اطبع هذه الصفحة

http://saaid.org/kutob/13.htm?print_it=1

التبصرة
في بيان أن تحري إجابة دعاء
الله تعالى عند القبور بدعة
منكرة

ماجد بن سليمان الرسي

 
مقدمة

 الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد،
فإن الله خلق الجن والإنس ليعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، قال تعالى ]وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون[ ، والعبادة تشمل كل ما يحبه الله ويرضاه ، من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة .
فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث وأداء الأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الكفار والمنافقين ، والإحسان إلى الجار واليتيم والمسكـين وابن السبيل والمملوك ، والإحسان إلى البهائم ، والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة .
وكذلك حب الله ورسوله ، وخشية الله والإنابة إليه ، وإخلاص الدين له ، والصبر لحكمه ، والشكر لنعمته ، والرضا بقضائه ، والتوكل عليه ، والرجاء لرحمته ، والخوف من عذابه ، وأمثال ذلك ؛ هي من العبادة لله .
وضد العبادة الشرك في عبادة الله ، بأن يجعل الإنسان لله شريكا يعبده كما يعبد الله ، ويخافه كما يخاف الله ، ويتقـرب إليه بشيء من العبادات كما يتقرب لله ، من دعاء وصلاة أو ذبح أو نذر أو غير ذلك .
والدعاء عبادة جليلة ، قد خصها الله بالذكر في كثير من الآيات ، وبـين النبـي صلى الله عليه وسلم شرفها في كثير من الأحاديث الصحيحة ، كما بينت الشريعة الوسائل لإجابة الدعاء وموانع إجابته ، فإذا تحراها المسلم فإن دعاءه يكون أقرب للإجابة عما إذا خلا دعاؤه من ذلك السبب ، وهذه الأسباب خمسة أنواع:
النوع الأول متعلق بذات الداعي .
النوع الثاني متعلق بحال الداعي .
النوع الثالث بزمن الدعاء .
النوع الرابع متعلق بمكان الدعاء .
والنوع الخامس والأخير متعلق بآداب الدعاء .
وقد ذكرنا هذه الأنواع ومفرداتها في ملحق بآخر هذا الكتاب للفائدة .
وبالرغم من بيان الشريعة لأسباب إجابة الدعاء ؛ فقد انقسم الناس في مسألة تحري إجابة الدعاء إلى ثلاثة أقسام ، فقسم راح يتوجه بالدعاء لأصحاب القبور ممن ينسبون إلى الصلاح والولاية ، يقولون إن دعائهم قريب للإجابة ، وهذا الفعل شرك أكبر مخرج من ملة الإسلام ، لأن الدعاء عبادة ، وجميع العبادات لا يجوز صرفها لغير الله ، فمن صرف واحدة لغير الله فقد أشرك .
والقسم الثاني هم الذين يدعون الله تعالى ، ويتحرون مواطن الإجابة التي وردت في الكتاب والسنة لكي يستجاب دعائهم ، كالدعاء في ثلث الليل الآخر ، والدعاء في السجود ، والدعاء يوم عرفة ، وغير ذلك من مواطن إجابة الدعاء ، وهؤلاء هم المستقيمون على الشريعة ، أتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، جعلنا الله منهم .
والقسم الثالث هم الذين يدعون الله تعالى وحده ، ولا يدعون غيره ، ولكنهم يتحرون أماكن لإجابة دعائهم لم تأت بها الشريعة ، بل جائت الشريعة بالنهي عن تحري الدعاء عندها ، وهؤلاء هم الذين يتحرون إجابة الدعاء عند القبور ، سواء كانت قبور أنبياء أو رجال صالحين أو غير ذلك ، فتجد أحدهم يذهب بجوار قبر ويقول: يا رب ارزقني الولد ، يا رب اقض ديني ، ونحو ذلك .
وفي هذه الوريقات ؛ ناقشت هذا الاعتقاد ، وبينت خطؤه من عدة وجوه ، ثم بينت الأماكن والأزمنة والأحوال التي دلت النصوص الشرعية على قرب إجابة الدعاء عندها ، ليكون القارىء على بصيرة بالحق وضده .
أقول ؛ وهذا من رحمة الله بعياده ، أن شرع لهم هذه الأماكن والأزمنة والأحوال ، فينبغي للمسلم أن يتحراها ولا يتحرى غيرها ، لأن تحري غيرها مما لم ترد به الشريعة ليس إلا دخولا في التحري البدعي ، وكل عمل لم ترد به الشريعة فهو رد ، ومرتكبه آثم بزيادته في دين الله ما ليس منه .
والله أسأل أن يوفق المسلمين جميعا لإخلاص العمل لله وحده ، وأن يجنبهم طرق الشرك والغواية ، والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .


وكتبه ، ماجد بن سليمان الرسي
Readquran1000@hotmail.com
هاتف : 00966505906761
المملكة العربية السعودية
www.saaid.net/book
 



فصل في بيان أن تحري إجابة دعاء الله عند القبور باطل


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد:
فإن دعاء غير الله شرك أكبر مخرج من ملة الإسلام ، موجب للكفر والخلود في النار ، وهذا أمر واضح لا غبار عليه .
أما دعاء الله عند القبور رجاء الإجابة فليس شركا بحد ذاته ، ولكنه وسيلة عظمى للوقوع للشرك ، لأن الشيطان سيزين له دعاء ذاك المقبور ، لاسيما من كان في حالة اضطرار ، فإن فعل وقع في الشرك الأكبر عياذا بالله .

وتحري إجابة الدعاء عند القبور باطل من أربعة وجوه :
الأول : أنه ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما يدل على أفضلية دعاء الله عند القبور ، كما لم يرد عن الصحابة أو عن السلف الصالح في القرون الثلاثة المفضلة الأولى أنهم كانوا يتحرون الدعاء عند قبور الصالحين أو حتى قبـر النبـي صلى الله عليه وسلم ، ولو كان تحري الدعاء عند القبور مشروعا لعلمه الصحابة والتابعين قطعا ، بل الواقع أنهم علموا تحريمه كما سيأتي .
وقد تقرر في شريعة الإسلام أن كل عبادة لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه من بعده فهي مردودة على صاحبها ، لقول النبـي صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هذا[1] ما ليس منه فهو رد .[2]
وفي رواية : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد .[3]
قال ابن تيمية : ومن تأمل كتب الآثار وعرف حال السلف تيقن قطعا أن القوم ما كانوا يستغيثون عند القبور ولا يتحرون الدعاء عندها أصلا ، بل كانوا ينهون عن ذلك من كان يفعله من جهالهم ، كما قد ذكرنا بعضه ، فلا يخلو إما أن يكون الدعاء عندها أفضل منه في غير تلك البقعة أو لا يكون ، فإن كان أفضل لم يجز أن يخفى علم هذا على الصحابة والتابعين وتابعيهم ، فتكون القرون الثلاثة الفاضلة جاهلةً بهذا الفضل العظيم ويعلمه من بعدهم ، ولم يجز أن يعلموا ما فيه من الفضل العظيم ويزهدوا فيه مع حرصهم على كل خير لا سيما الدعاء ، فإن المضطر يتشبث بكل سبب وإن كان فيه نوع كراهة ، فكيف يكونون مضطرين في كثير من الدعاء وهم يعلمون فضل الدعاء عند القبور ثم لا يقصدونه ؟!
هذا محال طبعا وشرعا .
وإن لم يكن الدعاء عندها أفضل ؛ كان قصد الدعاء عندها ضلالة ومعصية ، كما لو تحرى الدعاء وقصده عند سائر البقاع التي لا فضيلة للدعاء عندها ، من شطوط الأنهار ومغارس الأشجار وحوانيت الأسواق وجوانب الطرقات ومالا يحصي عدده إلا الله .
وهذا قد دل عليه كتاب الله في غير موضع ، مثل قوله تعالى ]أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله[ ، فإذا لم يشرع الله استحباب الدعاء عند المقابر ولا وجوبه ؛ فمن شرَّعه فقد شرع من الدين مالم يأذن به الله .
وقال تعالى ]قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينـزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون[ .
وهذه العبادة عند المقابر نوع من أن يُشرك بالله ما لم ينـزل به سلطانا ، لأن الله لم ينـزل حجةً تتضمن استحباب قصد الدعاء عند القبور وفضله على غيره ، ومن جعل ذلك من دين الله فقد قال على الله مالا يعلم ، وما أحسن قوله تعالى ]ما لم ينـزل به سلطانا[ ، لئلا يحتج بالمقاييس والحكايات .[4]
ثم إن الصحابة رضوان الله عليهم قد أجدبوا مرات ، ودهمتهم نوائب ، وما نقل عنهم البتة أنهم جاءوا ودعوا الله عند قبـر النبـي صلى الله عليه وسلم ولا عند قبـر أحد من كبار الصحابة ، ولو كان ذلك مشروعا لفعلوه ولنقل إلينا فعلهم ، لأنه مما تــتوافر الهمم والدواعي على نقله .
وقد كان السلف الصالح يزورون القبور بدون تحري الدعاء عندها ، والواجب الوقوف حيثما وقفوا ، فقد روى ابن بطة في « الإبانة » بإسناد صحيح[5] عن ابن عون قال : سأل رجل نافعا فقال : هل كان ابن عمر يسلم على القبـر ؟
فقال : نعم ، لقد رأيته مائة أو أكثر من مائة مرة ، كان يأتي القبـر فيقوم عنده فيقول : السلام على النبـي ، السلام على أبـي بكر ، السلام على عمر أبـي .
وروى مالك في « الموطأ » عن عبد الله بن دينار قال : رأيت عبد الله بن عمر يقف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر وعمر .[6]
وروى البيهقي في «شعب الإيمان» عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر أنه كان إذا قدم من سفر بدأ بقبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فصلى عليه وسلم ودعا له ولا يمس القبر ، ثم يسلم على أبي بكر ، ثم قال : السلام عليك يا أبت .[7]
ورواه عبد الرزاق في «مصنفه».[8]
ففي هذه الآثار عن ابن عمر هذا رد واضح على من قال بفضيلة الدعاء عند قبـر النبـي صلى الله عليه وسلم ، لأنه لو كان للدعاء هناك مزية وفضل لفعله ابن عمر رضي الله عنه ، لأنه من أحرص الصحابة على الخير واتباع السنة ، لا سيما وقد رؤي عشرات المرات عند القبـر النبوي .
وفي هذا الأثر نرى أن ابن عمر رضي الله عنه كان إذا زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم دعا له ولم يدع لنفسه ، ولو كان للدعاء عند القبور شرف ومزية لدعا لنفسه قطعا ، ولكنه اكتفى بالدعاء للمقبور كما هو وارد في الشريعة .

الدليل الثاني على بطلان تحري الدعاء عند القبور أنه قد ورد عن بعض خيار السلف نهي الناس عن تحري الدعاء عند القبور ، ومن ذلك ما ورد عن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب أنه رأى رجلاً يجئ إلى فرجة كانت عند قبـر النبـي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو فنهاه فقال : ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبـي عن جدي عن رسول صلى الله عليه وسلم قال : لا تــتخذوا قبـرى عيداً ، ولا بـيوتكم قبوراً ، وسلموا عليَّ ، فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم .[9]
قال ابن تيمية رحمه الله : فهذا علي بن الحسين ، زين العابدين ، وهو من أجل التابعين علما ودينا ، حتى قال الزهري : (ما رأيت هاشميا مثله) ، وهو يذكر هذا الحديث بإسناده ، ولفظه : (لا تتخذوا بيتي عيدا ، فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم) ، وهذا يقتضي أنه لا مزية للسلام عليه عند بيته ، كما لا مزية للصلاة عليه عند بيته[10] ، بل قد نهى عن تخصيص بيته بهذا وهذا .[11]
فعلي بن الحسين – الذي هو أعظم وأعلم رجل من أهل البيت ، ومن أعرف الناس بحقوق جده صلى الله عليه وسلم ، قد أنكر على الرجل الذي كان يأتي إلى سدة القبر[12] للدعاء عندها ، ولا يعرف له مخالف ، فهو إجماع من الصحابة على تحريم الدعاء عند القبور .

الثالث : ومن أدلة بطلان تحري الدعاء عند القبور أن الباعث على ذلك هو تعظيم أهلها ، والواجب أن يكون باعث المسلم على الدعاء وسائر العبادات هو تعظيم أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، لا تعظيم المخلوقين من المقبورين وغيرهم .

الرابع : أن دعاء الله عند قبور الصالحين وسيلة عظمى إلى الوقوع في دعاء صاحب القبـر نفسه ، لاسيما من كان في حالة اضطرار ، وما كان وسيلة إلى محرم فهو محرم ، قال السيوطي في كتابه «الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع» ما نصه :
وقد يحكى عندها[13] من الحكايات التي فيها تأثير مثل أن رجلا دعا عندها فاستجيب له ، أو نذر لها فقضيت حاجته ، أو نحو ذلك ، وبمثل هذه الأمور كانت تعبد الأصنام ، وبمثل هذه الشبهات حدث الشرك في الأرض .[14]
 



فصل في بيان قول الإمام مالك وغيره من العلماء في مسألة تحري الدعاء عند القبور


ومما قاله أهل العلم في هذا الباب ما أُثر عن الإمام مالك رحمـه الله في بدعية الدعاء عند قبـر النبـي صلى الله عليه وسلم ، فقبر غيره أولى بكونه بدعة ، وقد نقل هذا الأثر عنه القاضي عياض في « المبسوط » حيث قال رحمـه الله :
وليس يلزم من دخل المسجد وخرج منه من أهل المدينة الوقوف بالقبـر ، وإنما ذلك للغرباء .
وقال أيضا : لا بأس لمن قدم من سفر أو خرج إلى سفر أن يقف على قبـر النبـي صلى الله عليه وسلم فيصلي عليه ويدعو له ولأبـي بكر وعمر[15] .
فقيل له : فإن ناسا من أهل المدينة لا يَقدمون من سفر ولا يريدونه ، ويفعلون ذلك في اليوم مرة أو أكثر ، وربما وقفوا في الجمعة أو الأيام المرة أو المرتين أو أكثر عند القبر ، فيسلمون ويدعون ساعة .
فقال : لم يبلغني هذا عن أحد من أهل الفقه ببلدنا ، وتركه أوسع ، ولا يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ، ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك ، ويكره إلا لمن جاء من سفر أو أراده . [16]
وتأمل قول مالك رحمـه الله : (يدعو له ولأبـي بكر وعمر) ، ولم يقل يدعو لنفسه ، وذلك لما استقر في شريعة الإسلام من أن الغرض من زيارة القبـر الدعاء للميت لا الزائر .
فهذا قول الإمام مالك رحمـه الله في مسألة زيارة قبـر النبـي صلى الله عليه وسلم ، وقول الإمام مالك رحمـه الله قوي لقربه من العهد النبوي ولكونه في المدينة .
وانظر ما قاله ابن تيمية رحمه الله في « مجموع الفتاوى » (27/129-130) ، و «اقتضاء الصراط المستقيم» (2/728) ، وكذا ماقاله ابن القيم في «إغاثة اللهفان»  ، رحمهم الله .
 



خلاصة


وبناء على ما تقدم ، يتبـين لنا أن الدعاء عند القبور ليس له خصوصية استجابة وفضل في الشريعة الإسلامية ، بل القبور كغيرها من البقاع التي لا فضيلة في الدعاء عندها ، كشواطئ الأنهار وجوانب الطرقات والبقاع التي لا يحصي عددها إلا الله ، ولم يخصها الله بفضيلة .
وإذا كان الأمر كذلك ؛ فتحري دعاء الله عند القبور بدعة ، ودعوى أن له فضيلة يعتبر من القول على الله بغير علم ، وهذا من كبائر الذنوب ، قال تعالى )قل إنما حرم ربـي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينـزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون( .
والذي يشرع لمن زار المقبرة أن يسلم على أهل المقبرة ، ويذكر الدعاء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم :
السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين ، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون .[17]
وزاد في حديث بريدة الأسلمي : أسأل الله لنا ولكم العافية .[18]
نسأل الله أن يوفقنا لتوحيده واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم آمين .
 



ملحق بأسباب إجابة الدعاء الشرعية


ذكرنا في أول الكتاب أن الله سبحانه شرع أسبابا لإجابة الدعاء ، فمن تتبعها وتحراها فإن دعاءه قريب للإجابة إن شاء الله تعالى ، وفيما يلي سرد لتلك الأسباب وأفرادها ، ليكون القارىء على بصيرة من الحق وضده ، فإنا لما علمنا الأسباب البدعية ؛ نطلع هنا على الأسباب الشرعية ، لنكون على بصيرة من أمرنا .
وأسباب إجابة الدعاء ستة أنواع:
النوع الأول أسباب متعلقة بذات الداعي .
النوع الثاني أسباب متعلقة بعبادة قام بها الداعي .
النوع الثالث أسباب متعلقة بحال الداعي .
النوع الرابع أسباب متعلقة بزمن الدعاء .
النوع الخامس أسباب متعلقة بمكان الدعاء .
النوع السادس والأخير أسباب متعلقة بآداب الدعاء .

النوع الأول: أسباب متعلقة بذات الداعي
فأما الأسباب المتعلقة بذات الداعي فسبب واحد ، وهو أن يكون الداعي قائما بما أمر الله به عباده من الأوامر ، منته عما نهى الله عنه من النواهي ، كما قال تعالى )ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله( ، أي يستجيب لهم الدعاء ، فعلق الإجابة هنا بالإيمان والعمل الصالح .
وقال )وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون( ، فوصف من يستجيب لهم دعاؤهم بالعبادة ، التي هي فعل الطاعات وترك السيئات .
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول : إن خير التابعين رجل يقال له أويس ، وله والدة ، وكان به بـياض ، فمروه فليستغفر لكم .
فكان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد[19] أهل اليمن سألهم : أفيكم أويس بن عامر ؟ حتى أتى على أويس فقال له : (استغفر لي) ، فاستغفر له.[20]
فوصف النبي صلى الله عليه وسلم أويسا بشدة بره بوالدته ، وربط ذلك بكونه مستجاب الدعوة .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا يرد دعاؤهم : الذاكر الله كثيرا ، ودعوة المظلوم ، والإمام المقسط .[21]
فبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن دعاء الذاكر الله كثيرا قريب للإجابة .
ولما كان دعاء الرجل الصالح قريبا للاستجابة ؛ كان الصحابة يأتون إلى النبـي صلى الله عليه وسلم ليدعو لهم إذا نـزلت بهم نازلة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل الصالحين ، فعن خبَّاب بن الأرَت قال : شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة ، قلنا له : ألا تستـنصر لنا ؟ ألا تدعو الله لنا ؟ .[22]
فالحاصل أنه كلما كان الإنسان أكثر صلاحا وقربا إلى ربه كان دعاؤه قريب للإجابة .

النوع الثاني: أسباب تتعلق بعبادة قام بها الداعي ، وهي ثلاثة عشرة

الدعاء قبل التسليم من الصلاة ، فعن أبي أمامة الباهلي قال : قيل : يا رسول الله ، أي الدعاء أسمع ؟
قال : جوف الليل الآخر ، ودبر الصلوات المكتوبات .[23]
أي آخر الصلاة قبل التسليم ، لأن دبر الشيء منه ، يدل لهذا حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : كنت أصلي ، والنبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر معه ، فلما جلست بدأت بالثناء على الله ، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم دعوت لنفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سل تعطه ، سل تعطه .[24]
دعاء العبد وهو ساجد ، والدليل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم : وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ، فقمِن[25] أن يستجاب لكم .[26]
الدعاء بين الأذان والإقامة ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة .[27]
وجاء في أثر عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسول الله ، إن المؤذنين يفضلوننا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قل كما يقولون ، فإذا انتهيت فسل تعطه .[28]
دعاء الصائم ، والدليل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم : ثلاث دعوات لا ترد : دعوة الوالد ، ودعوة الصائم ، ودعوة المسافر .[29]
دعاء الحاج والمعتمر ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : الغازي في سبيل الله ، والحاج والمعتمر وفد الله ، دعاهم فأجابوه ، وسألوه فأعطاهم .[30]
الدعاء عند الملتزم ، وهو الجزء من الكعبة الممتد بين الحجر الأسود وباب الكعبة ، وسمي ملتزما لأن الناس يلتزمونه ويدعون عنده ، والدليل حديث ابن عمر قال : استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الـحَجر[31] فاستلمه ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلا ، فالتفت فإذا هو بعمر يبكي ، فقال : يا عمر ، هاهنا تسكب العبرات .[32]
الدعاء عند زحف الصفوف للقتال ، للحديث السابق ، ولحديث سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثنتان لا تردان ، أو قلما تردان : الدعاء عند النداء ، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا .[33]
الدعاء عند شرب ماء زمزم ، لحديث جابر رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماء زمزم لما شرب له .[34]
ومن أساب الإجابة ؛ الدعاء بعد قول )لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين( ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت : )لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين( ، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له .[35]
الدعاء عند التعار من الليل ، أي الاستيقاظ في وسط الليل ، وذِكر الدعاء الوارد في ذلك ، لحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من تعار من الليل فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، الحمد لله وسبحان الله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال : اللهم اغفر لي أو دعا استجيب ، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته .[36]
وعن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أوى إلى فراشه طاهرا يذكر الله حتى يدركه النعاس ؛ لم يتقلب ساعة من الليل سأل الله شيئا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه .[37]
ومن الأعمال الصالحة التي شرعها الله لإجابة الدعاء ؛ التوسل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا كما قال تعالى ]ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها[ ، وهو كقول يا رحمن ارحمني ، يا رزاق ارزقني ، ويا غفار اغفر لي ، ونحو ذلك .
ومن الأعمال الصالحة التي شرعها الله لإجابة الدعاء ؛ التوسل بدعاء رجل صالح حي حاضر ، بأن يذهب المسلم إلى رجل من أهل الصلاح والاستقامة ، ويطلب منه أن يدعو له الله عز وجل أن يفرج عنه ما هو فيه من كربة ، أو يدعو له بالتوفيق والنجاح ، فإن هذا من أسباب إجابة الدعاء ، ولهذا كان الصحابة يأتون إلى النبـي صلى الله عليه وسلم ليدعو لهم إذا نـزلت بهم نازلة ، أو أصابهم قحط ، وقد ورد هذا عن بعض السلف أيضا .
ومن الأعمال الصالحة التي شرعها الله لإجابة الدعاء ؛ توسل الداعي بعمل صالح قام به ، كأن يقول : اللهم بإيماني بك ، واتباعي لرسولك ، وببري بوالدَي ، اغفر لي وارحمني ، وفرج عني ما أنا فيه ، وارزقني الولد ونحو ذلك.
والدليل على مشروعية التوسل بالأعمال الصالحة ما ذكره الله في القرآن الكريم من توسل المؤمنين بإيمانهم ليقيهم عذاب النار كما في قوله تعالى ]ربنا إننا سمعنا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وقنا عذاب النار[.
ومن الأدلة أيضا توسل الثلاثة الذين انطبق عليهم فم الغار بأعمالهم الصالحة ، فتوسل الأول ببره بوالديه ، وتوسل الثاني بتعففه عن الزنا ، وتوسل الآخر بأمانته في المعاملات فانكشفت عنهم الصخرة فخرجوا ، والقصة مخرجة في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنه .[38]

النوع الثالث: أسباب متعلقة بحال الداعي ، وأهمها ستة

1.   دعوة المظلوم ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما أرسله إلى اليمن : واتق دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب .[39]
2.   دعاء الوالد لولده أو على ولده ، والدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم : ثلاث دعوات لا ترد : دعوة الوالد ، ودعوة الصائم ، ودعوة المسافر .[40]
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهن : دعوة الوالد ، ودعوة المسافر ، ودعوة المظلوم .
وفي رواية الترمذي: دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد على ولده .[41]
3.  دعوة المسافر ، ودليلها الحديثان المتقدمان .
4.  دعاء الأخ لأخيه المسلم في ظهر الغيب ، لحديث أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك : ولك بمثل .[42]
ولفظ أحمد : آمين ، ولم بمثل .[43]
قال الطرطوشي رحمه الله : وهذا الحديث يفيد فائدة عظيمة ، لأنه إذا استجيب لك في أخيك لأنه غائب عنك ؛ رجونا أن يستجاب للملك فيك لأنك غائب عنه .[44]
5. الدعاء عند سماع صياح الديكة ، لحديث : إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله ، فإنها رأت ملكا ، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا.[45]
تنبيه: أما الدعاء عند نزول الغيث فقد ورد فيه حديث ضعيف ، وهو حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثنتان لا تردان – أو : قلما تردان - : الدعاء عند النداء ، وتحت المطر .[46]

النوع الرابع: أسباب متعلقة بزمن الدعاء ، وهي أربعة

1.  الدعاء في الساعة التي في يوم الجمعة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال : فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي[47] ، يسأل الله تعالى شيئا ؛ إلا أعطاه إياه .
وأشار بيده يقللها .[48]
وقوله (يقللها) فيه إشارة إلى قلة وقتها ومرورها بسرعة .
وقد جاء في تعيين تلك الساعة حديثين ، الأول حديث حديث أبي موسى الأشعري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة .[49]
والثاني حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يوم الجمعة اثنا عشر ساعة ، فيها ساعة لا يوجد فيها عبد مسلم يسأل الله شيئا إلا آتاه إياه ، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر .[50]
قال ابن القيم في « زاد المعاد » :
وأرجح هذه الأقوال قولان تضمنتهما الأحاديث الثابتة  ، وأحدهما أرجح من الآخر .
الأول : أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة ، وحجة هذا القول حديث أبي موسى .
والقول الثاني : أنها بعد العصر ، وهذا أرجح القولين ، وهو قول عبد الله بن سلام وأبو هريرة والإمام أحمد وخلق ، وحجة هذا القول حديث أبي سعيد وأبي هريرة الذي رواه أحمد في «مسنده»[51] ، وحديث جابر .
قال سعيد ابن منصور في « سننه » عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمعوا فتذاكروا الساعة التي في يوم الجمعة ، فتفرقوا ولم يختلفوا أنها آخر ساعة من يوم الجمعة .
ثم قال ابن القيم : وهذا هو قول أكثر السلف ، وعليه أكثر الأحاديث ، ويليه القول بأنها ساعة الصلاة ، وبقية الأقوال لا دليل عليها .
وعندي أن ساعة الصلاة ساعة ترجى فيها الإجابة أيضا ، فكلاهما ساعة إجابة ، وإن كانت الساعة المخصوصة هي آخر ساعة بعد العصر ، فهي ساعة معينة خلال اليوم ، لا تتقدم ولا تتأخر ، وأما ساعة الصلاة فتابعة للصلاة ، تقدمت أو تأخرت ، لأن لاجتماع المسلمين وصلاتهم وتضرعهم وابتهالهم إلى الله تعالى تأثيرا في الإجابة ، فساعة اجتماعهم ساعة ترجى فيها الإجابة ، وعلى هذا تتفق الأحاديث كلها ، ويكون النبي صلى الله عليه وسلم قد حض أمته على الدعاء والابتهال إلى الله تعالى في هاتين الساعتين .[52]
وعلى هذا فالمقصود بقوله (قائم يصلي) في حديث أبي هريرة الأول أي يدعو ، فإن الصلاة تأتي بمعنى الدعاء ، كما في قوله تعالى )وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم([53] ، أي ادع لهم .[54]
أما معنى القيام في قوله (قائم يدعو) هو الملازمة للشيء وليس معناه الوقوف ، فهذا معنى ثاني وليس هو المقصود هنا ، أفاد بهذا بعض شراح الحديث .
2.  الدعاء في جوف الليل ، لحديث جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن في الليل لساعة ، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه ، وذلك كل ليلة .[55]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، يقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له .[56]
والجمع بين الحديثين أن أرجى وقت لهذه الساعة المباركة هو الثلث الأخير من الليل .
3. الدعاء في شهر رمضان ، لحديث : إن لله عتقاء في كل يوم وليلة ، لكل عبد منهم دعوة مستجابة.[57]
4.  الدعاء يوم عرفة للحاج ، لحديث : خير الدعاء دعاء يوم عرفة .[58]

النوع الخامس أسباب زمانية مكانية

1.  من هذه الأسباب الدعاء صبيحة يوم العبد للحاج في المشعر الحرام ، ويقع في طرف المزدلفة من جهة منى ، ودليله حديث جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بات في المزدلفة ، فلما صلى الصبح ركب ناقته حتى أتى المشعر الحرام ، فاستقبل القبلة ، فدعا الله وكبره وهلله ووحده ، فلم يزل زاقفا حتى أسفر جدا .[59]
فتحري الدعاء في ذلك الوقت في ذلك المكان أمر مسنون ، وقريب للإجابة إن شاء الله ، تأسيا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم .

النوع السادس: أسباب متعلقة بآداب الدعاء ، ورؤوسها ثلاثة عشرة

1. استصحاب حسن الظن بالله وتيقن الإجابة ، (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة) ، أي أن الله لا يخيبكم ، وهذا إذا صدق الداعي في الرجاء وأخلص الدعاء ، لأنه إذا لم يكن رجاؤه واثقا لم يكن دعاءه خالصا متضرعا ، فالقلب ملك والجوارح عبيد .
وقوله صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني .[60]
2. الدعاء بإلحاح ورقة وإخلاص وتضرع ، فإن الإخلاص والتذلل سر الإجابة ، عملا بقوله تعالى )ادعوا ربكم تضرعا وخفية(.
وفي إخفاء الدعاء عشر فوائد ذكرها ابن تيمية كما في «مجموع الفتاوى» (15/15-22) .
3. الدعاء بحضور قلب ، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه : ادعوا الله وأنتم موقنون بالاجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب ٍ غافلٍ لاهٍ .[61]
(أي ينبغي أن يكون قلبك حاضرا وأنت تدعو ، متفهما لما تقول ، وتذكر أنك تخاطب رب العزة والجلال ، فلا يليق بك وأنت العبد الذليل أن تخاطب مولاك بكلام لا تعيه ، أو بجمل عفوية قد اعتدت تكرارها دون التفهم لفحواها أو الإدراك لمعانيها). [62]
وقال ابن سعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى من سورة الأعراف )ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين * ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا([63].
الدعاء يدخل فيه دعاء المسألة ودعاء العبادة ، فأمر بدعائه تضرعا ، أي إلحاحا في المسألة ودُؤوبا في العبادة ، وخفية ، أي لا جهر وعلانية يُخاف منه الرياء ، بل خفية وإخلاصا لله تعالى ، )إنه لا يحب المعتدين( أي المتجاوزين للحد في كل الأمور ، ومن الاعتداء كون العبد يسأل الله مسائل لا تصلح له ، أو ينقطع في السؤال ، أو يبالغ في رفع صوته بالدعاء ، فكل هذا داخل في الاعتداء المنهي عنه .
)ولا تفسدوا في الأرض( ، بعمل المعاصي ، )بعد إصلاحها( بالطاعات ، فإن المعاصي تفسد الأخلاق والأعمال والأرزاق ، كما قال تعالى )ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس( ، كما أن الطاعات تصلح بها الأخلاق والأعمال والأرزاق وأحوال الدنيا والآخرة ، )وادعوه خوفا وطمعا( ، أي خوفا من عقابه وطمعا في ثوابه ، طمعا في قبولها وخوفا من ردها ، لا دعاء عبد مُدلٍ على ربه ، قد أعجبته نفسه ، ونزّل نفسه فوق منزلته ، أو دعاء من هو غافل لاه .
وحاصل ما ذكر الله من آداب الدعاء ؛ الإخلاص فيه لله وحده ، لأن ذلك يتضمنه الخفية وإخفاؤه وإسراره ، وأن يكون القلب خائفا طامعا ، لا غافلا ولا آمنا ولا غير مبال بالإجابة ، وهذا من إحسان الدعاء ، فإن الإحسان في كل عبادة بذل الجهد فيها وأداؤها كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه . انتهى .
4. ومن آداب الدعاء إظهار الفقر إليه برفع اليدين إلى السماء ، ففي هذا إظهار للذلة والافتقار لله العزيز الجبار ، فعن سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال : إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا.[64]
5. ومن آداب الدعاء الاعتراف بالذنب إن كان الدعاء متعلقا بطلب المغفرة ،  
ومن تأمل استغفار الأنبياء وجد ذلك واضحا ، قال آدم )قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين(.[65]
وقال ذا النون )وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين(.
وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : علمني دعاء أدعو به في صلاتي . قال : قل : اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك ، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم .[66]
وعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : سيد الاستغفار أن يقول :
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .[67]
6. ومن آداب الدعاء وصف الحال ، ومن ذلك دعاء زكريا في أول سورة مريم )قال ربإني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا( ، فمهد لدعائه بما يستدعي الرحمة ويستجلب الرأفة ، من كبر السن ، وضعف الحال ، ثم توسل باستجابة الله إليه فيما مضى ، فقال )ولم أكن بدعائك رب شقيا(.
وقال موسى لما سقى للمرأتين )رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير( ، فجاءه الخير لما جاءته إحدى المرأتين تدعوه لزيارة أبيها ومن ثم وجد عملا يغنيه عن الفقر )فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا(.
7. ومن آداب الدعاء تقديم الثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بين يدي الدعاء ، قال تعالى )ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها(.
وعن بريدة الأسلمي أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ، فإذا رجل يصلي يدعو يقول : اللهم إني أسألك بأني أشهدك أنك لا إله إلا أنت ، الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد .[68]
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ، لقد سأل الله باسمه الأعظم ، الذي إذا سئل به أعطى ، وإذا دعي به أجاب .
 والثناء على الله بذكر ربوبيته من أعظم ما يثنى به على الله ، بأن يقول الداعي : يا رب أسألك كذا وكذا ، ولهذا فإن كثيرا من الأدعية القرآنية تبدأ بذكر ربوبيته ، ومن ذلك قوله تعالى )ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار( ، وقوله )ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا( ، وقوله )ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا( ، وغيرها كثير .
وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يصلي[69] ، فمجد الله وحمده وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ادع تجب وسل تعط .[70]
وفي رواية : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل : عجِل هذا ، ثم دعاه ، فقال له ولغيره: إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ، ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ليدع بعد بما شاء .[71]
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض ، لا يصعد منه شيء ، حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم .[72]
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه موقوفا : كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد وعلى آل محمد صلى الله عليه وسلم .[73]
8. ومن أسباب إجابة الدعاء عدم استعجال الإجابة ، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول: دعوت فلم يستجب لي .[74]
وقال النبـي صلى الله عليه وسلم : ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن تُعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها .
قالوا : إذا نكثر ، قال : الله أكثر .[75]
وتأخير الإجابة قد يكون لحكمة يعلمها الله عز وجل ، فالنفس البشرية تحب المال والغنى ، فلو استجاب الله للناس دعاءهم بكثرة الأموال فلربما بغوا وطغوا ، وصدق الله )ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينظل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير(.
9. ومن آداب الدعاء ؛ الدعاء بجوامع الدعاء وترك التفاصيل ، فعن عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك .[76]
ومن ذلك ما رواه مسلم عن فروة بن نوفل الأشجعي قال : سألت عائشة عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به الله .
قالت : كان يقول اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل .[77]
وعن ابن أبي موسى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء : رب اغفر لي خطيئتي وجهلي ، وإسرافي في أمري كله ، وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي ، وجهلي وجدي ، وكل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، أنت المقدم وأنت المؤخر ، وأنت على كل شيء قدير .[78]
وعن أنس قال : كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .[79]
قال عماد الدين ابن كثير رحمه الله في تفسير سورة البقرة[80]:
الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي ، من عافية ، ودار رحبة ، وزوجة حسنة ، ورزق واسع ، وعلم نافع ، وعمل صالح ، ومركب هنيء ، وثناء جميل ، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين ، ولا منافاة بينها ، فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا .
وأما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه ، من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات ، وتيسير الحساب ، وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة .
وأما النجاة من النار فهو يقتضى تيسير أسبابه في الدنيا ، من اجتناب المحارم والآثام ، وترك الشبهات والحرام . انتهى .
ولا شك أن الأدعية الواردة في الكتاب والسنة هي من جوامع الدعاء ، ومعصومة من الخطأ ، ومباركة ، فالتزامها خير من التزام غيرها ، من حشو الكلام الذي لا فائدة فيه ، والسجع المتكلف والأوصاف التفصيلة ، وطول الكلام والالتواء فيه .
ومما يشير إلى ذلك ما رواه أبو نَعامة أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول : اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها .
فقال : أي بني ، سل الله الجنة وتعوذ من النار ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء .[81]
وروى أبو نعامة أيضا عن ابن سعد أنه قال : سمعني أبي وأنا أقول : اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا ، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا ، فقال : يا بني ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : سيكون قوم يعتدون في الدعاء ، فإياك أن تكون منهم ، إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير ، وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر .[82]
وقال ابن عباس رضي الله عنه : وانظر السجع من الدعاء فاجتنبه ، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب .[83]
10.  ومن أسباب إجابة الدعاء العزم فيه وعدم التراخي ، لحديث أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن: اللهم إن شئت فاعطني ، فإنه لا مستكره له .[84]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يقولن أحدكم (اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت) ، ليعزم المسألة ، فإنه لا مستكره له .[85]
والتخيير يشعر باستغناء العبد عن الإجابة ، فالواجب العزم وعدم التخيير .
11.  ومن أسباب إجابة الدعاء الدعاء ثلاثا ، ودليله حديث ابن مسعود رضي الله عنه : كان إذا دعا دعا ثلاثا ، وإذا سأل سأل ثلاثا .[86]
والظاهر أن هذا ليس شرطا أساسيا لعدم التزام النبي صلى الله عليه وسلم به ، وإنما هو من باب المستحبات .
12.  ومن أسباب إجابة الدعاء المواظبة على الدعاء في جميع الأحوال ، في الرخاء وفي الشدة ، وعدم الغفلة ، فإن هذا سبب في إجابة دعاءه في حال الشدة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكُرب ؛ فليكثر الدعاء في الرخاء .[87]
13.  ومن أسباب إجابة الدعاء طيب المأكل ، والدليل على ذلك حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيها الناس ، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال )يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم( ، وقال )يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم( ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث أغبر ، يمد يديه إلى السماء ؛ (يا رب ، يا رب) ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك.[88]

ثبت لمراجع الكتاب

1.  المعجم الأوسط ، سليمان بن أحمد الطبراني ، الناشر دار الحديث
2.  الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار ، عبد الله بن أبي شيبة ، الناشر مكتبة دار الباز ، مكة
3.  مصنف عبد الرزاق
4.  شعب الإيمان ، أبي بكر البيهقي ، الناشر مكتبة الرشد
5.  سنن النسائي الكبرى ، الناشر مكتبة الرشد
6.  سنن الدارمي ، الناشر دار القلم
7.  فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، إسماعيل القاضي ، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني ، المكتب الإسلامي
8.  اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم ، ابن تيمية ، الناشر مكتبة الرشد
9.  الرد على الإخنائي ، ابن تيمية ، دار الخراز
10. الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع ، جلال الدين السيوطي ، الناشر دار ابن القيم ، ط 2 .
11. الشفا بتعريف حقوق المصطفى ، القاضي عياض اليحصبي ، الناشر دار ابن رجب
12. النبذ المستطابة ، سليم الهلالي ، الناشر دار ابن الجوزي
13.  كتاب الدعاء ، عبد الله الخضيري ، الناشر مدار الوطن للنشر
14.  زاد المعاد في هدي خير العباد ، ابن القيم ، الناشر مؤسسة الرسالة

 

----------------------------------
[1] المقصود بالأمر هو الدين .
[2] رواه البخاري (2697) ، ومسلم (1718) عن عائشة رضي الله عنها .
[3] رواه مسلم (1718) .
[4] « اقتضاء الصراط المستقيم » (2/687 – 688) .
[5] صححه ابن تيمية في « الاقتضاء » (2/669) .
[6] كتاب قصر الصلاة في السفر ، باب ما جاء في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
[7] (8/88 - 89) برقم (3854) .
[8] رقم (6724) .
[9] رواه أبو يعلى في « مسنده » ، (1/361) رقم (469) ، وابن أبي شيبة في «المصنف» (7541) ، وإسماعيل القاضي في «فضل الصلاة على النبي» (20) ، وقال الألباني في حاشيته عليه : حديث صحيح بطرقه وشواهده ، وقد خرجتها في «تحذير الساجد».
[10] يشير إلى حديث : لا تجعلوا بيوتكم قبورا ، ولا تجعلوا قبري عيدا . . . الخ .
[11] « الرد على الإخنائي » ، ص 265 .
[12] سدة القبر هو فناؤه وما حوله . انظر «لسان العرب» .
[13] أي القبور .
[14] ص 123 ، الناشر دار ابن القيم ، ط 2 .
[15] تأمل رعاك الله قول مالك – يدعو له ولأبـي بكر وعمر – ولم يقل يدعو الداعي لنفسه لما عرف في شريعة الإسلام أن الدعاء عند القبور إنما هو لأصحاب القبور خصوصا وأما الزائر فيدخل ضمنا في دعاء دخول المقبـرة في قوله : (يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين) ، فماذا نقول لمن جعل الأصل في الدعاء عند القبور أن يكون للزائر ونسي الميت ؟
[16] نقله عنه القاضي عياض في « الشفا بتعريف حقوق المصطفى » ، (2/98 - 99) ، باب في حكم زيارة قبره صلى الله عليه وسلم ، وفضيلة من زاره وسلم عليه ، وكيف يسلم ويدعو ، الناشر دار ابن رجب .
وكذا ابن تيمية كما في « مجموع الفتاوى » (27/118) ، (4/363) .
تنبيه : في المطبوعة : (رأي) بدل (رأيـي) ، ولعله تصحيف ، وما أثبته من « مجموع الفتاوى » ، (27/118) .
[17] رواه مسلم (974) ، عن عائشة رضي الله عنها .
[18] رواه مسلم (975) .
[19] هم الجماعة الغزاة الذين يمدون جيوش الإسلام في الغزو ، واحدهم مدد . «شرح النووي على صحيح مسلم» .
[20] رواه مسلم (2542) ، وأحمد (1/38-39) .
[21] رواه البيهقي في «شعب الإيمان» (588 ، 7358) ، وحسنه الألباني كما في «الصحيحة» (1211) .
[22] رواه البخاري (3612) .
[23] رواه الترمذي (3499) ، والنسائي في «الكبرى» (9856) ، وحسنه الألباني.
[24] رواه الترمذي (593) ، وقال الألباني: حسن صحيح .
[25] أي حريٌّ .
[26] رواه مسلم (479) وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما ، ورواه عبد الله بن أحمد في زوائده على مسند أبيه (1/155) عن علي رضي الله عنه ، وقال محققو «المسند»: حسن لغيره .
[27] رواه أبو داود (521) واللفظ له ، والترمذي (212) وأحمد (3/155) ، وصححه الألباني .
[28] رواه أبو داود (524) ، وقال الألباني : حسن صحيح .
[29] رواه البيهقي (3/345) عن أنس بن مالك ، وخرجه الألباني في «الصحيحة» (1797) .
[30] رواه ابن ماجه (2893) ، وحسنه الألباني كما في الصحيحة (1820) .
[31] أي الحـجر الأسود .
[32] رواه ابن خزيمة (4/212) وابن ماجه (2945) .
[33] رواه أبو داود (2540) ، والدارمي (1182) ، وصححه الألباني .
[34] رواه أحمد (3/357) ، وابن ماجه (3062) ، وصححه الألباني .
[35] رواه الترمذي (3505) والنسائي (10417) في «الكبرى» ، وصححه الألباني .
[36] رواه البخاري (1154) .
[37] رواه الترمذي (3526) والنسائي (10573) في «الكبرى» ، وأبو داود (5042) ، وصححه الألباني .
[38] رواه البخاري (2215) ، ومسلم (2743) .
[39] رواه البخاري (1496) ومسلم (19) .
[40] تقدم تخريجه .
[41] رواه أبو داود (1536) ، والترمذي (1905) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، وحسنه الألباني .
[42] رواه مسلم (2732) ، واللفظ له ، وانظر القصة بطولها في «المسند» (6/452) .
[43] رواه أحمد في «المسند» (6/452) .
[44] «الدعاء المأثور وآدابه» ، ص 70 ، نقلا من « النبذ المستطابة » للشيخ سليم الهلالي ، ص 67 .
[45] رواه البخاري (3303) ومسلم (2729) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه .
[46] رواه أبو داود (2540) ، وضعفه الألباني .
[47] سيأتي بيان معنى القيام قريبا إن شاء الله .
[48] رواه البخاري (935) ، ومسلم (852) .
[49] رواه مسلم (853) .
[50] رواه أبو داود (1048) والنسائي (1389) ، واللفظ له ، وصححه الألباني .
[51] (2/272) .
[52] انظر « زاد المعاد » (1/388 – 394) ، باختصار وتصرف يسير .
[53] سورة التوبة ، الآية 103 .
[54] انظر تفسير ابن جرير للآية .
[55] رواه مسلم « 757 » .
[56] رواه البخاري (1145) ومسلم (758) .
[57] رواه أحمد (2/254) ، وقال محققو «المسند» (12/420) : إسناده صحيح على شرط الشيخين ، ورواه البزار بسنده كما في «كشف الأستار» (962) ، وقال الألباني في «صحيح الترغيب» (1002) : صحيح لغيره .
[58] رواه الترمذي (3585) ، وحسنه الألباني .
[59] رواه مسلم (1218) .
[60] أخرجه البخاري (7405) .
[61] رواه الترمذي (3479) والحاكم (1/493) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، وحسنه الألباني رحمه الله .
[62] « كتاب الدعاء » لعبد الله الخضيري ، ص 23 .
[63] سورة الأعراف ، الآية 56 .
[64] رواه ابن حبان (3/160) ، وابن ماجه (3865) ، وصححه الألباني .
[65] سورة الأعراف ، الآية 23 .
[66] رواه البخاري (834) ومسلم (2705) .
[67] رواه البخاري (6306) .
[68] رواه ابن حبان (3/174) وابن ماجه (3857) ، وصححه الألباني .
[69] أي يدعو ، لأن الصلاة تأتي بمعنى الدعاء .
[70] رواه النسائي (1283) والترمذي (3476) وأبو داود (1331) ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وصححه الألباني رحمه الله .
[71] رواه الترمذي (3477) ، وابن خزيمة (1/351) ، والبيهقي (2/148) ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وصححه الألباني رحمه الله .
[72] رواه الترمذي (486) ، وصححه الألباني رحمه الله .
[73] رواه الطبراني في «الأوسط» (725) ، وصححه الألباني رحمه الله كما في «السلسلة الصحيحة» (2035).
[74] رواه البخاري (6340) ومسلم (2735) .
[75] رواه أحمد (3/18) ، والبخاري في « الأدب المفرد » (710) ، عن أبـي سعيد الخدري رضي الله عنه . وقال محققو «المسند» : إسناده جيد . (17/214)
[76] رواه أبو داود (1482) وابن أبي شيبة (29156) ، وصححه الألباني .
[77] رواه مسلم (2716) .
[78] رواه البخاري (6398) ومسلم (2719)
[79] رواه البخاري (6389) ومسلم (2690) .
[80] الآية رقم 201 .
[81] رواه أبو داود (96) ، وابن ماجه (3864) وابن حبان (15/166) ، وصححه الألباني رحمه الله .
[82] رواه أبو داود (1480) ، وقال الألباني: حسن صحيح .
[83] رواه البخاري (6337) .
[84] رواه البخاري (6338) .
[85] رواه البخاري (6339) .
[86] رواه مسلم (1794) .
[87] رواه الترمذي (3382) ، وصححه الألباني .
[88] رواه مسلم (1015) .


 

ماجـد الرسي
  • كتب عربية
  • رسائل العقيدة
  • "English"انجليزي
  • "Philippino"الفلبينية
  • كتب بلغات أخرى
  • بريد الكاتب e-mail
  • الصفحة الرئيسية