اطبع هذه الصفحة


نظرة الصوفية إلى الجهاد

أجاب عليه:د. علي بن حسن الألمعي


السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أرجو من العلماء الأفاضل أن يخبروني بالتفصيل عن (موقف الصوفية من الجهاد الإسلامي المتعارف عليه عند أهل السنة والجماعة)، مع تزويدي ببعض المراجع حتى يتسنى لي التوسع بها. وجزاكم الله خير اً.

الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن الصوفية منذ نهاية القرن الثالث فما بعد قد تطورت في بدعها وخرافاتها، وأصبحت مرتعاً لكل مبطل ومنحرف، وأصبحت طرقها مشاعة بين جميع أهل الأهواء والبدع، فدخل فيها الزنادقة والخرافيون، وأهل الشطحات، والكلمات المريبة، وعمت فيها القبورية الضالة، وقد وقف أكثر الصوفية من فريضة الجهاد العظيمة موقف المعطل لها قولاً وعملاً، ودعا أكثرهم إلى صرف الناس عنها، حتى أن منهم من فسر قوله تعالى: "اصبروا وصابروا ورابطوا" [آل عمران: 20] فقال: لم يكن في زمن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- غزو يربط فيه الخيل، ولكنه انتظار الصلاة بعد الصلاة، فالرباط لجهاد النفس، والمقيم في الرباط مجاهد لنفسه!!، انظر هذا في عوارف المعارف وهو مطبوع على من هامش الإحياء، وكثيراً ما يرد على ألسنتهم وفي كتبهم، (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر)، قال الإمام ابن تيمية وأما الحديث الذي يرويه بعضهم – وذكره – فلا أصل له ولم يروه أحد من أهل المعرفة بأقوال النبي – صلى الله عليه وسلم- وأفعاله.
ولهذا فإن من شأن الصوفية عبر التاريخ – في الأغلب الأعم- التثبيط عن الجهاد بحجة محاربة النفس وهواها والوقوف عند ذلك، ولم نجد لهم عبر التاريخ اهتماماً بالوقوف في وجه العدو، وعندما كان الأفرنج يغيرون على المنصورة في مصر سنة: (647هـ) تنادى الصوفية ليقرؤوا الرسالة القشيرية، ويتجادلوا في كرامات الأولياء!!.
وتاريخ الصوفية معروف بالقعود والانعزال في الزوايا والتكايا، ومشهور بالتثبيط عن جهاد الأعداء، ولهذا نجد حتى في عصرنا هذا بأن الأعداء يأنسون إليهم، ويرتاحون منهم لعلمهم بأنه لا هم لهذه الطرق بإحياء فريضة الجهاد التي تعد من أعظم الفرائض وهي ذروة سنام الإسلام، ووالله ما تركت الأمة الجهاد في سبيل الله إلا ذلت وهانت على الأعداء، وهزمت وأصبحت في خور وضعف وذلة ومهانة، ولقد قال – صلى الله عليه وسلم-: "إذا تبايعتم بالعينة وتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم." أبو داود(3462)، وأحمد(4987)، وصححه الألباني.
والمقصود أن فريضة الجهاد عند الصوفية أتى عليها ما أتى على غيرها من الفرائض التي وقف منها أهل الأهواء ومنهم الصوفية مواقف منحرفة عن المنهج الصحيح فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل، نسأل الله أن يصلح حال المسلمين وأن يرزقنا البصيرة في الدين، ويمنحنا الإخلاص لرب العالمين،وأوجه أخي السائل – حفظه الله- ومن يطلع على جوابي هذا إلى كتب الشيخين ابن تيمية في المجلد(11) من مجموع الفتاوى، ابن القيم – رحمه الله- في كتابه مدارج السالكين ففيه ردود على الصوفية، وإلى كتاب التصوف بين الحق والخلق محمد فهد شقفة،وكتاب هذه هي الصوفية، عبد الرحمن الوكيل،وكتاب أبو حامد الغزالي، والتصوف للمؤلف عبد الرحمن دمشقية ص393، فما بعدها هذا الكتاب مهم جداً وفيه نقد لمسالك الصوفية والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
 

أرباب الطريقة
  • منوعات
  • من كلام الأئمة
  • كتب عن الصوفية
  • جولات مع الصوفية
  • شبهات وردود
  • صوتيات عن الصوفية
  • فرق الصوفية
  • شخصيات تحت المجهر
  • العائدون إلى العقيدة
  • الملل والنحل
  • الصفحة الرئيسية