اطبع هذه الصفحة


رومانسية الوداع

محمود القلعاوى *

 
بسم الله الرحمن الرحيم


بعدما شاركت هبة زوجها فطوره بكل رقة وحنان ناظرة لحبيب قلبها نظرات حانية ، سائلة خالقها أن يحفظه لها من كل سوء وشر ، وعلى باب بيتها وقفت تودعه وتذكره بعهدٍ سارا عليه مذ أن بدأ حياتهما معاً :- ( اتق الله فينا ولا تطعمنا حراماً ، فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار )

سمع حسام كلماتها متفهماً ما أرادته ، لقد تعاهدا على حياة زوجية سعيدة كل منها يعين الآخر على طاعة الخالق مهما كان الثمن ..

لقد تعلمت هبة أن لحظات الوداع قاسية شديدة قصرت كانت أم طالت ، ولذا فلابد أن تكون مفعمة بالحب والشوق ، يقول د . فيصل بن سعود الحليبي عن هذه اللحظات :-
" إن لحظة التوديع هذه فاصل بهيج، من يجيد فن التعامل معه؛ سيطوي به كل كدر سابق، ليرسم بدله لوحة تذكارية جميلة بقلم التوديع السحري، تعدُ بعده بمشاهد حبٍ مرتقبة، يلتقي فيها الزوجان على أجمل مما افترقا عليه توهجًا وتشوقًا.. ليكونا كالشمس تترك في النفوس - قبل أن تغيب - ذكرى جميلة.. و تَعِدُ بإشراق جميل " .

رحم الله امرأة .
.
إن هبه تعلمت جيداً أن لها دور كبير فى حياة زوجها ، فهى التى تأخذ بيده إلى الخير في الدين والدنيا ، وفي نفس الوقت تحثه على طاعة ربها تقدم مشورة في أمور دنياه ، وهي هي نفس اللحظة التي تقدم له كل ما فيه راحة وسكينة تقربه من ربه وتبعده عما يغضب خالقه ، وإليك صورة تحفظها لنا السنة النبوية لهذه الزوجة المأمولة " رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء ، ورحم الله امرأة قامت من الليل ، فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء " رواه أحمد وأبو داود .

صورة من وداع ..

ولقد نقلت لحضراتكم صورة لوداع كله شوق وحب وألم :-
" على باب عتمة الباب وقف الزوج المجاهد يودع زوجته, كان يستشعر أنه راحل إلى ربه إلى جنة عرضها السموات والأرض ..
قالت الزوجة الحنونة يا حبيبي متى الرجوع ؟! ، هل ستتركني وحيدة والأسى يفري الضلوع ؟! ..
قال والعبرات تجري والفؤاد بها لوعة :- اجعلي الصبر سلاحاً لا تخافي لن أضيع ، اجعلي في القلب يقيناً واحفظي الطفل الرضيع ، علميه العز دوماً كي يزود عن الربوع ، اقرئيه كتاب ربي كي يسير بلا خضوع ، أخبريه يا حبيبة أن والده اَثر الخير البديع ، باع للرحمن روحاً سار يدعو الناس يوماً في ثبات وخشوع "

ويكتب أحد المبدعين :- " بمثل هذا التوديع الآسر والمشاعر الريانة لن يكون صباح ذلك اليوم كأي صباح.. إنه يجدد في النفس النشاط، ويحملها على استقبال يومها كأفضل ما يكون الاستقبال: من الحيوية في البدن، والإشراق في الحياة، والصفاء في القلب، والعطاء الجاد في العمل. "

فهيا أيتها الزوجة الطيبة قومي لتودعي زوجك على باب بيتكما ، وارفعي يدك للسماء أن يعيده لك سالماً غانماً وارسمي لوحة تذكارية جميلة .. أسأل الله السعادة للجميع ..

• عضو الإتحاد العالمى لعلماء المسلمين .

 

البيت السعيد

  • قبل الزواج
  • البيت السعيد
  • لكل مشكلة حل
  • أفكار دعوية
  • أفراح بلا منكرات
  • منوعات
  • تربية الأبناء
  • دعوة الأسرة
  • الصفحة الرئيسية