اطبع هذه الصفحة


السياحة في بلاد الكفر

عبد اللطيف بدر العثمان

 
قربت الإجازة الصيفية ، وقرب موسم السفر ، و بدأت الأسئلة أين ستسافر هذا الصيف ؟ ونظرا لسوء الأحوال الجوية وشدة حر الصيف المتوقعة ، يرغب كثير منا في السفر إلى الخارج للسياحة ، وكون من نجاح السفر اختيار البلد المناسب أحب أن اكتب عن اختيار بعض المسلمين لدول الكفرة للسياحة ، فكثير منا وللأسف من يسافر إلى بلاد الكفر ، أو بلاد يكثر فيها الكفر والفسق وقد تكرر السؤال ممن يريد السياحة لبلاد الكفر في من أفتى بالجواز السفر إلى بلد الكفر؟ وبهذا المقال سأذكر السلبيات التي تقع على كثير من المسلمين من جراء سفرهم لبلاد الكفر أو ما يشابهها من الأماكن السياحية .

وأولى هذه التنبيهات : انه قد حكم بعض العلماء أن السفر خارج البلاد من غير حاجة , أو مصلحة راجحة أنه من إضاعة المال المنهي عنها ، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " لا نرى أن الإنسان يسافر إلى بلاد خارج بلاده إلا لحاجة أو مصلحة راجحة ؛ وذلك لأن السفر إلى البلاد الخارجية يتكلف نفقات كبيرة لا داعي لها فتكون من إضاعة المال وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال " ، وقال رحمه الله : "ولهذا أرى أن الذين يسافرون إلى بلد الكفر من أجل السياحة فقط أرى أنهم آثمون , وأن كل قرش يصرفونه لهذا السفر فإنه حرام عليهم وإضاعة لمالهم وسيحاسبون عنه يوم القيامة " ، ويزداد ألأمر خطورة عند تقوية سوق الكفار ، ونشاطهم السياحي الذي يعود للمسلمين في الخسارة وربما يعين الكفار في محاربة المسلمين .

وثانيا : لا شك إن السياحة في بلاد الكفر تعرضك للجلوس والمشاهدة والسماع لأماكن اللهو والمعصية كشرب الخمور ولعب القمار ودخول الملاهي والمراقص و تبرج النساء و كذلك دور العبادة غير المسلمة والأماكن التي تعظم عند بعض الأديان ، فكل هذه الأمور تجعل المسلم وأهله وأبناءه ومن برفقته على خطر في اكتساب الذنوب وغضب الرب سبحانه ، وقد يحصل بذلك ضرر على الإنسان في أخلاقه وأفكاره وقلبه ، وهذا من أشد الأمور التي يخشى منها في السفر إلى الخارج ، فكم من ذهب وخدش بحيائه وتغيرت نظرته لمسائل شرعية كان يعملها ويعلمها بعد رجوعه من بلاد الكفار، فكم من صالح رجع طالح ، وكم من مسلم رجع كافر ، فخطره عظيم جدا فنحذر ونحذر من السفر إليها .

وثالثا : التوسّع في المباحات الإكثار منها بحيث تشغل عن الطاعات وربما تناول الكثير من المكروهات وقد تجرّهم إلى المحرمات ، وقد قال العلماء أن الوسائل لها حكم المقاصد ، فإذا كان سبب هذه المباحات يقع في محرم كان المباح محرم ، وكذلك التوسع بالمباحات فيه إضاعة الوقت من غير فائدة .
كل هذه السلبيات وغيرها تقع عند سفر المسلم لبلاد الكفار ، لا شك إن إحدى هذه السلبيات تكفي في تحريم السفر لبلاد الكفار ، فكيف إذا انضم إليها الأدلة الشرعية ؟ وكيف إذا زيد فيها أحاديث الورع وترك الشبهات وابتعاد عن الفتن ، لاشك أنا تدل على حرمة السفر لبلاد الكفار ، ولا يبعد هذا الكلام كثيرا عن بعض الدول العربية التي يكثر فيها الفساد والرذيلة عن حكم السفر البلاد الكفار
فنبغي الاهتمام أكثر في اختيار الدولة التي ستسافر لها ، من خلوها من المنكرات والتأثر السلبي عليك وعلى المسلمين .

وأخيرا : أختم بنصيحة الشيخ صالح الفوزان لمن يسافر لبلاد الكفار لحاجة تبيح له السفر:
" ونصيحتي لمن يسافرون للخارج ممن يجوز لهم السفر شرعًا أن يتقوا الله ويحافظوا على دينهم ويظهروه ويعتزوا به ويدعوا إليه ويبلغوه للناس ، وأن يكونوا قدوة صالحة يمثلون المسلمين تمثيلاً صحيحًا ، وأن لا يبقوا في بلاد الكفار أكثر من الحاجة الضرورية " انتهى .

عبد اللطيف بدر العثمان
Al3thman77@hotmail.com

 

استغلال الإجازة
  • الأنشطة الصيفية
  • مشـروعات للإجازة
  • رسائل
  • الأسرة والإجازة
  • الفتاة والإجازة
  • السفر وآدابه
  • منوعات
  • أحكام العمرة
  • الصفحة الرئيسية