اطبع هذه الصفحة


الإلجام على الدعو (العسيري) المحرف لكلام الشيخ الإمام ومن بعده من جمهور الجفري اللئام

أبو عمر الدوسري(المنهج)

 
في أحد المنتديات وجدت أحداً لقب نفسه بالعسيري تزويرا لأن المنتدى لأهل الجنوب..
الأهم بأن هذا الرجل سرق وحرف على تحريفات المحرف السابق كما يتبين لك بعد قليل ..

ووضعي للرد هنا لسبب جوهري وهو رد أقوال هؤلاء وشبههم ..

العضو المتسمي بـ(ـالعسيري) حفظه الله...
للأسف أنك تسميت بأسم قبيلة سنية سلفية لا تفرح بأفكار روجها من جديد الاستعمار،هذه القبيلة الأبية تأبى أن تكون موالية لفكرٍ أشل وعقيدة متناحرة،بين فرق وطرق ضالة جمعت بشكل لا يجتمع ..

أن عائلة العسيري هي أكبر من أن يكذب عليها بتزوير الحقائق بكلماتٍ قصت لهوى..وإلا عائلة العسيري عائلة تعرف أن واقع الصوفية وقد قرأت رسائل الأئمة في العقيدة وأتضح أن الاستغاثة والحلف بغير الله والمدد من غير الله..

باختصـار هي عائلة شريفة أسمى من أن تسرق وتنسب السرقات لنفسها حتى ترتيب صاحب الشهوة والهوى قد سايره..

إن المدعو (العسيري) الصوفي -ومن خلال معرفة بأن الصوفيون هذه طراقهم- قد سرق فكرة عبدالحفيظ بن ملك عبدالحق.. ولا أدري هل يصح أن يسمي والده بملك؟؟!!لكن ربما للصوفية رأي في تعبيد أسماء الله!!!

أقول اقتطف منها المقالات المقصوصات من هذا القارئ المتتبع بشهوة موافقة هواه..

والسؤال ما رأي الشيخ:
في الأول فإن كلام الشيخ فيه أن الصوفية أخذوا جانب العبادة وليس تزكية لهم بل أنهم مشغولون بالعبادة وصوفية الزمن الماضي كانوا يسمون بالعباد والزهاد وإن اختلفوا هذه الأيام كثيراً عن ذلك وافترقوا -وكانوا مفترقين -أكثر وأكثر..
والسؤال هل عبادتهم صحيحة؟؟!!
هنا يحتاج الأمر إلى نظر ومن طريقة إلى طريقة ومن طريقة في طريقة في طريقة يجب أن ننظر لنكون في إنصاف..وإلا تُكلم بوجهٍ عام عن الصوفية من الملامح الخارجية الأكثر اشتراكاً..
وهذه الكلمة ليس فيها أي تزكية فهم أخذوا بجانب من الدين وهو العبادة ونسوا العلم ولذلك جهلوا فضلوا وأضلوا..ولله دُر الشيخ حين كان ذا بصيرة واضحة فوصف الداء والدواء فهل يستفيد أهل الأهواء؟؟!!!أتمنى أن يستفيدوا ولكن قراءة المدعوا (العسيري) أو عفواً عبدالحفيظ عبدالحق قراءة عوراء كعادة أصحاب الأهواء..

وهذه هي فائدة جليلة أتمنى أن يستفيد منها أهل الأهواء في علاج أمراضهم من كلمات الأئمة البليغة..
والشيخ كان قد بين وأوضح بجلاء -واقع الذين غلو فوقع بعض منهم في الشرك والآخرون في البدعة- علاج أمراضهم في كشف الشبهات والتوحيد وغيرها من الرسائل المفيدة..ولم يكن الشيخ كثير الكلام بل جُل رسائله ككتاب التوحيد وغيره الصل فيها والأساس والصدر بقال الله وقال رسوله وقال الصحابة ..وكما قال ابن القيم الجوزية عليه رحمات رب البرية:
العلم قال الله قا رسوله .... قال الصحابة هم أولا العرفان
ما العلم نصبك للخلافِ سفاهةً ..... بين الرسول وبين قولِ فقيهِ
وأما الرسائل وهي التي لم يظفر بها صاحبك ففيها شفاء وتعليق على كل متفيقهِ وناعقٍ يرد كلام الله ورسوله بقول أقطابهم كالشاذلي والنقشبندي وغيرهم..
والحجة الحجة بالدليل..
والأسماء والأوصاف والألقاب لا يجوز التحزب والتعصب لها..فكيف باسم المهاجرين والأنصار العظيمين والذي جاء ذكرهما في القرآن ومع ذلك سما تلك الدعوى جاهلية..
ولا مشاحة في الاصطلاح حتى نرى ما اصطلحتم عليه هل يوافق السنة أم يخالفها؟؟!!
وبهذا أشد أن البيان فيه شفاء،لمن طلب الدواء من هذا الداء،الذي أصاب أهل الأهواء،والسرقة بغباء.
وسأقتس من كلامك كلام الشيخ الأول فإنه متين:
اقتباس:
فهذاه اقوال مجدد القرن شيخ الاسلام محمد عبدالوهاب رحمه الله في موضوع التصوف تحريت فيها الدقة والمرجعية سائلا المولى ان اكون وفقت في ذلك

جاء في القسم الثالث من مؤلفات الشيخ محمد عبد الوهاب جزء فتاوى ومسائل

قام بجمعها وتصحيحها ومقابلتها على اصولها الشيخ صالح بن عبد الرحمن الطرم

ومحمد بن عبدالرزاق الدويس في الصفحه رقم 31 المسأله الخامسه

سئل رحمه الله عن مسائل مفيده فأجاب :

( اعلم – أرشدك الله - أن الله سبحانه وتعالى بعث محمد صلى الله وعليه وسلم بالهدى

الذي هو العلم النافع , ودين الحق الذي هو العمل الصالح .

اذا كان من ينتسب الى الدين : منهم من يتعانى بالعلم والفقه ويقول به كالفقهاء

ومنهم من يتعانى العباده وطلب الاخره كالصوفيه .

فبعث الله نبيه بهذا الدين الجامع للنوعين .

أعوذ بالله أنظر للتدليس والتحريف على الشيخ في هذا التعليق:
اقتباس:
النوعين : اي الفقه والتصوف كما هو واضح من عبارة الشيخ رحمه الله)

أنظر أيه الفطن كلام الشيخ وتحريف المحرف..
فالشيخ يقول لو جمع الأمرين أينعي التصوف أو أتى به..بل قال الجمع بين العلم والعبادة!!فألحظ مصاريف القوم..
ثم هذه أمثلة للخطأ الواقع فكيف تجمع المثال؟؟!!
دقق -أيها الحبيب- في تحريفات أهل الأهواء..وهذا ليس بجديد فشيخهم شيخ المحرفين ازاهد الكوثري وعبدالفتاح أبو غده تلميذه لهم السبق في هذا..

أما مقطعك الثاني فهو عين المراد،فلنقرأ كلام الشيخ:
و جاء في القسم الثاني من مؤلفات الشيخ محمد عبدالوهاب (الفقه) المجلد الثاني صفحة 4 في رسالة (اربع قواعد تدور الاحكام عليها) يقول فيها :

اقتباس:
(اعلم رحمك الله ان اربع هذه الكلمات مع اختصارهن يدور عليها الدين سواء كان المتكلم في علم التفسير او في علم الاصول او في علم اعمال القلوب الذي يسمى علم السلوك او في علم الحديث او في علم الحلال والحرام والاحكام الذي يسمى علم الفقه او في علم الوعد والوعيد او في غير ذلك من انواع الدين .... الخ)

وهذا كلام جميل..وهو ما يدعوا لهم علماء أهل السنة والجماعة أصحاب العقيدة السلفية بأن التزكية مطلب ولشيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن تيمية رحمه الله رسالة عظيمة في هذا فلا تفتك عليك..
ولبعض الأئمة والعلماء جهد فاضل..
وأخرهم شيخ سني من أنصار السنة في مصر ألف رسالةً عظيمة القدر نافعة جد نافعة سماه (البحر الرائق في الزهد والرقائق) للشيخ أحمد فريد.
وغيرها من الأمور التي فيها شفاءٌ للصدور.

أما تحريفات المدعو (العسيري) أو عفواً فالأصل أن جميع الكلمات ليست له لعبدالحفيظ حتى التعيلق،فلي معه وقفة:
اقتباس:
(علم السلوك اي التصوف كما هو متعارف عليه عند اهل العلم)

وهذا من قمة التحريف والجهل،فمراد أهل السنة غير مراد أهل الأهواء..ونعني بهذا -أي علم السلوك- التزكة وهو علم يُعنى بها من قبل السلفيين كثيراً ..

وهذا كلام متين جميل للشيخ الأردني السني مشهو حسن سلمان يقول في رسالته العظيمة (القرطبي والتصوف)

التعبير الشرعي لما ينادي به المتصوفة هو (التزكية) وقد بُعِث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (مزكّياً) و (معلماً)،ولا يبرئ المسلم من النفاق إلا بوجودِ (حسن السمت) و(فقه في الدين) والأول مأخوذ من (التزكية) والثاني من (العلم)،ولا يدرء المسلم عنه (الظلم) إلا بالأول
،ولا (الجهل) إلا بالثاني.وكذا (الشهوة) و(الشبهة)،وهما أصلا الشّرّ في الوجود داخل الإنسان.
وفي المقابل:أعلا وأغلى ما يمكن تحصيلُهُ من (العلم) هو (اليقين) ومن (التزكية) هو (الصبر) وبهما تكون (الإمامة في الدين) وتأمل بعد هذا،قولهُ تعالى: {إنه كان ظلوماً جهولاً} وقوله: {وجعلنا منهم أئمة يهدون } وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ((خصلتان لا تجتمعان في منافق:حسن السمت،وفقه في الدين)) .وإذا تقرر هذا وتأكَّد،فقِف طويلاً –إن بغيت الإصلاح- عند مقولة الفضيل بن عياض: "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح به أولها:الزهدُ واليقين"،وتيقَّن أنَّ الخير في ذات هذه الأمة إنما هو يتحقق مهمَّتّي النَّبِيَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيها،وبمقدار ما حصَّلْت منها،فإنها تفيض به على سائرِ الأمم.
وبعد،فإن الانحراف في (البدايات) و(الأسمـاء والمباني) من أسبابِ البُعدِ عن الجادَة،و(الصراط المستقيم) في (النهايات) و(الحقائق والمعاني)،والله الهادي.وانظر تعريف ابن عبدالبر للصوفي في "جامع بيان العلم" 1/176-ط القديمة.

http://saaid.net/feraq/sufyah/15.htm

أقول وقوله من كتم علماً هذا من قمة الجهل والاستخفـاف،فإن الله يعاقب السارقين بأشد العقوبات!!كما أنه سبحانه يجازي من يحرف كلام الموقعين عن رب الأرض والسماء بفتاويهم وعلمهم وكلامهم أشد الجزاء..فنعوذ بالله من فعل السفهاء.

وآخر الكلام دعوانا بأن يهدي أهل الأهواء إلى الحق ،ويشفيهم من مرض التحريف والهوى،فإنه الهادي وحده سبحانه.
وأصلي وأسلم على الهادي الحبيب محمد بن عدالله الهاشمي القرشي عليه وعلى آله وصحبه السلام.

كَتَبَهُ وقيَدَهُ:
أبو عمر (المنهج)

يليه بإذن الله الرد على مقاله الآخر الذي سرقه من عبدالحفيظ في رده على الشيخ عباس..
وموضوعه:
بل الشيخ محمد عبدالوهاب يؤيد التصوف الصحيح

................

هذا الرد الثاني أنقله من دون تنقيح لأنني كنت أخاطب بعض الأشخاص هناك..فارجوا المعذرة..

بسمه عز وارتفع .. وذل له كُل شيءٍ وخضع ... والصلاة على سيدنا محمد المتبع .. عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً..

أما عبد:

فقد بينا ووضحنا مُرادنا من تبيان الخلل الكبير،والأمانة العلمية المفقودة لدى الصوفي المدعو بـ(ـالعسيري) ..

وفي موضوعٍ جديد يتجدد سرقته من كتاب المُحرف عبدالحفيظ بن ملك عبدالحق والسؤال يفرض نفسه...لما السرقة يا مدعو بت(العسيري) .. وسؤال هل تنقل ما لا تفقه؟؟!!لأنه كما تبين سابقاً أن الشيخ بين تبياناً واضحاً بأن الصوفية قد أخطأوا وعليهم بالعلم فما أقبح الجهل .. خاصة إذا أُرفق معه الهوى .. ولذلك ذمه سبحانه عز وجل ؛بل وسمى تابعه عابداً للهوى،فقال: {أفرأيت من اتخذ إله هواه وأضله الله على علم ..الآية} فأنظر يا من جردت السريرة لعالم السر وأخفى..

أقول وقبل الدخول إلى موضوعه يحسن بنا أن نبين بالمثال ومن هذا المنتدى لماذا نصح الإمام مجدد القرن -كما عبر العسيري عنه - بالعلم؟؟!!لأن العبادة لا تستقيم إلا بالمتابعة لمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهي معنى الشهادة (وأن محمداً رسول الله) وهو قوله تعالى على لسان نبيه: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} فهنا السر..
الأمر الآخر..لأن الجهل يؤدي بصاحبه إلى طوام،ويؤدي به إلى اتباع الهوى،فلابد من العلم،أنظر -أخي السني- كيف أن (نور الهدى) في ردها هنا من فهمٍ معكوس،ومحاولة لتشتيت،فالواجب علينا أن نأخذ المدعو (نور الهدى) على قدر عقله..
أنظر في رده في موضوع العسيري كيف يرد عليّ ويثبت الجهل المركب لـ(ـنور الهدى)

اقتباس:
Re: كالأطفال

اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ajifri
بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ المنهج

السلام عليكم

أراك يا أخي تتخبط بين المشاركات كالأطفال فهذه حدودك .......... أما الكلام في الدين بغير علم فهو يخرج من الدين فاحذر من الهفوات والتجرأ على الفتية ..... فأنت لا تستطيع فك العبارات فضلا ان تعرفها فالزم حدودك

وبالله التوفيق
--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربا العالمين
الأخ ajifri تابع بارك الله فيكم واحسن إليكم ( واصبر وما صبرك إلا بالله )

انما هؤلاء وأمثالهم هم من علامات يوم القيامة !!

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا يُونُسُ وَسُرَيَجٌ قَالاَ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَتَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ». قَالَ سُرَيْجٌ « وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ

الرويبضة : تصغير رابضة وهو العاجز الذى عجز عن معالى الأمور..

صدق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم

أعوذ بالله من الجهل وادعاء العلم..

أنظر طلبه بأن نتعلم،وهو يقول:

اقتباس:
الرويبضة : تصغير رابضة وهو العاجز الذى عجز عن معالى الأمور..

السؤال يا رويبضة هل تخالف رسول الله؟؟!!
لأنه صلى الله عليه وسلم قد فسر معنى الرويبضة وهذا هو الحديث كما هو في سنن ابن ماجه:
يقول عليه الصلاة والسلام: ((سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الرجل التافه في أمر العامة))

فهل تتوب من التقول على رسول الله ومضادة حديثه؟؟!!
أعلن توبتك يا جاهل!!
وأقول صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام فمثلك ومثل الجفري والعسيري المحرف الرويبضة ..

أعود إلى أستاذ التحريف وخليفة شيخه أبو غدة والكوثري-عفواً السارق من المحرف- ..

أقول للمحرف وقد سرقت هذه القطعة وما يليها ونسيت اسم عبدالله وكنت تُريد نسبتها لشيخ الإسلام فنشكر لك أمانتك العلمية!!!!!! المتناهية.. وإن دلَ دل على جودت معدنك!!!! حيث أنك نسبت الاسم ونسيت الأصل الذي سرقت منه والتحريف الذي صنعه وتابعته في بلاهة ولا أبشع!!

يقول:

اقتباس:
وان كنت اسلم لك جدلاً (اقول جدلا) ان الشيخ ذم أهل التصوف الذين تفردوا بالعبادة دون التفقه . فانهُ لم يذم اهل التصوف الذين جمعوا بين الأثنين

أقول بآن مما سبق أنه رحمه الله قد عاب الصوفية لجهلهم وجهلهم هو الذي أوردهم المهالك,,

لدليل
اقتباس:
على ذلك ما جاء في ملحق المصنفات "هذه مسائل" وفي صفحة 124 ذكر عقب بحث نفيس عمن انكر محبة الله ومن اثبتها قال :[ فنفس محبته اصل عبادته ، والشرك فيها اصل الشرك في عبادته اولئك فيهم شبه من النصارى وفيهم شرك من جنس شرك النصارى. ولهذا كان مشايخ الصوفية العارفون يوصون كثيرا بمتابعة العلم ، قال بعضهم ((ماترك احد شيئا من السنة إلا لكبر في نفسه ))] اه .

وما في الاستشهاد!!
ألم يستشهد رسول الله بأبيات لبيد!!
وأهل العلم بأقوال أهل البدع -سائر- ومن أمانة الشيخ أن نسبها لأهلها..
ولو قرأت الرسالة لوجدت أنه يناقش قضايا زلة فيها الصوفية في محبة الله بين الصدق والإدعاء فبين رحمه الله بمشائخهم الحق أن يتعلموا وهذا غاية في النفاسة أن تبين للضال الحق ممن يثق..فمرادنا الإسلام وليس الحزبية والعصبية كما هي حال المتصوفة ..وهذا ما فعله شيخ الإسلام مع الروافض في إثبات ما عليه من مشائخهم،ومحاولة دفعهم للعلم والفقه ممن يديون بأقوالهم إلى الله..وحيث أن الصوفية أخطأت في صدق المحبة {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله{ فأمرهم بمتابعة سنتهِ ..ولو ابتع الصوفية السنة لتركوا بدعهم وضلالاتهم..

يقول عبدالحفيظ عفواً السارق (العسيري)

اقتباس:
بل وقد جاء في الهدية السنية للشيخ محمد بن عبد الوهاب صفحة 50 مانصهُ : [ولا ننكر الطريقة الصوفية وتنزيه الباطن من رذائل المعاصي المتعلقة بالقلب والجوارح مهما استقام صاحبها على القانون الشرعى والمنهج القويم المرعي ... الى آخر كلامه رحمهُ الله] .

رحمه الله أكمل كلامه..
فأنت بترت مما نقله عبدالحفيظ البقية وأكمله عنك ليتجلى للمنصف سبب البتر:
(ولا ننكر الطريقة الصوفية وتنزيه الباطن من رذائل المعاصي المتعلقة بالقلب والجوارح مهما استقام صاحبها على القانون الشرعى والمنهج القويم المرعي،ألا أننا لا نتكلف لهُ تأويلاً في كلامه ولا في أفعاله،ولا نعول ولا نستعين ونستنصر ونتوكل في جميع أمورنا إلا على الله،وهو حسبنا ونعم الوكيل ونعم المولى والنصير،وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم)

وهذا كلام نفيس جداً-أعني الذي بتره المدعوا بالعسيري - حيث فيه هدمٌ لبنيان الصوفية الذي يستعينون ويستنصرون ويتوكلون على غير الله يشركون-في الغالب الأعم- مع الله أسيادهم وأوليائهم المزعومين كالجيلاني والبدوي والدسوقي والشاذلي وغيرهم من الصالحين والطالحين الذين جعلوهم أنداداً لله تعالى الله عن ما يشرك به الظالمون!!

وهذا كلام الشيخ البديع أنه لا ينكر أن للصوفية -وخاصة السابقين- كان لهم جهد طيب في تنزيه الباطن من المعاصي إلا أنهم لم يعملوا على وفق أوامر الله ومتابعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم..فهذا من إنصاف علماء السنة رحمهم الله.

والسؤال:
هذا كلام عبدالله فهل فيه مدح للصوفية ودعوة لاتباعها أو السكوت عنها؟؟
ألم تقرأ كلامه وهو يدعوهم وينصحهم وينصف مع خصمه؟؟
ألم تستفسر عن سبب البتر الذي بتره العسيري؟؟!!!ألأنه فهم المعنى فأراد طمس الحقيقة وتحريفها؟!!!وأصبح كمن نقل عنه مُحرف مثله..
لماذا يكذب الصوفييون ويحرفون الكلام عن مواضعه؟؟!!هل تعودوا التأويل فهم أولوا وحرفوا كلام الله فكيف بكلام غيره!!
لماذا لا يصدقون دعوهم بحب النبي عليه الصلاة والسلام باتباعه؟؟!!
لماذا لا يتبعون السنة ويتركون البدعة؟!!!
أسئلة كثيرة تبحث عن إجابة..

يقول العسيري..

اقتباس:
ومن ائمة التصوف الذين نقل عبارتهم ابن الجوزي هو ابو الحسين النوري الذي يقول لبعض اصحابهِ : ( من رأيتهُ يدعي مع الله عز وجل حالةٌ تخرجهُ عن حد علم الشرع فلا تقربنهُ, ومن رأيتهُ يدعي حالةً لايدلُ عليها دليل , ولايشهدُ لها حفظٌ ظاهر , فاتّهمهُ على دينه .)

وهذا قول طيب فاتبعوه لعلكم ترشدون ..واتبعوا الصحيح لا الضعيف .. واتباعكم الضعيف بسبب الجهل .. فتعلموا السنة كما قال مشايخ الصوفية..
وابن الجوزي له على الصوفية كلام طويل جداص في تلبيس إبليس فقد عاشر القوم وعرفهم عن قرب ولن أنقل لك كلامه إلا في وقت الحاجة وإلا فقد دللتك على كتابه النفيس تلبيس إبليس..

اقتباس:
وكذلك نقل ابن الجوزي عن ألأمام ابي جعفر قولهُ: ( من لم يزن اقوالهُ وافعلهُ واحوالهُ بلكتابِ والسنة، ولم يتهم خاطرهُ , فلا تعُدنهُ في ديوان الرجال ).

كلمة طيبة وإن كان البعض يقول بأنه رجل ولكن ليس على السنة .. حاد عنها كالمتصوفة ..

اقتباس:
ولأبن القيم رحمهُ الله نُقولات و كلام نفيس حول التصوف الصحيح في كتابهِ [ مدارج السالكين ]

لا تنسى أن الأصل للهروي.. والشيخ له تعليقات فيه..والحق أن البعض لا يعده من كتبه بل يعده اختصاراً للهروي..وهو جيد بالجملة..وعلى السني أن يقرأ كلامه النفيس في الكافية الشافية وسأنقل بإذن الله لك توبته من مذهبه السابق الضلال إلى الهداية من التأويل والبدعة وعقيدة الأشاعرة إلى نور التوحيد واتباع السنة وتوقف عند قوله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} رحم الله ابن القيم..
وارجوا منك في الأيام القادمة أن تعود إلى الأصل وتتحقق من صحة الكلام واقرأ كما كُتب لكما تأول..
فقد أخطأ كثيراً في مواقف عديدة هذا المدعو عبدالحفيظ بن ملك عبدالحق..

واسأله تعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه..
ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه..

وإن كان من الإنصاف أن نذكر محاسن ما قام به المدعو (العسيري) فهو قد بين لنا كيفية قراءة أهل الأهواء،والاتباع الأعمى،والجهل المطبق،وأستاذية التحريف،
كما أنه قد عاون أهل السنة بإيصال بعض الأفكار النيرة والتي تدل على إنصاف أهل السنة لأهل الأهواء وتبيان دقيق وأنهم أهل إنصاف ودقة في الوزن وحب للعدل،كما أنه لو لم نخرج من هذه الوقفات إلى بأن يتبعوا ما أسقطه المدعو (العسيري) عمداً!!ففيه كفاية..
فوالله أننا نريد من الصوفية أجمع أن يعودوا إلى السنة وينبذوا كل شريكٍ لله..والوفية دركات تختلف عن بعضها من فرقة إلى فرقة..فادعوا الله وأحده ولا تخشوا سواه {وإذا سألك عني عبادي فأني قريب إجيب دعوة الداع إذا دعان}
كما أنه بيّن دعوة أهل السنة حيث أن الصوفية انساقوا للعبادة وزهدوا بالعلم فأورثهم جهلهم الضلال والبعد عن السنة..والأولى كما قال رحمه الله أن يتعلموا ويجمعوا بين العلم والعبادة عبادة وفق علم فالله قال : {فأعلم أنه لا إله إلا هو واستغفر لذنبك} قال الإمام البخاري رحمه الله بدأ بالعلم قبل القول والعمل..
فألحظ هذا -يا رعاك الله- تستفد ولا تتعصب للفرق وغيرها بل إلزم الكتاب والسنة ودع عنك قول السوء والجدل.
والله أعلم.

..............

كشف الجاني المدعو بـ(العسيري) :: أو:: بل الشيخ محمد بن عبدالوهاب يرد على الصوفية!!!!!

بسم الله الرحمن الرحيم..

الحمد لله حمداً يليق بجلالهِ وعظيم سلطانه،وأصلي على نبيه محمد عليه وعلى آله وسلم،أما بعد:

اقتباس:
فوالله لقد سئمت من مجارة هؤلاء القوم, الذين لا هم لهم الا الانتقاد واللوم, على كل من خالفهم و لو كان من الأئمة الأعلام أهل القيام و الصوم, بلا ورع و لاحياء من رب الأرض و السماء و الكون, مقحمين انفسهم في لجة بحار العلم ظانين بأنفسهم بأنهم من اهل السباحة و العوم.

وما يدعوا للسأمة والملل أنهم قوم جبلوا على الكذب والتحريف وصفات أهل الأهواء،وسترى هنا ما يخبرك بهذا..

وقبل هذا أخبرك بأني أكتب وأنا على سفر،ومن جرب السفر عرف..

وقبل هذا أرى من الواجب إعادة الفضل لأهله..وأشكر الأخ الذي أوقفني على بعض النقاط في هذا الموضوع،وهو أحد طلبة العلم الذين فلوا كتب الشيخ ووعوها ..أنه الأخ وليد..
وقد نصح لي حفظ وقتي من مجادلة أهل الباطل..وقد رأى البعض فضحك وأخص هذا الموضوع..وقال لا عليك،والمنصف هو من تريد سيقرأ كم الفريقين وسيعلم أين الحق والباطل..
قلتُ:جزاهُ الله خيراً..
وقد ناولته نسخة من كتاب عبدالحفيظ فضحك منه وقال:قبحه الله من جهل..وأخبرني بأنه قد خط عليه بعض التعليق وقد دلني على بعضها فبارك الله به..
فاقترحت عليه أن يسميه الإلجام كتسمية الغزالي إلجام العوام،فسر ذلك وقال ليس الأهم التسمية الأهم التوجيه الذي سيحويه الكتاب!!ولكل حادث حديث..

فابدأ مُستعينا بالله..


أقول سطرتُ الإلجام لرد المحرف وبيان فساد تحريف تعليقاته على كلام الشيخ..
وسأضع الرابط ففيه كفاية..
الإلجام على المدعو (العسيري) المحرف لكلام الشيخ الإمام ومن بعده من جمهور الجفري اللئام
########هو موضوعنا الأعلى######

أقول للمنصف-فقط- قارن بينه وبين ردهِ المتهالك!!
والذي انتظرناهُ دهراً فهو لم يكن على سفر بل كان يكتب ولكن في غير هذا الموضوع..
كشف الحقائق و الإلتباس بما يهذي به المنهج و عباس
#################################

ولا أدري لما يأتي باسم الشيخ عباس هنا وقد أقسم لي بأنه لا يدخل بأسم غير العسيري وأقسمت له بأن لا أدخل إلا باسم المنهج!!!ولكن ربما يريد السجع!!أو ربما يريد التلبيس!!أقول ربما..

اقتباس:
اولا) قال هذا "المنهج المحرف الأصلي"
فقوله (اخذوا بجانب الدين و هو العبادة و نسوا العلم) فأقول له اتق الله يامدلس يا محرف يا خافي الحقائق , اما تتق الله ؟ فقولك اخذوا بجانب من الدين و هو العبادة (هذا ان كان صحيح) فما الضير في ذلك ؟

عد إلى كلامه وتعليقه في رابطه.

قال: (المنهج المحرف الأصلي)
قلتُ:رمتني بدائها وانسلت..

قال: (فقوله (اخذوا بجانب الدين و هو العبادة و نسوا العلم) فأقول له اتق الله يامدلس يا محرف يا خافي الحقائق , اما تتق الله ؟)
قلتُ: وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عودته طريقته!!!
فأين التدليس والتحريف وإخفاء الحقائق!!!!!
والدعاوى إن لم تقيموا عليها بيناتٍ ..أصحابها أدعياءُ
فقد أبنا لك تحريفك وثان وثالث ورابع فأبن عن ما تدعيه!!وارجوا أن لا يكون كما بينت من مده وقلت بشأن الألوسي!!
فهذا تحريف للكلم عن مواضعه لطلب التشغيب وهو يكذب ويدل على عدم علمه فيا للجهالة!!
من علامة العراق أبو المعالي محمود شكري الألوسي صاحب فتح المنان تتمة منهاج التأسيس والذي نقلت كلامه ثم يرد عليّ بأنه قال في تفسيره كذا وكذا!!!
السؤال أين تفسيرهُ هذا أنا لا أعرف لهُ تفسيراً!!!
فقد أحالني على رجل آخر يقال لهُ الألوسي!!!وهذا عين التحريف والتدجيل فأبطل هذه الحركات يا فتى!!!
فصاحب روح المعاني هو أبو شهاب الألوسي!!!!

فأنظر هذه والله كافية!!

قال: ( فقولك اخذوا بجانب من الدين و هو العبادة (هذا ان كان صحيح) فما الضير في ذلك ؟)
قلتُ:والله ما بعد هذا الجهل من جهل!!
والمنصف يعلم (الضير) الذي لا تعرفه..
بوب البخاري رحمه الله: [ بــــــــــــاب العلم قبل القول والعمل] والدليل قوله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك} فبدأ بالعلم قبل القول والعمل.وقد ذكر ذلك الشيخ محمد بن عبدالوهاب-المجدد كما يقوله المدعو العسيري- في الأصول الثلاثة فليرجع إليه!!
وفسر أهل العلم قوله تعالى ولا الضالين قال من عبد الله على جهل وخُص بها النصارى ومن شابههم ففيه شبه منهم..وارجع إلى تفسير الفاتحة للشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله..
ما الضير::::::
هو السبب الذي يجعل أهل السنة يحذرون وينبهون على أخطاء الصوفية..
أذكار الصوفية المبتدعة!!!من أين لهم هذا..يعملون ويتعبدون على جهل..مثل التيجانية عندهم ذكر يعدل القرآن!!!
الرقص والأغاني وذكر الله بما لم يشرعه الله..الله يقول:{اليوم أكملت لكم دينكم} فمن زاد فهو غير مؤمن بهذه الآية!!!من زاد فكأنه يقول بأن الرسول عليه السلام لم يبلغ!!!
أقول والواقع أكبر شاهد!!!فمن عمر القبور وأسرجها وجعلها مساجد يعبد فيها غير الله!!!
ليس هذا فقط ولكن هذا فقط للتمثيل!!

ثم أتى بحديث:
قُلتُ: أتبعه فتفلح إن صدقت!
ليس كلامنا في التعبد ولكن كلامنا في التعبد على غير سنة وهدى!! مثل ما سبق الإشارة إليه...
فأين هذا الذكر الذي من قاله عدل القرآن!!كما في كتب التيجانية-وقد أخبرني الأخ وليد أن الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق المصري قد ناظر رئيس الطائفة في مصر وقال له هذه المسألة فبهت!!-
وغير ذلك من البدع المحدثة خذ مثال السجود للشيخ عند بعض المتعبديين(الصوفيين) -فائدة أفادني أيها الأخ وليد أن الشيخ يطلق على الصوفيين الزهاد والنساك والمتعبدين وغير ذلك،كما أن شيخ الإسلام ابن تيمية يطلقها كذلك عليهم ويزيد أيضاً في بعض أقوال غلاة الصوفية بقول المتفلسفة كما في الإيمان الأوسط وتوجيه الشيخ بهذا الأسم لهُ وجاهة علماً أنه ليس على إطلاق-
وعد إلى تفسير بعض السلف في (عاملة ناصبة) و(الأخسرين أعملاً) فمن عمل عملهم كان فيه شبه منهم..
فالفرق واضح..
أذكر أنني زرت مناطق ببريدة للزهاد والنساك وهو مشتغلون بالعبادة،ولكن على سنة..
إذا فخلافنا في مسألة العبادة على اتباع!!!{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} أن يعبد على علم!!والتطوع مطلق إلا في أوقات النهي..لكن ليس على شكل سنة لم يسنها محمد صلى الله عليه وسلم..فيا مدعي الحب-فائدة الشيخ محمد رحمه الله يدندن على الصوفية بمدعي الحب راجع هذه المسائل- اتبع من تحب ولا تبتدع..

يأتي إتمام الرد وفيه فوائد:
1- أن أهل الأهواء أهل جهل مركب،فهو جاهل ولا يدري بأنه جاهل،ومن ينقل عنهم جاهل مثلهم لأنه قد وافقهم لأحد أمرين:
ا-هوى يجمع بينهم فيعمي البصر عن التفكر والنظر فيقص بالعمى ويلصق وهو أعمى!
ب-أن يكون جاهلاً فهو لا يدري بما يكتبه غيره وهم أن ينقل،فأنظر إلى هذا الضال كيف أن ما ينقله هو ردٌ عليه وصدق الشيخ حين قال بأن دليل المبطل هو حجة عليه .
2- الكذب سمة على أهل الأهواء والفرقة بخالف أهل السنة.
3- سننقل بعض من أقوال الشيخ في ذم الصوفية والرد عليهم والرد بعض مشائخهم وفيه:
أ- تفنيد كب الصوفي النكرة.
ب- فائدة لمن جرد قلبه وكشف عن عينه الغشاوة.
ج- الوقوف على موقف الشيخ.
د- التنبيه على أهل الأهواء وكذبهم،وما الصوفي سابق الذكر إلا لص يسرق من غيره.
هـ- تنبيه على بعض المخالفات لمن كان لهُ تدبر وفكر لعل الله أن ينجيه منها.
وغيرها..
واسأل الله أن يعيننا على ذلك..

...............

قُلتُ:
عجباً والله لا نقضي ولو كان بشهر رجب!!!
فأنظر فهم الرجل حتى عد كلامنا الذين نكرره ونقوله [زلة] ؛وأقول لهُ لا ليست زلة بل هذا ما نقوله،ولكن في السابقين وهذا هو كلام شيخ الإسلام رحمه الله وأذكر أن الشيخ الفوزان يقول وأين أنتم من الجنيد والهروي..أولئك كانوا على قدر من العلم وأصحاب زهد،ولكن الموجود اليوم هم لا علم ولا سنة لكن الجهل أوبقهم!!!

أقول:وأنظر إلى إضافة اسم الشيخ عباس في مناسبة وغير مناسبة وقوله زلة لتعلم أن الرجل ما يُريد إلا التشغيب بعيداً عن بحثٍ متجردٍ للحقيقة،وهذه لطيفة فتأملها!!

ثم علماء أهل السنة والجماعة رصدوا هذه الحركة منذ نشأتها الزهدية،وحتى تحولاتها الصوفية والتي بدأت تتخبط وتبتعد عن الهدي النبوي وتتشبه برهبانية النصارى،ومن أوائل من نقل هذا الفكر الرهباني النصراني مالك بن دينار رحمه الله،فلقد دعا بأمورٍ عجيبة،ليست -والله- من السنة،بل رهبانية ابتدعوها!!!
فمن آرائهم التجرد من الزواج،وكان يقول: "لا يبلغ الرجل منزلة الصديقين حتى يترك زوجته أرملة ويأوي إلى مزابل الكلاب" سير أعلام النبلاء 8/156،حلية الأولياء 2/359،نقلاً عن محمد العبدة يقول الشيخ محمد: "وقد علق مُحقق السير الشيخ شعيب(يعني شعيب الأرناوط) على هذا الكلام فقال: "منزلة الصديقين لا تنال بهذا المسلك الأعجمي المخالف لما صح عنه صلى الله عليه وسلم من ترك التبتل والرهبنة"
قلتُ: ومن لم يكن متبعاً لقدوتنا فلا خير في اتباع بدعه!!خاصة أن لنا سند في إنكار قول مالك بن دينار رحمه الله بعدد من الآيات والأحاديث!!وأخص بحديث الثلاثة نفر الذي قال أحدهم لا تزوج النساء لأنه يريد أن لا يجعلها أرملة!!لتفرغه للعبادة،وأنظر ما كتبه الشيخ محمد جميل غازي رحمه الله في الصوفية والوجه الآخر فقد أجاب عن وضع المرأة عند الصوفية بأنها كالأرملة!!-ولولا خشية الإطالة لأوردت بعض أقوالهم-.
يقول محمد العبدة: "وكثيراً ما يقول:قرأت في بعض الكتب!!قرأتُ في التوراة!! ويروي عيسى عليه السلام!!: (بحق أقول لكم،إن أكل الشعير والنوم في المزابل مع الكلاب لقليل في طلب الفردوس) أو وله: (أوحى الله إلى نبي من الأنبياء) أو (قرأتُ في الزبور ..) أنظر حلية الأولياء 2/357.
فمن الواضح ومن خلال قراءة ترجمته في كتب الطبقات أنه متأثر بما ترويه الكت القديمة عن الزهاد والرهبان .. ومن الواضح أن هذه الكتب قد حُرفت ولسنا مأمورين بقرائتها بل منهيون عن الأخذ منهم وتقليدهم" الصوفية نشأتها وتطورها محمد العبدةوطارق عبدالحليم.
قلتُ:
أنظر وتأمل!!
فوالله إن هذا لكافي!!
"أمتهوكٌ فيها يا ابن الخطاب؟!!" لما رأى معه بعض الصفحات!!وأنظر هو يقرأها ويطبقها -أعني مالك- وهنا النهي ففي شرعنا كفــــاية!!
وهذا أكبر دليل بانحراف الزهاد والصوفية ونقاط التحول إلى بدعية رهبانية متأثره بالنصرانية!!

ومن أقطاب المرحلة الإنتقالية "ربما يكون عبدالواحد بن زيد ورابعة العدوية من أقطاب هذه المرحلة الإنتقالية،واستحدثت كلمة العشق للتعبير عن المحبة بين العبد والرب ويرددون أحاديث باطلة في ذلك مثل: (إذا كان الغالب على عبدي الإشتغال بي جعلت نعيمه وذكره ولذته في ذكري عشقني وعشقته!!!) .
وبدأ الكلام حول العبادة لا طمعاً في الجنة ولا خوفاً من النار،وإنما قصد الحب الإلهي،وهذا مخالف للآية الكريمة: {يدعوننا رغباً ورهباً} .
ومثل قول رابعة لرجلٍ رأته يضم صبياً من أهله ويقبله: "ما كنت أحسب أن في قلبك موضعاً فارغٌ لمحبة غيره تبارك اسمه!) [أنظر سير أعلام النبلاء 8/156] وهذا تعمقٌ وتكلف لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يُقبل أولا ابنته ويحبهم". الصوفية 21-22.
قلتُ:
هل تأملت هذا الضلال!!! هو مرحلة من مراحل التخبط والإنحراف..
وعلقت على الأخير،فهل هي متفوقة على روسل الله عليه السلام بموقفها هذا؟؟!!!أعوذ بالله من ذلك!وللمعلومية فإن رابعة العدوية "تكلم فيها أبو داود السجستاني [صاحب السنن أحد الكتب الستة] واتهمها بالزندقة!! ،فلعله بلغه عنها أمر،توفيت بالقدس سنة 185هـ.انظر ابن كثير/البداية والنهاية 10/186.قال ابن تيمية:قال بعضهم مَنْ عَبَدَ اله بالحب وحده فهو زنديق،ومَنْ عَبَدَ الله بالخوف وحده فهو حروري،ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ،ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن.انظر الفتاوى 10/81" المصدر السابق.
قلتُ:
وهذا كلام من أبي داود يجب أن يتأمل!!!
وكلام شيخ الإسلام نفيس!!!وهو مطرقة في رأسِ أهل الأهواء من الصوفية وغيرهم!!

وعد إلى كتاب د-محمد جميل غازي رحمه الله الصوفية والوجه الآخر الجولة الرابعة [يعني بالجولة الصحفية] رابعة العدوية الشخصية والأسطورة من ص46 إلى ص55 يقول الشيخ "لقد رووا عن رابعة نفسها: أن سفيان الثوري -على حد ما زعموا- سألها: (يا رابعة هل تكرهين الشيطان؟!! فقالت: ان حبي لله لم يترك في قلبي كراهية لأحد!!"أعوذ بالله ولا الشيطان الذي أمرنا ببغضه هو وأوليائه؟!!

"يقول ابن تيمية ملاحظاً هذا التطور:
(في أواخر عصر التابعين حدث ثلاثة أشيــــاء:الرأي،والكلام ،والتصوف ،فكان جمهور الرأي في الكوفة، كان جمهور أهل الكلام والتصوف في البصرة، فإنه بعد موت الحسن وابن سيرين ظهر عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وظهر أحمد بن علي الهجيمي [ "كان تلميذ شيخ البصرة عبدالواحد بن زيد(ذكر آنفاً في مرحلة البعد عن الهدي السني) وكان يتكلم في القدر،وقف داراً بالبصرة للمتعبدين.قال الدارقطني:متروك الحديث.قال الذهبي:ما كان يدري الحديث،ولكنه عبد صالح وقع في القدر نعوذ بالله من ترهات الصوفية.توفي سنة200هـ انظر سير أعلام النبلاء 9/408" من كتاب الصوفية22] وبنى دويرة للصوفية وهي أول ما بني في الإسلام (أي دار خاصة للإلتقاء على ذكر وسماع) وصار لهم من التعبد المحدث طريق يتمسكون به،مع تمسكهم بغالب التعبد المشروع،وصار لهم السماع والصوت،وكان أهل المدينة أقرب من هؤلاء في القول والعمل،وأما الشاميون فكان غالبهم مجاهدين) الفتاوى 10/359.

كما لخص هذا التطور ابن الجوزي فقال:
( وفي عصر الرسول صلى الله عليه وسلم كانت كلمة مؤمن ومسلم،ثم نشأت كلمة زاهد وعابد،ثم نشأ أقوام تعلقــوا بالزهد والتعبد واتخذوا في ذلك طريقة تفردوا بها،هكذا كان أوائل القوم ولبَّس عليهم إبليس أشيــــــاء ثم على من بعدهم إلى أن تمكن من المتـــــــــأخرين غاية التمكن) تلبيس إبليس 161."

قلتُ:
ووالله لما سبق في بيان كافي!!
تأمل رصد شيخ الإسلام وابن الجوزي رحمهما الله،رصد دقيق للإنحراف!!وتفريق للقوم وأنهم دركات(والدركة هي من السفل والبعد) فالبعض ضل،والبعض وقع في القدر والبعض كان في الغالب يعبد على المشروع(هؤلاء الأوائل!!فكيف بمن تلاهم؟؟!!فكيف بزماننا هذا؟؟!!الأغلب وفيهم هنات!!تأمل قوله "وصار لهم من التعبد المحدث طريق يتمسكون به"
وتأمل كلام ابن الجوزي رحمه الله حين قال: "،ثم نشأ أقوام تعلقــوا بالزهد والتعبد واتخذوا في ذلك طريقة تفردوا بها،هكذا كان أوائل القوم ولبَّس عليهم إبليس أشيــــــاء ثم على من بعدهم إلى أن تمكن من المتـــــــــأخرين غاية التمكن"

أقول لعل في هذا البيان كفاية -لمن تجرد طالباً الحق- لخط إنحراف الصوفية ونقول كما قال ابن الجوزي ولبَّس عليهم إبليس أشيــــــاء ثم على من بعدهم إلى أن تمكن من المتـــــــــأخرين غاية التمكن

أما مسألة العلم فهي والله مضحكة!!فأي علمٍ تعني!!تفريقكم للشريعة والحقيقة،وهذا بلا شك مبثوث في كتب أهل العلم كشيخ الإسلام والشاطبي وغيرهم..
ثم ما العلم الذي تتبجح به!!!
أهو قول [الزنادقة من المتصوفة] حدثني قلبي عن ربي] أم هي [الكشوفات]!! لا أدري هل يسمى هذا علماً!!!!
أقول تأمل -يا منصف- كلام القرطبي التالي لتفسير الصوفية للعلم،يقول القرطبي رحمه الله في الجامع لأحكام القرآن (4/21) :
"لعل جُهّال المتصوفة وزنادقة الباطنية،يتشبثون بقوله تعالى:
{وهب لنا من لدنك رحمة} وأمثالها،فيقولون:
العلم ما وهبه الله ابتداءً من غير كسب،والنّظرُ في الكتب والأوراق حجاب.
وهذا مــــــردود.

ومعنى الآية:
هب لنا نعيماً صادراً عن الرحمة،لأن الرحمة راجعة إلى صفة الذات،فلا يتصور فيها الهبة."

وكذلك قال الإمام القرطبي مثل هذا في كتابه -سابق الذكر- (11/40-41) :
"أن من قال: يأخذ عن قلبه،وأن ما يقع فيه هو حكم الله تعالى،وأنه يعمل بمقتضاه،وأنه لا يحتاج مع ذلك إلى كتاب ولا سنة،فقد أثبت لنفسه خاصّة النبوة،فإن هذا نحو مما قاله عليه الصلاة والسلام: ((إن روح القدس نفثَ في روعي ..)) الحديث"

ولا أريد أن أطيل فأقول عد إلى كلام ابن الجوزي في صيد الخاطر وفي تلبيس إبليس فستجد أمراً عجباً..

يقول ابن الجوزي في الصيد ص231 وعد إليه ففيه خوف الشيطان من أهل العلم من الفقهاء وفرحه بالجهال!!وتلاعبه بالصوفية:
( وكان من أعجب تلاعبه أن حسن لأقوام ترك العلم ثم لم يقنعوا بهذا حتى قدحوا في المتشاغلين به.
وهذا لو فهموه قدحٌ في الشريعة (أنظر ابن الجوزي يتعذر لهم بالجهل الذي أوردهم المهالك!!) فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بلغوا عني)) وقد قال له ربه عز وجل {بلغ} .
فإذا لم يتشاغل بالعلم فكيف يبلغ الشريعة إلى الخلق.
ولقد نقل مثل هذا عن كبـار الزهاد كبشـــر الحـــافي،فإنه ال لعباس عبدالعظيم: لا تجالس أصحاب الحديث،وقال لإسحاق بن الضيف إنك صاحب حديث فأحب أن لا تعود إليّ.
ثم اعتذر فقال:إنما الحديث فتنة إلاّ لمن أراد الله به،وإذا لم يعمل به فتركهُ أفضل (!!!) .
وهذا عَجَب منه!!!
من أين له أن طلابه لا يردون الله به،وأنهم لا يعملون به؟
أوليس العمل به على ضربين:عمل بما يجب،وذلك لا يسع أحداً تركهُ،والثاني نافلة ولا يلزم.
والتشاغل بالحديث أفضل من التنفل بالصوم والصلاة (لأن نفع العلم متعدي) .
وما أظنه أراد إلا طريقه في دوام الجوع والتهجد،وذلك شيء لا يلام تاركه.
فإن كان يُريدُ أن لا يوغل في علوم الحديث فهذا خطأ لأن جميع أقسامهِ محمودة.
أفترى لو ترك الناس طلب الحديث كان بشرٌ يفتي.
فالله الله في الالتفات إلى قول من ليس بفقيه،ولا يهولنك اسمه فالله يعفو عنه)

قلتُ:
عفا الله عن بشــــــر الحافي فقد أخطأ وبرر خطأه بخطأ أفحش منه!!
وهذه مصيبة التعبد والتعمق وترك العلم حتى قد يُعبد الله على جهل وعلى غير هُدى!!
وتأمل نصيحة ابن الجوزي في مجانبة قول من ليس بفقيه ولا يهولنك اسمه!!!!
بشر أو غير بشر القياس على الكتاب والسنة!!
طلب الحديث أصبح فتنة!!والرسول يأمر بطلبه!!

لذلك كان شيخ الإسلام يتعقبهم كثيراً الذين يسمون (بالعارفين) أنظر مثلاً الفتاوى 11/384.يقول نقلاً عن الصوفية للعبدة وعبدالحليم:
(قال بعض العارفين:أول المعرفة حيرة وآخرها حيرة وذكروا حديثاً باطلاً "زدني فيك تحيراً" قال ابن تيمية:هذا حديث كذب والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "ربي زدني علماً".

أقول ولذلك دائماً ينتشر عند الصوفية الكذب على نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم نبي الهدى الذي حذر من الكذب عليه فقال: ((من كذب عليّ متعمداً فليتأبوا مقعده من النار)) وأنظر لأحاديث الكذب "لو أحسن أحدكم ظنهُ بحجر لنفعه" وهو كلام أهل الشرك يقول السوري محمد العبدة:"وقد سمعنا بعض مشايخ الصوفية في هذا العصر يحدث به ويعتقده" قلتُ: هذا واضحٌ جداً،وواقعٌ ملموس،وفي القصة السابقة للشيخ محمد جميل زينو مع الشاذلية -يوم أن كان شاذلياً- بينه في اعتقاد جواز وضع الأنداد لغير الله!!

والنماذج عديدة ولكن يكفي أن ذكرنا بعضها!
ولذا كان بعض أئمة بلاد المغرب يأمورن بإحراق كُتب للصوفية كالإحياء للغزالي ونقل هذا كثيراً..
لذلك قال أبو بكر الطرطوشي: "شحن أبو حامد كتاب الإحياء بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم،وما على بسيط الأرض أكثر كذباً منه شبكه بمذهب الفلاسفة ومعاني رسائل إخوان الصفا" الرسائل3/137.
وقد حرقه علي بن يوسف بن تاشفين وكان ذلك بإجماع الفقهاء الذين كانو عنده أنظر المعيار المعرب 12/185.

نموذج آخر صاحب (قوت القلوب) أبو طالب المكي:
يقول ابن كثير: (كان رجلاً صالحاً لهُ كتاب قوت القلوب،ذكر فيه أحـاديث لا أصل لها،بدّعهُ الناس وهجروه) البداية والنهاية 11/319.

تفسير أبو عبدالرحمن السلمي ،وقبل هذا فأنظر تفسيرات القوم عند محمد حسين الذهبي رحمه الله وتقبله الله شهيداً أحد أعلام مِصر فله كتاب نفيس اسمه [الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم دوافعها ودفعها] وهو صاحب المصنفات الرائعة كالتفسير والمفسرون وغيرها.
قال محمد الذهبي: "لهُ كتاب يُقال لهُ (حقائق التفسير) وليته لم يصنفه!! فإنه تحريف وقرمطه،ودونك الكتاب فسترى العجب" التفسير والمفسرون 2/386.
قال الواحدي: "فإن كان اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر" المصدر السابق.

وقد نقل الذهبي في الاتجاهات المنحرفة كلاماً من تفسيراتهم الباطلة نقلها من السيوطي راجع 82:
"فمن ذلك الهراء ما نقله السيوطي في الإتقان ج2 ص184 عن بعض جهلة المتصوفة أنه فسر قوله تعالى في الآية255 من سورة البقرة {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} فقال:معناه: (من ذل) من الذل (ذي) إشارة النفس، (يشف) من الشفاء(ع) من الوعي)."

وغيرها من الترهات والتفسير الإشاري ولهذا أشار إلى سوء صنيعهم عدد من أهل العلم،ومن ذلك الموضوع الذي وضعناهُ ومازلنا في إتمامه -اسأل اله أن يعيننا على ذلك، القرطبي والتصوف،فقد أشار إشارات إلى هذا الخلل الذي حرف القرآن ويحرفون الكلم عن مواضعه في أماكن عدة انتقى لنا الشيخ مشهور حسن آل سلمان من أبناء فلسطين مقاطع لكتاب القرطبي والتصوف،فليرجع إليه.

وهل تريد العلم الذي هو أذكارهم!!
هل تريد ورد التيجانية الذي يعدل القرآن!!
أم تريد خلوات الرفاعية!!
أم تريد غيرهم!!!

فهذا علم القوم وهذه كتهم،أنظر إلى أبي يزيد عبدالرحمن بن محمد المعروف بان خلدون المالكي،يقول:
"وأما حكم هذه الكتب المتضمنة لتلك العقائـد المضلّة،وما يوجد من نسخها بأيدي الناس،مثل (الفصوص) و(الفتوحات) لابن عربي،و(البُدّ) لابن سبعين،و(خلع النعلين) لابن قيسي،و(عقد اليقين) لابن بَرَّجان،وما أجدر الكثير من شعر ابن الفارض،والعفيف التلمساني،وأمثالهما،أن تُلحق بهذه الكتب،وكذا شرح ابن الفرغاني للقصيدة التائية من نظم ابن الفارض،فالحكم في هذه الكتب كلها وأمثالها،إذهاب أعيانها متى وجدت بالتحريق النار والغسل بالماء،حتى ينمحي أثر الكتابة،لما في ذلك من المصلحة العامة في الدين،بمحو عقائد المضلة." أنظر العقد الثمين للفاسي2/180-181.

وكذلك شرف الدين عيسى الزواوي المالكي المتوفى عام 743هـ قال:
"ويجب على ولي الأمر إذا سمع بمثل هذا التصنيف (أي مؤلفات ابن عربي كالفصوص والفتوحات المكية) البحث عنه وجمع نسخه حيث وجدها وإحراقها،وأدب من اتهم بهذا المذهب (يعني مذهب ابن عربي) "العقد الثمين2/176-177

وقد ألف الشيخ برهان الدين البقاعي (تنبيه الغبي لتكفير ابن عربي) وهو كتاب أنبأ عن ضلال الرجل وبيان مخالفاتهِ للإسلام!!والصوفية ما زالوا معظمين للرجل!!أنظر هذه هي الصوفية لمن اهتديى إلى السنة الشيخ عبدالرحمن الوكيل وكلامه عن الصوفية وأخص عن ابن عربي والصوفية..

وأخيراً نختم بأحد أعلام الصوفية (الحارث المحاسبي) رحمه الله -وكما بين ابن الجوزي رحمه الله في بشر نقول في الحارث "ولا يهولنك اسمه فالله يعفو عنه"
قال الحـافظ أبو عثمان سعيد بن عمرو البردعي:
"شهدتُ أبا زرعة -وقد سُئل عن الحارث المحاسبي وكتبه- فقال للسائل:
إياك وهذه الكتب،هذه كتب بدع وضلالات،عليك بالأثر،فإنك تجد فيه ما يغنك عن هذه الكتب.قيل لهُ:في هذه الكتب عبرة.
فقال:من لم يكن لهُ في كتاب الله عبرة فليس لهُ في هذه الكتب عبرة،بلغكم أن مالك بن أنس وسفيان الثوري والأوزاعي والأئمة المتقدمين صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس وهذه الأشياء؟! هؤلاء خالفوا أهل العلم .. ثم قال:ما أسرع الناسِ إلى البدع" كتاب الضعفاء لأبي زرعة نقلاً عن أبي زرعة الرازي وجهود في السنة 2/561-562.

قال الذهبي مُعلقاً على كلام أبي زرعة في ميزان الاعتدال 1/431:
"وأين مثل الحارث؟فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين كالقوت لأبي طالب،وأين مثل القوت!كيف لو رأى بهجة الأسرار لابن جهضم،وحقائق التفسير للسلمي لطار لُبُّه.
كيف لو رأى تصانيف أبي حامد الطوسي في ذلك على كثرة ما في الإحياء من الموضوعات؟!! (يعني كتاب أبو حامد الغزالي الطوسي الإحياء)
كيف لو رأى الغنية للشيخ عبدالقادر!كيف لو رأى فصوص الحكم والفتوحات المكية؟!
بلى لما كان لسان الحارث لسان القوم في ذلك العصر كان معاصره ألف إمام في الحديث،فيهم مثل أحمد بن حنبل وابن راهويه،ولما صار أئمة الحديث مثل ابن الدخميس،وابن حانه كان قطب العارفين كصاحب الفصوص وابن سفيان.نسأل الله العفو والمسامحة آمين."

قال الشيخ ربيع في منهج أهل السنة 135-136:
"رحم الله الإمام الذهبي كيف لو رأى مثل (الطبقات) للشعراني،وجواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض ابن عباس التيجاني لعلي ابن حزام الفاسي؟!
كيف لو رأى خزينة الأسرار لمحمد حقي النازلي؟!!
كيف لو رأى نور الأبصـار للشنجلي؟!
كيف لو رأى شواهد الحق في جواز الاستغاثة بسيد الخلق وجامع الكرامات للنبهاني؟!
كيف لو رأى تبليغي نصاب وأمثاله من مؤلفات أصحاب الطرق الصوفية؟!
.... "

قلتُ:
رحم الله الأئمة كيف لو رأى حال صوفية اليوم الذي انجرفت بهم الطرق لأشد ما كان عليه سابقيهم..
وهكذا البدعة يحبها الشيطان وينفخ فيها فتزل الأقدام عن الهدي،فتهوي في مستنقعٍ تغوص أقدامهم فلا يخرج منهم إلا من يعود للقرآن والسنة ويحكمهما!!وأنظر حديث السبل وتأمله!

قال ابن القيم في النونية،بعد ذكره لبعض أقوال أهل البدع:
"يا من يظن بأننا حفنـا عليـــ ..... ـهم كتبهم تنبيك عن ذا الشان
فانظر ترى لكن نرى لك تركها ... حذراً عليك مصائد الشيطان
فشباكهـا والله لم يَعْلَق بها .. من ذي جناح قاصر الطيرانِ
ألا رأيت الطير في قفص الرّدى .. يبكي له نوحٌ على الأغصان
ويظلّ يخبط طالباً لخلاصه .... فيضيق عنه فرجة العيدان
والنب ذنب الطير خلّى أطيب الثمـــ ... ـرات في عالٍ من الأفنان
وأتى إلى تلك المزابل يبتغي الـ ... ـفضلات كالحشرات والديدان
يا قوم والله العظيم نصيحة ... من مشفق وأخٍ لكم معوان"

أنظر مثال في صيد الخاطر يقول ابن الجوزي واصفاً حال الصوفية مع العلم ص97 وهو كلام يصف واقع القوم:
"ليس في الوجود شيء أشرف من العلم،كيف لا وهو الدليل.فإذا عدم وقع الضلال.
وإن من خفيِّ مكائد الشيطان أن يُزين في نفس الإنسان التعبد ليشغله عن أفضل التعبد وهو العلم.
حتى أنه زين لجماعة من القدماء أنهم دفنوا كتبهم ورموها في البحر.وهذا قد ورد عن جماعة!!وأحسن ظني بهم أن أقول:كان فيها شيء من رأيهم وكلامهم فما أحوا انتشاره.

وإلا فمتى كان فيها علم مفيد صحيح لا يخاف عواقبه،كان رميها إضافة للمال لا يحل.

وقد دنت حيلة إبليس إلى جماعة من المتصوفة حتى منعوا من حملِ المحابر تلاميذهم.
وحتى قال جعفر الخالدي: لو تركني الصوفية جئتكم بإسناد الدنيا،كتبت مجلساً عن أبي العباس الدوري فلقيني بعض الصوفية فقال:دع علم الورق،وعليك بعلم الخرق.
ورأيت محبرة مع بعض الصوفية،فقال لهُ صوفي آخر: استر عورتك،وقد أنشدوا للشبلي:
إذا طالبوني بعلمِ الورق .. برزت عليهم بعلم الخرقوهذا من خفي حيل إبليس {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه} وإنما فعل وزينه عندهم لسببين:
أحدهما: أنه أرادهم يمشون في الظلمـــة.
والثاني: أن تصفح العلم كل يوم يزيد في علم العالم،ويكشف له ما كان خفي عنه ويقوي إيمانهُ ومعرفته،ويريه عيب كثير من مسالكه خصوصاً،إذا تصفح منهاج الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة.

فأراد إبليس سد تلك الطرق بأخفى حيلة، فأظهر أن المقصود العمل،لا العلم نفسه،وخفي على المخدوع أن العلم عمل وأي عمل.

فاحذر من هذه الخديعة الخفية،فإن العلم هو الأصل الأعظم،والنور الأكبر.

وربما كان تقليب الأوراق أفضل من الصوم والصلاة والحج والغزو (يعين الشيخ التطوع منها وهذا ثابت أعني فضل العلم على صلاة النوافل عن عدد من الأئمة منهم مالك رحمه الله لأن العلم متعدي وتلك النافلة لازم!!ومن عرف معنى المتعدي واللازم عرف!!وأخص أن البعض قد يعمل الفروض-فضلاً عن النوافل- بغير هدى ولا سنة نظراً لأنه ما تعلم العلم اللازم المفروض عليه إذ لا يتعبد حتى يتعلم،فالصلاة يتعلمها ثم يصلي قل كذلك في الحج وغيره،ولا تطرأ شبهة كشبهة الذي نرد عليه بأن يأخذ العلم جملة ثم يعمل فهذه طامة في الفهم وقد كبرنا على عقله أربعاً،خاصة وأن العلم لا يُحاط بهُ ولكن الأصل أن تعلم المفروض عليك لتعمل به!!) .

وكم من معرضٍ عن العلم يخوض في عذاب الهوى في تعبـــده ، ويضيع كثيراً من الفرض بالنفل،ويشتغلُ بما يزعمهُ الأفضل عن الواجب.

ولو كانت عندهُ شُعلة من نور العلم لاهتدى، فتأمــــــــــل ما ذكرت لك ترشد إن شاء الله تعالى".

أقول صدق ابن الجوزي في وصفهم..
وصدق ابن الجوزي في نصحهم..
وصدق ابن الجوزي في تعليقه..

وأختم بكلمة ذهبية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"لكن المقصود أن يعرف أن الصحابة خير القرون وأفضل الخلق بعد الأنبياء.
فما ظهر فيمن بعدهم مما يُظَنَّ أنّها فضيلة للمتأخرين ولم تكن فيهم فإنها من الشيطان وهي نقيصة لا فضيلة ، سواءً كانت من جنس العلوم أو من جنس العبادات، أو من جنس الخوارق والآيات أو من جنس السياسة والملك؛بل خير الناس بعدهم أتبعهم لهم" الفتاوى 10/117.

ونكمل بإذن الله في وقتٍ آخر..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

................

قلتُ:
أنظر إذا أراد السني أن يرد مقالات أهل البدع أخذ كلامهم جملة،بينما هم لا يعملون ذلك فأخذ الكلام جملة هو هدم لمباني أقوالهم فلابد حين إذ من البتر وقد أبان ذلك في رده وأبان في نقله كما سبق البيان لذلك.
أقول:
لنعد للأصل...

اقتباس:
يقول عبدالحفيظ عفواً السارق (العسيري)

اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
بل وقد جاء في الهدية السنية للشيخ محمد بن عبد الوهاب صفحة 50 مانصهُ : [ولا ننكر الطريقة الصوفية وتنزيه الباطن من رذائل المعاصي المتعلقة بالقلب والجوارح مهما استقام صاحبها على القانون الشرعى والمنهج القويم المرعي ... الى آخر كلامه رحمهُ الله] .
--------------------------------------------------------------------------------

رحمه الله أكمل كلامه..
فأنت بترت مما نقله عبدالحفيظ البقية وأكمله عنك ليتجلى للمنصف سبب البتر:
(ولا ننكر الطريقة الصوفية وتنزيه الباطن من رذائل المعاصي المتعلقة بالقلب والجوارح مهما استقام صاحبها على القانون الشرعى والمنهج القويم المرعي،ألا أننا لا نتكلف لهُ تأويلاً في كلامه ولا في أفعاله،ولا نعول ولا نستعين ونستنصر ونتوكل في جميع أمورنا إلا على الله،وهو حسبنا ونعم الوكيل ونعم المولى والنصير،وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم)

وهذا كلام نفيس جداً-أعني الذي بتره المدعوا بالعسيري - حيث فيه هدمٌ لبنيان الصوفية الذي يستعينون ويستنصرون ويتوكلون على غير الله يشركون-في الغالب الأعم- مع الله أسيادهم وأوليائهم المزعومين كالجيلاني والبدوي والدسوقي والشاذلي وغيرهم من الصالحين والطالحين الذين جعلوهم أنداداً لله تعالى الله عن ما يشرك به الظالمون!!

وهذا كلام الشيخ البديع أنه لا ينكر أن للصوفية -وخاصة السابقين- كان لهم جهد طيب في تنزيه الباطن من المعاصي إلا أنهم لم يعملوا على وفق أوامر الله ومتابعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم..فهذا من إنصاف علماء السنة رحمهم الله.

والسؤال:
هذا كلام عبدالله فهل فيه مدح للصوفية ودعوة لاتباعها أو السكوت عنها؟؟
ألم تقرأ كلامه وهو يدعوهم وينصحهم وينصف مع خصمه؟؟
ألم تستفسر عن سبب البتر الذي بتره العسيري؟؟!!!ألأنه فهم المعنى فأراد طمس الحقيقة وتحريفها؟!!!وأصبح كمن نقل عنه مُحرف مثله..
لماذا يكذب الصوفييون ويحرفون الكلام عن مواضعه؟؟!!هل تعودوا التأويل فهم أولوا وحرفوا كلام الله فكيف بكلام غيره!!
لماذا لا يصدقون دعوهم بحب النبي عليه الصلاة والسلام باتباعه؟؟!!
لماذا لا يتبعون السنة ويتركون البدعة؟!!!
أسئلة كثيرة تبحث عن إجابة..

أقول ويجد الإنسان مقدار البتر ويتدبر معناه..

ثم أنظر تعليقه وبعده دقق النظر في كلام الشيخ ثم دقق في تعليقي:

اقتباس:
استغفر الله العظيم من هذا البهتان و هو تقويل الشيخ عبدالله مالم يقل حيث قال هذا الظالم (المنج)
[الصوفيه الذين يستعينون و يستنصرون و يتوكلون على غير الله يشركون في الغالب الأعم مع الله ...].
اقول سبحانك هذا بهتان عظيم فهل (مشائخ الصوفية العارفون) الذين ذكر صفاتهم و الده الشيخ محمد بن عبدالوهاب هم اهل هذه الصفات التي ذكرتها . اتق الله يارجل!!

أقول قال عليه السلام ((إذا لم تستحي فاصنع ما شئت))
يقول تقول..
والسؤال لما لم تنقل النص كاملاً ومن سرقت منه قد اقتبسه كاملاً..
أما التقول فمردود عليك لأن أئمة الدعوة وهم أحفاد الشيخ ما أذاهم إلا القبوريين ومنهم عدد من المتصوفة غير قليل!!
وهو السبب الذي ثارت لأجله قبورية العالم وأصحاب الطرق ومن لهم أطماع أو من غُبش عليه فعادوا الشيخ!!
أما قولك فالرد عليه أولاً من الواقع!!!
ثانياً من كتبكم ...
ثم من وصفهم بذلك شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم رحمه الله وصوفية زمانه غير صوفية زماننا البته!!
وقد فصلنا ذلك في مطلع الكشف..
أقول ويجدر بك أخي الفاضل..أن تنقل الكلام كاملاً ليحكم عليه أما التدليس فغير طيب،وهذا قولي:

اقتباس:
وهذا كلام نفيس جداً-أعني الذي بتره المدعوا بالعسيري - حيث فيه هدمٌ لبنيان الصوفية الذي يستعينون ويستنصرون ويتوكلون على غير الله يشركون-في الغالب الأعم- مع الله أسيادهم وأوليائهم المزعومين كالجيلاني والبدوي والدسوقي والشاذلي وغيرهم من الصالحين والطالحين الذين جعلوهم أنداداً لله تعالى الله عن ما يشرك به الظالمون!!

وفيه قولي الغالب الأعم!!!
وفيه ما لا يحتاج إلى دليل مثل الاستغاثة بمن ذكروا أو غيرهم!!
ومن الأنداد من جعلوا قبور من زعموا ولايتهم مزاراً يطاف بها ويتعبد عندها..وراجع كلام من أنقذه الله من الهلكة الشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله في (هذه هي الصوفية) وكانت عبارة عن جوابات لرد كلام بعض الطرقيين ونصره الله بالبينة!!
ولا يحتاج الشمس إلى دليل..
كما لا أنسى مثل ذلك كلام الشيخ محمد جميل زينو نفع الله به عندما كان يدرس في الشام وكان صوفياً شاذلياً وكانت لهُ قصة طريفة وهداه الله..أنظر كتابه(كيف اهتديت) أو (ميزان الصوفية في الكتاب والسنة) :

اقتباس:
الشيخ محمد جميل زينو-حفظه الله- عرفناهُ من خلالِ مؤلفاتهِ النافعة التي تُعنى بنشرِ العقيدة السلفيّة النقية،وبيانها بأسلوبٍ واضحٍ بسيط،وقد نفع الله بهذه المؤلفات،وهدى بها من الضلالةِ بإذنهِ ... وللشيخ قصّتهُ مع الهدايةِ إلى هذه العقيدةِ الصحيحةِ،وقد رواها بنفسهِ،[في كتابهِ كيف اهتديت] وقد أطال في ذكرِ قصتهِ والتعليقِ على أحداثها،وقد ذكرتها باختصار وصرّف يسير.
قال:

ولدتُ في مدينةِ حلب بسورية،ولما بلغت العاشرة من عمري التحقتُ بمدرسة خاصة تعلمت فيها القراءة والكتابة،ثم التحقت بمدرسة دار الحفّاظ لمدّة خمس سنين حفظتُ خلالها القرآن الكريم كاملاً ولله الحمد،ثم التحقت بما يسمى آنذاك بالكلية الشرعية التجهيزية –وهي الآن الثانوية الشرعية- وهي تابعة للأوقافِ الإسلامية،وهذه المدرسة تجمع بين تدريس العلوم الشرعية والعصرية.

وأذكر أنّني درست فيها علم التوحيد في كتاب اسمه: "الحصون الحميدية" ،والذي يقرّر فيه مؤلفهُ توحيد الربوبية،وأن لهذا العالم رباً وخالاً! وتبين لي في ما بعد خطأ هذا المنهج في تقرير العقيدة،فإن المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كانوا مقرين بأن الله هو الخالق الرازق: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ..}،بل إن الشيطان الذي لعنه الله كان مقراً بذلك، {قال رب بما أغويتني ..}،أما توحيد الإله الذي هو الأساس والذي به ينجو المسلم،فلم أدرسه ولا كنت أعلم عنهُ شيئاً.

كنت نقشبندياً:
لقد كنت منذ الصغر أحضر الدروس وحلقات الذكرِ في المساجد،وقد شاهدني شيخ الطريقة النقشبندية فأخذني إلى زاوية المسجد،وبدأ يعطيني أوراد الطريقة النقشبندية؛ولكن لصغر سني لم أستطع أن أقوم بها،لكني كنت أحضر مجالسهم مع أقاربي في الزوايا،وأستمع إلى ما يردّدونهُ من أناشيد وقصائد،وحينما يأتي ذكر اسم الشيخ كانوا يصيحون بصوتٍ مرتفعٍ،فيزعجني هذا الصوت المفاجئ،ويسبب لي الرعب والهلع،وعندما تقدمت بي السن بدأ قريب لي يأخذني إلى مسجدِ الحيّ لأحضر معه ما يسمى بالختمِ،فكنا نجلسُ على شكلِ حلقةٍ فيقوم أحد الشيوخ ويوزع علينا الحصى،ويقول: "الفاتحة الشريفة،الإخلاص الشريف" ،فنقرأ بعدد الحصى سورة الفاتحة والإخلاص،والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالصيغةِ التي يحفظونها،ويجعلون ذلك آخر ذكرهم.ثم يقول الشيخ ذكرهم،لأن الشيخ –بزعمهم- هو الذي يربطهم بالله؛فيهمهمون،ويصيحون،ويعتريهم الخشوع،حتى إن أحدهم ليقفز فوق رؤوس الحاضرين كأنّه البهلوان من شدّة الوجد ... إلى آخر ما كانوا يفعلونهُ من البدعِ المحدثةِ التي ما أنزل الله بها من سلطان.

كيـف اهتديت إلى التوحيد؟

كُنتُ أقرأ على شيخي الصوفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما،وهو قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إذا سألتَ فاسألِ الله،وإذا استعنتَ فاستعِنْ بالله)) .
فأعجبني شرح النووي حين قال:
"ثم إن كانت الحاجة التي يسألها،لم تجر العادة بجريانها على أيدي خلقه،كطلبِ الهداية والعلم .. وشفـاء المرض وحصول العافية سأل ربه ذلك.وأما سؤال الخلق والاعتمـاد عليهم فمذموم".

فقلت للشيخ:
هذا الحديث وشرحه يُفيدان عدم جواز الاستعــانة بغير الله فيما لا يقدر عليهِ إلا الله.

فقال لي:
بل تجوز!!

قلت:
وما الدليل؟

فغضب الشيخ وصاح قائلاً:
إن عَمتي تقول يا شيخ سعد (وهو من الأولياء المزعومين الأموات) ،فأقول لها: يا عمتي وهل ينفعك الشيخ سعد؟ فتقول:أدعوه فيتدخل على الله فيشفيني!!

فقلت لهُ:
إنك رجل عالم قضيت عمرك في قراءة الكتب،ثُم تأخذ عقيدتك من عمتك الجاهلة!!

فقال لي:
عندك أفكـار وهابية! (نسبة إلى الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله)

وكُنتُ لا أعرف شيئاً عن الوهابية إلا ما أسمعه من المشايخ:فيقولون عنهم:إنهم مخالفون للناس،لا يؤمنون بالأوليــاء وكراماتهم المزعومة،ولا يحبون الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. إلى غير ذلك من التهم الكثيرة الكاذبة التي لا حقيقة لها.

فقلت في نفسي:
إذا كانت الوهابية تؤمن بالاستعــانة بالله وحده،وأن الشافي هو الله وحده،فيجب أن أتعرّف عليها.

وبحثت عن هذه الجماعة،فاهتديت إليها.كان لهم لقاء مساء كل خميس يتدارسون فيه التفسير والفقه والحديث ،فذهبت إليهم بصحبةِ أولادي وبعض الشبــاب المثقّف .. فدخلنا غرفة كبيرة .. وجلسنا ننتظر الدرس .. وبعد برهة من الزمن دخل الشيخ،فسلَّم علينا،ثم جلس على مقعده،ولم يقم لهُ أحد؛فقلتُ في نفسي:هذا الشيخ مُتواضعٌ،لا يُحِب القيام.

بدأ الشيخ درسه بقوله:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره .. إلى آخرِ الخطبة التي كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفتتح بها خطبه ودروسه ،ثم بدأ يتكلم باللغة العربية الفصحى،ويورد الأحــاديث،ويبين صحتها وراويها،ويصلي على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كلما ذكر اسمه.وفي ختامِ الدرسِ وجهت لهُ الأسئلة؛فكان يُجيبُ عليها بالدليل من القرآن والسنة،ويناقش بعض الحاضرين فلا يرد سائلاً أو متكلماً،ثم قال في آخر درسه:الحمد لله على أننا مسلمون وسلفيون،وبعض الناس يقولون: إننا وهابيون،فهذا تنابز بالألقاب،وقد نهانا الله عن هذا بقوله: {ولا تنابزوا بالألقابِ} .

ولما انتهى الشيخ من درسهِ، خرجنــا ونحن مُعجبين بعلمهِ وتواضعهِ،وسمعت أحد الشبابِ يقول:
هذا هو الشيخ الحقيقي.

ومن هنا بدأت رحلتي إلى التوحيدِ الخالصِ،والدعوةِ إليهِ،ونشرهِ بين الناس اقتداء بسيدِ البشرِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم.وإني لأحمد الله –عز وجل- الذي هداني لهذا،وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله،والحمد لله أولاً وآخراً.

وإن أراد مزيد أدلة فلدينا البرهان والدليل..

خذ على سبيل المثال لتلقم حجراً:

الشاذلي يقول: (أقسموا على الله بحياتي فإن من أقسم على الله بحياتي لابد أن يبره،ويقول:إذا تجلى الحق على عبده أغناه عن نفسه،وأقام فيه لطيفة ذاتية فتجعله الفرد المكمل والغوث الجامع.عليه يدور أمر الوجود وهو الذي أقامهُ بالتصرف على كل الموجودات وبه يحفظ العالم وحينئذ تنجذب حقائق الموجودات إلى امتثال أمره ويقهر الكون بعظمته ويفعل ما يشاء ولا يحجب عنه شيء.) الإسلام والتصوف الشامي محمد بن أحمد.

يدعي الشعراني أن سيده أحمد البدوي يتصرف في الوجود وهو في قبره فاسمع إليه يقول: "إن شيخي أخذ عليّ العهد في القبة تجاه وجه سيدي أحمد البدوي وسلمني إليه بيده،فخرجت اليد المشرفة(!!) من القبر وقبضت على يدي(!!) قال سيدي الشناوي: يكون خاطرك عليهواجعله تحت نظرك فسمعت سيدي أحمد البدوي يقول من القبر:نعم.
ثم يقول: "وتخلفت عن حضوري للمولد وكان هناكبعض الأولياء فأخبرني أن:سيدي أحمد البدوي كان ذلك اليوم يكشف السترعن الضريح" ويقول: "أبطأ عبدالوهاب ما جاء" انظر هذه هي الصوفية 107،طبقات الشعراني ترجمة البدوي..

أقول والأقطاب معلوم أمرهم ومن شهرتها أقول راجع كتاب هذه هي الصوفية والصوفية لمحمد العبدة ووطارق عبدالحليم.

أما قل كن فيكون: فماذا يرد أصحاب الطرق:يقول أبو السعود كما في الفصوص1/129 نقلاً عن الشيخ المهتدي عبدالرحمن الوكيل: "إن الله أعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة،وتركناه تظرفاً"

...............

وهذه بعض أقوال الشيخ رحمه الله في نُصح الصوفية ونقدهم وتوجيههم التوجيه السليم والتحذير من بعض الأخطاء:

قال الشيخ مُعلقاً على قوله تعالى: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً} الآيتين من سورة المؤمنين وذكر من المسائل عليها:
"الخامسة:الأمر بالأكل من الطيبات،ففيه ردّ على الغلاة الذين يمتنعون عنها،وفيه ردّ على الجفاة الذين لا يقتصرون عليها.

السادسة:الأمر بإصلاح العمل مع الأكل من الطيبات،ففيه رد على ثلاث طوائف:
أولهم:الآكلون الطيبات بلا شكر،والشكر هو العمل المرضي.
وثانيهم:من يعمل العمل غير الخالص مثل المرائي وقاصد الدنيا.
وثالثهم: الذي يعمل مخلصاً لكنه على غير الأمر."

من (مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب) القسم الرابع/التفسير/تفسير سورة المؤمنين/ص269-270.

قلتُ:
والشيخ ينكر على الصوفية هذه الأمور كثيراً،وهي تحريم الحلال،ومنها تحريم الطيبات والتضييق على النفس.

وقد ذكر مثل هذا العمل الشيخ في مسائل الجاهلية يرجع لمجموع العقيدة وهي في رسالة مفرده :
فذكر من مسائل الجاهلية:
"الحادية والسبعون: تعبدهم بترك الطيبات من الرزق.
الثانية والسبعون: تعبدهم بترك زينة الله."
في مسائل الجاهلية التي خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عليه أهل الجاهلية.

علقَ شيخنا العلامة صالح الفوزان أطال في عمره على خير على المسألتين:
"أي تقربهم إلى الله بترك الطيبات من الرزق،وترك لباس الزينة، وهذا عن النصارى ومن شابههم من الصوفية المنتسبين للإسلام، يتركون الطيبات تعبداً لله عز وجل،فلا يتزوجون النساء،ولا يأكلون من الطيبات،ويتقشفون في المآكل والمشارب والملابس،يزعمون أن هذا عبادة لله؛ ولهذا قال الله تعالى: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعبادهِ والطيبات من الرزق} وقال:{يا أيها الذين آمنوالا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم.
.....................
فتحريم الطيبات من دين النصارى الرهبان،ومن دين الجاهلية.
ومن حرّم حلالاً مجمعاً على حِلِّه ارتد عن دين الإسلام،فإذا أضاف إلى ذلك اعتبار هذا من التعبد لله عز وجل،فهذا افتراء على الله؛لأن الله لم يشرع لعباده ترك الطيبات بل أمرهم بالأكل منها }يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً}،ولما هَمَّ جماعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا،غضب عليهم النبي صلى الله عليه وسلم.
............" إلخ حديثه حفظه الله فليرجع إليه ويُستفاد منه..

قلتً:
وهذا ليس عجيب عليهم،وقد صدق الشيخ،وحتى يتضح لك بعض الأمر خذ على سبيل من هم أفضل الصوفية وأنظر كيف يقعون في طوام من هذا النوع:

اقتباس:
ثم علماء أهل السنة والجماعة رصدوا هذه الحركة منذ نشأتها الزهدية،وحتى تحولاتها الصوفية والتي بدأت تتخبط وتبتعد عن الهدي النبوي وتتشبه برهبانية النصارى،ومن أوائل من نقل هذا الفكر الرهباني النصراني مالك بن دينار رحمه الله،فلقد دعا بأمورٍ عجيبة،ليست -والله- من السنة،بل رهبانية ابتدعوها!!!
فمن آرائهم التجرد من الزواج،وكان يقول: "لا يبلغ الرجل منزلة الصديقين حتى يترك زوجته أرملة ويأوي إلى مزابل الكلاب" سير أعلام النبلاء 8/156،حلية الأولياء 2/359،نقلاً عن محمد العبدة يقول الشيخ محمد: "وقد علق مُحقق السير الشيخ شعيب(يعني شعيب الأرناوط) على هذا الكلام فقال: "منزلة الصديقين لا تنال بهذا المسلك الأعجمي المخالف لما صح عنه صلى الله عليه وسلم من ترك التبتل والرهبنة"
قلتُ: ومن لم يكن متبعاً لقدوتنا فلا خير في اتباع بدعه!!خاصة أن لنا سند في إنكار قول مالك بن دينار رحمه الله بعدد من الآيات والأحاديث!!وأخص بحديث الثلاثة نفر الذي قال أحدهم لا تزوج النساء لأنه يريد أن لا يجعلها أرملة!!لتفرغه للعبادة،وأنظر ما كتبه الشيخ محمد جميل غازي رحمه الله في الصوفية والوجه الآخر فقد أجاب عن وضع المرأة عند الصوفية بأنها كالأرملة!!-ولولا خشية الإطالة لأوردت بعض أقوالهم-.
يقول محمد العبدة: "وكثيراً ما يقول:قرأت في بعض الكتب!!قرأتُ في التوراة!! ويروي عيسى عليه السلام!!: (بحق أقول لكم،إن أكل الشعير والنوم في المزابل مع الكلاب لقليل في طلب الفردوس) أو وله: (أوحى الله إلى نبي من الأنبياء) أو (قرأتُ في الزبور ..) أنظر حلية الأولياء 2/357.
فمن الواضح ومن خلال قراءة ترجمته في كتب الطبقات أنه متأثر بما ترويه الكتب القديمة عن الزهاد والرهبان .. ومن الواضح أن هذه الكتب قد حُرفت ولسنا مأمورين بقرائتها بل منهيون عن الأخذ منهم وتقليدهم" الصوفية نشأتها وتطورها محمد العبدةوطارق عبدالحليم.
قلتُ:
أنظر وتأمل!!
فوالله إن هذا لكافي!!
"أمتهوكٌ فيها يا ابن الخطاب؟!!" لما رأى معه بعض الصفحات!!وأنظر هو يقرأها ويطبقها -أعني مالك- وهنا النهي ففي شرعنا كفــــاية!!
وهذا أكبر دليل بانحراف الزهاد والصوفية ونقاط التحول إلى بدعية رهبانية متأثره بالنصرانية!!


ولنا عودة -بإذن الله- لإكمال الموضوع...

........................

الوقفة الثانية:

والشيخ-رحمه الله- دائماً ينصح ويوجه جميع الناس،ومن الناس أهل البدع،ومنهم الصوفية.
والشيخ يفرق بين الصوفية،فهو يعلم بأنهم [[فِرق]] وأحزاب {كل حزب بما لديهم فرحون} وأنهم جميعاً "دركــــات" -الدركة من البعد والسفلة- فبعضهم قريب للحق وبعضهم قريب للشرك وعدد منهم مشركون..
وهم (الصوفية) الذين فرقوا دينهم وصاروا شيعاً 00

وقفتنا التالية مع بعض الغلاة في مقام التوكل 00 فإلى كلام الشيخ:

"قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى:هذه مسائل مستنبطة من سورة اقرأ.

الثانية: الجمع بين التوكل والسبب،خلافاً لغلاة المتفقهة وغلاة المتصوفة."
من (مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب) القسم الرابع/التفسير/تفسير سورة العلق/ص369.

قلتُ:
رحم الله الشيخ،فها هو ينكر على الصوفية تواكلهم ومخالفتهم للهدي السني-كما سيأتي- فالنبي صلى الله عليه وسلم قدوتنا في ذلك يأخذ بالأسباب ويربط بين التوكل والسبب..
وهذا إنصاف الشيخ حين يقول (غلاة) فليس كل المتصوفة عندهم هذه البلية والمخالفة للسنة النبوية.

وأرى أن نبسط البيان بكلام الإمام القرطبي -رحمه الله- في هذه المسألة لعل فيها نصيحة وتوجيه لمن في قلبه بذرة الخير وبصيص الفطرة ليتحرك وفق السنة:
"إن التوكل على الله هو الثقة بالله والإيقان بأن قضاءه ماض،واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم في السَّعي فيما لا بدّ منه من الأسباب من مَطْعمٍ ومَشْرَبٍ وتحرّزٍ من عدوٍّ،وإعدادِ الأسلحة،واستعمال ما تقتضيه سنة الله تعالى المعتادة.

وإلى هذا ذهب محققو الصوفية،لكنه لا يستحق اسم التوكل عندهم مع الطمأنينة إلى تلك الأسباب والالتفات إليها بالقلوب،فإنها لا تجلب نفعاً،ولا تدفع ضراً؛بل السبب والمسبب فعل الله تعالى،والكلُّ منه وبمشيئتهِ،ومتى وقع من المتوكِّل ركونٌ إلى تلك الأسباب فقد انسلخ عن ذلك الاسم.

ثم المتوكلون على حالين:
الأول: حال المتمكِّن في التوكُّل،فلا يلتفتُ إلى شيءٍ من تلك الأسباب بقلبه،ولا يتعاطاه إلا بحكم الأمر.
الثاني:حال غير المتمكِّن،وهو الذي يقع له الالتفات إلى تلك الأسباب أحياناً،غير أنه يدفعها عن نفسه بالطرق العلميّة،والبراهين القطعيّة،والأذواق الحالية،فلا يزال كذلك،إلى أن يُرَقِّيَه الله بجُودهِ
إلى مقام المتوكلين المتمكنين،ويلحقه بدرجات العارفين"
من الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 4/189-190.
"وهذا هو التوكل الحقيقي،الذي لا يشوبه شيء وهو فراغ القلب مع الربّ،رزقنا الله إياه،ولا أحالنا على أحدٍ سواه،بمنِّهِ وكرمه"
المرجع السابق 17/43.
"وقالت طائفة من المتصوفة:
لا يستحقه إلا مَنْ لم يخالط قلبَهُ خوفُ غير الله مِنْ سَبُعٍ أو غيره،وحتى يترك السعي في طلب الرِّزق،لضمان الله تعالى"
المرجع السابق 4/253.
وفي قوله تعالى: {أينما تكونوا يدرككم الموت] جواز:
"اتخاذ البلاد وبنائها،ليُمتَنَع بها في حفظ الأموال والنفوس،وهي سُنَّة الله في عباده.وفي ذلك أدل دليل على ردّ قول من يقول:التوكُّلُ ترك الأسباب،فإن اتخاذ البلاد من أكبر الأسباب وأعظمها،وقد أمرنا بها،واتخذها الأنبياءُ،وحفروا حولها الخنادق عُدَّةً وزيادةً في التمنُّع.
وقد قيل للأحنف: ما حكمة السُّوْر؟ فقال: ليردع السفيه حتى يأتي الحكيم فيحميه."
المرجع السابق 5/283.
وفي قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم}:
"مع الأحاديث التي ذكرناها ما يردّ قول من ينكر طلب الأقوات بالتجارات والصناعات من المتصوفة الجهلة،لأن الله تعالى حرّم أكلها بالباطل،وأحلها بالتجارة،وهذا بيّن."
المرجع السابق 5/156.
قلتُ:
وكلام القرطبي في هذا طويل،ود أحسن جامعها الشيخ مشهور آل سلمان وفقه الله في رسالته الطيبة [القرطبي والتصوف] ..
ومن أراد مزيد من كلام الشيخ فليعد للرسالة..

ويحسن بنا الآن أن ننظر واقع الصوفية وكلام علمائهم في ذلك 00 ليتبين لمن يُريد النجاة بأن كل إنسان يأخذ من قوله ويرد إلا محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام 00 فلنتبع ولا نبتدع 00 فإن هذه البدعة الشنيعة قذف لنبينا بأن بعيد عن التوكل!! والحقيقة أنه سيد وقدوة المتوكلين 00 فعليك بسنته تنجو 00

لنأخذ بعض الأمثلة:

قال الشيخ محمد الكردي: "قال ذو النون المصري:التوكل ترك التدبير والانخلاع من الحول والقوة،وقال إبراهيم الخواص:لقيني الخضر عليه السلام فسألني عن الصحبة فخشيت أن يفسد عليّ توكلي بسكوتي إليه ففارقته" تنوير القلوب 482 والرسالة القشيرية 77.

وحكى أن أحد مشايخ هذه الطائفة كان يسافر بلا زاد ولا راحلة فكانوا إذا نزلوا منزلاً تأتيهم الموائد من الغيب الأنوار القدسية204،المواهب السرمدية224،جامع كرامات الأولياء1/389.

وكان أحد مشايخهم واسمه عبدالله الدهلوي يقول: كما أن طلب الحلال فرض على المؤمنين كذلك ترك الحلال فرض على العارفين!!.المواهب السرمدية240،الأنوار القدسية213.أعوذ بالله من تحريم الحلال؟؟!!!!!

إذاً ما موقفهم من هذه الأحاديث؟؟!!وما موقفهم من هؤلاء؟؟!!
((اعقلها وتوكل)) فهذا يخالف أصلهم!!
(( دلوني على السوق)) وهو من كلام عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه ،فعندهم هذا الصحابي الجليل غير متوكل!!
لما قام أبو بكر الصديق يتاجر بعد تولي الخلافة!!عندهم أنه غير متوكل؟!!
سعيد بن المسيب كان بتجر بالزيت،فهو عند الصوفية ليس متوكلاً!!
أبو حنيفة النعمان كان يتجر بالقماش فهو غير متوكل عندهم؟!!

عن عطاء بن السائب قال: لما استخلف أبو بكر رضي الله عنه أصبح غادياً إلى السوق وعلى رقبته أثواب يتجر بها فلقيه عمر وأبو عبيدة فقالا:أين تريد؟ فقال:السوق.قالا:تصنع ماذا؟وقد وُليّت أمور المسلمن؟ قال:فمن أين أطعم عيالي؟فنهياه عن مزاولة التجارة لأنه تولى أمر المسلمين وفرضوا له في كل سنة ستة آلاف درهم"تاريخ الطبري3/54،طبقات ابن سعد3/184،تاريخ الخلفاء للسيوطي78،تلبيس إبليس282

قال ابن الجوزي عقب هذه القصة:
"لو قال رجل للصوفية من أين أطعم عيالي لقالوا قد أشركت ولو سئلوا عمن يخرج إلى التجارة لقالوا ليس بمتوكل ولا موقن وكل هذا لجهلهم بمعنى التوكل واليقين "تلبيس إبليس282.

بعدها أنظر إلى أبي حامد الغزالي حين يقول بأن الموت من الجوع من أعلى مقامات التوكل .. وأدنى مراتب التوكل توكل أبي بكر الصديق:فالتوكل عندهُ ثلاث مقامات:

المقام الأول: (مقام الخواص) وهو أعظم المقامات الثلاثة عند الغزالي وأعلاها منزلة،وهو مقام من يدور ف البوادي بغير زاد،ثقة بفضل الله تعالى عليه في تقويته على الصبر أسبوعاً أو تيسر حشيش له أو قوت أو تثبيته على الرضا بالموت إن لم يتيسر شيء من ذلك" الإحياء 4/268.
ولا يصحتوكله إلا أن يطيب نفساً بالموت إن لم يأتيه رزقه علماً بأن رزقه الموت والجوع".

المقام الثاني:أن يقعد في بيته أو في مسجد،ولكنه في القرى والأمصار،وهذا لكنه أيضاً متوكل لأنه تارك للكسب والأسباب الظاهرة"الإحياء4/272-273.
تأمل الفرق بين الأول والثاني أن المقام الثاني لم يعرض نفسه للموت بخلاف الأول،أما من حيث ترك التكسب فلا فرق بين المقامين!فإن الإثنين معرضان عن التكسب.

المقام الثالث:أن يخرج ويكتسب،فإن المكتسب مكتسباً لعيالهِ أو ليفرق بين المساكين،فهو ببدنه مكتسب وبقلبهِ عنه مقطوع،ولا يجوز تكليف العيال الصبر على الجوع،ولا يمكن أن يقرر عندهم الإيمانبالتوحيد،وإن الموت على الجوع رزق مغبوط عليه"
إذن لا يمكنه في حقهم إلا أدنى درجات التوكل وهو المقام الثالث:"كتوكل أبي بكر الصديق رضي الله عنه إذ خرج للكسب" الإحياء4/272.

تأمل كلام ابن الجوزي رحمه الله السابق ثم تفكر بما وصل إليه حجة الصوفية أبي حامد الغزالي رحمه الله..

ونزول الرجل إلى السوق عند الصوفية دليل وعلامة على أنه ليس من أهلاً لسلوكِ طريق التصوف-وهذا عام غالب على هذه الطرق- فقد نظر أبو تراب النخشبي إلى صوفي جائع مد يده إلى قشر البطيخ ليأكله بعد ثلاث أيام من التوكل،فقال لهُ: "لا يصلح لك التوصف إلزم السوق" الرسالة القشيرية208.
ومن توكل هذا أبو تراب النخشبي أنه خرج "إلى البراري على التواكل فنهشته السباع التي خرجت طلباً للرزق مع الأخذ بالأسباب وكانت بذلك أصح توكلاً منه ومن أمثاله من البطالين فرزقها الله هذا الصوفي المتواكل" من كلام دمشقية.

وفي مواضع أخرى تجد هذا في الإحياء!!

لست هنا على سبيل التقصي إنما المُراد محاولة الإصلاح والنصح.

ونواصل بإذن الله مع نصائح شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبدالوهاب مع بعض التعليق عليها من باب الإفادة وحتى يقمع المنكر بكلام الصوفيين أنفسهموكلام الأئمة أعلام الهدى

......................

الوقفة الثالثة والرابعة:كلام الإمام محمد بن عبدالوهاب في قصيدة البردة

لما نظرت واقع الصوفية مع هذه القصيدة الشركية وشبه إجماعهم على قبولها وإنشادها وحفظها والعمل بها،وجب التحذير منها،وهذا ما قام به عدد من أهل العلم ومنهم الشيخ الإمام.
وهذه هي الوقفة الثالثة وهي التحذير من هذه القصيدة وبيان الشرك الذي احتوته عدد من هذه الأبيات.
وهي كذلك في سِفر التفسير.
والوقفة الرابعة وهي أشد العجب ليس من الجاهليين والذين ليس عندهم الهدى؛ولكن أشد العجب ممن عنده الكتاب والسنة؛بل ويشرح بعضها ويفسر بعض الآيات الناهية عن الشرك والغلو ثم هو يقع فيها فما يدري ما يخرج من رأسه!!!

قال : الإمام محمد بن عبدالوهاب : تفسير سورة الفاتحة من مؤلفات الإمام محمد بن عبدالوهاب ص 13 المجلد الخامس-وقد دلني عليها أخي الحبيب الدر المنثور- :
"وأما الملك فيأتي الكلام عليه ، وذلك أن قوله: ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) وفي القراءة الأخرى ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) فمعناه عند جميع المفسرين كلهم ما فسره الله به في قوله ك ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ {17} ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ {18} يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ {19}‏ ([ سورة الانفطار الآيات: 17/19].
فمن عرف تفسير هذه الآية ، وعرف تخصيص الملك بذلك اليوم ، مع أنه سبحانه مالك كل شيء ذلك اليوم وغيره، عرف أن التخصيص لهذه المسألة الكبيرة العظيمة التي بسبب معرفتها دخل الجنة من دخلها ، وسبب الجهل بها دخل النار من دخلها، فيالها من مسألة لو رحل الرجل فيها أكثر من عشرين سنة لم يوفها حقها، فأين هذا المعني والإيمان بما صرح به القرآن ، مع قوله صلى الله عليه وسلم : (( يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاُ )) [ أخرجه البخاري في صحيحة: كتاب الوصايا، باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب رقم: 2753 ، والنسائي في سننه: كتاب الوصايا إذا أوصى لعشيرته الأقربين (6/ 248-250) رقم : 3644، 3646، 3647، من حديث أبي هريرة.
من قول صاحب البردة:
ولن يضيق رسول الله جاهك بي ***** اذا الكريم تحلي بأسم منتقم
فإن لي ذمة منه بتسميتي ***** محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل يازلة القدم
فليـتأمل من نصح نفسه هذه الأبيات ومعناها ، ومن فتن بها من العباد، وممن يدعى أنه من العلماء واختاروا تلاوتها على تلاوة القرآن .
هل يجتمع في قلب عبد التصديق بهذه الأبيات والتصديق بقوله: ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله) وقوله: : (( يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاُ )) لا والله ، لا والله لا والله إلا كما يجتمع في قلبه أن موسى صادق ، وأن فرعون صادق ، وأن محمداً صادق على الحق ، وأن أبا جهل صادق على الحق . لا والله ما استويا ولن يتلاقيا حتى تشيب مفارق الغربان.
فمن عرف هذه المسألة وعرف البردة ، ومن فتن بها عرف غربة الإسلام وعرف أن العدل واستحلال دمائنا وأموالنا ونسائنا، ليس عن التكفير والقتال ، بل هم الذين بدءونا بالتكفير وعند قوله: ( فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً ) [سورة الجن الآية : 18].وعند قوله: (أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ) [سورة الإسراء: الآية : 57]. وقوله: ( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ) [سورة الرعد الآية: 14].
فهذا بعض المعاني في قوله : ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) بإجماع المفسرين كلهم ،وقد فسرها الله سبحانه في سورة ( إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ ) ( الإنفطار : 1 ) كما قدمت لك. "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في أحد رسائلهِ الشخصية –كما في الدرر السنية 2/44- إلى الأخ حسن:
" وأما ما ذكرت من أهل الجاهلية كيف لم يعرفوا الالهية إذا أقروا بالربوبية هل هو كذا أو كذا أو غير ذلك.فهو لمجموع ما ذكرت وغيره.
وأعجــــــب من ذلك ما رأيت وسمعت ممن يدعي أنه أعلم الناس،ويفسر القرآن،ويشرح الحديث بمجلدات،ثم يشرح (البردة) ويستحسنها،ويذكر في تفسيره وشرحه للحديث أنه شرك،ويموت ما عرف ما خرج من رأسه،هذا هو العجب العجاب!!أعجب بكثير من ناس لا كتاب لهم ولا يعرفون جنة ولا ناراً،ولا رسولاً ولا إلهاً."

ولتوضيح هذه القصيدة الشركية والقوادح العقدية إليك هذا الرابط..
قوادح عقدية في بردة البوصيري
د. عبد العزيز محمد آل عبد اللطيف

http://www.saaid.net/arabic/ar20.htm 

وراجع إن شئت:
(حقوق النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم بين الإجلال والإحلال) من إصدار المنتدى الإسلامي.
(السيف المسلول على عابد الرسول) للشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي –رحمه الله- فقد تطرق لهذه القصيدة.

...............

الوقفة الخامسة: رد الشيخ على متصوفة يجرون مع القدر هم شر من القدرية:

يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في مُلحق المصنفات-هذه مسائل لخصها من كلام شيخ الإسلام رحمه الله- ص14:

" 18- قال في الرد على متصوفة ينتسبون إلى التحقيق والتوحيد ويجرون مع القدر سبب ذلك أنه ضاق نطاقهم عن كون العبد يؤمر بما يقدر عليه خلافه ، كما ضاق نطاق القدرية عنه ، فأثبتوا الأمر والنهي فقط ، وأولئك أثبتوا القضاء فقط ، وفي حق من شهد القدر ، وهؤلاء شر من القدرية ، ولهذا لم يكن في السلف من هؤلاء أحد ، ولا ريب أن المشركين يترددون بين بدعة تخالف الشرع وبين احتجاج بالقدر على مخالفة الأمر .. فهؤلاء الأصناف فيهم شبه من المشركين ، وفيهم من يجمع بين الأمرين ، كما قال تعالى: {وإذا فعلوا فاحشة} .. الآية .. وقد ذكر عن المشركين ما ابتدعوا من الدين الذي فيه تحليل الحرام ، والعبادة التي لم تشرع في الأنعام والأعراف ، وعمدة الكل اتباع آرائهم وأهوائهم ، وجعلهم ذلك حقيقة نظير جعل المتكلمين ما ابتدعوا حقائق عقلة وأصل ضلال الكل تقديم القياس على النص ، واختيار الهوى على اتباع الأمر."

.................

الوقفة السادسة: دعوى المحبة مع مخالفة الشريعة وهي كثير في الذين اتبعوا شيئاً من الزهد والعبادة يعني الصوفية

يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في مُلحق المصنفات-هذه مسائل لخصها من كلام شيخ الإسلام رحمه الله- ص15-19:

" 20- العبادة يدخل فيها الدين كله .. ولهذا كانت ربوبية الله سبحانه عامة وخاصة ولهذا كان الشرك أخفى من دبيب النمل ، وفي الصحيح تعس عبدالدينار .. إلخ. ووصفه بأنه إذا أعطى رضي ، وإذا منع سخط .. وهذا في المال والجاه والصور .. وغير ذلك قال الخليل عليه اللام: {فابتغوا عند الله الرزق .. الآية} .

............ قال تعالى: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} .. وإذا قلت:المحبة استلزمت إرادة المحبوبات ، فإن قدر عليها حصلها ، وإن فعل المقدور عليه .. فله كأجر الفاعل (كمن دعي إلى هدر) .. وكقوله: ((إن بالمدينة رجالاً ما سرتم مسيراً إلا وهم معكم حبسهم العذر)) .

فإذا ترك المقدور من الجهاد دل على ضعف المحبة ، ومعلوم أن المحبوبات لا تنال إلا احتمال المكروهات ، كما في أهل الرياسة والمال.

ومن المعلوم أن المؤمن أشد حباً لله .. والإسلام أن يستسلم العبد لله لا لغيره ، فمن أسلم لله ولغيره فمشرك ، ومن لم يسلم فمستكبر .. والكبر ينافي العبودية كما قال: ((العظمة إزاري ، والكبرياء ردائي ، فمن نازعني في واحد منها عذبته)) فهما من خصائص الربوبية ، والكبرياء أعلى من العظمة .. فلهذا جعلها كالرداء.

وفي الصحيح لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً . إلخ. قاله قبل موتهِ بأيام ، وذلك تمام رسالته ، فإن فيه من تمام تحقيق مخالته لله التي أصلها محبة الله العبد خلافاً للجهمية ، ومن ذلك تحقيق توصية الله رداً على أشباه المشركين وفه رد على من بخس الصديق حقه (وهم أضل) المنتسبين إلى القبلة وهم شر البشر.

والحديث الذي فيه ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان .. إلخ. جعله بثلاثةِ أمور تحكم المحبة ، وتفريغها ، ودفع ضدها ، وكره من كره من أهل العلم مجالسة أقوام يكثرون الكلام في المحبة بلا خشية .. ولهذا وجد في المتأخرين من (أفضى به) ذلك إلى ما ينافي العبودية ، ومديد إلى نوع من الربوبية ، ويدَّعي أحدهم ما يتجاوز حدود الأنبياء ، ويطلب من غير الله ما لا يصلح إلا الله ، وسببه ضعف تحقيق العبودية التي بينها الرسل ، وحررها الأمر والنهي الذي جاءوا به ، بل ضعف العقل الذي به يعرف العبد حقيقته ، وهو شبيه بقول اليهود والنصارى {نحن أبناء الله وأحباؤه} .. فإن تعذيبهم بذنوبهم يقتضي أنهم غير محبوبين .. لأن من أحبه الله استعمله فيما يحبه ، لأن فعل الكبائر واحد [المعنى أنه لا تفريق في فعل الكبائر بين أحد من الناس .. بل الله يبغض فعل الكبائر من كل أحد] .. فإن الله يبغض منه ذلك ، ومن ظن أن الذنوب لا تضره لكون الله يحبه ، فهو كمن ظن أن السم لا يضره من مداومته عليه لصحة مزاجه .. ولو تدبر الأحمق ما قصه الله في كتابه من توبة الأنبياء ، وما جهر لهم من البلاء الذي فيه تطهير لهم (دل) على ضرر الذنوب بأصحابها ، ولو كانوا أفرع الناس.

واتباع الشريعة والقيام بالجهاد من أعظم الفروق بين أهل محبة الله ، وبين من يدعي محبة الله ناظراً إلى عموم ربوبيته أو متبعاً لبعض البدع .. فإن دعوى هذه محبة من جنسِ دعوى اليهود والنصارى .. بل قد تكون شراً منها .. بل فيهم من النفاق الذي كون به في الدرك الأسفل من النار.

وفي التوراة والإنجيل من ذكر محبة الله ما هم متفقون عليه حتى أن عندهم [أن] ذلك من أعظم وصايا الناموس .. ففي الإنجيل أن المسيح قال: أعظم وصايا المسيح أن تحب الله بكل قلبك وعقل ونفسك .. والنصارى يدعون قيامهم بهذه المحبة لما فيه من الزهد والعبادة وهم برءاء من محبة الله إذ لم يتبعوا ما أحب الله ، بل اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم.

وكثيراً من الذين اتبعوا أشياء من الزهد والعبادة وقعوا في بعض ذلك من دعوى المحبة مع مخالفة الشريعة وترك الجهاد ، ويتمسكون في الدين الذي يتقربون به إلى الله بنحو ما تمسك به النصارى من الكلام المتشابه ، والحكايات التي لا يعرف صدق قائلها ولو صدق لم يكن معصوماً ، وكل عمل أُريد به غير الله لم يكن لله ، وكل عملٍ لم يوافق شرعهُ ، لم يكن لهُ ، بل لا يكون لله إلا ما جمع الوصفين .. قال تعالى: {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن .. } الآية.

وقال صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) .. وقال: ((إنما الأعمال بالنيات)) .. وهذا الأصل هو أصل الدين ، وبحسبه تحقيقه يكون تحقيق الدين وبه أرسل الله الرسل ، وأنزل الكتب ،وهي قطب الدين الذي تدور عليه رحاه.

والشرك غالب على النفوس ، كما في الحديث أخفى من دبيب النمل ، وكثير ما يخالط النفوس من الشهوات ما يفسد عليها تحقيق ذلك ، كما قال شداد بن أوس: "أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية" ، قال أبو داود هي حب الرياسة وفي الحديث: (ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه)) .

يبين أن الدين السليم لا يكون فيه هذا الحرص ، وذلك أن القلب ذاق حلاوة الإخلاص لم كن شيء أحب إليه منه ، فيصير القلب منيباً إلى الله خائفاً منه ، كما قال تعالى: {من خشي الرحمن وجاء بقلبٍ منيبْ ...

وإذا أخلص العبد اجتباهُ ربه فأحيى قلبه ، وجذبه إليه ، بخلاف القلب الذي لم يخلص ،فإن فيه طلباً وإرادة ، تارة إلى الرياسة فترضيه الكلمة ولو كانت باطلاً وتغيظه الكلمة ولو كانت حقاً وتارة إلى الدرهم والدينار ، وأمتثال ذلك فيتخذ إلهه هواهُ ومن لم يكن مخلصاً لله بحيث يكون أحب إليه مما سواه ، (وإلا) استعبدته الكائنات واستولت على قلبه الشياطين .. وهذا أمر ضروري لا حيلة فيه ، فالقلب إن لم يكن حنيفاً وإلا كان مشركاً {فأقم وجهك للدين حنيفاً} .. الآيتين ..

وقد جعل الله آل إبراهيم أئمة للحنفـاء ، كما جعل آل فرعون أئمة للمشركين المتبعين أهوائهم."

................

الوقفة السابعة:أن أهل الأهواء هم أهل التفرقة ومنهم الصوفية:

يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في مُلحق المصنفات-هذه مسائل لخصها من كلام شيخ الإسلام رحمه الله- ص19-20:

"21- بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم إلى ذي أهواء متفرقة وقلوب متشتتة ، فألف الله به بين القلوب ، وجمع به الشمل ، ثم إنه سبحانه بين أن هذا الأصل وهو الجماعة عماد لدينه ، فقال: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} .. {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} إلى قوله: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا إلى قوله خالدون} .. وفي الآية الأخرى: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء} ..

فبرأ الله نبيه منهم وقد كره صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم من المجادلة ما يفضي إلى الاختلاف والتفرق ، فخرج على قوم من أصحابه وهم يتجادلون في القدر فكأنما فقيء في وجهه حب الرمان وقال: أبهذا أمرتم أم إلى هذا دعيتم .. إلخ. ثم ذكر ثلاثاً وسبعين فرقة ثم قال:في صف الفرقة الناجية بأنهم المستمسكون بسنته وأنهم هم الجماعة".

..............

الوقفة الثامنة:أن أهل الأهواء والمذاهب الباطلة لا ينقلون مذهبهم بصورته الحقيقية ومنهم الصوفية:

يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في مُلحق المصنفات-هذه مسائل لخصها من كلام شيخ الإسلام رحمه الله- ص26:

"31- أعلم أن المذهب إذا كان باطلاً في نفسه لم يكن الناقل أن ينقله على وجه متصور تصوراً حقيقياً فإن هذا لا يكون إلا الحق ، فأما القول الباطل فبيانه يظهر فساده ، حتى يقال كيف اشتبه على أحد ويتعجب من اعتقاده ، ولا ينبغي للإنسان أن يتعجب فما من شيء يتخيل من أنواع الباطل إلا وذهب إليه فريق ، ولهذا وصف الله أهل الباطل بأنهم أموات ، وأنهم صم بكم ، وأنهم في قول مختلف ، وأنهم لا يعقلون."

...............

وهنا لعلي أقف وادع إكمال الحديث لوقت آخر .. فمرادنا التمثيل ، وبهذا القدر قد حصل، والمبطل قد بان كذبه .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


كتبه:
أبو عمر الدوسري(المنهج) - شبكة الدفاع عن السنة

 

أرباب الطريقة
  • منوعات
  • من كلام الأئمة
  • كتب عن الصوفية
  • جولات مع الصوفية
  • شبهات وردود
  • صوتيات عن الصوفية
  • فرق الصوفية
  • شخصيات تحت المجهر
  • العائدون إلى العقيدة
  • الملل والنحل
  • الصفحة الرئيسية