بسم الله الرحمن الرحيم

منهج مقترح لإتقان علم التحقيق
 (القسم النظري)([1])

بات من المعلوم لدي قطاع كبير من مُريدي خوض غِمار تحقيق النصوص، أنه أصبح عِلما كاملا بكل ما تشمله كلمة "عِلمٍ" من معانٍ= له قواعده وضوابطه وأصوله التي لا يتسنى للمتصف بصفة(محقق تراث) أن يهملها، وكذلك أيضا به أمور لا يجمُل بالمحقق أن يَغفلها.

وكأي علمٍ تطبيقي فهو يشتمل على شقين:
* الشق التنظيري والذي يحوي القواعد والضوابط الكلية النظرية.
* والشق العملي والذي يتمثل في إعمال القواعد النظرية المدروسة وتطبيقها على النصوص المراد تحقيقها ونشرها.

وهذا اقتراح بأهم الكتب والمراجع التي يحسُن بمريد دخول هذا العلم الاطلاع عليها والنهل منها، ومثل أي علم فمريد التعلم يتدرج في مراحل ثلاث : بداية ....ثم توسط ....ثم تقدم([2])

ففي بداية الأمر أُرشح له ثلاثة كتب :
* ((تحقيق النصوص ونشرها)) د.عبد السلام هارون
* ثم ((ضبط النص والتعليق عليه)) د.بشار عواد
*  ثم ((قواعد تحقيق المخطوطات)) د.صلاح الدين المنجد

* فإذا أتقن هذه الثلاث ...وهي سهلة ميسورة متوفرة فعليه بـ:
* ((مناهج تحقيق التراث بن القدامى والمحْدَثين))  د. رمضان عبد التواب
* ((أدوات تحقيق النصوص ..المصادر العامة))  د. عصام الشنطي
* ((مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي))   د. محمود الطناحي

* ثم بعد هذه المرحلة ...أستحسن له النظر في أعمال العلماء الشوامخ القامات التي تُعد كالنماذج المضيئة في سماء علم التحقيق، والذين يقول عنهم د. علي أبو المكارم : (...بفضل ماقدموه من كنوز التراث؛ تحول التحقيق من فن تتعدد اتجاهاته وتختلف باختلاف المشاركين فيه، إلى علم له قواعده المطردة وأصوله الثابته) وذكرَ عِدة من الأكابر منهم :
الشيخ العلامة المحدث أبو الأشبال أحمد محمد شاكر
والعلامة الدكتور عبد السلام هارون
والأستاذ العلامة اللغوي أبو فهر محمود محمد شاكر
والأستاذ المحقق المدقق سيد أحمد صقر([3])، وهؤلاء الأربعة بالذات يقول عنهم الطناحي رحمه الله: (الأفذاذ من الرجال)([4])

ثم؛ ولو نظر بعناية في إخراج أحمد شاكر لرسالة الشافعي، وعمل سيد أحمد صقر على إخراجه لتراث ابن قتيبة،وعمل محمود شاكر على تفسير الطبري وطبقات فحول الشعراء = لاتضح له وبان كثير من ضوابط هذا الفن.   
ويمكن بالتزامن والتوازي مع المرحلة الثانية أن يبدأ في التطبيق العملي بعناية أحد العلماء عمل المتدرب المتعلم (لا المحقق الناشر) .

وأخيرا أنصح نفسي وإخواني بالعناية بالكتب التي جمعت بين دفتيها مقالات هؤلاء الأئمة ومن أهمها في نظري ، والتي تكسبُ المحقق ملكة مهارة
(مقالات سيد أحمد صقر، مقالات محمود الطناحي، مقالات محمود شاكر)

والله الموفق للسداد الهادي للرشاد
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله .

للملاحظات
أخوكم : أبو عبد الملك
Mam.202010@yahoo.com
 

----------------------------------------------------
[1] لم يتعرض المقال لموضوع (ثقافة المحقق) العلمية فهو موضوع كبير متشعب ، بل كان محصورا في إضائة الطريق أمام الشادين المحبين للدخول في هذا العلم.
[2] (ولن أعبر بالنهاية فالعلم لانهاية له فبالأولى التعلم والعلم كثير والعمر قصير)
[3] وممن ذكرهم أيضا في مقاله : (إبراهيم الإبياري، ومحمد أبو الفضل إبراهيم،و مصطفى السقا، ومحمد محيى الدين عبد الحميد،و شوقي ضيف، وعلى البجاوي، وعائشة عبد الرحمن ،وحسين نصار ).. انظر مقاله هذا بندوة العلامة عبد السلام هارون .كتاب ((شوامخ المحققين)) ص: 61-89
والمقصود بشوامخ المحققين في هذا الكتاب ممن لم يسبق ذكره في هذا المقال : (أحمد زكي باشا، أحمد تيمور باشا،  محمد مصطفى زيادة، أنطوني بيفان، جمال الدين الشيال.)
[4] مدخل إلى تاريخ نشر التراث ص: 90