اطبع هذه الصفحة


إتمام الكلام المحتوي بيان ضعف بقية روايات الأعرابي

أبو عمر الدوسري(المنهج)

 
قد بينا على حلقتين الكلام على رواية الأعرابي المكذوبة على لسان علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، والرواية الثانية المكذوبة المنقطعة عن العتبي ، وبقي بعض روايات هي أوهى وأضعف ، ولكن لإقامة الحجة ، وبيان كذب أدعياء المحبة ، وسلوكهم القبيح بتتبع الحكايات والمنامات والأحاديث الموضوعة ، ورميهم لإتباع محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء بالأمر باتباع السنة ، فإلى بقية الروايات الواهية .
والعجب رميهم للآيات وصحيح الآثار ، بقبيح الأعمال أعرابي أو منام أو وحي من شيطان ، وهو الغالب على من خذل ، فإن الإمام الزاهد الحنبلي عبدالقادر الجيلاني ظهر له الشيطان يحدثه من الغيب فيقول أنا ربك وقد أسقطت عنك التكاليف ، فقام العارف (حقاً) بالله ، فقال أخسأ فما أنت إلا الشيطان ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فالله لا يرى في الحياة الدنيا ، كما جاء في الآي والحديث ، فخرس الصوت .. هذه حقائق العارفين ، وكنز العالمين ، بمصدر تلقي هذا الدين ، لا الأغبياء الأشقياء الكذابين ، الأدعياء فعلى المدعي البينة ، ولا نرى بينة أبداً إلا تدينهم!!

أحبتي الأفاضل ..
هذا رابط للمقال السابق والذي بعنوان:
البروق السنية في كشف أباطيل حديث الأعرابي سنداً وتمناً وقمع أصحاب الاستغاثات الشركية
وكذلك علقنا على الآية التي يحرف معناها بعض أهل البدع ومحبي الاستغاثات الشركية بعنوان:
إتحاف أهل السنة والجماعة بالرد على من استدل على هذه الآية بجواز الاستغاثة
http://saaid.net/feraq/sufyah/shobhat/3.htm

وكانت الحلقة الثانية بهذا العنوان ويليها رابطها:
الشهاب السني في إثبات ضعف حديث العتبي : أو إتمام الكلام على حديث الأعرابي
http://saaid.net/feraq/sufyah/shobhat/4.htm

الروايات الأخرى

وحيث أن القصة كذب في كذب ، ورويت بأسانيد منقطعة ، عن أشخاص عدة ، وبروايات متضاربة مختلفة ، فهذا يبطل الاستشهاد بمثلها ..

( وقد رويت هذه القصة، لا عن العتبي ، إنما رويت أيضاً عن محمد بن حرب الهلالي عن الأعرابي وتارة عن محمد بن حرب الهلالي عن أبي محمد الحسن الزعفراني عن الأعرابي.

والزعفراني هذا من أجلة أصحاب الشافعي وأعيانهم توفي سنة 249 رحمه الله ؛ فكيف يمكنه الرواية عن الأعرابي الذي تقدمه كل هذا الزمن.؟؟!!

وإنك يا أخي لترى هذا الاضطراب البالغ فتارة يروون هذه القصة عن علي ، وتارة عن العتبي الذي كلفه الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام أن يلحق بالأعرابي ويبشره بالمغفرة ، وتارة أخرى يقولون أن محمد بن حرب الهلالي هو الذي رأى الأعرابي وهو الذي رأى الرسول في المنام وكلفه أن يبشره بالمغفرة ، وطوراً يقولون بل الحسن الزعفراني هو الذي رأى الأعرابي ورأى المنام .

ثم اضطرب في اسم محمد بن حرب الهلالي ، فتارة يقولون هو محمد بن حرب الهلالي ، وتارة يذكره الزبيدي في كتابه أحياء علوم الدين أنه محمد بن كعب الهلالي.

ثم إن الهلالي تأخر والله أعلم في الوفاة عن شيخه الزعفراني الذي توفي سنة 249 فكيف يمكنه الرواية عن الأعرابي الذي يعزون زمن قصته إلى ثلاثة أيام خلت من دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!!!!!!!!! )أهـ
"التوصّل للرفاعي"

قال ابن عبدالهادي رحمه الله في الصارم المنكي:
( هذه الحكاية التي ذكرها السبكي ، بعضهم يرويها عن العتبي لبلا إسناد!!!
وبعضهم يرويها عن محمد حرب الهلالي عن الأعرابي.
وبعضهم يرويها عن محمد بن حرب عن الحسن الزعفراني عن الأعرابي.
وقد ذكرها البيهقي في كتاب "شعب الإيمان" بإسناد مظلم عن محمد بن روح بن يزيد البصري حدثني أبو حرب الهلالي [ويورويها بنحو ما تقدم بالرابط]
وقد وضع لها بعض الكذابين إسناداً إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وفي الجملة ليست هذه الحكاية المذكورة عن الأعرابي مما تقوم به حجة على مطلوب المعترض ، ولا يصلح الاحتجاج بمثل هذه الحكاية ، ولا الاعتماد على مثلها عند أهل العلم وبالله التوفيق) أهـ

قال محمد نسيب الرفاعي في بيانه الفريد "التوصّل إلى حقيقة التوسل" :
( قلتُ: ولا ندري من هو هذا الأعرابي الذي أقاموا الدنيا وأقعدوها بقصته إنهم لا يسمونه ولا في رواية من جميع رواياتهم فيكون الأعرابي أخيراً مجهولاً غير معروف )

هب أن الروايات صحيحة فهل هي حجة؟!

سؤال يفرض نفسه هل مثل هذه الحكايات حجة؟!هل يثبت بها حكم شرعي؟!
يقول عبدالله بن علي في "الصراع" بعد أن ذكر الخلاف في الراوي:
( .. ولكن لا يوجد شيء من ذلك إسناد ينظر إليه ، ولم تخرج كتب الحديث المحترمة ، ولم يصححها أو يحسنها أحد من أهل العلم والدراية.
وإنما يذكرها بصيغة التمريض ، فيقولون:يروى عن العتبي كذا.
ومثل هذا لا يقول أحد من أهل العلم:إنه يجوز للاحتجاج به.
فالحكـــــــاية باطلة من الأساس.

ولو فرض أنها صحيحة الإسناد لما دلت على شيء مما يذهبون إليه.
وذلك أن هذا فعل أعرابي من نكرات الأعراب ، والأعراب ليسوا حججاً في دين الله.
ولو أن العتبي نفسه الذي شهرت عنه الحكاية فعل ذلك لما كان فعله حجة ولا مقبولاً ، فكيف بفعل أعرابي يروي عن العتبي والعتبي ليس معروفاً بالحديث ولا بالدين. وقد ذكر الخطيب البغدادي في التاريخ وقال عنه: "كان صاحب أخبار ورواية للآداب ، وكان من أفصح الناس .." ولم يذكره بتزكية ولا بتوثيق ولا بحديث ، وإنما ذكره بالشعر وروايته.وقال بلغني أنه مات سنة 228."

ويقول محمد نسيب الرفاعي في كتابه القيم "التوصّل" :
( وعلى فرض صحة الروايات ، وأنها قصة واقعة فأي احتجاج ينهض من عمل هذا الأعرابي المجهول؟ ومتى كان الأعراب يؤخذ عنهم العلم؟ اللهم إلا إذا كان الأعرابي صحابياً ، فعلى الرأس الأعرابي الصحابي نأخذ عنه ولو كان مجهول الاسم فهذا لا يضر الصحابي في شيء ، وأروني صحابياً واحداً ثبت أنه فعل فعلَ ذلك الأعرابي المزعوم ، ثم وعلى فرض أن الحادثة واقعية ، أي حجة للقوم على جواز ما يزعمون من التوسل بذوات المخلوقين ، إن عمل الأعرابي من أوله إلى آخره صحيحاً كان أو موضوعاً ليس فيه أي دليل على جواز التوسل بالمخلوقين وإن عمله لم يكن قط توسلاً بالرسول صلى الله عليه وسلم.
وكل ما في الأمر أنه أتى متأولاً للآية {ولو أنهم ظلموا أنفسهم جاؤوك ..ْ ظاناً أنه يمكن أن يستغفر له الرسول بعد وفاته ، وأن يشفع له ، في الوقت الذي لمّا يحن بعد زمن الشفاعة ، وما وقتها وزمنها إلا بعد يوم القيامة وبعد الإذن منه تعالى لمن يشاء ويرضى.
وحتى أن في بعض الروايات عن الأعرابي زيادة بيت على البيتين اللذين أنشدهما أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم.ففي الرواية ينشد الأعرابي ثلاثة أبيات:
يا خير من دفنت في القاع أعظمهُ .. فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه … فيه العفـاف وفيه الجود والكرم
أنت النبي الذي ترجى شفاعته … عند الصراط إذا ما زلت القدم

وهكذا ترى يا أخي أن الأعرابي هذا يروون عنه أنه أنشد الأبيات الثلاثة وفي آخرها كما ترى:
أنت النبي الذي ترجى شفاعته … عند الصراط إذا ما زلت القدمفإن الأعرابي يقر بأن الشفاعة لا ترجى من الرسول إلا عند الصراط وذلك يوم القيامة فكيف يطلبها في الدنيا؟؟!!
هذا تنــــــــــــــــــــاقض واضح!!! واضطـــــراب في الروايات بالغ!!!
يدل كما قلنا على عدم صحة الرواية عن الأعرابي.


والحقيقـــــــــــة:
إنه ليس هناك أعرابي ولا غيره ولا وقعت الحادثة أصلاً إنما هي موجودة في مخيلات من اخترعوها ووضعوها وكذبـــــوا بها على الله وعلى رسوله وعلى الناس أجمعين .
فإن كانوا قد تـــابوا إلى الله مما فعلوا .. وإلا فندعو الله تعالى أن يعاملهم بما يستحقون من عدله جزاء ما اقترفوا من الأثام فضلوا وأضلوا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً)

قريباً:
الوجوه العشرة في بطلان الاستدلال بآية {ولو أنهم إذ ظلموا ..} على شد الرحال للقبر

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم

كتبه:
أبو عمر الدوسري(المنهج) - شبكة الدفاع عن السنة

 

أرباب الطريقة
  • منوعات
  • من كلام الأئمة
  • كتب عن الصوفية
  • جولات مع الصوفية
  • شبهات وردود
  • صوتيات عن الصوفية
  • فرق الصوفية
  • شخصيات تحت المجهر
  • العائدون إلى العقيدة
  • الملل والنحل
  • الصفحة الرئيسية