اطبع هذه الصفحة


إنه عيد الأضحى .. فاخلعوا الأحزان

عبد الحميد المحيمد
@abd_h_as

 
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ


يأتي العيد عاماً بعد عام ليشعل في القلوب مشاعر السعادة والبهجة ويطفئ دموع الأسى والألم ويبدد ضباب الكدر والهم .
يأتي العيد بأمر ربه حاملاً بين طياته أملاً جديداً وفضلاً إلهياً عظيماً، ليقول للقلوب المكلومة : هوناً عليك بعض الألم ولتخلعي سرابيل القلق ولتمسحي دموع الحزن ولتفرحي بفضل الله وبرحمته .
يأتي العيد ليقربنا من ربنا أكثر وليذكرنا بإحسان الله وفضله علينا؛ أن خلقنا سبحانه وأمدنا بالقوة ورزقنا من الطيبات وجعلنا مسلمين .
قال ابن رجب (رحمه الله) : والعيد هو موسم الفرح والسرور ، وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بمولاهم إذا فازوا بإكمال طاعته وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها بفضله ومغفرته كما قال تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} [يونس: ٥٨] .
وقال بعض العارفين : ما فرح أحد بغير الله إلا بغفلته
عن الله ، فالغافل يفرح بلهوه وهواه ،والعاقل يفرح بمولاه .
ومن الخطأ أن يستثير المسلم أحزانه ويستذكر آلامه يوم العيد.
فإن هاجمته تلك الهواجس فليردها باستذكار فضل الله ونعمه،
وليتذكر أن نبينا صلى الله عليه وسلم كان يكتم أحزانه يوم العيد ويظهر البشر والسرور ويسمح باللهو المباح؛ فيقول (صلى الله عليه وسلم) :
لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، إني بعثت بالحنيفية السمحة .
ويقول (صلى الله عليه وسلم) لأبي بكر عندما انتهر الجاريتين وهما يلهوان ويضربان بالدف :
دعهما يا أبا بكرٍ، فإنها أيامُ عيدٍ.. [صحيح البخاري].
والعيد من شعائر الإسلام شرعه الله سبحانه توسعة على خلقه وإيناساً لهم بالاجتماع والابتهاج واللعب في حدود المباح .
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ . [سنن أبي داود وصححه الألباني].
وفي عيد الأضحى تجتمع أعظم الأيام : يوم النحر وأيام التشريق وهي خير الأيام عند الله وأعظمها قدراً.
قال صلى الله عليه وسلم: أَعظمُ الأيَّامِ عِنْدَ اللَهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ القَرِّ .[أبو داود وصححه الألباني ].
ويوم القر: هواليوم الذي يلي النحر وهو يوم الحادي عشر.
وفي صبيحة عيد الأضحى تعج المآذن بالتكبير والتهليل وتصدح حناجر الحجيج ملبين لرب العالمين: لبيك اللهم لبيك ..لبيك لا شريك لك لبيك... إنّ الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك.
وفي يوم العيد يخرج المسلمون- في كل بقاع الأرض- إلى المصليات والمساجد- كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً- كي يؤدوا صلاة العيد ويستمعوا إلى الخطبة والدعاء.
إنه لموقف يبعث في النفوس استشعار عظمة هذا الدين وكماله وجلالة قدره .
وفي يوم العيد تترسخ روابط الأخوة والمحبة بين الجيران والأقارب فيتبادلون التهنئة ويتزارون ويتهادون لحوم الأضاحي.
نسأل الله أن يتمم فرحة المسلمين بالفرج عن مكروبهم
والشفاء لمريضهم والمغفرة لمذنبهم والنصر والفتح المبين لعامة أهل الإيمان والمسلمين .
تقبل الله طاعتكم وأسعد أعيادكم أجمعين .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

 

وقفات مع العيد
  • فلاشات العيد
  • عيد الفطر
  • عيد الأضحى
  • أفكار دعوية
  • أحكام العيد
  • مـقــالات
  • قصائد
  • أعياد الكفار
  • الصفحة الرئيسية