اطبع هذه الصفحة


الطريقة التيجانيـــة

 
 
كتاب " التجانية " - علي بن محمد الدخيل الله

إنها واحدة من الطرق الصوفية الكثيرة ، وتنسب إلى أحمد التجاني ، فمن هو أحمد التجاني ؟

شيخ الطريقة
إنه أبو العباس أحمد بن محمد بن المختار بن أحمد بن محمد بن سالم التِّجاني المضاوي .

ولد التجاني سنة ( 1150هـ - 1737 م ) ، بقرية " عين ماضي " ، التي تقـع الآن بالجـزائر . حفظ القرآن في صغره على يد الشيخ محمد التجاني ، ثم اشتغل بطلب العلوم الشرعية ؛ فقرأ مختصر خليل ومقدمه ابن رشـد والأخضري . ثم مال إلى طريق التصوف ، وكان لرحلاته الكثيرة أثر في سلوكه هـذا الطريق .

وفاته :
توفي في شوال سنة ( 1230هـ - 1815 م ) . ( التجانية ص 48 لـ علي بن محمد الدخيل الله )

كيف نشأت التجانية ؟ .
ذكرنا فيما سبق أن رحلات التجاني كان لها أثر كبير في سلوكه طريق التصـوف ؛ حيث التقى في رحلاته تلك بكثير من أرباب هذا الشأن ، وأخذ عنهم طرقهم في السلوك والتصوف .

وفي سنة ( 1196 هـ ) بدا له أن ينشئ طريقة خاصة يستقل بها عمن سبقه ، قال صاحب الجواهر : " .... ثم رجع إلى قرية أبي سمغون وأقام بها واستوطن ، وفيها وقع له الفتح ، وأذن له صلى الله عليه وسلم في تلقين الخلق ، وعين له الورد الذي يلقنه في سنة 1196 هـ " ( جوهر المعاني 1: 51 ) .

هذه أول نشأتها ، ثم انتشرت بعد ذلك على يد الأتباع ، وتتركز هذه الطريقة الآن في غرب إفريقيـا ، في المغرب ، والسنغال و نيجيريا وموريتانيا ، كما توجد في مصر والسودان وبعض الدول العربية .

عقائد التجانية :

أولاً : عقيدتهم في الله :
يوجد في كتب التجـانية الكثير من النصوص التي تدل على إيمانهـم بوحدة الوجود ، ومنها ما ذكره صاحب جواهر المعاني : " .... اعلم أن أذواق العارفين في ذوات الوجود أنهم يرون أعيـان الموجـودات ( كسراب بقيعة ) ( النور : 39 ) ، فما في ذوات الوجود كله إلا الله سبحانه وتعالى تجلى بصورها وأسمائها وما ثم إلا أسماؤه وصفاته ... " ( الجواهر : 259 ) .

وقال في ميدان الفضل : " والقائلون بوحدة الوجود أولو الذوق الصحيح ، والكشف الصريح وأهل هذا التصديق الجامع ؛ فإنهم قائلون بأن الله تعالى هو الوجود المطلق بالإطلاق الحقيقي .. . " ( ميدان الفضل والأفضال 66 ) .

إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة المبثوثة في كتبهم .

ويجب أن نشير هنا إلى تناقض هذه العقيدة الفاسدة مع عقيدة أهل السنة الذين يعتقدون أن الله تعـالى بائن من خلقه ، لا يشبهه شيء من مخلوقاته، متصف بصفات الكمال ، ونعوت الجلال ، فله الأسماء الحسنى والصفات العلا ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) . ( الشورى :11 ) .

فمن اعتقد أن الله متحد بمخلوقاته ، وأن الرب عين العبد ، والعبد عين الرب فقد كفر بما أنزل على محمد .

وقد حكى القاضي عياض الإجماع على كفر من أدعى مجالسة الله ، والعروج إليه ومكالمته ، أو حلـوله في أحد من الأشخاص ، كقول بعض المتصوفة والباطنية والنصاري والقرامطة . ( انظر الشفا ، 2 : 245 ) .

ثانياً : عقيدتهم في القرآن :

يعتقد كثير من التجانيين بأن " صلاة الفاتح لما أغلق " أفضل من القرآن الكريم ، وقبـل أن نذكر النصوص التي وردت في كتبهم في ذلك نذكر نص صلاة الفاتح لما أغلق التي يزعم التجانيون أنها أفضل من القرآن الكريم .

صلاة الفاتح لما أغلق :

" اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق ، والخـاتم لما سبق ، ناصـر الحق بالحق ، الهـادي إلى صراطك المستقيم ، وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم " .

أما النصوص التي تبين ذلك فنحن نقتصر على بعض منها فيما يلي :

1- قال مؤلف جواهر المعاني : "... ثم أمرني بالرجوع صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الفاتح لما أغلق ، فلما أمرني بالرجوع إليها سألته صلى الله عليه وسلم عن فضلها ، فأخبرني أولاً بأن المرة الواحدة منها تعدل من القرآن ست مرات ، ثم أخبرني ثانياً : أن المرة الواحدة منها تعدل من كل تسبيح وقع في الكون ، ومن كل ذكر ، ومن كل دعاء كبير أو صغير ، ومن القرآن ست آلاف مرة " . ( 1 : 136 ) .

2- ثم هم أيضاً يعتقدون أنها من كلام الله ، وفي ذلك يقول مؤلف الرماح أن من شروطها : " أن يعتقد أنها من كلام الله " ( الرماح : 139 ) .

3- وقال مؤلف بغية المستفيد : " ... مع اعتقاد المصلى بها أنها في صحيفة من نور أنزلت بأقلام قدرة إلهية وليست من تأليف زيد ولا عمرو بل هي من كلامه سبحانه ، وأنها لم تكن من تأليف بشري ،والفضل الذي فيها لا يحصل إلا بشرطين : الأول : الإذن ، الثاني : أن يعتقد الذاكر أن هذه الصلاة من كـلام الله تعالى كالأحاديث القدسية وليست من تأليف مؤلف " ( الدرة الخريدة 4 : 128 ، 129 ) .

وهكذا يفترون على الله الكذب ، ويزعمون أن صلاتهم وحي من الله ، والله تعالى يقول : ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو قال أُوحي إليَّ ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ) ( الأنعام : 93 ) .

وهم يفضلونها على القرآن ، بينما يعتقد أهل السنة أن فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه .

ثالثاً : عقيدتهم في الرسول صلى الله عليه وسلم :

تتلخص أهم الانحرافات العقدية عند التجانية في رسول الله صلى الله عليه وسلم في النقاط التالية :

1- إيمانهم برؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة .

ومن نصوصهم في ذلك

- قال في جواهر المعاني : " قال رضي الله عنه : أخبرني سيد الوجـود يقظة لا مناماً ، قال لي : أنت مـن الآمنين .... ) ( 1: 129 ) .

- قال في الرماح : ( ولا يكمل العبد في مقام العرفان حتى يصير يجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة ومشافهة .. " ( رماح حزب الرحيم ، 1 : 199 ) .

- وقال في الدرة الخريدة : " وأما الذي هو أفضل وأعز من دخول الجنة فهو رؤية سيد الوجود صلى الله عليه وسلم في اليقظة ، فيراه الولي اليوم كما يراه الصحابة رضي الله عنهم فهي أفضل من الجنة ( 1 : 47 )

وبناءً على ذلك ، فإنهم يزعمون أنهم يستفتونه ويتلقون منه الأوراد ويسألونه عن صحة الأحاديث . ( أنظر جواهر المعاني : 2: 228 ، بغية المستفيد ص 79 ) .

وهذا اعتقاد فاسد ، فإن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة بعد موته مستحيلة شرعاً وعقلاً . كما إن الوحي قد انقطع بوفاته صلى الله عليه وسلم . ( راجع : التجانية ص 127 وما بعدها ) .

* الاستمداد من النبي صلى الله عليه وسلم ومن الشيخ التجاني :

إن عقيدة الاستمداد من النبي صلى الله عليه وسلم والمشايخ موجودة لدى كثير من المبتدعة والصوفية . والتجانية من الذين يؤمنون بعقيدة الاستمداد من النبي صلى الله عليه وسلم ومن الشيخ التجـاني ، وأنه يعطي ويمنع ، ويشفي ويمرض ، ويجيب دعاء المضطر وغير ذلك ، وسنذكر فيما يلي بعض النصوص التي تبين ذلك :

- قال مؤلف جواهر المعاني : "... لا شك أنه صلى الله عليه وسلم في هذا الميدان تام في نفسه ، لا يطـرأ عليه النقص بوجه من الوجوه ، كامل صلى الله عليه وسلم، يفيض الكمالات على جميع الوجود من العلوم والمعارف ، والأسرار والأنوار ، والأحوال والفيوضات ، والتجليات والمواهب والمنح وجميع وجوه العطايا . فكل ما يفيضه الحق سبحانه وتعالى على الوجود مطلقاً ومقيداً أو كثيراً أو قليلاً مما اشتهر أو شذ إنما يفيضه بواسطة الرسول صلى الله عليه سلم . فمن ظن أن يصل شيء إلى الوجود بغير واسطة رسوله صلى الله عليه وسلم فقد جهل أمر الله ، وإن لم يتب خسر الدنيا والآخرة بهذا الاعتقاد .... " .

- ونقل مؤلف كتاب رماح حزب الرحيم عن التجاني قوله :

" إن روح النبي صلى الله عليه وسلم وروحي هكذا ( وأشار بأصبعيه السبابة والتي تليها ) فروحة تمد الأنبياء ، وروحى تمد الأقطاب والعارفين والأولياء " . ( الرماح ، 2 : 142 ) .

- وقال مؤلف بغية المستفيد : " قال رضي لله عنه إن الفيوض التي تفيض من ذات سيد الوجود صلى الله عليه وسلم تتلقاها ذوات الأنبياء ، وكل ما فاض وبرز من ذوات الأنبياء تتلقاه ذاتي ، ومنى يتفـرق على جميع الخلائق من نشأة العالم إلى النفخ في الصور ..... وقال : لا يتلقى ولي فيضاً من الله تعالى إلا بواسطته رضي الله عنه من حيث لا يشعر به ، ومدده الخاص به إنما يتلقاه من النبي صلى الله عليه وسلم " 0( ص 225 ) .

وهم يثبتون هذا المدد للنبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد وفاته .

- قال مؤلف الدرة الخريدة : " ... ومن توهم أنه صلى الله عليه وسلم انقطـع جميع مدده على أمته بموته صلى الله عليه وسلم كسائر الأموات ، فقد جهل رتبة النبي صلى الله عليه وسلم وأساء الأدب معه ويخشى عليه أن يموت كافراً ، إن لم يتب من هذا الاعتقاد .. " ( 4 : 203) .

وهذا أيضاً اعتقاد فاسد كالذي قبله ، فإن الله وحـده هو الذي يملك الضر والنفع ، والهداية والضلال ، وهو وحده الخالق الرازق ، المحي المميت ، لا يملك أحد من ذلك شيئاً ، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل ، فضلاً عن غيرهما .

وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) . ( الأعراف : 188 ) .

ونستطيع القول : إن كل ما يوجد عند الصوفية من انحراف في عقيدتهم في النبي صلى الله عليه وسلم فإنه موجود عند التجانية .

رابعاً عقيدتهم في التجاني :

يعتقد التجانيون أن التجاني خاتم الأولياء ، كما أن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء :

فقد ذكر مؤلف رماح حزب الرحيم من أسباب تسميتهم الطريقة التجانية بالمحمدية :

"...أن الله تعالى لما ختم بمقامه مقامات الأولياء ، ولم يجعل فوق مقامه إلا مقامات الأنبياء ، وجعله القطب المكتوم ، والبرزخ المختوم ، والخاتم المحمدي المعلوم .... " ( 2 : 145 ) .

- وقال مؤلف بغية المستفيد : " فقد ثبت عنه من طريق الثقات الأثبات من ملازميه وخاصته ، أنه أخـبر تصريحاً على الوجه الذي لا يحتمل التأويل أن سيد الوجود أخبره يقظة بأنه هو الخاتم المحمدي المعروف عند جميع الأقطاب والصديقين ، وبأن مقامه لا مقام فوقه في بساط المعرفة بالله . . " ( ص : 193- 194 ) .

ثم قال بعد ذلك : " .... وبالجملة فقد اجتمع على إثبات هذا المقام لشيخنا رضي الله عنه جميع من لازمه إلى وفاته رضي الله عنه ، ولم يختلف منهم اثنان فيه ، حتى استفاض ذلك على ألسنة الخـاص والعام من الأصحاب والإخوان في سائر البلدان ، فلا يلتفت لنفي من نفاه كائناً من كان " ( ص 194 ) .

معنى خاتم الأولياء عندهم :

التجاني خاتم الأولياء عندهم بمعنى أفضلهم ، وليس معناه أنه لا يأتي بعده ولي بعده بل قد يأتي بعده أولياء ولكنهم لا يصلون مرتبته ، وفي ذلك يقول مؤلف البغية : " .... ومعنى كونه خاتماً لمنصب الولاية المحمدية ألا يظهر أحد في ذلك المنصب بمثل الظهور الذي ظهر به فيه ، فهو خاتم لكمال الظهور في ذلك المنصب لا لنفس الظهور " . ( بغية المستفيد : 107 ) .

وهكذا نجد أن التجانية يزعمون أن مؤسس الطريقة التجانية هو خاتم الأولياء ، وهم في ذلك كغـيرهم من أصحاب الطرق الأخرى ؛ وذلك نظراً لما يزعمونه من فضائل خاتم الأولياء .

خامساً : زعم التجاني أن النبي صلى الله عليه وسلم ضمن له ولأتباعه الجنة :

قال في الجيش الكفيل بأخذ الثأر : " وسألته صلى الله عليه وسلم لكل من أخذ عنى ورداً أن تغفر لهم جميع ذنوبهم ، ما تقدم منها وما تأخر ، وأن تؤدي عنهم تبعاتهم من خزائن فضل الله ، لا من حسناتهم ، وأن يدفع الله عنهم محاسبته على كل ، وأن يكونوا آمنين من عذاب الله من الموت إلى دخول الجنة بلا حساب ولا عقاب في أول الزمرة الأولى ، وأن يكونوا معي في عليين في جوار النبي صلى الله عليه وسلم . فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ضمنت لك هذا ضماناً لا تنقطع حتى تجاورني أنت وهم في عليين " ( ص 214 ، 215 ) .

- وقال مؤلف بغية المستفيد : " إن من جملة ما ذكره سيدنا - رضي الله عنه - من فضل هذا الورد العظيم عن نبينا المصطفي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ، أن كل من أخذه عن الشيخ أو عمن عنده الإذن الصحيح في التلقين ، يكون مقامه ومستقره من فضل الله تعالى في أعلى عليين ، بجوار سيد المرسلين ،وإمام المتقين صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ، ويغفر الله له تعـالى بفضـله من ذنوبه الكبـائر والصغائر ، وتؤدي عنه التبعات من خزائن الرب المجيد القادر ، ولذلك كان آمناً من أن يروعه هول المحشر أو يؤلمه ضنك القبر ، وأزواجه وأولاده المنفصلون عنه دنية ، وكذا أبواه داخـلون معه في الخير الجـزيل ، بشرط ألا يصدر بغض عن الجميع في هذا الشيخ الجليل وجانبه الأعز المنيع" . ( ص 273 ) .

وهكذا نجد أن التجاني وأتباعه قد ضمنوا الجنة وإن ارتكبوا الكبائر ، بل وإن وقعوا في الشرك والكفر الصريح .

بينما نجد أن أهل السنة لا يقطعون لمعين بالجنة إلا بدليل خاص ، كما لا يشهدون على معين بالنار إلا بدليل خاص .

ولا يخفى ما في قول التجانية من جرأة على الله ، وادعاء بمعرفة الغيب ؛ إذ الخواتيم بيد الله لا يعلمها غيره سبحانه وتعالى .

سادساً : بدعهم في الأدعية والأذكار :

للتجانيين مجموعة كبيرة من الأوراد والأذكار المبتدعة ، منها ما هو لا زم لمن دخل الطـريق ، ومنها ماهو اختياري . ونحن نجملها فيما يلي :

أولا : الأوراد الإجبارية

أ/ الورد :
ويقرأ صباحاً ومساء وهو :
1- أستغفر الله . ( مائة مرة ) .
2- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بأي صيغة . ( مائة مرة ) .
3 - الكلمة المشرفة لا إله إلا الله . ( مائة مرة ) .

ولا بد من الترتيب في الأوراد . ( أحزاب وأوراد التجاني : 8 ) .

ب / الوظيفة :
وتقرأ في اليوم مرة إما صباحاً وإما مساء ، فإن قرئت في الوقتين كان أفضل ، وهي :

1- أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم . ( ثلاثين مرة ) .
2- ثم صلاة الفاتح لما أغلق . ( خمسين مرة ) .
3- ثم لا إله إلا الله . ( ما ئة مرة ) .
4- ثم جوهرة الكمال . ( اثنتي عشرة مرة ) .

ومن شروط قراءة جوهرة الكمال عندهم :

1- أنها لا تقرأ إلا بالطهارة المائية دون الترابية ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة - على زعمهم - يحضرون عند قراءة السابعة منها .

وينوب عن جوهرة الكمال عشرون من صلاة الفاتح لما أغلق لغير المتوضيء .

2- وجود الفراش الطاهر الذي يسع ستة أشخاص ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر والخلفاء الأربعة . ( السابق : 10 ) .

ج/ ذكر الجمعة :
من الأوراد اللازمة في الطريقة ذكر " لا إله إلا الله " ساعة أو أكثر متصلة بغروب الشمـس بعد صلاة العصر يوم الجمعة ، ولا يشترط التقييد بعدد .

فإن لم يتمكن من الذكر ساعة ذكرها من ألف إلى ألف وستمائة ، ولا بد من اتصال الذكر بالغروب سواء بعدد أو بغير عدد ، فقد ورد أن الصحف تعرض على الحق سبحانه في كل أسبوع فيكون آخر صحيفته لا إله إلا الله ، وأولها لا إله إلا الله . ( السابق : 10 ، 11 ) .

كما يشترط فيها أيضاً ما يشترط في جوهرة الكمال من أنها لا تصح إلا بالطهارة المائية ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يحضرها في زعمهم . ( الدرة الخريدة ، 3 : 200 ) .

نموذج من هذه الأوراد :

1- صلاة الفاتح لما أغلق . ( وقد سبقت الإشارة إليها ) .

2- جوهرة الكمال ، وهي :
" اللهم صل وسلم على عين الرحمـة الربانية ، والياقوتة المتحققة الحائطة بمركـز الفهوم والمعاني ، ونور الأكوان المتكونة الآدمي ، صاحب الحق الرباني البرق الأسطع بمزون الأرياح المـائلة لكل متعـرض من البحور والأواني ونورك اللامع الذي ملأت به كونك الحائط بأمكنة المكاني ، اللهم صل وسلم على عين الحق التي تتجلى منها عروش الحقائق ، عين المعارف الأقوم صراطك التام الأسقم ، اللهم صل على طلعة الحق بالحق ، الكنز الأعظم ، إفاضتك منك إليك ، إحاطة النور المطلسم صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله صلاة تعرفنا بها إياه " ( أحزاب وأوراد التجاني ، 13 ، 14 ) .

ثانياً : الأوراد الاختيارية :

وهي كثيرة جداً نذكر منها :

1- ياقوتة الحقائق .
2- الصلاة الغيبية .
3- الحزب السيفي .
4- حزب البحر .
5- الأسماء الإدريسية .
6- استغفار الخضر .
7- دعاء لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة بعد موته .
8- صلاة رفع الأعمال .
9- المسبعات العشر .
10- دعاء في قوت القلوب .
ويشترط فيها الإذن الخاص من الشيخ أو من يقوم مقامه . ( السابق : 22 ) .
نماذج من هذه الأوراد :

1- من أوراده استغفار الخضر وهو :
" الهم إني أستغفرك من كل ذنب تبت إليك منه ثم عدت فيه ، وأستغفرك من كل ما وعدتك به نفسي ثم لم أوف لك به، وأستغفرك من كل عمل أردت به وجهك فخالطني فيه غيرك ، وأستغفرك من كل نعمة أنعمت بها على فاستعنت بها على معصيتك ، وأستغفرك يا عالم الغيب والشهادة ، ومن كل ذنب أذنبته في ضياء النهار أو سواد الليل في ملاء أو خلاء أو سر أو علانية يا حليم " ( السابق : 104 ، 105 ) .

2- دعاء يقرأ عدة مرات لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة بعد موته :
" اللهم اجمع جميع أذكار الذاكرين وجميع صلوات المصلين ، واجعل جميع الأذكار ذكرى ، وجميع الصلوات صلاتي في سيدنا محمد شفيع المذنبين ، وعلى آله الأبحر الكاملين عدد ما في علمك يارب " ( السابق : 106 ) .

3- ومن أوراده صلاة رفع الأعمال وهي :
" اللهم صل على سيدنا محمد النبي عدد من صلى عليه من خلقك ، وصل على سيدنا محمد النبي كما ينبغي لنا أن نصلي عليه ، وصل على سيدنا محمد النبي كما أمرتنا أن نصلي عليه " .

ب/ الأصل في هذه الأوراد :

قال مؤلف الدرة الخريدة : " ..... ثم إن العبد إذا دخل طريق القوم وتبحر فيه أعطاه الله عز وجل هناك قوة الاستنباط نظير الأحكام الإلهية الظاهرة على حد سواء ، فيستنبط في الطريق واجبات ومندوبات وآداباً ومحرمات ومكروهات وخلاف الأولى نظر ما فعله المجتهدون .. ومن دقق النظر علم أنه لا يخرج شيء من علوم الله تعالى عن الشريعة .. إلخ " ( 3 : 216 ) .

وبمثل هذه المبتدعات صرفوا الناس عن الصلوات والطيبات والزاكيات التي نطق بها فم الرسول الطاهر صلى الله عليه وسلم ، وحرموا المسلمين الأجر الحقيقي ، واتباع الرسول ، إلى اتباع هؤلاء المبتدعين .

أشهر التجانيين : ( انظر التجانية ( علي الخيل الله ) :

1/ علي حرازم : أبو الحسن الحاج علي بن العربي برادة المغربي الفاسي ويعتبر أكبر خلفاء الشيخ التجاني ، وقد توفي في المدينة سنة 1217 هـ .

2- محمد بن المشرى : وكان أول اجتماعه بالتجاني 1188 هـ ، اتخذه التجاني إماماً في الصلاة حتى سنة 1208هـ . ولما نبع محمد بن المشرى ، خشى التجاني أن ينافسه مشيخة الطريقة ، فأمره بالخــروج إلى الصحراء . وقد توفي بعين ماضي ناحية الصحراء في سنة 1224 هـ .

ومن أهم مؤلفاته :

- كتاب الجامع لما افترق من العلوم .

- كتاب نصرة الشرفاء في الرد على أهل الجفاء .

3- عمر الفوتي : عمر بن سعيد بن عثمان الفوتي السنغالي الأزهري التجاني ولد سنة 1797 م ، حفظ القرآن على والده ، تلقى تعليمه في الأزهر .

بعد رجوعه إلى بلدة " بورنو " في سنة 1249 هـ - 1833 م بدأ حملة لنشر الإسلام بين الوثنيين هناك وكان له جهاده ضد الوثنين والمتعاونين مع فرنسا .

وفاته :

قيل إنه توفي سنة 1281 هـ ، وقيل 1282 هـ ، وقيل إن وفاته كانت سنة 1283 هـ . ( التجانية ص 70، 71 ) .

من مؤلفاته :

أ/ كتاب : رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم " .
ب/ "سيوف السعيد " .
ج/ كتاب " سفينة السعادة " .

4- أحمد سكيرج العياش : ولد بفاس 1259 هـ ، وقرأ القرآن على الفقيه محمد بن الهاشمي الكتامي .

ثم التحق بدروس العلم بمسجد القرويين بفاس .

أخذ الإذن بالأوراد عن محمد قنون بمحراب زاوية التجاني . وقرأ الفتوحات المكية ، والإنسان الكامل ، كانت وفاته في مدينة مراكش في 23 شعبان سنة 1363 هـ .

مؤلفاته :

يعتبر أحمد سكريج من أكثر أتباع التجاني كتابة وتأليفاً ، إذ بلغت مؤلفاته حوالي 140 مؤلفاً .

ومنها :

أ - الكوكب الوهاج .

ب - قدم الرسوخ فيما لمؤلفه من الشيوخ .

ج - قرة القين في الجواب عن الأسئلة المودعة خبيئة الكون وغيرها كثير .

5- محمد الحافظ التجاني : وهو محمد عبد اللطيف التجاني بن سالم الشريف الحسني المصري .

ولد في ربيع الثاني عام 1315 هـ بإحدى قرى المنوفية بمصر . كانت له عناية بالحديث وعلومه ، وكانت وفاته عام 1398 هـ ، وقد دفن بالزاوية التجانية بالقاهرة .

مؤلفاته :

تترك كثيراً من المؤلفات ومنها :

- الحق في الحق والخلق .
- رسول الإسلام ورسالته الجامعة .
- أصفى مناهل الصفا في مشرب خاتم الأولياء .
- رسول الإسلام ورسالته الجامعة .
- شروط الطريقة التجانية .

وغيرها من المؤلفات .

هذه خلاصة وعجالة لهذه الطريقة التي انتشرت انتشاراً ذريعاً في شمـال إفريقية وفي وسطها وغربها ، وضمت تحت لوائها ملايين كثيرة من أبناء المسلمين . وهذا جانب يسير من واقعها الفعلي وإلا فقد جاء من بني على هذا الواقع الفاسد ، وزعم أنه صاحب الفيضة التجانية الذي بشر به التجاني ، وأن أتباعه يدخلون جميعاً الجنة بغير حساب ولو كانوا كفاراً ولو أنهم لم يفعلوا شيئاً قد من الدين ، أو استحلوا كل المحرمـات لأن الله اختارهم لذواتهم فقط وهذا الشخص هو ( الحاج إبراهيم السنغالي ) والذي كان له شأن عظيـم ، وبسط دعوته تلك في أصقاع كبيرة من القارة الأفريقية .

والحق أنها ليست إلا أنموذجاً للطرق الصوفية الكثيرة التي أصبحت داءً ينخر في جسد الأمة الإسلامية ، ويمنعها من تبوؤ مكانتها اللائقة بها في هذه الحياة .

الشبكة الإسلامية
 

أرباب الطريقة
  • منوعات
  • من كلام الأئمة
  • كتب عن الصوفية
  • جولات مع الصوفية
  • شبهات وردود
  • صوتيات عن الصوفية
  • فرق الصوفية
  • شخصيات تحت المجهر
  • العائدون إلى العقيدة
  • الملل والنحل
  • الصفحة الرئيسية