صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







إجازة الربيع

عبد السلام العييري

 
بسم الله الرحمن الرحيم

في إجازة الربيع تكثر الرحلات البرية والناس يختلفون في قضاءها ما بين مستفيد أو مضيع لها وإن من صميم القول أن نعلم ان الله خلقنا لعبادته فالمسلم في مزحه أو حزنه أو نزهته أو سفره عبد لله طائع خاضع وهذه الرحلات لابد فيها من توجيه وإرشاد وقبل الدخول في الموضوع يخلط البعض في مفهوم اللهو البرئ والترفيه المباح وعندهم ان أي ترفيه ليس فيه ضرر بالناس انه برئ مباح وهذا صحيح لكنه ناقص فالذي فيه ضرر محرم , والمباح ماليس فيه محرم.
ومن الخطأ تسمية الإجازة بأنها عطلة والمؤمن لا عطلة عنده عن العمل الصالح (يا أيها الإنسان إنك كادح الى ربك كدحا فملاقيه) (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) بل لو لم يستطع القيام بالعبادة فإن حسناته لا تتعطل لحديث (إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً) رواه البخاري ومسلم, والخروج للنزهة والتفكر في خلق الله وإسعاد النفس بالمباح أمر مباح خاصة إذا كان فيها اجتماع للعائلة والأقارب من صلة للرحم وإن كانت مع الزملاء والجيران ففيه تآلف وإليكم بعض الآداب...
1- على المسلم أن يتعلم أحكام الطهارة من تيمم ومسح على الخفين وإحكام النجاسة والاغتسال من الجنابة ليعبد الله على بصيرة..
2- أن يتعلم أحكام القصر والجمع فمن خلال الجهل بها يحصل افتراق بين الناس في الرحلات كل منهم ينقل فتوى ويتهاجرون ويتقاطعون..
3- معرفة جهة القبلة إما سؤال أهل الخبرة أو عن طريق الآلات..
4- الاهتمام بالأذكار وتحصين الصغار من الهوام..
5- الناس على أقسام في هذه المتنزهات..
أ- من يكسب إثماً كما لو ترك الصلاة أو أهملها حتى يخرج وقتها أو كان فيها اختلاط بين الرجال والنساء أو سماع للأغاني أو الدفوف أو إذا كان في المجالس غيبة أو نميمة أو كذب أو أكل المال بالباطل مثل لو أخطأ شخص على آخر يقولون عليك حق .. أو السهر الطويل المؤدي إلى ترك صلاة الفجر
ب- منهم من لا يخرج بشر ولا خير إنما هو ذهب للترفيه والأمر المباح
ج- من يذهب لطاعة الله من إدخال السرور على الأهل والأولاد وهنا تنبيه للرجال الذين يفكرون بأنفسهم وسعادتهم غافلين عن أولادهم أو زوجاتهم إلى أين يذهبون ؟ إن لم تذهب بهم ! وبعض الأشخاص رحمة على الناس عذاب على أهله وأولاده (وابدأ بمن تعول) كما صح في الحديث
ويزداد الأجر إذا كان في الرحلة أعمال دعوية ومسابقات علمية وثقافية وحفظ للأوقات بكل ما هو مفيد والأنفع أن تكون البرامج فيها الجد والفائدة والترفيه لكن إذا كانت مفيدة بلا ترفيه فهي جافة وإذا كان ترفيه بلا فائدة كانت لعباً وعلى الآباء والأولياء أن يعلموا أولادهم آداب المجالس فلا يقاطعوا الكبير ولا يجلسوا في مكان من هو أكبر منه وأن يقوموا بالخدمة.

وينشئ ناشئ الفتيان فينا.......... على ما كان عوده ابوه

وأختم بتحذير من إهمال النساء والبنات في البر في تركهن يمشين في المخيمات أو يقدن السيارة أو يركبن الدراجات النارية, ومن المظاهر المشينة التفحيط والتطعيس ففيه ضرر بالنفس والغير وبالمال وإزعاج وأذى للناس وإتلاف للربيع وتضييع للأوقات وأحذر أخي الكريم من الإسراف في الأكل والشرب والتبذير فإن المعاصي تزيل النعم ولا تنسى العمال والرعاة من الإحسان إليهم وإعطائهم ما زاد من الطعام واللباس الذي يقيهم البرد ومهما تنـزه الإنسان أو سافر أو فرح إلا أن الدنيا حقيرة فالجديد يبلى والشباب يهرم والهرم يموت والمجتمع يتفرق ولا سعادة إلا بعبادة الله ولا راحة للمؤمن إلا إذا وضع قدمه اليمنى في الجنة.
نسأل الله ان يرزقنا وأياكم حفظ الأوقات والأستعداد قبل الممات.


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
استغلال الإجازة
  • الأنشطة الصيفية
  • مشـروعات للإجازة
  • رسائل
  • الأسرة والإجازة
  • الفتاة والإجازة
  • السفر وآدابه
  • منوعات
  • أحكام العمرة
  • الصفحة الرئيسية