اطبع هذه الصفحة


ما الوسطية التي نريدها ؟

سامي بن خالد الحمود

 
1) مقارنة بين الوسطية والغلو أو التطرف :
الوسطية تعني الوقوف بين طرفين في المكان أو الزمان أو في الصفات أو الأفعال ، أما التطرف فهو الوقوف عند أحد الطرفين . بمعنى التوازن والاعتدال .
الحسنة بين السيئتين : سيئة الإفراط وسيئة التفريط وإن الخير بين الشرين : شر الغلو وشر المجافاة وإن الحق بين الباطلين : باطل الزيادة وباطل النقص وإن السعادة بين الشقائين : شقاء التهور وشقاء الجمود .

2) الوسطية في الإسلام :
(وكذلك جعلناكم أمة وسطاً ) .. هلك المتنطعون ....
وقال (( سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيء من الدُّلجة والقصد القصد تبلغوا ))
قال الأوزاعي: مامن أمر أمر الله به إلا عارض الشيطان فيه بخصلتين لايبالي إياهما أصاب الغلو أو التقصير .
ولأ أبى يعلى بسند جيد عن وهب بن منبه قال: إن لكل شيء طرفين ووسطا فإذا أمسك بأحد الطرفين مال الآخر ، وإذا أمسك بالوسط اعتدل الطرفان فعليكم بالأوساط من الأشياء .
ولبعضهم ولقد أجاد:
عليك بأوساط الأمور فإنها ... نجاة ولا تركب ذلولاً ولا صعبا
هذا المفهوم واضح لدى أغلب الناس ولكن غير الواضح هو تحديدها أي تحديد نقطة الطرف والوسط .

3) مظاهر الوسطية في الإسلام :
1- العقيدة والتصور : مقولة شيخ الاسلام (وسط)
2- الحكم على الأشخاص والمواقف : الخوارج والمرجئة .
3- العبادة : حديث عبد الله ابن عمرو قال دخل عليَّ رسول الله e فقال ألم أخبَر أنك تقوم الليل وتصوم النهار قلتُ بلى قال فلا تفعل قم ونَم وصم وأفطر فإن لجسدك عليك حقاً وإن لعينك عليك حقاً وإن لزوْرك عليك حقاً وإن لزوجك عليك حقاً "(الحديث)
) وقول سلمان لأبي الدرداء إن لربك عليك حقاً ولنفسك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً فأعطي كل ذي حق حقه فأتى النبي e فذكر ذلك له فقال النبي e صدق سلمان ..
ورَّد عليه الصلاة والسلام التبتل وقال لمعاذ لما أطال بالناس في الصلاة (( أفتَّان أنت يا معاذ)) ، وقال (( إن منكم منفرين )) .
حديث حنظلة (ساعة وساعة) ، حديث ابن عباس في رمي الجمار والغلو ،
4- الاقتصاد : (ولا تجعل يدك مغلولة) ، (لم يسرفوا ولم يقتروا)
5- الحياة الزوجية : يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ، (حديث لا يفرك)

4) معركة الوسطية مع الشيطان :
قال ابن القيم: ومن كيده ـ أي الشيطان ـ العجيب أنه يُشَامُ النفس حتى يعلم أي القوتين تغلب عليها :قوة الإقدام والشجاعة أم قوة الانكفاف والاحجام والمهانة. فإن رأى الغالب على النفس المهانة والأحجام أخذ في تثبيطه وأضعاف همته وإرادته عن المأمور به وثقَّله عليه فهوَّن عليه تركه حتى يتركه جملة . أو يقصر فيه ويتهاون به . وإن رأى الغالب عليه قوة الإقدام وعلو الهمة أخذ يقلل عنده المأمور به ويوهمه أنه لا يكفيه وأنه يحتاج معه إلى مبالغة وزيادة . فيقصر بالأول ويتجاوز بالثاني .
فقوم قصر بهم عن الإتيان بواجبات الطهارة ، وقوم تجاوز بهم إلى مجاوزة الحد بالوسواس .
وقوم قصر بهم عن إخراج الواجب من المال ، وقوم تجاوز بهم حتى أخرجوا جميع ما في أيديهم وقعدوا كَلاًّ على الناس مستشرفين إلى ما بأيديهم .
وقصر بقوم حتى امتنعوا من ذبح عصفورٍ وشاة ليأكلوه ، وتجاوز بآخرين حتى جرأهم على الدماء المعصومة .
وقصر بقوم حتى أهملوا أعمال القلوب ولم يلتفتوا إليها وعدوها فضلا أو فضولا . وتجاوز بآخرين حتى قصروا نظرهم وعملهم عليها ، ولم يلتفتوا إلى كثير من أعمال الجوارح

 

سامي الحمود
  • كتب وبحوث
  • محاضرات
  • كلمات قصيرة
  • منبر الجمعة
  • مذكرات ضابط أمن
  • تحقيقات ميدانية
  • مقالات وردود
  • معرض الصور
  • قصائد
  • فتاوى أمنية
  • صوتيات
  • الجانب المظلم
  • الصفحة الرئيسية