صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







من أوقف كتاباً أو كُتباً

عبدالعال سعد الرشيدي


بسم الله الرحمن الرحيم

 
اتفق الفقهاء على عدم صحة وقف كتب الضلال والسحر وكتب أهل الكتاب المحرفة ونحوها من الكتب المحرمة شرعاً ، سواء أكانت قصداً أو تبعاً ، لأن في وقفها إعانة على معصية ، والوقف يراد به التقرب إلى الله سبحانه وتعالى . ([1])
 
 قال ياقوت الحموي - رحمه الله - :
حينما كان في مرو وأقمت بها ثلاثة أعوام ولولا ما عرا من ورود التتر إلى تلك البلاد وخرابها لما فارقتها إلى الممات لما في أهلها من الرِّفْد ، ولين الجانب ، وحسن العشرة ، وكثرة كتب الأصول المتقنة بها ، فإني فارقتها وفيها عشر خزائن للوقف لم أر في الدنيا مثلها كثرة وجودة . ([2])
 
 سابور بن اردشير .
وُزر لبهاء الدولة أبي نصر بن عضد الدولة ثلاث مرات ، وكان كاتباً شديداً ، وابتاع دارا بين السورين في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة وحمل إليها كتب العلم من كل فن وسماها ( دار العلم ) ، وكان فيها أكثر من عشرة آلاف مجلد ، ووقف عليها الوقوف وبقيت سبعين سنة وأحرقت عند مجيء طغرلبك في سنة خمسين وأربعمائة .
وقال ابن كثير : ابتاع الوزير أبو نصر سابور بن أزدشير داراً بالكرخ وجدد عمارتها، ونقل إليها كتبا كثيرة، ووقفها على الفقهاء، وسماها ( دار العلم ) ، وأظن أن هذه أول مدرسة وقفت على الفقهاء، وكانت قبل النظامية بمدة طويلة.([3])
 
 محمد بن حبان البستي أبو حاتم الإمام العلامة الحافظ شيخ خراسان.
قال الخطيب: ذكر مسعود بن ناصر السجزي تصانيف ابن حبان، فقال:( تاريخ الثقات )، ( علل أوهام المؤرخين ) مجلد، ( علل مناقب الزهري ) عشرون جزءا،
( علل حديث مالك ) عشرة أجزاء، ( علل ما أسند أبو حنيفة ) عشرة أجزاء .
وأشياء.الخ ...
وقال مسعود بن ناصر: وهذه التواليف إنما يوجد منها النزر اليسير، وكان قد وقف كتبه في دار، فكان السبب في ذهابها مع تطاول الزمان ضعف أمر السلطان، واستيلاء المفسدين . ([4])
 
الخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت أبو بكر البغدادي الفقيه الحافظ أحد الأئمة المشهورين .
 قال ياقوت الحموي - رحمه الله - : كان للخطيب شيء من المال فكتب إلى القائم بأمر الله: إني إذا مت، كان مالي لبيت المال، وأنا أستأذن أن أفرقه على من شئت، فأذن له، ففرقه على أصحاب الحديث، وكان مائتي دينار، ووقف كتبه على المسلمين ، وسلمها إلى أبي الفضل بن خيرون، فكان يعزها، ثم صارت إلى ابنه الفضل، فاحترقت في داره، ووصى الخطيب أن يتصدق بجميع ما عليه من الثياب.([5])
 
 عبد الله بن أحمد ابن الخشاب أبو محمد.
أعلم معاصرية بالعربية من أهل بغداد مولداً ووفاةً ،كان عارفاً بعلوم الدين، مطلعاً على شيء من الفلسفة والحساب والهندسة.
وقف كتبه على أهل العلم قبيل وفاته.
وذكر ابن النجار عنه : أنه لم يمت أحدٌ من أهل العلم وأصحاب الحديث إلا وكان يشتري كتبه كلها ، فحصلت أصول المشايخ عنده . ([6])
 
عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي الدمشقي أبو شامة .
صاحب كتاب الروضتين في أخبار الدولتين: الصلاحية والنورية .
وقف كتبه ومصنفاته جميعها في الخزانة العادلية بدمشق، فأصابها حريق التهم أكثرها. ولقب أبا شامة، لشامة كبيرة كانت فوق حاجبه الأيسر. ([7])
 
 هارون بن سالم أبا عمر القرطبي.
قال ابن عبد البر: سمع من عيسى بن دينار، ويحيى بن يحيى، ورحل إلى المشرق، فلقي أشهب وروى عنه، وعن أصبغ وعلي بن معبد، وسحنون، وروى عنه عامر بن معاوية القاضي. وأدخل العتبي من روايته المستخرجة في كتاب الإيمان بالطلاق. وكان منقطع القرين في الفضل ، والزهد ، والعلم ، وكان يحفظ المسائل حفظاً حسناً. إلا أن العبادة غلبت عليه ، كانت كتبه موقوفة عند أحمد بن خالد. ([8])
 
محمد بن عيسى بن فرج التميمي المقرئ. من أهل طليطلة .
عالماً بالقراءات ووجوهها ، ضابطاً لها مثقفاً لمعانيها ، إماماً ، ذا دين وفضل.
توفي بمدينة إشبيلية في منتصف ذي القعدة من سنة خمسٍ وثمانين وأربع مائة ، وحبس كتبه على طلبة العلم الذين بالعدوة. ([9])
 
 أبو عبد الله محمد بن علي بن ياسر، الأنصاري الجيّاني .
وقف كتبه على أصحاب الحديث . ([10])
ثابت بن منصور بن المبارك الكيلي، المقرىء المحدّث، أبو العز .
سمع الكثير، وكتب الكثير ، وخَرَّج تخاريج لنفسه عن شيوخه في فنون، وحَدَّث وسمع منه جماعة ، قال أبو الفرج ابن الجوزي : كان ديناً، ثقة، صحيح الإسناد. ووقف كتبه قبل موته. ([11])
 
مسعود بن ناصر بن عبد الله أبو سعيد الشجري .
أقام مدة ببغداد ، وسمع بواسط وبهراة ونيسابور وسجستان وغيرها ، وجال في الآفاق وحصل كتباً كثيرة ونسخاً نفيسة ، وكان حسن الخط صحيح النقل حافظا ضابطاً متقناً ومكثراً ، واحتبسه نظام الملك بناحية بيهق مدة ثم بطوس للاستفادة منه ثم انتقل في آخر عمره إلى نيسابور فاستوطنها ، ووقف كتبه فيها في مسجد عقيل .([12])
 
 محمد بن محمد بن لب الكناني من أهل مالقة .
كان ذاكراً للعلوم القديمة ، مُعتنياً بها ، عاكفاً عليها، متقدماً في علمها على أهل وقته، لم يكن يشاركه أحد في معرفتها، من الرياضيات والطبيعيات والإلآلهيات، ذاكراً لمذاهب القدماء ، توفي بمالقة ، ووصى قبل موته بوصايا من ماله ، في صدقات وأَشباهها، وحبَسَ داره وطائفةً من كُتبه على الجامع الكبير بمالقة . ([13])
 
 محمد بن أبي نصر بن فتوح الأزدي الحميدي الأندلسي .
ولد قبل العشرين وأربعمائة، وسمع الحديث ببلده، ومصر، والحجاز، والعراق، وهو مصنف "الجمع بين الصحيحين" وكان ثقة فاضلا، وقف كتبه فانتفع بها الناس.([14])
  
 محمد بن محمد بن محارب الصّريحي يعرف بابن أبي الجيش .
من أهل مالقة،كان من صدور المقرئين، وأعلام المتصدّرين تفنّنا واضطلاعا وإدراكا ونظرا، إماما في الفرائض والحساب، قائما على العربية، مشاركا في الفقه والأصول وكثير من العلوم العقلية. قعد للإقراء بمالقة، وخطب بجامع الرّبض.
توفي بمالقة في كائنة الطاعون الأعظم في أخريات ربيع الآخر من عام خمسين وسبعمائة، بعد أن تصدّق بمال كثير، وعهد بريع مُجْد لطلبة العلم، وحبس عليهم كتبه. ([15])
 
 علي بن طاهر أبو الحسن السلمى النحوي.
  كان ثقةً ديناً ، كانت له حلقة في الجامع، وقف فيها خزانةً فيها كتبه. ([16])
 
عبد الرحيم بن علي بن الدخوار الطبيب.
 كان فاضلاً حاذقاً بعلم الطب أستاذ عصره، تقدم على جميع أطباء زمانه، وقف داره وكتبه على الأطباء . ([17])
  
 الحسن بن أحمد بن الحسن الهمداني .
المقرىء المحدث، الحافظ الأديب اللغوي الزاهد أبو العلاء، المعروف بالعطار شيخ همدان ، عمل داراً للكتب وخزانة وقف جميع كتبه فيها ، وكان قد حصّل الأصول الكثيرة، والكتب الكبار الحسان بالخطوط المعتبرة، وانقطع إلى إقراء القرآن، ورواية الحديث إلى آخر عمره . ([18])
 
الوزير الكبير أبو طالب علي بن أحمد بن علي السميرمي .
وزير السلطان محمود السلجوقي، صدر معظم، كبير الشأن، شديد الوطأة، ذو عسف وظلم وسوء سيرة، وقف مدرسة بأصبهان وعمل بها خزانة كتب نفيسة.([19])
 
 الشيخة فاطمة بنت محمد الفضيلية الزبيرية .
قال البسام - رحمه الله - : الصالحة ، العالمة ، العابدة ، الزاهدة ولدت في الزبير ونشأت بها ، وقرأت على شيوخها ، وأكثرت عن الشيخ إبراهيم بن جديد فأخذت عنه التفسير ، والحديث ، والفقه ، وقرأت على غيره كثيراً وتوجهت إلى العلم توجهاً تاماً  ، وصار لها همة في جمع الكتب ، فجمعت كتباً جليلة في سائر الفنون .
ثم حجت وزارت ، ورجعت إلى مكة المشرفة وأقامت بها في بيتٍ ملاصق للمسجد ترى منه الكعبة المشرفة، وعزمت على الإقامة فيها إلى الممات .
وقال البسام : وذكر بعض من ترجم لها من علماء الزبير أنها شرحت  صحيح مسلم وأكملته ، ووقفت كتبها جميعها على طلبة العلم من الحنابلة . ([20])
 
طرائف ولطائف:

المفضل بن محمد بن معلى الضبي ، النحوي ، الأديب أبو العباس .
كان عالماً بالنحو ، والشعر ، والغريب ، وأيام الناس ، وكان يكتب المصاحف ويقفها في المساجد تكفيراً لما كتبه بيده من أهاجي الناس . ([21])
 
أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني النحوي اللغوي.
كان من الأئمة الأعلام في فنونه وهي: اللغة والشعر، وكان كثير الحديث كثير السماع ثقةً .
قال ولده عمرو: لما جمع أبي أشعار العرب ودونها كانت نيفا وثمانين قبيلة، وكان كلما عمل منها قبيلة وأخرجها إلى الناس كتب مصحفاً وجعله بمسجد الكوفة، حتى كتب نيفاً وثمانين مصحفاً بخطه. ([22])
 
 
 
المرجع : ( الشذرات في أخبار الكُتب والكُتاب والمكتبات ) .
عبدالعال سعد الرشيدي  
الكويت
 

---------------------------------------
([1]) مكانة الكتب وأحكامها في الفقه الإسلامي ( 163 ) .
([2]) معجم البلدان . ياقوت الحموي ( 5/ 134رقم 11168) .
([3]) المنتظم ( 15/ 172رقم3136 سنة 416هـ ) البداية والنهاية ( 11/ 333 سنة 383ه ) .
([4]) السير ( 16/ 95رقم70 ) .
([5]) معجم الأدباء (1/ 504 رقم 119) الأعلام . للزركلي (1/172) .
([6]) الأعلام .للزركلي (4/67) ذيل طبقات الحنابلة (3/266رقم 145) شذرات الذهب (4/403 سنه 567ه )
([7]) الأعلام . للزركلي ( 3/ 299 ) .
([8]) ترتيب المدارك ( 2/48 ) .
([9]) الصلة في تاريخ أئمة الأندلس ( 2/558 رقم 1225 ) .
([10]) نفح الطيب ( 2/157رقم 109 ) .
([11]) ذيل طبقات الحنابلة (3/156رقم 83) .
([12]) المنتظم ( 16/237رقم 3538 ) .
([13]) الإحاطة في أخبار غرناطة ( 3/ 56 ) .
([14]) الكامل في التاريخ ( 6/366 سنة488 ) نفح الطيب ( 2/115رقم 63 ) .
([15]) الإحاطة في أخبار غرناطة ( 3/ 55 ) .
([16]) معجم الأدباء ( 4/ 132رقم 588 ) .
([17]) النجوم الزاهرة ( 6/ 247سنة 629 ) السير( 22/ 316 ) شذرات الذهب(5/ 229 سنة 628 ه).
([18]) ذيل طبقات الحنابلة (3/ 271رقم 148 )
([19]) السير ( 19/ 432رقم 252 ) .
([20]) علماء نجد خلال ثمانية قرون (5/360رقم636 ) .
([21]) بغية الوعاة (2/248رقم2016 ) .
([22]) وفيات الأعيان (1/207رقم86 ) .

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

طلب العلم

  • مقدمة الموسوعة
  • منهجية الطلب
  • القراءة
  • دراسة الفنون
  • الحفظ
  • أدب الحوار والخلاف
  • متفرقات
  • المكتبة
  • الأفكار الدعوية
  • الموسوعة