اطبع هذه الصفحة


الرد الوافر على مقال (أقوال لابن تيمية لو قالها صوفي لقالوا عنه كافر)

أبو عمر الدوسري (المنهج)

 
الحمد لله العلي، ما أحبه إلا المتبع لهدي النبي، وما حاد عن شرعته إلا الشقي، وصلى الله على محمد النبي، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:

فلقد وقفت على مقال لأحد المتصوفة، عنون له بـ(أقوال لابن تيمية لو قالها صوفي لقالوا عنه كافر!!!)، وهو عبارة عن (قص ولصق) دون تأكد من نقل، أو تنبه لخلل، لكن يقصها بغباء وسذاجة، ولقد نشر هذا المقال قبل فترة من قبل أحد الصوفية، وقد سبق وأن رد عليه بعض الفضلاء، وقد حسبت أن الصوفية استحوا على أنفسهم من عملية القص واللصق التي يمارسونها .. لذا رأيت أن أبين الحق لعلهم يرجعون .. وإلى رشدهم يعودون .. وحسبنا أن مُرادنا أن يحركوا عقولهم المغلفة بحجاب الهوى والتعصب الأعمى .. فنسأل الله لنا ولهم الهداية ..

أيها الأحبة:
نقل هذا الصوفي الكلام الآتي:

اقتباس:
[الولي يقول للشيء كن فيكون

وجاء تفسير ذلك فى آثار ان من عباد الله يقول : من لو اقسم على الله أن يزيل جبلا أو الجبال عن أماكنها لأزالها وان لا يقيم القيامة لما اقامها . وهذا مبالغة ، ولا يقال إن ذلك بفضل بقوة خلقت فيه وهذا بدعوة يدعوها لأنهما فى الحقيقة يؤولان الى واحد هو مقصود القدرة ومطلوب القوة وما من أجله يفضل القوى على الضعيف . ثم هب ان هذا فى الدنيا فكيف تصنعون فى الآخرة وقد جاء فى الاثر ( ياعبدى أنا أقول للشىء كن فيكون أطعنى أجعلك تقول للشىء كن فيكون يا عبدى انا الحى الذى لا يموت أطعنى أجعلك حيا لا تموت ) وفى أثر ( أن المؤمن تأتيه التحف من الله من الحى الذى لا يموت الى الحى الذى لا يموت ) فهذه غاية ليس وراءها مرمى كيف لا وهو بالله يسمع وبه يبصر وبه يبطش وبه يمشى فلا يقوم لقوته قوة .
المرجع : مجموع الفتاوى 4/376- 377

[ الله أعطى بعض الأولياء أعظم مما أعطى جبريل ، وأن هذا عام في كل الأشياء ]

واذا تبين هذا ان العلم مقسوم من الله ليس كما زعم هذا الغبي بأنه لا يكون الا بأيدى الملائكة على الاطلاق وهو قول بلا علم بل الذى يدل عليه القرآن ان الله تعالى اختص آدم بعلم لم يكن عند الملائكة وهو علم الأسماء الذى هو أشرف العلوم وحكم بفضله عليهم لمزيد العلم فأين العدول عن هذا الموضع إلى بنيات الطريق ومنها القدرة، وزعم بعضهم أن الملك أقوى وأقدر وذكر قصة جبرائيل بأنه شديد القوى وأنه حمل قرية قوم لوط على ريشة من جناحه.
فقد آتى الله بعض عباده أعظم من ذلك فأغرق جميع أهل الارض بدعوة نوح وقال النبى ( ان من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ورب أشعت أغبر مدفوع بالابواب لو اقسم على الله لأبره ) وهذا عام فى كل الاشياء .
المرجع : مجموع الفتاوى 4/ 376]

قلتُ -أي المنهج-:
ولي على هذا النقل وقفات:
1- أن [مجموع الفتاوى] قد جمع في هذا العصر، وهو اجتهاد من قبل الشيخ عبدالرحمن بن قاسم وساعده ابنه محمد رحمهما الله، وقد تُعقب عليهم في عدد من المواضع، وهي معروفة لأهل السنة، منها كتاب [صيانة مجموع الفتاوى من السقط والتصحيف] لفضيلة الشيخ ناصر بن حمد الفهد-وفقه الله-.
2- أن المعترض لا ينقل من الكتب التي ألفها الشيخ لأنه يعلم بأن حُجته منها الإفلاس، وإلا لو كان صادقاً لنقل من المنهاج أو الحموية أو الواسطية أو التدمرية أو درء التعارض بين العقل والنقل أو نقض التأسيس أو القاعدة المراكشية أو الأصفهانية أو العبودية .. وغيرها من الرسائل.. بل على رأسها الكتاب الذي يتحدث عن الأولياء (الفرقان في بيان الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان .. لكن المشكلة في إفلاس المعترض، وكذلك أنه صاحب هوى، ومُراده أن يضلل الصوفية، وإلا أهل السنة لهم عقول يميزون بها.
3- أن كلام شيخ الإسلام في كتبه التي ألفها من قبل نفسه تبين اعتقاده في الأولياء ..
4- أن المعترض قد نقل كلاماً مبتوراً غير وافي، وسترى ذلك بأم عينك.

وبعد هذا إليك التفصيل:
الوقفة الأولى:
متى جمعت الفتاوى؟
لقد جمعت فتاوى شيخ الإسلام في هذا العصر، وقد تعب الشيخين في جمعهما وتحقيق النسبة وسد البياض، اسأل الله أن لا يحرمهما الأجر ويرفع بهذا العمل منزلتهما في عليين، ولكن كل عمل بشري يعتريه النقص، وقد قام بعض أهل العلم بالتسديد، ومن ذلك الجهد الطيب للشيخ ناصر بن حمد الفهد -وفقه الله- في كتابه [صيانة مجموع الفتاوى من السقط والتصحيف]، وما قام به الشيخ عبدالرحمن وابنه جهد كبير خلال عدة سنوات، من جمع هذه الفتاوى التي تفرقت في العالم الإسلامي، وجل من لا يسهو ولا يخطأ، ونقل المعترض كان من رسالة بعنوان [رسالة المفاضلة بين صالحي البشر والملائكة] 4/ 350-392وهي رسالة مشكوك في نسبتها لشيخ الإسلام، وقد تعقب الشيخ عبدالرحمن بن قاسم في مجموعة عدد من أهل العلم على هذه الرسالة ومنهم الشيخ ناصر الفهد.
فنخرج من هذا إلا أن:
1- الكتاب لم يؤلفه الشيخ؛ بل هي رسائل وفتاوى له جمعت بعد قرون تزيد على الخمسة.
2- أن ما يجمع عن فلان ليس بحجة كما لو أثبت لي أن فلان هو من قيده، خاصة وأن الشيخ مُكثر للتصنيف.
3- أن هذه الرسالة شكك وتعقب عدد من أهل العلم على الجامع.
4- أنها مخالفة لما قيده وكتبه الشيخ.

الوقفة الثانية:
يقول الشيخ ناصر الفهد في كتابه [صيانة مجموع الفتاوى] ص 38-43:
" 4/350-392:
(قال شيخ الإسلام:
فصل في المسألة المشهورة بين الناس، في (التفضيل بين الملائكة والناس).
قال: الكلام إما أن يكون في التفضيل بين الجنس: الملك، والبشر، أو بين صالحي الملك والبشر. أما الأول، وهو أن يُقال: أيما أفضل: الملائكة، والبشر، أو بين صالحي الملك والبشر. أما الأول، وهو أن يقال: أيما أفضل: الملائكة، والبشر، فهذه كلمة تحتمل أربعة أنواع: ... ).

قلتُ:
وأريد أن أنبه إلى مرين:
الأمر الأول: أن هذه الرسالة أشك كثيراً في نسبتها لشيخ الإسلام رحمه الله، فمن قرأ للشيخ وعرف نفسه في رسائله وفتاواه سيعرف هذا جيداً، فإما أن يكون أصلها للشيخ رحمه الله وخلط كلامه بكلام غيره ولم يميز بين الكلامين، أو أنها لأحد تلاميذه المتأثرين به، ونحو ذلك، أما أن تكون جميع هذه الرسالة للشيخ فهو ما أستبعده والله أعلم، فالطريقة التي كتبت بها هذه الرسالة مغايرة لطريقة الشيخ في الجملة، وسأذكر هنا بعض الأمثلة على ذلك:
أولاً: ذكر بعض الفقرات والجمل التي لم يعهد عن الشيخ استعمالها بهذه الصورة (في رسالة واحدة!)، نحو:
1- ص359 (هذا هو العجب العجيب).
2- ص 364 (فافهم هذا فإن تحته سر).
3- ص 365، 366 (فافهم هذا فإنه مجلاة شبهة ومصفاة كدر).
4- ص 366 (والله أكبر كبيرا).
5- ص 374، 375 (فلا تلجن باب إنكارٍ، وردٍ، وإمساكٍ، وإغماض، رد لظاهره، وتعجبا من باطنه، حفظا لقواعدك التي كتبتها بقواك، وضبطتها بأصولك التي عقلتك عن جناب مولاك، إياك مما يخالف المتقدمين من التنزيه وتوق التمثيل والتشبيه، ولعمري إن هذا هو الصراط المستقيم، الذي هو أحد من السيف وأدق من الشعر، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور).
6- ص 352 (لا علم لي بحقيقته) وص 353 (هذا غير معلوم والله أعلم بخلقه)، وص 354 (لكن الذي سنح لي والله أعلم بالصواب)، وص 361 (ولعل ذلك والله أعلم بحقائق الأمور)، ص 364 (ولا حاجة بنا إلى تفسير كلام ربنا بآرائنا والله أعلم بتفسيره).
7- ص 374 (وهذا بحر يغرق فيه السابح، لا يخوضه إلا كل مؤيد بنور الهداية، وإلا وقع إما في تمثيل، أو في تعطيل، فليكن ذو اللب على بصيرة أن وراء علمه مرماة بعيدة، وفوق كل ذي علم عليم).
8- ص 379 (فهذا –هداك الله- وجه التفضيل بالأسباب المعلومة ذكرنا منه أنموذجاً)، وص 381 (فاعلم –نور الله قلبك وشرح صدرك للإسلام- ).

ثانياً: وصف المخالفين بما لم يعهد عنه، نحو:
1- ص 358 (وقد قال بعض الأغبياء: إن السجود إنما كان لله وجعل آدم قبلة لهم).
2- ص 362 (فاعلم أن هذه المقالة أولاً ليس معها ما يوجب قبولها، لا مسموع، ولا معقول، إلا خواطر، وسوانح، ووساوس، مادتها من عرش إبليس).
3- ص 363 (ومن اختلج في سره وجه الخصوص بعد هذا التحقيق والتوكيد فلعيز نفسه في الاستدلال بالقرآن والفهم، فإنه لا يثق بشيء يؤخذ منه، يا ليت شعري! لو كانت الملائكة كلهم سجدوا وأراد الله أن يخبرنا بذلك، فأي كلمة أتم وأعم، أم يتي قول يقال أليس هذا من أبين البيان؟).
4- ص 376 (وليس كما زعم هذا الغبي).
5- ص 391 (وهذا أوضح الكلام لمن فقه بالعربية، ونعوذ بالله من التنطع).

ثالثاً: قوله ص 379 (في معرض تفضيله صالحي البشر على الملائكة (وأين هم عن الذين {ويُؤثِرُونَ على أنفُسِهِم ولو كان بهم خَصَاصَة}، وأين هم ممن يدعون إلى الهدى ودين الحق، ومن سن سنة حسنة، وأين هم من قوله صلى الله عليه وسلم: ((أن من أمتي من يشفع في أكثر من ربيعة ومضر))، وأين هم من الأقطاب، والأوتاد، والأغواث، والأبدال، والنجباء؟).

قلت:
وقد علق الجامع رحمه الله على الجملة الأخيرة بقوله (هكذا بالأصل)، وهذا يدل على أنه استنكر مثل هذه العبارة، والشيخ رحمه الله له كلام على إبطال هذه الأسماء وأنها لم ترد في الكتاب ولا السنة، ومن ذلك:
قوله في الفتاوى 11/433 (أما الأسماء الدائرة على ألسنة كثير من النساك والعامة مثل الغوث الذي بمكة والأوتاد الأربعة والأقطاب السبعة والأبدال الأربعين والنجباء الثلاثمائة فهذه أسماء ليست موجودة في كتاب الله تعالى ولا هي أيضاً مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح ولا ضعيف ... إلخ الفتوى وهي طويلة مفصلة).
وفي المنهاج 1/93 (وأيضاً فجميع هذه الألفاظ: لفظ الغوث، والقطب، والأوتاد، والنجباء، وغيرها، لم ينقل أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد معروف أنه تكلم بشيء منها ولا أصحابه، ولكن لفظ الأبدال تكلم به بعض السلف، ويروى فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث ضعيف).
وفي الجملة:
فهذه الرسالة نفسها ليس نفس شيخ الإسلام رحمه الله في رسائله والله أعلم.

الأمر الثاني: أنه قد حصل تصحيفات يسيرة في هذه الرسالة، ومن ذلك:
1- ص 353 (وكان من نوع المفضول ما هو خير من كثير من أعيان النوع الفاضل: كالحمار والفأرة والفرس الزمن، والمرأة الصالحة مع الرجل الفاجر).
قلت: (كالحمار) والفأرة) صوابه (كالحمار والفاره).
2- ص 357 (وروى عبدالله في (التفسير))، وقد ذكر هذا الأثر سابقاً ص 344 وقال فيه (عبدالله في (السنن))، وجاء في ص 369 (السنة) وهو الأظهر، والله أعلم.
3- ص 360 (والبهائم لا تعبد الله)، ولعله: لا تعبد إلا الله.
4- ص 364 (وإذا كانت القصة قد تكررت وليس فيها ما يدل على الخصوص فليس دعوى الخصوص فيها من البهتان).
قلت: ويظهر أن العبارة: (كان دعوى الخصوص فيها من البهتان) أو (فإن دعوى الخصوص)، ونحو ذلك.
5- ص 368: ذكر الدليل الثامن، ثم في السطر الثاني عشر قال: (ثم ذكر ما رواه الخلال ... )، وهذا يدل على أمرين:
الأول: حصول اختصار، لأن الدليل التاسع) و(العاشر) لم تذكر مسبوقة بالرقم – وإن كانت قد ذكرت أحاديث- ، وإنما ذكر ص 370 (الدليل الحادي عشر).
والثاني: أن هذه النسخة متصرف فيها.
6- ص 369 (فلا يقول مثل هذا القول إلا عن [وأشار الجامع رحمه الله إلى أن هنا بياضا في الأصل] بين، والكذب على الله عز وجل أعظم من الكذب على رسوله).
قلت: ويظهر أن العبارة (وليست الجنة مخلوقة لهم).
7- ص 373 (وأما الملائكة فإن حالهم شبيهة بحالهم بعد ذلك، فإن ثوابهم متصل وليست الجنة مخلوقة، وتصديق هذا ... ).
قلت: ويظهر أن العبارة (وليست الجنة مخلوقة لهم).
8- ص 374 (ولا يقول إن إجلاسه على العرش منكراً) والصواب: (منكر).
9- ص 387 (ولا يقال: إنه لما لم يقرن بالإنكار دل على أنه حق، فإن قولهن: {ما هذا بشراً} خطأ. وقولهن: {إن هذا إلا ملك كريم} خطأ أيضاً في غيبتهن"1" عنه أنه بشر وإثباتهن أنه ملك وإن لم يقرن بالإنكار [دل على أنه حق وأن قولهن: {ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم}: خطأ في نفيهن عنه البشرية وإثباتهن له الملائكية؛ وإن لم يقرن بالإنكار] لغيبة عقولهن عن رؤيته فلم يلمن في تلك الحال على ذلك).
"1" كذا، وهو تصحيف صوابه: نفيهن.
قلت: والذي يظهر أن ما بين معكوفتين مكرر والله أعلم. "

قلتُ – أي المنهج-:
وما توصل إليه الشيخ الفاضل ناصر بن حمد الفهد هو عين الحق، فالخطأ من جمع الجامع الذي بذل جهداً كبيراً يُغفر له الزلة بل عشرات الزلات .. في بحر حسناته وأفضاله .. وهكذا تبين لذي اللب والعقل السليم أن هذه القطعة التي تغنى بها من يستعملهم أسيادهم كالبغال!! بأنها من أساسها فاسدة، مقطوعة النسب، معطوبة السبب!! والحق أبلج .. والباطل لجلج .. وعند بزوغ النور تنكشف العتمات!!
وهذا ديدن أهل الأهواء .. فكذلك قام بعض الجامعين لرسائل الشيخ محمد بن عبدالوهاب بنسبة رسالة للشيخ خطأً ثم بين لهم بعد نشرهم الرسالة مع المجموع، فعادوا وأعتذروا من الخلل، ولكن أهل البدع يغنون على (لا شيء) هكذا المفلس تعييه الحقائق، فيتعلق بالقش!! ومثل ذلك ما حصل لهذه الرسالة والتي أستنكرها وبين بطلان نسبتها عدد من أهل العلم والفضل.

الوقفة الثالثة:
نقل بعض كلامه في اعتقاده في الأولياء –وسيأتي تفصيله في الرد على نقله الآخر-.

الوقفة الرابعة:
بتر سيء!! يُحيل جزء من الكلام إلى عتامة في الفهم، واعوجاج في الاستنباط، لا يتهيأ بها إصابة الكلام والتعرف على حقائق المراد .. والبتر من أول الكلام .. وعلى العموم فبطلان النسبة يُغني عن تفصيل الكلام في هذه المسألة ..

أما نقله الآخر فادع الدكتور حاكم المطيري يرد عليه حين رد على معوجٍ في الفكر أيضاً واستدل بمبهمات الكلام، وبالإجمال، وتحريف الأفهام، لمعنى لأصحاب الخبال، وهاك رد الدكتور الفاضل:

" جاء في أسئلة المقابلة ( هل يوافق ابن تيمية على قدرات الأولياء وتأثيراتهم التي يؤمن بها الصوفية ؟ ) فجاء الجواب بالإيجاب واستشهد الأستاذ الشراح بعبارة ابن تيمية في الفتاوى 3 / 156 ( من أصول أهل السنة التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات ) وهذا استشهاد في غير مكانه وخطأ علمي من أربعة وجوه :

الوجه الأول : السؤال الموجه للشراح كان عن تأثير الولي وقدرته في عقيدة الصوفية وتصوراتهم الذين يعتقدون أن للأولياء قدرة التصرف في الوجود إمدادا وإيجادا وابن تيمية يتحدث عن كرامة الولي عند أهل السنة الذين يؤمنون بهذا الأصل وفق تصورهم فلا بد من معرفة تصور كلا الطائفتين لمعنى قدرة الولي وكرامته فابن تيمية نفسه رد على الصوفية ادعائهم أن الأولياء يتصرفون في الوجود وعد هذا الاعتقاد شركا في الربوبية فكيف يؤتى بكلامه دون فهم مراده للاستشهاد به فيما هو عنده كفر وشرك ومما يوضح ذلك آخر العبارة في النص المذكور حيث قال ( وأنواع القدرة والتأثيرات كالمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الأمة وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة ) فقد قيد مراده بالمأثور عمن سلف من الصالحين ممن حدثت لهم كرامات ثبتت بالقرآن والأخبار الصحيحة .

الوجه الثاني : أن الولي عند أهل السنة ليس له قدرة وتأثير في حدوث الكرامات بل الله عز وجل يجريها لهم بلا علم منهم ولا إرادة وقدرة فالله هو الذي يوقعها إكراما لهم متى شاء سبحانه بلا اختيار منهم بدليل أنهم تارة يستسقون الله إذا أصابهم القحط فيسقيهم ويمطرهم فتكون كرامة لهم وتارة يستسقون فلا يمطرون وكما يستنصرون الله على عدوهم ويسألونه المدد سبحانه فينصرهم مع قلة عددهم وعدتهم وتارة لا ينصرهم بل يبتليهم ويمحصهم ...الخ ولهذا قال ابن تيمية كما في النص السابق ( ما يجري الله على أيديهم ...) ولم يقل ( ما يحدثونه هم من التأثيرات ) بينما السؤال هو عن قدرة الصوفية وتأثيراتهم وبين الأمرين فرق كبير .

الوجه الثالث : أن أهل السنة يثبتون كرامات الأولياء الصالحين الأحياء أما الأموات فقد انقطعوا عن هذا العالم وصاروا في عالم البرزخ فلا قدرة ولا تأثير لهم في هذا الوجود لا نفعا ولا ضرا بينما الصوفية حين يتحدثون عن كرامات الأولياء فإنما يعنون بالدرجة الأولى ويقصدون بذلك الأولياء الموتى ويؤمنون بأنهم في قبورهم يتصرفون في هذا الوجود فيغيثون من استغاث بهم وينصرون من استنصرهم ويشفون المرضى ....الخ بل ويؤمنون بأن أرواح الأولياء تجتمع في ديوان وأنهم يتصرفون في الوجود بالإيجاد والإمداد وقد دار حوار بين الإمام محمد عبده مفتي مصر والشيخ الدلاصي الصوفي كما في الأعمال الكاملة لمحمد عبده 3 / 543 حول هذه المسألة وقد قال الدلاصي بأن الشيخ الشاذلي وأبا العباس المرسي من أولياء الله ومن أصحاب السر والمدد وأن أتباعهم في حياتهم وبعد مماتهم يتوسلون بهم ويطلبون منهم المدد والسر كما نرى ذلك في كتبهم فرد عليه الشيخ محمد عبده وأنكر ذلك وقال له : هل جاء مثل هذا الذي تنقله عن هؤلاء الأولياء في كتاب الله تعالى ؟ قال الدلاصي : لا ! فقال عبده : هل جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال الدلاصي : لا! قال : هل نقل مثله عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة ؟ قال : لا ! قال عبده : هل نقل مثله عن التابعين والأئمة المجتهدين وقدماء الصوفية ؟ قال : لا ! فقال عبده : خذ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين والأئمة الأربعة وقدماء الصوفية كالجنيد وسائر أهل القرن الأول والثاني وضعهم في كفه وضع من ذكرت من المشايخ المتأخرين في كفه واتبع الراجح ...الخ

والحاصل أن الأولياء في عرف الصوفية هم الأموات من الأئمة الصالحين لا الأحياء المعاصرين فحين يتحدثون عن التأثير والقدرة ونحوهما فإنما يقصدون تأثير هؤلاء الأموات من أصحاب القبور وقدرتهم على التصرف في هذا الوجود وهو ما لا يقوله أهل السنة ولا يثبتونه للأموات ولا للأحياء لا للأولياء ولا للأنبياء بل هذا هو الشرك في الربوبية الذي يخرج صاحبه من الملة كما نص على ذلك عامة الفقهاء كما سيأتي بيانه.

الوجه الرابع : أن أهل السنة يثبتون وقوع الخوارق كما يثبتون وقوع الكرامات والفرق بينهما أن الكرامات عندهم خاصة بالمؤمنين الصالحين كما قال تعالى ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون ) فالإيمان والتقوى واتباع النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به ظاهرا وباطنا هو طريق الولاية وما يحدث لهؤلاء المؤمنين المتقين من خوارق العادات هو الكرامات أما الخوارق التي تقع من غيرهم من أهل الباطل كالسحرة والمشعوذين والمشركين وأهل القبور القائمين على الأضرحة فهي من الاستدراج والمكر بهم وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية كتابه ( الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ) لبيان هذه المسألة على وجه الخصوص وجاء فيه كما في ص 150 ( كرامات الأولياء لا بد أن يكون سببها الإيمان والتقوى فما كان سببه الكفر والفسوق والعصيان فهو من خوارق أعداء الله لا من كرامات أولياء الله فمن كانت خوارقه لا تحصل بالصلاة والقراءة والذكر وقيام الليل والدعاء وإنما تحصل عند الشرك مثل دعاء الميت والغائب أو بالفسق والعصيان وأكل المحرمات ومثل الغناء والرقص فهذه أحوال شيطانية كما قال تعالى [ ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين]...). "

وهنا فقد بان الحق، وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقاً، وقبل الختام نبين كرامات أولياء الشيطان أولياء الصوفية ليتبين لك الفرق الكبير، بين ما ذكره شيخ الإسلام، وبين ما يعتقده الصوفية في أوليائهم!! لتدرك سبب تسلقهم على كلمات الأئمة تدليساً وتلبيساً لتزيين باطلهم .. والحمد لله الذي كشف عوار باطلهم .. فإلى بعض الكرامات المزعومة .. وقبل ذلك أقدم للقارئ الكريم سليم الفطرة الإعتذار عن نقل هذه الأكدار، وزبالة الأفكار، ومجمع الأقذار يسمونها كرامات في أوليائهم الأشرار، وكذبهم على الزهاد الأخيار، ورغبتهم بإضلال الناس ليهوى بالنار، فنسأل الله السلامة والعافية ..

وإليك موضوع قد سبق أن نشرته، وقد أضفت إليه بعض الكرامات!! (زعموا):

نماذج من كرامات ومكاشفات الصوفية المزعومة

إن من أكثر الأمور التي يتفاخر بها الصوفية،ويتناقلونها في مجالسهم،ومنتدياتهم،قديماً وحديثاً،موضوع الأولياء والكرامات التي تحصل لأوليائهم،وسنذكرُ شيئاً من ذلك كنماذج وأمثلة لكبار أوليائهم المزعومين.
وهذه الكرامات لا ينكرها أحد من المتصوفة،حتى يومنا هذا،لأنها مستقاة من كتب الثقات عندهم كإمامهم الشعراني،ومؤرخهم النبهاني،وحجتهم الغزالي،وغيرهم.

فهم يوردونها دون أي تعليق عليها،لاعتقادهم بصحتها؛بل إنهم يترضون عنهم ويسوقونها على أنها كرامات اختص الله تعالى بها الأولياء،فهم "يعتقدون أن من اتصل بالله وبلغ الغاية في الفناء خضع لهُ الكون وقوانينه،وجرى على يديه خَرْق العادات بما يسمى الكرامات،مقابل ما كان للأنبياء من معجزات ... ومحبة الله –عندهم- هي كل شيء،والسيئات معها تهون،وهذا ما جعلهم يحلون لأنفسهم كل ممنوع،فاجترحوا اللذات ووقعوا في الموبقات" الموسوعة العربية العالمية15/203.

والعجب –ولا عجب في الصوفية- أن هذه الكرامات المزعومة،لا تنطلي على السذج فحسب؛بل على "أساتذة في الجامعات،أساتذة في الطب،والفيزياء،والكيمياء،تكون عقولهم سليمة عند البحث العلمي،وتمسخ عند الحديث عن الولي الفلاني" ثقافتنا لزكي نجيب72.

وقبل أن أعرض شيئاً من تلك الخزعبلات والخرافات التي يسمونها كرامات،آمل أن تعذرني –أخي الكريم- حينما أذكر بعض النماذج التي يذوب المرء معها حياءً وخجلاً،وإنما أنقلها من كتب القوم ومصنفاتهم المعتمدة؛لتقف على بعض اعتقاداتهم ومدى ما وصلت إليه عقولهم.

--------------------------------------------------------------------

ومن ذلك –مثلاً- ما يذكرهُ الشعراني في طبقاتهِ –التي تعتبر أصلاً من أصول كتبهم- في معرض ذكرهِ لأحد أوليائهم،فيقول:
" ... ومنهم أبو محمد عبدالرحمن المغربي القناوي-رضي الله عنه- وهو من أجلاء مشايخ مصر المشهورين،وعظماء العارفين،صاحب الكرامات الخارقة،والأنفاس الصادقة،حُكي أنهُ نزلَ يوماً في حلقة الشيخ شبحٌ من الجو،لا يدري الحاضرين من هو،فأطرق الشيخ ساعة ثم ارتفع الشبح إلى السماء.فســألوا:فقال:هذا مَلَك،وقعت منهُ هفوة،فسقط علينا يستشفع بنا،فقُبِلَ شفاعتنا فيه،فارتفع ... !!!

ومرّ عليه كلب،فقام لهُ إجلالاً!!،فقيل لهُ في ذلك،فقال:رأيتُ في عُنقِهِ خيطاً أزرق من زي الفقراء"1/157.

وقال أيضاً:
"ومنهم الشيخ إبراهيم العريان رضي الله تعالى عنه ورحمه،وكان رضي الله تعالى عنه،يطلع المنبر ويخطبهم عُرياناً،فيقول:السلطان،ودمياط،باب اللوق،بين الصورين،وجامع طولون،الحمد لله رب العالمين،فيحصل للناس بسط عظيم.وكان يُخرج الريح،بحضرةِ الأكابرِ ثم يقول: هذه (ضرطة) فلان،ويحلف على ذلك فيخجل ذلك الكبير منه"1/129.!!

"ومنهم عبدالله بن عون رضي الله تعالى عنه كان يخلو في بيته صامتاً متفكراً وما دخل حماماً قط"1/64.!!

وقال أيضاً:
"ومنهم الشيخ حسين أبو علي رضي الله عنه ورحمه،كان هذا الشيخ –رضي الله عنه- من كُمّل العارفين وأصحاب الدوائر الكبرى،وكان كثير التطورات،تدخل عليه بعض الوقت تجدهُ جُنديا،ثم تدخل عليه فتجدهُ سبعاً،ثم تدخل فتجدهُ فيلاً ثم تدخل عليه فتجدهُ صبياً،وهكذا،فمكث نحو أربعين سنة في خلوة مسدود بابها،ليس لهُ غير طاقةٍ يدخلُ منها الهواء!! ...

وكان الشيخ عبيد أحد أصحابهِ (وهو الذي مدفون عنده الآن) مثقوب اللسان،لكثرة ما ينطق به من الكلمات التي لا تأويل لها،وأخبرني بعض الثقات أنه كان مع الشيخ عبيد في مركب فوحلت،فلم يستطع أحد أن يزحزحها،فقال الشيخ عبيد:اربطوها في بيضتي [أي في خصيته] بحبل،وأنا أنزل أسحبها،ففعلوا،فسحبها ببيضتهِ،حتى تخلصت من الوحل"2/87.!!

-----------------------------------------------------------

قال أيضاً:
"وقال الشيخ شرف الدين أبو بكر بن عبدالمحسن: كنّا مع السيد أحمد الصيادي،قُدس سره،وكنا كلما مررنا على نهرِ ماء،استقلبه السمك من النهر إلى الشاطئ وازدحم على قدميهِ،وكذلك الدواب،والهوام،والغزلان،في البر الأقفر،حتى إن الحيوانات التي نراها تقف له على حافتي الطريق!! ...

ومات أحد إخوانه فجأة،فجاءت إليه أم الميت،وهو ساجد في صلاة الضحى فتأخر سجوده،فقالت:وحقك!!لو بقيت إلى يوم القيامة ساجداً لما تركتك إلا بولدي!!فرفع رأسه الشريف باكياً،وإذ بالمريد قد قام حياً!!فسجد شكراً لله على نعمتهِ التي أنعمها عليه.

وذكر المناوي:أنه سجد سجدة واحدة،فامتد سجوده سنة كاملة،ما رفع رأسه حتى نبت العشب على ظهره"كما في قلادة الجواهر 340.!!

--------------------------------------------------------------

ويتحدث محمد عثمان البرهاني في كتابهِ: (تبرئة الذمة في نصح الأمة)!!عن"مناقب السيد البدوي فيقول:أنه دعا الله بثلاثِ دعواتٍ،فأجاب الله دعوتين وأبطل الثالثة؛دعا الله أن يشفّعهُ في كل من زار قبره،فأجابَ الله ذلك،ودعا الله أن يكتب حجة وعمرة لكل من زار قبره،فأجاب الله ذلك،ودعا الله أن يدخله النار،فرفض الله ذلك.
فسألوا البدوي:لمـاذا رفض الله أن يدخلك النار؟ قال:لأني لو دخلتها فتمرغت فيها تصير حشيشاَ أخضر،وحقٌّ على الله أن لا يعذّب بها الكافرين" الصوفية والوجه الآخر 61 !!

ويقول أحد الصوفية الأقطاب: "لولا الحيـاء من الله لبصقتُ على نارهِ فانقلبت جنة" الصوفية والوجه الآخر 61 !!

-----------------------------------------------------------

ومن كراماتهم المزعومة –أيضاً- ما يذكرهُ الشعراني عن أحد أوليائهم فيقول:
" ... وكان الشيخ علي وحيش -رضي الله عنه- يقيم عندنا في خان بنات الخطا،وكان كل من خرج [أي بعد اقتراف الفاحشة] يقول لهُ:قف حتى أشفع فيك عند الله،قبل أن تخرج،فيشفع فيه.

وكان إذا رأى شيخ بلد أو غيرهُ،ينزله من على (الحماره) ويقول له:امسك رأسها لي حتى أفعل فيها،فإن أبى شيخ البلدِ،تسمرَ في الأرضِ لا يستطيع أن يمشي خطوة،وإن سمحَ،حصل لهُ خجل عظيم،والناس يمرون عليه" الطبقات الكبرى 2/149-150 !!

---------------------------------------------------------------

قال النبهاني:
شيخنا الشيخ علي العمري ، الشاذلي الطرابلسي ، أشهر أولياء هذا العصر ، وأكثرهم كرامات وخوارق عادات ….ومن كراماته رضي الله عنه!! ما أخبرني به الحاج!إبراهيم المذكور – أي : الحداد وهو من اللاذقية – قال :
دخلت في هذا النهار إلى الحمام مع شيخنا الشيخ علي العمري ، ومعنا خادمه محمد الدبوسي الطرابلسي ، وهو أخو إحدى زوجات الشيخ ، ولم يكن في الحمام غيرنا!! قال : فرأيت من الشيخ كرامة من أعجب خوارق – قال إحسان : بالراء لا بالزاي – العادات وأغربها ، وهي أنه أظهر الغضب على خادمه محمد هذا وأراد أن يؤدبه ، فأخذ الشيخ إحليل نفسه – أي: ذَكَرَه – بيديه الاثنتين !! من تحت إزاره فطال طولا عجيبا!! بحيث إنه رفعه على كتفه!! وهو زائد عنه!! وصار يجلد به خادمه المذكور ، والخادم يصرخ من شدة الألم ، فعل ذلك مرات ثم تركه ، وعاد إحليله إلى ما كان عليه أولا!! ففهمت أن الخادم قد عمل عملا يستحق التأديب – قال إحسان: لأن الشيخ معصوم فلا يخطئ!! – فأدبه بهذه الصورة العجيبة .

ولما حكى لي ذلك الحاج إبراهيم ، حكاه بحضور الشيخ ! وكان الشيخ واقفا ، فقال لي الشيخ : لا تصدقه وانظر!! – قال إحسان : ورع ووقاحة وقلة دين؟! – ثم أخذ بيدي بالجبر عني !! ووضعها على موضع إحليله!!! ، فلم أحس بشيئ مطلقاً ، حتى كأنه ليس برجل بالكلية ، فرحمه الله ورضي عنه ما أكثر عجائبه وكرماته!! أ.هـ " جامع كرامات الأولياء" يوسف بن إسماعيل النبهاني (2/ 396) ط البابي الحلبي

------------------------------------------------------------

ومن كرامات وليات الله عند الصوفية وكيف يفضن الخير والبركات؟!!!

يقول السيد محمد رشيد رضا رحمه الله في المنار وصفاً ما شاهده عند الصوفية يوم أن كان صوفياً خرافياً نقشبندياً:

"الوليات يفضن الخيرات والبركات على الناس ، بواسطة المصافحة والتقبيل والعناق .
ويذعن –عند ذلك- بألفاظ من الفحش لا يليق أن تُحكى فضلاً عن أن تسطر في الأوراق."

ويردف قائلاً:
""رأى كاتب هذه الكلمات بعينه ولية منهنّ صبيحة الوجه ، وفي معصمها أسورة ، وفي أصابعها خواتيم ، وفي عنقها عقود ، وقد جم رأسها إلى رأسي رَجُلين ، والتفتف الأيدي على الأعناق فكان عناقاً مثلثاً ...

ورأى منهنّ فتاة مدت يدها لمصافحته ، فأعرض عنها فوثبت عليه كالثعبان وقبلتهُ في وجهه قبلات متتابعة.
وفعلت ذلك مع غيره أيضاً."

المنار 1/84.

قلتُ –أي المنهج- :
أجل هذه أخلاق ولياتكم يا صوفية؟؟!!
الآن يُعرف السبب في تشبثكم في مذهبكم وتكذيبكم لما يكتب ويبين عنكم؟؟!!
وكل ما قيل شيء.. قالوا: مدسوس على كتبنا أو مأول...
إن هذه القبلات والعناق المثلث .. وخطوات الذهاب للفراش .. لالا ليست مدسوسة بل مشاهدة!!
نعم ما أقبح ذكركم؟؟!!!
هذه طريقة لذكر الله تقبيل وعناق و ...

يقول الداعية الكويتي المعروف أحمد القطان:
بأنه زار مصر يوم المولد وكان ذاك الوقت شيوعياً ..
يقول فشاهد صوفي يقول لشــاب أمرد قل لا إله إلا الله فقالها..
فقال هذا الصوفي :
حي حي !!
إنها كلمة التوحيد..
دعني أقبل شفتين تكلمت بالتوحيد..

قلتُ:
هذه بعض أخلاق هؤلاء القذرين..
والتاريخ يشهد والواقع يصدق..
وكتبكم تروي..
واحتراماً للذوق العام أقف عند هذا الحد بعد أن بان لك سبب تدليسهم وتلبيسهم، ونشكرهم لأن نسلط الضوء على بعض معتقداتهم، ونحذر منهم، فلهم منا الشكر، فهم همتنا في النشر، والتحذير من الإفساد والشر، وصلى الله على إمام الأولياء، وصفوة الأصفياء، وعمدة الأنقياء، وقدوة الأتقياء، ونبراس الأخفياء، محمد بن عبدالله الهاشمي عليه وعلى آله وسلم.

كتبه:
أبو عمر الدوسري(المنهج) - شبكة الدفاع عن السنة

 

أرباب الطريقة
  • منوعات
  • من كلام الأئمة
  • كتب عن الصوفية
  • جولات مع الصوفية
  • شبهات وردود
  • صوتيات عن الصوفية
  • فرق الصوفية
  • شخصيات تحت المجهر
  • العائدون إلى العقيدة
  • الملل والنحل
  • الصفحة الرئيسية