اطبع هذه الصفحة


أحسن طرق الحفظ (لحفظ القرآن الكريم والحديث النبوي ومتون العلم منثورها ومنظومها)


بسم الله الرحمن الرحيم


كتب أحد المشايخ المعاصرين المغمورين رسالة يوصي فيها طلاب العلم بالاجتهاد في طلبه، والجد في تحصيله..
ثم عرج على الطريقة المثلى التي يرى أنها أفضل طريقة للحفظ .. فاقتبستها ثم نسقتها واعتمدتها للنشر.

سائلاً الله عز وجل أن ينفع بها وأن يجزيه بها خيرًا

قال - حفظه الله -:
وأحْسَنُ طُرُقِ الحِفْظِ: بَعْدَ عَونِ اللهِ تعالَى وتَقْواهُ ما رأيْتُهُ في كِتابِ (تَعْليمِ المُتَعَلِّمِ طَريقَ التعَلُّمِ) وغَيرِهِ منَ الكتُبِ وما جَرّبْتُهُ، وهوَ أنْ تَنْظُرَ في المِقْدارِ الذي تَسْتَطيعُ حِفْظَهُ بِقِراءَتِهِ مَرَّتَيْنِ مِن الكتابِ، منْ حيثُ لا تَحتاجُ إلى قراءَتِهِ أكْثَرَ من مَرَّتَينِ سواءٌ قلَّ المقْدارُ أو كَثر؛ ثم كَرِّرِ المِقدارَ الذي حَفِظْتَهُسًبْعينَ مرةً أو مائةَ مرَّةٍ دونَ النظرِ في الكتابِ؛ فتكونَ بذلك قدْ تمكَّنْتَ من حَفظِهِ إن شاء الله؛ ثم احْفظْ قدْراً آخرَ بِنَفسِ الطريقِ الذي بَيَّنْتُ لك؛ ثم ضُمَّ القدْرَ الأولَ إلى الثانِي وكَرِّرْهُما مَعاً خَمْسَ مرات؛ ثم تضيفُ قدراً ثالثاً فرابعاً...؛ وهكذا؛ وكلما حفظتَ قدراً جديداً ضَمَمْتَهُ إلى ما قَبْلَهُ من المَقاديرِ وكرّرْتَ الجِميعَ خَمْساً، ولا فَرقَ في ذلكَ كلِّهِ بَينَ القرْآنِ الكريمِ والحديثِ النبَويِّ ومُتُونِ العِلْمِ مُنُثُورِها ومَنْظُومِها، حتى تَأْتِيَ على حِفظِ ما أرَدْتَ فِي وقْتٍ قليلٍ إن شاء الله.


واعْلم أنكَ متى عَوَّدْتَ نَفْسكَ
 على حِفظِ قَدْرٍ مُعَيَّنٍ بِقِراءَتِهِ مَرَّتَيْنِ كما أخْبَرتُكَ أمكنَكَ أن تَزيدَ على المِقدارَ شَيئاً بعدَ شيءٍ حتى إنكَ تَبْلُغُ مِعَ المُداوَمَةِ وحُسْنِ التَّدَرُّجِ وجِميلِ الصبرِ إلى حِفْظِ الصفْحَةِ كامِلَةً بِقراءَتِها مَرَّتَينِ إن شاءَ الله.

وأما مُراجَعَةُ المُحْفُوظِ؛ فما حَفِظْتَهُ بالأَمْسِ تُكَرِّرُهُ اليومَ خَمْسَ مرات؛ وما كانَ قبلَ الأمْسِ تُكرِّرُهُ اليومَ أربعاً وما قبلَهُ فثلاثٌ؛ فثِنْتانِ لما قبلَ ذلكَ؛ فواحدَةٌ لما قَبلَ الثِّنْتَيْنِ، وتَجْعَلُ لكَ في كُلِّ عَشَرَةِ أيامٍ إلى أسبُوعَينِ يَوماً تُراجِعُ فِيهِ جَمِيعَ ما مَضى من مَحْفوظك.

ومِنْ مَحاسِنِ هذه الطريقَةِ في الحِفظِ أنها لا تَحتاجُ مَنَ الوقْتِ غَيرَ وقتِ التَّكْرارِ للمَحْفوظِ؛ ثم إنكَ تَستَطيعُ الحِفظَ بِها أثناءَ سَيرِكَ وتَنُقُّلِكَ؛ وفي حِلِّكَ وتَرْحالِكَ؛ وفِي رُكُوبِكَ وعلى قدَمَيكَ؛ إذ لا تُحْوِجُكَ إلى الجُلوسِ والصمْودِ للكِتابِ ساعاتٍ طَويلَةً كما هِيَ الطريقَةُ المَعْهُودَةُ بَينَ الطلابِ.

وهذه الطريقة بِحَمْدِ اللهِ طَرِيقَةٌ مَجَرَّبِةٌ قَدِيمَةٌ عِنْدَ السلف، وقَدْ أرشدْتُ إليها عدداً منَ الطلَبَةِ فَحَفِظُوا بها ما لَمْ يَتَأَتَّ لهم حِفْظِهُ في سَنَواتٍ طَويلَة، وأعْجبُ مِنْ هذا أنَّنِي دَلَلْتُ علَيها بعْضَ كِبارِ السنِّ من العامَّةِ مِمَّنْ لا يَقْرأُ ولا يَكْتُبُ مِن الرجالِ والنساءِ فَحَفِظُوا بِها مِن قِصارِ سُورِ القرآنِ الكريمِ وبعضِ الأدْعِيَةِ مالَمْ يتمكَّنُوا من حِفْظِهِ من قَبْلُ وللهِ الحمد، والحافِظَةٌ كغَيرِها من الآلاتِ الجارِحَةِ في الإنسانِ تَنْمُوا بالتدريبِ وطولِ المِراس.


واعْلمْ وفَّقكَ اللهُ أنكَ مَتى حَفِظتَ العِلْمَ خالصاً للهِ تعالَى كانَ سَبَباً في حَفظِكَ!؛ فإنهُ داخِلٌ في قَولِ رَسولِ الله صلى الله عليهِ وسلم: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، فإنَّ حِفْظَ اللهِ بِحِفظِ أَوَامِرِهِ ونواهِيهِ؛ وذلكَ لا يَكُونَ إلا بِحِفظِ العِلْمِ والعَمَلِ بِهِ رَزَقَنِي اللهُ وإياكَ أحْسَنَ القَولِ والعَمل.


والحمدُ للهِ ربِّ العالَمِينَ.

 

طلب العلم

  • مقدمة الموسوعة
  • منهجية الطلب
  • القراءة
  • دراسة الفنون
  • الحفظ
  • أدب الحوار والخلاف
  • متفرقات
  • المكتبة
  • الأفكار الدعوية
  • الموسوعة