اطبع هذه الصفحة


إجازة بلا معاصي -هدي النبي صلى الله عليه وسلم في السفر-
فتاوى - توجيهات

 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه الغر الميامين وبعد :

* فنحن على أبواب الإجازة الصيفية الطويلة ، تلك الإجازة التي ينتظرها ملايين الطلاب والطالبات من أبنائنا ؛ ليستريحوا من عناء السهر والمذاكرة والذهاب يومياً إلى المدارس والجامعات والمعاهد .

* وهذه الإجازة لا ينبغي أن تكون عطلة من العمل ، فليس في حياة المسلم " عطلة " وإنما سعي دائم وعمل مستمر حتى الموت {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ} .

* كما أن هذه الإجازة ليست فرصة للمعاصي والمنكرات ، فما دمنا نأكل من رزق الله ، ونمشي على أرضه ، ونستظل بسمائه ، ونستنشق هواءه ، فلا ينبغي لنا أن نعصيه في طرفة عين ، لا في سفرنا ولا في إقامتنا .

* من أجل ذلك جمعنا هذه العطرة من الفتاوى والفوائد والتوجيهات نهديها إلى إخواننا وأخواتنا بمناسبة قرب الإجازة الصيفية ، آملين على أن تكون عوناً لهم على استثمار أوقاتهم فيما ينفعهم في الدنيا والآخرة .

* ولما كان كثير من الناس يحبون السفر في مثل هذه الإجازات أحببنا أن نذكرهم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في السفر ، وذلك ليغتنموا أجر متابعته صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته في الأسفار .

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في السفر

يقول ابن القيم رحمه الله :
* كان صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يسافر استخار ، فركع ركعتين من غير فريضة ثم قال : (( اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب . اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر – ويسمي الجهة التي يريد السفر إليها – خير لي في ديني ومعاشي وعاجل أمري وآجله ، فاقدره لي ويسره لي ، وبارك لي فيه . وإن كنت تعلمه شراً لي في ديني ومعاشي وعاجل أري وآجله فاصرفه عني ، واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به )) .

* وكان إذا ركب راحلته كبر ثلاثاً ثم قال : (( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون )) ثم يقول (( اللهم إني أسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هذا ، واطوِ عنا بعده ، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنظر ، وسوء المنقلب في المال والأهل )) .

* وكان إذا وضع رجله في دابته قال : (( بسم الله )) فإذا استوى على ظهرها قال : (( الحمد لله )) ثلاثاً (( والله أكبر )) ثلاثاً .

* وكان إذا ودع أصحابه في السفر يقول لأحدهم : (( استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك )) .

* وكان صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذا علوا الثنايا كبّروا ، وإذا هبطوا سبحوا.

* وكان يكره للمسافر وحده أن يسير بالليل ن بل كان يكره السفر للواحد بلا رفقة .

* وكان يقول : (( إذا نزل أحدكم منزلاً فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه )) [ رواه مسلم والترمذي ] .

* وكان إذا رأى يريد دخولها قال حين يراها : (( اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ، ورب الأرضين السبع وما أقللن ، ورب الشياطين وما أضللن ، ورب الريح وما ذرين ، إنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ،ونعوذ بك من شرها وشر ما فيها )) [ رواه ابن حبان والحاكم ] .

* وكان ينهى أن تسافر المرأه بغير محرم ولو مسافة بريد .

* وكان يأمر المسافر إذا قضى نهمته من سفره أن يعجل الأوبة إلى أهله .

* وكان إذا أقبل من سفر يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول : (( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، آيبون تائبون عابدون ، لربنا حامدون ، صدق الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده )) [رواه البخاري ] .

* وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد ، فركع فيه ركعتين [ زاد المعاد جـ2 / 443-454 باختصار ]

من فوائد مجالسة الصالحين

قال لقمان لابنه : يا بني ، جالس قوماً يذكرون الله بطاعته ، فإن كنت عالماً نفعك علمك ، وإن كنت جاهلاً علموك ، وإن نزلت عليهم رحمة أو رزق كان لك فيه معهم حظ ، ولا تجالس قوماً لا يذكرون الله ، فإن كنت عالماً لم ينفعك علمك ، وإن كنت جاهلاً زادوك جهلاً ، وإن نزلت عليهم لعنة أو سخط شاركتهم فيه .

لا ترسلوا أبنائكم للخارج

سؤال : فضيلة الشيخ : بعض العوائل المسلمة في بلادنا يرسلون أولادهم في العطل الصيفية للسكن مع عوائل في بريطانيا وأمريكا بحجة تعلم اللغة الإنجليزية فما حكم ذلك ؟
الجواب :
* لا يجوز ذلك ، لأن هذا خطر عظيم على هؤلاء الشباب ، وفيه تخريب وإفساد لأخلاقهم وعقائدهم وتشكيك لهم في الإسلام .

* وينبغي أن يُعلم أن الصغار الذين في سن الخامس عشر ونحوها إذا تربوا ولو زمناً يسيراً كل سنة كشهر أو شهرين في مثل تلك البيئات المنحرفة فإنهم يتأثرون بهم ، والغالب أن أولئك الكفار ينشطون في بث التشكيكات في قلوب هؤلاء الشباب ، ويلبسون عليهم دين الإسلام ، ويعظمون قدر الكفار في قلوبهم ، ويطلعونهم على إنجازات أهل الكفر واختراعاتهم وصناعاتهم ، ويغرسون فيهم أن الإسلام هو الذي عاق أهله فلم يفلحوا ولم يخترعوا ولم يتقدموا ، فيكون ذلك سبباً في إضعاف دين هؤلاء الشباب وزعزعة العقيدة من نفوسهم

سؤال : فضيلة الشيخ : الأغلب أن هؤلاء الشباب يسكنون مع عوائل هناك فيها اختلاط ؟
الجواب :
* هذا أيضاً مما يعظم المصيبة إذ تحيط بالشاب الشهوات مع الشبهات . فيُبتلى بالفواحش والفتن فتفسد أخلاقه ودينه والعياذ بالله [ الشيخ ابن جبرين ]

مفاسد السفر إلى الخارج

سؤال : فضيلة الشيخ : كثير من الناس يسافر إلى البلاد الأجنبية لقضاء الإجازة ، فما هي المفاسد التي تحدث بسبب ذلك ؟ وما قولكم في بعض النساء اللاتي يكشفن وجههن ويتعللن بالحاجة إلى ذلك ؟
الجواب :
* أرى أن من أنعم الله عليه بالمال ألا يسافر إلى البلاد الخارجية ، وأما من لم ينعم الله عليه بكثرة المال ، بل ابتلاه بالفقر ؛ فهو ليس بذاهب ، لكن المشكل فيمن أغناه الله ، فأرى ألا يذهب إلى البلاد الخارجية لأن في ذلك مفاسد :
أولاً : أن أهله سيتغيرون لما يشاهدونه سواء تغيروا فجأة أو على المدى الطويل .

ثانياً : أنه كما قال السائل ربما تغطي المرأه جميع بدنها إلا وجهها ، يعني تغطي البدن وتبقي ما فيه الفتنة ؛ لأن إظهار الوجه هو الفتنة في الواقع ، وجمال المرأه في وجهها ، ومحمل الفتنة وجهها ، لا شك في هذا .

ثالثاً : أنه ربما يتأثر في عقيدته وعبادته وأفكاره وأخلاقه لما يرد على قلبه أو يورد عليه من الشبهات والتضليل ، فيخسر بذلك دينه ودنياه .

رابعاً : إضاعة الأموال الكثيرة بما لا منفعة فيه بل فيه مضرة .

خامساً : إثراء اقتصاديات البلاد التي سافر إليها ، وربما يكون في ذلك ضرر على المسلمين .

سادساً : ابتعاد الإنسان من أهله وبيئته التي لا شك أن بقاءه بينهم أوصل للرحم وأجمع للشمل .

سابعاً : تلك المفسدة الفادحة إذا ذهب الإنسان وليس معه أهله ، فإنه قد يغريه الشيطان بارتكاب الفاحشة وهي الزنا ، والعياذ بالله .
[الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - ]

إياك وإخوان السوء

وعظ بعضهم ابنه فقال له : (( إياك وإخوان السوء ، فإنهم يخونون من رافقهم ، ويسدون من صادقهم ، وقربهم أعدى من الجرب ، ورفضهم والبعد عنهم من استكمال الأدب والدين ، والمرء يُعرف بقرينه . قال : والإخوان اثنان : فمحافظ عليك عند البلاء وصديق لك في الرخاء ، فاحفظ صديق البلية ، وتجنب صديق العافية ، فإنه أعدى الأعداء .

كيف تقضي المرأة الإجازة ؟

سؤال : كيف تستغل المرأة وقتها في الإجازة ؟ وكيف تطلب العلم الشرعي ، نرجو توضيح ذلك ؟
الجواب : النساء شقائق الرجال ، ويجب عليهن المحافظة على الأوقات كما يجب على الرجال ، والمرأه أشد مسؤولية بالنسبة للمحافظة على الوقت ، لأن المرأه في بيتها ، والنساء والحمد لله اليوم يتمكن من مراجعة الكتب ؛ ففي إمكان المرأة أن تراجع الكتب مرة ، وأن تستمع إلى الأشرطة مرة ، وأن تأخذ بإخوانها الصغار تدرسهم وتعلمهم مرة ، أو تشتري مثلاً مكينة تتعلم عليها الخياطة ، وما أشبه ذلك ، فمجال اعلم للمرأه واسع ، كما أن مجال العمل للرجال واسع أيضاً ، ثم إن الدروس – دروس الرجال – إذا كانت في وقت مناسب للنساء أمكن النساء أن تحضر ، وأكثر المساجد اليوم والحمد لله موجود فيها أماكن مخصصة للنساء ، تأخذ المرأه حريتها في هذه الأمكنة ، يمكنها أن تضع عباءتها وتكشف وجهها ، ويمكنها أن تتكئ على الجدار وما أشبه ذلك ، فالأمر واسع والحمد لله .
[الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - ]

نصيحة للشباب

قال الشيخ عبد الله الجبرين : الشباب ، وبلا شك عليهم مسئولية كبرى ، وذلك لأنهم غالباً هم الذين معهم ميل إلى اللهو والبطالة ، ومعهم إذ1صلحوا قوة في العمل ، وقوة في مواصلة العمل ، فننصح هؤلاء الشباب أن يحافظوا على أوقاتهم من اللهو والبطالة ، وأن يختاروا الصحبة والرفقة الطيبة الذين يعينونهم على الخير ويحفظون أوقاتهم ، ويعينونهم على الأعمال الصالحة ومواصلتها ، وننصحهم ألا يبيتوا طوال ليلهم على سهر أو سمر يقطع عليهم وقتهم ، ويضيع عليهم زمنهم في غير فائدة .. وننصحهم بكثرة تلاوة القرآن الكريم والحرص على قيام الليل والله المسئول أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اعداد القسم العلمي بدار الوطن

نقله إبراهيم سرحان
 

استغلال الإجازة
  • الأنشطة الصيفية
  • مشـروعات للإجازة
  • رسائل
  • الأسرة والإجازة
  • الفتاة والإجازة
  • السفر وآدابه
  • منوعات
  • أحكام العمرة
  • الصفحة الرئيسية