اطبع هذه الصفحة


أحقية الرغيف

غزوان الناصري - العراق


دوما أحب السفر رغم تعبه وعنائه

إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ..... إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ

هذه المرة كانت مختلفة جدا

بعد أن مشوا بالسيارة ما يقرب من الساعة والنصف توقف السائق قرب مطعم سياحي من اجل الغداء

فجلس صاحبنا مع السائق على إحدى الطاولات القريبة من الباب الخارجي
مرت دقائق قليلة , فجاء النادل معه أرغفة خبز وقليل من خضراوات ما قبل الطعام
مرت دقائق أخرى فدخلت مجموعة سياحية قادمة من إيران
اغلب مكونها هم من الشباب
فجاء بعضهم وجلسوا على الطاولة الملاصقة للطاولة التي يجلس عليها صاحبنا.
كان عددهم كبيرا

نظر قليلا وفكر ..... سبحان مغير الأحوال
كانوا يحلمون هم وآباءهم بالدخول إلى هذه الأرض والجلوس بكل أمان وطمأنينة وكأنها أرضهم ! وألان تحقق حلمهم.

أراد أن يكلم احدهم (ربما بداعي الفضول), ذاك القريب منه . فكلمه ببضع كلمات عربية فألتفت ذلك الشاب مشيرا إلى أن لم يفهم . فألتفت من كان معه إلى صاحبنا الذي يحاول أن يكلمهم
فتلكم مجددا ولكن هذه المرة باللغة الانكليزية قائلا : من منكم يتكلم بالانكليزية ؟ , فرد احدهم فورا بأنه يتكلم قليلا ... فرح صاحبنا لأنه وجد من يفهمه

بدأ فورا بأسئلته
- من أين انتم ؟؟
- نحن من إيران من العاصمة طهران
- جميعكم من طهران ؟
- نعم نحن جميعا من طهران
- كيف أتيتم والى أين تذهبون ؟
- أتينا مع شركة السياحة الواقفة خارجة (وأشار بيده إلى الباصات ) وكنا في كربلاء والنجف ونحن ذاهبون إلى سامراء.
هذه المرة سأل الشاب الإيراني: وأنت من أين ؟
فرد عليه : أنا من هذا البلد ومن هذه الأرض

فألتفت الشاب الإيراني إلى أصدقائه وبدأو بالكلام سوية مع النظر إلى صاحبنا وكأنه أصبح موضوعهم

ثم اخذ هذا الشاب الإيراني رغيف خبز من الطاولة الخاصة بهم وطوى الرغيف ثم قسمه نصفين !!!!
مع هدوء ومراقبة أصدقائه
ثم مد يده التي بها احد النصفين الى صاحبنا مشيرا له بأن خذه , وأبقى النصف الثاني في يده !! .

فهم صاحبنا سريعا هذه الحركة والمغزى العميق منها
لم تكن هذه الحركات أو اختيار رغيف الخبز عشوائيا
بل كان محاولة لإثبات شيء عميق ومحاولة فهم الشخص المقابل

ما الذي يجب فعله الآن ؟ هل يرفض اخذ نصف الرغيف هذا أو يأخذه؟ هل يترك له كل الرغيف أو انه يرضى بالنصف ؟؟

مد يده وأخذ النصف الأول ..... ثم بسرعة مد يده إلى النصف الثاني وأخذه أيضا !!!!!!!
بدت الدهشة على وجه الشاب الإيراني وهو مركز في وجه صاحبنا, وبدأ أصدقائه الهمس فيما بينهم
ثم قال صاحبنا : إن ما في أرضنا هو ملك لنا وحدنا ولن نرضى أن نعطيكم نصفه أو جزءا منه. وانتم تدخلون وتأكلون فيها لأن فينا من ارتضى أن يدخلكم.

هنا ارتسمت دهشة كبيرة وكأن الكلام لم يكن متوقعا .... غادر صاحبنا سريعا.
ولكنه لا يعرف إذا كان ذلك الشاب الإيراني سيترجم الكلام إلى أصدقائه أو انه سيحدث احد به في المستقبل.

 

قصص مؤثرة

  • قصص الرسول
  • قوافل العائدين
  • قصص نسائية
  • قصص منوعة
  • الحصاد المر
  • مذكرات ضابط أمن
  • كيف أسلموا
  • من آثار الدعاة
  • قصص الشهداء
  • الصفحة الرئيسية