اطبع هذه الصفحة


الرد المؤّصل على تلبيسات وتدليسات (العسيري) في مقالهِ [الشيخ محمد عبدالوهاب والتوسل]

أبو عمر الدوسري(المنهج)

 
فهذا ردٌ على أهل البدع في تلبيسهم وتدليسهم!!رأيت أن أنقلهُ لإخواني لعل الله ينفعُ به..
ولضيق الوقت لم أنقح فالعفو..

إن الحمد لله نحمد،ونستعينهُ،ونستغفرهُ،وأصلي على نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً:

أما بعد:

فقبل الشروع في الموضوع،وتوضيح تدليس (اللص!!) ذو الفكر المخلوع،الذي كان محط فهمه التدليس والتلبيس،ومن قبل كان إماماً في السرقة من أهلِ التحريف،إنه المدعو بـ(ـالعسيري) وعائلة العسيري السنية من هذا الصوفي براء،وبعدها إضافة المتسمية بـ(ـعاشقة الإسلام!!) .

فإني عاقد العزم على السفر،وقد أتغيب في الأيام القادمة أياماً قد تطول،ولابد لنا من زيارتكم لرؤية آخر الأخبار،فأني أطلب من رجلٍ –أظنهُ فيما أرى ولا أزكي على الله أحداً- صالحاً تقياً وشيخاً فاضلاً إنه الشيخ عباس رحيّم حفظه الله،فأطلب منه الدعاء لنا بالتوفيق في الدنيا والآخرة،وأن يعنني على ما أهمني،وبسببه قد تطول غيبتي، فإن التوسل بدعاء الصالحين مشروع،فقد طلب الصحابة من النبي عليه السلام الدعاء لهم،وكذلك الصحابة لما مات النبي عليه السلام لم يتوسلوا بالنبي بعد موته؛بل توسلوا برجلٍ صالحٍ (حي) يدعوا لهم في طلب الغوث من السماء من عم النبي العباس رضي الله عنه كما في الحديث المعروف،فتأسياً بالصحابة رضوان الله عليهم أطلب من الشيخ الدعاء.وهذا مطلبٌ مهم يجب أن يُنظر إليه ويتأمل بعين البصيرةِ للبصر!!

والآن نقف مع تلبيسات الصوفي (العسيري) والتي عقبت عليه (عاشقة الإسلام)
ينقل هذا الصوفي الكلام التالي:

اقتباس:
الشيخ محمد بن عبد الوهاب لاينكر التوسل . وانما انكر الاستغاثه .
سئل الشيخ محمد عبد الوهاب عن قولهم في الاستسقاء لا بأس بالتوسل بالصالحين ) وقول أحمد : (يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصه ) مع قولهم : انه لا يستغاث بمخلوق , فقال : فالفرق ظاهر جدا , وليس الكلام مما نحن فيه , فكون بعض يرخص بالتوسل بالصالحين , وبعض يخصه بالنبي صلى الله عليه وسلم , واكثر العلماء ينهى عن ذلك ويكرهه فهده المسأله من مسائل الفقه , وان كان الصواب عندنا قول الجمهور من انه مكروه , فلا ننكر على من فعله , ولا انكار في مسائل الاجتهاد ولكن انكارنا على من دعا لمخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى ويقصد القبر يتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر او غير ه يطلب فيه تفريج الكربات واغاثه اللهفات واعطاء الرغبات . فأين هذا ممن يدعو الله مخلصا له الدين لايدعو مع الله أحدا , ولكن يقول في دعائه : اسألك بنبيك أو بالمرسين او بعبادك الصالحين , أو يقصد قبرا معروفا أو غيره يدعو عنده لكن لا يدعو الا الله مخلصا له الدين , فأين هذا مما نحن فيه .

انتهى من فتاوي الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مجموعه المؤلفات القسم الثالث ص 68 التي نشرتها جامعه الامام محمد بن سعود الاسلاميه في اسبوع الشيخ محمد بن عبدالوهاب

والعضو المتسميـ(ـة) بـ(عاشقة الإسلام) وهذا نقلها وتعليقها:

اقتباس:
أريد أن أذكر لكم ماجاء عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالته الموجهة لأهل القصيم واستنكاره الشديد على من نسب إليه تكفير المتوسل بالصالحين ،

وقال : إن سليمان بن سحيم افترى عليّ أموراً لم أقلها ولم يأت أكثرها على بالي ، فمنها : أني أكفر من توسل بالصالحين ، وأني أكفر البوصيري لقوله : يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به ، وأني أحرق دلائل الخيرات ..

وجوابي عن هذه المسائل : أني أقول سبحانك هذا بهتان عظيم ...

وجاء أيضاً تأييد قوله هذا في رسالة أخرى له بعثها إلى اهل المجمعة يقول فيها : إذا تبين هذا فالمسائل التي شنع بها ، منها ماهو من البهتان الظاهر وهو قوله : أني أكفر من توسل بالصالحين ، وأني أكفر البوصيري إلى آخر ما قال ، ثم قال : وجوابي فيها أن أقول : سبحانك هذا بهتان عظيم ...

( انظر الرسالة الأولى والحادية عشرة من رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب القسم الخامس 12 وص 64 ) ...
أختكم في الله / عاشقة الإسلام ...




أقول وبالله التوفيق:
فإن أهل البدع يؤولون الكلام على ما يشتهون!!فكما بين الصوفي –ومن فيك أُدين- أن الإمام يُنكر الاستغاثة!!وأهل البدعِ لا يفرقون بين التوسل والاستغاثة.
فهذا شيخ ضال مبتدع اسمهُ دحلان،يؤصل فهم أهلِ البدع،فيقول:
"فالتوسل والتشفع والاستغاثة كُلها بمعنى واحد"
فأعد النظر في فهم هذا المبتدع!!
وهكذا قال ضال آخر اسمه السمنودي في عدم التفريق في التوسل بين أن يكون بلفظ التوسل أو الاستغاثة أو التوجيه.

وغير ذلك من أقوالِ أهل البدع،في بيان ما يعتقدون بعدم التفريق بين التوسل والاستغاثة،والشيخ الإمام-كما بين ونص عليه العسيري- أنهُ ينكر الاستغاثة؛فما قول أهل البدع في هذا؟!!

قبل أن نوضح عبارات الإمام نبين مصطلح "التوسل" وما يحملهُ من الإجمال الذي لابد من تفصيله،وما يتضمنهُ من الإطلاق الذي لابد من تقييده.يقول صاحب كتاب (التوضيح عن توحيد الخلاق) :
"إن التوسلَ فيهِ إجمال واشتراك بحسب الاصطلاح،فمعناهُ في لغةِ الصحابةِ والتابعين طلب الدعاء من النبي أو الصالح،أو التوجيه بدعائه ...
وأما معناهُ في لغة المعاندين فهو أن يسأل الله عز وجل بذات ذلك المخلوق،ويقسم عليه تعالى به،أو يسأل ذلك المخلوق نفسه على معنى أنهُ وسيلة من وسائل الله يتقرب بذاتهِ ويسأل عن شفاعته .. "

ويوضح الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ الإمام رحمه الله ما يحتويه لفظ "التوسل" من الاشتراك،فيقول:
"إن لفظ التوسل صار مشتركاً،فعبّاد القبور يطلقون التوسل على الاستغاثة بغير الله،ودعائه رغباً ورهباً والذبح والنذر والتعظيم بما لم يُشرع في حقِّ مخلوق.
وأهل العلمِ يطلقونهُ على المتابعة والأخذِ بالسنةِ فيتوسلون إلى الله بما شرعه لهم من العبادات،وبما جاء به عبدهُ ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهذا هو التوسل في عرفِ القرآنِ والسنة ... ومنهم من يطلقهُ على سؤال الله ودعائهِ بجاهِ نبيهِ أو بحقِ عبده الصالح أو بعبادهِ الصالحين...." كما في منهاج التأسيس 267.

وكذلك بيّن ذلك علامة العراق الآلوسي رحمه الله في ما يتضمنهُ لفظ التوسلِ من إجمال،فقال رحمه الله:
"إن لفظ التوسل صار مشتركاً على ما يقرب إلى الله من الأعمال الصالحة التي يُحبها الربُ ويرضاها،ويُطلق على التوسل بذواتِ الصالحين ودعائهم واستغفارهم،ويطلق في عُرفِ عُبادِ القبورِ على التوجه إلى الصالحين ودعائهم مع الله في الحاجات والملمَّات" كما في فتح المنان تتمة منهاج التأسيس 400.


لقد استغل الخصوم وأهل البدع والضلال هذا الإجمال والاشتراك في لفظ التوسل،فقلبوا الحقائق،وأجازوا دعاء الموتى،والاستغاثة بهم باسم التوسل،ثم زعموا أن الشيخ الإمام يُكفّر من توسل بالأنبياء والصالحين.

فزعم ابن سحيم أن الشيخ الإمام محمد يكفّر من توسل بالصالحين.
والرافضي الخبيث العاملي-عاملهُ الله بما يستحق- كذباً وزوراً،يقول:
"والتوسل بأنواعهِ مما منعهُ الوهابية وجعلوهُ شركاً" .


إن الشيخ الإمام كفّر من استغاث بالأمواتِ سواء كانوا أنبياء أو أولياء ولو سميت تلك الاستغاثة توسلاً،فالعبرة بالحقائقِ والمعاني وليست بالأسماءِ والمباني،فالتوسل عند عبّاد القبور يطلقونهُ على الاستغاثةِ بالموتى وطلب الحاجات منهم.

وأما دعوى أن الشيخ كفّر من توسلَ بالصالحين،بمعنى سؤال الله بجاه هؤلاء الصالحين فقد أجاب الشيخ الإمام على تلك الدعوى –رداً على ابن سحيم- فقال:
"فالمسائل التي شنع بها،منها ما هو من البهتان الظاهر –وذكر الشيخ منها- قوله:أني أكفر من توسل بالصالحين،وجوابي أن أقول سبحانك هذا بهتان عظيم".
-وبإذن الله سأعلق على كلام (عاشقة الإسلام) قريباً إن لم يداهمني السفر-

وفي المقابل نجد أن خصوماً فهموا أن الشيخ لا ينكر الاستغاثة بالموتى –كما تقدم عدم تفرقتهم بين التوسل والاستغاثة- وطلب الحاجات منهم،واحتجوا بجوابٍ كتبهُ الشيخ الإمام في حكم التوسل إلى الله بالصالحين-وهو الذي نقله العسيري- ذكر فيه:أنه لا ينكر من توسل بالصالحين؛لأنها من مسائل الفقه،ولا إنكار في مسائل الاجتهاد،مع أن الشيخ الإمام صرّح،ووضّح في نفسِ الجواب الفرق بين التوسل بذواتِ الصالحين بمعنى سؤال الله بذواتهم،وبين سؤال الصالحين ودعائهم والاستغاثة بهم –فيما لا يقدر عليه إلا الله-،فكان مما قالهُ رحمه الله:
"العاشرة- قولهم في الاستسقاء: لا بأس بالتوسل بالصالحين: وقول أحمد: يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة،مع قولهم إنه لا يستغاث بمخلوق، فالفرق ظاهر جداً,وليس الكلام مما نحن فيه,فكون بعضٍ يرخِّص بالتوسلِ بالصالحين,وبعضـ(ـهم) * يخصُّه بالنبي صلى الله عليه وسلم,وأكثر العلماء ينهى عن ذلك ويكرهه،فهده المسألة من مسائل الفقه،ولو كان الصواب عندنا قول الجمهور من أنه مكروه فلا ننكر على من فعله،ولا إنكار في مسائل الاجتهاد،لكن إنكارنا على من دعا (المخلوق) ** أعظم مما يدعو الله تعالى،ويقصد القبر يتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر أو غير ه يطلب فيه تفريج الكربات،وإغاثة اللهفات،وإعطاء الرغبات فأين هذا ممن يدعو الله مخلصاً له الدين لا يدعو مع الله أحداً,ولكن يقول في دعائه:أسألك بنبيك،أو بالمرسلين،أو بعبادك الصالحين،أو يقصد قبراً معروفاً أو غيره يدعوا عنده،لكن لا يدعو إلا الله مخلصا له الدين , فأين هذا مما نحن فيه؟"

أقول فإنه يُغفر (للعسيري) أخطائه الإملائية الكثيرة في نقله لكلام الشيخ إلا في:
* فنقصان (هم) بعضهم نقصان يُخل بالكلام،وقد أضفت ما أخل بهِ.
** أما المخلوق فقد نقلها العسيري كما في الطبعة (لمخلوق) والصواب ما أثبتهُ شيخنا عبدالعزيز العبداللطيف بزيادة (ال) لأن ال التعريف وليست لاماً،وعلى هذا جرى التنبيه!!وإن كان لا يخل بالمعنى إخلالاً كبيراً وجودها أو نقصانها،ولكن الأصل الواضح كما أن الطبعات تختلف من ناحية الدقة في التحقيق.

أقول:
فاحتجوا –كما ذكرنا سابقاً أهل الضلال الذين يجوزون الاستغاثة- بهذا النص الذي هو حجة دامغة عليهم،وادعوا به جواز الاستغاثة بالموتى الصالحين باسم التوسل،مع كلام الشيخ دليل عليهم لا لهم،وردٌ على خطئهم وانحرافهم.

وبعد هذا التبيان للتدليس الذي يُريدهُ أصحاب الصوفية والقبورية بجوازِ صنيعهم من الاستغاثة بالموتى.

وتقريراً لما سبق،ووضع النقاط على الحروف،ورداً على نقاط (العسيري!!) الذي لم يفهم لأنه لا يفرق بين التوسل والاستغاثة:

1- قول (العسيري) 1- لا بأس بالتوسل بالصالحين: 3- وقول احمد ( يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة ). - فكون البعض يرخص بالتوسل بالصالحين وبض يخصهُ بالنبي صلى الله عليه وسلم
والتعليق-وآمل أن يعذر الجميع على أغلاطهِ الإملائية-:
أن الشيخ يعني بالتوسل بالصالحين أي دعائهم!!والإمام أحمد رخص في توسل النبي خاصة وكرهَ غيره،فلقد قال لي أحد شيوخي بأن الإمام أحمد كان يكره –وكلمة يكره عند السلف على التحريم لكنهم يتورعون يقول حرام ثم يكون قد أخطأ- أن توصي أحداً بالدعاءَ.والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الله عليه وسلم مات،فلا يتوسل بهِ ولا بغيره عند الإمام أحمد.

2- قول (العسيري) 2- او يقصد قبرا معروفا اوغيره يدعو عنده ؟؟؟:
والتعليق:
أن الشيخ يقول: "لكن إنكارنا على من دعا المخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى،ويقصد القبر يتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر أو غير ه يطلب فيه تفريج الكربات،وإغاثة اللهفات،وإعطاء الرغبات فأين هذا ممن يدعو الله مخلصاً له الدين لا يدعو مع الله أحداً"
وهذا فيه بيان رائع بأن إنكار الشيخ في من يدعوا غير الله قولهم: يا جيلاني،يا بدوي،ويا حسين وغيرها من هذه الأمور!!
كما أن كلام الشيخ يُفيدُ تحريم الذهاب للقبور بقصدِ الدُعاءِ عندها،لأجل دعوى أن هذا ولي أو غيره من دعوات المشركين والضالين.

3- قول (العسيري) 4- ولكن يقول في دعائه ( اسألك بنبيك او بالمرسلين....).:
والتعليق:
أن قول الشيخ: " ولكن يقول في دعائه:أسألك بنبيك،أو بالمرسلين،أو بعبادك الصالحين،أو يقصد قبراً معروفاً أو غيره يدعوا عنده،لكن لا يدعو إلا الله مخلصا له الدين , فأين هذا مما نحن فيه؟"
هذا كلامٌ عظيم،فكلام الشيخ يُفيد بأن من يطلب هذا الأمر لا يدعوا إلا الله،فهذا نحن نخالفهُ في قولهِ –أي من يدعي بهذا الدعاء- ؛لكن لا يدعوا غير الله يعني يطلب كل أمرٍ من الله،فأنظر قول هذا الرجل (أسألك بنبيك) ولم يقل يا نبي الله لكن قول يا نبي الله شرك!! وهو تخصيص الشيخ وقوله: " لكن لا يدعو إلا الله مخلصا له الدين , فأين هذا مما نحن فيه؟" وصدق الشيخ وأين نحن من هذا؟!


4- قول (العسيري) 3- وقوله : فهده المسأله من مسائل الفقه ؟؟ .6- لا انكار في مســائل الأجتهاد .
والتعليق:
قوله من مسائل الفقه،ولا إنكار في مسائل الاجتهاد،هذا إذا كان (توسل) وليس (استغاثة!!) والفرق بينهما كبير!!ولذا قال الشيخ وعَلَقَ خاتماً وناسفاً أباطيل القبوريين والصوفية ومن تبعهم ممن (يستغثون) بالموتى!!فقد قال: " فأين هذا مما نحن فيه؟"

فإذا بان لك هذا..وسيتضح بجلاء من كلامِ طلابه ومن أئمة الدعوة من بعده؛فارتقب!

رأيت أن القوم أصحابُ تلبيسٍ وتدليسٍ؛وسبب قولهم هذا أنهم يريدون (الشرك!!) وأهل السنة يُنكرون عليهم!!فقام أريناك شيخهم دحلان الضال كيف لا يفرق بين التوسل والاستغاثة،وهو عينُ مذهب أهل الصوفية والقبورية.
فرحم الله الشيخ الإمام ينصح لهم ويوجههم؛ولكنهم لا يستجبون!!بل أهل تلبيسٍ وتدليسٍ كما بان معك!!


وبعد أن بينا مواطن التلبيس!!وتعليقاتهِ التي فيها تدليس!!نشرع في بيان التوسل الشرعي بياناً موجزاً كما بينه وقررهُُ طُلابُ الشيخِ الإمام وتلاميذهُ من أئمةِ الدعوة من بعده،فهم أدرى بمقصودهِ،و مقصودهُ واضحاً ولكن لردِ تلبيسات أهل البدع!!

.............

إن التوسل الشرعي إما أن يكون بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى،وإما أن يكون التوسل بالأعمالِ الصالحة،وإما أن يكون التوسل بدعاءِ الرجلِ الصالح.

وقد أشار الشيخ حمد بن ناصر بن معمر إلى هذه الأنواع الثلاثة التي تشمل التوسل الشرعي فقال:
" .. الذي فعله الصحابة رضي الله عنهم هو التوسل إلى الله بالأسماء والصفات والتوحيد،والتوسل بما أمر الله به من الإيمان بالرسول ومحبتهِ وطاعتهِ ونحو ذلك،وكذلك توسلوا بدعاءِ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،وشفاعته في حياتهِ،وتوسلوا بدعاءِ العباس وبيزيد .." الدرر السنية 9/17.

ويذكر الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الحصين بعض أنواع التوسل المشروع فيقول:
"فلم يبقى إلا التوسل بالأعمالِ الصالحة كتوسلِ المؤمنين بإيمانهم في قولهم: {ربنا إننا سمعنا منادي ينادي للإيمان} .... وكتوسلِ أصحاب الصخرة المنطبقةِ عليهم،وكسؤالهِ تعالى بأسمائهِ الحسنى،وصفاتهِ العلى،وهذا معنى قولهِ تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليهِ الوسيلة} فإنها القربة التي تتقرب إلى الله وتقرب فاعلها منه،وهي الأعمال الصالحة" الدرر السنية 2/85 باختصار.

ويوجز الشيخ سليمان بن عبدالله بن الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب أنواع التوسل المشروع بقوله:
"التوسل المشروع الذي جاء به الكتاب والسنة هو التوسل إلى الله سبحانهُ وتعالى بالأعمالِ الصالحاتِ،والأسماءِ والصفاتِ اللائقة بجلالِ رب البريات،وكذلك التوسل إلى الله بدعاءِ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشفاعتهِ في حياتهِ،وبدعاءِ غيرهِ من الأنبياء والصالحين في حياتهم" الدرر السنية 9/232.

ويبين الشيخ سليمان بن سمحان التوسل المشروع،وأنه ما كان في عرف الصحابة والتابعين،فيقول:
"التوسل في عرف الصحابةِ والتابعين هو طلب الدعاء من الرسول في حياتهِ كما كانوا يتوسلون بهِ عند القحط،فيدعوا الله ويستسقيهِ،فيسقيهم الله،ثم بعد مماتهِ توسلَ عمر بدعاءِ عمهِ ... فهذا من التوسل المشروع،والشيخ –أي محمد بن عبدالوهاب- لا يمنع من هذا ولا ينكرهُ" الأسنة الحداد 150 باختصار،وأنظر 231.

فالتوسل الشرعي معلوم ومفهوم بأدلته وأنواعهِ،وكما قال أبو السمح:
"وأما التوسل إلى الله تعالى فقد أمر تعالى به إجمالاً وتفصيلاً،وبيّنهُ رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قولاً وعملاً حتى أصبح من فلق الصبح .." الرسالة المكية 29.

وقد فصل القصيمي أنواع التوسل المشروع،فجعلها أحد عشر نوعاً،وهي في كتابهِ البروق النجدية في اكتساح الظلمات الدجوية في الصفحات (22-25) ،وهي في الحقيقة مندرجة ضمن الأنواع الثلاثةِ من التوسلِ المشروع.
وهذا التوسل المشروع قد أقر به الشيخ رحمه الله،وكذا أتباعهُ،امتثالاً لما شرعه الله تعالى لعبادهِ من الوسائل التي تقربهم إليه.

لذا يقول شيخ حلب وسوريا محمد نسيب الرفاعي في كتباهِ القيم (الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب) ص20:
"فإن أتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب يقرون بالتوسلِ المشروعِ،ويدعون إليهِ .. فهل الإنصاف يا ناس أن نتهم دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بأنها تنكر التوسل،ونقيم الدنيا عليهاونقعدها بالباطل،بينما هي تقر بالتوسل على ما يحب الله ورسوله،وتحضّ المسلمين عليه".

وفي هذا نختم الكلام،في إيضاح التلبيس الصوفي،وتدليس (العسيري) الصوفي في تعليقاتهِ،وما لم تفهمهُ من نقلها (عاشقة الإسلام) وكان الواجب أن تنقل المسألة لا شهوة وهوى!!بل تنقلها أجمع!!من السؤال والجواب والتعليق!!
فمثلاً:ما نقل (العسيري!!) هنا لو قطع منه شيء على هواهَ،لأصبح محرفاً وبدل الكلم عن مواضعه،كم يقول {ولا تقربوا الصلاة} ويسكت فهذا تحريف!! وإلا الحق أن يكمل الآية،وأن تكملي المسألة..

ومما ينبغي أن أذكرهُ-وبركة العلمِ نسبتهُ لأهله- فهذا مما علمنا شيخنا عبدالعزيز المحمد العلي العبداللطيف غفر الله لهُ ورفع منزلتهُ في عليين.
وأصلي وأسلم على الهادي الأمين محمد بن عبدالله عليه وعلى آله وأصحابه الميامين.
قَيَدَهُ راجي مغفرة ربه والعفو لهُ ولوالديه ولمشائخه.

...........

الحق أبلج والباطل لجلج ردٌ على (العسيري) المُهرج تتمة الرد المؤصل

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفره،ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد أن لا إله إلا الله،وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

فقد قرأت ما خطه المدعو بـ(العسيري) في موضوع التوسل:
وقبل البدء،أقول،من واجبِ من أخطأ ويستبين له،أن يقول أخطأت في ذلك الأمر.
فمن موضعه المستخدم فيه التشغيب واللف على الكلام،وتحميل بعض الأمور ما لا تحتمل؛وهذا ليس غريباً فأول موضوعٍ له حمل الشيخ وحرف كلامه وألزمه في بعض الأمور عد إليها فهي والله مضحكة..
ولكن من باب (معذرة إلى ربكم ولعلهم يرجعون) نبين لهم خطأهم وما يستشكل عليه،وللأسف بعد هذا يأكل قلبه الهوى فيضربَ أخماس بأعشار لينتقم لنفسه،وإلا لقال بأن موضوع –مثلاً- الصوفية من أول يوم بأنه كان على خطأ والآن فطن للحق!!لكن الهوى يصرف البينة كما بان لك،فتأمل!
فلما رأيت أن الأمر خرج عن رغبة الحق إلى مسألة الانتصار للنفس،وقفت-وخاصة مع زحمة أعمالي وسفري- هل أبين له أم أحاول الظفر بقوله عليه السلام: ((أنا زعيم بيتٍ في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقاً)) ولكني تذكرت بأن المعذرة لا تقوم حتى يبين فإن زاد في المراء فالوقت أثمن ما عُنيت به،فقلت من باب (ليهلك من هلك على بينه) نبين ونقف ولو لمدة أسبوع نتفرغ لهم ونحتسب ذلك عند الله.
وقد قرأتُ مقالته وعجبت لرغبة الانتصار حتى بالكذب،ومقالته تلك يُبين عواره!! وخطأهُ وجهله!!وقد صدق في واحده من مائة كذبة،وهي أنني صرفت كلام الشيخ على ما أرى أنه هو السنة،وإن كان ما قاله الشيخ قد بين بأنه بدعة!!ولاشك أن جهله جعله يتشدق في بعض الأمور كدعاء الصالحين وبينت أن العالم حجة على من لم يعلم،وسيأتي بيان ذلك،علماً أنني بينت مُراد الشيخ في الأسفل في التعليق ولونته بالأخضر فعد وتأمل!
وقد أبنت في ذاك الموضوع أن سفري قد قرب فتأخر الرد بالسبب المذكور فلما محاولات التشغيب!!

فابدأُ مستعيناً بالله:

حتى لا تختلط الأمور:

1- فهمت من كلامك أنك تنهى عن الاستغاثة بالأموات؛ولكن موضعك الجديد لم ينبأ عن شيء من ذلك!! –ارجوا قبل التعليق أن تعيد قرأة العبارات بدقة وإن لم تفهم اسأل من يتقن اللغة العربية-
أعني بأن مسألة يجب الفراغ منها والبدء بها-إن كنت تفهم فأفهم فكيف يكون فراغ وبدء هذه من أسرار اللغة والتي تعني بدء الموضوع بالانتهاء من هذه النقطة والإنسان يجب أن يوضح إذا حاور الجُهال!!-
ألا وهي مسألة الاستغاثة بالأموات كدعاء الميت وقول يا بدوي يا دسوقي يا جيلاني يا محمد!!
فهذا شرك مع الله عز وجل ولا يجوز!!
والشيخ نبه على أن الاستغاثة بالأموات لا تجوز..
وقد ابرزت أنت هذا!!
وموضوعك التالي جدد لدي التوقع الذي أردته،والذي أصابه أخي الفارس وفقه الله،فأنت بنقلك وإشادتك يعني أنك توافق الشيخ!!فكيف تنتكس في ردك الأخير!!!
تناقض!!!
فما تفسير هذا التناقض؟!!

رغبة هوى في القلب يخرجها الله،فالألسن مغاريف القلوب ومهما أسر من بضاعة وإن خالها تخفا على الناس تُعلم.
فإذا كان على هذه الصورة فكيف سيستفيد من النقاش؟؟!!

فهذه المسألة ننتهي منها وهي الاستغاثة وعد إلى الموضوع الأصلي الرد المؤصل فقد بينت فيه التفريق بين الأمرين:

قال العسيري: " شيخ محمد بن عبد الوهاب لاينكر التوسل . وانما انكر الاستغاثه ."

ونعود لقول الشيخ: " الاجتهاد،لكن إنكارنا على من دعا (المخلوق) ** أعظم مما يدعو الله تعالى،ويقصد القبر يتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر أو غير ه يطلب فيه تفريج الكربات،وإغاثة اللهفات،وإعطاء الرغبات"

وأظن بأن هذا من الوضوح لا يخفى.

وأنقل لك رابط لمسألة التفريق بين الأمرين التوسل والاستغاثة:
########موجود في الأعلى ولا داعي لروابط أهل البدع######

وحتى لا أطيل أقول:
بأن كل ما قلته مُسبقاً هو الراجح ولم أرى إلا مسألة واحده وهي قول الشيخ في التوسل فالشيخ يقول في مسألة التوسل بالجاه مثلاً ولكن الدعاء بالله فيقول اللهم إني اسألك بجاه محمد فهذا الأمر منكر وبدعة وليس شركاً ولكن لو قال يا محمد فهذا عين الشرك.
وقلتُ في الرد المؤصل:
" أن الشيخ يقول: "لكن إنكارنا على من دعا المخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى،ويقصد القبر يتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر أو غير ه يطلب فيه تفريج الكربات،وإغاثة اللهفات،وإعطاء الرغبات فأين هذا ممن يدعو الله مخلصاً له الدين لا يدعو مع الله أحداً"
وهذا فيه بيان رائع بأن إنكار الشيخ في من يدعوا غير الله قولهم: يا جيلاني،يا بدوي،ويا حسين وغيرها من هذه الأمور!!
كما أن كلام الشيخ يُفيدُ تحريم الذهاب للقبور بقصدِ الدُعاءِ عندها،لأجل دعوى أن هذا ولي أو غيره من دعوات المشركين والضالين."

وفيه بيان لكلام الشيخ واضح وهذا هو المُراد ولكنه أراد التشغيب!!

قلتُ في الرد المؤصل:

3-“ قول (العسيري) 4- ولكن يقول في دعائه ( اسألك بنبيك او بالمرسلين....).:
والتعليق:
أن قول الشيخ: " ولكن يقول في دعائه:أسألك بنبيك،أو بالمرسلين،أو بعبادك الصالحين،أو يقصد قبراً معروفاً أو غيره يدعوا عنده،لكن لا يدعو إلا الله مخلصا له الدين , فأين هذا مما نحن فيه؟"
هذا كلامٌ عظيم،فكلام الشيخ يُفيد بأن من يطلب هذا الأمر لا يدعوا إلا الله،فهذا نحن نخالفهُ في قولهِ –أي من يدعي بهذا الدعاء- ؛لكن لا يدعوا غير الله يعني يطلب كل أمرٍ من الله،فأنظر قول هذا الرجل (أسألك بنبيك) ولم يقل يا نبي الله لكن قول يا نبي الله شرك!! وهو تخصيص الشيخ وقوله: " لكن لا يدعو إلا الله مخلصا له الدين , فأين هذا مما نحن فيه؟" وصدق الشيخ وأين نحن من هذا؟!"

وهنا يستبين لك جهل المتخبط (العسيري) وإرادة التشغيب فأنا قلت هنا والكلام واضح بأن المسألة ليست شرك!!
"فأنظر قول هذا الرجل (أسألك بنبيك) ولم يقل يا نبي الله لكن قول يا نبي الله شرك!!"

أنظر ودقق النظر:
" لكن لا يدعوا غير الله يعني يطلب كل أمرٍ من الله،فأنظر قول هذا الرجل (أسألك بنبيك) ولم يقل يا نبي الله لكن قول يا نبي الله شرك!! وهو تخصيص الشيخ وقوله: " لكن لا يدعو إلا الله مخلصا له الدين , فأين هذا مما نحن فيه؟" وصدق الشيخ وأين نحن من هذا؟!" "

فردنا كان على خلفية فراستي بمُرادك بأن تُريد الإستغاثة وليس التوسل..
فأين نحن ممن يقول بجاه محمد أو اسألك بنبيك وهذا توسلٌ بالله ولكنه مبتدع غير مشروع،وإلا لقام عمر وتوسل بجاه النبي عليه السلام،علماً أن النبي لهُ جاه وهو عظيم،ولكن صاحب الجاه هو من أمرنا باتباعه ولا تعبد إلا بالدليل..


قلتُ في الرد المؤصل:
" 4- قول (العسيري) 3- وقوله : فهده المسأله من مسائل الفقه ؟؟ .6- لا انكار في مســائل الأجتهاد .
والتعليق:
قوله من مسائل الفقه،ولا إنكار في مسائل الاجتهاد،هذا إذا كان (توسل) وليس (استغاثة!!) والفرق بينهما كبير!!ولذا قال الشيخ وعَلَقَ خاتماً وناسفاً أباطيل القبوريين والصوفية ومن تبعهم ممن (يستغثون) بالموتى!!فقد قال: " فأين هذا مما نحن فيه؟" "

ولذلك قلتُ بأنني سأبين لدفع تدليس وتلبيس الصوفي العسيري بأقوال أئمة الدعوة:
قلتُ:
"

فإذا بان لك هذا..وسيتضح بجلاء من كلامِ طلابه ومن أئمة الدعوة من بعده؛فارتقب!

رأيت أن القوم أصحابُ تلبيسٍ وتدليسٍ؛وسبب قولهم هذا أنهم يريدون (الشرك!!) وأهل السنة يُنكرون عليهم!!فقام أريناك شيخهم دحلان الضال كيف لا يفرق بين التوسل والاستغاثة،وهو عينُ مذهب أهل الصوفية والقبورية.
فرحم الله الشيخ الإمام ينصح لهم ويوجههم؛ولكنهم لا يستجبون!!بل أهل تلبيسٍ وتدليسٍ كما بان معك!!

وبعد أن بينا مواطن التلبيس!!وتعليقاتهِ التي فيها تدليس!!نشرع في بيان التوسل الشرعي بياناً موجزاً كما بينه وقررهُُ طُلابُ الشيخِ الإمام وتلاميذهُ من أئمةِ الدعوة من بعده،فهم أدرى بمقصودهِ،و مقصودهُ واضحاً ولكن لردِ تلبيسات أهل البدع!!"

وعند هذا يتبين للمنصف أن كلامي هناك هو عين مُراد الشيخ إلا في واحدة وهي قولي بأن الشيخ أراد دعاء الصالحين ولا شك بأن دعاء الصالحين الأحياء هو ما دل عليه الدليل وإن أنكره من أنكره!

فعند إذ يتبين لك الفرق الكبير بين التوسل والاستغاثة!!

وهنا –تنبيه- إلا أن ما تفرست به وقع وهو إرادة القول بالاستغاثة..
فأنظر موضوعه:

الكلام المبهرج في تشغيبه على مقالة فضحته باسم المنهج-تعديل هذا هو الأليق بالعنوان كما بُين وسيتبين-
#########################

عندها أقف داعياً له بأن يزيل الله عنه الغشاوة،وأن يرينا جميعاً الحق حقاً ويرزقنا اتباعه،وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.

أما مشوار الرد:
2- شرح كلام الشيخ الإمام.
3- تشغيب الصوفي المدعو بـ(العسيري) اللئيم والكذب فضحه الرب العليم.

.............

2- شرح كلام الشيخ الإمام:

مع أنني وضحت له بياناً مفيداً،فإنه لا يريد البيان ولكن أراد التشغيب وأراد دفع القول لمراد هذا الظالم الغشيم،لكن نبين ونتوسع في التبيان،ولا حرج؛لعدة أسباب،منها:
- تبيان مُراد الشيخ،ولو أنني أراه من الوضوح بمكان.
- ما هو قول أحمد!!لترى أن (العسيري) يُريد بكذبه وجهلة أن يتقول على الإمام أحمد!!فالإمام روايته الراجحة المشهورة هي بعكس ما نقله البعض.
- توضيح مُراد الشيخ بقول أحمد وما هو هذا القول.
- التوسل بالجاه ما رأي الشيخ هل هو بدعة؟؟!!خاصة أنهُ يكرهه؟؟!!وهل ينكر عليه؟؟!وهل هو بدعة؟؟!!وما الفرق بينها وبين قوله يا محمد وغيره؟؟!!
- ستجد كيف أن (العسيري) يكذب على أهل العلم ويحرف أقوالهم؟؟!!
- تبيان خيانته العلمية حين يأخذ قول لا يفقه معناه ويبني عليه بعقليته المحرفة بنيانٌ يهوي بقذيفة من قذائفِ الحق،أنظر قوله عند قبر!
- وغيرها من النقاط....

يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله:
"
"العاشرة- قولهم في الاستسقاء: لا بأس بالتوسل بالصالحين: وقول أحمد: يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة،مع قولهم إنه لا يستغاث بمخلوق، فالفرق ظاهر جداً,وليس الكلام مما نحن فيه,فكون بعضٍ يرخِّص بالتوسلِ بالصالحين,وبعضهم يخصُّه بالنبي صلى الله عليه وسلم,وأكثر العلماء ينهى عن ذلك ويكرهه،فهده المسألة من مسائل الفقه،ولو كان الصواب عندنا قول الجمهور من أنه مكروه فلا ننكر على من فعله،ولا إنكار في مسائل الاجتهاد،لكن إنكارنا على من دعا المخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى،ويقصد القبر يتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر أو غيره يطلب فيه تفريج الكربات،وإغاثة اللهفات،وإعطاء الرغبات فأين هذا ممن يدعو الله مخلصاً له الدين لا يدعو مع الله أحداً,ولكن يقول في دعائه:أسألك بنبيك،أو بالمرسلين،أو بعبادك الصالحين،أو يقصد قبراً معروفاً أو غيره يدعوا عنده،لكن لا يدعو إلا الله مخلصا له الدين , فأين هذا مما نحن فيه؟"

شرح كلام الشيخ:

أقول وكلام الشيخ –رحمه الله- واضح..وفيه:
- أن الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك.
- أن دعاء غير الله نحو قول يا جيلاني ويا حسين ويا محمد هي من الاستغاثة وهي شرك.
- أن التوسل بالصالحين أي دعائهم-أنظر من تأمل عرف- وهم أحياء جائز-وهذا يأخذ ممن فهم المقال-.
- أن التوسل بالصالحين أنواع:
منه التوسل بدعائهم فهذا يأخذ من كلام له في مواضع أخرى-والحق أن يُربط الكلام بعضه ببعض وأن يفصل المجمل على أقواله الأخرى المفصلة-.
ومنه أن التوسل بالصالحين أي بدعائهم نحو قول يا محمد ويا حسين هذا شرك وليس توسلاً بل استغاثة.
والدعاء عبادة لا تصرف إلا لله.
ومنه أن التوسل بالصالحين بدعاء الله نحو قول اسألك بجاه محمد أو اسألك بنبيك،اسألك بعبادك الصالحين فهذا توسلاً ودعاء لله بالصالحين وهذا مُراد الشيخ : " فأين هذا ممن يدعو الله مخلصاً له الدين لا يدعو مع الله أحداً,ولكن يقول في دعائه:أسألك بنبيك،أو بالمرسلين،أو بعبادك الصالحين" وهو عند الشيخ : " ولو كان الصواب عندنا قول الجمهور من أنه مكروه" ولاشك أنه بدعة عند الشيخ وهذا يبينه كلام الشيخ على مُراد الجمهور،ويبينه-كما يقول العسيري أعلم الناس بالشيخ أبنائه أعلمُ بما أراد – حفيدهُ سليمان بن عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب حيث يقول: "وكذلك التوسل إلى الله بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعته في حياته،وبدعاء غيره من الأنبياء والصالحين في حياتهم،فهذا كله مُستحب،كما توسل الصحابة بدعاء النبي صلى الله عليه وعلى وسلم وشفاعته في حياتهم،وتوسلوا بدعاء العباس بن عبدالمطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم،وبدعاء يزيد بن الأسود الجرشي.

وأما التوسل بجاهِ المخلوقين،كمن يقول:اللهم إني أسألك بجاهِ نبيك محمد ونحو ذلك.فهذا لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم،وأكثر العلماء على النهي عنه،وحكى ابن القيم رحمه الله تعالى أنه بدعة إجماعاً،ولو كان الأنبياء والصالحون لهم جاه عند الله سبحانه وتعالى فلا يقتضي ذلك جواز التوسل بذواتهم وجاههم،لأن الذي لهم من الجاه والدرجات أمر يعود نفعهُ إليهم،ولا ننتفع من ذلك إلا باتباعنا لهم،ومحبتنا لهم،والله المجازي على ذلك.

وأما التوسل بذواتهم مع عدم التوسل بالإيمان والطاعة فلا يكون وسيلة،ولأن المتوسل بالمخلوق إن لم يتوسل بما يحصل من المتوسل به من الدعاء للمتوسل أو بمحبته واتباعه فبأي شيء يُتوسل؟!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب الاستغاثة:
ما زلت أبحث وكشف ما أمكنني من كلام السلف والأئمة والعلماء هل جوز أحد منهم التوسل بالصالحين في الدعاء أو فعل ذلك أحد منهم فمـــــــــا وجدته؛ثم وقفت على فتيا للفقيه أبي محمد ابن عبدالسلام،أفتى بأنه لا يجوز بغير النبي صلى الله عليه وسلم وأما بالنبي صلى الله عليه وسلم
فجوز التوسل به إن صح الحديث في ذلك.
وذكر القدوري في (شرح الكرخي) عن أبي حنيفة وأبي يوسف أنه لا يجوز أن يسأل الله بالأنبياء،انتهى كلام الشيخ رحمه الله تعالى.
قال القدوري:المسألة بخلقهِ لا تجوز،لأنه لا حق للمخلوق على الخالق،فلا تجوز معنى وفاقاً.انتهى.

....[ثم بين الشيخ أدلة من أجاز المسألة بالمخلوقين وفندها وسنأتي بها بعد قليل حتى قال]

واعلم أن التوسل بذات المخلوق أو بجاهه غير سؤالهِ ودعائهِ.
فالتوسل بذاتهِ أو بجاههِ أن يقول:اللهم اغفر لي وارحمني أدخلني الجنة بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم،أو بجاهِ نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ،ونحو ذلك فهذا بدعة ليس بشــرك.
وسؤالهُ ودعاؤهُ هو أن يقول:يا رسول الله أسألك الشفاعة وأنا في كرب شديد فرج عني أو استجرت بك من فلان فأجرني،ونحو ذلك،فهذا كفــــر وشــــرك أكبر ينقل صاحبه عن الملة،لأنه صرف حق الله لغيره،لأن الدعــــاء عبادة لا يصلح إلا لله،فمن دعاهُ فقد عبده،ومن عبد غير الله فقد أشرك،والأدلة على هذا أكثر من أن تحصر.
وكثير من النــــــــاس لا يفــــــــرق بين التــــــــوسل بالمخلوق أو بجاههِ وبين دعائـــــــهِ وسؤالهِ،فافهم ذلك وفقنا الله وإياك لسلوكِ أحسن المسالك." الدرر السنية 2/102-106.

قُلتُ:
وفي ما سبق مسائل:
1- أن الشيخ يرى بدعية هذه الأعمال أي التوسل بالمخلوق نحو بنبيك أو بجاه فلان.
2- أنه لم يخالف في هذه المسألة أحد؛بل هو إجماع على بدعية هذا العمل حكاهُ ابن القيم.
3- أن العز بن عبدالسلام هو الوحيد الذي أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة أما غيره فلا يجوز وبدعة،وقد تعذر له ابن تيمية رحمه الله بأنه لم يصله إلا أول الحديث ولو وصله الحديث كامل لما أجاز ذلك يعني حديث الأعمى.
4- أن الفرق بين التوسل والاستغاثة واضح فدعاء المخلوق نحو استجرت بفلان أو فرج عني يا بدوي ونحوه شرك وكفر!!
5- فيه –وابن تيمية خبير بأقوالِ الإمام أحمد- أن الرواية ذُكرت عن الإمام أحمد غير صحيحة،خاصة وأن الرواية الصحيحة هي قول الجمهور والتي يتناقلها الحنابلة وغير الحنابلة عن الإمام أحمد.
6- إذا عُلم الفرق بين التوسل والاستغاثة عُلم الفرق كذلك بين إنكار {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} .

ولعل من المناسب ذِكرُ كلام لشيخ الإسلام مُتعلق بما سبق،يقول كما (اللمعة في الأجوبة السبعة) ولهُ ناظر في كثير من رسائلهِ وكتبه كقاعدة في الوسيلة وقاعدة في التوسل والوسيلة والاقتضاء وغيرها ولضيق الوقت أُحيلك عليه في اللمعة ص47-61.
وكان رد ما أشكل على العز رحمه الله في ذلك ومن ضمنها:أنه إذا كان يجوز التوسل بالنبي خاصة فلما عَدَلَ الصحابة عن ذلك واستسقوا بالعباس رضي الله عنه؟!وكذلك معاوية والصحابة في الشام عَدَلوا عن ذلك بيزيد بن الأسود؟!!
والرسول أمرنا باتباع سنته وقال ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ)) ولما مات لم يطلب منهُ الدعاء ولم يفعله الصحابة ولا الخلفاء الراشدون؛بل على العكس من ذلك فقد أجمع الصحابة على أن التوسل بدعاء الصالحين لا يكون إلا بدعاء الحي،وهذا يفهمهُ-من رزقهُ الله صفاء الذهن وعدم طمس البصيرة ومدارك الفكر بظلمة الأهواء وفعل الأباء- من إجماعهم على عدول عمر رضي الله عنه من التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى عمه العباس رضي الله عنه،وعلماً أن غالبية كبار الصحابة لم يخرجوا من المدينة بأمرٍ من عمر رضي الله عنه.

ولكن مع ذلك نحن لا نشدد في من توسل بالجاه أو غيره وقد كان له بعض الأحاديث التي فهم منها ذلك لأن سؤاله بالجاه هو دعاءُ واستغاثة بالله وحده.وإن كانت أدلتهم أدلةً عليهم كحديث ((اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك ..))الحديث وحديث ((اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك نبي الرحمة ... )) الحديث.فنحن نقول إن صحت فهي حُجةٌ عليكم لا لكم،ومع ذلك لا نتشدد في الإنكار إنما كأي مسألة يسوغ فيها الأخذ والرد نبين بالدليل حجتنا ولا نضيق بخلافكم،لأن خلافكم ليس مآلهُ إلى شرك،إلا إذا اعتقد بعض العوام غير المراد فهنا يقع الإشكال ولهذا نرى أنه يسد الباب سد للذريعة إلى الشرك،خاصة أننا نرى تعاضد الأدلة على غير ما فهمه من جوز ذلك.وسيأتي بيان ذلك.

ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية في جوابٍ له في مسألة الاستسقاء بالنبي أو بالصالح بعد موته،كما في اللمعة ص53:
" ... ولذلك قال العلماء يُستحبُ أن يُستسقى بأهلِ الصلاحِ والخيرِ،فإذا كانوا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحسن،ولم يذكر أحد من العلماء أنهُ يُشرع التـوسـل والاستسقاء بالنبي والصالح بعد موته،ولا في مغيبه،ولا استحبوا ذلك،لا في الاستسقاء،ولا في الاستنصار ولا غير ذلك من الأدعية. ((والدعاء مُخ العبادة)) والعبادة مبناها على السنة والاتباع،لا على الأهواءِ والابتداعِ.وإنما يُعبدُ الله بما شرع ولا يُعبد بالأهواء والبدع.

قال الله سبحانه وتعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن ه الله} وقال تعالى: {ادعوا ربكم تضرعاً وخفيةً إنه لا يحب المعتدين} وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء والطهور)) .

وأما الرجل إذا أصابته نائبة،أو خاف شيئاً فاستغاث بشيخهِ يطلب تثبيت قلبه من ذلك الواقع،فهذا من الشرك،وهو من جنس دين النصارى،فإن الله هو الذي يصيب بالرحمة،ويكشف الضر،قال الله سبحانهُ وتعالى: {وإن يمسسك الله بضرٍ فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله} ."

ولي عودة لهذه المسألة لكن نقف قليلاً عن قول أحمد:
": وقول أحمد: يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة،مع قولهم إنه لا يستغاث بمخلوق، فالفرق ظاهر جداً,وليس الكلام مما نحن فيه"
قُلتُ:
بينا الفرق بين الاستغاثة والتوسل،ومراد من جوز التوسل بالنبي خاصة كالعز رحمه الله،يقول الشيخ أبو بكر محمد خوقير المكي: "وروي عن الإمام أحمد جوازه بالنبي صلى الله عليه وسلم " ومما لا شك فيه أن كلمة (روي) من صيغ التضعيف.وهو كذلك إذ هذه رواية وحيدة مُخالفة لروايته المشهورة الراجحة المثبتة والتي هي قول جمهور العلماء وهي المعاضدة للأدلة والأولى مخالفة للأدلة فلو صحت!!-وهذا افتراض بعيد ولكن للمحاجة- فننظر هل خالفت قول النبي صلى الله عليه وسلم فإن خالفت فهو هو –أي الإمام أحمد أمر بضرب قوله عرض الحائط إذا خالف الدليل.وهذا مشهور منشور عن جميع الأئمة الأربعة على وجهِ الخصوص.
وكذلك فإن للشيخ كلاماً ينهى عن غير ذلك فهذا من باب أولى وقد قيدناهُ سابقاً وشغب عليه الجاهل الذي لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فهذا هو الجهل المركب.
ولم أجد البته في أقوال الإمام أحمد ما يُفيد أنه يعني التوسل بالنبي عليه السلام لكن لعل كلام شيخ الإسلام التالي يُفيد بأنه يعني التوسل بالإيمان بمحمد وبمحبتهِ فهذا داخلٌ بالأعمال الصالحة كما في قاعدة في التوسل والوسيلة:
"إذا كان التوسل بالإيمان به ومحبتهِ وطاعتهِ على وجهين:
تارة يتوسل بذلك إلى ثوابهِ وجنتهِ –وهذا أعظم الوسائل- وتارة يتوسل بذلك في الدعاء –كما ذكرتم نظائره- فيحمل قول القائل:أسألك بنبيك محمد،على أنه أراد:إني أسألك بإيماني به وبمحبته،وأتوسل إليك بإيماني به وبمحبته،ونحو ذلك،وقد ذكرتم أن هذا جائز بلا منازع.
قيل:من أراد هذا المعنى فهو مصيب في ذلك لا نزاع،وإذا حمل على هذا المعنى لكلام من توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد مماته من السلف،كما نقل عن بعض الصحابة والتابعين وعن الإمام أحمد وغيره كان هذا حسناً،وحينئذ فلا يكون في المسألة نزاع،ولكن كثير من العوام يظلقون هذا اللفظ ولا يريدون هذا المعنى،فهؤلاء الذين أنكر عليهم من أنكر،وهذا كما أن الصحابة كانوا يريدون بالتوسل به التوسل بدعائهِ وشفاعتهِ،وهذا جائز بلا نزاع،ثم إن أكثر الناس في زماننا لا يردون هذا المعنى بهذا اللفظ."
قلتُ:وهذا بيان رائعٌ واضح جليٌ لا غبش به،فإن ثبت كلام الإمام أحمد فهو كما قال شيخ الإسلام.
وعلى أي حال فأي عالم كان الإمام أحمد أو الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله،فلا يأخذ بأقوالهم إذا خالفت الأدلة،دلني أخي وليد على قول للشيخ محمد بن عبدالوهاب في ذلك،يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في القسم الثاني من الفقه في رسالته أربع قواعد تدور الأحكام عليها ويليه نبذة في اتباع النصوص مع احترام العلماء ص11:
"إذا اختلف كلام أحمد وكلام الأصحاب فنقول في محل النزاع: التراد إلى الله وإلى رسوله لا إلى كلام الأصحـاب،ولا إلى الراجح من ذلك؛بل قد يكون الراجح والمرجح من الروايتين والقولين خطأ قطعاً،وقد يكون صواباً وقولك إذا استدل كل منهما بدليل فالأدلة الصحيحة لا تناقض بل الصواب يصدق بعضه بعضاً لكن قد يكون أحدهما أخطأ في الدليل إما يستدل بحديث لم يصح،وإما فهم من كلمة صحيحة مفهوماً مخطئاً،وبالجملة فمتى رأيت الاختلاف فرده إلى الله والرسول فإذا تبين لك الحق فاتبعه،فإن لم يتبين لك واحتجت إلى العمل فخذ بقول من يثق بعلمه ودينه."

ثم ذكر أقوالاً رائعة في مسألة (لا إنكار في مسائل الاجتهاد) طويلاً إلى نهاية الرسالة .. ومنها قوله رحمه الله: "وأما قول من قال: لا إنكار في مسائل الاجتهاد،فجوابها يُعلم من القاعدة المتقدمة فإن أراد القائل مسائل الخلاف فهذا باطل يخالف إجماع الأمة،فما زال الصحابة ومن بعدهم ينكرون على من خالف وأخطأ كائناً من كان،ولو كان أعلم الناس واتقاهم ...... "

وقبل أن نعود لما سبق نبين مسألة قوله: " ولكن يقول في دعائه:أسألك بنبيك،أو بالمرسلين،أو بعبادك الصالحين،أو يقصد قبراً معروفاً أو غيره يدعوا عنده،لكن لا يدعو إلا الله مخلصا له الدين"
قُلتُ:
وهذا كلام رائع،فيه مسائل عديدة:
1- بُين كما سبق التفصيل في المسألة.
2- أراد الشيخ التنبيه على أن ما يظهر للناس في الدعاء عند القبور ليس شركاً بل هو وسيلة لذلك كما حصل لقوم نوح وغيرهم،وأن الشرك في معرفة أقوالهِ فإن كان دعائهُ لصاحب القبر كقول يا بدوي يا جيلاني فهذا شرك،فإن كان يدعوا بالقرب من مكان القبر لأسباب يتخيلها فهذا سبيل للشرك يجب سد الذريعة والوقوف أمامه.والشيخ أراد التنبيه أن الدعاء عند القبر مُحرم ولا يجوز ويمنع سد لسبل الشرك كما بين ذلك في كتاب التوحيد وغيره من رسائله الأخرى ولكن الشرك في معرفة بما يدعوا بذلك.فافهم يا صاحب الخيانات العلمية،لأن الواجب أن يأخذ الكلام جميعاً وهذا جوابٌ لمن فقه هذا وأراد تبينه لذلك.
3- "لكن لا يدعوا إلا الله مُخلصاً له الدين" هذا الشرط فإن كان يدعوا غير الله فقد أشرك كما بُين ذلك وذكرنا قول حفيده.
4- وهذا قد بيانهُ من قبل تابع كلامنا الذي أراد تحريف أستاذ التحريف (العسيري) :
"
1- قول (العسيري) 2- او يقصد قبرا معروفا اوغيره يدعو عنده ؟؟؟:
والتعليق:
أن الشيخ يقول: "لكن إنكارنا على من دعا المخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى،ويقصد القبر يتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر أو غير ه يطلب فيه تفريج الكربات،وإغاثة اللهفات،وإعطاء الرغبات فأين هذا ممن يدعو الله مخلصاً له الدين لا يدعو مع الله أحداً"
وهذا فيه بيان رائع بأن إنكار الشيخ في من يدعوا غير الله قولهم: يا جيلاني،يا بدوي،ويا حسين وغيرها من هذه الأمور!!
كما أن كلام الشيخ يُفيدُ تحريم الذهاب للقبور بقصدِ الدُعاءِ عندها،لأجل دعوى أن هذا ولي أو غيره من دعوات المشركين والضالين."

أما قول الشيخ:
" فهده المسألة من مسائل الفقه،ولو كان الصواب عندنا قول الجمهور من أنه مكروه فلا ننكر على من فعله،ولا إنكار في مسائل الاجتهاد،لكن إنكارنا على من دعا المخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى"

فقد علقنا عليه في الرد المؤصل:
قلتُ:
" 4- قول (العسيري) 3- وقوله : فهده المسأله من مسائل الفقه ؟؟ .6- لا انكار في مســائل الأجتهاد .
والتعليق:
قوله من مسائل الفقه،ولا إنكار في مسائل الاجتهاد،هذا إذا كان (توسل) وليس (استغاثة!!) والفرق بينهما كبير!!ولذا قال الشيخ وعَلَقَ خاتماً وناسفاً أباطيل القبوريين والصوفية ومن تبعهم ممن (يستغثون) بالموتى!!فقد قال: " فأين هذا مما نحن فيه؟"

فإذا بان لك هذا..وسيتضح بجلاء من كلامِ طلابه ومن أئمة الدعوة من بعده؛فارتقب!
رأيت أن القوم أصحابُ تلبيسٍ وتدليسٍ؛وسبب قولهم هذا أنهم يريدون (الشرك!!) وأهل السنة يُنكرون عليهم!!فقام أريناك شيخهم دحلان الضال كيف لا يفرق بين التوسل والاستغاثة،وهو عينُ مذهب أهل الصوفية والقبورية.
فرحم الله الشيخ الإمام ينصح لهم ويوجههم؛ولكنهم لا يستجبون!!بل أهل تلبيسٍ وتدليسٍ كما بان معك!!"

أقول أنظر كذلك قولنا السابق هنا وتابع تشغيبه في الرابط الذي وضعته له وكيف يُحرف الكلم عن مواضعه:
قلتُ:
"3- قول (العسيري) 4- ولكن يقول في دعائه ( اسألك بنبيك او بالمرسلين....).:
والتعليق:
أن قول الشيخ: " ولكن يقول في دعائه:أسألك بنبيك،أو بالمرسلين،أو بعبادك الصالحين،أو يقصد قبراً معروفاً أو غيره يدعوا عنده،لكن لا يدعو إلا الله مخلصا له الدين , فأين هذا مما نحن فيه؟"
هذا كلامٌ عظيم،فكلام الشيخ يُفيد بأن من يطلب هذا الأمر لا يدعوا إلا الله،فهذا نحن نخالفهُ في قولهِ –أي من يدعي بهذا الدعاء- ؛لكن لا يدعوا غير الله يعني يطلب كل أمرٍ من الله،فأنظر قول هذا الرجل (أسألك بنبيك) ولم يقل يا نبي الله لكن قول يا نبي الله شرك!! وهو تخصيص الشيخ وقوله: " لكن لا يدعو إلا الله مخلصا له الدين , فأين هذا مما نحن فيه؟" وصدق الشيخ وأين نحن من هذا؟!"

وأرى بعد نهاية المطاف وإتمام هذه البيان بسابقه بأن أختم بذكر أقوال طلاب الشيخ وطلاب طلابه وسأذكر فقط موقفهم أما الأدلة والرد عليها وبيان وجهة الحق فأدعك تعود للكتاب:
يقول الشيخ المُحِّدث سعد بن حمد بن عتيق رحمه الله في كتابه الثمين (عقيدة الطائفة النجدية في توحيد الإلهية) ص57:
"ونحن إن قلنا بالمنع من التوسل به صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ،أو نحوه لما نعتقده من أَصحية المنع،فنحن مع ذلك لا نشدد في ذلك على من فعله مستدلاً بالحديث فضلاً عن أن نكفره،كما ينسبــهُ إلينا من لم يعرف حقيقة ما نحن عليه وكذلك قول بعضهم إنا نكفر الناس بالعموم،ونستبيح دماءَ الناس وأموالهم من غير حجة،وكقول بعضهم إنا نمنع من زيارة القبور ونكفر من فعله ونحو ذلك من الأقاويل التي برأنا الله منها وله الحمد."

ولخشية الإطالة أقول عُد إلى كلام الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى رحمه الله في رسالته القيمة (الرد على شبهات المستعينين بغير الله) وكذلك لأحد أحفاد الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في (مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام) ولجمع من طلابه وطلاب طلابه (الدرر السنية) والله أعلم.

وهذا أحد عُلماء المسلمين الشيخ محمد بن عبدالسلام خضر يقول في (القول الجلي في حكم التوسل بالنبي والولي) 43-44 من رسالة الأنصاري:
"التوسل بحق النبي أو الولي،أو بجاهه أو بركته أو بحق قبره أو قبته:وهذا مذموم،منهي عنه،محرم بلا نزاع.
قال شارح الإحياء وغيره:
وكره أبو حنيفة وصاحباه أن يقول الرجل:أسألك بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك أو بحق البيت الحرام والمشعر الحرام ونحو ذلك؛إذ ليس لأحد على الله حق.
وفي متون الحنفية:
إن قول الداعي المتوسل بحق الأنبياء والرسل،وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام مكروه كراهة تحريم."


وبقي النقطة الأخيرة وهي:
3- تشغيب الصوفي المدعو بـ(العسيري) اللئيم والكذب فضحه الرب العليم.

وقبلها سأضع رد شيخ الإسلام على السبكي رحمهما الله:

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

.................

وقد أفادني أخي وليد (أي المنهج نفسه) بكلام نفيس في (فتاوى اللجنة الدائمة) 1/345:
"ما نقل عن الإمام أحمد بصيغة التمريض فلا نعلم لهُ طريقاً صحيحاً عن الإمام أحمد رحمه الله ولو صح عنه لم يكن به حجة؛بل الصواب ما قالهُ غيرهُ في ذلك وهم جمهور أهل السنة لأن الأدلة الشرعية في ذلك معهم،والله ولي التوفيق"
الرئيس عبدالعزيز بن باز رحمه الله،نائب الرئيس عبدالرزاق عفيفي المصري رحمه الله،عضو عبدالله بن قعود أحسن الله لهُ الختام.

قلتُ:
وهذا ما بيناهُ سابقاً فارجع إليه!

اقتباس:
ومما لا شك فيه أن كلمة (روي) من صيغ التضعيف.وهو كذلك إذ هذه رواية وحيدة مُخالفة لروايته المشهورة الراجحة المثبتة والتي هي قول جمهور العلماء وهي المعاضدة للأدلة والأولى مخالفة للأدلة فلو صحت!!-وهذا افتراض بعيد ولكن للمحاجة- فننظر هل خالفت قول النبي صلى الله عليه وسلم فإن خالفت فهو هو –أي الإمام أحمد أمر بضرب قوله عرض الحائط إذا خالف الدليل.وهذا مشهور منشور عن جميع الأئمة الأربعة على وجهِ الخصوص.
وكذلك فإن للشيخ كلاماً ينهى عن غير ذلك فهذا من باب أولى وقد قيدناهُ سابقاً وشغب عليه الجاهل الذي لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فهذا هو الجهل المركب.
ولم أجد البته في أقوال الإمام أحمد ما يُفيد أنه يعني التوسل بالنبي عليه السلام لكن لعل كلام شيخ الإسلام التالي يُفيد بأنه يعني التوسل بالإيمان بمحمد وبمحبتهِ فهذا داخلٌ بالأعمال الصالحة كما في قاعدة في التوسل والوسيلة:
"إذا كان التوسل بالإيمان به ومحبتهِ وطاعتهِ على وجهين:
تارة يتوسل بذلك إلى ثوابهِ وجنتهِ –وهذا أعظم الوسائل- وتارة يتوسل بذلك في الدعاء –كما ذكرتم نظائره- فيحمل قول القائل:أسألك بنبيك محمد،على أنه أراد:إني أسألك بإيماني به وبمحبته،وأتوسل إليك بإيماني به وبمحبته،ونحو ذلك،وقد ذكرتم أن هذا جائز بلا منازع.
قيل:من أراد هذا المعنى فهو مصيب في ذلك لا نزاع،وإذا حمل على هذا المعنى لكلام من توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد مماته من السلف،كما نقل عن بعض الصحابة والتابعين وعن الإمام أحمد وغيره كان هذا حسناً،وحينئذ فلا يكون في المسألة نزاع،ولكن كثير من العوام يظلقون هذا اللفظ ولا يريدون هذا المعنى،فهؤلاء الذين أنكر عليهم من أنكر،وهذا كما أن الصحابة كانوا يريدون بالتوسل به التوسل بدعائهِ وشفاعتهِ،وهذا جائز بلا نزاع،ثم إن أكثر الناس في زماننا لا يردون هذا المعنى بهذا اللفظ."
قلتُ:وهذا بيان رائعٌ واضح جليٌ لا غبش به،فإن ثبت كلام الإمام أحمد فهو كما قال شيخ الإسلام.
وعلى أي حال فأي عالم كان الإمام أحمد أو الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله،فلا يأخذ بأقوالهم إذا خالفت الأدلة،دلني أخي وليد على قول للشيخ محمد بن عبدالوهاب في ذلك،يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في القسم الثاني من الفقه في رسالته أربع قواعد تدور الأحكام عليها ويليه نبذة في اتباع النصوص مع احترام العلماء ص11:
"إذا اختلف كلام أحمد وكلام الأصحاب فنقول في محل النزاع: التراد إلى الله وإلى رسوله لا إلى كلام الأصحـاب،ولا إلى الراجح من ذلك؛بل قد يكون الراجح والمرجح من الروايتين والقولين خطأ قطعاً،وقد يكون صواباً وقولك إذا استدل كل منهما بدليل فالأدلة الصحيحة لا تناقض بل الصواب يصدق بعضه بعضاً لكن قد يكون أحدهما أخطأ في الدليل إما يستدل بحديث لم يصح،وإما فهم من كلمة صحيحة مفهوماً مخطئاً،وبالجملة فمتى رأيت الاختلاف فرده إلى الله والرسول فإذا تبين لك الحق فاتبعه،فإن لم يتبين لك واحتجت إلى العمل فخذ بقول من يثق بعلمه ودينه."

..........
ويحسن أن نبين رأي ولده الشيخ عبدالله بن الشيخ الإمام محمد ين عبدالوهاب رحمهم الله –وكما يقول العسيري فولده أعلم بمقصود والده فهو ولده وتلميذه- يقول رحمه الله بعد أن ذكر الجائز انتقل للمحرم والمبتدع:
"وأما التوسل،وهو أن يقال: اللهم إني أتوسل إليك بجاه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم أو بحق نبيك أو بجاه عبادك الصالحين أو بحق عبدك فلان فهذا من أقســام البدع المذمومة ولم يرد بذلك نص" الدرر السنية 1/129.
ويبين الشيخ عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب حكم سؤال الله بالموتى فقال:
"وهذا يفعلهُ كثير من المتأخرين،وهو من البدع المحدثة في الإسلام،ولكن بعض العلماء يُرخص فيه،وبعضهم بنهى عنه ويكرهه ... لكنه لا يوصله إلى الشرك الأكبر" مجموعة الرسائل والمسائل 1/69 باختصار.يعني قولهُ أسألك بنبيك ونحوه.

وأما التوسل بغير النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم فيقول عنه الشيخ عبدالله بن الشيخ محمد:
"لا نعلم أحداً من السلف فعله ولا روي فيه أثر" المرجع السابق 1/71.

ويوضح حفيد الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله أن سؤالهُ الله بالرجل الصالح ليس في الشريعة ما يدل على جوازه فيقول:
"ولو جاز (سؤال الله بالرجل الصالح)لما ترك الصحابة السابقون الأول من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاتهِ،كما كانوا يتوسلون بدعائهِ في حياتهِ إذا قحطوا.وثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه خرج بالعباس بن عدالمطلب عام المادة بمحضر من السابقين الأولين يستقون فقال عمر:اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا،وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فأسقنا،ثم قال ارفع يديك يا عباس فرفع يده،يسأل الله تعالى،ولم يسأله بجاهِ النبي صلى الله عليه وسلم ولا بغيره،ولو كان هذا التوسل حقاً،كانوا إليه أسبق،وعليه أحرص" الدرر السنية 2/113.

ومثل هذا مر بنا من كلام حفيد الشيخ سليمان بن عبدالله رحمه الله فيرجع إليه في الأعلى.

قال مفتي البلاد محمد بن إبراهيم رحمه الله:
"وموضوع الكلام أن مُراد الشيخ مسألة التوسل في دعاء الله بجاه الصالحين.وهذه مسألة.
ودعاء الصالحين وقصدهم فيما لا يقدر عليه إلا الله مسألة أخرى.
فخلطها ليروج باطله.فقبحاً قبحاً،وسحقاً سحقاً لمن ورث اليهود وحرف الكلم عن مواضعهِ.
وكلام الشيخ صريح فيمن دعاء مع الله إلها آخر في حاجاته وملماته،وقصده بعبادتهِ فيما لا يقدر عليه إلا الله،كحال من عَبَدَ عبدالقادر وأحمد البدوي أو العيدروس أو علياً والحسين،وقول هذا المشرك:وأطلب من الله بهم،أي بواسطتهم.بمعنى أن هذا المشرك يدعوهم ويتوجه إليهم بالعبادات،وهم يدعون الله له.كما أخبر الله عن المشركين بقوله: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}.
فظن المعترض أن الشيخ أراد مسألة الله بجاه الصالحين-أي وقوع الشرك-؛فاعترض على ذلك وآفته الفهم السقيم،والمعتقد الذميم.فنعوذ بالله من الشيطان الرجيم."
قلتُ:
وهذا هو نفس أسلوب النكرة (العسيري) حين يكون آفته الفهم السليم،والمعتقد الذميم!!
وما سبق في بيان تمويه وتلبيس هذا المبطل.
إلى أن قال الشيخ:
"وأما مسألة الله تعالى بحق أنبيائه وأوليائه أو بجاههم،بأن يقول السائل: "اللهم إني أسألك بحق أنبيائك،أو بجاه أوليائك أو نحو هذا فليس الكلام فيه.ولم يقل الشيخ إنه شرك،ولا لهُ ذكر في كلامهِ وحكمهِ عند أهل العلم معروف وقد نص على المنع منهُ جمهور أهل العلم؛بل ذكر الشيخ-يعني شيخ الإسلام- في ردهِ على ابن البكري أنه
؛بل علق القول به على ثبوت حديث الأعمى وصحته،وفيه من لا يحتج به عند أهل الحديث.وعلى تسليم صحته فليس الكلام فيه-يعني أن الحديث يفيد دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ويعضد هذا الفهم الصحيح حديث عمر والاستسقاء فكان يتوسل بنبيك أي بدعائه ولما مات نتوسل بالعباس ثم قال قم يا عباس فادعوا فهنا يُعلم المراد بأنه دعاء الصالحين-وفي المثل:أريها السهى وتريني القمر."مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام 177-178.

ونختم بكلام للشيخ إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن رحمه الله في مسألة سؤال الله بالمخلوق والإقسام على الله به:
"وإذا تقرر هذا،فقد عرفت سلمك الله كلام الناس في مسألة سؤال الله بمخلوق،والإقسام على الله به،وقد ذاكرتك فيها بأن الذي نعتقدهُ أنا لا نكفر بها أحداً؛بل نقول هي بدعة شنيعة نهى عنها السلف .." الدرر السنية 1/271.

إلى غير ذلك من أقوال أهل العلم وخصصت أقوال طلاب الشيخ وأخص أبنائهُ لأن الصوفي كان يحاج بأبنائه ويقول هم أقرب!!فإن كانوا كأبناء الشيخ غالبيتهم طلابه فهنا يصدق كلامه وكان على هامة رأسه.

وهذه فائدة أرفقها مع ما سبق:
قال العلامة الفقيه عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله:
"الثالث:التوسل بجاه المخلوق وذواتهم،مثل قوله:اللهم!إني أتوجه إليك بجاهِ نبيك أو نحوه،فهذا قد أجازهُ بعض العلماء،ولكنهُ ضعيف،والصواب الجزم بتحريمهِ؛لأنه لا يتوسل إلى الله في الدعاء إلا بأسمائهِ وصفاتهِ
الرابع:التوسل في عرف كثير من المتأخرين،وهو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به من الشرك الأكبر؛لأن الدعاء والاستغاثة فيما لا يقدر عليه إلا الله عبادة،فتوجيهها لغير الله شرك أكبر.والله أعلم"مجموع الفوائد الفائدة129ص228-229.

................

بسم الله الرحمن الرحيم

قام بالرد على السبكي رحمه الله عدد من أهل العلم شيخ الإسلام في الاستغاثة –نقلاً عن سعيد عبدالعظيم وسأثبتهُ هنا- وابن عبدالهادي في (الصارم المنكي في الرد على السبكي) وتوفي قبل إتمامه فأتمهُ علامة جدة محمد بن حسين الفقيه في (الكشف المبدي لتمويه أبي الحسن السبكي تكملة الصارم المنكي) وتطرق لموضوع الاستغاثة بتوسع فيرجع لها،وهذا كلام شيخ الإسلام:

"وأما قول القائل:إن المتوسل إنما هو سائل لله تعالى،راج لهُ،عالم أن النفع والضر بيدهِ لا شريك لهُ،وإنما توسل إليه بمن يحبه الله تعالى لشرف منزلتهِ عنده،ليكون أقرب إلى الإجابة،وحصول المُراد،كطل الدعاء من الرجل الصلح.
فيقال:توسل العبد إلى الله تعالى بما يُحب،لفظ مُجمل،فإن أُريد بما يُحب الله تعالى أن يتوسل به إليه فهذا حق،والله تعالى يحب أن يتوسل إليه بالإيمان والعمل الصالح،والصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه وسلم ومحبته وطاعته وموالاته،فهذه ونحوها هي من الأمور التي يحب الله تعالى أن يتوسل بها إليه،وإن أُريد أن يتوسل إليه بما يحب ذاته وإن لم يكن هناك ما يحب الله تعالى أن يتوسل به فهذا باطل عقلاً وشرعاً ...
فإن كان منه دعاء لي،أو كان مني إيمان به وطاعة لهُ فلا ريب أن هذه وسيلة،وأما نفس ذاته المحبوبة لله تعالى فأي وسيلة لي فيها إذا لم يحصل لي السبب الذي أمرت به فيها،ولهذا لو توسل به من كفر به لم ينفعه،والمؤمن به ينفعه الإيمان به وهو أعظم الوسائل،فتبين أن الوسيلة بين العباد وبين ربهم عز وجل الإيمان بالرسل وطاعتهم وقول القائل للرجل:ادع لي،توسل بدعاء الصالحين،وهو من جملة الأسباب النافعة كشفاعة النبي.

وأما المشروع فيقال:إن العبادات مبناها على الاتباع لا الابتداع وليس لأحد أن يشرع من الدين ما لم يأذن به الله ... "

وتكلم عن الدعاء وما فيه من مشروع وغير مشروع إلى أن قال:
"فالسعادة والنجاة والاعتصام بالكتاب والسنة واتباع ما شرع والدعاء من أجلّ العبادات فينبغي للإنسان أن يلتزم الأدعية الشرعية،كما يتحرى في سائر عبادته الصورة الشرعية،فإن هذا هو الصراط المستقيم"

وقال في معرض الرد على ابن السبكي:
"وأما قوله:
إنه يجوز الإستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بغيره من الأنبياء والصالحين في كل ما يُستغاث الله عز وجل فيه على معنى أنه وسيلة من وسائل الله تعالى،فهذا قول لم يقله قبله أحد من علماء المسلمين،ولا من الصحابة والتابعين ولا غيرهم،وقائل هذه العبارة إما مفتر على الدين،وإما مفتر على اللغة،ملبس على المسلمين؛بل إطلاق القائل القول:بأنه يستغاث بالنبي أو الصالح أو غيرهما في كل ما يُستغاث الله تعالى فيه،لا يفهم الناس منه في اللغة التي يعرفونها إلا ما هو كفر صريح،وقوله:على معنى أنها وسيلة من وسائل الله تعالى، لا يخرج مدلول هذا اللفظ في اللغة المعروفة عن أن يكون كفراً،فإن الاستغاثة بالشخص طلب الغوث منه ... وبالجملة فإذا كانت الإستغاثة طلب الإغاثة والتخليص من الكربة والشدة،سواء كان طلب ذلك من المخلوق أو من الخالق،وقد جوز الاستغاثة بمخلوق في كل ما يُستغاث الله تعالى فيه،فقد لزم أن يطلب من هذا المخلوق كل ما يطلب من الله عز وجل.
وإن قيل:إنه على معنى الوسيلة،فهذا لا ينجيه فإنه من جوز أن يطلب من المخلوق كل ما يُطلب من الله فهو كفر بإجماع المسلمين؛بل ما لا يقدر عليه إلا الله لا يجوز طلبه من المخلوق أصلاً بإجماع المسلمين،ومن طلب من المخلوق غفران الذنوب وهداية القلوب وإنزال المطر وإنبات النبات،والنصر على الأعداء في الدين،فهو كافر برب العالمين،وقد قال تعالى: {قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا،أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً} "

وقد أوضح رحمه الله أنه لا يجوز التوسل بالحرمة والجاه،كما لا يحل الاستغاثة بالمخلوق بأن يطلب منه ما يطلب من الحي الحاضر،أما التوسل بأسماء الله وصفاته كقول الرجل يا حي يا قيوم،والتوسل بدعاء الصالحين بمعنى أن يطلب ممن يتوسم فيهم الصلاح أن يدعوا له،والتوسل بالعمل الصالح الذي يتوسم فيه الإخلاص كما في قصة الثلاثة الذين دخلوا الغار وأطبقت عليهم الصخرة،فإن هذا يجوز،فراجع كلامه رحمه الله في التوسل والوسيلة حتى تفرق بين ما يحل وما يحرم في هذه المسألة.

وقد رد على ابن سبكي ومن قلده الكثير من أهل العلم وبينوا ذلك،فاقرأ على سبيل المثال:الاستغاثة لشيخ الإسلام،والصارم المنكي لابن عبدالهادي وتتمته (كشف المبدي في الرد على أبي الحسن السبكي) لعلامة جدة محمد بن حسين الفقيه،و(غاية الأماني في الرد على النبهاني) لعلامة العراق محمود شكري الألوسي،و(الرد على شبهات المستغيثين بغير الله) للعلامة أحمد بن عيسى،و(الرد على القبوريين) للعلامة حمد بن معمر،و(القول الجلي في حكم التوسل بالنبي والولي) للعلامة محمد عبدالسلام خضر،(والفوائد الجلية في معنى الوسيلة والرد على شبهات القبوريين للشيخ سيد الغباشي،و(فصل المقال وإرشاد الضال في توسل الجهال) لشيخ مكة أبو بكر خوقير المكي-وبالمناسبة أحد تلاميذ الضال زيني دحلان يخرج الحي من الميت-وغيرها من الرسائل الكثيرة في تبيان هذا الأمر وليس المراد الحصر ولكن من أراد البحث فدونك بعض المراجع.

ويتبقى آخر نقطة في الموضوع...

...........
ب. وأما الصلاة بدعائها الثاني : "اللهم إني أسألك بنبيك... " فهو ما يسمى عند العلماء "حديث الضرير"، وهو عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه" أن رجلاً ضريرَ البصر أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: ادْعُ الله أَنْ يُعَافِيَني ، قاَلَ "إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ لَكَ ، وَإِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ ذَلِكَ فَهُوَ خَيْرٌ" (وفي روايةٍ "وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ") ، فَقَالَ: ادْعُهُ ، فأَمَرَهُ أَنْ يتوَضَأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءهُ، فَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلى رَبِّي في حَاجَتي هَذه فَتُقْضَى لي، اللَّهُمَّ فشفعهُ ِفيَّ (وَشَفِّعْني فِيهِ) ، قال: ففعل الرجل فبرأ.
رواه أحمد (4/138) ، والترمذي (5/569) ، وابن ماجه (1/441) ، وهو حديثٌ صحيحٌ.
وهذا الحديث لا حجة فيه على التوسل بذات النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أو جاهه، لا في حياته ولا بعد مماته، ولا أنه عامٌّ لكلِّ أحدٍ، بل هو خاصٌّ بذلك الصحابي الأعمى، وفي زمن حياة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وفي دعائه صلى الله عليه وسلم الخاص له ، والأدلة على ذلك كثيرةٌ، منها:
1- أن الأعمى إنما جاء إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ليدعوَ له "ادْعُ الله أَنْ يُعَافِيَنِي"، وهو توسلٌ جائزٌ مشروعٌ، وهو التوسل بدعاء الرجل الصالح في حياته، ولا أصلحَ من النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يُتوسل بدعائه ، ومثل هذا: توسل الصحابة بدعاء العباس رضي الله عنه في عهد عمر رضي الله عنه لما أصابهم الجدب.
2- نُصح النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بالأفضل، وهو الصبر" وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، وإصراره رضي الله عنه على الدعاء "ادْعُهُ".
3- توجيه النبي صلى الله عليه وسلم الرجلَ الأعمى لنوع آخر من التوسل المشروع، وهو التوسل بالعمل الصالح، فأمَرَه أنْ يتوضأَ ويصليَ ركعتين ويدعوَ لنفسه "فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ... ".
4- أنَّ الأعمى قال "اللهمَّ فَشِفِّعْهُ فيَّ " ، أي: اقبل شفاعته، أي: دعاءه صلى الله عليه وسلم لي .
5- قول الأعمى "وَشَفِّعْنِي فِيهِ" - ولم يذكرْها المصنف - يعني: اقبل شفاعتي، أي: دعائي في أنْ تقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم في ردِّ بصري.
6- لم يفعل أحدٌ من العميان في عصر السلف هذا الأمر، أي: الصلاة والدعاء، لأنهم لم يفهموا الحديث على عمومه، فليس هناك دعاءٌ منه صلى الله عليه وسلم لهم، وقد لقي ربه عز وجل، فكيف سيقولون مثل هذا الدعاء ؟! .
7- ذكر العلماء هذا الحديث في معجزاته صلى الله عليه وسلم كالبيهقي في "دلائل النبوة" وغيره .
ذكر هذه الوجوه: شيخنا الألباني رحمه الله في كتابه النافع "التوسل أنواعه وأحكامه" (ص69 فما بعدها) ، وانظر كلاماً متيناً لشيخ الإسلام رحمه الله على هذا الحديث في كتابه "قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة" (ص185).

- تنبيه
وممَّا يَستدلُّ به بعضُ المبتدعة أن رجلاً أعمى كان يتردد على عثمان بن عفان رضي الله عنه... وأن عثمان بن حنيف أمره بالصلاة والدعاء، وهي قصة ضعيفة ، وزعمهم أن "الطبراني" روى القصة وصححها: تلبيسٌ واضحٌ ، إذ الطبراني رواها مع الحديث السابق، وقال في آخرها : "حديث صحيح"، وهو -رحمه الله- لم يصحِّح القصةَ، وإنما الحديثَ، وهو صحيحٌ كما قال ، وانظر "التوسل" (ص86) و"كشف المتواري" (ص27-76).

للشيخ إحسان بن عايش العتيبي
http://www.saaid.net/Doat/ehsan/94.htm 

...........

هذا والحق أبلج، والباطل لجلج، وأعتذر عن عدم تمكني لترتيب الرد .. وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كتبه:
أبو عمر الدوسري(المنهج) - شبكة الدفاع عن السنة

 

أرباب الطريقة
  • منوعات
  • من كلام الأئمة
  • كتب عن الصوفية
  • جولات مع الصوفية
  • شبهات وردود
  • صوتيات عن الصوفية
  • فرق الصوفية
  • شخصيات تحت المجهر
  • العائدون إلى العقيدة
  • الملل والنحل
  • الصفحة الرئيسية