دعني أقولها لك أيها القارئ..
فقط حينما تكون جاداً في البحث عن علاج شهوتك أقرأ الموضوع!
أخي..
بين عينيك -التي طالما نظرت إلى حرام ولم تبالي بما تراه من حرام- رسالة
أكتبها أنا بقلم يسيل دماً وألم وحسرة مما عملته يداي، وحسرة مما فات من
عمري.
إنني الآن أحس بحقيقة الحياة..
أجد الراحة التي كنت أبحث عنها في المواقع الإباحية والصور الخليعة
كنت أبحث وأبحث بالساعات الطوال والدقائق الثمينة بلا مبالاة عن إشباع
شهوتي الزائفة!!
كنت أعتقد أنني لن أرتاح إلا حينما أقوم بعمل العادة السرية أمام مناظر
خالعة..
وتباً لهذا التفكير!!
فقد كنت أبكي فور انتهائي من مشاهدة هذه المناظر، لأن عقلي يرجع فور
إنتهائي منها، وكأنني كنت مجنوناً لا يدرك ولا يحس بما حوله!!
ثم أنظر إلى الساعة لأجد أنه قد مضى من الوقت خمس ساعات أو أكثر..!!
إنني وإلى الآن أذكر ذلك اليوم الذي قضيت فيه الكثير والكثير من الوقت من
أجل هدف دنيء.
تميل نفسي نحو العادة السرية، وقد كنت أعتقد أنني سأتركها يوماً قريباً،
ربما غداً وإن غداً لناظره قريب!! إنه إدعاء زائف
لكن تتلاشى هذه الأحلام حينما أتفاجئ أنني أكرر هذه العادة باستمرار ودون
توقف!!
لم أستيقظ من غفلتي إلا متأخراً
أستطيع وصف حالتي أنني كالنائم! والآن أنا مستيقظ!! أنظر للحياة الحقيقة
بعين صادقة
الآن لست أخادع نفسي –كما كنت –
نعم.. لقد كنت لا أرضى عن عملي سابقاً
فعندما أدخل لغرفتي والتي بها جهاز الحاسب أتأكد من خلو الغرف المجاورة
وأغلق الأبواب وأطفئ الأنوار- ويا لتعاسة حظي- فقد كنت اعتقد أنه لا أحد
يراني.. والملائكة من فوقي تسجل وتحصي عملاً عملاً، لقد كنت أتناسى الآية
التي تقول( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب وعتيد)
وإن مَنْ يُغلق الأبواب ويريد الخلوة إما لعمل شنيع قبيح أو لعمل صادق خالص
لله –وشتان بينهما-. فتباً لمن جهّز نفسه لعادة قبيحة، وطوبى لمن جهّز نفسه
لعمل صالح وتقي.
آه.. من أيام أضعتها أمام صور سخيفة خليعة
آه.. ضاعت سنين طوال أرتجي فيها إشباع شهوتي
إنني حزين لما فاتني من أعمال خير كان ينبغي أن أعملها في ذلك الوقت
فيا لله كم من ليلة قضيتها وحيداً أخلو بهذه الشاشة التي بين عينيك لأخدع
نفسي بأن مشاهدة الصور أمر ممتع..!!
وغيري يخلو بربه يسجد ويصلي، يصوم ويزكي ويعطي الفقراء المال والصدقة
أنا هنا في هذا الكرسي أقضي أحلى وقتي في أتعس مشاهد !!
ولشدة غبائي فإني أكرر نفس الخدعة!! يوماً بعد يوم، ربما أنني لا أتركها
إلا في رمضان، فهذا موسم جليل.
ولكن مع السنين أصبحت أفكر وبجدية في الإفطار قبل الناس..؟؟؟
ليس على شرب ماء أو أكل طعام،، إنما على العادة السرية..!!!
لماذا تستغرب أن يكون هكذا تفكيري أيها القارئ..
وأنا قد تعوّدت على أن أفعلها باستمرار في غيره من الشهور
ولن أنسى اليوم الذي أفطرت فيه بسبب العادة السرية..!!
إنني الآن أدعو الله أن يغفر لي عما بدر مني في ذلك اليوم
كنت غبياً ليس لي هم سوى القيام بهذه العادة السرية
الآن أجد مرارة عملها..!
فأمراض وأمراض وهم وغم وحزن وألم وضنك. يقول تعالى( ومن أعرض عن ذكري فإن
له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى، قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت
بصيراً ،قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)
والله لن تجدها أنت الآن ولكن تذكر كلمتي هذه، فإن الأمراض والأحزان
والهموم والغموم آتية لا محالة.
لن تجد من ينصحك وينبهك من غفلتك التي أنت الآن عليها..!
تنبه يا مسكين لحالك السيئة، إنني أجزم انك لست راضٍ عن نفسك فكيف لك
بالاستمرار على هذا الوضع..؟
أخي..
هل تعتقد أنك مستور..؟؟
والله والله إنك مفضوح، ربما لم يكشف أحد سرك إلى الآن، لكن والله الذي لا
إله غيره سيأتيك يوم لن تنساه يفضحك الله ويكشف سرك
وأنت تقوم بعمل لا يرضاه الله ورسوله.
أخي..
عد معي إلى الحياة السعيدة
وإلى الاطمئنان الذي تبحث عنه
فكر بالواقع الذي حولك؛ أبحث عن حل دائم
لا تحاول العبث بنفسك
روحك الغالية تنتظر عمل خير عظيم
ونفسك تتوق دائماً للخير فلا تحرمها
تقدم للعمل واترك الكسل واستيقظ!
فالناس تقدموا بالأعمال وأنت لا تزال
في صفوف النيام حيران لا تدري ما تعمل
هيا أعلنها وأدرك نفسك كما أدركت نفسي
إن الواقع أن الإنسان سيعيش مكبلاً إن
رضى بهذا العمل الوقح،، وسيبقى ذليلاً
مُهاناً عند الله وعند الناس وفي كل حال
وتأكد وتيقن أن الراحة والسعادة
حينما تقلع عن عادة سرية لا تغني أبداً
وإنما هي تضيق النفس وتحزن الخاطر
وتنكد العيش وتكدر الحياة في نظر الناظر
نعم.. الآن الآن وإلا فمتى..؟؟
هل ستبقى هكذا حتى الزواج
حتى تكبر..حتى تصبح رجل يُعتمد عليه؟
أغلق منافذ الشر وافتح ينابيع الخير
وإني والله أتأمل فيك الخير
وأجد انك ستكون مثلي إن شاء الله
مسرور سعيداً أستطيع التحدث بكل طلاقة
وأستطيع فهم الحياة بشكل صحيح
والله ستبكي إن لم تعي وتفهم ما أقول
والله ستندم حينما تعود لما كنت عليه
الآن وليس بعد قليل..
أنضم معنا في ركب السعداء المسرورين
لكي تحيا حياة جميلة سعيدة مليئة بالصفاء
ستدرك كلامي بعد عشرة أيام فقط..!
أرسل رسالتك التي تعبر عن شعورك إن
كنت قد أقلعت عن هذه العادة بعد عشرة أيام
إنني بانتظار رسالة تبشرني أنك عائد وصادق
وأنك قوي تستطيع الوقوف أمام كل العوائق التي أمامك.
حبيبك والمشفق عليك
تائب.
azazz@islamway.net
العادة السرية
أخي وحبيبي في الله
: إن هذه العادة المسماة بالسرية وما هي والله إلا بالعادة السيئة الخبيثة
، فهي تُفسد عليك دنياك وآخرتك ، فاضرارها الدنيوية الجسدية معلومة لكل من
له أدني مسكة من عقل ، ولكن الخطر كل الخطر في اضرارها الأخرويه يوم تقف
بين يديّ الملك الجبار الذي لا يخفي عليه شيء في الأرض ولا في السماء .
أخي : أريد هذا
الحوار أن يدور بداخلك بينك وبين نفسك ، وهو : أن تقول لنفسك والله لو فعلت
هذه العادة السيئة مرة أخري لأخبرن فلان من مشايخنا الذين نحسبهم من
الصالحين وليكن مثلا : الشيخ محمد حسان أو الشيخ إبراهيم الدويش أو الشيخ
نبيل العوضي أو ........ ، بأن أقوم بالإتصال به هاتفياً وأقول له ياشيخ
أنا أسكن في المكان الفلاني وأسمي هو .... ورقم هاتفي هو .... ، وأنا ياشيخ
أريدك أن تتعرف عليّ وأن نكون أصدقاء وخلان ولكن عندي شيء أريد أن أخبرك به
وهو أنني أمارس العادة المسماة بالسرية وعندما تحدثني نفسي بفعل العادة
السرية أذهب إلي الخلاء أو إلي حجرتي ، وأُحكم الغلق ، ثم أتيقن من عدم
رؤية أي شخص لي ، ثم أتجرد من ملابسي ، ثم أفعل العادة السرية ؟؟!!
بالله عليك هل سيوافق علي إتخاذك صاحب أو صديق ؟؟!!
ثم بالله عليك هل ستقدر علي فعل ذلك من الأتصال به وإخباره بما تفعل
؟؟؟!!!!
أخي : أمّات قللبك
، أمّا تعرف أن رب محمد حسان ورب الدويش ورب العوضي ورب الناس كلهم وخالقهم
يراك ومُطلعٌ عليك ، حين أخفيت عن الناس قبح فعلك ، وأظهرته لمن يراك ولا
تغيب عنه طرفة عين ولا أقل من ذلك ، ثم أظهرته إلي الملائكة المقربين
الصالحين المعصومين ، أما تستحي ، أفأمنت مكر الله ، أفأمنت عقاب وسخط الله
، أتجاهلت أن لك رباً يعلم ما هو كائن منك … ، أما تخشي من قوله سبحانه "
وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا
مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ " قال القرطبي : " المسخ تبديل الخِلقة وقلبها
حجرا أو جمادا أو بهيمة ، قال الحسن : أي لأقعدناهم فلا يستطيعون أن يمضوا
أمامهم ولا يرجعوا وراءهم . وكذلك الجماد لا يتقدم ولا يتأخر ، وق يكون
المسخ تبديل صورة الإنسان بهيمة " .
أخي : أما تستحي
منه جل وعلا ، أما تخشي من الوقوف بين يديه ، وقرآئتك لأعمالك عليه ، أمّا
تخشي من معاتبته أياك ، أخي : أما تخشي أن يقول لك : أجعلتني أهون الناظرين
إليك ؟!!!!
أما تخشي أن يُقال لك من قِبل الله : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى
، أما تخشي أن يُقال لك من قبل الله سبحانه وتعالي : أن كذب عبدي فأفرشوه
من النار و افتحوا له بابا إلى النار . أما تخشي أن يقول الله في حقك :
ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى
الْمُتَكَبِّرِينَ .
أخي : أما سألت
نفسك ما هذه الغفلة ، ما هذا التيه ، ما هذا الغبن الذي أنا فيه ؟؟؟؟!!!!
أخي : تخيل أنك حين
تتجرد من ثيابك لتفعل تلك الفعلة الخبيثة جاءك ملك الموت ليقبض روحك ، ثم
يوم القيامة تُبعث علي تلك الحال التي مِت عليها ، أخي : أفأمنت مكر الله
؟؟!! . أما علمت أن الجزاء من جنس العمل ، ومن عاش علي شيء مات عليه ومن
مات علي شيء بعثه الله عليه ، ومن صفّي صُفَّيَ له ، ومن كدّر كُدر عليه ،
قال ابن القيم : " إن العبد إذا وقع في شدة أو كربة أو بلية خانه قلبه
ولسانه وجوارحه عما هو أنفع شيء له فلا ينجذب قلبه للتوكل على الله تعالى
والإنابة إليه والجمعية عليه والتضرع والتذلل والانكسار بين يديه ولا
يطاوعه لسانه لذكره وان ذكره بلسانه لم يجمع بين قلبه ولسانه فلا ينحبس
القلب على اللسان بحيث يؤثر فيه الذكر ولا ينحبس اللسان والقلب علي المذكور
بل إن ذكر أو دعا ذكر بقلب غافل لاه ساه ولو أراد من جوارحه أن تعينه بطاعة
تدفع عنه لم تنقد له ولم تطاوعه وهذا كله أثر الذنوب والمعاصي كمن له جند
يدفع عنه الأعداء فأهمل جنده وضيعهم وأضعفهم وقطع أخبارهم ثم أراد منهم عند
هجوم العدو عليه أن يستفرغوا وسعهم في الدفع عنه بغير قوة هذا وثم أمر أخوف
من ذلك وأدهي وأمر وهو أن يخونه قلبه ولسانه عند الاحتضار والانتقال الى
الله تعالى فربما تعذر عليه النطق بالشهادة كما شاهد الناس كثيرا من
المحتضرين أصابهم ذلك حتى قيل لبعضهم قل لا إله إلا الله فقال آه آه لا
أستطيع أن أقولها وقيل لآخر قل لا إله إلا الله فقال شاه رخ غلبتك ثم قضى
وقيل لآخر قل لا إله إلا الله فقال يارب قائلة يوما وقد تعبت أين الطريق
الى حمام منجاب ثم قضى" وقال:" وإذا كان العبد في حال حضور ذهنه وقوته
وكمال إدراكه قد تمكن منه الشيطان واستعمله بما يريده من المعاصي وقد أغفل
قلبه عن ذكر الله تعالى وعطل لسانه من ذكره وجوارحه عن طاعته فكيف الظن به
عند سقوطه قواه واشتغال قلبه ونفسه بما هو فيه من ألم النزع وجمع الشيطان
له كل قوته وهمته وحشد عليه بجميع ما يقدر عليه لينال منه فرضته فان ذلك
آخر العمل فاقوي ما يكون عليه شيطانه ذلك الوقت وأضعف ما يكون هو في تلك
الحالة فمن تري يسلم علي ذلك فهناك يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في
الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء فكيف يوفق
لحسن الخاتمة من أغفل الله سبحانه قلبه عن ذكره واتبع هواه وكان أمره فرطا
فبعيد من قلب بعيد من الله تعالى غافل عنه متعبد لهواه مصير لشهواته ولسانه
يابس من ذكره وجوارحه معطلة من طاعته مشتغلة بمعصية الله أن يوفق لحسن
الخاتمة ولقد قطع خوف الخاتمة ظهور المتقين وكأن المسيئين الظالمين قد
أخذوا توقيعا بالايمان أم لكم أيمان علينا بالغة الي يوم القيامة ان لكم
لما تحكمون سلهم أيهم بذلك زعيم
يا
آمنا مع قبيح الفعل يصنعه *** أهل أتاك توقيع أم أنت تملكه ؟
جمعت شيئين أمناً واتباع هوى *** هذا وإحداهما في المرء تهلكه
والمحسنون على درب المخاوف قد *** ساروا وذلك درب لست تسلكه
فرطت في الزرع وقت البذر من سفه *** فكيف عند حصاد الناس تدركه
هذا وأعجب شىء فيك : زهدك في *** دار البقاء بعيشٍ سوف تتركه
من السفيه اذاً بالله ؟ أنت أم الــــ *** مغبون في البيع غبنا سوف تدركه "
انظر إلي المسيء
العاصي الذي كان يتعلل بعسي ، ولعل ويري جنده الأفلّ ، وحزبه الأقلّ ،
وناصره الأذل ؛ فلا يرعوي ولا يزدجر ، ولا يفكر ولا يعتبر ، ولا ينظر ولا
يستبصر ، حتي إذا وقعت رايته ، وقامت قيامته ، وهجمت عليه منيته ، وأحاطت
به خطيئته ، فانكشف له الغطاء ، وتبدت له موارد الشقاء ، صاح واااخيبتاه !
واااثكل أماه ! وااسوء منقلباه ! .
هيهات هيهات ، ندم والله حيث لا ينفع الندم ، وأراد التثبيت بعدما زلت به
القدم ، فخر صريعا لليدين والفم ، إلي حيث ألقت رحلها أو قشعم .
أخي : تخيل أن
شخصاً ما يراقبك ليراك في كل حال في غرفتك ، فقام بوضع كاميرا في غرفتك ،
وأنت لا تعلم ، ثم لما دخلت أنت لتمارس هذه العادة السيئة ، ففوجيء هذا
الرجل الذي يجلس أمام الجهاز الذي يراقبك من خلاله ، وهو يعلم عنك مثلاً
أنك من أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أو من أهل الصلاة والزكاة
وقيام الليل ، أو من أهل الإسلام ... ، فوجيء بك تُحكم غلق حجرتك ثم تتجرد
من ملابسك ، أو من بعضها ثم تفعل هذه العادة ، تخيل أخي أنه قام بجمع أباك
وأمك وزوجتك وأولادك ، ومن كنت تأمرهم بالمعروف وتنهاهم ن المنكر ، ثم عرض
عليهم هذا المشهد المؤلم ، أستحلفك بالله : كيف سيكون حالك ؟؟؟!!!
ليس ببعيد أن تقتل نفسك من الحياء الشديد ، أو أن تختفي عن الناس كلهم
جميعاً .
أخي ألست بموقنٍ أن
الله يراك ، ألم تسمع قوله سبحانه في سورة البلد :" أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ
يَرَهُ أَحَدٌ " أي : أيظن في فعله أن الله لا يراه ويحاسبه علي الصغير
والكبير ؟ بل قد رآه الله وحفظ عليه أعماله ، ووكل به الكرام الكاتبين ،
لكل ما عمله من خير وشر .
ثم قرره بنعمه ، فقال :" أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا
وَشَفَتَيْنِ " للجمال والبصر والنطق ، وغير ذلك من المنافع الضرورية فيها
، فهذه نعم الدنيا ، ثم قال في نعم الدين :" وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ "
أي : طريقي الخير والشر ، بينا له الهدي من الضلال ، والرشد من الغيّ ،
فهذه المنن الجزيلة ، تقتضي من العبد أن يقوم بحقوق الله ، ويشكر الله علي
نعمه ، وأن لا يستعين بها علي معاصيه .
أخي : ألا تخاف قول
الله عز وجل :" وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ
يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ
وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " أي : يوم يرد
أول أهل النار علي آخرهم ، ويتبع آخرهم أولهم ، ويُساقون إليها سوقاً
عنيفاً ، لا يستطيعون امتناعاً ولا ينصرون انفسهم ولا هم ينصرون ، " حَتَّى
إِذَا مَا جَاؤُوهَا " أي حتي إذا وردا علي النار ، وأرادوا الإنكار –
إنكار ما عملوه من المعاصي – " شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ
وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا " أي شهد عليهم كل عضو من
أعضائهم ، فكل عضو يقول : أنا فعلت كذا وكذا يوم كذا وكذا ، فالسمع يقول
سمعت الغناء يوم كذا وكذا ، والبصر يقول : وأنا رأيت الصور الجنسية يوم كذا
وكذا ، واليد مع الفرج يقولان : ونحن فعلنا العادة السرية يوم كذا وكذا
وكذا و..... .
أخي يامن تُرضي
فرجك وشهوتك ، سيشهدون عليك بين يديّ الله ورب الكعبة .
ثم يقول علام الغيوب :" وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ
عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن
ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ *
وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ
فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ " أي : وما كنتم تحاذرون من شهادة
أعضائكم عليكم ولكن ظننتم بإقدامكم علي المعاصي أن الله لا يعلم كثيراً مما
تفعلون فلذلك صدر منكم ما صدر ، وهذا الظن ، صار سبب الهلاك والشقاء ،
ولهذا قال الله تعالي :" وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم
بِرَبِّكُمْ " الظن السيء حيث ظننتم به ما لا يليق بجلاله ، " أَرْدَاكُمْ
" أي أهلككم . " فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ " لأنفسهم وأهليهم بسبب
الأعمال التي أوجبها لكم ظنكم بربكم ، فحقت عليكم كلمة العقاب والعذاب ،
فكأن الله يقول : فهذا جزاء من قل حياؤه مني .
أخي : إن ألقي لك
الشيطان شبهة بأن بعض العلماء قال بجواز تلك الفعلة الخبيثة مثل الإمام
أحمد إمام أهل الزهد والورع ، فهذا الكلام أولاً مشكوك فيه ، فإن الإمام
ابن تيميه – قدس الله روحه – قال في مجموع الفتاوي عندما سُئل عن رجل يهيج
عليه بدنه فيستمني بيده ..؟
فأجاب : أما ما نزل من الماء بغير إختياره فلا إثم عليه ولكن عليه الغسل
إذا نزل الماء الدافق وأما ما نزل بأختياره بأن يستمني بيده فهذا حرام عند
أكثر العلماء ، وهو أحد الروايتين عن أحمد بل أظهرهما " قرأت أخي :" بل
أظهرهما " . ثم إن المرجع عندنا كتاب الله عز وجل قال الإمام أحمد بن حنبل
رحمه الله :" لا تقلدني ولا تقلد مالكاً ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا
الثوري ، وخذ من حيث أخذوا " .
فأتقي الله ، وأعلم
أنه قال :" وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى
أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ
مَلُومِينَ " قال السعديّ :" في قوله :" فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ " الذين تعدوا ما أحل الله إلي ما حرمه ،
المتجرئون علي محارم الله"
وقال صاحب الظلال
في الجزء الرابع في سورة المؤمنون آية ( 5 )" وَالَّذِينَ هُمْ
لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ " وهذه طهارة الروح والبيت والجماعة . ووقاية
النفس والأسرة المجتمع بحفظ الفروج من دنس المباشرة في غير حلال ، وحفظ
القلوب من التطلع إلي غير حلال ، وحفظ الجماعة من انطلاق الشهوات فيها بغير
حساب ، ومن فساد البيوت فيها والأنساب " وقال :" والجماعة التي تنطلق فها
الشهوات بغير حساب جماعة مُعرضة للخلل والفساد " ثم قال أيضاً :" والقرآن
هنا يُحدد المواقع النظيفة التي يحل للرجل أن يودعها ذرة الحياة عَلَى
أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ
مَلُومِينَ " ويقول في قول الله :" فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ " يقول :" وراء الزوجات وملك اليمين ، ولا
زيادة بطريقة من الطرق ، فمن ابتغي وراء ذلك فقد عدا الطريقة المُباحة ،
ووقع في المحرمات " .
قال الإمام القرطبي في تفسيره : قال محمد بن الحكم: سمعت حرملة بن عبد
العزيز قال: سألت مالكا عن الرجل يجلد عميرة - الاستمناء -، فتلا هذه الآية
"والذين هم لفروجهم حافظون" - إلى قوله - "العادون". وهذا لأنهم يكنون عن
الذكر بعميرة .
وقال بعض العلماء: إنه كالفاعل بنفسه، وهي معصية أحدثها الشيطان وأجراها
بين الناس حتى صارت قيلة، ويا ليتها لم تُقَل؛ ولو قام الدليل على جوازها
لكان ذو المروءة يعرض عنها لدناءتها. أخي : ولو قام الدليل على جوازها لكان
ذو المروءة يعرض عنها لدناءتها .
المراجع :
1- تفسير القرطبي .
2- في ظلال القرآن لسيد قطب .
3- الجواب الكافي لأبن القيم .
4- العاقبة في ذكر الموت والآخرة لعبد الحق الأشبيلي .
5- فتاوى ابن تيميه .
وجزاكم الله خيراً . وحقوق الطبع لكل مسلم سواء بالتجارة أو التوزيع الخيري
، وجزي الله الآمرون بالمعروف ، والناهون عن المنكر خيراً .
أخوكم : محمد عمران
Omran_1984@islamway.net