اطبع هذه الصفحة


مطلقات في عمر الزهور

 


أعرف أنه لم يكن ذنبي أني لم أشعر بأي حب تجاهه. إلا أنني أحمد الله أن الانفصال قد تم منذ البداية قبل أن يكتب الله لي أن أحمل في أحشائي طفلاً منه.. أعرف أن أحلامي تهاوت.. وأن اللقب كان مخيفاً لي في البداية.. وكنت متخوفة من ردة فعل من حولي.. إلا أنني اعتدت على هذا الآن..
ربما لو لاحظت حولك.. لوجدت أن الطلاق، لم يعد ذلك الأمر النادر والغريب في مجتمعنا. فقد انتشر بشكل كبير جداً. وأصبحت هناك الكثير والكثير من حالات الطلاق لفتيات صغيرات وفي بداية سني زواجهن. وهذا يعتبر مؤشراً خطيراً يستدعي البحث فيه. فلم تعد هناك عائلة تخلو من حالة طلاق لشاب أو فتاة حديثة الزواج. ولكن الغريب في الأمر أن الأسباب بدأت تظهر بشكل مختلف عن السابق، فلم تعد هناك أسباب قوية، بل كثيراً ما تكون أسباباً غير وجيهة ولا تنبئ إلا عن (دلع) البنات وبحثن عن المثالية الزائفة في الحياة الزوجية، وعدم تحملهن لأي عقبة في بداية طريق حياتهن الزوجية، دون أن نغض البصر عن الأسباب الأخرى المتعلقة بالزواج.

الطلاق في عالم الفتيات.. يبدو منطقة محظورة تخشى الفتيات السؤال عنه، كما تُحرج الفتيات المطلقات من الحديث عنه، لذا حاولنا دخوله وكشف أغواره والبحث عن أسبابه في هذا التحقيق الذي نأمل أن يقدم شيئاً لحل هذه المشكلة الاجتماعية.


مريض نفسي . . . يقفل علي الأبواب


تقول سارة س. (23 سنة):
تزوجت بعد إنهائي للسنة الأولى في الجامعة، كان أهلي سعداء جداً بهذا الزواج. والحق يقال أننا لم ندقق في السؤال عنه كثيراً لأن أهله من عائلة معروفة، ولكن بعد الزواج وبعد عودتنا من شهر العسل بدأت ألاحظ عليه تصرفات غريبة، فهو يمنعني من الخروج إلا للضرورة القصوى وحتى عند ذهابي لأهلي كان يتصل كل فترة ليتأكد من وجودي هناك، ويمنعني حتى من الخروج معهم إلى أي مكان. ورغم أنني حاولت أن أجاريه وأطيعه في كل ما يريد، إلا أنه استمر في شكه وحرصه الغير طبيعي، حتى وصل به الأمر لأن يغلق نوافذ المنزل بالمفتاح بحجة أنه لا يريد الغبار، لكني فهمت أنه يخشى أن أطل منها!!!
وذات مرة عندما خرج، صادف أن مرت والدتي قرب منزلي وأرادت زيارتي، فلما أردت فتح الباب لها، اكتشفت أنه مقفول بالمفتاح، فاكتشفت أنه يقفل علي حتى الأبواب، ولا تسألي عن حرجي أمام أمي حين لم استطع فتح الباب لها، ولكنني تعللت لها بأن المفتاح ضائع.. وما أن عاد حتى صارحته بما اكتشفته وأنا أبكي، ففوجئت به يضربني كالمجنون، وعلمت عندها أنه إنسان غير طبيعي. فأسرعت بالاتصال على أهلي الذين أتوا مسرعين لينقذوني منه، رغم هيجانه الشديد.. وعندما أنهرت تماماً وصارحتهم بكل شيء منذ البداية.. فما كان منهم إلا سارعوا بإنهاء إجراءاتي والتفاهم مع أهله حتى طلقني. وقد علمت بعد فترة أنه كان يعالج نفسياً منذ أن كان يدرس في الجامعة وقد فصل منها بسبب اختلاله النفسي خلال تلك الفترة. لكن لا أقول سوى حسبي الله على أهله الذين غشونا وخدعونا ولم يخبرونا بعلته النفسية.



لم أدخل مزاجه . .
الهنوف (22سنة):
حين تزوجت بعد تخرجي من الثانوية العامة، كنت طفلة سعيدة بالزواج، ولم أهتم إلا بالجهاز والحفل وماذا سألبس وكيف أتزين.
وعلي العكس كان زوجي إنساناً جدياً عاقلاً وكان أستاذاً في الجامعة. وبعد الزواج اتضحت الهوة الكبيرة بيننا. إذ كان يحب القراءة والجلوس في المكتبة بينما أنا لا أطيق القراءة وغير مثقفة بصراحة. وكان يحاول أن يحادثني في بعض الأمور فيجدني أصغر من أن أفهم ما يقول، إذ لم أكن على اطلاع في أي مجال.
وشيئاً فشيئاً بدأ اهتمامه بي يقل، وازداد انجذابه لكتبه وخروجه عن المنزل، حتى اقتنعت بأنه لا يحبني . حتى أنني عندما حملت لم أشعر به يفرح مثل أي زوج ينتظر مولوداً من زوجته. ثم بدأ ينام خارج المنزل وعند أهله أحياناً، وعندما تعرضت للإجهاض ومكثت في بيت أهلي عدة أسابيع لم يزرني سوى مرة واحدة ولم يطلب مني الرجوع للمنزل، فشعرت أن أمراً ما سيحدث وبالفعل فوجئت به يتصل ويبلغني بكل صرامة بأننا يجب أن ننفصل.. ولا أتذكر تفاصيل ما حدث بعدها..

 




 

المخادع
رشا (21سنة):
مرت سنة كاملة على زواجنا دون أن يعرف أحد خلالها ما الذي اكتشفته فيه من صفات. فقد خدع أهلي واكتشفنا أنه مديون، وإنسان مخادع يطالبه الكثيرون بمستحقاتهم، كما أنه مطرود من عمله الذي ادعى أنه يعمل فيه أي عاطل عن العمل، ورغم هذا صبرت عليه وقام والدي جزاه الله خيراً بتسديد بعض ديونه من أجلي.

الحب المفقود
البندري (20سنة):
ليس لدي الكثير لأقوله، سوى أن الله لم يكتب لي نصيباً معه، فأنا لم أشعر بالحب تجاهه وهو كذلك، شعرت بنفوره منذ المرة الأولى التي شاهدني فيها في ليلة الزفاف.
ومنذ أيامنا الأولى ونحن نعيش منفصلين وقد صارحني بذلك فانهرت في البداية وشلتني الصدمة، لأني كنت أفكر في كيفية تلقي أهلي للخبر.
وفور عودتنا من السفر عدت إلى بيت أهلي وهو كذلك، ورغم محاولات أهالينا للإصلاح بقدر الإمكان بيننا إلا أنه لم يكن هناك أي مجال للجمع بين زوجين لم يحبا بعضهما، حتى تم الطلاق وعدت لأهلي كما خرجت منهم. ورغم أنها تجربة قاسية علي في هذه السن إلا أنها قد تفيدني بإذن الله في المستقبل، فقد اقتنع والدي بعدها بضرورة الرؤية الشرعية للخاطب وكذلك بجواز الجلوس معه بعد عقد القران – بحدود – لأن الافتراق في تلك المرحلة أهون بكثير مما بعدها.

 



ترى . . ما السبب


لو فكرنا قليلاً في أسباب الطلاق لوجدناها محصورة في أسباب رئيسية، هي غالبا:

* عدم وجود الحب بين الزوجين: وفي هذه الحالة يمكن أن تستمر الحياة بينهما كمان يمكن أن يتولد الحب بينهما مع الأيام فلا يجب عليهما التعجل في الطلاق بسبب ذلك. أما إن شعرا باستحالة ذلك مع النفور الشديد وانعدام إمكانية العيش معاً رغم مرور الوقت فلا بأس حينها من التفكير في الانفصال.

* الأهل: قد يكون لتدخل أهل الزوج أو الزوجة، أثر في إيذاء أحد الطرفين، وهنا على الزوجة أن تكون عاقلة ومقدرة فلا تأمر زوجها بقطع أهله، وتحاول أن تصبر عليهم، وتتغاضى عما تواجهه منهم من أجل زوجها ومن أجل نجاح حياتها الزوجية.
كما عليها أن تحد من تدخل أهلها أيضاً في أمور زواجهما وتحافظ على سرية مشاكلها.

* وجود صفات سيئة في الزوج: وهي على نوعين بعضها يمكن الصبر عليه ومحاولة تغييره مثل الفقر أو قسوة الطباع والعصبية أو كثرة الخروج من المنزل وعدم الاهتمام ولا يمكن اعتبارها أسباباً للطلاق ويجب على الزوجة أن تنظر لمن هم أسوأ من زوجها في ذلك وتحمد الله على نصيبها. أما بعض الصفات فهي مصائب تدخل ويجب الأهل لنصح الزوج وتهديده إن لم يتركها مثل الشرب. وترك الصلاة وارتكاب المعاصي أو وجود مرض نفسي شديد، فلا يجب أبداً السكوت عنها.

* العناد والتحدي: وهذا السبب خرب بيوتاً كثيرة، إذ كم من امرأة (ركبت رأسها) وأصرت على الطلاق لسبب سخيف، أو أصرت على عنادها حتى هدمت بيتها. لذا فعلى كل متزوجة تبحث عن السعادة ودوام المودة أن تزيل من رأسها مبدأ الكرامة والكبرياء والتحدي، لأن هذه المصطلحات لا مكان لها في التعامل مع الزوج بل هي مواد خطرة قابلة للانفجار في أي لحظة!!

* عدم التكافؤ: سواء في الدراسة والثقافة أو اجتماعياً، وهذا ليس سبباً وجيهاً. إذ رغم أن التكافؤ أدعى للمحبة والتقارب إلا أن عدم وجوده ليس مانعاً للحب. فكم من امرأة أمية عاشت بسعادة مع زوج مثقف، وكم جامعية عاشت بسعادة مع زوجها الذي لا يحمل سوى شهادة الابتدائية. فعدم التكافؤ لا يمنع أن يكون الطرف الآخر أكثر فهماً لشريكه من أي شخص آخر في مثل مكانته. كما أن الإنسان قد يرتاح للشخص بسبب روحه وطبعه لا بسبب ثقافته أو دراسته.

* (دلع البنات): لقد أصبحت أسباب الطلاق في الزمن الحالي تثير العجب، فمن زوجة تطلب الطلاق بسبب اسم المولود إلى أخرى تغار من جلوسه على كمبيوتره، إلى ثالثة تصر على الطلاق بسبب رفضه لأن تعمل خارج المدينة، وأخرى لأنها تريد خادمة، أو تلك التي تريد المزيد من الاهتمام بمشاعرها! إن مثل هذه الأسباب الواهية، تجعلنا نستغرب من طريقة تربية بعض بناتنا اللاتي لا يعرفن الصبر، مع شدة تأثرهن بالإعلام.. إذ على أتفه الأسباب تصرخ بكلمة (طلقني) وكأن الحياة الزوجية لا قيمة لها. وكأن الطلاق أمر سهل.. ولا أبسط منه!!

وبالطبع توجد أسباب أخرى كثيرة، لكن يجب على كل مقدمة على الطلاق أن تفكر ألف مرة في ما إذا كان هناك مجال للصبر والتعايش مع الوضع، وفيما إذا كان هذا السبب يستحق أن تترك زوجها من أجله.

وفي نفس الوقت يجب عليها أن لا تتردد كثيراً في هذا القرار إذا شعرت أنه لا مجال للاستمرار، وأن حياتهما في طريق مسدود، كما في حالة لو كان مدمناً مثلاً، أو مريض نفسياً بشكل لا يمكن علاجه بسهولة.

ولكن ما اكتشفته بعد ذلك لا يمكن السكوت عنه، لقد كان والعياذ بالله يشرب المسكر، نعم كان يأتي في أحيان كثيرة مترنحاً لينهال علي ضرباً، ورغم أني كنت حاملاً، وتحملته سنة كاملة حاولت خلالها أن أنصحه أو أغيره لكن دون فائدة، فآثرت أن أنسحب من حياته قبل أن أنجب منه المزيد من الأطفال الأبرياء.
أما ابني المسكين فهو يعيش مع أمي الآن، بسبب زواجي مرة أخرى من رجل طيب ولله الحمد. لكني أشعر بالخوف في كل لحظة من أن يأخذه والده.

 



كله من أمه!!
(السبب الرئيسي لطلاقه هو أمه، نعم أمه التي كانت تتدخل في كل شؤوننا. ورغم أني وافقت من البداية على السكن معها – لأنه ابنها الوحيد – إلا أن ذلك انقلب وبالاً علي، إذ أنها تتدخل وتسأل عن كل ما يدور حولها، وتتضايق إذا خرجنا وتركناها، وتريده أن يجلس لديها طوال الوقت. لم أستطع تحمل ذلك، فخيرته بيني وبين أمه، فما كان منه بعد فترة وبعد عدة محاولات لإقناعي إلا أن اختارها هي وطلقني).
هذا ما قالته طرفة ر. (23 سنة) عن سبب طلاقها..
وعندما سألناها ما إذا كانت نادمة على ذلك، صمتت قليلاً ثم قالت بمكابرة: (لن أكذب فهو شاب فيه كل الصفات الجيدة، لكن الحياة مع أمه أيضاً كانت مؤذية).
باغتناها بسؤال: ألم تستطيعي أن تصبري عليها من أجل زوجك؟ عندها لم تتمالك نفسها وانفجرت قائلة: (كان بإمكاني أن أصبر.. لكنه لم يترك لي فرصة، وفضل أمه عليّ بسرعة عندما خيرته بيننا.. لقد (أهانني) بذلك فطلبت الطلاق، وسرعان ما طلق
باغتناها مرة أخرى: ( إذن كنت تريدينه أن يخرج بك لمنزل آخر ويترك والدته لوحدها؟) انفجرت بعصبية مرة أخرى لتقول: (يا أختي.. كان لديها بنات متزوجات.. لماذا لا تذهب إليهن؟.. أم فقط تريد أن تنكد علي حياتي!!)
وتركناها قبل أن يشتد غضبها ونحن نتأسف منها.


أغار من كمبيوتره . .!
لمياء (22سنة): لقد كرهته ولا أريد الحديث عنه، رغم أنه لم يؤذني. فهو إنسان جامد بلا مشاعر، لا يهتم بأي شيء حوله، منذ زواجي منه لم يمتدحني يوماً ولم يشتر لي هدية، ويجلس على كمبيوتره الساعات الطوال التي لا يمل فيها، حتى أنني أكاد أموت غيظاً وغيرة من ذلك الجهاز. وحتى عندما كنت أحاول أن أجتهد لجذب نظره أو أغير من أثاث المنزل وأشتري أشياء جديدة، لم يكن يعير ذلك أي اهتمام. حتى مللت من العيش معه وشعرت بأن كل أيامي متساوية، فطالبته بطلاقي إن استمر حاله هكذا ورغم أنه فوجئ جداً في أول الأمر لكني أصررت على ذلك فبقيت لدى أهلي أربعة أشهر حتى ضغطوا عليه وارتحت منه.
 


 

يلمحون لها بتهم سيئة
أ.ش تروي لنا قصة ابنة خالتها التي طلقت وعمرها 16 عاماً:
تزوجت ابنة خالتي وهي صغيرة جداً في سن الـ 16، ورغم جمالها ومرحها إلا أنها لم توفق في زواجها. إذ اتضح أن زوجها إنسان قاسٍ، فقد كان جدياً ويطلب منها إعداد الولائم الكبيرة، ورغم ذلك حاولت المسكينة إرضاءه لكنه لم يكن يرى في ذلك فضلاً، وكان قاسياً عليها وبخيلاً جداً معها رغم تبذيره على معارفه وأهله حتى أنها كانت تأخذ مصروفها من والدها.
كما أن أهله كانوا أيضاً سيئي المعاملة معها ويلمحون لها بتهم سيئة لم تتحملها. حتى نحل جسمها وظهرت فيها بقع جلدية من شدة ما تحملته منه ومن أهله، ثم انهارت ولم تستطع أن تتحمل أكثر، وطلبت الطلاق. فطلقها بسهولة رغم أنها كانت حامل، وحتى الآن لم يدفع أي نفقة للطفل، لكنها استردت عافيتها وصحتها وتحسنت حالتها كثيراً ولله الحمد.


ضعيف الشخصية
(لقد حاول إعادتي عدة مرات وادعى بأنه لا يزال يحبني، لكن لن أعود له ولو جثة هامدة!)
بهذه اللهجة الصارمة بدأت ج.ع (24 سنة) حديثها لتقول:
(عشت معه عاماً ونصف بدت لي والله وكأنها سنوات من شدة الكرب الذي لاقيته، فقد كنت أسكن في غرفة ضيقة في منزل أهله، حتى الحمام – أعزكم الله – كنت أضطر أحياناً للبس عباءتي قبل الذهاب إليه – بسبب وجود أخوته أحياناً في الصالة. وتحملت الكثير والكثير من الضيق والتقتير بسبب ظروفه المادية، ويكفي أنه لم يكن لدي حتى ثلاجة آكل منها متى شعرت بالجوع بل كنت اضطر للنزول والخروج للمطبخ في الخارج لكي آكل شيئاً. وفوق هذا وذاك كانت معاملة أهله قمة في القسوة. ولأن زوجي ضعيف مادياً ولا يقدم لأهله الكثير من المال، فكانوا يتعمدون السؤال عما تناولناه من المطبخ لإحراجنا!! وما أثارني ولم يجعلني قادرة على تحمل المزيد هو ضعف شخصية زوجي الشديدة، فلم يكن قادراً على إبداء رأيه في أي أمر بل فقط هم يقررون وهو يطيع دون أي تفكير. حتى طالبته بمنزل مستقل بأي ثمن، فلما رفض بحجة أن والدته ترفض ذلك شعرت باحتقار له ولم أعد أحتمل فطلبت الطلاق، ورغم مرور سبعة أشهر على مكوثي في منزل أهلي إلا أنه يرفض تطليقي، وأنا مصرة على ذلك بأي وسيلة) .


عندما تحديته!!
ولأول مرة نسمع مطلقة تهمس لنا بأنها نادمة على تسرعها، إذ تقول: (رفضت وضع أي رمز لاسمها) (24 سنة):
الحقيقة.. أني واجهت بعض الصعوبات في زواجي، والذي تم وأنا في التاسعة عشرة من عمري، فزوجي كان من بيئة مختلفة عن بيئة أهلي. لكن هذا ليس عذراً لي، ولأنني كنت صغيرة لم أكن أقدر الأمور كما أقدرها الآن..
تعودت منذ صغري على الدلال والدلع، وصرف المال بلا حساب، كما أن أحداً لم يكن يسألني أين سأذهب ومع من سأجلس. وعندما خطبت فرحنا لأن هذا الخاطب كان شاباً خلوقاً يشغل وظيفة عالية وأهله أناس محترمون جداً وحالته المادية جيدة.
ولكن بعد الزواج بدأت ألاحظ أنه لا يحب الكثير من تصرفاتي وينفر منها، ويتضايق من حريتي الزائدة. ورغم أنه – والحق يقال – كان يحاول إقناعي بهدوء وبأساليب راقية، إلا أني أصر على عناده وفرض شخصيتي. وذات مرة طالبني بأن أغير من طريقة لبسي للعباءة فرفضت وحاول بهدوء أن يقنعني ويرجوني لكني أصريت وعاندته وكسرت كلمته بسبب ثقتي في حبه لي. فحز ذلك في نفسه كثيراً، وشيئاً فشيئاً بدأت علاقتنا تفتر خاصة مع محاولاته الكثيرة لإقناعي بطاعته وعدم الخروج إلا بإذنه، إلا أن استهتاري به وبكلامه أخذ يجرح كرامته خاصة وهو يعرف أني أعلم بمقدار حبه لي.
حتى هددني ذات مرة بالطلاق إن لم أرضخ لأوامره فـ (تحديته)!! فما كان منه إلا أن أرسل لي ورقتي بعد ذهابي إلى بيت أهلي، الذين فوجئوا جداً بهذا الطلاق.
ورغم أنه تزوج الآن.. وأنجب، إلا أنني لازلت أشعر بالندم، وأتمنى لو لم أكن عاندته.. وأصدقك القول أنني أشعر بالغيرة من زوجته الحالية لأنها وفقت بزوج لن تجد مثله أبداً.
البعض كدن يخضن هذه التجربة لولا أن لطف الله أو جربنها ثم تراجعن عنها، وذلك إما بسبب الندم أو نضج الزوج أو الزوجة، أو التدخل الحكيم من قبل الأهل.

بسبب «حصة» . . وخدعة أمي!
خ. ن (29 سنة):
عندما أنجبت طفلتي الأولى كنت (زعلانة) في بيت أهلي بسبب رفض زوجي لخروجنا في منزل مستقل عن أهله، وهددته بطلب الطلاق إن لم يفعل. وكنت قد اتفقت معه في بداية حملي أنه إن أنجبت بنتاً فسنسميها (هتون) ولم يذكر لي مرة أنه يريد أن يسمي على أمه.
وعندما أنجبت وأنا في بيت أهلي، كان الجميع يسميها (هتون)
ولكن عندما ذهبت لمراجعة تطعيمها في المستشفى علمت أن زوجي قد سماها (حصة) في الأوراق الرسمية على اسم أمه.
فجن جنوني وكدت أنفجر من شدة الغيظ. إذ شعرت وكأنه فعل ذلك عناداً لي وليكسر كلمتي.
فأصريت أكثر على الطلاق وقلت سأعانده كما عاندني، وأقسمت بالإيمان ألا أعود إليه – استغفر الله – وكنت أحث أهلي بشدة على سرعة تخليصهم لي منه.
حتى قالت لي أمي ذات مرة بأنه قد (طلق) وهم في انتظار الورقة فقط. فبهتُّ لفترة وصمت تماماً، والحقيقة أني شعرت بهول الصدمة إذ أنني مهما قلت كنت لا أزال (أحبه) ولم يكن هناك عيب كبير فيه. وشعرت بحسرة ندم تأكلني، فانفجرت باكية، فسألتني أمي عن سبب بكائي فكابرت وقلت هو بكاء فرحة بخلاصي منه.
وبعد أيام لم أعد فيها آكل ولا أشرب، وكنت دائمة التفكير فيه وفي حالي، إذ بأمي تناديني لأن زوجي يريد أن يراني، فتعجبت وقلت أي زوج؟ ألم تقولي أنه طلقني.. فضحكت أمي وأخبرتني بأنهم – هي ووالدي – خدعوني بذلك لتهدأ ثورتي وأنه لم يطلق ولا يريد أن يطلق أبداً. ففضحتني ابتسامتي وفرحتي التي لم أستطع إخفاءها وعدت بعد ذلك لمنزلي ولكن بعد أن تعلمت درساً لن أنساه أبداً والحمد لله.

 



وعلى حافة الطلاق:
زوجات وصلن للحافة
وتراجعن عنها

 

عندما هربت معه!!
منيرة (21 سنة) لها تجربة مضحكة كما تقول حدثت في بداية زواجها:
ذات مرة غضبت جداً على زوجي لأنه لم يكن يعيرني اهتماماً، وكانت كل صديقاتي يروين لي عن دلال أزواجهن لهن ومدى اهتمامهم بهن ومقدار حبهم لهن.
فشعرت بأن زوجي لا يحبني ولا يعبأ بي، وسئمت من الحياة معه. واقتنعت لوهلة بأني يجب أن أنفصل عنه!..
المهم.. هددته إن لم يغير أسلوبه معي أني سأطلب منه الطلاق.. فضحك عليّ ولم يصدقني.. فذهبت لأهلي ومعي حقيبتي وأنا مصرة على ما قلته، وعندما وصلت بدأت أبكي أمام أهلي وأرميه بكل التهم وأنه لا يحبني ولا أستطيع العيش معه ويجب أن أنفصل عنه!!
حاول أهلي تهدئتي ولم يعلقوا على ذلك.. وعند العصر انتظرت أن يسأل زوجي عني.. لكنه لم يفعل.. وانتظرت حتى الليل لكنه لم يكلف نفسه عناء السؤال.. فازددت هماً واقتناعاً بضرورة طلاقي منه.
وعندما نام أهلي كلهم.. وبعد منتصف الليل فوجئت بالهاتف يرن.. وإذا بزوجي يسلم عليّ ويأمرني بأن أنزل بسرعة لأنه ينتظرني في السيارة عند الباب.. سكت ولم أعرف ماذا أقول، فقلت له أنا أريد الطلاق!!.. فنهرني وقال: بلا كلام فاضي! هيا تعالي بسرعة!.. ولا أعرف كيف أسرعت ولملمت أغراضي وذهبت معه.
انتهى الموقف السخيف بسلام.. لكن الطريف كان موقف أهلي عندما استيقظوا صباحاً وجدوني هاربة مع زوجي بعد أن كنت أشكوه البارحة كان أمراً محرجاً حقاً.!


صديقة حاقدة
دلال. م (23 سنة): - بعد سنة من زواجنا، سئمت من المشاكل الكثيرة مع والدته على أتفه الأمور. وزاد من همي أنه كان لي صديقة كانت تشجعني على تكبير الأمور وعدم التغاضي، وكانت تنصحني بالرد على والدته والنظر إلى كل تصرفاتها بمنظار حاقد جداً وتحثني على أن أطلب من زوجي الانفصال عنها في منزل مستقل.
وذات مرة أقنعتني بأن أهدده بالطلاق، وبالفعل ذهبت إلى بيت أهلي وأنا أخيره بين الطلاق أو الانفصال عن أمه.
فتركني زوجي تماماً، لم يعبأ بي، وبعد أن تركني هكذا لمدة ثلاثة أشهر عانيت خلالها من كلام الناس وإشاعاتهم السخيفة، اتصل بي قائلاً بلهجة صارمة: (اسمعيني جيداً.. أنا لن أطلقك ولو استمر الأمر لسنوات.. وأنت الآن أمام خيارين إما الرجوع أو أن تخبريني إذا لم يكن لك نية بذلك، لكي أجهز المنزل لأتزوج بأخرى!!).. كان جاداً في كلامه فأخذت أبكي لأني شعرت بالغيرة وبأني لا أريد أن أفقده.
وفي الغد أتى ليأخذني، فذهبت معه وعندما دخلت البيت وجدته قد قام بتغيير في المنزل بحيث يكون لنا جناح منفصل دون أن ننفصل عن والدته وكان ذلك مفاجأة لي.. مما جعلني أشعر بالامتنان له.. وحمدت الله أنه لم يتسرع بطلاقي، لأني اكتشفت خلال تلك الأشهر مرارة الانفصال عن الزوج. وبعد أن قطعت علاقتي بتلك الصديقة التي كانت تحادثني، بدأت علاقتي مع والدته تتحسن وصرت أتغاضى عن تصرفاتها وكلامها وأحاول أن أبحث لها عن الأعذار، مما أراحني أكثر وحسّن علاقتي مع زوجي كثيراً ولله الحمد..

 



9 نصائح ذهبية:
كيف تتجنبين الطلاق؟


من الهام جداً لكل فتاة مقبلة على الزواج أن تضع هذه الأمور نصب عينيها قبل دخولها قفص الزوجية حتى تضمن بإذن الله نجاح زواجها وهي:

- السؤال الدقيق عن الخاطب: والذي لا يشمل فقط السؤال الظاهري، بل السؤال الدقيق عن أخلاقه ودينه وعقله وشخصيته ومدى تحمله للمسؤولية، وأخلاق أهله وطباعهم. وهذا السؤال لا يوجه لأهله، بل لزملائه في العمل وجيرانه وإمام المسجد ولكل إنسان ثقة له معرفة به ولو من بعيد.

- الرؤية الشرعية: للتأكد من وجود الراحة النفسية والتقبل من كلا الطرفين للطرف الآخر.

- التحمل والصبر والتغاضي: على الزوجة أن لا تتوقع أن تكون الحياة الزوجية كلها دلال و((عسل)) كما تصورها وسائل الإعلام. بل يجب عليها أن تتحمل عيوب الزوج وقصوره وتحاول التغاضي عن كل ما يقف في طريق سعادتهم الزوجية من مشاكل وعقبات، وأن تحاول التكيف مع طباع زوجها المختلفة من مشاكل وعقبات، وأن تحاول التكيف مع طباع زوجها المختلفة، وتصبر عليه، وتعرف كيف تتصرف معه بحكمة.

- احفظي الأسرار ولا تشتكي: لا تنشري أسراركما وخلافتكما لأي أحد، ولا داعي لأن تشتكي بكل صغيرة وكبيرة لأهلك أو صديقاتك. لأن تدخلهم قد يكون بحسن نية ولكنه يزيد الأمور سوءاً.

- عاملي أهله بود: أهل الزوج هم بوابة احترامه وتقديره لك. وكلما تحملتهم وتجاوزت عن تدخلاتهم أو أخطائهم في حقك من أجل زوجك كان ذلك في مصلحتك وسبباً لسعادتكما بإذن الله.

- انظري لمن هم دونك: دائماً قارني وضعك بوضع من هن أسوأ حالاً منك. فلو كان زوجك محدود الدخل، انظري لمن يعاني زوجها الديون، ولو كان زوجك عصبياً انظري لحال من يضربها زوجها. وابحثي دائماً عن الصفات الجيدة فيه وضعيها أمام عينيك بدلاً من الصفات السيئة. فلو كان دائم الصمت قليل الكلام قولي: هذا أفضل من أن يكثر الكلام بالأوامر والصراخ، ولو كان العكس قولي العكس: (رغم أنه دائم الصراخ.. فهو على الأقل يجلس معي ويتحدث معي، وهذا أفضل من الذي لا يتحدث مع زوجته ولا يقيم لها وزناً!!
وإذا شعرت بأنك مظلومة، تذكري كم مرة تحملك هو أيضاً.. وتذكري حال بعض النساء الصابرات على أزواجهن رغم ما بهم من عيوب أكبر من التي بزوجك.
وحتى ولو شعرت بالغيرة من صديقة تدعي أن زوجها يغدق عليها المال مثلاً والكلام المعسول، قولي لنفسك: ما الذي يمنع أن تكون كاذبة أو مبالغة، وحتى لو كانت صادقة فهل هذا بالضرورة دليل على سعادتهما؟

- لكل شيء حدود: يجب أن لا يتدخل أحد في حياتكما الخاصة. فلا أهلك ولا أهله لهم الحق في ذلك. لذا حاولي أن تحدي من تدخل أهلك في حياتك وتحكمهم في طريقة تعاملك مع زوجك، واجعلي القرار عائداً لعقلك وتفكيرك أنت.

- أبعدي عنك مصطلح الكبرياء والعناد والتحدي: لأنها من أهم أسباب الطلاق. وانسي تماماً أن هناك فارقاً بينك وبين زوجك. فلم التكبر والعناد من أجل أمور تافهة ربما تسببت في هدم سعادتك؟ لذا فمهما قال لك زوجك حاولي تفسيره بطريقة عفوية وأعذريه ولا تأخذيه بمحمل الحقد والعناد، وكوني هينة لينة.

- احفظي الله يحفظك: ابحثي عن رضا الله يرضى عنك الناس، واكثري من الدعاء بأن يوفقك الله ويرزقك السعادة (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً) .

 



تطلقت مرتين
(حينما دخلت الجامعة لأول مرة لم أكن أتخيل أني سأتخرج منها وأنا أحمل ورقتي طلاق!)
هذا ما قالته ب.ع (25 سنة) والتي لها تجربة غير عادية:
نعم.. هذا ما حصل لي خلال سنوات دراستي، فقد خطبني ابن عمي الذي رفضته عدة مرات بسبب كونه عصبياً وسيء الطباع، لكنه أصر وأرسل الكثير من الأقارب لـ (يتوسطوا) له، حتى وافقت عليه، وكان والحق يقال شاباً محترماً ومثقفاً وفيه كل الصفات الجيدة لولا سوء طباعه. وبعد الزواج عشنا في سعادة في البداية، ثم ما لبثت أن بدأت أعاني من عصبيته الغير طبيعية، ومن انفعاله لأتفه الأسباب، حتى وصل به الأمر لأن يمد يده عليّ ذات مرة. فلم أتحمل ذلك وأسرعت بالذهاب لبيت أهلي، وطالبت بالطلاق، ووقف أهلي بجانبي.
لكنه رفض ذلك وبقيت لدى أهلي عدة أشهر إلى أن طلقني بضغط والدي عليه.
وبعد أشهر تقدم لخطبتي شاب يدرس في الخارج، فوافقت مباشرة لأني كنت أريد أن (أقهر) زوجي السابق، وأتممنا الزواج وسافرت مع زوجي الجديد. وهناك حدث ما لم يكن في الحسبان، إذ اكتشفت أنه رجل بلا غيرة ولا أخلاق، يطلب مني أن أسير متبرجة، وأجلس مع أصدقائه!.. وفوق كل ذلك كان يشرب المسكر، بحجة أنه من النوع الخفيف!!.. ثم اكتشفت أن له العديد من العلاقات الآثمة قبل زواجه والتي لا يشعر بالندم عليها أبداً، بل يبدو أنه لم يتركها. فكرهته جداً وتذكرت زوجي السابق، الذي كانت أخلاقه ورجولته مضرب المثل.
وبعد شهرين من زواجي عدت لأهلي وأخبرتهم بكل شيء وبأني لن أعود له، فطلقني بسرعة وبدون مماطلة. وبعد انتهاء عدتي تقدم زوجي السابق لخطبتي مرة أخرى، وكنت قد علمت أنه ندم كثيراً على تفريطه بي، فعدت له مع شروط شهدها والدي ووالده. والحمد لله لدي منه الآن طفلتان ونعيش بسعادة، ورغم أنه لا يزال عصبياً إلا أنني أصبحت أتحمل كل شيء منه بعد أن جربت غيره وأحمد الله على ذلك.

 



مطلقات . . تجاوزن الأزمة
 

تتكلم عن طلاقها بطرافة
أ.ع تطلقت وهي في الثامنة عشرة، لكنها لم تستسلم لليأس والإحباط. أكملت دراستها الجامعية وعاشت حياة طبيعية، ولم تخجل يوماً من أن تذكر لزميلاتها أنها مطلقة، بل كانت تتكلم عن ذلك الأمر بطرافة وخفة دم وكأنه أمر عادي. لأنه كما تقول أمر مقدر ومكتوب عليها. وبعد تخرجها عملت في مدرسة، إلى أن وفقها الله بخاطب على درجة من الاستقامة والأخلاق تعيش معه الآن بحمد الله حياة سعيدة.

ابنة خالتي
بدرية: تطلقت ابنة خالتي في (ديرتنا) وهي شابة ومعها شهادة المتوسطة فقط. فأتت لتعيش مع أخيها المتزوج هنا في الرياض، والتحقت بمعهد للحاسب حتى أخذت شهادة الدبلوم في السكرتارية ثم عادت للديرة حيث أصبحت تدرس في معهد فتح حديثاً هناك، وهي تعيش حياة طبيعية جداً وتصرف كثيراً من اهتمامها ورعايتها لأطفال أختها الصغار، ولا تهتم أبداً بأمر الزواج ولا تفكر به كثيراً لأن كل شيء سيأتي بأمر الله كما تقول.

حفظت نصف القرآن
ابتهال: عندما تطلقت أختي، كما نحاول مراعاة مشاعرها بقدر الإمكان. ولم نكن نتحدث عندها بأمور قد تضايقها أو تذكرها بطلاقها. لكننا اكتشفنا أنها تأخذ الأمور بشكل عادي جداً، وتتحدث عن تجربتها وذكرياتها بشكل طبيعي، وكان هذا أكثر راحة لها ولنا. وقد التحقت مع أمي بدار التحفيظ المجاورة لنا، وهي تحفظ الآن نصف القرآن الكريم، كما تدرس الأطفال والأمهات الكبيرات في الدار.

أحسن تربية
وفاء: إحدى قريباتي تطلقت وهي حامل وكان عمرها عشرين سنة فقط ولم يسأل زوجها عن ابنه الذي أنجبته بعد ذلك أبداً. لكنها كافحت في تربيته التربية الحسنة، إذ حرصت على إدخاله الحلقات وتعليمه أصول القرآن والأحاديث. حتى حفظ القرآن كاملاً وهو في الصف السادس الابتدائي، وقد عملت كإدارية في مدرسة خاصة فقط لتعيل ابنها وتخفف من مصروفها على والدها المسن.
والآن أصبح ابنها يؤم المصلين وهو في الصف الأول الثانوي، وهو ابن بار وصالح عسى الله أن يبقيه ذخراً لها.


داعية إلى الله
أسماء: أعرف فتاة صالحة داعية إلى الله كانت معنا في الكلية، تطلقت وأخذ زوجها منها ابنيها الصغيرين، فكانت تدعو الله لهما طوال الليل. ولم يمنعها طلاقها من أن تستمر في دعوتها وإقامة المحاضرات ودعم الأنشطة وتوزيع الكتيبات والأشرطة. وكانت تقول ربما كان في طلاقي خير لا يعلمه إلا الله إذ جعلني أتفرغ لأمور الدعوة. والآن بعد أن كبر طفلاها وأصبحا مميزين عادا إليها ولله الحمد بعد عدة سنوات من الصبر.

في بحر الإنترنت
فاتن: بعد أن صدمت لفترة بسبب طلاقي بعد زواجي مباشرة، وبقيت لمدة أكره الاختلاط بالناس، فكرت في إكمال دراستي العليا لكني لم أوفق. فأصبحت أكثر من قراءاتي وإطلاعي على الكتب والمجلات المفيدة كما أتقنت عالم الإنترنت وأصبحت أشارك في العديد من المنتديات المفيدة. وقد أصبحت حالياً أكتب بعض المواضيع والمشاركات في المجلات والصحف مما أشعرني بثقة أكبر في نفسي ولله الحمد.
 



آخر همسة . .
 

عزيزتي الغالية..
ليس الطلاق نهاية لهذا العالم.. فهذا قبل كل شيء قدرك الذي كتبه الله لك قبل أن تخلقي.. ولم تعد تفيد الحسرة ولا الندم، فاحمدي الله على كل ما قدره لك، ولعل صبرك على ذلك واحتسابك يكون لك فيه أجر عظيم بإذن الله.
ثم إنك لا تعلمين أي خير قد يكون لك في هذا الطلاق، وأي ضرر قد دفع عنك فيه.. فاحمدي الله واصبري وادعي الله أن يعوضك خيراً من ذلك الزواج الذي لم توفقي فيه.
وربما قد يكون لك في طلاقك درس تستفيدين منه في حياتك بإذن الله، وربما جعلك تتعلمين من أخطائك وهفواتك حتى تتجنبيها في حياتك الزوجية القادمة إن شاء الله.. ويكون ذلك دافعاً لك أكثر لاختيار الزوج المناسب والاهتمام به والصبر عليه..
كما يمكن أن يكون ذلك ابتلاء من الله لك، والله إذا أحب عبداً ابتلاه وأنزل عليه المصائب حتى يختبر صبره وإيمانه، ويحط عنه من ذنوبه.
وإذا كنت لا تزالين على الشاطئ وفي طريقك للطلاق.. فتذكري أنه ما من امرأة تطلب الطلاق من زوجها من غير ما بأس (أي سبب وجيه) إلا وتحرم من الجنة.. ففكري جيداً عشرات المرات قبل أن تقدمي على هذا القرار الخطير وضعي في اعتبارك كل السلبيات مقابل الإيجابيات.


المصدر: مجلة حياة العدد 22 / لعام 1423هـ


تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

 

البيت السعيد

  • قبل الزواج
  • البيت السعيد
  • لكل مشكلة حل
  • أفكار دعوية
  • أفراح بلا منكرات
  • منوعات
  • تربية الأبناء
  • دعوة الأسرة
  • الصفحة الرئيسية