اطبع هذه الصفحة


الجولة الخامسة : " الشعراني " صاحب الطبقات

الدكتور محمد جميل غازي

 
أهل الحركة، والبركة، والغيب، والفورة الجنسية ..!
برهان الله في السودان يتأبط الدسوقي نهاراً ...!
.. أحمد الرفاعي.. السيد البدوي.. الشعراني ...!

بعد أن استغرقت رابعة العدوية الحلقة الأولى من الحديث.. يدفع المتحدث إليه بالحديث إلى أحمد الرفاعي.. ويتناول الدكتور منه الخيط ليطوف به حول بقية الشخصيات الصوفية، وعمدتهم السيد البدوي، ومؤرخهم عبد الوهاب الشعراني صاحب الطبقات الكبرى:
ويسأل السائل ويجيب المجيب.. ثم تكون حكاية "الرفاعي" والسؤال هو: يزعم أصحاب "الرفاعي" أن والده توفي وهو جنين في بطن أمه وكان لمولده فرحة كبيرة بسبب الرؤيا التي سبقت هذا المولد وتحدث بها أصحابها من كبار الصالحين. فإن خالد القطب الرباني الشيخ منصور رأى في منامه رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: "يا منصور أبشرك أن الله تعالى يعطي أختك ولداً يكون اسمه أحمد الرفاعي وحينما يكبر اذهب به إلى الشيخ علي القارئ الواسطي ليربيه ولا تغفل عنه"، ويقولون أيضاً: إن من بعض كراماته أنه لما كثر الجدل والنقاش بين الأتباع وأراد الشيخ منصور أن يحسم الموقف دعا الطامعين في الخلافة، ودعا ولده أحمد، وابن أخته أحمد الرفاعي وأعطى كلاً منهم سكيناً ودجاج وطلب من كل واحد منهم أن يذبح دجاجته في مكان لا يراه فيه أحد، فعاد الجميع وفي أيديهم ذبائحهم إلا أحمد الرفاعي فقد عاد ومعه الدجاجة حية والسكين في يده فسأله الشيخ لماذا عدت بالدجاجة من غير ذبح؟ فقال الرفاعي: شرطت علي يا سيدي خلو المكان وأينما ذهبت وجدت الله حاضراً وناظراً.
وهكذا صار الرفاعي خليفة للطريقة فنظمها وقسمها إلى مجموعات ومراحل ودرجات وقد بلغ الرفاعي الغاية من الزهد والتصوف وأجرى الله على يديه بعض الكرامات فما هي الحقيقة في هذا كله؟
وهنا نسمع رأي الدكتور محمد جميل غازي حول هذه الشخصية الصوفية.
رابعة العدوية والرفاعي والبدوي والدسوقي والجيلاني أسماء كثيرة لا تنتهي عدا، ولو أننا وقفنا عند كل شخصية من هذه الشخصيات نناقش ما يروى عنها لوجدنا الكثير، ولوجدنا كلاماً كثيراً يمكن أن يقال في الرد عليهم ثم إن ما ذكرته عن الرفاعي قليل من كثير.
هذا الذي ذكروه عن الرفاعي قليل لكن انظر ما الذي يرويه الشعراني أنه يقول: إن السيد البدوي التقى به الرفاعي في طنطدا – وطنطدا هو الاسم القديم لطنطا – وأن الرفاعي قال له: أريد المفتاح. فقال له السيد البدوي: مفاتيح الشام والعراق ومصر والهند والسند بيدي فخذ أيها شئت، فقال له: لا آخذ المفتاح إلا من يد الفتاح. فقال له: اذهب إلى مكان كذا وستجد المفتاح متدلياً من السماء، فذهب الرفاعي ووجد يداً ممتدة من السماء فأخذ يقبل اليد التي أعطته المفتاح ثم عاد للسيد البدوي وقال له: لقد أخذت المفتاح، قال له: أتعرف اليد التي أعطتك المفتاح؟ قال له: نعم.. فمد السيد البدوي يده وقال له: أليست هذه؟.. فنظر الرفاعي في يد السيد البدوي وقال: إنها هي!

العالمون بالغيب:
شيء آخر يروى عن الرفاعي أيضاً، يقولون أنه لما ذهب ليحج قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وقف أمام القبر:

في حالة البعد روحي كنت أرسلها *** تقبل الأرض عني وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت *** فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي

ثم مد الرسول يده فقبلها الرفاعي، وما يروى من هذا كثير. الموتى يلتقون بالأحياء، والشعراني يروي عن نفسه أيضاً فيما يرويه، قال: وتأخرت سنة عن حضور المولد، وقال الذين حضروا المولد أن سيدي أحمد كان يخرج رأسه من الضريح ويقول: أبطأ عبد الوهاب الشعراني ما جاء وقال! تأخرت سنة عن حضور المولد فقابلني سيدي أحمد في القاهرة ومعه كثير من الموتى وألزمني والأسرى يزحفون على ركبهم ويحملون أكفانهم معهم ويحضرون المولد، فقال لي سيدي أحمد: لماذا لم تحضر المولد؟ فقلت له: بي وجع. قال: الوجع لا يمنع المحب، قلت له: إن شاء الله نحضر. فقال: لابد من الترسيم عليك، فرسم على سبعين عظيمين.. أسودين كالأفيال وقال: الزماه حتى تأتيا به.
هذه هي طريقة الصوفية في الفهم والاعتقاد فهم يخطئون أشنع الخطأ وأبشعه في مسألتين هما أساس توحيد الألوهية.. المسألة الأولى علم الغيب، والمسألة الثانية التصرف في الكون.
أما علمهم للغيب فيأتي وهم صغار، فمثلاً الدسوقي يقول: إنه أوتي سبعين علماً إحاطياً أقلها علم اللوح والقلم.
هذا هو علم الدسوقي وهو في السبع سنوات. كذلك نجد البوصيري يتحدث في قصيدته الميمية – أو البردة- يقول للرسول صلى الله عليه وسلم :

فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم

فالصوفية ليس عندهم غيب لأن كل شيء مكشوف لهم وبالنسبة للتصرف في الكون هم المتصرفون في الكون فيسمون السيدة زينب مثلاً رئيسة الديوان، إذ يجتمع الأقطاب والأنجاب والأوتاد مرة كل عام في غار حراء برئاسة رئيسة الديوان للتصرف في أمور المخلوقات.
ويزعمون أيضاً أن السيد البدوي متصرف في الكون ويقولون أيضاً أن الله قال في حديث قدسي: "الملك ملكي وصرفت فيه البدوي".
ويسمون أنفسهم: أهل التصريف، ويعتبرون أن لكل عام أو كل فترة زمنية قطباً يسمونه "قطب الوقت" يعني المسؤول عن التصرف في الكون في ذلك الوقت.
هذه مفتريات الصوفية ولو أننا رحلنا نتتبعها واحدة واحدة لضاع وقتنا هباء، ولكننا دائماً نشرح الحق وبضدها تتميز الأشياء، والحق موجود في كتاب الله سبحانه وتعالى، ومشروح شرحاً كاملاً، ولقد فصل الله سبحانه وتعالى الحق في كتابه الكريم، وبين مظاهر الباطل ومداخل الباطل ومخارج الباطل، في كتابه الكريم ورسولنا صلى الله عليه وسلم لم يخرج من هذه الحياة، أو لم يخرجه الله سبحانه وتعالى من هذه الحياة الدنيا إلا بعد أن أبان الشريعة، وبين كل الطرق المؤدية إلى الله سبحانه وتعالى حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمته المشهورة المعروفة:
”تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك“ وقال: ”تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي“.

النون أم الميم !!:
ثم ننتقل مرة أخرى مع الدكتور محمد جميل غازي إلى قطب آخر من أقطاب الصوفية وهو "إبراهيم الدسوقي" – إنه درس الفقه ثم اقتفى آثار الصوفية – واعتكف عشر سنوات في دسوق وكان صاحب كرامات ظاهرة، ومقامات فاخرة، وسرائر قاهرة، وبصائر باهرة ويقولون أيضاً: لقد كان إبراهيم الدسوقي زعيماً روحياً، وقطباً صوفياً، ومصلحاً اجتماعياً وطريقة البرهامية نسبة إلى "إبراهيم" أو "الدسوقية" نسبة إلى لقبه انتشرت في أقطار الشرق.. وامتدت فروعها في مصر والسودان فخلق رجالاً عاملين ومواطنين صالحين يراقبون الله في السر والعلن ومازال خلفاؤه ناهجين نهجه هكذا يقولون عن الدسوقي وطريقته.
أولاً كلمة "خلق" التي ذكرت في كلام هذا الكاتب، كلمة عجيبة أيضاً فهو شيء جديد يضاف إلى مناقب الصوفية وأنهم يخلقون، وهو يخطئ أيضاً حينما يقول: إن الطريقة المنسوبة إلى إبراهيم الدسوقي اسمها الطريقة البرهامية، بالميم أو البرهانية بالنون؟ الميم والنون أقامتا معركة بين السودان ومصر.. أما مصر فإنها أقامت الطريقة البرهامية بالميم، وأما السودان فأقامت الطريقة البرهانية بالنون وسبب المعركة بسيط أنه بعث في زمان الناص هذا ولي جديد هذا الولي الجديد اسمه محمد عثمان عبده البرهاني بالنون وأنه التقى بإبراهيم الدسوقي في جلسة علنية وأنه سأله هل طريقتك البرهامية بالميم أو البرهانية بالنون ؟ فقال إبراهيم الدسوقي: طريقتي البرهانية بالنون لأنني برهان الله في الأرض، وعلى هذا الأساس خرج محمد عثمان عبده بطريقة البرهانية بالنون، واجتمعت مشيخة الطرق الصوفية وخرجت على الناس ببيان رفضت فيه اعتبار الطريقة البرهانية بالنون إحدى الطرق الصوفية المعتمدة. لكنها موجودة ولها مقر بجوار مشيخة الطرق الصوفية وتقوم بنشاطها الملموس، ويحضرها كثير من طلبة الجامعات.
زرت محمد عثمان البرهاني في منزله بالخرطوم، في ميدان عبد المنعم وسألته: كانت أيامها حرب 73 وكانت المعركة قائمة في مصر، كنا في رمضان بعد عشرة رمضان – هل يقود المعركة الآن – إبراهيم الدسوقي قال: نعم والذي دعاني إلى هذا السؤال أن بعض المجلات نشرت مقالات بعنوان "دولة أبي العينين" بينت أن قطب الوقت هو أبو العينين، وأن الذي سيقود المعركة ضد اليهود هو أبو العينين، وأنه سيطرد اليهود من مصر ومن سيناء إلى آخره، فسألت محمد عثمان البرهاني: هل الذي يقود المعركة الآن في مصر هو إبراهيم الدسوقي؟ قال: نعم، قلت: له بلحمه ودمه. قال: نعم بلحمه ودمه.
نحب أن نوضح بعض الأشياء عن عثمان البرهاني ليكون معروفاً أكثر هو مؤلف كتاب "انتصار أولياء الرحمن على أولياء الشيطان" ويقصد بأولياء الشيطان من سماهم في صدر كتابه "الوهابيون والإخوان المسلمون" فهوي قول أن هؤلاء هم أنصار الشيطان وأنه ألف هذا الكتاب للنيل من هؤلاء.
وفي كتابه "تبرئة الذمة في نصح الأمة" بين أن الله هو محمد، وأنه لا فارق على الإطلاق وقال: إن قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ } [الفتح: 10] معناه أن محمداً هو الله.
وقال أيضاً: إن من أسماء الله الحسنى محمد.
كذلك فإن "محمد عثمان عبده البرهاني" كان يذكر في كتابه هذا من مناقب الدسوقي أنه سأل الله أن يعطيه جسماً كبيراً كبيراً، ولما سئل إبراهيم الدسوقي لماذا؟ قال: لأزحم به النار فلا يدخلها أحد ونفس الكلام محاولة زحم النار أو زحمة النار ذكرها السيد البدوي أيضاً قال: إنه دعا الله بثلاث دعوات فأجاب الله دعوتين وأبطل الثلاثة، دعا الله أن يشفعه في كل من زار قبره فأجاب الله ذلك، فدعا الله أن يكتب حجة وعمرة لكل من زار قبره فأجاب الله ذلك، فدعا الله أن يدخله النار فرفض الله ذلك. فسألوا السيد البدوي لماذا رفض الله أن يدخلك النار؟ قال: لأني لو دخلتها فتمرغت فيها تصير حشيشاً أخضر وحق على الله أن يعذب بها الكافرين، ويقول أحد الصوفية: لولا الحياء من الله لبصقت على ناره، فانقلبت جنة، وأبو يزيد البسطامي هو الذي يسخر من الجنة والنار، فيقول: سبحاني ما أعظم شأني الجنة لعبة صبيان.
هذا هو منطق هؤلاء بالنسبة لجنة الله وبالنسبة للنار، وبالنسبة لوعد الله وبالنسبة لوعيده، فهم يعتبرون الجنة لعبة صبيان، بل بالعكس أبو يزيد البسطامي حينما يسمع القارئ يقرأ قوله تعالى: { إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ } [البروج: 12] يقول: وعزتي وجلالي إن بطشي لأشد من بطشه.
وننتقل أيضاً مع الدكتور محمد جميل غازي إلى قطب آخر وهو الشيخ الشعراني فقد قيل عن الشيخ الشعراني كما يرويه أصحابه أن المستشرق "ماكدونالد" قال: إن الشعراني كان رجلاً ذواقاً نقاداً مخلصاً واسع العقل وكان عقله من العقول النادرة الخلاقة في الفقه بعد القرون الثلاثة الأولى في الإسلام، ولقد كانوا يقولون أن الشعراني كان عالماً فقيهاً وصوفياً مشهوراً وكان ينتمي إلى الطريقة الشاذلية التي أسسها الشيخ أبو الحسن الشاذلي، ثم يقولون أيضاً عن هذا الشيخ قد حكى عنه المستشرق "كولدس" أن الشعراني كان من الناحية العلمية والنظرية صوفياً من الطراز الأول وكان في الوقت نفسه كاتباً بارزاً أصيلاً في ميدان الفقه وأصوله وكان مصلحاً لا يكاد الإسلام يعرف له نظيراً، وإن في كتبه ما يعد ابتكاراً محضاً لم يسبق إليها ولم يعالج فكرتها أحد قبله. ثم يقولون أيضاً: أن هذا القطب أو هذا الشعراني قد أثمرت قراءته ودراسته ثمراتها الطيبة وبدأ أثرها في إنتاجه الغزير في مؤلفاته التي تتحدث في التفسير والحديث والفقه ولغة التصوف، وبعض هذه المؤلفات تقع في خمسة مجلدات.

الأعداء لماذا يؤيدون التصوف ؟
أن يقول هذا الكلام مستشرق مثل "ماكدونالد" أو غيره يجعلنا نعرف من هم الصوفية تماماً، فالصوفية هم جماعة ماكدونالد وغيره، نصبوا أنفسهم لهدم الإسلام. ذلك أن أوروبا الصليبية لا تسمح لنفسها أن تعطي دكتوراه في العلم الإسلامية إلا في التصوف.
المستشرقون والمبشرون يؤيدون التصوف لعلمهم أن ذلك معول يقضي على الثقافة الإسلامية، ويقضي على العقيدة الإسلامية، ويقضي على العبادات الإسلامية والسلوك النظيف.

ما هذا الذي يقوله هؤلاء المستشرقون عن عبد الوهاب الشعراني، وأنه أتى بكتب لا نظير لها، وأنها في غاية الابتكار ألا يرجع هؤلاء إلى أنفسهم فيعلمون أن أوروبا حظرت تدريس المزامير في مدارسها لما فيها من خدش للحياء والعفة وخاصة نشيد الإنشاد في "المزامير" كيف يقولون هذا مع أن في طبقات الشعراني ما هو أحق بالمنع من نشيد الإنشاد، مثلاً عبد الوهاب الشعراني يقول بالحرف الواحد "ودخلت على زوجتي أم عبد الرحمن ولم أفعل شيئاً، يقول: إنه دخل على زوجته أم عبد الرحمن ولم يستطع أن يفعل معها ما يكون بين الرجل وزوجته فاستغاث بسيده أحمد البدوي، وأن أحمد البدوي قال له: يأتي بفاطمة أم عبد الرحمن عنده في القبر ثم يدخل بها، وأنه أخذها وذهب إليه في القبر ودخل بها وصنع له السيد البدوي حلوى، قال عبد الوهاب الشعراني: فكان الأمر في تلك الليلة.
كيف يمكن لمفكر كهذا أن يقال أنه مفكر لا نظير له.. بعد صدر الإسلام.
كيف يمكن أن يكون هذا؟ وكيف يقال إن مؤلفاته لا نظير لها مع أنها كلها عبث كهذا العبث.
أليس عبد الوهاب الشعراني هو الذي قال إن للولي حق القبض والبسط والخفض والرفع والإحياء والإماتة وحق التصرف في العباد.
كل هذا يقوله عبد الوهاب الشعراني، ويقال لنا: أن كتب عبد الوهاب الشعراني لا نظير لها، لماذا ؟ لأنهم يريدون لهذا الرجل ولأمثاله أن يعيشوا بين الناس.
ويمضي الدكتور محمد جميل غازي في حديثه يكافح الخرافة، ويتتبعها في أوكارها !
ونتوقف نحن إلى هذا الحد.. لنقول:
إن هذا "الداعية" الفاهم الواعي، قد وسعت دائرة معارفه "أنماطاً" من البدع والخرافات.. عرفها، وعرف بها، وتتبعها بالبحث والدراسة، وحذر الأمة منها ومن شرها !
ولقد أوتي القدرة على مقاومة هذه البدع والخرافات.. مهما كان أنصارها أشداء أقوياء!!
فليبارك الله خطوه.. وليكلل بالنجاح مسعاه.. وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 

أرباب الطريقة
  • منوعات
  • من كلام الأئمة
  • كتب عن الصوفية
  • جولات مع الصوفية
  • شبهات وردود
  • صوتيات عن الصوفية
  • فرق الصوفية
  • شخصيات تحت المجهر
  • العائدون إلى العقيدة
  • الملل والنحل
  • الصفحة الرئيسية