اطبع هذه الصفحة


المخدرات قذيفة العصر تحقيق ميداني

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

سامي بن خالد الحمود

 
 ( قذيفة العصر )
تحقيق الرائد / سامي بن خالد الحمود
Sami99100@hotmail.com

ضيوف التحقيق :
فضيلة الشيخ د . صالح الزيد : القاضي بالمحكمة المستعجلة بالرياض
سعادة اللواء / سلطان بن عايض الحارثي مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات
سعادة الدكتور / خليل بن إبراهيم القويفلي استشاري الطب النفسي والمشرف العام على مستشفى الأمل بالرياض

عناوين بارزة داخل التحقيق

القاضي د . الزيد : ضعف الإيمان أول أسباب تعاطي المخدرات
د . القويفلي : مئات الأبناء المراهقين يسقطون ضحايا للمخدرات بسبب تقصير آبائهم من الناحية التربوية
اللواء الحارثي : مكافحة المخدرات في المملكة تقوم على محورين
جهود كبيرة للإدارة العامة و اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات
مستشفى الأمل شمعة أمل لإعادة المريض عضواً فاعلاً في مجتمعه
القاضي د . الزيد : العقوبات الشرعية تحمل في طياتها جانبين مهمين : التطهير ، والردع
اللواء الحارثي : إحباط الكثير من قضايا المخدرات ،وضبط العديد من عصابات التهريب الدولية والمحلية
مكتب الأمم المتحدة : 180 مليون إنسان يتعاطون المخدرات بكافة أنواعها في العالم .
د. خليل القويفلي في نداء إلى الأسر : أعطوا المرضى الثقة وعاملوهم كما أمرنا الإسلام ، وإن شاء الله سيعودون إلى طبيعتهم ويصبحون أعضاء فاعلين في المجتمع
ماذا فعل ماء زمزم بيد المدمن
قام أهلي بتغيير السكن لكي أبتعد عن رفاق السوء لكن لافائدة
خسرت مالي وصحتي و سنوات عمري بسبب المخدرات
فتوى مدمن ( هداه الله ): المخدرات مثل القهوة والشاي ، وليست محرمة !!!
مروج محترم : لا أبيعها على صغار السن ولا على النساء 0
العلامة ا بن باز: ” من قُتل في سبيل مكافحة المخدرات وهو حسن النية فهو شهيد ، ومن أعان المسؤولين على فضح أوكارها فهو مأجور "
 



المخدرات .. كلمة قليلة الحروف ، قاتلة المعاني ، لا تصحب معها إلا الدمار ، تسحق في فلكها أحلاماً وآمالاً ، وقلوباً وعقولاً ، ومبادئ وقيماً ، وأفراداً ومجتمعات .
إنها السلاح الخطير .. بيد فاقدي الضمير .. تفتك بالعقول فتعطلها .. وتفتك بالأجساد فتهدّها ..وتفتك بالأموال فتبددها .. وتفتك بالأسر فتشتتها .. وتفتك بالمجتمعات فتحطمها .
إنها التيار الجارف ، والبلاء الماحق ، والطريق الذي ليس لـه إلا ثلاث نهايات : الجنون ، أو السجن ، أو الموت .

وفي بلادنا المباركة .. تبذل الدولة وفقها الله بكافة أجهزتها جهوداً كبيرة – على شتى الأصعدة – في التصدي لهذه الآفة و الحيلولة دون انتشارها بين أفراد المجتمع .
و انطلاقاً من هذا المبدأ كان اختيار موضوع المخدرات ليكون أحد الموضوعين الرئيسيين الذي سيتم التركيز عليها خلال فعاليات المرحلة الثانية من الحملة الوطنية لهذا العام .

في هذا التحقيق .. اقتحمنا عالم المخدرات و انتقلنا الى اروقة مستشفى الامل بالرياض ، ثم الى عنابر اصلاحية الحائر لننقل للقارئ الكريم مشاهد من هذا العالم الغريب 0
كما كان لنا شرف استضافة بعض اصحاب الفضيلة و السعادة المسئولين و المختصين للاستنارة بآرائهم في معرفة حقيقة هذه الظاهرة وأنسب الحلول للتصدي لها0
 



أسباب هذه الظاهرة
ظاهرة تعاطي المخدرات -كغيرها من الظواهر الاجتماعية – لا يمكن الجزم بوجود سبب واحد أدى إلى حدوثها ، بل هي عدة أسباب متداخلة ، ينبغي العناية بها ومراعاتها عند دراسة هذه الظاهرة .
في بداية هذا التحقيق توجهنا إلى صاحب الفضيلة د . صالح الزيد بسؤال حول أسباب هذه الظاهرة فأجاب فضيلته : (( الأسباب التي تدفع بعض الأشخاص إلى تعاطي المخدرات كثيرة ومتنوعة ، ومتفاوتة في أثرها على الفرد 0 منها :
1- ضعف الإيمان وأساس ذلك يأتي في الجهل بالعلم الشرعي ، فمتى وجد الجهل وجد ضعف الإيمان ، لأن الإيمان أساس العلم الشرعي الذي يهدي الفرد لأرشد طريق . ولذلك نجد غالب المبتلين بهذا الداء هم من غير المعروفين بسابق الدراسة الشرعية 0
2- ثم يأتي عامل آخر يتلو هذا العامل وهو عامل التربية والتوجيه الذي يفتقد في بعض الأسر ، فينشأ الطفل في المنزل دون أن يجد من يوجهه وينصحه ويعلمه ويذكره . وبالتالي يقع فريسة هذا البلاء لجهله بعواقبه 0
3- ثم يأتي عامل ثالث أيضا وهو رفقه السوء والتي تكون داعية شر وبلاء ونشر للفساد بين أفراد المجتمع فكم من فتى كانت بدايته جيدة ، ثم تعرف على رفقه سيئة كانت سببا في انحرافه ووقوعه في كثير من الشرور وفي مقدمتها المخدرات 0))
ومن جانبه ذكر سعادة اللواء / سلطان الحارثي (( إن هناك أسباباً كثيرة ومتعددة تؤدي إلى انتشار المخدرات بشكل عام وهي :
- ضعف الوازع الديني لدى أصحاب النفوس الضعيفة والتي سولت لها نفسها تهريب هذه المخدرات دون خوف من الله تعالى .
- أسباب نفسية وعقلية واجتماعية .
- أصدقاء السوء .
- عدم شغل أوقات الفراغ بين الشباب .
- توفر المادة والسيولة لدى كثير من الناس .
- العمالة الوافدة .
- سفر الشباب إلى مجتمعات مختلفة عن مجتمعنا اجتماعيا ودينياً وبدون رقابة وتوعية مسبقة . ))

ويتطرق د . خليل القويفلي إلى أسباب هذه الظاهرة فيقول : (( الوقوع في المخدرات يعود لعدة أسباب منها :
1- ضعف الوازع الديني : الفرد الذي يمتلك قاعدة إيمانية رصينة ، وفؤاد مرتبط بالخوف من الله تعالى ، ولسان مرتبط بذكره جل وعلا . سيكون بكل تأكيد محصن من الوقوع في المعاصي بشكل عام سواء كانت مخدرات أو غيرها . أما الفرد البعيد عن ذكر الله تعالى وعبادته ، لاشك أنه محاط بهوى الشيطان ومخاطره التي غالباً ما تقوده إلى الانحراف وارتكاب المعاصي من تعاطي مخدرات وزنا وغيرها .
2- التربية الصحيحة : لاشك أن التربية تعد عاملاً هاماً في تحديد سلوك الابن وما يترتب عليه من نتائج في المستقبل . ومع الأسف نجد الكثير من الأباء والأمهات يهملون هذا الجانب ولا يعطونه حقه من الاهتمام لينشأ الأبناء على تربية هشة ، تُخترق بسهولة جداً لمجرد أصطدام الابن بإغراءات الحياة التي لا مناص من مواجهتها 0 مئات الأبناء المراهقين يسقطون ضحايا للمخدرات بسبب تقصير آبائهم من الناحية التربوية في توجيههم بالطرق الصحيحة للتعامل مع الحياة ومواقفها ، وفي تعريفهم بأخطار المخدرات ، وضرورة الابتعاد عن كل ما يقرب إليها ، ويرجع ضعف التربية إلى انشغال الأب والأم بأمورهما الخاصة ونسيان أبنائهم .
3- المشاكل الأسرية ورفقاء السوء : تعتبر المشاكل الأسرية بوابة عريضة لخروج الأبناء من نطاق سيطرة والديهم ودخولهم في محيط أصدقاء السوء ومخاطره .
العديد من الأباء والأمهات هداهم الله يتسببون في انحراف أبنائهم من خلال المشاكل المستمرة التي يحدثونها في المنزل 0 هذه المشاكل أياً كانت ، إذا لم يتم احتوائها سريعاً من الوالدين ومناقشتها وحلها على انفراد مع بعضهما ستتفاقم ، ويصبح لها إفرازات سلبية 0 منها عدم ارتياح الأبناء من التواجد في المنزل بسبب هذه المشاكل وما يصاحبها من ضغوط نفسية وقلق ، وبالتالي يلجأ الأبناء إلى الأصدقاء ليشكون لهم ما يعانون من المشاكل ، وهنا يقترب الخطر وقد يكون الابن ضل الطريق وذهب إلى صديق منحرف ومن ثم تكون النتيجة انحراف شاب بريء بسبب مشاكل أسرية يمكن السيطرة عليها .
وهناك الكثير من الأسباب الأخرى كالسفر ، والضغوط النفسية ، وحب الاستطلاع ،والترف ، والتدليل الزائد من الوالدين والتي عادة ما تساهم في الوقوع في المخدرات . ))

الأسباب كما يراها مرضى الإدمان
انطلاقاً من ضرورة الفهم الصحيح لهذه المشكلة ، قامت منبر الأمن باستطلاع آراء المدمنين حول الأسباب التي دفعتهم إلى تعاطي المخدرات ، حيث جرى الالتقاء بأكثر من ( 300 ) نزيلاً من نزلاء إصلاحية الحائر ومستشفى الأمل بالرياض ، وإعداد نموذج استبيان ، طرحت فيه بعض الأسئلة المتعلقة بهذه الظاهرة ، وكانت نتائج الاستبيان على النحو التالي :
( جهود كبيرة للتصدي لهذه الآفة )
تبذل دولتنا المباركة – وفقها الله - بكافة قطاعاتها وأجهزتها جهوداً كبيرة ، في سبيل التصدي لهذه الآفة ، والحد من تفشيها بين أفراد المجتمع ، لعل من أبرزها إنشاء إدارة متخصصة لمكافحة المخدرات ، وإنشاء اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات 0
عن جهود هذين الجهازين الفعالين يحدثنا سعادة اللواء /سلطان الحارثي بصفته مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وأمين اللجنة الوطنية ، حيث يقول : (( إن حكومة خادم الحرمين الشريفين ، ومن منطلق الاهتمام الذي توليه لمشكلة المخدرات ، وحرصها أن تساير إجراءاتها التصاعد المستمر في خطورة المشكلة فقد اتخذت كافة الإجراءات بما يتمشى مع ذلك على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ، على الرغم من أن الإحصائيات تدل على أن المملكة العربية السعودية تعتبر من أقل دول العالم تعرضاً لأخطار المخدرات .
و الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية يؤدي جهاز مكافحة المخدرات العمل من خلال خطط مدروسة ومتكاملة على كافة المحاور بالتعاون والتنسيق مع كافة الأجهزة المحلية ذات العلاقة وكذلك مع الهيئات الأخرى ، مما أدى إلى إحباط الكثير من قضايا المخدرات التي كانت تستهدف أمن وطننا ومواطنينا .
كما أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات استطاعت أن تحد من تدفق المواد المخدرة إلى داخل البلاد عبر حدودها المترامية الأطراف والمتاخمة لأكثر من ثلاث عشرة دولة ، وتم ضبط العديد من عصابات التهريب الدولية والمحلية .
ويتم التركيز على منافذ المملكة (البرية والبحرية والجوية ) ، وعلى الفئات التي عرف عنها تهريب المخدرات ، والقادمين من البلدان المنتجة .
كما أنه من ناحية أخرى تقوم الإدارة العامة بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالعمل على تنفيذ المحور الثاني ألا وهو الجانب الوقائي والذي يهدف إلى توعية المواطنين والمقيمين بأخطار المخدرات وتحذيرهم من مغبة الوقوع فيها .
وخلال الفترة القصيرة من عمر اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات استطاعت اللجنة الوطنية وبدعم وتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أن تنجز عدداً من المنجزات التي استطاعت تغطية المساحة المترامية لبلادنا الغالية والتي حققت مفعولاً وتأثيراً إيجابيين وعميقين .
ومن الأنشطة على سبيل المثال :
- طباعة وتوزيع عدد كبير من النشرات والمطويات والملصقات والكتيبات التي توضح الأضرار الاقتصادية والصحية والاجتماعية للمخدرات .
- استغلال جميع الوسائل الإعلامية المتاحة لتوعية أفراد المجتمع ضد أضرار هذه الآفة .
- إعادة طباعة وتوزيع الكتب الصادرة من الإدارة العامة واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات .
- عقد عدد من الدورات والندوات للمعلمين والمعلمات بالتعاون مع وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات .
- أصدرت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالتعاون مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات مجلة ربع سنوية بعنوان (المكافحة ) .
- تبنت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات رعاية ومتابعة المدمنين المتعافين بعد علاجهم والأخذ بأيديهم إلى الطريق الصحيح . ))

( نور الأمل في مستشفى الأمل )
صدر الأمر السامي الكريم رقم 2018 وتاريخ 19/1/1403 هـ بإنشاء مستشفيات متخصصة في علاج المدمنين ، وبناءً عليه أنشأت وزارة الصحة ثلاثة مستشفيات في الرياض ، وجدة ، والدمام . أطلق عليها مستشفيات الأمل ، تقوم باستقبال وعلاج حالات الإدمان بأحدث الأساليب في علاج المدمنين ، عن طريق فريق عمل مؤهل ومتكامل .
ماهو دور هذه المستشفيات ، وما الذي تقدمه لمرضى الإدمان ؟
يقول د . خليل القويفلي مدير مستشفى الأمل بالرياض : (( الدولة رعاها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله قدمت ولا زالت تقدم كل ما فيه خير وراحة مواطني هذا البلد ، وقد خصت الحكومة الرشيدة هذه الشريحة (مرضى الإدمان) من المجتمع ، بمستشفيات مجانية متخصصة وعلى مستوى عال لتقديم خدمة علاج مرض الإدمان .
ونحن هنا في مستشفيات الأمل ، نقوم باستقبال حالات مرضى الإدمان والتعامل مع كل حالة حسب نوع مادة التعاطي وإجمالي القول أن المستشفى يقوم بتأهيل المريض ليعود عضواً فاعلاً في مجتمعة تأهيلاً طبياً ونفسياً واجتماعيا عبر برامج علاجية على مستوى عال من التأهيل والكفاءة سواء كان ذلك من أطباء أو أخصائيون اجتماعيون أو نفسيون أو ممرضين والتأهيل لدينا يشمل المرضى المنومين والمراجعين لوحدة الرعاية اللاحقة . ))

( العقوبات الشرعية بين الإصلاح والردع )
تقوم هذه البلاد المباركة على الشريعة الإسلامية التي كفلت تحقيق المصالح ودرء المفاسد ، فما من مفسدة إلا وفي شريعتنا الغراء أنجع العلاجات لدرئها أو التقليل منها 0
وما تطبيق الأحكام والعقوبات الشرعية إلا أحد هذه العلاجات التي تقدمها الشريعة الإسلامية في سبيل التصدي لهذه الظاهرة 0
فضيلة الشيخ القاضي د . صالح الزيد يعلق على هذا الجانب بحكم تعامله مع قضايا المخدرات ، وتقرير العقوبات الشرعية لجرائمها المختلفة ، حيث يقول فضيلته : (( لاشك أن العقوبات الشرعية تحمل في طياتها جانبين مهمين فهي في حق مرتبك المعصية عقوبه ملائمة تتناسب وجرمه الذي ارتكب ، وتطهير له من الذنب الذي وقع فيه .. وهي في الجانب الآخر – ولعله أهم – وهي أنها تردع كل من يفكر في الوقوع في المعصية ، فيفكر ألف مرة قبل ارتكاب الجرم خشية من العقوبة 0
ولذا فإن قسوة العقوبة لا ينظر فيها إلى شخص مرتكبه وإنما ينظر فيها إلى أثرها التي توجده في المجتمع 0 وعقوبات المخدرات إما تهريباً أو ترويجا أو استعمالاً أوحيازة ،كلها رغم تفاوتها قد حمت البلاد من شرور كثيرة الله أعلم بها 0 وكم من شخص تراجع ، وكم من شخص خطط وتوقف فسلم المجتمع من شره ، وسلم هو من إيذاء نفسه ، ولذا مما يحمد لهذه البلاد المباركة اهتمام ولاة أمرها بمعاقبة من يقع في هذه ا لمعصية بأي صورة من الصور 0 وبالتالي حماية المجتمع من شر مستطير .
فلا شك أن الله جل شأنه يـزع بالسلطان ما لا يـزع بالقرآن كما ورد ذلك عن عمر وعثمان رضي الله عنهما ، فالوازع السلطاني له أهمية كبيرة ودور عظيم في حماية المجتمع من هذه الآفة بالضرب على يد المجرمين بيد من حديد 0 ))

( ما هو الحل ؟ )
أصبحت مشكلة المخدرات مشكلة عالمية ، تشكو منها الدول المتقدمة والدول النامية على حد سواء ، فقد أفاد المكتب الإقليمي لمكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة في القاهرة أن 180 مليون إنسان لا يزالون يتعاطون المخدرات بكافة أنواعها في العالم .
والمجتمعات الإسلامية لم تسلم من هذه الظاهرة التي باتت تفسد أبناءها ، و تنخر بناءها 0 فكان لا بد من تحرك واضح وفعال على جميع المستويات للتصدي لهذه الظاهرة .

يقول فضيلة الشيخ د . صالح الزيد متحدثاً عن الحلول المناسبة للتصدي للمخدرات : (( من الحلول المقترحة في سبيل التصدي لهذه الظاهرة :
1- التوعية الدينية بين جميع أفراد المجتمع عن طريق وسائل الإعلام المتنوعة المقروءة والمسموعة والمرئية ، وتتحمل وسائل الإعلام لدينا مسؤولية كبيرة في هذا الجانب 0
2- التركيز على التنشئة الصالحة للناشئة من بنين وبنات من خلال المناهج الدراسة 0
3- التوعية بأضرار المخدرات وتوعية الوالدين بأهمية التربية الصالحة للأولاد ، وتنبيههم إلى متابعة أولادهم وشغل الفراغ لديهم بكل مفيد والبعد بهم عن مصاحبة الأشرار 0
4- إعلان العقوبات الشرعية ونشر أسماء المعاقبين في وسائل الإعلام 0
5- مواجهة أسباب الفراغ التي يعيشها بعض الشباب والتي قد تكون عند البعض سببا في الانحراف نحو الفساد خطوة خطوة ، وقد قال الشاعر :
إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة
فلابد من البرامج النافعة التي تشغل وتقضي على الفراغ لديهم ، ولا بد من توجيهات طاقاتهم توجيها سليما رشيداً يستثمر أوقاتهم فيما ينفع ، ويحميهم من الانحراف والشرود 0
ثم يأتي في ختام هذا كله الدعاء – وخاصة من الوالدين – بالصلاح والاستقامة والسير في درب الصالحين .

وفيما يتعلق بالحلول يرى سعادة اللواء / سلطان الحارثي : " إن ظاهرة المخدرات حرب يشنها أعداء الأمة لتدمير أفراد المجتمع كافة ..ولا شك أن أولئك المهربين هم فئة منحرفة وضالة ينشرون تجارتهم المسمومة لأغراضهم الدنيئة في الكسب الحرام الغير مشروع ، ولا بد من مواجهتهم بكل قوة وحزم وبكل الوسائل والإمكانات الممكنة .. وقد تصدت المملكة على المستوى المحلي بإحكام السيطرة على مداخل البلاد من قبل الجهات المختصة لعدم تمكين المهربين من تسريب سمومهم داخل البلاد .
كما أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات تبذل جهوداً حثيثة في مكافحة المخدرات من حيث تدريب منسوبيها والرفع من كفاءتهم ونشر الوعي بأضرار المخدرات .
وليتم تبادل المعلومات بين جهاز المكافحة والأجهزة المثيلة في الدول المجاورة والدول التي يوجد بها زراعات وتصنيع للمخدرات لـه الدور الكبير في الحد من انتشار هذه الآفة داخل بلادنا .
وأجدها فرصة أن أذكر الدور الأساسي الذي يقع على عاتق الأسرة من ضرورة التوجيه السليم لأفراد الأسرة ومتابعتهم بشكل مدروس ومنظم .
أما في مجال التوعية والإرشاد وذلك بالقيام بالحملات الإعلامية للتوعية بأخطار المواد المخدرة من خلال عقد الندوات وإقامة المحاضرات وتوزيع النشرات وإقامة المعارض في النوادي الرياضية والمدارس التعليمية في عموم مناطق المملكة ومتابعة المدمنين ووضعهم في برامج الرعاية اللاحقة حتى لا يعودوا إلى الوقوع في براثن هذه الآفة ودعم هؤلاء المدمنين باعتبارهم ضحية لتعاطي المخدرات وأن يتم إعدادهم ليكونوا عنصر فعال إيجابي في مجتمعه .. والتركيز على الجانب الإعلامي من خلال تنفيذ البرامج التي توضح الأضرار الاجتماعية والصحية والاقتصادية الناجمة عن إساءة استعمال المواد المخدرة والمؤثرات العقلية . ))

وذكر د . القويفلي أن الحل يتمثل في عدة جوانب : (( لعل من أهمها تحرك الأجهزة الإعلامية بمختلف أنواعها ، وذلك بشن حملات توعوية من شأنها تعريف أفراد المجتمع بأضرار وأخطار المخدرات 0
كما أن المواطن يلعب دوراً كبيراً للتصدي لهذه الظاهرة فيجب على كل مواطن يحب بلده وأبناء جلدته أن يتعاون مع رجال مكافحة المخدرات ورجال الأمن بالتبليغ عن كل شخص يعرف أنه يروج أو يتعاطى مثل هذه السموم .
أيضاً ينبغي على الأئمة والدعاة أن يستمروا على ما هم عليه وأكثر في تنبيه المجتمع لهذا الوباء وإيضاح الأحكام الشرعية المتعلقة بذلك .
كما يجب على الفرد اللجوء إلى الله والإكثار من ذكره سبحانه وتعالى ومصاحبة الأخيار . ومحاربة الفراغ وشغله بالقراءة وممارسة الرياضة أو زيارة الأصدقاء أو بما يحبه الإنسان ويهواه ولا يترتب عليه أي أضرار . ))

( الإيمان أعظم سلاح )
الإيمان صمام أمان .. يضبط تصرفات المسلم ، فلا يقدم على ماحرم الله عز وجل عليه ، إذ هو يعلم أنه مجزي بأعماله في يوم عسير.. يحاسب فيه على النقير والقطمير .. الناس فيه فريقان { فريق في الجنة وفريق في السعير } .
لكن الشأن كل الشأن في التفعيل العملي لدور الإيمان في محاربة الآفات والمنكرات بأنواعها ، إذ الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني ، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل .
عن كيفية تفعيل دور الإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في التصدي لهذه الظاهرة يقول صاحب الفضيلة د . الزيد : " يكون هذا بتقوية شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتقوية الجهات القائمة على هذا الشعيرة ، والسعي إلى بث الوعي الديني في نفوس الناشئة سواء عن طريق المناهج الدراسية في مختلف مراحل التعليم بدءاً من الإبتدائية وحتى الجامعة ، والتركيز على هذه المناهج وإيلائها العناية الفائقة ، وذلك حماية للأفراد والمجتمع من عوامل الفساد والإنحلال التي تحيق بالمجتمع عندما ينتشر الجهل ويضعف الوازع الإيماني في النفوس . "

( المخدرات في الحملة الوطنية لهذا العام )
تنطلق المرحلة الثانية من الحملة الوطنية الأمنية والمرورية لهذا العام ، حيث ستـحظى ظاهرة المخدرات بالأولوية في البرامج التوعوية في الحملة ، باعتبارها أحد الموضوعين الرئيسيين الذين سيتم التركيز عليهما هذا العام 0
وحول الدور التوعوي الذي يمكن أن تضيفه الحملة في التوعية الوقائية ، يعلق اللواء / سلطان الحارثي على هذا الحدث بقوله : " يمكننا أن نذكر أن هذه الحملة كما أسلفت سابقاً هي تعتمد على المحور الثاني الأساسي التي تقوم عليه الدولة في مكافحة المخدرات وهو التوعية بأضرار المخدرات .
كما أن هذه الحملة التوعوية الشاملة بالأضرار الاجتماعية والصحية والاقتصادية الناجمة عن إساءة استعمال المواد المخدرة والمؤثرات العقلية على الفرد والأسرة والمجتمع ستقوم بطرح هذه المشكلة ومعالجتها بوسائل مختلفة من خلال الإعلام المرئي والمقروء والمسموع ، كما تتضمن إقامة العديد من الندوات واللقاءات وتنظيم المعارض والأمسيات الثقافية والمسرحيات التي تجوب كافة مناطق المملكة. والذي نأمله من الله تعالى أن تحقق هذه الحملة الوطنية ثمارها وأهدافها المنشودة والتي يأمل المسؤولون من خلالها تحقيق وعي شامل لدى أفراد المجتمع بأخطار وأضرار هذه الآفة . "

( دور الأسرة والمجتمع في علاج وإصلاح المدمنين )

على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الأسر ومستشفى الأمل والجهات ذات العلاقة إلا أنه من المؤسف حقاً ما يلاحظ من انتكاس بعض المدمنين بعد خروجهم من مستشفى الأمل بسبب ضعف متابعة الأسرة ، أوتعاملها السلبي مع المدمن ، أو غفلة المربين والمصلحين لظنهم أن هذا المدمن طلق المخدرات البتة ، وأن علاقته بها انقطعت بلا رجعة ، والذي يحدث كثيراً أن رفاق السوء يجتمعون حول المدمن ، و يجمعون كيدهم في استدراجه حتى يعود إلى الإدمان من جديد .
إن من أهم وسائل استقامة المدمن وابتعاده عن المخدرات بعد تعافيه ، أن تتاح لـ فرصة التوافق الأسري ، والعمل الشريف ، والشعور بالمسؤولية الاجتماعية ، لا أن يعيش على هامش الحياة .
من جانبه وجه مدير مستشفى الأمل د. خليل القويفلي نداء إلى الأسر أكد فيه أهمية تظافر دور الأسرة مع دور المستشفى في عملية علاج وإصلاح المدمنين ، قال فيه : " المريض هو فرد وجزء من المنظومة الاجتماعية وينبغي على المجتمع مساعدته للخروج من أزمته ، بعض أعضاء الأسر يستخدمون أساليب تعامل سلبية مع مريضهم بعد أن يخرج من المستشفى ، فنجد أباه يوبخه بأنه فاشل ، وهذا أخ يتهمه بأنه عديم الرجولة ، وهذه أم تصب غضبها عليه ، ومن ثم يعرضون أبنهم للانتكاسة بعد أن قضى مشواراً علاجياً طويلاً .
من هذا المنبر أتوجه إلى كل أسرة لديها مريض أن تمنحه الفرصة وتكون عوناً له للخروج من أزمته . وختام الحديث أقول للأسرة والمجتمع : أعطوا المرضى الثقة وعاملوهم كما أمرنا الإسلام وإن شاء الله أنهم سيعودون إلى طبيعتهم ويصبحون أعضاء فاعلين في المجتمع . "

( لقاءات مع المدمنين )
من خلال اللقاءات الميدانية ببعض المدمنين بإصلاحية الحائر ومستشفى الأمل سجلت منبر الأمن عدداً من الأحداث الأسيفة ، والمواقف الطريفة ، نسوق فيما يلي أبرز هذه الأحداث .

( المدمن وماء زمزم )
يقول (.......) 38 سنه متزوج وله 3 أولاد موظف مدني : دخلت عالم المخدرات من بوابة التدخين ثم انتقلت من الدخان إلى الحبوب والحشيش ثم انتهت معاناتي بالهروين .
كانت أول جرعة تعاطيتها في الخارج وبالتحديد في تايلند ، ثم سافرت إلى الهند وتعاطيت الهيروين هناك أسبوعاً كاملاً ، ثم رجعت إلى البلاد وقد أدمنت على الهيروين 0 كنت أتمنى أن أتوب لكن عدم الصلاة وبعدي عن الله وذكره جعلني سريع الإنتكاسة .
وفي إحدى الأيام تعاطيت الهيروين ومن قوة ا لجرعة فقدت وعيي ونمت على يدي اليمنى ، وعندما حضر رفاقي قاموا بإيقاظي ، لكنى لما عدت إلى وعيي أكتشف أن يدي أصيبت بالشلل عرضت نفسي على عدد من الأطباء دون جدوى ، ثم ذهبت إلى أحد الأطباء المشهورين في المستشفى العسكري بالرياض إلا أنه وقف حائراً أما حالتي .
وبعد ثلاثة أشهر من المعاناة ذهبت أنا وزوجتي إلى مكة المكرمة لأداء العمرة ، وبعد الانتهاء من الطواف توجهت إلى زمزم وغسلت يدي ودعوت الله بكل صدق أن يشفيني ، عندها شعرت أن ماء زمزم يكاد يخترق يدي لدرجة أني كأنما أحس به داخل عظامي ، وعند خروجي من مكة كانت يدي قد تحركت ولله الحمد 00 وبعد رجوعي إلى الرياض ذهبت إلى الطبيب وأخبرته بما حصل فقال : هذه قدرة الله ولا راد لها0

( تعاطيت الحشيش بسبب المشاكل الأسرية ورفقة السوء)
يقول (.....) 22سنة أعزب مريض بمستشفى الأمل : كنت شاباً فاضلاً محافظاً على الصلوات ، وقبل خمس سنوات توفي أحد أقاربي فانقلبت حياتي رأساً على عقب بسبب المشاكل الأسرية فبدأت أتهاون بالصلاة وصاحبت بعض رفاق السوء الذين زينوا لي تعاطي المخدرات فتعاطيت الحشيش وكانت حالتي تزداد سوءً بعد سوء حتى دخلت مستشفى الأمل ، وأنا الآن أتلقى العلاج وإن شاء الله ستكون هذه آخر مرة ، وأرجو منكم أن تدعوا لي 0

( من التشفيط إلى الكلونيا )
يقول ( ...... ) 35 عاماً مريض بمستشفى الأمل : كنت أسكن في أحد الأحياء ، ثم انتقلت إلى حي آخر حيث التقيت ببعض الشباب وبدأت أمارس معهم ( التشفيط ) ، ثم انتقلنا إلى شرب ( الكولونيا ) حتى أدمنت عليها ، ولما علم أهلي بذلك نصحوني وقاموا بتغيير السكن لكي أبتعد عن رفاق السوء لكن لافائدة ، ثم قام والدي مؤخراً بنصحي وذهب بي إلى مستشفى الأمل حيث تلقيت العلاج وأنا الآن قررت الإقلاع نهائياً عن هذه السموم 0
وقد قام أهلي بإعداد الوظيفة التي سأتقدم لها إن شاء الله بعد خروجي من المستشفى 0

( أخي الطالب الحذر الحذر )
يقول (.....) 28 أعزب : بدأت بتعاطي المخدرات في المرحلة الثانوية عن طريق بعض الأصدقاء في المدرسة ، ثم سافرت إلى الخارج وتعاطيت المسكر والحشيش 0
لقد خسرت كل ما أملك من مال وأشياء ثمينة بسبب إدماني على المخدرات حتى سيارتي خسرتها ، وأهم من هذا خسرت سنوات عمري وصحتي ، وأسأل الله المغفرة والتوبة .
( البداية دلع و النهاية ولع )
يقول (......) 37 سنه أعزب موظف مدني سابقاً : تعاطيت الحشيش المخدر والهيروين بدافع الاستطلاع ، لكن كانت البداية دلع ، والنهاية ولع0

( لاتقرأ هذه القضية )
يقول (......) 23 سنة أعزب موظف مدني :
أعرف شاباً يسكن مع أمه ويتعاطى المخدرات ، وفي أحد الأيام تلاعب به الشيطان بعد أن تعاطى المخدرات فقام بإعطاء أمه حبوباً منومة وفعل بها الفاحشة ( والعياذ بالله ) ، وبعد مدة أصاب أمه مرض فسقطت على أرض المطبخ فأسعفها الجيران وذهبوا بها إلى المستشفى ، فلما أجريت لها التحاليل قال لها الدكتور : مبروك أنت حامل في الشهر الثاني !!! : فقالت لـه : كيف يا دكتور !!! أنا زوجي متوفي وليس لدي سوى ولد واحد 0 وبعد التحقيق اكتشفت الشرطة أن المرأة حامل من ابنها والعياذ بالله 0

( إهمال الأقارب دفعني إلى ترويج المخدرات)
يقول( ....... ) 24 سنه متزوج : تدهورت حالتي المادية وأصبت بفقر شديد ، وكان عندي ثلاثة أعمام وثلاثة إخوة لكنهم تخلو عني ولم يمدوا لي يد المساعدة ، فعرض علي أحد الأصدقاء أن أروج معه المخدرات ، نظرت إلى أولادي وهم يبكون من الجوع فوجدت نفس منساقاً إلى هذه الجريمة حتى قبض على ودخلت السجن 0

( مواقف طريفة )
يقول (.........) 25 سنه أعزب : الظروف المادية والرغبة في الكسب السريع أدت إلى بيعي المخدرات مع أني لا أتعاطاها أبداً ، ولا أبيعها على صغار السن ولا على النساء ، بل أبيعها فقط للراشدين ‍‍! ! ! 0
على الرغم من أن أهل العلم أجمعوا على تحريم المخدرات ، وأنها كبيرة من كبائر الذنوب ، إلا أن الجهل وإتباع الهوى دفع أحد المدمنين إلى الدفاع عن هذه الرذيلة 0
حيث قال ( ..........) 27 سنة متزوج ( هداه الله ) : " المخدرات غير محرمة ، بل هي مثل القهوة والشاي !!! ( ربما قصده بدون سكر ) ، فأرجو منكم عدم محاربة المخدرات " 0

( توصيات التحقيق )
1 - التصدي لهذه الآفة صراع بين الحق والباطل ، ومهمة شاقة يجب أن يشارك فيها المجتمع بأكمله ، وما لم تتظافر جهود الأفراد و الأسر و المؤسسات و الدول فإن الأمر سيكون بالغ الخطورة .
2 - ليس لهذه الظاهرة سبب واحد ، بل هي أسباب متعددة متبادلة التأثير ، فلابد من العناية بها ودراستها و المحاولة الجادة للقضاء عليها أو التقليل منها .
3 - ضرورة الحزم في تنفيذ العقوبات الشرعية بحق تجار المخدرات ، و مهربيها ، والمصرين على تعاطيها . إن الغاية من هذه العقوبات هي إصلاح و تهذيب المجرم ، وقمع نوازع الشر في نفسه من جهة ، والحفاظ على أمن المجتمع من جهة أخرى . وقد قال الأولون : إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقران .
4 - الأسرة هي المحضن الأول الذي يتربى فيه الناشئة ، وعليها المعوّل في صلاحهم ووقايتهم من الانحراف . ومن أهم الواجبات على أرباب الأسر تحقيق التماسك الأسري ، والرعاية الكاملة للناشئة ، مع الاهتمام بالتربية السليمة التي تقوم على مبادئ ديننا الحنيف ، ونبذ المبادئ المستوردة الجوفاء ، التي لا تبني جيلاً ، و لا تشفي عليلاً .
5 - وسائل الإعلام المختلفة عليها عبء كبير و مسؤولية عظيمة في الوقاية من هذه الظاهرة بالتوعية المنضبطة بالضوابط الشرعية و التربوية ، و إجراء المراقبة الصارمة على البرامج و الأفلام التي تعرض في وسائل الإعلام .
6 - على المجتمع بجميع فئاته - انطلاقاً من الأسرة وانتهاءً بالدولة - الاهتمام باستيعاب طاقات الشباب و استثمارها في البناء و التطوير ، والقضاء على البطالة بتوفير الفرص الوظيفية المناسبة .
كما ينبغي العناية بالبرامج والأنشطة الهادفة التي تشغل أوقات الشباب بالأمور النافعة ، لا سيما في أوقات الإجازات الصيفية .
7 - التركيز على مصادر المواد المخدرة ، وسد الثغرات التي يمكن أن تستغلها عصابات تهريب المخدرات ، وإحكام الرقابة و السيطرة على المنافذ الحدودية .
8 - دعم البرامج الإصلاحية في السجون ، ومراعاة الفصل بين مروجي ومهربي المخدرات ، وبين متعاطيها ، ووضع إجراءات وضوابط تحد من تأثر صغار المجرمين بكبارهم ، واحترافهم الإجرام .
9 - الاهتمام بأسر المدمنين أو الموقوفين بالسجون وسد حاجتهم ، وقضاء شؤونهم .
وهذا الأمر لـه أهميته البالغة في وقاية الأسر من الانحراف والضياع ، وهو من التكافل الاجتماعي الذي حث عليه ديننا الحنيف ، فهم في الواقع لا يعدون أن يكونوا أقارب أو جيراناً أو إخوة في الدين على أقل تقدير.
وفي بلادنا المباركة عدة قنوات يمكن من خلالها تفعيل هذه الرعاية كأقسام الخدمة الاجتماعية في السجون ، ومستشفيات الأمل ، والجمعيات والمبرات الخيرية المنتشرة في كافة مناطق المملكة .
وفي الرعاية وقاية ، وقطع لسبل الغواية .
10 - نهوض المسجد برسالته في التوجيه والإرشاد ، باعتباره أقوى الوسائل تأثيراً في المجتمع المسلم ، وذلك عن طريق منبر الجمعة ، والمحاضرات ، والندوات ، وغيرها من النشاطات .
ومن المستحسن عقد دورات خاصة بالخطباء وأئمة المساجد لتعريفهم بالمخدرات وأساليب التوجيه المناسبة لتحذير الناس منها ، وكيفية التعامل مع المدمنين وإرشادهم .
11 - على المربي أو المعلم أو القائم على برامج التوعية أن يراعي في عرض المعلومات التوعوية الضوابط التالية :
أ ) تحري الدقة و الموضوعية في المعلومات و الأضرار المتعلقة بالمواد المخدرة ، وعدم المبالغة أو .التهويل بلا مبرر .
ب ) تبسيط المعلومة و عرضها بأسلوب سهل واضح ، يؤدي الهدف المراد تحقيقه .
ج ) حسن اختيار المادة المطروحة ، وعدم الخوض في تفاصيل غير مناسبة كطرق تعاطي المادة المخدرة ، أو ما يحدث للمتعاطي بعد تعاطيه المادة ، وتجنب كل ما يثير حب الاستطلاع والتجربة .
و القاعدة أن لكل شريحة من شرائح المجتمع ، ولكل فئة من الطلاب ما يناسبها من الموضوعات ، وكل مقام مقال .
12 - تنشيط السياحة الداخلية المنضبطة بالضوابط الشرعية والاجتماعية التي يقوم عليها هذا البلد الأمين ، وتشجيع الاستثمارات الخاصة في هذا المجال ، ومحاولة الحد من السياحة الخارجية غير المنضبطة ، التي تعرض كثيراً من شبابنا للفتن والانحراف .
13 - إصلاح المدمنين وإعادة تأهيلهم عمل جليل ، يحتاج إلى نفس طويل ، مع التسلح بالإخلاص لله ، والرحمة بالمدمن والشفقة عليه .
14 - في التعامل مع المدمنين لابد من مد الجسور ، وتأليف القلوب ، وكسر الحواجز بين المدمن وبين القائم على عملية الإصلاح و التوجيه .
15 - المدمن إنسان له مشاعره ومشاكله وبيئته ، و لا يمكن أن نتعامل مع مشكلته مع الإدمان بمعزل عن مشاكله النفسية و الاجتماعية ، ومعرفة الظروف التي دفعته إلى تعاطي المخدرات .
16 - ضرورة الاستمرار في عملية الإصلاح والرعاية بعد التعافي من الإدمان ، لئلا تحدث الانتكاسة ويعود المدمن إلى حاله الأولى .
نسأل المولى جل وعلا أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل مكروه ، وأن يديم علينا الأمن والاستقرار ، وأن يرد عنا شر الحاسدين ، وكيد الكائدين ، إنه جواد كريم . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

بشرى لرجال المكافحة ومن أعانهم
السؤال : لا شك أن إدارة مكافحة المخدرات تسعى جاهدة لسد المنافذ التي من طريقها تتسلل تلك السموم من المخدرات إلى هذا البلد الطاهر ، وقد نشط مروجوا هذه السموم ، ولكن بعون الله ثم بقوة وعزيمة رجال مكافحة المخدرات أصيبت جهود أولئك المروجين بالشلل .
وسؤالي يا سماحة الشيخ هو :
هل يعتبر من قُتِل من رجال مكافحة المخدرات عند مداهمة أوكار متعاطي المخدرات ومروجيها شهيد ؟ ثم ما حكم من يدلي بمعلومات تساعد رجال المكافحة للوصول إلى تلك الأوكار ؟ أفتونا مأجورين .
الجواب : " لا ريب أن مكافحة المسكرات والمخدرات من أعظم الجهاد في سبيل الله ، ومن أهم الواجبات التعاون بين أفراد المجتمع في مكافحة ذلك ، لأن مكافحتها في مصلحة الجميع ، ولأن فشوها ورواجها مضرة على الجميع ، ومن قتل في سبيل مكافحة هذا الشر وهو حسن النية فهو من الشهداء ، ومن أعان على فضح هذه الأوكار وبيانها للمسئولين فهو مأجور وبذلك يعتبر مجاهداً في سبيل الحق وفي مصلحة المسلمين وحماية مجتمعهم مما يضر بهم ، فنسأل الله أن يهدي أولئك المروجين لهذا البلاء وأن يردهم إلى رشدهم وأن يعيذهم من شرور أنفسهم ومكائد عدوهم الشيطان وأن يوفق المكافحين لهم لإصابة الحق وأن يعينهم على أداء واجبهم ويسدد خطاهم وينصرهم على حزب الشيطان إنه خير مسؤول " . [ المصدر :مجموع فتاوى ومقالات متنوعة : عبد العزيز بن باز 18 / 425 ]


 

سامي الحمود
  • كتب وبحوث
  • محاضرات
  • كلمات قصيرة
  • منبر الجمعة
  • مذكرات ضابط أمن
  • تحقيقات ميدانية
  • مقالات وردود
  • معرض الصور
  • قصائد
  • فتاوى أمنية
  • صوتيات
  • الجانب المظلم
  • الصفحة الرئيسية