اطبع هذه الصفحة


جولة صحفية: الصوفية في تركيا خدمت الإسلام وشوهته في آن!!

 
قامت مجلة (الأسرة) والتي تصدر عن مؤسسة الوقف الإسلامي بهولندا، حوار جريء وشفاف مع أبرز طلبة العلم الداعين إلى الله في تركيا، ليستطلعوا الوضع الإسلامي هناك، وموقف الحكومة الكمالية ومن ثم العلمانية من الدين، وذكر جهود أهل السنة في نشر العقيدة الصحيحة، ودور الصوفية في نشر أو إعاقة الدعوة!!
وقد نشر الحوار في العدد86 - جمادى الأولى 1421هـ.

هذا الحوار الجريء كان مع فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالحميد الأثري والذي عاش في اصطمبول ما يزيد على عشرين عاماً، وقد ترجم العديد من الكتب، كما ألف عدد من الرسائل الغالية، ومنها:
1- الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة
والذي قرظها عدد من أهل العلم ، وهم:
العلامة د/ عبدالله بن جبرين، والشيخ د/ ناصر العقل، والشيخ د/ سعود الشريم، والشيخ صالح آل الشيخ، والشيخ محمد جميل زينو.

2- أنواع وأحكام التوسل المشروع والممنوع
وقرظها: المحدث عبدالقادر الأرناؤوط رحمه الله، والشيخ د/ عبدالرحمن المحمود.

وقد قمت بصف الحوار، ومن ثم اختيار المهم، وحذف عدد من الأسئلة التي أرى عدم أهميتها، ومن ثم نشرها، سائلاً المولى أن ينفع بها، وينبه على مكمن الخلل لعلاجه، وأن يُطلع أهل السنة على حال إخوانهم في تركيا ..

الأسرة: في البداية نسألك عن الغموض الذي يلف تركيا هل هو من تقصير المراقبين أم من التعميم المتعمد على ما يحدث لتركيا؟
الشيخ: أحب أن أذكر نقطة مهمة في البداية: أن أحداً من الكتاب والمحللين السياسين والصحافيين عامة والإسلاميين خاصة لم يعط الوضع في تركيا تحليله الصحيح، والسبب في ذلك أن الشعب التركي شعب منغلق على نفسه لا يستطيع أحد الوصول إليه إلا من الداخل، وحينما نتحدث عن تركيا يجب أن نعلم بأن تركيا حالة خاصة بين الدول والشعوب الإسلامية منذ يوم تأسيس الدولة العثمانية التي حكمت العالم الإسلامي قرابة سبعة قرون .. وإلى هذه الساعة فالوضع في تركيا يحتاج إلى دراسة شاملة، وحينما ننظر إلى الدولة العثمانية نجدها قامت على مذهبية فقهية وعقيدة ماتريدية وأفكار صوفية جهلاً منها بأنها طريقة ومذهب خاطئ، ولما كانت آخر 200 سنة في عهد الدولة العثمانية تردت الأوضاع من سيء إلى أسوأ، سواءً كان تدهوراً علمياً أو سياسياً حتى سقطت بيد العلمانيين، وحينما تولى العلمانيون زمام الأمر في تركيا عملوا على قطع علاقة الشعب التركي بالإسلام وكل ما يمت إليه بصلة فغيروا الحروف إلى اللاتينية بدلاً عن العربية، وكذلك ألغوا الأذان بالعربية وحولوه إلى اللغة التركية، وبهذه الطريقة قطعوا الحلقة بين الجيل الجديد والإسلام فنشأ جيل لا يعرف منه إلا اسمه، وقاموا أيضاً بتعذيب العلماء واضطهادهم وقتلهم. ففي معركة القبعة وحدها قتلوا عشرة آلاف مسلم لأنهم رفضوا استبدال الطربوش –الذي يرمز إلى الإسلام- بالقبعة الأوربية.

وبعد 45 سنة تقريباً فرض على تركيا دخول حلف الأطلسي وبهذا فرضت عليهم التعددية الحزبية التي فتحت بعض المجال للمسلمين، فأنشأ حزب الديمقراطية برئاسة عدنان مندريس ووعد هذا الرجل المسلمين خيراً وفعلاً قام بما وعد به، وكان مما فعل: إرجاع الأذان إلى اللغة العربية وإعادة الحروف العربية. وبهذا الانفتاح بدأت الصحوة الإسلامية تنتشر حتى وصل الأمر إلى أن أسس المسلمون حزباً إسلامياً لدخول البرلمان باسم: حزب النظام، ولم يتحمل العسكريون العلمانيون هذا التسامح وهذه الصحوة، فبعد سنوات قاموا بانقلاب وأطاحوا بعدنان مندريس وقدموه للمحاكمة بتهمة معادة العلمانية، ولأفكار أتاتورك فأعدم هو ورفاقه مع العلم أن الرجل لم يكن إسلامياً! وفي السبعينات عادت الصحوة الإسلامية، وكان ثمة تخوف من بعض المراقبين من أن رجعة الأتراك إلى الإسلام هي رجعة إلى ما كان عليه آباؤهم من الإسلام الممتلئ بالخرافات وبعض الشركيات، وهذا أمر قد وقع، إضافة إلى التعصب الذي ولده الجهل، وانتشار الفرق الصوفيـــة والأحزاب بشكل كبير.

التدين التركي
الأسرة: هل نفهم إذن أن التدين في تركيا لا يعني الإســلام في صورته الصحيحة؟
الشيخ: عندما يطلق على الشخص في تركيا (متدين) يعني ذلك أنه محافظ على الصلوات ولكن فهمه الخاطئ للدين يجعله يرتكب بعض المخالفات، مثل ترك جماعة المسجد؛ بل ربما تجد الرجل يشرب الخمر ويصلي أو المرأة تخلع حجابها وتصلي ويقولون هذا شيء آخر، وكل هذا بسبب الجهـل.

انتشار الصوفية بتركيا
الأسرة: تنتشر الجماعات الصوفية في تركيا وكما نعلم أن لها نفوذاً فماذا فعلت الصوفية للإسلام هل خدمته أم شوَّهته؟
الشيخ: هذا السؤال يطرح كثيراً والحقيقة إذا أنصفنا القول، نقول إنهم خدموا الإسلام وشوهوه أيضاً، شوهوا الإســلام بخرافات وعادات ما أنزل الله بها من سلطان؛ بل هي من الشركيات، ولكنهم حافظوا على الإسلام في الظاهر، فنجد أهل الصوفية هم الوحيدون الملتزمون بشدة في مدارس تحفيظ القرآن ولم تنتشر مدارس تحفيظ القرآن [في تركيا] إلا بجهودهم، ولم يكثر الحفاظ إلا بسببهم، وكذلك إطلاق اللحى، وانتشار الزي الملتزم بتعاليم الإسلام.

الفرق بين صوفية تركيا والصوفية العربية
الأسرة: هل تختلف الصوفية في تركيا عن الصوفية في أقطار العالم الإسلامي الأخرى؟
الشيخ: ليس هناك اختلاف كبير؛ ولكن في العموم هم أخف فلم ينتشر عندهم الضرب بالحراب أو السيخ أو الرقص وشد الرحال والطواف بالقبور، ونؤكد على أنهم في المعتقدات مثل الحلول أو الاستغاثة وغيرها.

ونسبتهم كبيرة في تركيا، ولهم طوائف أكبرها (النقشبندية) و(القادرية) وإذا قيل لك هذا مسلم تركي يتبادر إلى ذهنك أنه نقشبندي حنفي وماتريدي، إلا القليل منهم.

السنة قليلون في تركيا
الأسرة: هل يعني هذا أن أهل السنة قليلون جداً؟
الشيخ: مع الأسف تركيا غير محظوظة بدعوة أهل السنة الحقة لأن الدولة العثمانية قامت على المذهبية الصوفية، والصحوة في تركيا متأخرة عن العالم الإسلامي بأكثر من 50 سنة، فالدعوة السلفية في تركيا ولدت ولادة غير طبيعية لأنها بلا جذور، وإنما دعوات فردية لأشخاص درسوا في الجامعات الإسلامية خارج تركيا، فأتوا ينشرون الدعوة على نطاق ضيق، وقد طفت في تركيا قرابة ثماني سنوات ولم أجد شخصاً يتبنى الدعوة السلفية، وذلك قبل عشر سنوات، أما الآن فيوجد 400 شخص تقريباً يتبنون الدعوة والحمد لله.

المستقبل للإسلام
الأسرة: مستقبل الصحوة في تركيا كيف تنظرون إليه، وخصوصاً على منهج أهل السنة والجماعة؟
الشيخ: الحمد لله الصحوة بدأت تنتشر في تركيا بين جميع طبقات المجتمع من أطباء ومهندسين وأساتذة وعامة الشعب، والحجاب بدأ يعود واللحى أيضاً. وقد استطاع المسلمون المتمسكون بدينهم إثبات وجودهم في جميع طبقات المجتمع، حتى إنهم قاموا ببناء فنادق خمس نجوم خالية من المسكرات.

أما صحوة أهل السنة على وجه الخصوص في تركيا فهي جيدة أيضاً. ونتعرض إلى نقطة مهمة وهي أن نجاح العلمانيين في الاستمرار في الحكم هو أن عملهم (مؤسسي) وليس (مركزياً)، أي أنهم ينتشرون في كل مكان. شاه إيران مثلاً مسخ الإسلام مسخاً وعندما ذهب، ذهب حكمه الذي كان يعتمد عليه فقط أي (مركزي). أما تركيا فالأمر يختلف، فالعلمانيون يدرسون الأطفال منذ الصغر المبادئ العلمانية، فإذا ما كبر الصغار نشأ لديهم فكر علماني يحل المعتقدات ويورثها للجيل الآخر .. وهكذا.

الأسرة: وماذا عن نشاطكم في تركيا؟
الشيخ: عندما قدمت إلى تركيا قبل 17 سنة كانت فتاوى شيخ الإسلام قد ترجم منها 6 أجزاء تقريباً. وقتها كفروا شيخ الإسلام والمترجمين ودار النشر أيضاً. ولكن الآن الأمر مختلف جداً، والفضل في ذلك لله ثم لكتاب "زاد المعاد" فعندما أردنا طباعته بالتركية قال لنا صاحب المطبعة: إن المؤلف وهابي ولن يشتري منكم أحد. فقلنا له: إن هذا الكتاب مجرد كلام عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فطبعناه وانتشر ولله الحمد بسرعة مذهلة، ورجع الناس إلى كتب شيخ الإسلام ........

نقله لكم:
أبو عمر الدوسري (المنهج) - شبكة الدفاع عن السنة
 

أرباب الطريقة
  • منوعات
  • من كلام الأئمة
  • كتب عن الصوفية
  • جولات مع الصوفية
  • شبهات وردود
  • صوتيات عن الصوفية
  • فرق الصوفية
  • شخصيات تحت المجهر
  • العائدون إلى العقيدة
  • الملل والنحل
  • الصفحة الرئيسية