدّة وضيْقة وستزول عمّا قريب
خصوصاً أن المسلمين قد جاءوا للحج من كل فجّ
وبعض الصحابة مرابطون في الثغور وبعضهم قد سكنوا الأمصار

ومع نهي عثمان رضي الله عنه أن يدافع عنه أحد صبراً منه واحتساباً
إلا أن الحسن والحسين وعبد الله بن عمر رضوان الله عليهم كلهم شاكي السلاح وقد انطلقوا حتى دخلوا الدار فقال عثمان :
" أعزم عليكم لما رجعتم فوضعتم أسلحتكم ولزمتم بيوتكم "
تاريخ خليفة بن خياط 174

وروى ابن عساكر بإسناده إلى جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن عليّاً أرسل إلى عثمان :
إن معي خمسمائة دارع فأْذن لي فأمنعك من القوم فإنك لم تحدث شيئاً يُستحلّ به دمك
قال -أي عثمان - جُزيْت خيراً ما أُحبُّ أن يُهراق دمٌُ بسببي "
تاريخ دمشق 403

وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قلت لعثمان :
اليوم طاب الضرب معك قال : أعزم عليك لتخرجن"
تاريخ خليفة بن خياط 174

وأخرج بن أبي شيبة عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان يوم الدار
اخرج فقاتلهم فإن معك من قد نصر الله بأقل منه والله قتالهم لحلال
قال : فأبى"
في المصنف 5/204

وأخرج أيضاً عن ابن سيرين قال:
جاء زيد بن ثابت إلى عثمان فقال: هذه الأنصار بالباب قالوا :
إن شئت أن نكون أنصار الله مرتين قال: أمّا قتالٌ فلا "
في المصنف 5/204
وفي رواية خليفة في تاريخه 174 :
" لاحاجة لي في ذلك كُفُّوا "

...............................................

( فاجعة مقتل عثمان -رضي الله عنه - عظيمة على الصحابة رضي الله عنهم أجمعين)
روى الطبري وغيره أن عليّاً رضوان الله عليه حين أتاه الخبر بمقتل عثمان رضوان الله عليه قال:
" رحم الله عثمان وخلف علينا بخير "
وقيل له : ندم القوم -أي قتلة عثمان- قال:
" كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفُر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين"
تاريخ الطبري 4/392

وأخرج أحمد في فضائل الصحابة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
" رأيتُ عليّاً رافعاً حُضنيه يقول:
" اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان "
فضائل الصحابة 1/452

وروى ابن سعد في الطبقات عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
سمعت عليّاً يقول حين قُتل عثمان :
" والله ما قتلتُ ولا أمرتُ بقتله ولكن غُلبت يقول ذلك ثلاث مرات "
الطبقات 3/82 ومصنف عبد الرزاق 11/450

وروى ابن شبّة عن قيس بن أبي حازم قال سمعت سعيد بن زيد يقول :
" والله لوأن (أُحُدَاً) انقضّ فيما فعلتم -يعني القتلة-في ابن عفّان كان محقوقاً أن ينتقض"
ابن شبه في تاريخ المدينة 4/1242 ومصنف ابن أبي شيبة 15/204

وروى ابن سعد عن ميمون بن مهران قال: لما قُتل عثمان قال حُذيفة هكذا وحلّق بيده وقال:
" فُتِقَ في الإسلام فتْقٌ لايرتُقه جبل "
طبقات ابن سعد 3/80 ومصنف ابن أبي شيبة 15/210 و211

وروى البلاذري من طريق عروة عن أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها قالت:
" ليتني كنت نسياً منسيّاً قبل مقتل عثمان فوالله ما أحببتُ له شيئاً إلا مُنيتُ بمثله حتى لو أحببت أن يُقتل لقُتلت"
أنساب الأشراف 1/596 وفضائل الصحابة 1/462

روى ابن شبة عن طلق بن خُشّاف قال قلتُ لعائشة :
فيم قُتل أمير المؤمنين عثمان ؟
قالت : قُتل مظلوماً لعن الله قتلته"
ابن شبه في تاريخ الدينة 4/1244

ورُوي عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنّهُنّ قُلن حين قُتل عثمان :
" هجم البلاء وانكفأ الإسلام "
ابن عساكر في تاريخ دمشق 539


وقالت أم سُليم الأنصاريّة رضي الله عنها لما سمعت بمقتل عثمان :
" رحمه الله أما إنه لم يحلبوا بعده إلا دماً"
ابن كثير في البداية والنهاية 7/195

وروى ابن كثير في البداية عن أبي بكرة رضي الله عنه قال:
" لأن أخرَّ من السماء إلى الأرض أحبُّ إلىَّ من أن أُشْرك في قتل عثمان"
تاريخ دمشق 7/194

عن أبي عثمان النهدي قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه :
" إن قتل عثمان رضي الله عنه لو كان هُدىً احتلبت به الأمّة لبناً ولكنه كان ضــلالاً فاحتلبت به دماً"
ابن شبة في تاريخ المدينة 4/1245

وعن أبي مريم قال رأيت أبا هريرة يوم قتل عثمان وله ضفيرتان وهو ممسك بهما وهو يقول :
" قتل والله عثمان على غير وجه الحق"
ابن عساكر في تاريخ دمشق 493

وسأل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عمار بن ياسر رضي الله عنه :
يا أبا اليقضان أعدوت على أمير المؤمنين عثمان قَتَلَته ؟ فقال: لم أفعل
ابن كثير في البداية 7/236

روى ابن سعد في الطبقات بإسناده إلى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال:
" لو أجمع الناس على قتل عثمان لرموا بالحجارة كما رُمي قوم لوط"
ابن سعد في الطبقات 3/80 وابن معين في التاريخ 2/295

وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما
لمّا سأله قُرط بن خيثمة فيم قُتل أمير المؤمنين عثمان؟
قال: قُتل مظلوماً"
ابن شبة في تاريخ المدينة 4/1245

( الإمام الباقر رحمه الله يستنكر قتل عثمان رضي الله عنه)

روى سليمان بن أبي المغيرة عن أبي جعفر الباقر قال:
"قُتل عثمان على غير وجه الحق"
تاريخ دمشق 500

( علي -رضوان الله عليه - يشدد على خروج الأعراب من المدينة ورجوع العبيد إلى مواليهم والسبئية القتلة )

نادى علي رضوان الله عليه قائلاً في اليوم الثالث من بيعته :
" يا معشر الأعراب الحقوا بمياهكم فأبت السبئية وأطاعهم الأعراب "
تاريخ الطبري 4/438

وقال أيضاً:
" برئت الذمة من عبدٍ لم يرجع إلى مواليه "
تاريخ الطبري 4/438

وقال أيضاً للصحابة المطالبين بالقصاص من قتلة عثمان :
" يا إخوتاه إني لست أجهل ما تعلمون ولكن كيف أصنع بقومٍ يملكوننا ولا نملكهم؟
هاهم هؤلاء قد ثارت معهم عُبدانكم وثابت إليهم أعرابكم وهم خلالكم يسومونكم ما يشاؤون
فهل ترون موضعاً لقُدرة على شيءٍ مما تُريدون"

وتابع عليٌ رضوان الله عليه كلامه قائلاً:
" فلا والله لا أرى إلا رأياً ترونه -إن شاء الله- إن هذا الأمر أمر جاهلية
وإن هؤلاء مادة وذلك أن الشيطان لم يشرع شريعة قط فيبرح الأرض من أخذ بها"
تاريخ الطبري 4/437

( علي -رضوان الله عليه- ينذر ويهدد قتلة عثمان عشية معركة الجمل)
لمّا تم الصلح بين علي وطلحة والزبير وعائشة رضوان الله عليهم أجمعين
خطب علي رضوان الله عليه عشية ذلك اليوم في الناس وذكر الإسلام وسعادة أهله بالألفة والجماعة
وأن الله جمعهم بعد نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
على الخليفة أبا بكر ثم بعده عمر بن الخطاب ثم على عثمان
ثم حدث هذا الحدث الذي جرّه قتلة عثمان وقال:
" ألا وإني راحلٌ غداً فارتحلوا
ولايرتحلنّ غداً أحدٌ أعان على عثمان بشيءٍ في شيءٍ من أمور الناس وليُغْن السفهاء عني أنفسهم "
تاريخ الطبري 4/493

( علي -رضوان الله عليه- يشترك مع أم المؤمنين عائشة في الدعاء على قتلة عثمان )
حين سمع علي -رضوان الله عليه- أثناء معركة الجمل أهل البصرة يضجون بالدعاء قال:
" ماهذه الضجّة؟ فقالوا: عائشة تدعوا ويدعون معاً على قتلة عثمان وأشياعهم فأقبل عليٌّ يدعو ويقول :
" اللهم العن قتلة عثمان وأشياعهم"
تاريخ الطبري 4/513

وروى ابن أبي شيبة أن عليّاً سمع يوم الجمل صوتاً تلقاء أم المؤمنين فقال:
" انظروا ما يقولون فرجعوا فقالوا يهتفون بقتلة عثمان فقال:
" اللهم أحلِل بقتلة عثمان خِزْياً"
المصنف 15/277

وروى الحافظ ابن كثير في البداية قول علي -رضي الله عنه -:
" اللهم العن قتلة عثمان في البر والبحر "
البداية والنهاية 7/250

وفي فضائل الصحابة للإمام أحمد عن محمد بن الحنفيّة قال:
بلغ عليّاً أن عائشة تلعن قتلة عثمان في المربد- مربد البصرة- قال فرفع يديه حتى بلغ بهما وجهه فقال:
" وأنا ألعن قتلة عثمان لعنهم الله في السهل والجبل قال مرتين أو ثلاثاً"
فضائل الصحابة 1/455
( علي -رضوان الله عليه- يتألم ويتكدّر من معركة صفّين)
قال علي رضوان الله عليه بعد صفّين :
" لو علمت أن الأمر يكون هكذا ماخرتُ"
رواه ابن أبي شيبة في المصنف 15/ 275 و293

( علي -رضوان الله عليه- يتوجّع لقتلى معركة الجمل )
كان علي رضي الله عنه يتوجّع على قتلى الفريقين ويقول:
" ياليتني متّ قبل هذا اليوم بعشرين سنة"
مصنف ابن أبي شيبة 15/ 282 ومجمع البحرين 9/150

وروى ابن أبي شيبة بإسناده إلى حبيب بن أبي ثابت أن عليّاً قال يوم الجمل :
" اللهم ليس هذا أردتُ اللهم ليس هذا أردتُ"
المصنف 15/275

( علي -رضوان الله عليه- يتوجّع لطلحة - رضوان الله عليه-)
مرّ علي رضي الله عنه على طلحة رضي الله عنه ورآه مقتولاً فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول:
" عزيزٌ عليّ أبا محمد أن أراك مجندلاً تحت نجوم السماء ثم قال:
" إلى الله أشكوا عُجري وبُجري وبكى عليه هو وأصحابُه "
تاريخ دمشق 7/89

( علي -رضوان الله عليه - يتوجّع للزبير - رضوان الله عليه -)
لمّا جاء قاتل الزبير لعله يجدُ حظْوةً ومعه سيفه الذي سلبه منه ليُقدّمه هديّة لأمير المؤمنين
حزن عليه حُزْناً شديداً وأمسك السيف بيده وقال:
" طالما جلّى به الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يأذن له بالدخول عليه"
طبقات ابن سعد 3/105

( علي -رضوان الله عليه - لم يسجد شُكراً لله إلا في معركة النهروان مع الخوارج الفجّار)
سجد علي رضوان الله عليه شُكراً يوم النهروان لما وجدوا ذا الثديّة مقتولاً
- وما فرح عليّ رضي الله عنه - بقتال أحدٍ سوى الخوارج ففي قتالهم أجرٌ عظيم وعلامتهم ذا الثديّة الخارجي البغيض
راجع :
تذكرة الفقهاء 1/124 للحلي
نهاية الأحكام 1/498 للحلي
الذكرى ص 213 للشهيد الأول
الحبل المتين ص 245 للبهائي العاملي
الحدائق الناظرة 8/350
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1/205
مصنف ابن أبي شيبة 2/483 و484
مصنف عبد الرزاق 3/358
سنن البيهقي 2/371

القرآن يصرّح بأن المؤمنون يحصل بينهما قتال ويحصل من بعضهم بغي على بعض بسبب اجتهاد وتأويل
وهم يدورون بين الأجر الواحد والأجرين واسم الإيمان واسم الأخوّة باقيان
عن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران
وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر"
البخاري ومسلم

وأما الآية التي أتيت بها في غير محلها فقد جاءت بعد قصة ابني آدم
قتل قابيل أخاه هابيل ظلماً وعدواناً وبغير وجه حق وفسادٍ في الأرض
لأجل أمر من أمور الدنيا وهو زواجه بأخته التي ولدت معه في بطن واحد

وأقول لك مرّة أخرى...أين الثرى من الثُريّا
واستشهد بالآيات في مواضعها التي تكون حجّة فيها
فأين القتل بشبهة حقٍ وتأويل واجتهادٍ مغفور بل مأجور بأجرٍ واحد
من القتل ظلماً وعدواناً وفساداً في الأرض وقطعاً للطريق وإخافة للسبيل

(التراحم بين علي ومعاوية رضي الله عنهما)
ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عن أبيه أن عليا ( عليه السلام ) كان يقول لاهل حربه : إنا لم نقاتلهم على التكفير لهم ولم نقاتلهم على التكفير لنا ولكنا رأينا أنا على حق ورأوا أنهم على حق .
رواه الحميري رحمه الله في الحديث :
" 297 و 302 " من كتاب قرب الاسناد ، ص 45 ط 1
بحار الانوار: 32
الباب الثامن : حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه
[321][330]

علي رضي الله عنه قال :
(( وكان بدء أمرنا أن إلتقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحـد ونبينا واحـد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء ))
نهج البلاغة جـ3 ص (648).

عبدالله بن جعفر الحميري في ( قرب الإسناد ) عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زياد ، عن جعفر ، عن أبيه ان عليا ( عليه السلام ) لم يكن ينسب أحدا من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق ، ولكنه كان يقول : هم إخواننا بغوا علينا .
قرب الإسناد : 45 .
كتاب وسائل الشيعة ج 15 ص69 ـ ص87

الإمام علي رضي الله عنه :
( لم وددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم أخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلا منهم يا أهل الكوفة منيت منكم بثلاث واثنين صم ذوو أسماع ، وبكم ذوو كل عمي ذوو أبصار لا أحرار صدق عند اللقاء ولا إخوان ثقة عند البلاء ، تربت أيديم يا أشباه الإبل غاب عنها رعاتها ، كلما جمعت من جانب تفرقت من جانب آخر000)
نهج البلاغة 1/188 – 190

جاء في كتاب حلية الأولياء عن أبي صالح قال : ـ دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية ، فقال له : صف لي عليّاً . فقال : أ وَتعفيني يا أمير المؤمنين ؟ قال : لا أعفيك ، قال : أمّا إذ لابدّ ; فإنّه كان والله بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلاً ، ويحكم عدلاً ، يتفجّر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته .
كان والله غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يقلّب كفّه ، ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما جشب ، كان والله كأحدنا ; يدنينا إذا أتيناه ، ويُجيبنا إذا سألناه ، وكان مع تقرّبه إلينا وقربه منّا لا نكلّمه هيبةً له ; فإن تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظِّم أهل الدِّين ، ويحبّ المساكين ، لا يطمع القويّ في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله .
فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخي الليل سدوله ، وغارت نجومه يميل في محرابة ، قابضاً علي لحيته ، يتململ تململ السَّليم ، ويبكي بكاء الحزين ، فكأنّي أسمعه الآن وهو يقول : يا ربّنا يا ربّنا ـ يتضرّع إليه ـ ثمّ يقول للدنيا : إليَّ تغرّرتِ ! إليَّ تشوّفتِ ! هيهات هيهات ، غُرّي غيري ، قد بتتّك ثلاثاً ، فعمرك قصير ، ومجلسك حقير ، وخطرك يسير ، آه آه من قلّة الزاد ، وبُعْد السفر ، ووحشة الطريق .

فوَكَفَتْ دموع معاوية علي لحيته ما يملكها ، وجعل ينشفها بكُمّه وقد اختنق القوم بالبكاء ، فقال : كذا كان أبو الحسن عليه السلام ! كيف وَجْدك عليه يا ضرار ؟ قال : وَجْدُ من ذبح واحدها في حجرها ، لا ترقأ دمعتها ، ولا يسكن حزنها . ثمّ قام فخرج .

في كتاب الأمالي للصدوق عن الأصبغ بن نباتة قال : دخل ضرار بن ضمرة النهشلي على معاوية بن أبي سفيان فقال له : صف لي عليّاً . قال :أ وَتعفيني ، فقال : لا ، بل صِفْه لي ، فقال له ضرار : رحم الله عليّاً ! كان والله فينا كأحدنا ; يدنينا إذا أتيناه ، ويُجيبنا إذا سألناه ، ويقرّبنا إذا زرناه ، لا يُغلق له دوننا باب ، ولا يحجبنا عنه حاجب ، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منّا ، لا نكلّمه لهيبته ، ولا نبتديه لعظمته ، فإذا تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم .

فقال معاوية : زدني من صفته ، فقال ضرار : رحم الله عليّاً ! كان والله طويل السهاد ، قليل الرُّقاد ، يتلو كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار ، ويجود لله بمهجته ، ويبوء إليه بعبرته ، لا تغلق له الستور ، ولا يدّخر عنّا البدور ، ولا يستلين الاتّكاء ، ولا يستخشن الجفاء ، ولو رأيته إذ مثل في محرابه ، وقد أرخي الليل سدوله ، وغارت نجومه ، وهو قابض على لحيته ، يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين ، وهو يقول : يا دنيا ! إليَّ تعرّضتِ أم إليَّ تشوّقتِ ؟ هيهات هيهات ، لا حاجة لي فيك ، أبَنْتُكِ ثلاثاً لا رجعة لي عليك ، ثمّ يقول : واه واه لبُعد السفر ، وقلّة الزاد ، وخشونة الطريق .
قال : فبكي معاوية وقال : حسبك يا ضرار ، كذلك كان والله عليّ ! رحم الله أبا الحسن !

حلية الأولياء : 1 / 84
تاريخ دمشق : 24 / 401 و402
الاستيعاب : 3 / 209 / 1875 ،
المحاسن والمساوئ : 46 وفيه "عدي بن حاتم" بدل "ضرار"
صفة الصفوة : 1 / 133
الصواعق المحرقة : 131
تذكرة الخواصّ : 118
ذخائر العقبي : 178
الفصول المهمّة : 127
مروج الذهب : 2 / 433
نهج البلاغة : الحكمة 77
خصائص الأئمّة عليهم السلام : 70
كنز الفوائد : 2 / 160
عدّة الداعي : 194
إرشاد القلوب : 218
الفضائل لابن شاذان : 83
المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 103
تنبيه الخواطر : 1 / 79 كلّها نحوه
الأمالي للصدوق : 724 / 990
بحار الأنوار : 41 / 14 / 6

واعلم أن قتلة عثمان رضي الله عنه هم أساس الفتنة
والقصاص منهم هو سبب معركة الجمل وصفّين
ولذلك استحقوا أن يُلعنوا على لسان علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

وعثمان رضي الله عنه قُتل مظلوماً والله تعالى يقول:
وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ
وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33)
الإسراء

وزبدة معركة صفين
أن عليّاً رضي الله عنه يقول : (البيعة أولاً والقصاص ثانياً)
ومعاوية رضي الله عنه يقول: ( القصاص أولاً والبيعة ثانياً)
والإجتهاد الصواب مع علي رضوان الله عليه فله أجران
والإجتهاد غير الصواب مع معاوية رضوان الله عليه فله أجر واحد

وزبدة معركة الجمل
أن عليّاً وطلحة والزبير وعائشة رضوان الله عليهم
اتفقوا على القصاص من قتلة عثمان المتواجدين في جيش عليّ رضي الله عنه
ولكنّ القتلة أفسدوا الإتفاق والصلح بالهجوم فرقتين على المعسكرين لتضيع قضيتهم
فصارت مناوشات من سَحر يوم الجمل حتى قبيل الزوال وبعد الزوال افتلت الزمام من الفريقين
حتى لم يستطع لاعليّ ولاطلحة ولا الزبير ولا عائشة رضوان الله عليهم إيقافها حتى الليل
لعن الله قتلة عثمان في السهل والجبل والبر والبحر
- آمين-
 

للعقلاء فقط
  • موضوعات العقيدة
  • موضوعات الإمامة
  • موضوعات الصحابة
  • موضوعات أهل البيت
  • موضوعات متفرقة
  • الملل والنحل
  • الصفحة الرئيسية